عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 02-15-2019, 11:45 PM
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/155028315198399.png');"][cell="filter:;"][align=center]

4-
على حافة الهاوية!
النجدة!
أنا أنهار!
أشعر بالكثير من الوحدة .. والخوف..
أحاول الفرار ولكن..
يُحكِم الأجل قبضته حول عنقي فينزع ماتبقى فيّي من نبض وشتات روح
على مشارف الموت ويَقتنصني هاجس الهلاك، ويصيبني ذعر الفراق، ويخدِشُ تماسكي الخوف وإن قاومت، تنازعَني أخيلةُ الافتراس، وظلالُ التعدي، وتُحاربني كوابيس الظُّلمة
"كلا!أخبرني أن هذا مجرد كابوس!"
لاشيئ ثابت على وجه هذه الحياة , ولا شيئ يدفعك لأن تثق به تماماً
حتى شعورك الذي يقودك لمكان تتوق إليه الآن..
ربما سيلويك بندم بعد مدة..
انهلعت واتسعت عيناها وانفغر فاها وارتعد كل إنش صغير بجسدها,كل ماأخذت تفعله هو أن تبعث خلايا مخها العصبية بإشارات رفض وكأنها تتوسل لعينيها أن تعمى عما ترى ولأن يضرب إعصار عقلها وتفقد ذاكرتها وأن تتحايل على الواقع وتعود أدراجها وتنسى أن قدميها قد قاداها إلى حيثما تتدلى الآن ولتنسى كل ماحدث وتعود إلى بيتها وتستمر بانتظاره فقط..
ابتسم بِـشَّر وهو ينظر إلى عينيها الهرعتين بعمق وثبات بعدما اتضح وجهه وأخيراً من تحت غطاء رأسه القاتم ولمع بريق أزرق بعينيه الياقوتتين ,غرزت أصابعها بأرض الهاوية الصخرية التي تتدلى من أعلاها إلى جرف مرتفع خطير ريثما أحست بتراخي عضلاتها ومفاصلها نتيجة تلف أعصابها , محاولة يائسة منها بالتمسك بقدر ماتحصلت عليه من أمل ساذج
انقض كفيه على كفيها , اقترب منها بهدوء هامساً في أذنها":
ا
ل
و
د
ا
ع
انتفضت وكأن ماساً كهربياً التبسها,سحبت شهيقاً عالياً ونهضت من نومتها فزعة..
بشرة شاحبة , شعر غير مرتب و عينان باليتان..
"هكذا أصبحت!"
الموت هو الحدث المُروِّع، والنهاية الحتمية ذات الطابع المأساوي، والجرس المُربِك الذي يخرق الهدوء، ويُمزِّق العادة..
لقد رأيت شبح الموت يلوح بالآفاق مرات لا تُحصى , عدوت نحو حتفي بسرعة الضوء لأغلب عمري ولم أمت ولكن..
تلك الأخيرة..
قضت عليّ..
هل هذه نهايتي!؟ هذا القَدْر وحسب كان نصيبي من الدنيا!لماذا؟!
بالتدريج أصير مجنونة!
هناك الكثير من العقاقير التي اتناولها يومياً منها مسكنات لآلام عظامي والتهاب المفاصل وخشونتها وهناك فيتامينات وغيرها بالإضافة إلى مضادات الإكتئاب أيضاً
أصبحت نفسية,متوترة ,كثيرة الصمت وأبكي على تقصف أطراف شعري , دائمة الشك , دائمة التفكير حتى عندما أغمض عيني أفكر ,أرى الكابوس نفسه كل يوم ,أستفيق بهذا الشكل كل يوم ..
مضت ثلاثة أشهر على الحادثة , وفي كل يوم تزداد حالتي سوءاً, قال الأطباء أنه من الناحية النظرية أنا بخير وشخصوا حالتي على أنها سيكولوجية وأن حالتي النفسية في استياء وهذا مايعوق تقدمي , ها أجل وجدير بالذكر أيضاً أنني أقدمت على الإنتحار كذلك فأثبت بكل الطرق الممكنة أنني فاشلة وأنه لا أمل يرجى مني
كما كان يقول أبي تماماً
لقد كان أبي على حق في كل كلمة سبق وقالها قبلاً
أنا أتألم..أنهار ولا يمكنني الشكوى
لقد اعترضت بما فيه الكفاية في الماضي وهذا مايجعلني أقف مكبلة بالأصفاد الثقيلة اليوم
لقد حذرني الجميع مراراً ولكنني تمسكت بعنادي الغبي كالعادة
لم أسمح لصوت أن يعلو على صوت خفقات قلبي الأبله وبكل سذاجة
صوتي الآن لا يُسمع
"..تـــا أوني-تشااان!! هيناتااااا!!"
تداخل صوت فجأة ليقتحم خلوتها وثرثرتها الصامتة بداخل عقلها الضائج
"هانابي-تشان!"
"ماذا بك يا هيناتا,لمَ لا تردين أيعقل أنك لم تسمعي ندائي كل هذا؟!"
"ماذا!لكن , أنت...متى دخلت؟!"
"أختي لا تثيري قلقي عليك أرجوك ألم تشعري بي!؟؟"
ظلت تنظر بضياع بعينين تائهتين أكلهما الحزن مؤخراً , أطلقت تنهيدة متعبة بعدما رمت نظرها بإحدى زوايا غرفتها , بدت بشرتها شاحبة لدرجة المرض حقاً ويبدو أنها خسرت المزيد من الوزن أيضاً و من المؤسف رؤية فتاة بمثل جمالها على هذه الحال ..
نهضت هانابي وتناولت بيدها عدة أقراص لعقاقير مختلفة وكوب ماء ووضعتهم بيد أختها وشدت عليها":
"أرجوك لاتهملي أدويتك,يجب أن تتحسني يا هيناتا أرجووك!"
نظرت هيناتا إلى اختها بوجه خال وعينين متعبتين , رأت الدموع في عيني اختها المشفقة على حالها , مدت هانابي يدها وملست على شعر هيناتا بلطف وقبلت وجنتها بحنان ثم نهضت":
"يجب أن تستعدي لإجتماع مجلس العشيرة بعد دقائق يا عزيزتي!"
أه
..
إجتماع العشيرة
هناك حيث يرمونني بالنظرات والتهكمات والإنتقادات
لولا أنني إبنة هياشي فقط لرجموني أو لقتلوني على الأغلب
وعلى الأغلب أنا لاشيئ
..
أشعر أحياناً أني أدور في حلقة مغلقة
أعود إلى الصفر في نهاية كل دورة
لا نلت اعتراف أبي واحترامه ولا..
نارتو
..
مُنهكة..وبشدة
خارت قواي..
إستُهلِكتُ بالكامل..
أود الصراخ بأعلى صوتي ولكني لا أملك حتى الطاقة الكافية
ولا الحجة المناسبة
علام أصرخ وعلى من ؟
إنه خطأي , أنا الملامة وحدي
استنزفت طاقتي برمتها وأنا أخوض حرب خاسرة مع القدر
لا أدري لمَ أنا دائماً عكس التيار
كيف لم أنتبه إلى وجود خطب ما
كنت غبية
اعتقدت أنه بإمكاني تغيير قدري وأن المرء هو من يصنع قدره بيده
هناك نظرية تفسر القدر بأنه كالسير بداخل دوائر متشابكة الحلقات مهما تحايلت وغيرت مسارك ستعود الى النقطة ذاتها التي بدأت منها , عارضت عشيرتي ورفضت قدري وأخذت أعدو خلفه محاولة اللحاق به , لم أرتضي بوراثة العرش ولم أقبل الأمانة التي قُدِمت لي برحب ووقار لأقبلها الآن رغماً عن أنفي
كانت تجلس بمحاذاة والدها الزعيم يترأسان المجلس العتيق, كتمثال شمعي تجلس بأناقة بملابس يابانية تقليدية وتسريحة شعر عتيقة بملامح ناعمة وبشرة بيضاء كالثلج , كانت تشرد بذهنها من وقتٍ لآخر حتى أنها لم تعد تأبه بأي شأن يتحدثون ولا تلقي بالاً لمناقشاتهم الحادة ونظراتهم المُربكة , ليس لأنها قد سئمت منذ اللحظات الأولى لهذا الإجتماع وحسب بل يجدر الذكر أيضاً أن تلك العقاقير التي تأخذها باستمرار سبب رئيسي في فقدانها التركيز بشكل كبير
"نحن بحاجة لإعادة النظر في ميزانية العشيرة من جديد,إتخاذ قرار بالتبرع بهذا القدر من المال للمساعدة في الحرب قد يعرضنا لمخاطر مستقبلية تؤثر بالسلب على مركز العشيرة"
ضرب صوت رخيم أسماعها لينتشلها من شرودها في اللاشيئ
انتبهت للحظات وأعادت ضبط جلستها
لاحظت العيون البيضاء الثاقبة التي تحدق بها منذ بداية الإجتماع
كان عددهم كبير يملئ القاعة حيث لا مفر من نظراتهم
انتبهت أيضاً أنها قد فوتت موعد أحد عقاقيرها حينما أحست بدوار مّوه رؤيتها مع الإحساس بالصداع
أغمضت عينيها قليلاً محاولة طرد أوجاعها وطاقتها السلبية في دوامة الظلام التي سحبتها لداخل ظُلمتها اللانهائية
ضرب رأسها مشاهد تمر سريعاً أمام عينيها
تركض , وتختبئ , ويطاردها مجموعة , تَضرِب وتُضرَب و..
