[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/155028315198399.png');"][cell="filter:;"][align=center]
3-
عاد بخفي حُنين!
"اخرج!"
"انهض لثوان!"
"هل يمكن أن أعانقك للحظات!"
"أنا وحيدة تماماً.."
تساقطت دموعها تباعاً حتى رطبت التربة من تحتها,كانت تجلس مُحاطة بأزهار دوار الشمس وشعرها الطويل المنثور بشكل فوضوي حولها , كانت في حال يرثى لها شاحبة وملابسها ملوثة بالدماء,كانت تجلس على الأرض بشكل غريب تسند ظهرها على لوحة حجرية تحمل أعلاها إسم"هيوجا-نيجي"..
إرتفع أنين بكائها كالأطفال,اجهشت باكية بعدما عصف الألم بقلبها,انتفخ محيط عينيها وإحمر بشدة,ظلت تبكي لوقت طويل..
"ليتك معي! مهما ساء الوضع من حولي كنت دائماً تحل كل شيئ!"
"أشعر بالوحدة.."
"أشعر بالخوف.."
"لم أشعر بهذا قط في حياتك!"
"أنا لا أحتاج إلى معجزة!أنا فقط أحتاجك ياأخي!"
"يكفيك هذا القدر من البكاء!"
توقفت شهقاتها فجأة عندما وصل هذا الصوت لأسماعها,رفعت نظرها إلى مصدر الصوت المألوف..
الآن وقد امتلئت عيناها بالدموع,كل ماتراه هو فيض الدموع الذي يجعل من رؤيتها مموهة..
هناك شخص طويل القامة يقف أمامها ذو بنية قوية وشعر طويل..
"نيجي!"
نبست بضياع وهي تُحدق أمامها بهول تنظر باتساع عينيها وفمها غير مُصَدقة..
انخفض وقرفص أمامها حتى صار في مستواها,مد يده بمنديل وجفف الدموع من عينيها لتتضح لها الرؤية..
شاب في غاية الوسامة عيناه أكثر مايجذب الإنتباه فيه,لديه عينين فيروزيتين وحاجبيه شديدي السواد تماماً كلون خصلات شعره الطويلة
"ظننت للحظة أن الحظ سيقف وأخيراً إلى جانبي,تشه كم أنا سخيفة!"
همست لذاتها,نظرت إلى ذلك الشاب أمامها,ضرب عقلها فجأة صورتها وهي ممدة على الأرض مخضبة بالدماء وجميع عظامها مُهشمة وهي بالكاد ترفع ذراعها المرتعش تُشهِر حامية جبينها لرجل يرتدي رداء أسود يخفي هيئته بالكامل..
:
"كفى هرجاً!ليهتم كل واحد بعمله وليذهب كُلٍ بحال سبيله!!"
صوت رجولي خشن يهتز لسماعه أشد الرجال,كان هياشي في أوج غضبه وقد فتح الباب بغتة لتهرع الممرضات الفضوليات اللواتي كن يسترقن السمع والأبصار للجميلة أميرة الهيوجا التي صارت حديث الساعة وعلى ألسنة الجميع حين دوت الأخبار في القرية بالحادث المريع الذي تعرضت له فحطمها قلباً وقالباً..
تعلمون .. الأخبار توزن بالمال في ذلك الزمان..
"أنا ذاهب! تأكدي من عدم إرتكاب الحماقات حتى أعود أو أرسل إليك بمرافق أو جليس!"
قال هياشي مُرتدياً عبائته الفخمة التي يُعَّلِقها على كتفيه صافعاً الباب براحة يده بقوة متخذاً طريق الخروج
دوى صوت صفعه الباب في طرقات المشفى لينتبه لخروجه الجميع يرمقونه برهبة بينما كان هو يرمق الجميع بمحاذاة أنفه بنظرات متعالية..
توقف أحدهم كان يسير بالممر نفسه , توقف للحظة يشاهد هياشي وحركاته وهيبته بإهتمام وإعجاب بخلاف الجميع..
استكمل سيره بعدها ومر بجوار غرفة هيناتا,سمع صوت صرخة ألم ضعيفة جعلته يعود خطوتين للخلف مجدداً..
نظر عبر فوارق الباب..اتسعت عيناه بصدمة حين وجدها قد تخلصت من كل الأجهزة التي حولها وقد اطفئت جهاز الإنذار ..
