عرض مشاركة واحدة
  #139  
قديم 10-11-2018, 09:43 AM
 
بدأ قدرها في ليلة ممطرة الفصل 11


[img3] https://b.top4top.net/p_6331pijg0.png[/img3][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://d.top4top.net/p_6338jlzl2.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]











تذكير: دخل تارو وفتح الثلاجة مباشرة ليسأل سام بخفوت

:سام هل لديك بعض الطعام؟؟ ديفيد لم يتناول أي شيء منذ ركبنا الحافلة مساء أمس.

استند سام على المغسلة خلفه ووضع عليها مرفقيه وببلادة في كلامه قال

: لكنكما تناولتما هذا الصباح الفطور على حسابي.

أغلق تاروالثلاجة واستدار له وكان على وجهه غمامة من التعب فرد عليه بهدوء

: لكن ديفيدلا يحب تناول الفطور و تلك القهوة السوداء التي شربها لا تُغْني من جوع.

رد عليه سام وهو مازال على هيئته

: رغم ذلك أنت تناولت كل شيء وضعه النادل على الطاولـ...

ولم يكمل لان تاروقاطعه وقد ضغط على بيديه الاثنين على الطاولة التي تفرقهما

: سام هل تريد اخراجي عن طوري



-آماس


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT]
[TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://d.top4top.net/p_6338jlzl2.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]الفصل الحادي عشر

ليرد عليه سام مستفزا وقد اعتدل في وقفته بهدوء
: ماذا؟ لا أبدا ..اممم وماذا ستفعل ان كنت كذلك؟؟ هل ستبكي كالماضي أم ...



ولم يكمل لأن تارو كان قد استدار بخطوتين حول الطاولة وعاجله بلكمة على بطنه جعلته متأوها منها وانحنى قليلا.

شعر سام بالراحة في سره وهو يمسد مكان اللكمة فها هو قد أخرج تارو من زيف هدوءه الذي أشبع به نفسه منذ دخوله قبل لحظات.

تفاد لكمات تارو الإحترافية بالكاد ليردها اليه متتالية، لكن تارو صدها بذراعين أصبحت أقوى مذ دخوله للجيش، توقفها يتنفسان بسرعة وعيني كل واحد منهما تترصد حركات الأخر.
لم يكن تارو يفكر في أي شيء سوى تنفيس إحباطه عبر لكمات يتصداها سام فقط، أو كيس الرمل.


كان ديفيد يستمع للجلبة الآتية من المطبخ من تصادم أيديهما وصوت تنفسهما المسموع والسريع لكنه متعب ليذهب لهما، وهو أصلا ليس محب للعنف أغمض عينيه متنهدا وقد تكور كالجنين على الأريكة الوحيدة الثنائية ليذهب في سبات عميق دون أن يشعر وكأن عقله أراد له أن يرتاح من حزنه المخيِّم على قلبه وكل كيانه.

خرج تارو من المطبخ وأنفاسه متسارعة، أدار عسليته القاتمة يبحث عن ديفيد فلاحظ ركبته ظاهرة على شفير الأريكة، ذهب اتجاهه ببطئ والتقط اللحاف المرتب بعناية فوق ذراع الأريكة مدثرا إياه جيدا، وعبث بلطف بشعره الأشقر الشبه حليق فغدرته ابتسامة وظهرت على محياه متذكرا ما حدث قبل ما يقارب يومين عندما عاقبهم لاري ..ثم ومضت أمامه صورة بيرلا حمل سترته وعاد أدراجه للمدخل حيث توجد غرفته وأغلق المصباح المضيء فوق ديفيد ودخل غرفته وهو يلقي تحية المساء على سام الذي في الحمام مقابل غرفته ولم يبالي إن كان قد سمعه أم لا..
جلس بسرعة على السرير الفردي وأعاد الاتصال بـبيرلا قلقا بعد رؤيته لاتصالها الذي كان منذ ساعات الظهر، ولكن هاتفها كان مغلقا نظر لساعة الهاتف فوجدها تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل تكلم متفاجأ من نفسه


: طبعا ستكون نائمة في هذا الوقت... كم أنا غبي؟؟.