تسقط من ارتفاع الى الخلاء و...
"هااااااااااه!!"
صوت شهقة عالية وقد اتسعت عيناها بهول تحدق أمامها بجنون
عادت الى وعيها لتدرك مكانها وزمانها فاسود وجهها وأخفته ونكست وجهها أرضاً
"جوميه-نساي!"
عم الصمت القاعة وذُهِل الجمع ينظرون إليها بلا ملامح حتى قطع صوت عجوز خشن صمتهم":
"جُنَّت إبنتك يا هياشي-ساما,ياللأسف!"
"هذا مؤسف!"
"لقد فقدت عقلها حقاً!"
"ليس من اللائق قول هذا , لقد تعرضت هيناتا-ساما لصدمة عصبية كبيرة ولم تأخذ وقتها الكافي لتتعافى بالكامل"
"كم من الوقت ستأخذ لتتعافى إذاً؟ لدينا حربٌ ونحن بحاجة لقيادة كاملة هنا"
" إن لم تكن أهلاً لقيادة العشيرة فلتطلعنا لنقوم بإتخاذ إجراءات أخرى للتعامل مع هذا الشأن وبصراحة لا أجد فيها من البشائر لتولي زعامة هذه العشيرة إذ من الآن وهي تسبب المتاعب للعشيرة وتجعلنا علكة في فم باقي العشائر وتكثر الإشاعات بأن الهيوجا محالفة لتنظيمات إرهابية ومرتزقة بسبب علاقتها بالكيوبي"
عقد هياشي حاجبيه بانزعاج وحافظ على هدوئه بينما ظلت هيناتا منكسة رأسها تستمع في صمت وتشد على قبضتها وتعض شفتها محاولة التماسك وعدم البكاء..
"لقد سخر منا اوزوماكي-نارتو أكثر من مرة وتعدى على حرمة العشيرة واقتحمها لمرات كثيرة وانت من سمحت له على الرغم من تحذيراتنا الكثيرة , لقد سببت لنا الإهانة اليوم يا أميرة!"
"انتهى الإجتماع!"
صرخ هياشي بانزعاج وقد أغمض عينيه جالساً بهدوء مشيراً بانتظاره لأن تفرغ القاعة تواً
خرست ألسنة الجميع وعزموا الرحيل , نهضوا بوقار وولوا مدبرين بهدوء يلقون النظرات والهمهمات وكانت جميعاً نصيب وريثة العرش
انتظرت هيناتا حتى رحل الجميع وفقاً للطقوس ثم نهضت بهدوء واتخذت خطوات ثابتة للخروج بدون أن تنطق بحرف
"هيناتا!"
نادى هياشي بنبرة هادئة
توقفت لحظتها , ودت الإلتفات ولكنها تعلم بأي وجه سينظر إليها وما سيقوله وكيف سيؤذيها وقع كلماته على روحها , أحست بالخواء الروحي فجأة فاجهشت باكية وأخذت تركض..
كما يقولون ..
ماأصابك ما كان ليخطئك وما اخطاك لم يكن ليصيبك
لربما كان يجدر بي منذ البداية
ألا..
أحبه..
فلو كان مقدرٌ لي منذ البداية أن أتأذى منه لهذا الحد فسيصيبني القدر ولكن ..
على الأقل ما كنت وصمت عشيرتي بالعار
ماكنت أخجلت أبي..
مجدداً!

قطع الطريق بين الممرات الخشبية المتقاطعة والعديدة , كان يسير باندفاع مُربِك يجعل كل الخدم يسيرون في خط ضيق بمحاذاة الحائط مُفسحين له الطريق تجنباً لجحيم غضبه الواضح , كانت عبائته تتطاير خلفه مع خصلات شعره الطويل , متجهم الوجه عبوس الملامح وعيناه لا تبشران بخير ويسير باتجاه غرفة الأميرة ووريثة عرشه..
وضع الجميع يده على قلبه متوقعين ثورة بركان تهز هذا المنزل بعد ثوانٍ , وهو مالم يحدث تماماً..
على عتبة باب غرفتها المفتوح حيث توقفت قدماه وانفك عبوسه وتشتت تجهمه وتراخت عضلاته حين أبصر هذا المشهد أمام عينيه..
تبكي بحرقة كطفل حمئ , تتناثر خصلات شعرها على وجهها بفوضوية ومنها ما بللته دموعها فالتصق بوجنتيها , شهقات متقطعة متتالية مع سيل من الدموع وقد احمر وجهها بالكامل وهي تمسك بعدة علب لعقاقير تتناول منهم واحدة تلو الأخرى
هناك الكثير من العقاقير المبعثرة على الأرض والتي قد سقطت منها وهي ترتجف باكية
..
انقطع صوت بكائها والتفتت سريعاً وأدارت له ظهرها حين لاحظت وجوده,مسحت دموعها وساد الصمت لدقيقة كاملة ثم..":
"أشفق عليك!"
من يقرأ تلك العبارة لا يتأتى إلى مخيلته أبداً أن الناطق بها هو هيناتا.. لكن هياشي حافظ على هدوئه ولم يبدي حتى تعجبه , اقترب ودخل الغرفة ووقف على بُعد..
"زعيم مثلك وله هيبته ومكانته .. لمَ تكون لديه ابنة مثلي! والكارثة أنها إبنته الكبرى ووريثة عرشه!! إنه فضلٌ منك أنك لازلت تعترف بأبوتي إلى الآن!"
التفتت إليه أخيراً وهي تعتصر ثوبها بقبضة يدها الصغيرة , نظرت إلى عينيه بضعف بينما كان صامتاً كالحجارة ينظر إليها بلا معنى فقير الملامح..
ارتعش جفنها رادعاً دموعها قدر المستطاع لكن هزم الوهن نبرة صوتها ":
"أنا آسفة!"
عضت على شفتها سريعاً وقامت بمسح دموعها بكم ثوبها من جديد ":
"لم أقصد يوماً أن أتسبب بالإحراج لك واعتذر عن كل التهكمات بشأني التي تضطر لسماعها , لا أدري إن كنت جديرة بوراثة دمك ولكنني أحاول! لقد تسببت في الكثير من المتاعب والإهانات ولا استطيع ان أعدك بإصلاح الأمور إذ أني حتى لا أضمن إصلاح وضعي الصحي على الأقل ولكن.. أعدك أنني لن أخذلك في المرة المقبلة وحتى وإن مت فوعدٌ مني أني سأموت بشرف ولن أكلفك عناء الخزي والعار مرة أخرى!"
يمكنك إضافة دقيقة أخرى من الصمت التام لا شيئ سوى النظرات الصماء ..
التفت هياشي فجأة وسار بهدوء خارجاً من الغرفة بدون أن ينطق بحرف واحد مخلفاً طيره الصغير مكسور الجناح مهشم القلب
هي لم تكن تنتظر منه كلمات رقيقة تجبر خاطرها أو تراهات من قبيل أن غد أفضل أو أنه سيظل يدعمها كأي أب طبيعي
هي تعلم جيداً,تعلمته وحفظته تماماً
اعتادت ذلك المشهد بأي حال
منذ صغرها وهو يدير لها ظهره بجفاء
فقط..لو تكلف وقام باحتضانها بدون أن يعلق بكلمة
كان كافياً جداً بالنسبة إليها
لربما كافٍ جداً لدرجة ألا يشعرها بأي ألم مما تشعر الآن
إنزلقت على الحائط وجلست على ركبتيها , انزلق شعرها من على كتفيها ليحاوطها كما لم يفعل أحد في هذا البيت , أخرجت قلادتها "الـيانغ" البيضاء والتي حول عنقها وتخفيها بداخل سترتها..على الأغلب كانت آخر ماتبقى بينهما..