"هييييييييه!!!"
صاح مُقتَحِماً الغرفة ,انتبهت له هيناتا متفاجئة,سارعت بالإلتفات وبتوتر سحبت إبرة المحلول من يدها وقفزت على الفور من النافذة وسط دهشته,
اندفع خلفها مُحاولاً إيقافها وهي بدورها تحاول بأقصى ماتبقى لها من حول زيادة سرعتها واحتمال ألم عظامها وكسورها ..
"هيه أنتِ , توقفيي!! لديك العديد من الكسور,أي جنون هذااا !!!"
أجل لقد أدركت هذا جيداً لتوها, باتت تشعر بالنار تخرج من جميع كسورها وقد تلون الضماد بالأحمر شيئاً فشيئاً والألم يزداد سوءاً أكثر ولكنها تواصل الركض لا يسعها سوى الركض..
ماتريد الإقدام على فعله هي تعلم جيداً أنه مامن أحد سيود المساعدة وحتى مامن احد سيسمح لها , وبالطبع لا يمكنها مواجهة أحد بتلك الأفكار على الأقل سيحجزونها في مشفى للأمراض النفسية وسيتهمونها بالجنون وستجلب العار عارين لعشيرتها
لمَ جميع الأبواب موصدة بهذا الشكل !
ظلت تركض وتتقافز على اسطح المباني وهو يطاردها , كانت تتحمل كماً من الألم قد أدهشته بصدق ؛ ولكنه كان غاضباً جداً من عنادها الغبي,
استمرت بالركض من سطح مبنى لآخر تركض وتقفز حتى لمحت السطح التالي على بعد مسافة كبيرة تحتاج لقفزة عالية ,
كانت تعلم أن حالتها لا تسمح لها حالياً بحركة كتلك ولكنهم يقولون دائماً أن الآلهة تؤيد الأرواح الطيبة وقت احتياجهم بقوة غير محسوبة!
..بمعجزة!
تمسكت بعنادها وواصلت , وما إن قفزت في الهواء حتى بدأ جسدها بالسقوط بمنتصف المسافة , حتى الآلهة تخلت عنها ..!!
"تشه .. ماكان نيجي مات!"
همست لنفسها بشيئ من السخرية..
للقرويين أفكار ومعتقدات غريبة لاتدري كيف يعتنقونها ولا أين تكون عقولهم وقتما يرددون تلك الكلمات السخيفة عن الآلهة !! أين تلك الآلهة منذ أن بدأ الناس يقتلون بعضهم وأصبح الأحباب أعداءً ! أين تلك الآلهة والحروب تأكل أعمارنا وتنهش شبابنا ! أين تلك الآلهة والأطفال تُذَّبَح والأعراض تُنتَهَك والأوطان تُغتَصَب ! أطفالٌ في عمر الرابعة صاروا جنوداً استبدلوا الألعاب بالأسلحة ! لقد سرقت آلهتكم طفولتنا وهي السبب إذاً في كل آلآمنا وهي من خطفت كل أحبتنا وفقدائنا باسم الحرب ! لو كانت آلهتكم تلك موجودة ما كان هناك من شينوبي !!
وجدت نفسها تسقط في الفراغ فجأة وكردة فعل تلقائية أطلقت صرخة اقتطعها ذلك الذي يتبعها
قفز للالتقاطها بلمح البصر
أكمل القفز حاملاً إياها إلى مكان أكثر استقراراً ..
"هل أنتِ مجنونة!!!"
صرخ بها بأوج غضبه ليهتز جسدها مرتعداً من خشونته , أغمضت عينيها لتطرد الدموع من عينيها , اهتز جسدها الصغير بعد أن قد ضمته إليها لتصرخ
" لمَ تطاردني من الأساس ؟ مادخلك بي؟دعني وشأني !! "
"أخبرتك؛أربطة قدمك ممزقة كما تعانين من بعض الكسور, ماالذي لا يُفهَم في عبارتي!!"
"أه؛أنت طبيب؟؟"
"أجل"
نبس بغيظ حانق وقد خلع ردائه المعتم عنه منفعلاً ليخرج من تحته شاب ذو شعر طويل شديد السواد كالجن , لم يكن هذا وحسب المميز فيه بل إنه ايضاً يمتلك فيروزاً بعينيه ينير غموض العتمة التي صنعها سواد شعره,كان يعقد حاجبيه بغضب وكان وقتها يهم بالاقتراب منها رويدا وامساك ركبتها اليسرى لتطلق صرخة قوية على إثرها ..