وسقط للخلف بتعبٍ ليرتاح ثم يستحم بعد سام لأنهما بذلا الكثير من الجهد، ونتج عنه أن غرقا في عرقهما.. ولكنه هو الآخر نام بوقت قياسي دون شعور منه

وحتى أنه لم يخلع حذائه.
خرج سام من الحمام وشعره الأسود مبتل ومتساقط على جبينه والمنشفة السوداء عكس ملابس النوم البيضاء في يده، واليد الاخرى تحمل هاتف من آخر صيحة، نظر لديفيد وقد تسلل اليه الضوء من باب الحمام خلفه التف عليه غطاءه الأسود المفضل، اغتاض من تارو حتما هو من لحّفه به، لكنه رفع كتفيه بلا اعتراض واكتراث، أكيد سيشتري غيره لو أراد.. المهم أن يكون صديق تارو بخير فهو لن يتحمل أن يرى تارو منطويا على نفسه مجددا، مساء اليوم نجح في إخراجه من سبات الحزن ولو أنه لم يكلمه بعد شجار اللكمات ولكن تكفي تعابيره المرتاحة المنفتحة،

لكن ماذا إن حدث شيء أسوء...؟؟

التفت على صوت سقوط شيء في غرفة تارو، فإجتاز المكان بخطوات سريعة دلف للداخل بعد أن دفع الباب وجده نائم بعمق.. قدميه على الارض وهو مستلقي ووجهه مجهد، ثم لفت انتباهه الهاتف فأدرك فورا أنه سقط من يده مصدرا الصوت.


اقترب أكثر ورفع الهاتف فظهر له رقم وإسم بيرلا، وبعد صراع

وتردد دون رقمها في هاتفه مصحوب باسمها واسم تارو

{ بيرلا تارو}


وأدخل الهاتف لجيبه ووضع هاتف تارو على المنضدة بجانب السرير،

ثم نزع حذاءه بهدوء وكلّمه كي يعتدل لينام براحة فاستجاب له دون أن يجفل كالماضي و أرجع عليه الغطاء وخرج بخطوات هادئة وهو يفرك المنشفة

على شعره بهدوء كجميع تصرفاته.

"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~


في نفس المساء عند بيرلا
مستلقية بملابس نوم مريحة بنفسجية موزعة عليها ورود صفراء

وكانت قد تجادلة مع ليلا على لونها الغريب، تدثرت في سريرها الذي أمر السيد ميريل بتجهيزه ككل الغرفة من أجلها في منزله،
وأكد عليها بالبقاء طول أيام الاجازة العشرين.
أغمضت عينيها بعد أن جافاها النوم لساعات لتتذكر رد كيفين بعد حديثها


: أعتقد عليك الذهاب أولا لمنزل القائد ونالي قسط من الراحة ثم اذهبي لمنزل
عائلتك وواجهيهم بما سمعت ورأيتِ...اسمعي منهما القصة وقارني بما أرسلت لكِ أختك ...


وأكمل بلطف راجيا في سره أن يريح أعصابها المتعبة ويقنعها أن كل شيء له حل


: أعلم أن الموضوع صعب وصادم...أن تكتشف في عمر 20 أنك عشت في كنف أشخاص غير اللذين أنجبوكِ... صدقيني أشعر بئلمكِ ولكن أنظري للجانب الجيد،
فهما لم يعاملاكِ بسوء ولم يؤذياكِ ولم يبخلا عليكِ بأي شيء،

درستِ في أرقى المدارس وذهبتِ لأروع الأماكن..

كان لديكِ سيارة و عمل وكل شيء يحلم به المرء..


لتقاطعه غاضبة


: ولكن ذلك لن يشفع لهما ما فعلاه بخالي، لقد دمراه وأرسلاه لمصح هل أدركت كل ما أخبرتك به .. إن هذا الامر يحرقني، إن صدري سينفجر كيفين
إن ... إن الأمر يقتلي كوني السبب في ما حصل لخالي لو أنهم أذوني بأي وسيلة كانت..لـ
قاطعها قائلا وقد سئم من تعذيبها لنفسها كونها تلوم نفسها على ما حصل لرواد


: بيرلا، أولا ألا ترين أن اسمه غريب؟ كيف يكون خالك الحقيقي

بل كيف تأكدتي أنه كذلك؟؟

صمتت ولم تعقب


فأكمل يشرح لها ويفتح لها الكثير من الأبواب للتفكير ويعطيها الكثير من المساحات الاضافية حتى لا تظلم أحد أو نفسها


: أولا اسم رواد إنه أجنبي..ربما وجدكِ ظالة الطريق فأعادك وكان والداك الحقيقيين قد قُتلا..أو أنه ربما هو اختطفكِ.. ثم أنقذك بـيير وتباناكِ،

ضعي لكل شيء احتمال فربما خالك هو عدوكِ..