يتخلى عني الجميع
إنهم يديرون ظهورهم ويبتعدون
لا أدري هل العيب مني
فيما أخطأت مجدداً
مالذي أملكه ولم أقدمه
يشهد الله أني بذلت حتى ذبلت

عند تحديد الخريطة التي توضح قرى الشينوبي يبرز للعيان بقعة طويلة خاوية تربط بين القرى وبعضها وتم تقسيمها بالإتفاق بين القرى إلى مقاطعات تأخذ كلاً منها أرقاماً وحروفاً ليتم تمييزها وتتم حماية كل مقاطعة بمناوبات حراسة عبر مجموعات من الشينوبي
وبالرغم من الحراسة المشددة فهناك بقعة جرت العادة بأن أطلقوا عليها "غابة العصابات" وهي جزء من سلسلة من الغابات حيث لا قانون يسري ولا قيود
وهناك حيث يجتمع عصابات ومتشردين وقطاع الطرق والمطلوبين للعدالة والمجرمين الهاربين والذين يصعب الوصول إليهم
إنها غابة كثيفة وطويلة ذات ممرات ضيقة تتميز بارتفاع أشجارها الشاهق وتلاصقها معاً بحيث تشكل ممراً خضري عالي يمكن الهرب والاختباء عبرها بسهولة ولهذا يرجع السبب لعجز الدولة على حصد المجرمين الهاربين هناك
كانت ليلة تمام القمر الأخيرة
يتوسط القمر المنتفخ سماء غابة العصابات
هناك لسعة هواء بارد تشير بإقتراب موعد حلول الشتاء
يبدو أن شتاء هذه السنة سيكون قاسياً جداً
صوت ماس كهربي يخالطه صوت طيور حادة صدر عقب انبعاث ضوء أبيض ساطع متوافقاً مع قانون الفيزياء الذي ينص على أن سرعة الضوء تفوق سرعة الصوت , تبعه صوت صرخات متألمة لرجال ما
"هاه, ها أنت ذا!"
صاح الرجل الذي خرج لتوه من بين الأشجار حيثما صدر الضوء الأبيض منذ ثوان وهو يبتسم ببساطة , صحيح أنه ملثم يخفي ابتسامته خلف قناع لكن هذا مايتضح من حركة عينيه الضيقتين
"ككاشي-ساما,هل عانيت من مشاكل!؟"
ابتسم ككاشي وهو يلقي بيده بعدم أهمية بنبرة مازحة":
"إنهم بعض قاطعي الطرق يريدون نشلي لا يعلمون أني لا أملك نصف النقود التي لديهم ,ههه!"
رمى ككاشي بمخطوطة كبيرة للشينوبي الذي كان بانتظاره لمدة هنا فالتقتها الشينوبي فوراً وأحكم وثاقها برحاله كما لو أنه يعلم مسبقاً ماعليه فعله , بدى الأمر كمهمة ما قد كلف بها
وقف ككاشي وقفته المعتادة وقد صاح ":
"هذه اللفافة أهم من حياتك, تأكد من أن تبقيها بأمان حتى توصلها و.. بلغ سلامي لسيدك!"

انتصف الليل ليزيد تلك المنطقة المقفرة ظلاماً على ظلامها ..
إنها واحدة من أكثر المناطق المخيفة على الاطلاق ..
كانت قديماً ارضاً خصبة خضراء قد هَجَرَتها الخُضرَة ليكسوها لون الرمال وقد جفت الأرض وكَثُرَت الشقوق بتربتها الجدباء ..
هربت الأسماك من أنهارها وحتى الطيور قد هجرت أشجارها التي ذَبُلَت وتحجرت ..
المكان أشبه بصحراء سوداء
لاشيئ هناك سوى الظلام وذاك الهدوء المخيف ورائحة الدماء التي تنبعث من كل ربو ..!
وعلى غير العادة ضربت ضوضاء المكان وصوت ضحكات عالية وقهقهات مخيفة
كان اليوم يوم نصر كبير
وبناء على هذا
فهو يوم توزيع غنائم ضخم
احتسى فيه الجميع الجعة واحتفلوا كما لو أقاموا مهرجاناً
مجتمع من سادة الشر ونخبة المجرمين ومن هم أعلى قائمة المطلوبين
جمع مهجن غير متجانس من كافة البلدان والأجناس والألوان
جمعهم مبدأ واحد
"اللا إنتماء"
حثالة الشينوبي
مرتزقة بلا عقيدة ولا مبدأ
يعيشون لجني الثروات وممارسة العادات الشيطانية
يرتدون زياً واحداً
يلقبون باسم واحد
"الأكاتسكي"
إنه عهد جديد للاكاتسكي لم يسبق أن شهد مجداً يفوقه
نمت المؤسسة الإجرامية لتصبح مؤسسة عالمية ضخمة تضم أكبر وأخطر مجرمي الشينوبي و تشتري العبيد والأسرى وتدربهم ليصبحوا مرتزقة وبهذا شكلت جيشاً لا يحصى من المرتزقة الذين هم على إستعداد لفعل أي شيئ مقابل مبالغ من المال
وهناك مؤسسات كثيرة تتعامل معهم سراً عبر إتفاقيات لقتل وإغتيال أو خطف أو دس الإرهاب أو عمليات سرقة ضخمة
بالإضافة لنشاطات المنظمة الخاصة في فرض السيطرة على المنطقة والقرى المجاورة ونهب خيراتها
"هيه,أرأى أحدكم نارتو؟"
سأل أحدهم
"صحيح,أين اختفى ثعلبنا الماكر"
"تعلمون إنه لا يشارك في توزيع الغنائم"
قال كاكوزو وهو يحصي مالديه
"هاهاهاهاهاها روبن هوووود"
صاح كيسامي منفجراً ضحك وقد شرب كأساً دفعة واحدة
"الفتى زاهد بشكل غريب , إنه حتى لايأخذ اجرته في العادة!!"
قال هيدان بنبرة متسائلة
"ماالذي يشغلكم في هذا المهم أنه يحقق فائضاً في ميزانية المنظمة ومالا يأخذه نارتو نقتسمه نحن هاهاها"
قال كاكوزو
...
على إحدى تلال المنطقة المقفرة جلس الفتى الثعلب , انزوى بإحدى الزوايا هناك , بدى وكأنه يجلس بداخل قرص القمر , كان القمر منتفخاً لدرجة أنه ُيهيئ لك أنه مُقامٌ على التلة المجاورة
بدى حزيناً أيضاً .. حزيناً لدرجة جعلت الدموع تلمع بعينيه
أو ربما ..
هي لمعة الشر بعينيه فحسب وأني لم أعتد إلى الآن على شره
لقد تغير جذرياً
هيئته وملامحه ونظراته
لم يعد يبتسم كما قبل
هادئ ومخيف..
كان يجلس وحده بصمت تام يحدق بقرص القمر
لا أدري مايجول بباله
ولا أستطيع قراءة ملامحه
ماذا حل به؟
أين كان وأين صار , ومالذي حدث معه ليكون هنا بالتحديد!
كيف هو بالتحديد؟!
"أزوماكي"
القى نظره أينما صدر الصوت , ظل على نفس جلسته ونفس تعابير وجهه الفارغة ناطقاً":
"تعال باين!"
ابتسم باين ابتسامة عريضة وتقدم باتجاهه ليجلس بجواره , كان يحمل كأسين أعطى أحدهما لنارتو ثم قال":
"على الأقل لا تتنازل عن نصيبك من النبيذ"
"تعلم أني لا أهتم بكل تلك الأمور"
"إنك مكسب يافتى, مُربِح وغير مُكَلِف"
"أنا مناقصتك الرابحة تعلم!"
نظر إليه باين بطرف عينيه وابتسامة خبيثة , هذا الفتى مغرور ومتعالٍ ويتصرف بكبر ولكنه يليق به , إنه أقل مايستحق وهو يعلم هذا جيداً ..
"بل هل تعلم أنك المُفضل"
اتسعت ابتسامته بدهاء , القى نظرة أخيرة على قرص القمر أمامه , وضع الكأس أرضاً بجواره , تهكم بنبرته الباردة":
"الدجاجة التي تبيض ذهباً يجب أن تكون المُفضلة وأن تنال أفضل رعاية وحماية , يجب أن تكون بمأمن أكثر من الثعلب عن باقي الدواجن , تخيل أنك تضمن الدجاجة الذهبية والثعلب بحجر واحد!"
ونهض راحلاً..
