الموضوع: مثلث النار
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 03-14-2019, 06:41 PM
 
QUOTE=ألكساندرا][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://a.top4top.net/p_1057ywbn91.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
















الفــــــصل الثآني

........دخلت آشلي في ساعة متأخرة الى الشقة فوجدت أمها تجلس على الكنبة وتقوم بالتدخين بينما هي تشاهد فلما
فقالت متذمرة :" امي اوقفي التدخين ارجوك لقد انتشرت الرائحة في انحاء الشقة "
وباشرت بفتح النوافذ فتنهدت امها قائلة :" هل الرائحة هي التي أزعجتك وليس رؤيتي أقتل نفسي ببطء "
التفتت نحوها ببرود وقالت :" اذا كنت تعرفين ان التدخين قاتل فلما لا تتوقفين ....صدقيني انا لا اهتم ,فانت بالغة تستطيعين الاهتمام بنفسك ولن اعلمك كيف تتصرفين فهذا دورك وليس دوري ....من منا الام هنا؟ لأنني بدأت أشك في الامر في الآونة الاخيرة"
غضبت امها فجأة فوقفت واعترضت طريقها ثم قالت :" اذن هل ستدعينني العب دور الام وأسألك اين كنت في هذا الوقت المتأخر ؟؟من حقي ان أعرف الاجابة فأنا والدتك ....لا تضيعي حياتك بهذه الطريقة فانت شابة جميلة بإمكانك ان تصطادي احد الاغنياء و تعيشي مترفة بدل مرافقة الشباب الى النوادي الليلية....انا انصحك لأنني كنت مراهقة يوما و دمرت حياتي بيدي و لا اريد من ابنتي ان تفعل مثلي لهذا ...."
حركت آشلي يدها علامة على الضجر و الانزعاج فبدت بتلك الحركة تشبه شرطي مرور يطالب سائق دراجة متهور بالتوقف جانبا و قالت :" يكفي ....يكفي لقد تأخرت في لعب دور الام كثيرا, بداية منذ متى كانت الامومة مسرحية تنال فيها الامهات ادوار الحنان والرأفة والاهتمام بالأبناء ثم هل عشت انت مترفة عندما تزوجت رجلا غنيا؟ ...انظري الى نفسك بلا عمل او بيت دائمة التدخين ...انفجرت ضاحكة ثم تابعت كلامها الجارح و تحاولين رفع قضية على زوجك ستنتهي بزجك في السجن "
توجهت امها نحوها وضربتها بكف على وجهها :" احترمي نفسك وتذكري لمن توجهين هذا الكلام ....انا امك ان نسيت ....ربما انتهى زواجي من ذلك الثري لأنه يغار كثيرا وفكرة ان لدي ابنة في مكان ما لم ترق له ,لكن هذا لن يحدث معك فانت ليس لديك ابنة مثلي ....بسببك انتهى زواجي لهذا من واجبك تعويضي مفهوم ان لم احصل على حقوقي في المحكمة فسآخذها منك غصبا فانت سبب تعاستي منذ ولادتك"
........ كانت تلك الكلمات صادمة بالنسبة لآشلي التي ظلت صامتة مندهشة وراحت تقول في نفسها....أعرف جيدا ان أمي لم تحبني يوما وأنها أتت الى هنا لأنها مفلسة حتى انني كدت أقتنع بأنها ندمت على تركي و تحاول تعويضي بقدر المستطاع لكن لم أتوقع قط ان يكون مجيئها الى هنا هو الحصول على التعويض مني لا تقديمه لي ابتسمت لها و انا احارب نفسي لأخفي غضبي و خيبة أملي وقلت لها :" لك ما تريدين سأعوضك ...فقط قولي لي كم المبلغ ؟؟"
عندما نظرت نحوها بدت لي كمن تلقى لطمة على وجهه لم يحسب لها حسابا فقالت لي :" لا تفهميني خطأ ....انا فقط أريد ان اضمن لكلينا مستقبلا مترفا "