"ششششش,لاتصرخي!"
"مابالك,أنا اتألم!!!"
"ليست مشكلتي!!لست أنا من دفعك من النافذة وأخبرتك بأن تجري وتتقافزي كالمجانين وجسدك بالكاد قطعة واحدة!!"
تلونت ضماداتها بالأحمر كلياً , زعزعت بعض المسامير والقطع الحديدية التي قد تم تثبيت قطعها العظمية بها , زاد ألمها عن حد الاحتمال , لم تستطع كتم تأوهاتها وصرخاتها المتألمة والألم ينخر عظامها بهذا الشكل
"كفي عن البكاء كالأطفال!!كم أنك مزعجة!"
"ما أنتِ إلا تتعبينني وتضيعين لي وقتي وتجلبين لي المشاكل من حيث لا أدري , كلما رأيت وجهك تحل المصائب من تحت الأرض ومن السماء وكل مايمكنك فعله هو البكاء ! يا الهي,أي شينوبي أنتِ!!أعتقد أنك مدللة لا أكثر!"
انطلق ببضع كلمات قاسيات بمنتهى السهولة , على الأغلب هو لا يشعر بفظع كلماته ولا بفظاظته وضيق خلقه الذي لا يطاق , لابد أن لديه فكرة بأنه صعب ولا يُحتمَل , شخص بمثل شخصيته لابد أنه لا يطلب من أحد أن يحتمله من الأساس إنه لا يريد قُرب أحد كذلك,لديه هالة مُربِكة كثيراً,يبدو مُخيفاً للوهلة الأولى لسبب ما على الرغم من وسامته..
استحكمت هيناتا دموعها وهدأت تماماً وقررت ألا تُظهِر ضعفها لأحد , على الرغم من الألم الغير مُحتَمَل إلا أنها ابتلعت صراخها وجعلت لألمها مأوى تحت ضِرسها بينما هو يركز على إسعافها بشكل مؤقت ولملمة جراحها حتى يعودوا للمشفى ":
"هذه نهاية تصرفاتك الصبيانية الغير محسوبة , هذا الألم درسٌ ليعلمك حساب خطواتك والشعور بالمسؤولية على الأقل تجاه نفسك , نحن لا نلعب هنا ولا وقت كافٍ لتضييعه بالمشافي , نحن في حرب يا آنسة لدينا غيرك بحاجتنا أيضاً ويحتاجون ذلك السرير بالمشفى الذي تشغرينه لمدة أطول بسبب إهمالك وعدم مسؤوليتك .."
رفع رأسه ليجدها تغمض عينيها , تكتم صراخها حد أن وجهها قد إحمر كالمصابين بالحمى, ودموعها تجري على وجنتيها الورديتين وصوت خافت لهمسات بكاء رقيقة صادرة منها , توقف كل شيئ به حينها , هدأ وضاع كل غضبه فتاتاً حملته ذرات الهواء في رحلتها , ظل ينظر إليها بحالتها تلك..
"يكفي"
مد يده لها بمنديل نابساً بنبرة أقل خشونة لتفتح عينيها الدامعتين وتتناول المنديل منه بهدوء
"آسفة , عُدتُ أبكي كالأطفال من جديد , أعلم أنني أزعجك واخذت من وقتك وجهدك الكثير أنا اعتذر عن هذا كله وبشدة ولكن .. أتعلم .. كان يوماً سيئاً جداً لذا سأقدر لك بعض اللطف حقاً !"
جففت دموعها وهي تنطق بتلك الكلمات راجية منه عدم جرح مشاعرها أكثر , تنهد الآخر بتعب وبدون حرف التف موجهاً ظهره تجاهها ناطقاً بحزم ":
"تَمَسَّكِ بي!"
"لكن .. أأ-..لــ..لم أخرج من المشفى لأعود أدراجي خالية الوفاض .."
"لا اعتقد أن شخصاً بمثل حالتك يمتلك متسعاً من الخيارات وانما يجدر بك الإذعان لأوامري وحسب.."