تقابل أثناء رحيله بــكونان المساعد الأقرب إلى باين وصديقة طفولته , تبادلا النظرات الحادة لثوان ثم أكمل كلاهما طريقه
اقتربت كونان ووقفت بجوار باين
"ماذا قال هذا الطاووس المتحملق!"
ضحك باين ضحكات هادئة بصوت رخيم و أشار لـكونان بالجلوس ":
"دعيه يتعالى في النهاية أيما يفعل يقع في صالحنا, لا يمكننا جحود فضله , إنه صاحب هذه النعمة وله دور كبير في إقامة قيامتنا القادمة,هاهاها!"

الليل هنا مفزع في جميع أحواله يشعرك بالوحدة كأنه قبر موحش
في مثل هذه الأرض تكره الليل وكأنه خيمة سوداء تسدل ثوبها بغجرية فتعمى الأبصار
لا يلهمك بشيئ سواه , هو تعريف للخوف بعكس أماكن أخرى حيث يصير مصدر للأنس والتسلية , راكد هو ليل هذه المنطقة
مايتسرب لجوفك عندما يقبل عليك, السكون والاقفار والخلوة البائسة
يتوسط البدر سماء ليالي جميع القرى والمقاطعات إلا بضع فدادين من الأراضي , رقعة مظلمة لا يمس الضوء منها سوى أطرافها أطلق عليها "واد شينيغامي"
عُرِف "شينيغامي" في الأساطير القديمة بــ"إله الموت"
يليق هذا المكان في وصفه مسكناً لإله الموت حقاً
هناك الكثير من القصص حول هذا المكان
تختلف وتتناقض في تفاصيلها
لكن الشائع أنها منطقة تقوم على مساحة كبيرة من القبور
منذ سنوات أقيمت كارثة هنا
أبيد جمع من الشينوبي المهاجرين
يقولون أن من قتلهم شخص واحد
الأشد إثارة أنه كان صبياً
قام بإبادتهم بيديه العاريتين
لا شواهد ولا دلائل
مات الجميع واندثرت الآثار
وخلدت القصة كأسطورة تُحكى وتتناقل بين القرويين
ونأت تلك المنطقة بنفسها وصارت من المناطق المحرمة ومن يدخلها فقد سلك طريقاً بلا عودة
وقف ينظر عبر إحدى النوافذ الزجاجية الطويلة إلى المساحة الفارغة أمام مبنى قلعته المظلمة
تلك الرقعة من الأرض التي تحمل بجوفها جثث ربما تحللت وصارت تراباً الآن ولم يتبقى منها وزن يُذكر
كان ينظر بعينين مخيفتين يأكلهما الشر والحقد
كما لو عادت هيئته لعدة سنوات في الماضي وعاد الطفل ذاته ينظر ويستشعر حيوات مضت ولم يعد لها وجود الآن
يسترجع ماضيه
يشعر بالألم والكره نفسه
كأنها ليلة البارحة
لقد مضى الدهر سريعاً
سريعاً جداً
"ني-سان"
أخرجه من كونه نبرة الصوت الأقرب إلى قلبه إن كان له قلب
التفت على إثرها ليجد أخيه الأصغر الذي كبر أيضاً وصار رجلاً ينافسه الطول والبنية
"ميساكي لا تعود كالأطفال!!"
قالها بعدما تنهد بنفاذ صبر
"إذاً لا فائدة,ستذهب مجدداً"
قال ميساكي بضجر
"تعلم أنه لا وقت ويجب إنجاز ماأفنيت شبابي لأجله,صرت رجلاً الآن ويمكنني الإعتماد عليك وائتمانك على عرشي حتى أعود"
"كن مطمئناً سنحصل عليه تلك المرة ومن بعدها يمكننا تحقيق هدفنا"
ربت على كتف ميساكي , وبدأت خطاه تتسع نحو بوابة القاعة
ما إن فتحها حتى خرج أمامه رجل يخالط الشيب شعر رأسه الأسود , له نظرات ثاقبة وابتسامة خبيثة
"سايروس"
"إلى أين تظن نفسك ذاهباً بدون توديعي على الأقل , كبر فتاي وصار رجلاً أم هل هرمت وصرت عجوزاً لتنساني , ها؟!"
"وكأنه كان يطلب منك الإذن حتى في صغره!"
قال ميساكي رافعاً حاجبه
"لولا أنك قرة عينه ويهمه أمرك لقتلتك وأرحت رأسي !"
قال سايروس على سبيل المزاح
"مر عمرٌ وأنتما تحاولان اعتياد بعضكما"
"الأمور بيننا محتومة الفشل لكن مانفعي به,أنت سيدي,اقترب وودعني كما يجب"
قال سايروس وهو يهم بمعانقته وتلك االإبتسامة الخبيثة مرسومة على وجهه , ظل ميساكي ينظر إليه بحذر لطالما كان يراقب سايروس بخوف وحذر منذ صغره, كان يتأمل ملامحه وتفاصيله المرعبة وأظافر يديه الغريبة التي تشبه الشياطين
كان هو الآخر ينظر إلى ميساكي نظرات غريبة
تعيث في نفسه الإرتياب كأنه يترقب اللحظة المناسبة لقتله
إنه يعلم منذ صغره أن سايروس يكرهه
لابأس إنه يأمن نفسه على أي حال
فالجميع هنا يخشون السيد ويعلمون أن ميساكي أغلى مالأخيه
وهو الشيئ الوحيد المتبقي له

ياللعار,إلى أين قادتني قدماي!
هل لأجل هذا كنت أتسلل في ظلام الليل كاللصوص واختبئ من أعين الناس كالمجرمين
لماذا؟ لماذا هنا؟
ها أنا واقفة أمام بابه..
حيثما ينتهي بي العالم
أخرجت مفتاحاً ذهبياً , يبدو أنه مفتاح ذلك الباب.. باب منزله
تذكرت حين أعطاها إياه
كانت نظراته وكلماته يومها لا تُنسى
قال هذا بيتي أعطيكي مفتاحه ادخليه متى شئت تماماً كما تفعلين بقلبي فبيتي وقلبي مفتوحين لك دائماً
قال هنا حيث لا هياشي ولا عشيرة ولا قيود ولا قوانين ولا مكان لأحد يزعجك , إنه فقط أنا وأنت ..
قال هنا أمانك وكأنه لم يدري أنه هو أمانها وأن في غيابه البيت لا شيئ صار كغيره من المساكن موحشاً..
فتحت الباب ودخلت وسبقها ضوء القمر الذي ارتمى بأشعته على الأرض أمامها فلم يستدعي الأمر إضاءة مصابيح ..
يعبق المنزل بأكمله برائحته
كيف يُعقل أن يترك المرء مكانه ولا يغيب عنه
كما لو أنه بالداخل
كما لو كان نائماً بالأعلى كالسابق وآتي لأيقظه وأحضر له الفطور
أشعر أنه سينزل الدرج ويقف أمامي الآن
كل شيئ كما كان تماماً بالإضافة لأكوام من الأتربة المتراكمة لما مر عليها من الزمن
مضى عام والمنزل مقفل لم يدخله أحد
حتى ان القرويين يجتنبونه ويجتنبون المرور من امامه ويتحاشون حتى النظر إليه
كثرت الإشاعات والقصص حوله
وشاع أنه منزل مسكون بأرواح شياطين
إنها سخافات المساكين
إنها تقاليد وأعراف معتادة من ثقافات قديمة غبية
اخذت خطواتها تتسع وهي تتقدم بداخل البيت وتتفحص كل أرجاءه بعينيها , كانت تتنفس بثقل وقد أثقل حزنها صدرها واختنقت عيناها بالدموع , صعدت الدرج وهي تمرر أصابعها على مُتكئه وتمسح التراب من عليه
صعدت إلى غرفته , تمددت على سريره وأخذت وسادته بأحضانها , دفنت رأسها بداخلها وسحبت شهيقاً واسعاً وكأنها تحاول إمتصاص رائحته العالقة بها جميعها لتملأ بها رئتيها بالكامل
أغمضت عيناها وسالت دموعها الحارقة
:
فتحت عيناها على ضوء شديد استفاقت على اثره
"يا الهي رأسيي!"
صرخت متألمة من شدة الصداع الذي جعلها تستلقي من جديد بعدما نهضت,تساءلت قليلاً عن سبب هذا الألم الشديد إلى أن إهتدت إلى الإجابة حين تذكرت كمية الشراب التي تناولته ليلة أمس
اعتصرت رأسها بيدها من شدة الألم خاصة حينما حاولت الصراخ مناديةً":
"نـــــــارتـــــوو!!"
