عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 11-04-2018, 10:26 PM
 
[TABLETEXT="width:100%;background-image:url(https://f.top4top.net/p_9822i4le1.png);"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




التكمله الثالثه
للكاتبه"Florisa"

عندما وصلت للطريق وعاد الوحشان إلى عمق الغابة
لوهلة رأيت كل شيء ساكن في مكانه
الناس متجمدة في مكانها والطير ثابت في السماء كان يبدو الأمر كما لو ان الزمن توقف
عاد الزمن للتحرك والناس إلى ما كانت عليه وانا اقف مصدومة من هذا اليوم الغريب أحملق في اللاشيء
ظننت بأن مظهري غير لائق امام الناس ، ألقيت نظرة على ملابسي ولقد كانت عكس ما ظننت
من المفترض ان تكون متسخة او ملطخة بالدماء من ذراعي ... لحظة !
جفت الدمائي في عروقي عند رؤيتي لذراعي سليمة حتى الضمادات غير موجودة !
" كيتي هل من أمرٍ ما ؟ "
التفت لمصدر الصوت لأجد صديقاتي ينظرن لي بغرابة ، تجمعت الدموع في عيني لنجاتي
وركضت لعناقهن ببكاء وهم في قمة الغرابة ويتلون علي كومة من الاسئلة
أنبتهم وبدأت اعاتبهم ببكاء " لقد حصل معي أموراً مخيفة جداً .. استنجدت بكم وانتم لم تشعرون بي ! "
قالت إحداهن بتعجب " كيتي عما تتكلمين ؟ "
وأكملت أخرى " لقد عدنا للتو من المدرسة وكنتي معنا طوال الوقت "
تجمد كياني لأهتف بانفعال " لقد اكملتم سيركم وتركتموني ليجذبني ذاك الذئب وقد أذى ذراعي وكاد ذاك الشاب في القصر يقتلني ... "
قطعت كلامي صديقتي وهي تربت على كتفي " عزيزتي يبدو انكِ متعبة .. دعينا نوصلكِ للمنزل لتأخذي قسطاً من الراحة "
انهن لم يصدقنني ، حتى انه لم يتغير عليهن شيء
كما لو أن الزمن كان متوقف فعلاً
وصلت الى المنزل ولقد كان حدسي صحيحاً فأمي لم تباغتني بأي سؤال !
كأنني لم أغيب عن المنزل ليلة فأقضيها برعبٍ تام
تقدمت من والدتي وسألتها " أين والدي ؟ "
أجابتني وهي ترتشف قهوتها بكل هدوء " إنه في العمل يا عزيزتي .. اخبرني انكِ كنتي مصرة على السير مع اصدقائك فكيف كان يومكِ ؟
جثوت على ركبتي امامها وانا أكاد أجن ، هل ستصدق ما سأخبرها به ؟ هل ستصدق ما حدث معي ؟
هرعت إلي تهز كتفي " ابنتي هل انتي بخير ؟ "
رفعت نظري إليها بخوف أتمتم " امي لقد هُجمت من قبل وحشين جذباني إلى عمق الغابة وكادا ان يلتهمانني ! ثم ... ثم التقيت بمصاص دماء أوشك على ان يقتلني ! "
ارتميت في حضنها ابكي " انا خائفة جداً يا أمي "
ظهر الذعر بنبرة امي وهي تقول " لا لا انتِ لستِ بخير "
هرعت امي بالتقاط هاتفها والاتصال بوالدي للذهاب إلى طبيبٍ نفسي فوراً وبأن الامر مستعجل
" امي ما قلته لكِ حصل معي حقاً "
ضمنتي واحاطتني بذراعيها قائلة
" لا بأس عزيزتي لا بأس .. انا هنا "
لم أشعر بالوقت إلا ووالدي قد دخل المنزل بسرعة وحملني إلى السيارة ليأخذني إلى الطبيب مع والدتي وانا اتشبث به لا أريد مفارقتهما ابداً
أستقبلني الطبيب بأسئلته الكثيرة مع أجواء مخيفة بعض الشيء
سألني " كيف كان يظهر لكِ ؟ "
" من هو ؟ "
" مصاص الدماء الذي حدثتنا عنه "
" نعم لقد كان يظهر من الظلام فجأةً .. كـ الظل تماماً لا يمكن أن يشعر به "
واسئلته لم تنتهي ، وجهت نظري ناحية النافذة لأجد بأن الشمس على وشك الغروب والسماء انصبغت بالبرتقالي المحمر
خفق قلبي بخوف ، هل يجب علي العودة لتلك الغابة ولقصره المخيف ذاك ؟
هل علي العودة إلى ذلك الكابوس ؟ أليس من الممكن ان يردعه احد ؟ هل من أحد يستطيع التغلب عليه ويخلصني منه ؟!
" كيتي ؟ "
وجهت نظري بسرعة إلى الطبيب الذي تكلم
" أين ذهبتي قبل قليل ؟ ، لقد شرد ذهنكِ فترةً كبيرة من الوقت "
أردفت بسرعة بخوف " علي ان أعود الان "
حاول ان يهدء من روعي وهو يقول
" تمهلي تمهلي .. دعينا نحاول ان نكلمه "
حركت رأسي بالنفي أنفي الفكرة السيئة تماماً
" مستحيل سينهي على حياتنا فوراً ، إن لم أعد سوف يقتلنا جميعاً ! "
" اهدئي دعينا نحاول "
" لا لا ليست فكرة جيدة "
لم ينصت لي وحرك ذراعه ليطفئ جميع الانوار في العيادة مما قد أطفأ روحي ايضاً وجعل انفاسي على وشك التوقف والزوال
" أمي .. أبي ! "
" هل هو هنا الأن يا كيتي ! "
لم أكن اريد البحث عنه ابداً في هذا الظلام ولا أريده ان يظهر ولكن أطعت أوامر الطبيب وحركت نظري في الظلام أبحث عن ما إن كان هناك أحد غيري انا والطبيب ووالداي
ظهرت عيناه الحمراوتان الغاضبتان في الظلام وهو يحدق بي ونظره معلقٌ عندي ..
التقطت انفاسي بصراخ " انه هنا .. جاء يقتلنا جميعاً "
بانت أنيابه البيضاء في الظلام التي أكشر عنها بوحشية وهب بالهجوم نحوي رافعاً مخالبه
أغمضت عيني وصرخت بخوف عالياً ودموعي تنهمر على وجنتي ..
مرت ثوانٍ وانا لم أشعر بشيء فالتقطت مسامعي صوتاً نبيلاً منغماً كـ سمفونية رائعة
" لديك الجرأة الكافية لمحاولة التهام قلبي أيها الجشع "
فتحت عيناي على أوسعهما وانا أحدق بهذا الشاب الواقف أمامي مباشرةً ويردع مصاص الدماء
لم أرى ملامحه فلقد كان معطياً ظهره لي
ولكنه لم يبدو طبيعياً البتة بملابسه الغريبة وشعره الأسود الطويل الذي يقيده بسلاحه الولبي رفيع كما السوط، وأكثر ما أثار دهشتها هي أذانه الملوزة واكثر حدة من الأذان العادية يبدو كأذان الأقزام