: انتظر كيفين كما أخبرتك أبي طردني من المنزل قبل سبعة أشهر

وأنت تعلم أنه لم يأتي ولم يرسل حتى أمي ولم يتصل.

جلس كيفين على مقعده بتهالك

: بيرلا.. لابد أنه يعلم بأخبارك فهو بيـير فيرناندو بعد كل شيء
يستطيع فعل الكثير، لقد رباكِ فكيف تتتخيلين أن يتخلى عنك بسهولة..
الانسان لو قام بتربية حيوان ما، عندما يختفي سيبحث عنه

فما بالك بشخص..بـ.. بطفلة.


تأففت متنهدة قائلة له ببرود وهي تنظر للأجواء التي تتغير للغروب

: بففففففوووو ... كيفين إن رأسي يؤلمني وها أنت تتحدث
وتحلل بطريقة عسكرية، حسنا سوف أذهب الان لمنزل القائد
وأنت اعتني بنفسك سوف أتصل بكَ لاحقا أشكرك على حديثك لقد أراحني
أنت صديق لا يعوض.


وأغلقت الخط


عادت من ذكرياتها وهي تسمع صوت مطر الربيع الخفيف يضرب زجاج النافذة بسلاسة
وقفت متجهة للنافذة أزاحت الستار الأحمر السميك فدخل الضوء لينير غرفتها الظلماء لتظهر مساحتها الواسعة، ثم أعدت نظرها للمكان في الأسفل كان مضاء بالكامل!! رمشت بعينيها متفاجأة كيف لم تلحظ حجم منزل قائدها ميريل أنه بهذه الضخامة، بدا لها كالقصر المساحة حوله كبيرة، والإنارة في كل مكان... نافورة رائعة الجمال دائرية يلتف حولها طريق للخروج والدخول للقصر، وبعينين أصبحت خبيرة أو هكذا تعودت، رأيت أشخاص مختبئين وقد تفرقوا في أماكن عدة، هم أكيد لحراسة القائد وعائلته هكذا فكرت...استدارت لجلب كرسي وتكورت فوقه محتضنة ركبتيها تناظر المكان، وشعرها الأسود إزداد طوله وسرح على طول ظهرها وخصلات قصيرة نزلت على جانبي وجهها وعينيها.. كانتا داكنتان.. حزينتان ورغم ذلك هادئتان..

استغرب كيفين منها وهو ينظر للهاتف فليس من عادتها

هذا التصرف البارد معه.


: ولكن لماذا دوما جملة *أنت صديق لا يعوض* تتبع كل مكالمة؟؟.

أصدر آهة منزعجة ونظر للأنحاء المكتب وعزم على ترتيب بعض الأمور

الأخرى ثم الخلود للنوم طلبا للراحة .

"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"


في اليوم التالي استيقظ ديفيد على ألم معدته ورائحة طعام لذيذة تعم الاجواء،

تمطط بكسل ولف رأسه للخلف فرأى سام أنيق بملابس عمل سوداء ثمينة وفوقها مئزر مطبخ أبيض فاستغرب من ذوقه، فكل أشياءه وملابسه تقريبا من الابيض والأسود.

ودائما أنيق ونظيف رغم أنه التقاه أول مرة في المحطة صباح الامس

عندما أتى لاصطحابهما إلا أن تارو حكى له الكثير عنه وعن فضله عليه.

أعاد رأسه للأمام لا لنقطة معينة وتذكر ما جرى بأمس عندما عاد لبيته بعد سبعة أشهر فلمعت عيناه الزرقاء ببعض الدموع لكنه ابتلع ريقه

وأجبر تلك الدمعات للرجوع من حيث أتت، أفاق من غيبوبة بؤسه الصباحي

على نداء سام الهادئ من المطبخ


: صباح الخير..ديفيد أيقظ تارو وتعالا لتناول الطعام أمامنا الكثير الأشياء لفعلها.