نهضت وأخيراً حينما لم تتلقى إجابة , قررت النزول لأسفل في الغالب حينما يستضيف نارتو هيناتا في منزله فإنه ينهض قبلها ويُعد لها الفطور , ولكن تلك المرة لم تجده في المطبخ كذلك
زادت غرابتها وعادت من جديد للغرفة
لمحت ورقة بيضاء بجوار السرير وشريط عقار ما وكوب ماء بجواره
كأمل أخير اقتربت وأمسكت الورقة لتقرأ محتواها
عزيزتي هيناتا
صباح الخير
من فضلك قبل أن تكملي القراءة تناولي حبتين من شريط العقار المجاور , أعلم أنك ستعانين من ألم في الرأس شديد بمجرد أن تستفيقي , لذا فضلاً تناوليه الآن!
ابتسمت بشكل جميل ونفذت ما طلب وتناولت حبتين بالفعل ثم واصلت القراءة بفضول واسع هي لا تدري ما الأمر وراء هذه الرسالة ولا يمكنها التخمين لربما سيحضر لها أمسية جميلة اليوم أو ربما يكون كلامها بالأمس قد أحرز موقفاً لديه ليجعله وأخيراً يتقدم لها بعرض زواج جميل أو ربما .. ربما .. كلا يكفي تسويفاً , قررت قطع تخميناتها وتأملاتها وحزم الأمر ومتابعة القراءة
لقد رحلت!
لقد بدأ خطابه بهذه الجملة ليجعل آمالها وأحلامها تتناثر فتاتاً على الأرض , أحست بغصة في حلقها واختفت ابتسامتها الجميلة , بدأت تتجمع الدموع في عينيها كذلك ولكنها أصرت على مواصلة القراءة
تم استدعائي من جديد في مهمة جديدة لا أعلم متى سأعود منها
أعلم أنك لم تتمكني من توديعي كما تريدين ولكنني سهرت الليل بطوله أحفظ ملامحك وتركت قلبي يودعك
أجل أبدو أنانياً في هذا أيضاً
ولكني لن أكون انانياً وأطلب منك المزيد
لا يا هيناتا
لا تنتظريني
قلتي الكثير ليلة البارحة
أدركت أن حبي يظلمك
آسف على كل مامضى وشكراً على كل شيئ
وأحبك
:
مازالت تحتضن وسادته وتبكي , إنها تبكي منذ ذلك الحين
منذ عام
لم يتواصل معها برسالة واحدة حتى , منذ حينها ..
إنها تنتظره رغماً عنه وعنها وعن الجميع
حتى بعدما قطعت المسافات بينهما وعثرت عليه وفعل بها مافعل
بطريقة ما
لازالت تنتظره
إنه غباء , إنعدام كرامة , استهتار
مهما كان اسمه
في النهاية لا يهم
لقد استمعت لما هو اسوأ
كل مايشغل بالها
هو
هل كان يخدعها كل تلك الفترة؟
كيف لم يحبها كما تفعل!
كيف تحول كل شيئ بينهما فجأة إلى كذب!!
لم يعد بينهما حتى ذكريات
لقد رحل وأخذ كل شيئ معه
قالت له القليل منه يكفيها
فلم يُبقِي لها شيئاً
لقد كَّذبت ساسكي وساي اللذان كانا أول ضحاياه من أصدقائه إن صح تلقيبهما بأصدقاء
عندما شاع في القرية والمناطق المجاورة خبر أثار ضجة وأقام بلداناً ما أقعدها
أن نارتو أزوماكي اعلن انقلابه وصار حليفاً للأكاتسكي
يومها احتجز ساسكي وساي في المشفى جراء إصاباتهما الخطرة والتي تسبب بها نارتو ليوصل معهما رسالة تحذير للجميع
بالرغم من حضور هيناتا ورؤيتها لحالتهما بعينيها إلا أنها رفضت التصديق واتهمتهما بالكذب وأسمعتهما كلاماً من قبيل "ياللعار,كيف تسميان نفسيكما أصدقائه!"
كانت مغيبة وقتها لدرجة تجعلها تشعر بالخزي الآن
نهضت فجأة متخذة وضعية الهجوم حين اقتحم عليها الغرفة شينوبي اتضح لها بعد ثوان أنه ساسكي
"آه,ساسكي-سان!"
"هيناتا!"
قال ساسكي بعجب بعدما كان على وشك الهجوم
"مالذي تفعله هنا؟"
"آه, لقد وجدت الباب مفتوحاً وظننت..."
أجاب ساسكي على الفور ثم سكن واستعاد وقفته ثم عدل عن كلامه":
"أنتِ مالذي تفعلينه هنا! أتدركين كم المشاكل التي ستقحمين نفسك فيها إن رآك أحد هنا؟!"
انتبه للدموع التي تبلل وجهها وحالتها المذرية , تنهد بثقل ثم استدار ":
"من الأفضل تركك هنا لبعض الوقت , وأنا سأنتظرك بالخارج عندما تفرغين لأوصلك الى عشيرتك بآمان!"
"ساسكي-سان.."
نادته هيناتا ليلتفت لها من جديد
"أعتذر..أنا أعتذر لك ولــساي-سان عما بدر مني من غباء وتحملق , لقد تماديت كثيراً سامحني!"
نظر إليها ساسكي نظرة صماء لدقيقة ثم رمى نظره بعيداً محاولاً إخفاء حزنه ":
"سأنتظرك بالخارج!"

لم تهزه لذعة الهواء البارد , لم يشعر بها على الأغلب
كان شريد الذهن
إنه يشرد بذهنه كثيراً تلك الأيام وهو غير مايألفه
شد الضماد بقوة على يده والذي يتشبث به بأسنانه
صحيح,إنه يملك ذراعاً واحداً الآن
ومنذ ثلاثة أشهر تقريباً كادت الأخرى تُبتر أيضاً قبالة نفس الشخص
لقد أخبره قبلاً أنه سنده وساعده
ولم يكن يتوقع يوماً ما أن يأكل كلا ساعديه
..
إنه تعيس الملامح منذ زمنه
ولكنه الآن تبدو ملامحه متألمة!!
"ماذا أفعل مع عنادك هذا!ياساسكي إنك لا تستمع أخبرتك ستصاب بالبرد لاتستهن!!"
جاءت ساكرا من خلفه , غطت منكبيه بوشاح ثقيل وجلست على الدرج بجواره
أمسكت الضماد وأفلتته من بين أسنانه وأكملت تضميده
لم تبدو ملامحها الحزينة أفضل منه حتى
استمر الصمت بينهما لفترة
كالعادة تضطر دائماً لفتح مجال لكلام معه
إن استسلمت وتركته قد يقضي يوماً كاملاً دون النطق بحرف
حمحأت قم قالت بابتسامة لطيفة ":
"كيف كان نهارك اليوم؟"
هز رأسه بهدوء , تنهدت ساكرا بتعب , إنها تبذل معه مجهوداً مضنياً
اقتربت منه بابتسامة ودودة ثم تابعت المحاولة قائلة بنبرة غنجة":
"وكيف سار بقية اليوم؟ لمَ تأخرت عليّ؟"
"هيناتا!"
قال ساسكي بعدما تنبه وتغيرت ملامحه ونظر إليها أخيراً
"ماذا؟!"
تعجبت ساكرا ونظرت إليها نظرة غرابة, ليكمل ساسكي":
"لقد قابلت هيناتا,لوهلة لم أعرفها,غيرها الحزن كثيراً!"
نظرت أرضاً وقد تغيرت ملامحها , تنهدت بحزن نابسة":
"مؤسف!"
نظر إليها ساسكي بعين واحدة , يرمق حزنها البادي على وجهها,تحاول ساكرا من رفع معنويات الجميع طوال اليوم وطيلة تلك الفترة المنقضية متظاهرة بالقوة وأن أملها وتفاؤلها أكبر من حزنها
هي أقل الذاكرين لنارتو واسمه
لكنه يعلم جيداً كم تتألم بصمت وتخفي ألمها
"صحيح!كل مايثرثر به عقلك في محله فلاتنظر إلي هكذا,أعلم أنك تكشفني,أنا حزينة من أعماق قلبي,لقد جعلني نارتو في غاية التعاسة,صدمتي فيه أكبر من أي شيئ قد سبق وحل بي,لم أحزن عليك عندما ضللت طريقك سابقاً كما أفعل معه الآن,إنها لعنة وحلت على فريقنا ..كُتِب عليه ألا يجتمع أو يُلم شمله أبداً,سنبقى ناقصين للأبد!!"
أحاط بكتفها وجذبها نحوه,ألقت رأسها على صدره مترغرغة العينين ,مسح دموعها بضماد يده ..