"اسرعي وتمسكِ بي يا هذه"
نطق بحدة ونبرة غليظة بعض الشيئ , سرعان ما شعر بجسدها الضعيف يتكئ عليه نابسة بنعومة ":
"هيناتا أرجوك.. بامكانك أن تدعوني "هيوجا هيناتا" سيكون هذا ألطف من "هذه" وعِوضاً أفضل عنها!"
رمقها بطرف عينيه لوهلة ليحمحئ بعدها ضابطاً نبرته في شيئ من الوقار ":
"اعتذر .. بالنسبة إلي فأنا أدعى "يوريما-الكسندر" وأرجو أن تتقبلي اعتذاري عما ورد مني من الفظاظة أظنني بلغت الحد و تجاوزته لذا استميحك عذراً واتمنى لك الشفاء العاجل!"
:
"لا أدري متى بدأت البكاء ولكن كمية الدموع التي رأيتك تهدرينها اليوم كافية لحل أزمة جفاف في بلدان أخرى"
نبس بوجه خالٍ من التعابير,ولكنها ابتسمت بهدوء بعد فترة من النظر إليه ":
"أشكرك!..شكراً لأنك أتيت بي إلى هنا!"
"كان يجب علي الموافقة وإلا كنت ستبكين من جديد"
"آسفة"
قالت وقد نكست رأسها,تنهد قائلاً":
"إما أن تبكي وإما أن تتأسفي!لاتتأسفي رجاءاً لاأطيق الأسف إنه عدوى لا يتوقف!"
"آسفة!"
رمقها بطرف عينيه لترتبك أكثر وتلقائياً تنطق بــ":
"آسفة!..أعني.."
أغمض عينيه رافعاً حاجبه قائلاً بنفاذ صبر":
"أرأيت,إنه لا يتوقف,إبلعي لسانك يا فتاة !"
وضعت يدها على فمها بسرعة لتتوقف عن الأسف بشكل أحمق,نهض الكسندر مبتسماً بسخرية ":
"يبدو أني سأشهد المزيد من المتاعب معك بعد.."
قالها ثم هم بحملها قائلاً":
"يجب أن أعيدك إلى سريرك قبل أن يكتشف أحد ويقومون بطردي من أول يومٍ لي!"
’
غرفة ضيقة للغاية,أو لربما هي واسعة جداً وإنما تبئدو بهذا الضيق نتيجة إزدحامها بأبراج الأوراق في كل مكان ومخطوطات ولفائف مرمية بفوضى في المكان,المشهد من فوضته مُتلِف للأعصاب بالأخص مع صوت الضجيج الصادر من الخارج..
"هوكاج-ساما,يجب أن تخرج للقرويين بالخارج,لقد تجمهرت أعداد كبيرة جداً تحت شرفة مكتبك محتجين وإن إستمر هذا الوضع لدقائق أخرى قد تحدث مشكلة!"
ضرب الهوكاج مكتبه بقبضته , كان متوتراً وغاضباً,لم يسبق أن رأى أحد ككاشي بهذه الحال!
إرتدى عباءة الهوكاج البيضاء والقبعة الرسمية وخرج إلى الشرفة الواسعة التي تطل على مساحة واسعة شغرها الجمع المحتشد ..
لم يكن يبدو عليهم الغضب مثلما بدى الرعب..!
كانوا كالنمل الذي ضرب النهر مستعمرتهم..مفزوعين وشاحبين يثيرون الضجة بقلة عقل ولا وعي إنهم فقط يطالبون بضمان لحياتهم في الوضع الراهن بعدما حلت عليهم مصيبة اهتزت لها المنطقة وقراها المجاورة..
"تتركون أعمالكم ومصالحكم وتحتشدون هنا كالحجارة!"
صاح ككاشي بنبرة منضبطة كانه يؤنبهم بشكل متمدن..
"أتينا طالبين الأمان"
"وأمنتنم, هل يجدي هذا معكم نفعاً الآن؟!فلتذهبوا لإدارة مصالحكم ولنولي الأمور لأصحابها!"
"هوكاج-ساماا,نحن نريد أن تطمئن قلوبنا على معاشنا وأولادنا!"
"أستطييع طمئنتكم إن أردتم ليس الإحتيال بالأمر الصعب بأي حال لكن إن أردتم معرفة الحقيقة لتدركوا السبل التي عليكم إتباعها لتنجوا فهذا ما أفضل إن طلبتم رأيي!"