: حسنا

رد عليه وذهب لغرفة تارو


"~"~"~"~"~"~"

وقف كل من تارو و سام أمام ميتم، كان من الممكن أن يكون من أرسلت اليه شقيقته عندما واجه الميتم ضائقة فكانت هي واحدة من الذي وزعوهم على فرائع أخرى، فاعتصر قبضته وهو يناظر اللافتة

{ الأمل الساطع}

( أي أمل ؟ وأي سطوع؟)

رجع بذكرياته في سن العاشرة، ابتسم ابتسامة صغيرة بحزن وهو يتذكر عدد المرات التي سقط فيها قبل إعتياده على علو السرير، فما إن يكون سيهوي للأرض حتى يستيقظ، ولكن في صباح أحد الأيام لم يجدها نائمة بالسرير الضيق الذي كان لا يتسع لهما، لكنه كان يبذل جهده لترتاح أخته ذات الخمس سنوات في نومها أكثر منه.
عاد من ذكرياته على سام الذي لكزه يحثه على الدخول،
بعد طرقه للباب الحديدي الكبير


"~"~"~"~"~"~"

دخلت ليلا على غرفة بيرلا صباحا فلم تجدها، تنهدت بقلة حيلة

وهي تعيد شعرها الاصفر القصير حد كتفيها للخلف ونزلت للدور

الاول حيث السيد ميريل ووالدتها ماريا
ليتناولو الفطور معا حدثت كلاهما وهي تسحب الكرسي لتجلس


: انها ليست بالغرفة

رد عليها ميريل مخبرا إياها بقلق

: إذا إسئلي عنها واحد من الحرس في الخارج إن كان رآها تخرج.

ذهبت ليلا بسرعة وعادت بعد لحظات وجلست في مكانها
: أخبرني أنها خرجت في الصباح الباكر لكنه لا يعلم شيء عن وجهتها...سوف أتصل بها .
قضمت من خبر التوست


: بيرلا مرحبا أين أنت؟ إن أبي يسأل عنك.

كانت بيرلا في تلك الأثناء خارجة من باب الجامعة
: لقد مررت على جامعتي حيث كنت أدرس لأخذ بعض الأوراق، أعتذر على عدم إخباركم.. لم أرد إزعاجك صباحا كنتِ نائمة بعمق عندما دخلت غرفتكِ.
رفعت ليلا عينيها لتنظر لوالدها الذي انزاح القلق من على وجهه وعاد يتناول فطوره


: ولكن ألم يخطر في بالك ترك رسالة عند الحارس؟؟


توقفت بيرلا تنظر للامكان وصخب أفكارها يطغى على صخب محيط الشارع و شعرها الاسود البراق منسدل على ظهرها وكتفيها
أردفت قائلة بصوت متعب من قلة النوم فهي البارحة بالكاد نامت حتى بزغ الفجر


: هلا أعطيتي الهاتف للقائد؟؟

كان ميريل يدرك أن بيرلا ليست بخير وأدرك أن مواجهة والدها آتية لا محالة بعد طردها من البيت بتلك الطريقة قبل سبعة أشهر.


قالت بصوت متشائم غاضب وهي تأخذ نفس عميق

: سيدي أحتاج مساعتك، لدي بعض المشاكل وجب حلها، و من أجل ذلك

ذهبت مساء أمس لمركز التحقيق ورفضوا إعطائي أي معلومات أو أي دليل، وأخبروني أنهم أحرقوهم.

دفع السيد ميريل صحنه بعيدا عنه وأجابها برقي كشخصه


: سأرى ما يمكنني فعله ولكن لا أضمن لكِ شيء، ربما يكونون أحرقوهم

لانه لا يوجد شيء مهم...قد أكون أملك السلطة ولكن هناك حدود لي أيضا فلا تتأملي كثيرا.

: حسنا سيدي.. أقدر ذلك.. أنا ممتنة لك الى اللقاء.
(ياالهي هل كان عليك قطع الامل عني )


تمتمت لنفسها وهي تعيد الهاتف

عدلت من ملابسها العملية من بنطلون جينز أسود مع قميص أبيض وسترة خفيفة بنية شبيهة بحذاء الجلد، فمنذ دخولها للجيش ودعت الفساتين نهائيا، وتغيرت طبيعتها الرقيقة جذريا، وهذا اكتشفته البارحة عندما سهرة قليلا مع ليلا.. كان اختلاف شاسع بينهما ولكن الامر لم يزعجها على الاطلاق، بل أسعدها فالآن مهما يكن ما ستكتشفه عن نفسها ستكون صامدة ولن تنحني.
أخرجها من أفكارها رنين هاتفها مجددا كما قبل قليل


: لنرى من يتصل...من هذا؟؟ مرحبا من معي؟؟


: مرحبا بيرلا معك سام سامويز.


نظرت لكل الأنحاء حولها تتذكر أين سمعت هذا الاسم


: أنا صديق تارو..


ولم يكمل إذ قاطعته قائلة باندفاع

: آه تارو أقصد صديق تارو أجل تذكرتك سمعت اسمك صباح أمس...
أقصد أخبرني عنه تارو.