تركتها وتوجهت الى غرفتي أ لا يكفيني ما مررت به اليوم من مشقات؟ رميت نفسي على الفراش و نمت نوما عميقا ....في الصباح الموالي استيقظت مبكرا وخرجت من البيت خلسة بعد ان قمت بجمع اغراضي سأتكفل بدفع تكاليف الشقة لكن بعيدا عنها فأنا لم اعد أطيق رؤية وجهها سأعوضها عن الالم الذي سببته لي منذ كنت صغيرة ، فقط لأنها من المفترض ان تكون المرأة التي يجب ان اناديها " امي" شعرت برغبة في البكاء ،فجلست على كرسي خشبي موضوع على حافة الطريق و باشرت بالبكاء بدون اصدار صوت او شهيق كانت دموعي تنهمر على خدي كالسيل الجارف ، لقد كنت غبية لأنني فتحت لها بابي مجددا لا اقصد باب شقتي وانما باب قلبي فحطمته أشعر انني لم أعد املك واحدا فقط مجرد شظايا عالقة بين أضلاعي....بكل وقاحة تأتي الي وتطالبني بالتعويض ، ما الذي فعلته لي غير انجابي ورميي في الشارع عندما قررت الزواج برجل ثري ؟ ما من أم قد تفعل ذلك ألم تفعل أم هانز المستحيل لتربي ابنها وتعلمه حتى بات اليوم لا يرضى ان يسمع عنها سوءا ...لست محظوظة مثله بالرغم من ان امي حية الا انها مستحيل ان تموت لأجلي...بل العكس تماما هي لا تتوقف عن رميي بسهام جعلت من قلبي فتات لقد قتلتني و حطمتني تماما الان بت أجسد الانسان الحي الميت فجأة بدأت الامطار بالهطول فابتلت ثيابي كلها نظرت نحو السماء حتى هي بكت لحالي ، توقفت سيارة بالقرب مني فنزل رجل منها بدت الهيبة تنبعث منه بينما هو يسير نحوي حتى وقف أمامي و قال :" انت ابنة ايميليا .....لقد عرفتك فانت تشبهينها في الشكل "
نظرت نحوه وانا أتساءل عن مادا سيحصل الان :" نعم أنا ابنتها ....ماذا تريد مني؟ "
جلس على الكرسي بجانبي وقال :" انه يوم جميل صحيح " انه يلف ويدور حول الموضوع فأين يكمن الجمال في تلك السحب السوداء التي تغطي السماء ,جعلت من كل شيء يبدوا كئيبا :" حسنا ربما انت لا تعرفينني ...أنا زوج أمك السابق و ببساطة اعرف انكما تعيشان معا لهذا اخبريها انها ان لم تسحب الدعوى فلن ينتظرها شيء جيد في المستقبل "
انه يقوم بتهديدي رائع هذا الذي كان ينقصني شعرت بالدم يغلي في عروقي فنهضت وقلت له:" كنت اعيش معها اما الان فلا ....ما يحدث بينك وبينها لا يعنني لذلك افعل ما تريد فلست أهتم لا بك او بها "
ثم حملت حقيبتي وتابعت سيري لقد حسمت أمري من الان فصاعدا لن أشغل نفسي بالتفكير فيما مضى سأفكر فيما هو قادم وحسب و سأنسى كل من يؤذيني لا وجود لفرصة ثانية في قاموسي سأدوس على كل من يحاول التقرب مني ، فلم أعد أملك قلبا منذ زمن فقط مجرد قطع حطام لم يعد لها معنى الان.... الانسان في هذه الحياة اما ان يسامح ويعاني مجددا او يقطع كل الروابط و معها همومه ويعيش مرتاح البال والضمير ، لقد تعلمت درسا مهما اليوم فمن الغباء ان تتعثر بنفس الحجر مرتين ، لا وجود للحب في هذا العالم فان كانت الام قادرة على التخلي عن ابنتها ببساطة ، فمن لا يستطيع التخلي عنها بنفس السهولة اي حب آخر أمام حب الام لأولادها هو مجرد وهم لا أساس له و ان تقرر انه لا وجود له فهذا معناه ان الحب لا وجود له في الاصل شعرت براحة كبيرة تنبعث من أعماقي، بعد أن حسمت أمري انتهى زمن العذاب و الالم.