"لاداعي للفلسفة!!نحن فقط نريد أن نبقى على قيد الحياة!إجعل أولئك الشينوبي يحمونا جيداً!"
صاح أحد الحشود ,رمقه ككاشي بنظرة ثاقبة ثم وبنبرة هادئة قال..
"اولئك الشينوبي ليسوا خدماً ولا بعبيد!إنهم لا يعملون لا لدي ولا لديك!!إنهم رجال ونساء من أصحاب العلم والقوة لديهم العديد من المسؤوليات التي هي أكبر من حجمك بكثير,يمكنك الإعتماد عليهم أيضاً إنهم أهل للثقة ولكن في النهاية إنهم بشر لايمكنهم ضمان حماية كل فرد دون مفقود,إن كان هذا يناسبك فلابأس,لكن في حالة ان لم يناسبك فيمكنك إختيار إحدى أشجار الحديقة وشنق جثتك عليها , إذهب إلى حتفك بقدميك أفضل من إنتظار حتفك حتى يأتيك!"
خرست الألسنة تماماً,نجح ككاشي في إسكات أفواه الغوغاء الذين لا يساعدون في شيئ سوى إرباك الناس ودس سم الخوف في قلوبهم ليفزعوا ويضيقوا ذرعاً ويثوروا بغباء دون حساب وبلا أن يقيموا للأمر وزنه قياما..
تغيرت نبرة الهوكاج ووقفته كذلك ليصيح بنبرة أعلى":
"لقد قرعت طبول الحرب!باطلٌ كل من يعدكم بضمان فلا ضمان ولا آمان في الحرب ولكن رغماً عن كل هذا بدأنا باتخاذ الإجراءات اللازمة وتم تحضير الملاجئ وتوسيعها وتحسين بنيتها التحتية,تم استقبال وتبادل كتيبات من الشينوبي المحترفين من مختلف القرى الحليفة المجاورة لدولة النار!!أعلنت جميع القرى حالة الطوارئ وتحالفت القرى جميعها معاً للنجاة من هذه الأزمة وستبدأ صفوف تدريب مكثفة من أجل الحرب للشينوبي من الغد وسترفع درجة الخطورة والتأهب,سنفعل كل مابوسعنا لتأمين حياة المواطنين"
صاح الجمع بقوة..
"يعيش الهوكاج السادس!!يعيييييش!!"
رفع ككاشي يده محياً الجميع,ثم عاد إلى مكتبه حيث كانت تقف مساعدته تقبض على ملف بحضنها ,تقدمت نحو الهوكاج بابتسامة وقد رفعت نظارتها باصبعها لتقول":
"في البداية قلقت كثيراً وأردت لو بإمكاني التدخل ولكنك أحسنت بقلب الطاولة هوكاج-ساما!"
"أرجوك بلا ألقاب,مجرد ككاشي!"
قال ككاشي بعفوية كما يفعل دائماً أثناء سيره بالممر بعد أن خرج من غرفة مكتبه , كان يوقع ورقة هنا وورقة هناك بطول الممر أثناء مروره بجوار بعض الموظفين والإداريين بالمنظمة الإدارية لشئون القرية والشينوبي..
"سأسافر الآن,لدي أمر خارج القرية على عجلة!"
"ماذااا!!سفر!!لكن هوكاج-ساما!!إجتماع الكاجيات غداً!!"
"لاتقلقي سأعود قبل غد!"
"سأرسل في طلب فرقة حراسة الهوكاج إذن!"
"كلا لاتفعلي!سأذهب وحدي!ّ"
"لايجوز!سيدي الوضع الحالي خطير ولابد أن جميع الكاجيات مستهدفين!!"
لم يعطها فرصة لتكمل وقفز إلى الخارج مبتعداً صائحاً":
"أخشى أنني ذهبت بالفعل!"
"لكن,لــ-لكن..!"
قالت شاحبة وهي لاتدري ماذا يجب ان تفعل,تنظر بضياع من حولها,تنهدت بتعب..":
"آآآه,إنه لايستمع أبداً!!ماذا أفعل الآن في باقي مواعيد اليوم؟!ليس أمامي سوى إلغائها!!"
"كلا لست مضطرة!"
صدر صوت مألوف للغاية جعل جميع من في الممر ينهض من مكانه بدهشة ويقبل عليها..