أمسكت يده وعادت الدموع لعينيها من جديد هامسة بحزن":
"كيف فعل هذا بك؟!!يعلم أن أي أذى يلحق بتلك اليد تصير من بعدها مشلولاً!!لمَ عليه أن يكون سيئاً لهذا الحد!!"
"ساكرا!! أخبرتك أنه كان خطأي!أنا من اتخذت وضعية خاطئة فأصيبت يدي!!"
"لحظة ماذا تعني بهذا الكلام! أنه حذر عليك مثلاً!! هل مازلت تأمنه بعد كل مافعل!"
قالت بعدما ابتعدت عنه مقطبة حاجبيها,تنهد ساسكي ورمى أنظاره أرضاً قائلاً بيأس":
"لاأدري,لم أعد أدري شيئاً , لا يهمني أي شيئ ولا يهمني مايقولونه أو مايريده الكاجيات!!أنا أريد استعادة نارتو !! يجب أن أعيده لهيناتا كما فعل معي!"
كان واضحاً أن النار تشتعل هناك في صدره وهو ينطق بتلك الكلمات
هناك قَسَمٌ عالق يريد قطعه لهيناتا
ربما هذا هو السبب الذي يجعله تلقائياً يهرب بعينيه دائماً من هيناتا وهو مايجعله غير قادر على النظر إلى وجهها
ولكنه حاول مسبقاً بالفعل
ولكن أبت الظروف إذ كان يومها
يوم نحس مشؤوم
:
"ساسكي!!توقف! لايمكنك!!"
صرخت ساكرا باكية وهي تحاول ردعه وهو كالبركان الثائر لا يرى أمامه يسحب الإبر وينزع الأجهزة الطبية من حوله وينهض على قدميه بصعوبة بالغة بذراع مبتور والآخر ملفوف بضماد ومجبور بجبيرة كسر
يحترق قلبه كلما دوت بأذنه كلماتها المحترقة والمُحرِقة
"ياللعار,كيف تظن نفسك صديقاً!!لقد أعادك نارتوو من ظلمتك , غاص معك في ظلامك فقط ليعيدك وقتما كان يذمك الجمع كان يصرخ ساسكي صديقي! لقد كان الحضن الوحيد الذي يسعك ويقبلك بأي شكل كنت!أنت لا تستحق أن ينظر إليك من بعد الآن!"
ذهب بكدماته وإصاباته وجل ألمه وحزنه ليبسطه أمامها طالباً المعذرة وقسماً منه أنه سيعيده بأي ثمن
ذهب حتى برداء المشفى وساكرا تعدو خلفه
دخل مقر العشيرة
"ساسكي-سان!!"
نبست هانابي بنبرة متعجبة من تواجد ساسكي هنا وبهذه الهيئة أيضاً
"نادي هيناتا!"
قال ساسكي بينما تغيرت ملامح هانابي واتسعت عيناها تدريجياً واصفر وجه الحرس من حولهم , لاحظ ساسكي وساكرا وجوه الجميع حولهم ليتسلل الارتياب إلى نفوسهم
اتسعت عينا هانابي وسارعت بالإشارة لهما بالإنكار وعدم الإجابة حين سمعت صوت أبيها الجهور":
"مالذي يحدث هنا؟"
"سيدي من فضلك أود مقابلة هيناتا!أين هي؟"
عندما لم يجد منفعة ولا جواب توجه ساسكي بالسؤال إلى هياشي الذي تباعد حاجباه المتجهمان عن بعضهما وتغير لونه , نظر إلى ساكرا سائلاً بنبرة مترجية ":
"قالت ذاهبة إلى هارنو-ساكرا!"
"ماذاا!! هــ..هذا لم يحدث!"
نفت ساكرا , نظر هياشي إلى الحرس الذين امتقعت ألوانهم مما سيحل بهم صارخين ":
"لقد فعلنا ما أمرتنا به وظلنا نراقبها حتى وصلت إلى بيت هارنو"
نظر كل من ساسكي وساكرا إلى بعضهما في توتر وقد اتسعت عيناهما بهول حين صرخ هياشي في الحرس ليطيروا بسرعة وجمع البقية وانصرف بهم صارخاً
الجميع يعلم مامعنى هذا
بعدما أُذِن في الأرجاء بخبر إنقلاب نارتو وتسجيله أعلى قائمة المطلوبين عالمياً
وشُهِد له بالجُرم
إختفاء هيناتا اليوم على التحديد لا معنى له سوى
أنها ذهبت لترمي بحياتها على
حافة الهاوية
..
خصلات شعرها القاتم تسايران الريح في وجهتها وعيناها تحدقان بكل سنتيمتر أسفلها وهي تتقافز من شجرة لأخرى بالممر الخضري بإحدى أخطر مقاطعات غابة العصابات
قابلت في طريقها قُطاع طرق بعدد شعر رأسها
ولكنها تبحث من بينهم عن مجرم واحد بعينه
"أزوماكي-نارتو!"
نبست والعروق والأوردة المتصلة بعينيها بارزة تنظر بعينا البياكوجان إلى أحد قاطعي الطرق ويرتمي خلفه جثتين لرجلان كانا يصحبانه في الإجرام
"لن أذهب إلى حتفي بقدمي!!"
قال الرجل مرتعداً من الإسم
"ستدلني إليه وإلا قتلتك!!"
قالت هيناتا بنبرة أقسى بعدما قطبت حاجبيها ونظرت بغضب
ظلت تعدو خلفه عبر تلك الأشجار والممرات العديدة , حاول الرجل الفرار أكثر من مرة ولاحقته هيناتا وضربته وهددته , كان يبدو عليه الإرتعاد , كان يتصبب عرقاً كذلك وكان يزداد جبينه تعرقاً كلما اقتربوا أكثر من وجهتهم , كانت هيناتا تستدل على طريقها من وجهه وتعابيره الخائفة , كان يلبث عاكفا ً على ترديد عبارة":
"أنت لا تدركين ماأنت مُقبلة عليه حقاً!"
لم تأبه هيناتا كثيراً ولم تفكر في التراجع للحظة
لا أحد يدري ماكان يدور بعقلها حقاً
أو كيف كانت تفكر وقتها
كان عقلها مابين الإنكار ومابين الإغفال
حتى في أسوأ التوقعات
إن صدق الجميع بالفعل وقد حل به ماحل
كانت واثقة في كل الأحوال
أنه سيعود معها
بالتأكيد
دخلت إلى منطقة تكثر فيها صرخات الاستغاثة والألم
لايمكنك تحديد مصدر الصوت إذ يأتي الصوت من كل إتجاه
نظرت هيناتا إلى الرجل لتجده يسيل جبينه عرقاً
تأكدت أنها تكاد تبلغ وجهتها حقاً
"توووقفيي!!"
سُحب لون الرجل وهو يهمس مرعوباً وقد اختبئ وتبعته هيناتا
"ماالذي تحاول فعله من جديد؟"
قالت هيناتا مقطبة الحاجبين
"أحاول ألا يهلك كلينا!"
اتسعت عيناه من الرهبة قائلاً وهو يشير أمتاراً أمامهما بالأسفل حيث يقف شينوبي مجهد ملطخ بالدم وتملأ جسده الكدمات بالكاد يقف ,يتقدم نحوه هيدان أحد أعضاء الأكاتسكي الأكثر عنفاً بابتسامة شيطانية حاملاً منجله الضخم
بدى الشينوبي مستسلماً للقاء حتفه بعدما خارت قواه واستُهلكت أسلحته بالكامل
اتسعت إبتسامة هيدان ولمعت عيناه بشر
تلون جسده بالأسود وكان يقف بمنتصف دائرة حمراء صنعها بتقنيته المشهورة
"شيجي هيوكيتسو"
هي تقنية قوية جدا حيث ان هيدان ياخذ نقطة دم من خصمه وبعدها تعمل التقنية
وبعد ان يمتص الدم يتحول جسمه الي لون اسود فيقوم برسم دائرة حمراء ويقف عليها
وبعدها يرتبط جسمه بجسم خصمه فاذا حاول الخصم ضربه هما الاثنان يتاثروا بالضربة

إلا أن هيدان لا يُصاب بخدش ولا يشعر بأي ألم مادام يحافظ على موقعه بالدائرة
إنها تقنية مشابهة لطقوس شيطانية
وهي بالفعل
طقوس خاصة بديانة هيدان الخاصة جداً بعبادة إله اسطوري قديم مذكور في الحضارات القديمة باسم "جاشين"
..