......مرت الايام بسرعة بعد تلك الحادثة ، حيث عثرت على شقة جديدة و انتقلت اليها ، ضاعفت من ساعات عملي و تكفلت بدفع ايجار الغرفة الاخرى، دون ان أترك اثرا يدل على عنواني الجديد فأنا لا اريد رؤية تلك المرأة مرة أخرى في حياتي ، صادف هذا انتهاء العطلة فعدت الى الجامعة مرة أخرى لأتلقى الدروس سأبذل جهدي لأتخرج في أسرع وقت ممكن و ابني مستقبلي الجديد الذي لن يشاركني احد فيه اذا ابتعدت عن الناس فلن يجرحني احد هذا عين العقل

.....كنت أدون الملاحظات في دفتري بسرعة قبل ان يمسح الاستاذ السبورة فلا احد مهتم بالكتابة غيري فكل شخص في القاعة مهتم بموضوع ما فمنهم من يتحدث على الهاتف ....و مناظر اخرى غنية عن الوصف ، فجأة لمحت فتاة تجلس في الصف الامامي تكتب الدرس مثلي يا للغرابة!! هناك من يهتم في النهاية اذن... قررت الذهاب والجلوس بقربها سيكون هذا احسن من البقاء بقرب مجموعة من الشباب الطائشين يحاولون التودد الي بطريقة مقززة ، لكن عندما وصلت بقربها تفاجأت لم تكن تدون الدرس كما اعتقدت وانما كانت تكتب رسالة منظرها أوحى لي انها رسالة اعتراف تملأها العواطف كم هذا سخيف تابعت سيري أكثر حتى وصلت الى المقعد الاول وجلست هناك بمفردي بعيدا عن الجميع وتابعت الكتابة في دفتري ، لقد بدت البهجة على الدكتور عندما وجد شخصا مهتما بشرحه اجابني على كل أسئلتي برحابة صدر عندما انتهى الدوام رحت اجمع اغراضي

فاعترضت تلك الفتاة طريقي وقالت لي :" عذرا اريد ان أطلب من خدمة فهل تسمحين لي بأخذ دقيقة من وقتك "

......جلست آشلي على كرسيها وانتظرت خروج بقية الطلاب و عندما خرج آخر طالب التفتت نحو الفتاة و سألتها :" ما المشكلة يا آنسة بما استطيع ان اخدمك ؟"
ضمت الفتاة يديها الى صدرها وقالت بصوت مرتبك :" اريدك ان تقرئي شيئا " اخرجت الرسالة المعطرة بمسك رومنسي وقالت لها :" خذي هذا لو سمحت ...اخبريني برأيك عندما تقرئينها"
امسكت آشلي الرسالة بيديها وقامت بفتحها : أنت القمر الذي ينير ليالي المظلمة ويساعدني في تجاوز مخاوفي ....

....كانت العبارة الاولى كفيلة بجعلها تشعر بالاشمئزاز ، لكنها واصلت القراءة احتراما لمشاعر الفتاة الواقفة تنتظر رأيها ، وعندما انتهت سلمتها الرسالة ثم حملت حقيبتها وتوجهت نحو الباب فاعترضت الفتاة طريقها بسرعة :" لم تخبريني برأيك يا آنسة ...انها محرجة صحيح " حاولت آشلي رسم ابتسامة على وجهها لكنها عجزت عن ذلك لقد اعتادت شفتاها على العبوس فقالت ببرود :" عباراتك جميلة ولكنها تحتوي على اخطاء املائية كثيرة لهذا قومي بتصحيحها لأنها ستشوه جمال العبارات و رقي الاسلوب "

ثم تابعت تقدمها متجاهلة ملامح الاستغراب التي غزت وجه الفتاة الشقراء الجميلة

......قدم ياتوا بسيارته الرياضية الجميلة الى الجامعة و جلس ينتظر خروج يوريكا بنفاد صبر لقد طلبوآ منه الذهاب الى هناك و احضارها ما سبب له الانزعاج، عندما لمحته ركضت مسرعة باتجاهه و صعدت الى السيارة حيث جلست بقربه :" ياتوا انت جئت لملاقاتي و اصطحابي انا عاجزة عن تصديق ذلك "
شغل محرك السيارة و انطلق يشق طريقه بينما لم تبعد هي عينيها عنه لقد كانت نظرات الاعجاب التي ترمقه بها تفضح ما تخفيه في قلبها من هيام ....انها تحبه الى حد الجنون لكن بالمقابل هو لا يبدوا عليه انه مهتم بها أصلا فقالت بأسى وحزن ظاهر:" ياتوا أصدقني القول ....لقد اجبرك والدك على القدوم الى هنا واصطحابي "