توقفت عن السير وضربت رأسها على الحائط بجانبها من تلبكها في الحديث
كان سام سيضحك عليها لو كان في موقف آخر ولكنه أكمل حديثه بصوت هادئ


: أخذت رقمك من تارو واتصلت الآن لأخبرك أن تأتي لهما فهما يحتاجان للدعم، كلاهما تارو وديفيد.
تسمرت بيرلا من ما تسمع وسألته شبه صارخة


: مالذي حدث؟


: نحن الآن في مركز الشرطة لقد دخل تارو في شجار عنيف مع شقيق ديفيد..

: وما سبب هذا؟؟

: قبل شهر من الآن توفيت والدة ديفيد والمسكين علم بالأمس فقط..

صرخت ( بماذا ) مجددا بصوت عالي.. لكن سام أكمل

: واليوم خرجتُ مع تارو للبحث في أمر أخته، ولكنه التقى بشقيق ديفيد، وعلمنا بالصدفة أنه
صاحب المركز، وهناك اشتبكا.. لأن الشاب قال كلام مسيء عن ديفيد.. وتارو الآن في الحجز لانه تعدى على مواطن.

: ياللهول


هذا ما تمتمت به بيرلا وهي توقف سيارة أجرة لتركب وتخبر السائق أن يسرع.


: أنا أتية، في أي مركز


: في المركز الرئيسي


: الى مركز الشرطة الرئيسي من فضلك


وأكملت ترد على سام بعجلة

: ذلك أفضل فالسيد ميريل أكيد يعرف رئيسه... ولكن ذلك الأبله ألم يجد من يتشاجر معه سوى شخص ذو سلطة ونفوذ كأولاد أنطونيو؟؟، وهو لا يملك سوى ورقة انتسابه للجيش لتحميه، ولكن هنا الورقة ستتسبب له في ورطة لا خروج منها..سوف أتصل بالقائد الآن .


أغلق سام الهاتف باستغراب من سرعتها في الحديث

ولكن يبدو أنه عمل خير إذ لجأ لشخص من معارف قائد الثكنة لإنقاذ صديقه عاشق الورطات من صغره.


: يا الهي إن أصحاب السلطة مخيفين رغم أني واحد منهم.

همهم بضحكة وهو ينظر حوله جالس على كرسي في المركز الممتلأ بالمقبوض عليهم والضباط.


"~"~"~"~"~"~"


: سحقا..هذا ما ينقصني.


لكم تارو الجدار ثم تأوه ممسكا قبضته
ولكنه لم يندم أبدا فذلك الوغد المدلل لا يشبه ديفيد في شيء عدى الوجه،

فهو ذو أخلاق سيئة، مدلل لحد الاختناق، يتملق لحد النفاق، لا يهمه شيء سوى

جني الكثير من المال من بيعه الأطفال ولكن يال العجب يختبأ خلف القانون ومهما بحث سيكون القانون معه
هذه الصفات والأمور اكتشفها في وقت قياسي من الحوار الذي أراد أن يسأل فيه عن أخته
: سحقا لذلك الوغد وددت لو أني وجهت له لكمات أخرى حتى يتغير وجهه بعيد عن وجه ديفيد.


: تارو براون زيارة لك


: بهذه السرعة


قالها تارو وهو متجه للسجان الذي ليفتح له الباب


: لك معارف أقوياء هذا هو السبب.


دخل على الغرفة ذي الطاولة الوحيدة ليجد سام....ديفيد....وبيرلا
فتح فمه ببلاهة


: مالذي يحدث هنا؟ كيف أتيتم الى هنا؟؟


اقترب ديفيد بسرعة ونقره برفق على جبينه
قائلا بضحكة سعيدة رغم شحوب وجهه وحالة منظره الكئيبة


: أتينا لأجلك أيها الأبله .


قاطعته بيرلا


: لقد سمعنا ببطولاتك وقلنا لنعرف ماذا حدث مع سيد البلاهة, ولكن حقا.. لم تجد أي أحد تتورط معه غير واحد من أفراد أنطونيو، أغنى الأغنياء هنا.

قاطعها الهادئ سام وهو يجلس على أحد الكراسي الأربع


: طبيعي فبعد أن عاش مع الأشخاص ذوي السلطة لن يتوانى في اللكم هنا وهناك.