رفع منجله وأخيراً عازماً على ضرب جسده,ضرب محيطه ريح عاصفة زحزحته خارج دائرته ثم كوناي متفجرة ملأت الوسط دخاناً كثيفاً
قفز هيدان متفادياً تلك السحب الرمادية الكثيفة مقطب الحاجبين غاضباً
حتى ان دوى صراخ غيظه بالأرجاء القريبة
..
"شــ..شـــ,شكراً, شكراً جزيلاً لقد نجوت بفضلك!!"
قالها الشينوبي وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة ثم أسرع فاراً من هنا
التفتت هيناتا خلفها ولم تجد ذلك الرجل الذي كانت تأسره ليرشدها في هذه المتاهة اللا متناهية
"آآه رائع,لقد هرب مجدداً!!"
تنهدت بضجر
سقطت قلادتها بعد أن إنفكت عقدتها, انخفضت خلفها فوراً ومسحتها وعقدتها جيداً
أمسكت برمز"اليانغ" بيدها وظلت تتأمله بحزن
"لن أعود من دونك, لن أعود..."
قاطعها أن أقتحم المشهد وجه تألفه ينظر بعينين مفتوحتين على أوسعهما , ينظر كما لو أنه يرى الموت أمامه , اتسعت عيناها بهول حين سقط أمامها جثة الرجل الذي اختفى منذ قليل مذبوحاً
رفعت أنظارها بروية إلى الأعلى
وجدت هيدان ينظر إليها بابتسامة تنطق شراً
وجهه من القريب لا يبدو وسيماً كما هو الحال من بعيد
لديه بشرة شاحبة البياض وشعر أبيض
يبدو كالمبعوثين من تحت الأرض
وفي لمح البصر ركلها بقوة لتطيح خلفاً لبضعة أمتار
بدأ يسيل الدم من فمها
لايهم
ستنهض وتنجو وستجد نارتو وتذهب لإستعادته
لربما اهتز يقينها لوهلة
حين رفعت رأسها محاولة االنهوض
لتبصر ثلاثة أزواج من الأقدام خلف رأسها
ارتفعت مقلتيها لتبصر وجوههم
ديدارا,ساسوري و كاكوزو
اللعنة
لن ينقضي هذا اليوم على خير
ساسوري الفتى صاحب الشعر الأحمر يبدو مراهقاً على الرغم من بلوغه عقوداً يبدو غير آدمي عند إعادة النظر إليه , إنه نصف دمية
شدها من شعرها ورفعها بيد واحدة
أطلقت صرخة متألمة
"عينا بياكوجان!! سأخرج أحشائك وأصنع منك دمية عظيمة وسأضمك لمجموعتي القتالية الخاصة"
قال ساسوري بابتسامة

"ومن أحشائها سأخذ قلبها "
قال كاكوزو بنبرة صوته المميزة , إنه يعيش على قلوب ضحاياه من المرجح أنه بلغ أكثر من قرن من العمر
"تقسمون وتوزعون كما لو كانت دجاحة"
قال ديدارا بسخرية
"أنا من سيقضي عليها!!"
قال هيدان منفعلاً وهو يلوح بمنجله بشر
"فليكن!"
قال ساسوري مبتسماً وقد رمى الفتاة بقوة لتطيح مجدداً أسفل قدمي هيدان وقد تلطخ وجهها بالدماء
"ألم تعلمك أمك أن من تدخل فيما لايعنيه سمع مالايرضيه! للأسف لاأحب كثرة الكلام لذا فلن أُسمِعَك بل سأوسعك ضرباً أيتها الجميلة اليافعة!"
قالها وهو يضحك بازدراء , مد يده ومسح بإصبعه الدم من على وجهها,أسقطها من يده لترتمي أرضاً , علمت أنها قد وصلت لنهاية محتومة وإن لم تحسن التصرف الآن فلا فرصة لترى نارتو لمرة أخيرة
تصنم جسدها لحظة ماأسود جسده وتمركز بداخل الدائرة الحمراء
ابتسم وابتسم البقية بشر منتظرين دورهم في حصد الغنيمة ليأخذ كل ذي حاجة حاجته
فيأخذ هيدان روحها ويقدمها قرباناً لسيده "جاشين" مقابلاً لمنحه القوة والخلود
ويأخذ كاكوزو قلبها ليُكسبه حياة وعمراً فوق عمره
وفي النهاية يأخذ ساسوري جسدها الفارغ ويحوله إلى دمية
إنها نبذة صغيرة تشير إلى مدى وحشية وخطورة تلك المنظمة وهي لا تفي حق إجرامهم أبداً
"متى سينتهي هذا العبث؟!"
اهتزت أجسادهم مقشعرة حين ضرب صوت صراخه المكان
اضطرب اتزانهم ككلاب عبثة حضر سيدها
تنخفض آذانهم ويتوقف سيل لعابهم ويغلقون أفواهم القذرة
يجلسون وضع الخضوع مذعنين وحذرين غضبه
..
لمعت عيناه الزرقاوتان من تحت غطاء رأسه القاتم الذي يخفي ملامحه
كان يرتدي رداءاً أسود يغطي كامل جسده
ويقف خلفه عدد من الرجال يرتدون الزي القاتم نفسه الذي يحمل علامة الأكاتسكي
"نــ..نـــارتووو"
تلعثم هيدان مضطرباً
"إإ..إنه هــ..هيدان , يستمر بالعبث وإضاعة الوقت هدراً!"
صاح ديدارا على االفور
"لاتُحاسبنا يا نارتوو , نحن فقط ننتظره إلى أن يفرغ من لعبه الذي يُعطل مصالحنا"
قال كاكوزو
"هل هكذا أصبحت تسير الأمور!!!"
قال هيدان
"هــيدااان!"
صرخ نارتو غاضباً
"لن تستغرق في يدي دقيقتين,سأقضي عليها ونذهب"
"أحـــمق!"
نبس نارتو متهكماً,لم يفهم هيدان مايعني بتهكمه ولكنه لم يهتم سوى بالقضاء عليها سريعاً حتى لا يقتله نارتو أو يأكله بغضبه
نظر هيدان الى ضحيته من جديد وابتسم رافعاً منجله الضخم وأنزله ليضرب به صدره بقوة ضربةً قاضية تنجز عليها..
تفاقمت سُحب دخان في الوسط وسقط منجله من يده أرضاً قطعة خشب , نظر أمامه ليجد ضحيته كذلك انفجرت نسختها وسقطت أرضاً قطعة من جزع شجر أيضاً
"مــ..مـــــاذااا؟؟!"
إنفجر الجمع ضحكاً وهيدان ينظر بضياع
ازدرء نارتو بعدما أدبر ظهره ":
"آمل ألا تكون بطيئاً في استيعاب فشلك أيضاً ولملم شظايا كرامتك وأسرع خلفي ومن معك علينا الذهاب!"
"مر ديدارا وساسوري وكاكوزو بجواره يضحكون ساخرين منضمين لمجموعة نارتو
"لن أذهب من هنا قبل أن أقتلها!!"
التفت نارتو مجدداً ونظر إليه بطرف عينه بغضب,تلقاه هيدان يصرخ كالمجنون بعينين متسعتين":
"لقد سرقت منجلي!!لن أتركها تنفد به"
..
تجري الأيام مُسرعة
أسرع مماينبغي
تجري منقطعة الأنفاس
كأنما تعدو خلفها ذئاب جائعة يسيل لعابها
كيف يمكن لخطى الزمن أن تتوقف أو تصير أبطأ
لنعود إلى زمن أفضل
ولَّ ولم يأتي أفضل منه
لنعود بالزمن
وليصير الحبيب أقرب
لنُصلح هفوات وكبوات
وكلمات ساذجة
وأفعال حمقاء
لكن
هل يمكن للقدر أن يتغير؟
..
واصلت الركض بكامل جروحها وكدماتها تحمل منجلاً يزن وزنها أو ربما هو أثقل
تحمله كوسيلة وحيدة للدفاع عن نفسها في وضعها الراهن
تلتقط أنفاسها بصعوبة
شاحبة
كالعائدين من الموت
بعدما كان بينها وبين الموت شعرة
ظلت تعدو مبتعدة عن جمع الوحوش ذاك
ومبتعدة أيضاً عن وجهتها ومسارها الصحيح الذي قد دلها عليه الرجل والذي ذبحه الشيطان هيدان
إنها عنيدة بدرجة لا توصف
مازالت تبحث عن نارتو في هذا المكان حتى بعدما كادت تُقتل
كانت تردد في عقلها
"إنه يخشى الوحدة وقد تخلى عنه الجميع "
لقد فرت من هناك باستخدام تقنية الإستبدال واستبدلت نفسها والسلاح بجزعين خشبيين كان طوقها للنجاة ومنفذها الضيق للهرب
استخدمت خفتها ومرونة جسدها العالية وذكائها التقني
فرت قبل ان يحضر وتراه بتلك الهيئة وبتلك الصحبة المجرمة
ليتها لاتراه أبداً
..