ابتسم ياتوا بطريقة جعلت دقات قلبها تتسارع :" من اوحى لك بذلك ؟انا فقط لا احب ان يأمرني احد يا عزيزتي "

احمرت وجنتاها عندما استخدم لفظ عزيزتي ليناديها به انها منتبهة لكل كلمة يقولها و لا يفوتها شيء يخصه ,طلبت منه أن يذهبا الى محل المثلجات قبل التوجه الى البيت فنفد رغبتها واصطحبها الى متجر المثلجات كانا يجلسان في طاولة تطل على شاطئ البحر ....النسيم العليل يلفهما و المكان شاعري جدا فابتسمت يوريكا وقالت له :" كيف تجري الامور معك يا ياتوا ؟"

تناول ملعقة من صحن المثلجات التموضع أمامه وصرح قائلا :" اموري بخير ...أعتقد أنني سأنخرط في صفوف قوات الشرطة قريبا "

لقد كان ياتوا ضابط شرطة قدير في بريطانيا و حصل على الكثير من الترقيات لكنه اخذ اجازة من عمله وقدم الى هنا من اجل جدته ثم اتضح له ان الجلوس بدون عمل امر ممل جدا ، فالتهبت وجنتاها احمرارا بسبب الاحراج لأنه مد يده الى وجهها ومسح بقعة من المثلجات علقت فوق شفتها :" هل نعود ؟" حركت رأسها كالمسحورة التي لا تحس بشيء حولها وظلت ممسكة بالمكان الذي لمسه بيده لفترة طويلة.

عندما أوصلها الى البيت دعته للدخول معها لكنه رفض ذلك ثم أدار عجلة السيارة وانطلق يشق طريقه نحو البيت وهو يشعر بالملل الشديد ,مند قدومه الى اليابان وهو يتسكع بلا عمل و دون ان يقوم بعمل مفيد حتى باتت ايامه ولياليه كلها مضجرة مميتة للقلب
دخلت يوريكا الى البيت بسرعة وهي تنشد لحن اغنية بين شفتيها الرقيقتين بسبب السعادة العارمة التي تحس بها هذا اليوم فالتقت بوالدها الذي سألها:" ما سر هذه السعادة يا يوري ؟"

احمرت وجنتاها بسبب الاحراج فردت على عجل عندما لمحت اصراره لمعرفة السبب فقالت :" لا شيء يا ابي انا فقط شعرت برغبة في الغناء...اعذرني سأصعد الى غرفتي "
-حسنا...سنتناول العشاء بعد لحظات فلا تتأخري في
-حاضر يا ابي( قالتها وهي تصعد الدرج مسرعة متجاهلة ابتسامته الماكرة ) فتحت باب غرفتها وجلست على السرير تتذكر اللحظات القليلة التي جمعتها بياتوا الوسيم .
....في هذه الاثناء كان المطعم نشيطا كعادته اذ حملت آشلي الطبق وسارت به نحو الطاولة الخامسة التي كان يجلس اليها رجل وزوجته يحتفلان بمرور عام على زواجهما , كانت المرأة شابة جميلة جدا ذات شعر اشقر وعينان زرقاوان بينما زوجها عجوز كبير في السن يبدو عليه انه على مشارف الخمسين او اكثر , سلمتهما طلبهما ثم انصرفت بسرعة الى المطبخ حيث كان طاقم المطعم مجتمعين فسألت ايهاب قائلة :"هل هذا كل شيء لليوم يا ايهاب ؟" التفت نحوها وابتسم قائلا :" لم يأتينا زبائن كثر اليوم لذلك اعتقد اننا سنغلق قريبا ...سوسن توقفي عن استراق النظر على الزبائن "
جلست سوسن بقربه وهي احدى نادلات المطعم وقالت بسخرية :" لقد كنت اراقب العجوز وزوجته...تخيلوا انهما يحتفلان بذكرى زواجهما الاولى...المال حقا يصنع العجب فقد جعل هرما يتزوج بحسناء قاهرة الجمال "
لم تستغرب كوشينا من كلام زميلاتها في العمل لأنها قد اصابت لب الموضوع فلطالما كان المال سيد الطماعين فلاشك ان هذه المرأة تنتظر وفاة زوجها بفارغ الصبر لتضع يديها الكريهتين على ماله وتسطو على نفوده ، مجرد التفكير في الامر سبب لها السقم فاعتذرت منهم لتعود الى بيتها فهي لم تعد تطيق رؤية هاذين الزوجين فهما يذكرانها بوالدتها المهووسة بالنقود