ضحك ديفيد ملأ فمه رغم بؤسه، فهدوء سام وتفهمه واحتواءه للأمور يغيضانه ولكن رده على تصرفات تارو يضحكه
نظرت بيرلا لديفيد الذي جلس مقابلها بجانب تارو، يضحك رغم علمه أن أمه توفيت، ولم يعلم بأمرها ولم يكن حاضرا في جنازتها.
أرادت أن تتشارك معهم لحظات تقويها على ما هي بصدد اكتشافه فكما هو معروف عن أصدقاء الجيش


*رائعون أوفياء وصامدون*

نقل سام أنظاره بين الثلاثة، لكلٍ منهم مشاكل تأرقه و تهد كاهله.
بدآ من تارو، مات والداه في عمر العاشرة وفقد أخته في نفس السنة وعانى الكثير بعد هروبه من الميتم في عمر الخامسة عشر.


وديفيد، صديق صديقه يعني *صديقه* هو الآخر كما سمع من تارو
في الاجازة السابقة قبل ثلاثة أشهر، أنه هرب من المنزل وذهب للخدمة للخدمة الوطنية،
والده كان سيعطي الرشاوي كي لا يذهب ولكن هروب ابنه أفشل مخططه وهذا ما جعله يعاقبه بألم بأن أخفى عنه موت أمه، ولم يسمح بأي اتصال بينهما طول السبعة أشهر أبدا.


و....بيرلا الفتاة صديقتهم الجديدة، حكى له تارو عن مغامرة القنبلة وعن كل شيء سمعه عنها في الثكنة و قليل من أمور عن والديها، كيف سيكون تأثيره عليها، وكيف ستؤثر أمورها على صديقه الاحمق الذي تعلق بها بين ليلة وضحاها، إنها معانات بالنسبة لمن هم في مثل سنهم، سن العشرينات.

ثم لفت انتباهه نظرات بيرلا لتارو وهو يحاور ديفيد، ابتسم بهدوء حنون
انها نظرات تلمع كنظراته لها، ولكن كل واحد منهما غافل عن الآخر، ثم نظر لها جيدا مرة.. ثم اثنان.. ثم ثلاثة يجزم أنه رآها وجها لوجه من قبل، ولكن أين؟؟


قاطع لمتهم تلك دخول القائد ميريل

وقف الجميع باستعداد منظم عدى سام الذي وقف فقط ولم يكلف نفسه كالثلاثة الآخرين، اذ رفعوا أيديهم بمحاذات الجبين مع ضرب الأرض بأقدامهم، تجاهل الأمر فما أدراه هو بأمور الجيش.


دخل ميريل ببذلة رسيمة زرقاء ونقل نظراته بتركيز على الجميع و وجهه لا يبشر بالخير، عروق رقبته بارزة وجسمه القوي متأهب من فرط ما كان يخوضه من نزاعات في الاجتماع قبيل لحظات


: استريحوا...(ثم نظر لتارو وأكمل) ما ارتكبته جريمة سيد تارو، فبانتسابك لثكنة تحت امرتي ودخولك في شجار مع مواطن وأذيته، قد وضعني في موقف محرج وسيسبب العار للثكنة.. فهل أنت راضٍ.


كان ميريل يغلي غضبا من الداخل، لكنه كتمه احتراما لبيرلا التي لجأت اليه تستنجده أن ينقذ صديقها، ونظرا للهفتها عليه فهو يعني لها الكثير، وكونه القائد يعلم تحديدا أنه لا يوجد لديها أصدقاء هناك عدا كيفين

: لا سيدي لست راضٍ بجلب العار للثكنة، ولكني لست نادم على ضربي لجاين أنطونيو فهو يستحق.

حبس الباقون أنفاسهم هذا الأبله المندفع كيف يكلم القائد هكذا سيقضي عليهم معه، ولكن ديفيد كونه شخص حساس للغاية لمعت زرقتيه بدموع لكنه أخفض بصره يتفادة نظرات القائد المحدقة بدقة حادة، والذي لاحظها خطوته تلك أكيد
بعد صمت قال برتابة


: هيا للخارج.. ولكن اعلم سيكون عقابك ينتظرك عند عودتك للثكنة سجن لأسبوع مع العمل في مطبخ الثكنة وأي تأخر في العودة سيضاعف العقاب.


"~"~"~"~"~"~""~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"


في وقت الغداء في أحد المطاعم
كان الجو مشحون بين أربعة عيون اثنان زرقاء، وأخرى بنية شبه عسلية وهذا ما لاحظته بيرلا قبل قليل عن تارو عندما يكون متضايق أو كئيب تكون عيناه بلون بني داكن، وعندما يكون سعيد تكون فاتحة حد العسلية


: ماذا؟..ماذا؟ هل أنا المخطئ لأني لكمته بضع لكمات على وجهه الجميل لحد الاستفزاز.