"تسونادى-سامااا!!"
صرخ الجميع متفاجئاً,وأخذوا يلتفون حولها بتساؤل وابتسام في الوقت ذاته,كانت مازالت على حالها لم تكبر ولم يظهر عليها مايدل على سنها تلك العجوز! شعر أشقر فاتح وعينان بنيتان , وتشيزوني مساعدتها ومرافقتها تقف بجوارها بابتسامة هادئة تحمل خنزيرها الصغير بين ذراعيها..!
"دعي ككاشي يحل أموره وسأتولى أنا مكانه ريثما يعود,في النهاية أنا الهوكاج الخامس ولابأس بتولي بعض المتاعب من جديد في ظرف طارئ كهذا!"
’
ممر واسع ,هادئ وبارد , مُرقع بطول أرضيته ببضع بقع مضيئة نافذة عبر النوافذ الزجاجية الضخمة لضوء القمر المنتفخ في ليلة تمامه الأولى , إنها إشارة نذير شؤم في التقاليد القديمة
إنتفاخ القمر بهذا الشكل كأنه إبن يومين أو ثلاث ..
مذكورٌ أنها إحدى علامات النهاية..
الممر كان طويلاً كذلك يقود إلى باب ضخم بطول الحائط , المكان منظم ورتيب وكئيب للغاية..
أخذت بقع الضوء المنعكسة على الأرض تتقطع تباعاً ليرتسم ظل أحدهم بداخلها ويسير بمحاذاته بطول الممر , قطع صمت الممر الذي يكاد يصيب بالصم ليدوي صوت وطئ خطوات ثابتة أخذت طريقها باتجاه الباب الذي ينتهي الممر إليه , توقف أمام الباب وركز نظره أمامه فاهتزت موجات الهواء من حوله وفُتِح الباب براحة بدون أن يُضطر حتى إلى رفع يده من تحت عبائته السوداء المُعتمة , دخل إلى قاعة واسعة مهيبة لا يختلف وصفها كثيراً عن الممر الذي يسبقها , إنه الهدوء والنظام والرتابة عينها
واصل تقدمه بداخل القاعة الكبيرة ماراً بحوض كبير يبدو كمسبح عميق ومر مهملاً إياه خلفه ,مثبتاً أنظاره أمامه نحو كرسي كبير يبدو كالعرش يعلو القاعة , لا يمكن وصفه بدقة إذ لا يظهر منه إلا أدناه فكان العرش يتمركز بأكثر البقع ظلاماً
بدأ شيئ غريب خلفه بالحدوث فجأة تجمعت جزيئات الماء من داخل المسبح وتبلورت بانسجام عجيب وتشكلت ليخرج شاب ابتسم بخبث وقذف كرة من التشاكرا والماء باتجاه الأول
"توقف عن اللعب لطفاً يا ميساكي!"
قال الرجل ذو العباءة السوداء بصوته الأجش ومازال على هيئته يقف متأملاً العرش العالي أمامه ومازال لم يحرك ساكناً ولم ترتفع يده من تحت عبائته حتى..
توقفت كرة التشاكرا واستكانت في اللاشيئ!
كانت كما هي على حالها لم تتبدد وإنما يحملها الهواء بعد أن صدتها موجات الهواء اللامرئية حوله بمنتهى السهولة
"مرحباً سينباي!"
قالها بنبرة لعوبة مرحة بعدما اكتملت هيئته وتبدل جسده الهلامي ولونه المائي الشفاف وبرزت ملامحه الجذابة وشعره الرمادي الناعم وبشرته البيضاء تشعان نوراً وسط كل ذلك الظلام المحيط
لمعت عيناه الرمادية كذلك وابتسم بهدوء مردفاً":
"سايروس-سان!"
انفجرت كرة التشاكرا وتناثر الماء لحظة ما أسقط الهواء غطاء رأسه وحام ليلتف وينظر إليه مباشرةً
كان رجلاً وسيماً يبدو أنه في الأربعين من عمره , شعر أسود قاتم والقليل من خصلات الشيب الرمادية بملامح شابة لا يظهر من تجاعيدها إلا القليل فقط وقتما تتسع إبتسامته المريبة , لديه عينين ضيقتين حادتين كعيني شيطان تسحب الروح إلى داخلهما
"لايمكنك أن تصبح جاداً أبداً,صحيح!"