كانت تسير بلا وجهة معينة غارقة في ظلام قلبها و سواد ليلها كل شيء يحدث في هذه الحياة يكون خلفه سبب معين وحكمة من وقوعه لكنها الان تجهل سبب كره والدتها لها ، ولماذا هي بدون قلب وحقيرة هكذا ؟ لم تشعر بالسيارة القادمة من بعيد حت اصبحت أمامها مباشرة ولأن الوقت ضيق جدا و المسافة التي تفصلهما صغيرة ظلت عاجزة تراقب مرور شريط حياتها البائسة أمام عينيها ,توقفت السيارة في آخر لحظة فخرج منها السائق وهو يشعر بغضب شديد وما ان اصبح بمحاذاتها حتى صرخ في وجهها قائلا:" اللعنة أ لا ترين أمامك؟"

رفعت بصرها نحوه كان شابا ذو شعر اسود وملامح جريئة جدا شعرت انها تعرفه لكنها عاجزة عن تذكر من يكون بسبب الصدمة التي ألمت بها:" انا اتحدث معك يا آنسة...هل انت على ما يرام؟" حركت رأسها ايجابا فتنهد معبرا عن ارتياحه ثم قال لها بلطف :" لقد اخفتني...ظننت انني سأدهسك بسيارتي " جاءها الجواب مسرعا لقد ادركت من يكون هذا الشاب الواقف امامها فقالت بدون حماس :" انت الممثل الشهير دانيال...صحيح؟"

ادخل اصابع في شعره ثم ابعده عن جبهته بطريقة تدل على الافتخار :" نعم...انا الممثل دانيال لكن لا تصرخي عاليا فلا اريد ان يفترسني المعجبين"

رفعت يدها الى فمها و تثاءبت :"أوه.....لا تقلق لست مهتمة كثيرا بالأمر "
برزت اسنانه البيضاء عندما رسم ابتسامة جميلة على وجهه:" هذه اول مرة في حياتي اقابل معجبة لا تصرخ في وجهي جاعلة بذلك كل الناس يطاردونني "

انه لم يبالغ في كلامه مطلقا فهو ممثل مشهور، ذاع صيته في مدة قصيرة واضحى من كبار نجوم السنيما فقالت له :" لا حاجة لك للقلق...انا بخير ولهذا اعذرني سأتابع سيري " لم يتمالك دانيال نفسه فانفجر ضاحكا ما جعلها تستدير نحوه :" ما حكايتك الان يا سيد؟" توقف عن الضحك وقال بحماسة :" انت حقا فتاة مميزة...سأكون مجنونا ان تركت تذهبين دون ان ادعوك الى شرب فنجان من القهوة " رسمت شبه ابتسامة على وجهها وقالت :" شكرا...هذا لطف منك لكن اخشى ان علي الرفض...وداعا"

ثم انطلقت تركض بسرعة لأن المطر باشر بالهطول ، وعندما وصلت الى شقتها جلست على حافة الشرفة وراحت تسترجع احداث هذا اليوم خاصة لقاءها مع الفنان الوسيم ، اكيد لو سمعت زميلاتها في الجامعة بالأمر وكيف رفضت دعوته لشرب كوب من القهوة سيتهمونها بالجنون لكنها لا تبالي بالأمر مطلقا ......سمعت صباح اليوم الموالي طرقا على الباب فسارعت الى فتحه و اذا بها تجده صاحب البيت الذي قال لها :" اخشى يا آنسة انني ارغب في ان تفرغي هذه الشقة "

شعرت بصدمة كبيرة لأنها ظنت اخيرا انها استقرت تماما فسألته ببرود :" عذرا...لم؟" قال لها الرجل وهو يفرك لحيته :" بصراحة المستأجر الاول الذي قدم الى هنا لم يترك الشقة كليا اذ انه كان يعمل بعيدا ثم عاد يطالب بالشقة ...قلت له انني لن اتمكن من تسليمه المفتاح لأنك تعيشين فيها الان لكنه قال بانني وقعت معه عقدا و سيشتكي بي الى الشرطة "