رجع ديفيد في كرسيه للخلف بصدمة مجروحة


: إن أخي جاين يشبهني تماما.. اذن هل هذا رأيك فـيَ؟؟


:إخرس ديفيد ولا تقارن نفسك بذاك...لا تدعني أقول كلام سيء.. هناك فتاة تجلس معنا، توءمك ذاك عكسك تماما، لا أحاسيس طيبة فيه ولا خلق جيد.

وصمت ملتفا للخارج مرتبك ومحرج بعد اندفاعه مدافعا عن ديفيد
وقفت بيرلا لتغادر متجاهلة الموقف بين هاذان الصديقان،
فالأمر انتهى لكنهما مازالا يدوران فيه فتكلمت بصوت لا مشاعر فيه


: أنا لدي أمور علي الاهتمام بها لذا سأغادر. وأنت ديفيد عليك
مواجهة والدك ومواجهة أخطائك أولا.


اندفع تارو واقفا غاضبا..صائحا فيها وهي مغادرة معطيتهم ظهرها


: أنتِ كيف تجرؤين؟؟ من سمح لكِ بقول كلام قاسي كهذا له؟ كيف

طاوعتك نفسكِ؟. من أنت لتحكمي عليه هكذا؟.

كزت على أسنانها واستدارت بغضب أعمى من صراخه عليها هكذا أمام الناس

فعادت تواجهه صارخة هي الاخرى


: أخبره هكذا لأنه جبان...أجل جبان، لماذا هرب؟ لماذا لم يواجه والده

عندما أخبره أخوه بموت والدته؟ لماذا عاد من باب القصر؟ لماذا لم يدخل

ويعاتب والده على إخفاء مرضها عليه؟ ويجرأ أمامنا هنا ويضحك،

هناك خيط رفيع بين الطيبة والجبن.

وتوقفت تلهث وهي مركزة نظراتها التي تلمع بغضب جارف على تارو،
كانت أعين كل من الثلاثة مفتوحة على وسعها من تصريحها الجارح، وهي الاخرى كانت صدومة من نفسها فهي لامت ديفيد ولكنها في الحقيقة كانت كل تلك الكلمات موجهة لشخصها.
ارتدبت قليلا برأسها للخلف عندما أمسكها تارو بيمينه من تلابيبها ضاربا مشاعره الحديثة اتجاهها عرض الحائط


: وتجرؤين على العودة والصراخ.. هل تريدين أخذ نصيبكِ كذاك الوغد..

هل نسيت نفسكِ.


أجفلت أكثر ليس خوفا منه، بل من ما سيتلفظ به فتحت فمها كأنها تريد أن تخبره أن يتوقف فهي في خوفها تتخبط، إنها قوية أجل ولكن ذلك عندما تكون بجانب كيفين، إن رؤيتهما هكذا معا جعلتها تشعر بالضعف فهما يدعمان بعضهما، ولا تنسى سام الذي يشبه الأخ الكبيرالمراعي.
وبأسلوب استعملته كثيرا في الثكنة عندما كان الجنود هناك يتنمرون عليها أمسكت يده بغضب وبنبرتها الباردة المعهودة أردفت قائلة


: من أنت يا هذا.. أتركني أو أني أنا من سيجعلك تأخذ نصيبا أيضا، لأنك تجرأت على رفع يديك علي.

تمتم سام بعبوس

( كبرياء الاغنياء المترفعة مازالت في صميمها )

رفع تارو يده الاخرى يمسك ملابسها بمحاذات كتفها
مستفسرا بغضب أعمى فـديفيد يعني له الكثير، فما مرّا به معا خلال الأشهر الماضية في الجيش، جعل منهما من أقرب الاصدقاء بل هو صديقه الوحيد هناك، هو الشخص الثاني الذي لم يبالي بنسبه ولا بكونه تربى في ميتم، بل ووعد بمساعدته في ايجاد من تسبب في تشتيت عائلته


: بل من أنتي؟ لتحكمي على ديفيد.


عينيه التي كانت تراها قبل قليل عسلية أصبحت داكنة، شعره الأسود القصير مبعثر على كامل رأسه باهمال، عروقٌ في جبينه برزت، فكه يتحرك تحت ضغط أسنانه
نظرت له بحزن, لمعة الغضب في عينيها التي قبل قليل ذبلت، فتركت يده التي أمسكتها لتسقط بجانبها، فمن هي حتى تنصح أحدهم أو تعلّق على أفعاله وأحداث حياته، فما لها به؟ فالذي عندها يكفيها
رفعت يديها باستسلام تام قائلة بصوت أجش هادئ


: حسنا هذا يكفي، تدخلي يبدو غير مرحب به، سوف أغادر.