قال سايروس باستخفاف
"وأنت دائماً جاد ,ماذا جنيت؟"
رد ميساكي بابتسامة باردة
ضحك سايروس بصوت أجش مزعج لا يلائم ملامح وجهه الوسيم وابتسم نابساً بطرف عينه":
"بالتأكيد أكثر مما يمكنك أن تجني بطول عمرك أيها الصغير!"
"أوها,أصبحت تمتلك فماً ثرثاراً أيضاً,لقد بدأت علامات كبر السن تظهر عليك بالفعل!"
ابتسم بتكلف نابساً بتهكم
"هاه, على كُلٍ لم آتِ لأدردش معك يا عزيزي ميساكي"
"إذاً كان من الأفضل لكلينا لو تطرقت لموضوعك منذ البداية عوضاً عن التكلف والإستعراض!"
قال ميساكي وقد تغيرت نبرة صوته وبدأ يعلن إنزعاجه بعيداً عن إبتسامته المصطنعة السمجة بينما تعالت ضحكات سايروس بنبرته الخشنة المزعجة عندما أحس بأنه نجح بمضايقة الشاب , اردف سايروس بضحكات متقطعة ":
"هاهاها, حسناً حسناً,أخبرني إذاً ألم يرمِ الزعيم إلى أين ذهب بالتحديد,لقد سافر بدون إخباري وأعلم أنه يخطط لأمر ما منذ وقت طويل وبالطبع وبما أنه لم يطلعني على أمره فلابد أن لا لأحد هنا علم بشيئ سوى شقيقه الأصغر و صراحةً هذا يثير قلقي!"
"أخشى أنه لا يثير إلا فضولك لا أكثر,على كلٍ اطمئن لا قلق على أخي , هو يعلم جيداً مايفعل وأخشى أنه قد كبر بما فيه الكفاية لدرجة أنه لم يعد بحاجة إلى تدخل أي أحد بعد الآن!"
"لن يكبر عليّ ولن تفعل أنت أيضاً,لا تسمح لشعر شاربك النامي واحتداد نبرتك أن ينسياك الماضي وفضل نعمتي!"
"لانعمة لأحد عليّ , أنا حيٌ يرزق بفضل أخي ولولا أخي ماكنتَ وماكان أحد من هؤلاء بالخارج , هو من صار وسوى وسواكم وجعلك سيداً من لاشيئ ولا تجعلني أنا من يتحدث عن الماضي لأنك تعلم أني أكرهه!"
"جيد..هل هذا كل مالديك!"
"كلا , هناك شيئ أخير أيضاً.."
كسر ميساكي نظرته ورمق سايروس بحدة واردف بنبرة غليظة":
"اهتم بشؤونك أفضل سينباي!"
ضحك سايروس من جديد ضحكاته الخشنة تلك ساخراً , اقترب عدة خطوات حتى صار يقف على مقربة من ميساكي أكثر اردف ضاحكاً بسخرية واضحة":
"أنا!!هاهاها,أنا أهتم بشؤوني وأجيد عملي جيداً جداً ميساكي العزيز, ماذا عنك!؟ أوه,لقد سمعت مالايسر عنك في الآونة الأخيرة كأنه تمت مطاردتك ومحاصرتك أياماً عجزت فيها عن الحراك والعودة وفي النهاية أمسك بك أزوماكي-نارتو , حتى أن الكدمات التي أصابك بها لازالت تترك علاماتها هاهي, اعتقد أنك من هو بحاجة لمزيد من الاهتمام بعمله تشان الصغير!!"
اطلق ضحكة ساخرة وربت على كتف ميساكي وذهب..
’
عند الغروب..
جلست على سرير المشفى البارد تراقب الغروب عبر النافذة التي أمامها..
كان الغروب مختلفاً تلك المرة..
كانت تنتظره في كل مرة ليشاهد معها الغروب على شاطئ الساحل,كان يحضر في اللحظات الأخيرة كالعادة,كان لا يحضر قبل أن يغرق نصف قرص الشمس في مياه البحر ليجعل كل شيئ من حوله ملتهباً,يتلون كل شيئ بالبرتقالي!
إنه لونه المفضل كذلك..
أما الآن..