ضمت آشلي يديها الى صدرها بحركة دفاعية وقالت بهدوء:" انا ايضا وقعت معك عقدا لمدة ثلاثة اشهر...اين هو هذا المستأجر فليأتي ليواجهني ؟" تعجب الرجل وقال لها:" انه تحت...في شقتي يطالبك بالمغادرة قبل صعوده..." ابتسمت آشلي ونزلت مسرعة بكل ثقة تلاشت مباشرة ما ان فتحت باب شقة الرجل وشاهدت المستأجر الذي يطالبها بالمغادرة، انه الممثل المشهور دانيال لكنه يرتدي ثيابا بسيطة جعلت من الصعب التعرف عليه :"هذا انت "

وقف على قدميه وتوجه نحوها :" ألست...فتاة الطريق...مادا جاء بك الى هنا ؟ " تذكرت مهمتها بالضبط ثم قالت بثقة :" انا المستأجرة فوق التي تطالبها حضرتك بالمغادرة...اسمع يا سيد دانيال المحترم انا ايضا وقعت عقدا مع الرجل وليس شأني انك تركت الشقة وغادرت وكأنك شبح دون ان تعلم صاحبها بنيتك في العودة "

بدت عليه التسلية وهو يجيبها :" حقا..؟" ضمت يديها الى صدرها بثقة وقالت :" نعم...لن اتخلى عنها مطلقا فمنظرها لطيف و ايضا تطل على منظر جذاب و انا اشعر بالراحة فيها...فابحث عن غيرها "

اقترب منها ولمس خصلة من شعرها فولدت حركته هذه رعبا في صدرها وجعلتها تتخذ موقفا دفاعيا :" هل ستحرمين هذا الرجل الوسيم من اخذ غرفته التي يستخدمها في التدرب على ادواره بسبب منظرها الجميل والمريح ؟"
انه يحاول تملقها لكنها حصينة ضد هذا النوع من الحركات :" وهل ستحرم هذه الفتاة المسكينة من الدراسة في جو هادئ في غرفة ذات منظر جميل"
تركها وانفجر ضاحكا ثم علق قائلا عندما لمح استغرابها ونظرات الحذر في عينيها :" لقد شعرت من اول لقاء انك مميزة...لقد مر وقت طويل جدا لم اخض فيه شجارا طبيعيا متعلق بمشكلة مدنية..."

دخل صاحب العمارة الى شقته حيث كانا هما يتحدثان وقال :" هل توصلتما الى اتفاق؟" التفت دانيال نحوه غاضبا وقال:" انت السبب في كل هذا...لهذا حل هذه المشكلة " فكر الرجل مليا ثم قال:" انا لا اعيش هنا الى نادرا لهذا خد شقتي يا سيد...طبعا ان كان هذا يناسبك "

التفت نحو آشلي وقال برقة اعتبرتها تمثيلا و جزء من موهبته:" ما دامت هذه الشابة ستكون جارتي...فلا بأس المهم ان احظى ببعض العزلة سواء في هذه الغرفة ام في الغرفة الاخرى فلا فرق عندي "

وبهذا حلت هذه المشكلة فشعرت آشلي ببعض الراحة ثم خرجت واتجهت الى غرفتها, كانت عيناه تلاحقانها حتى اختفت خلف الباب فوقف صاحب العمارة امامه وقال له محذرا :" ارى انها اعجبتك يا سيدي...لكن انا احذرك لا اسمح بتلك السلوكات في عمارتي..."

ابتسم دانيال مبرزا اسنانه البيضاء وقال :" اشكر ربك انني ...تركت هذه المسألة تمر على ما يرام ولم ادخلك السجن بتهمة خداعي وتسليم الشقة لشخص آخر اما بالنسبة لما ارغب بفعله فهذا شأني وحدي ولا علاقة لك به...غادر غرفتي الان " خرج الرجل غاضبا بسبب غرور هذا المستأجر الذي لا يطاق جاهلا هويته الحقيقية .