واستدارت ذاهبة عندما تركها تارو مشتت من هذا الموقف الصادم من جميع النواحي
ثم تذكر ديفيد فالتفت اليه ينظر لحاله جالس بجانب سام يتابعها بنظرات سارحة،
نظر ديفيد لسام بعدما خرجت بيرلا وأغلقت باب المطعم ورائها قائلا بسؤم من هذه الأوضاع التي أرقت كل شيء فيه


: سام سمعتك تقول قبل لحظات (كبرياء الاغنياء المترفعة مازالت في صميمها) ليست كذلك بل صمود الجنود، رأيتها عدة مرات تتعرض للتنمر من فتيات

هناك وحتى شبان، لكنها كانت تخرج منتصرة ليس قوة بل تحدي وصمود.


ابتسم والتفت مكملا

: كبرياء الجندي أكبر من أي كبرياء.


جلس تارو بتهالك متنهد وقد تلاشى غضبه

: عن أي كبرياء تتحدث، انها باردة ولم أرى الخوف مني في عينيها، رغم أني لم أكن لأضرب فتاة .. سوف تؤذي نفسها بببرودها هذا.


صمت قليلا ثم أكمل بغضب طفيف عاد اليه

: لكني لن أسامحها على هذه الزيادة في الكلام عليكْ.

ضحك عليه سام بسخرية قائلا وهو يدفع الحساب لينهض

: إن كنت قد أعجبت بها فهنيئا لكَ إبعادها عنك بتصرفاتك،

أما عن قلقك لا داعي له، فبقول ديفيد لديها كيفين، وهو خير سنيد لها

منذ دخولها للجيش.

نظر له تارو شزرا

فقابله بنظرات باردة وحواجب موفوعة


: ماذا؟؟.

وتقدمه يسير بتمهل فلحقه بصمت
أما ديفيد سار خلفهما ببطئ وكلمات بيرلا ترن في أذنه


( هناك خيط رفيع بين الطيبة والجبن)


"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"

خرجت مسرعة و رياح ربيعية لطيفة تضرب وجهها
تشعر بالدنيا تضيق من حولها كيفين ليس هنا، ولقد جرحت ديفيد بكلمات

لا تقلها حتى لعدوها، وخاصمت تارو، هذان الشخصان الوحيدان اللذان سانداها

عندما آذاتها جولي،
تارو الذي قدم لها الطعام في تلك الليلة وتلقى العقاب على شيء هي السبب فيه، ورغم ذلك أهانت صديقه وتحدته هو بكل صلف وغباء.


توقفت عن السير تنظر للأرض
وضربت قبضتها في راحة يدها بيأس وغضب وقالت
مؤنبت نفسها


( تعاتبين ديفيد؟..تعاتبينه؟!! وماذا فعلت أنت بالامس؟؟ ألم تفري هاربة من مكتبه عائدة للمحطة.. ولولا كيفين لعدتي للثكنة ألم تفعلي ذلك؟؟ ألم تهربي من مواجهة بيـير؟)


ودارت حول نفسها وكأنها ستجد سبيل يحل كل أمورها العالقة.

"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"

بعد أن ركب ثلاثتهم في سيارة سام السوداء الفخمة التي دلّت على غناه
نظر لتارو الذي بجانبه ينظر من النافذة للخارج بصمت ثم نظر للمرآة الأمامية ليرى ديفيد بنفس حالة تارو
فكر في داخله يلوم نفسه


( ربما أخطأت حين اتصلت بها، مفكرا أنها ربما تخفف عنهما)

...

......
...

بسم الله والسلام عليكم
أعتذر على تأخير الكسول
....
هنا ينتهي فصل اليوم *الجديد *
ان شاء الله يكون استحق الانتظار
وأيضا أنا أحاول كتابة القادم.
دمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله

ALIGN]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT]
[img3] https://c.top4top.net/p_633d6dvk1.png[/img3]








#



__________________
مهما زاد عنائي
لا يمكن أن أنساك
حتى إن تنساني
باقية لي ذكراك
لأن الروح داخلي
لا زالتْ تهواك


نبع الأنوار ايناس نسمات عطر

التعديل الأخير تم بواسطة كواندا ; 12-06-2018 الساعة 01:02 AM
رد مع اقتباس