تجلس وحيدة مجروحة,مغطاة بالضماد بشكل شبه كامل,مدت يدها بسرعة لتمسح دمعة قبل أن تنسكب من عينيها المحمرتين,هي لا تعلم ماذا تنتظر بعد؟من تنتظر بعد؟ لقد انتهى كل شيئ!
أصبح لون الغرفة برتقالياً بالكامل,وهي تجلس مكانها بدون حراك,إنها فقط تراقب الغروب!
أيها الغروب ماأقساك!
"لن تتم الأمور بهذه الحال!"
قال الكسندر عندما جلس على السرير بجوارها بعدما انتهى من تعليق كيس المحلول لها":
"إلى متى ستعتمدين على المحاليل؟! عليك تناول طعام مغذي لتقفي على قدميك وتنتهي من هذا العناء,لقد تحمل جسدك أكثر مما يمكنني أنا كطبيب تفسيره,إنها معجزة!"
التفتت هيناتا له قائلة بفم ثقيل":
"لا معجزات!أنا حية لأن جسدي مؤهل لظرف كهذا وحسب!"
"إذاً يجب أن تتناولي طعاماً كالبشر بما أنك تدركين أنه مامن معجزات وأن جسدك هالك بتلك الحال!"
اومأت رأسها بهدوء ثم تابعت مراقبة الغروب من جديد,كان ينظر إليها بغرابة..
"أعتقد أنك غريبة!؟"
دوت الكلمة بأسماعها,عضت على شفتيها,شدت على يدها..أجل,كذلك قال نارتو عنها وهم صغار أيضاً!
كانت عيناها ككرتين من الدم ترتعشان محاولتان حبس الدموع بداخلهما..
"أنت تبكين من جديد!"
التفتت إليه على الفور ,أشاحت برأسها يميناً ويساراً نافية":
"كلا,أبداً..انظر!"
ابتسم لعفويتها بهدوء نابساً":
"لقد رأيتك تمسحين دموعك منذ قليل!"
نظرت إليه بصمت وعضت على شفتها السفلى..ضحك بخفة قائلاً":
"لقد فهمت!تبتلعين لسانك,تحاولين عدم الإعتذار"
هزت كتفيها ببراءة,رمقها بنظرات طويلة,قال بعد مدة من الصمت":
"لست بالشخص الفضولي أبداً,ولكن وبشكل يثير دهشتي من نفسي أنا أرغب بشدة في معرفة ما حدث لك!كيف آل بك الأمر عند سفح الجبل بذلك المنظر الذي وجدتك عليه!الجميع يتحدثون عنك بالخارج و.."
"لقد سقطت!"
"لــ-لقد.."
عضت على شفتيها بألم شديد وبدأت عيناها ترتعشان من جديد..
"لقد دفعني..رماني من فوق الجرف!"
لم يبدي أي إنفعال وظل يحدق بها بصمت,قرر بعدها أن يفتح فمه بنبرة هادئة":
"من؟"
رفعت مقلتيها ,كرتي الدم برموش عينيها المبتلة ببطئ ونظرت إلى آخر ماتبقى من قرص الشمس البرتقالي أمامها..
"أزوماكي..نارتوو!"
كانت تنظر أمامها بينما هو كان ينظر إليها وحسب,لا يظهر على وجهه أي تعبير,فتح فمه بهدوء أيضاً سائلاً":
"هو من كنتِ ذاهبة إليه حين تبعتك منذ قليل!"
أومأت رأسها بهدوء ومازالت تنظر أمامها ..
"كنت ذاهبة لأستعيده أو ليكمل مالم ينتهي منه بعد!"
"هذا جنون!"
انطلقت منها ضحكة مستخفة بسخرية ,عقبت قائلة":
"كان حبه منذ البداية جنوناً,لقد أحببته سنوات طوال بطول عمري,انتظرته كذلك عمراً كاملاً!رميت بنفسي في ناره ولم أشتكي,كانت ناره جنةً لي أو هكذا كنت أحاول أن أقنع نفسي,تمسكت بعنادي,بإيماني,بحبي..هل كان كل هذا خطئاً؟ متى كان فادحاً إلى تلك الدرجة!؟ كيف أصبحت مغفلة بهذه الطريقة!"
"هل تعنين أنك أنتِ حبيبة الكيوبي!!"
"أنا متأكدة من أني أحببته فقط"
[/align][/cell][/tabletext][/align]