......وفي منزل تبدو على اصحابه انهم يتمتعون بالثراء و الفخامةجلست يوريكا في سريرها تتناول طعام الفطور الذي احضرته لها الخادمة قبل لحظات , رن هاتفها بقربها فحملته و ردت على الاتصال:" مرحبا يا ريو ....مادا تريد؟ " طلب منها الشاب ان تخرج معه لكنها قررت الرفض فهي لا تريد اي احد ...لو كانت هذه الدعوة من ياتوا لكانت رمت كل شيئا خلف ظهرها وقفزت نحوه مسرعة :" آسفة ريو انا مشغولة...أجلها لوقت لاحق "
ثم تركت فراشها وغادرت الغرفة بسرعة , انها ستذهب الى الجامعة اليوم وقد طلب والدها من ياتوا شخصيا ان يوصلها اليها ... و ما هي الا لحظات حتى كانت تجلسه بقربه في سيارته و تنظر اليه بطرف عينها بدى وسيما كعادته يرتدي سترة سوداء و شعره الاشقر مبعثر على جبهته بطريقة جعلت منه فاتنا , كان يقود السيارة بثقة كبيرة و يركز نظره على الطريق :"اخبرني يا ياتوا...هل انت سعيد باصالي الى الجامعة في كل يوم ؟ " قال ببرود بدى واضحا من صوته :" راحتك تسعدنا يا آنسة "
شعرت بالانزعاج بسبب كلامه لكنها فضلت تغيير الموضوع :" هل ستباشر العمل...في قسم الشرطة ؟
" التفت نحوها وقال :" قدمت طلبا خطيا وانتظر الرد...ها قد وصلنا الى الجامعة..."

ودعته ونزلت من السيارة ثم توجهت الى الجامعة، كان الجميع في قاعة المحاضرات يستمعون الى محاضرة استاذ الفيزياء فجلست بقرب فتاة ذات شعر اسود فاحم وعينان بلون رمادي تنبعث منه شرارات الغموض بدى عليها انها مهتمة جدا بالمحاضرة لكن من سوء حظها جلست في الصف الاخير فسألتها قائلة :" هل تحبين الفيزياء؟" التفتت آشلي نحوها بسرعة ..كانت فتاة شقراء جميلة جدا لكنها لا تحب طريقة نظرها نحوها اذ بدت وكأنها تستصغرها بسبب منظر ثيابها البسيطة :" اجل ...الفيزياء ممتعة و الان اعذريني اريد التركيز " شعرت يوريكا بملل شديد بقرب هذه الفتاة الجادة و عندما انتهت المحاضرة نهضت مسرعة و كأنها تحاول الهروب من لهيب النيران

في حين حملت آشلي اغراضها ببطء ثم غادرت المكان , كانت تسير في الشارع عندما لمحت تجمع غفيرا من السكان بالقرب منها فتوجهت نحوه مسرعة لترى مادا يحدث:" سيدتي ماذا يجري هنا؟ " التفتت نحوها المرأة المصدومة وقالت :" لقد تعرضت امرأة لحادث فضيع قبل دقائق...الاسعاف قادمة لتنقلها من هنا " اقتربت كوشينا لتتعرف على المصابة فصدمها المشهد....كانت والدتها غارقة في بحيرة من الدم بلا حراك و الشخص الذي دهسها يجلس بقربها وهو يحاول ابقاءها صاحية فاقتربت منها ببطء ثم ركعت على ركبتيها بقربها وقالت بألم :"أمي...امي..." التفت الرجل نحوها مرعوبا :" انت ابنتها..." لم تجبه على سؤاله بل امسكت بيد امها وحركتها قائلة :" أمي...توقفي عن التمثيل...انت لا يمكنك ان تتركيني " فتحت المرأة عيناها بتعب ووجهتهما نحو ابنتها وقالت لها وهي تلفظ انفاسها الاخيرة:" آشلي...انا السبب في حصول هذا الحادث اذ انني كنت اسير في منتصف الطريق كالمجنونة...آشلي لقد اخطأت في حقك صغيرتي....تخليت عنك وتركتك تعانين...أنا ....أنا...آسفة..."

أغمضت عينيها مودعة هذه الحياة الى الابد متوجهة بذلك الى العالم الاخر , باشرت دموع آشلي بالانهمار وراحت تحركها:" لا يمكنك الاعتراف الان...لقد قلت انك لن تفعلي هذا حتى أخر يوم في حياتك وهذا ليس آخر يوم في حياتك...امي ارجوك انهظي انت ستعيشين...انا لا اريدك ان تموتي "
بدأت الامطار تتساقط بغزارة فوصلت سيارة الاسعاف وسيارات الشرطة لتنقل الضحية الى المستشفى .... يتبع......




[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

[/QUOTE]