على الرغم من تعبها واصلت الركض بعيداً , ظلت تعدو وتعدو حتى خُطفت فجأة وشدها عن مسارها واختبأ بها خلف إحدى جزوع الأشجار الكبيرة
أغلق فمها بكفه ليكتم صراخها
اتسعت عيناها وامتلأت دموعاً , اندفعت لترمي رأسها بداخل صدره
"نــــــارتووو"
قالتها وهي تبكي وشغاف قلبها يهتز فرحاً,لقد عاد مجدداً بفرجه وبأمانه وبالسعادة والحب
الكثير من المشاعر تضرب قلبها الصغير الآن
ضرب الخوف والحزن أيضاً حين سلخها من صدره ممسكاً إياها من عنقها ورفعها بيده لتختنق أمام عينه وهي تنظر إليه بصدمة وعينين متسعتين
"إنــــقـــلـــعي من هنا!"
قال بعينين قاسيتين
ظلت ترفس مختنقة محاولةً أخذ أنفاسها والتكلم":
"لــ..ليس..بــ..دونك"
"تسعين خلف حتفك إذاً"
"فليكن!"
أسقطها ورماها أرضاً تحاول أخذ أنفاس عميقة , نزل على ركبتيه وانخفض إلى مستواها ونظر إليها مقطب الحاجبين":
"اذهبي ولاتعودي أبداً,لاتحاولي إعادتي إلى حياتك فقد خرجت منها بإرادتي هل سمعت! بإرادتي..! اهربي إن كنت لاترغبين بالموت وألا تلقي حتفك هنا وبأسوء ختام"
أنتشل المنجل من يدها بعجرفة وخلفها راحلاً بمنتهى السهولة
لم يوفيها حق العناء والمشقة
أو وضع حياتها على كف عفريت
والخوض في هذا كله لأجله
ما إن خطى بضع خطوات بعيداً عنها حتى وجد هيدان والبقية أمامه
"خذ هذا منجلك هلا ذهبنا الآن؟"
"و..والفتاة؟"
"لاتجعلني أجن عليك يا هيدان وامض أمامي!!"
صرخ نارتو بغضب مبالغ فيه وقد اتسعت عيناه واحمرتا بجنون جعل الجمع يسقطون رؤوسهم بداخل أكتافهم
"هاه..هاهي تلك الفأرة!"
تغير لون نارتو والتفت خلفه سريعاً , وجدها تقف خلفه هزيلة وهنة , تنظر بكامل عنادها بعينين باكيتين ":
"لن أتخلى عنك ولن أقبل بخسارتك ولن أعود بدونك حتى وإن تطلب الأمر أن أُدفَن مكاني!"
لم يفهم أحد مالذي تقوله ولمن تقول على الأغلب ظنوا أنها فقدت عقلها وضحكوا وسخروا
"صدقت,ستُدفَنين مكانك بالظبط!"
قال هيدان وهو يقفز بمنجله نحوها ,سبقه قبضة نارتو التي ذاقتها هيناتا لأول مرة بعد كل هذا العمر معه
اتسعت عيناها أكثر غير مصدقة مايحدث أمام عينيها تماماً
ماكانت صدقت لو أخبرها أحد
إنها حتى لا تستطيع التصديق وهو يحدث أمام عينيها الآن
كيف يمكنها حمل هذا
لقد ضربت تلك القبضة قلبها حتى مزقت شغاف وأنياط قلبها
ماهذا الشعور السيئ
ماهذا الخذلان المؤسف
لمَ هذه الأذية؟
تراجع هيدان حين تدخل نارتو وتابع القتال المتتابع السريع فلم يترك لقتاله البطيئ مجالاً
لايهم
إنه يعلم أن نارتو سينجز أفضل ماكان يريده هو
فلا ضرر بتركه يتم الأمر بسرعة
ماكان ليهدأ شيطانه دون قتلها
..
تتابعت لكماته وقبضاته حتى صار دمها يسيل من فمها دون نهاية
وتسيل دموعها كما لو كان للأبد
يطير جسدها خلفاً من تتابع الضربات
أمسكت بقبضته أخيراً بكلتا يديها
نظر إلى وجهها أخيراً
كانت تنظر إلى عينيه وتبكي
"آســــفـــة!"
همست بألم
"أنت متضايق مني بسبب ماقلته آخر مرة!أنا غبية , سامحني,لاتغضب هكذا!انسى كل ماقد قلته كلها تراهات ثملة لا معنى لها,لابأس يمكنك أن تغيب وسأنتظرك تعلم أني سأظل بانتظارك ولا بأس إن لم نتزوج لخمس أو عشر سنوات قادمين يمكن أن نتفاهم في هذا الشأن , عُد ارجووك!!"
نظر إلى عينيها المتوسلتين
تبدو مغيبة تماماً
أكلت الصدمة وعيها
تبدو يائسة بأمل جميل
كطير ينوح بألحان عزبة
ويبدو أيضاً أن لا فرصة
وصلوا إلى نهاية السطر
على مشهد ومرأى الجمع المنتظر قبض نارتو قبضته الأخيرة وأطاح بجسدها لآخر متر متبقي على حافة جبل عالي تنتهي به الغابة
أطلقت صرخة هلعة حين وجدت جسدها يتدلى إلى الخلاء من بعد
حاولت التشبث بكل مالديها بحافة الهاوية
نظرت إلى الأعلى حيث يقف
بكت وتوسلت
"أرجوك لا تفعل!"
"ماذا أصابك!!"
"أنقذني"
"أرجووك"
كان كلوح جليد بارد الملامح تماماً لا تهتز به شعرة
ينظر ببرود وكأنما لاشيئ يحدث
لآخر لحظة كانت تنتظر منه نجدة
نظرت إلى داخل عينيه
حاولت الوصول لأي شيئ
البحث عنه
بأي زاوية هناك
أحست بخواء رهيب
هل هذا هو حقاً؟!
لا هذا كابوس
لايمكن
هذا ليس نارتو
أمسك كلتا كفيها فجأة
شعرت بشيئ غريب
يتدفق من يديها
ويسري بجميع الإتجاهات داخل جسدها
كما لو أعطاها نفحة أمل
قبل الغطس الأخير
ثقب قلبها بنظرة عينيه الزرقاء كالياقوت
اقترب منها قدر ما أمكنه
أقحم منافذه بداخل شعرها
أخذ نفساً
ثم همس في أذنها
ا
ل
و
د
ا
ع
سحبت شهيقاً عميقاً وكأنه نفسها الأخير
نهضت فزعة بعينين متسعتين حد الجنون
شاحبة كالأشباح
ترتجف كطفل رضيع يبكي
أمسكت رأسها بكلتا يديها وأعتصرته بقوة
أخذت تبكي مرتجفة
نهضت سريعاً وسط بكائها وألمها تبحث عن أدويتها
تناولت عدة أقراص من عبوات مختلفة
انزوت بإحدى زوايا غرفتها وضمت جسدها بأكمله في موضع واحد وعادت تبكي
..
أحببتك وأحببتك وأحببتك ثم فقدتك
بكيت بحرقة كأني مشيت كل الطريق وغيري وصل
أصبحت نفسية
أنهار وأنهار
أختنق وكأن الدنيا ضاقت من حولي
كأني أعيش على حبل ضيق
ذلك الألم الذي سيبقى بداخلي للأبد
ألم الفقدان هو مايبقى مهما طال الوقت , لا يختفي الألم أبداً ولكننا فقط نعتاد على وجوده بمرور الوقت
نعتاد على حقيقة أننا لسنا بخير ولن نكون أبدا .. فقط نعتاد
هذه هي القصة المعتادة
أن يحب احدهم الاخر اكثر مما ينبغي , أن يعطي دون ان يأخذ , ان يتغاضى عن عيوب لا يستطيع تحملها فقط ليسمع نبرة صوته التي يعشقها ويتامل عينيه بصمت ..
الوجع هو القصة المعتادة للعشق
سأتجرع "الوجع" للباقي من حياتي
وسأظل أسيرة هذا السؤال
لمَ لم يكن حبي كافياً؟

[/align][/cell][/tabletext][/align]
__________________


.. Wait My New chapter ..


التعديل الأخير تم بواسطة Y a g i m a ; 02-16-2019 الساعة 04:30 AM
رد مع اقتباس