لذ مصاص الدماء بالهروب من النافذة مكسو الجراح واقتنع بأنه ليس نداً لهذا الشخص الغريب الذي تدخل فجأةً وأنقذني ، نظرت إلى والداي والطبيب في هذا العراك والفوضى العارمة لأجدهم مجمدون ، هل قاموا بإيقاف الزمن مجدداً ؟
التفت إلي اخيراً كاشفاً عن وجهه ناصع البياض وملامحه النبيلة ، كانت عيناه حادتان يتصارع الموج في قاعهما بزرقة ، لقد اذهلني شكله بالكامل انه ليس بإنسان .
بسط كفه نحوي قائلاً ببرود " اعيدي إلي قلبي "
رددت كلامه بعدم استيعاب " قلبك ؟ "
رص على اسنانه وأردف بحدة
" لا تحاولي الإنكار .. إن رائحته تنبعث منكِ "
أرتجف صوتي وأنا أقنعه ببرائتي " أقسم بأني لا أعرف عما تتكلم .. خذ بإمكانك تفتيش حقيبتي إن أردت "
تناولها حقاً بقوة مما أظهر لي بأنه يمتلك مخالباً هو الأخر واخذ يفتش عنها في الأنحاء حتى صاح بنفاذ صبر " أين عساه أن يكون ؟ لا بد أن لكِ علاقة بالأمر .. "
أجبته بقوة مواجهةً غضبه " لما قد تحتاج بشرية مثلي إلى قلبك ! "
أخفض بصره بيأس وقال بهدوء
" لكن رائحتكِ مثل رائحته تماماً "
تقدمت منه بهدوء مطمئنةً له وأردفت بصدق
" صدقني لا أعلم عنه شيئاً "
نظر إلي لتلتمع عيناه وهو يحدق في عيني يكشف كل ما رأيته في الغابة وقصر مصاص الدماء بالتفصيل ، ثم أشاح نظره بعيداً يتمتم
" لقد تمت مهاجمتك لأن الجميع يريد الحصول على قلبي ظناً منهم بأنه معكِ ، ولا بد انه استلذ بطعم دماءكِ لأن لكِ علاقةً بقلبي ورائحته تفوح منكِ ، لذا انتي في وضعٍ خطر جداً "
شهقت بخوف مما قد أعانيه غير ذلك وكيف ستتدمر حياتي ؟ مالذي يجعل قلبه يرتبط بي ولا يظهر ؟
كيف فقده ؟ وكيف يعيش بدونه ؟
انهم مخيفون حقاً ويبدو ان هناك من هو أقوى منه حتى ادى لفقدانه قلبه ...
قطع سلسلة افكاري وهو يقيد ذراعي اليمنى بذراعه اليسرى بسلسلة متينة
" ما هذا ؟ ماذا تفعل ؟ "
التفت إلي قائلاً ببرود " يجب ان ترافقيني للذهاب إلى شخصٍ يعرف تفسيراً عن تعلق رائحة قلبي بكِ مع عدم تواجده "
" دعني لا أريد الذهاب معك لأي مكان "
جذب السلسلة بقوة لأنجذب نحوه مصطدمة به ليقول بحدة :
" إن تركتكِ للحظة لن تبقي على قيد الحياة ، فجميع ما تتخيليه من وحوش سيئةً ستأتي لإلتهامكِ وسيأتي الأسوء ايضاً لأنهم لن يضيعوا فرصة ظهور قلبي او اي شيء يمد له بصلة "

" يا إلهي ما هذه الورطة ! "










[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT]
__________________
رب هب لى ملدنك ذرية طيبة




كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن:
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم