عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 09-06-2018, 02:10 PM
 
ذهبي



[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/153065063224842.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/153065063224842.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/153065063224842.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو أنّكم بخير^^

أعتذر على التأخير ><




الرّابع: { بين جدرانِ السّجن برفقَك }




إلى قلبكِ الذي تألّم لسنواتٍ عديدة، إلى مقلتي عينيكِ اللتين ذرفتا الدّموع لسنوات، إلى روحكِ الّتي عانت من الوحدة والضّياع.
إليكِ أنتِ الّتي تحمّلت الكثير بسببي، آسف...أنا حقاً آسف، أعتذر بشدّة...أعتذر من كلّ قلبي.
عشر سنوات قد مضَتْ وأنا لم أكن على درايةٍ بما يحصل معكِ...لم أكن أشعر بألمكِ ومعاناتكِ، عشر سنوات مضَتْ على اليوم الّذي سرقتُ فيه سعادتكِ من بين يديكِ. إنّني أتسائل الآن...هل ستكونين بخير؟ هل ستكونين قادرة على تحمّل الحقيقة الّتي سأخبركِ بها؟ هل ستكونين قادرة على مسامحتي بعد كل ما فعلته لكِ ولعائلتكِ؟.
حتّى لو أنّكِ سامحتِني، لا أظنّ بأنني سأسامح نفسي، سيبقى عذاب الضّمير والعذاب النّفسي مرافقاً لي دائماً، على أمل أن يكون هذا عقاباً كافياً للتّكفير عن أخطائي...فأنا لم أعد أستطيع تحمّل أكثر من هذا...لم أعد أستطيع.

~~~~~~~~~
~~~~~
~~~
~~
~

في مركز شرطة لازورد كانت شارا جالسة أمام مكتب رئيس الشّرطة، كانَتْ تشعر بحرٍّ شديد والعرق يتصبّب من وجهها على الرّغم من أنّها كانت ترفع شعرها الأسود على شكل كعكة، وعلى الرّغم من الفستان الرّقيق الزّهري اللّون الّذي كانت ترتديه. جاء رئيس الشّرطة ومعه شابٌّ آخر ثمّ جلس على مقعده خلف المكتب وهو يطلب من الشّاب الجلوس على الكرسيّ المقابل لكرسيّ شارا، فتحت شارا عينيها على آخرهما عندما رأَت رصاصة الجحيم يجلس أمامها بملامحه الباردة الخالية من المشاعر، وقفت على قدميها دون وعي لتشير إليه بيدها وتقول بصدمة: ه..هذا أنت؟ ما الّذي تفعله هنا؟.

نظرَ إليها المفتّش بابتسامة ليقول: ألم تقولي قبل قليل بأنّه لا دخل لكِ بالأمر وبأنّكِ لا تعرفين من قام بهذا الأمر المُشين، ولكن يبدو بأنّكِ تعرفين صديقنا رصاصة الجحيم.
ابتسمت شارا بغباء ثمّ جلست مكانها وهي تقول بتوتر: هناكَ سوء فهم سيدي المفتّش، فأنا لم أتعرف به إلا قبل يومين وقد سبب لي العديد من المشاكل، في الواقع كنتُ سأقدّم شكوى عليه.

كان من الواضح أنّ المفتّش لم يصدّق ولا كلمة قالتها شارا، تنهد وقال: ولكنكِ لم تفعلي، إذاً آنسة شارا تول سأسألكِ الآن بعض الأسئلة الشكلية، أرجو منكِ التّعاون.
أجابته شارا بقلق: أنتَ ما زلتَ لا تصدقني أليسَ كذلك؟.
المفتّش بعد أن خلع قبّعته وبان شعره الأشقر الذّهبي: بالطّبع لن أصدقكِ وأنا رأيت بعينيّ هاتين هذا الشّاب يخرج من حقيبة سفرك قبل قليل.

فتحت شارا فمها ببلاهة وقالت وهي تخاطب رصاصة الجحيم: هل كنتَ داخل حقيبتي أيّها الوغد؟! ألم يكفي بأنّك كنتَ في منزلي؟!! ااااه ما الّذي تريده منّي؟.
المفتّش: اه لقد كان في منزلكِ أيضاً !! بدأ الأمر يُصبح مشوّقاً.
عبست شارا وقالت في توتّر: هذا أيضاً مجرد سوء فهم سيدي، فأنا لم أكن أعلم أنّه في منزلي كما أنّني لم أعلم أنّه في حقيبتي.

أخرج المفتّش ورقة وقلم وقال وهو يستعدّ للكتابة: هل ستجيبين على أسئلتي أم سأضطرّ إلى استخدام القوّة؟.
حاولت شارا السّيطرة على توتّرها وغضبها وقالت بعدما عدّلت من وضعية جلوسها: سأجيبكَ بالطّبع ولكنّني أُقسم لكَ أنّني بريئة.

تجاهلها المفتّش وبدأ بسؤاله الأول: كم هو عمركِ؟.
أجابته شارا: إنّه مكتوب على هويتي الّتي معك.
رمقها المفتّش بنظراتٍ مخيفة فأجابته بسرعة: خمس وعشرون عاماً.
كتب ذلكَ على الورقة ثمّ أكمل الكتابة وهو يتمتم: الشّعر أسود، لون العينين أخضر..قاطعته شارا لتقول: أخضرٌ عُشبيّ.
تنهد المفتّش وقال: أين تعيشين؟.
شارا بخيبة: شارع باغ الرئيسي، البناية الثالثة، الطّابق السابع.
قطّب المفتّش حاجبيه وقال مخاطباً الشّرطي الّذي يقف بجانبه: أليسَ هذا موقع الحادثة قبل يومين؟.
أجاب الشّرطي باحترام: نعم سيدي.
وقبل أن تفتح شارا فمها قال المفتّش بسخرية: أنا متأكدٌ بأنّ هذا أيضاً سوء فهم، أليسَ كذلك؟.
قالت شارا بانزعاج: حقاً إنّه كذلك، لماذا لا تصدقني؟.
تنهّد المفتّش وقال: ألديكِ عائلة؟ أمّ؟ أب؟ إخوة؟.
أخفضَتْ شارا رأسها لتقول بحزن: كلا سيدي، أنا أعيش لوحدي منذ مدّة طويلة.
سعل المفتّش قليلا ثمّ أعاد وضع قبعته ليقول: منذ متى وأنتِ في لازورد؟.
شارا: ثلاثة أو أربعة أيام فقط.
المفتّش: ماذا تعملين؟.
شارا: لا شيء...لقد تخرّجتُ من كلية الفنون منذ ثلاث سنوات ولا أعمل حاليّاً.
ابتسم المفتّش في وجهها ليقول: حسناً...شكراً لكِ لتعاونكِ، سأحاول مساعدتكِ بقدر ما أستطيع.

ثمّ التفت نحو رصاصة الجحيم الجالس بهدوء وقال: والآن حان دوركَ يا صاحب العينين الرّماديتين.
نظر إليه رصاصة الجحيم ببرود وقال: أنا لا أنوي أن أقول أي شيء عن الّذي حصل يا صاحب العينين الزرقاوتين، حتّى أنني لا أريد الدّفاع عن نفسي، وهذه المعلومات الشكلية...أنتَ تعرفها من المرّات السابقة أيّها المفتّش نيكولا.
تنهد المفتّش بقوّة ليقف ويقول للشرطيّ: هيا ضعْ هذين في الزنزانة رقم ٤.
توقفت شارا وقالت: أرجوك سيدي المفتّش أنا لا علاقة لي بالأمر.
قال المفتّش بشيءٍ من الغضب: آنسة شارا..جميعنا رأى بأنّكِ كنتِ تعرفين هذا المجرم من قبل، لا يمكنكِ إنكار الأمر.
أجابته شارا بخوف وقلق: حتّى لو كنتُ أعرفه من قبل، إنّه مجرد أحمق داخل حقيبتي، ماذا عليّ أن أفعل؟ ما الّذي يمكنني فعله لأجعلكَ تصدّق كلامي؟.

اعتدل المفتّش نيكولا وقال: إن اعترف رصاصة الجحيم هذا بأنّه لا علاقة لكِ بالأمر يمكنني أن أبعدكِ عن أبواب السّجن ولكنّكِ ستبقين تحت المراقبة حينها.
نظرت شارا برجاء ويأس إلى رصاصة الجحيم الواقف بلا مبالاة واضعاً يديه في جيوب بنطاله الأسود وقالت: أرجوكَ أن تقول الحقيقة...هذا رجائي الوحيد منك، لا تفعل هذا بي..إنّ الّذي أعيشه يكفيني ويزيد.
رفع رصاصة الجحيم يديه إلى الهواء مستسلماً وقال: حسناً..أنا أعترف.
نظر إليه المفتّش باستغراب بينما تنهدت شارا بارتياح وقالت بابتسامة: وأخيرا.
أعاد رصاصة الجحيم يديه إلى جيوبه بهدوء ليقول: نعم، أنا أعترف بأنّ شارا هي العقل المدبّر لهذه الجريمة ولجميع جرائمي السّابقة، إنّها سيدة رصاصة الجحيم الّتي تبحثون عنها منذ سنوات....قاطعته شارا وهي تضربه على ذراعه بأقوى ما لديها: ما الّذي تتفوّه به أيّها الوغد الكاذب !!.
ثمّ تابعت صارخة: فلتقلْ الحقيقة أيّها الجبان المختلّ.

×+×+×+×+×+×+×+××
×+×+×+×+×
×+×+×+
×+×+
×+×
×+
×


إنّه يجري بأقصى ما لديه داخل تلكَ الجدران المظلمةحاملاً كأسَ الماء بكلتا يديه، العرقُ يتصبّب منه وتنفسه أصبح سريعاً وازدادت ضربات قلبه إلى الضّعف، شعره الأخضر المرتّب بشكلٍ غريب بدأت بعضُ خصلاته تتمرّد لتقف بشكلٍ مضحك، عينيه العسليتين ترتجفان بقوّة، لا يعلم ما الّذي سيفعله، إنّها المرّة الأولى الّتي تنادي الزعيمة أحد ما إلى غرفتها.

وصلَ إلى الباب الذّهبي وتوقّف قليلاً ليلتقط أنفاسه ثمّ طرقَ الباب بلطف ثلاث مرّات ليَسمع صوتها وهي تقول بتكبّر وغرور: ادخلْ.
فتح الباب ودخل إلى الغرفة الّتي كان متشوّقاً لرؤيتها منذ زمن، فهي في النّهاية الغرفة الّتي كلّف بنائها ما يكفي لبناء ناطحة سحاب مع محتوياتها. صحيحٌ أنّها كانت غرفةً كبيرة ولكنّها تبدو كأي غرفةٍ عاديّة...باستثناء أنّ كلّ شيءٍ من الذّهب والألماس والحرير، الجدران مليئة بصور الزّعيمة جيا ذات الإطار الذّهبي اللّامع، السّرير الكبير الموجود في منتصف الغرفة كان مذهلاً مع كلّ تلكَ المجوهرات والأحجار الكريمة، بالمختصر كان كلّ شيءٍ يلمعُ في تلكَ الغرفة.

على الرّغم من أنّه بحث جيداً إلّا أنّه لم يجد أي أحد في الغرفة، وفجأة التفتَ نحو أقصى اليسار عندما فُتح الباب البلّوري وخرجت منه جيا مرتدية ذلكَ الفستان الأبيض القصير وشعرها الزّهري منسدلٌ على ظهرها ليصل إلى منتصفه، نظرت إليه بلا مبالاة لتقول وهي تتّجه نحو أحد الأدراج الذّهبية: اوه راجي، هل عدتَ من رحلتك؟.
وضع المدعوّ راجي كأس الماء فوق الطّاولة الموجودة بجانبه ليقف باحترام ويقول: نعم سيدتي...لقد عدتُ منذ يومين وأنا مستعدٌّ للعودة إلى العمل.
أخرجت بعض الأوراق ورمتها إليه لتقول: جيد...لقد كان من الصّعب علي تولّي الأمور بدونك، هذه بعض الأمور الّتي أود تغييرها في قلعتي..فلتهتم بالأمر.
ابتسم ابتسامته الماكرة كالعادة ليقول: كما تأمرين سيدي.
اتّجهت نحوه وأخذت كأس الماء ثم قالت وهي تنظر إليه بطرف عينها ذات اللّون النيليّ: ماذا حصل معكَ بشأن ذلكَ الطّفل غارا؟.
أجابها بلا مبالاة وهو يتفقد الأوراق: لقد أبعدته عن أولئك الأطفال ووضعته في قسم المهمّات الخاصّة، على الرّغم من أنّه لم يستخدم قوّته أمامي بعد ولكنّني متأكد بأنّه سيفعل هذا قريباً.
قالت بانزعاج بعد أن ارتشفت رشفة من الكأس: إن لم تكن توقعاتكَ تلك صحيحة تعلمُ بأنّني سأقتلك أليسَ كذلك؟.
رفع رأسه عن الأوراق ونظر إليها ليقول: هذا لن يحدث، أنا واثقٌ من كلامي وعلى يقين بأنّه الطّفل الّذي يمتلك قوّة التّفجير.

جلست جيا على أحد الكراسي البلّورية وقالت: وسيهون، هل عاد؟ لم أسمع عنه شيئاً بعد حادثة رصاصة الجحيم.
بدا الانزعاج واضحاً على ملامح راجي عندما قال: نعم لقد عاد قبل قليل، وقد أخبرني بأنّه كان في المشفى في اليومين السّابقين بسبب قتاله الشّديد مع رصاصة الجحيم.
ابتسمت بسخرية لتقول: تشه...رصاصة الجحيم ذلكَ الوغد، إنّه يزداد قوّةً يوماً بعد يوم.
قال راجي غاضباً بصوتٍ مرتفعٍ بعض الشّيء: لم يكن هذا ليحصل لو أنّه لم يكن مغروراً ويرسل الجميع مع المروحيات إلى المقر مرّة أخرى.

قطّبت حاجبيها بانزعاج مبالغٌ به، شعرت بغضبٍ شديد...كيف يرفعُ صوته عليها هكذا؟؟! وقفت على قدميها لتقول بغضب: ألا تلاحظ بأنّكَ تتجاوز حدودكَ كثيراً؟ هل فقدتَ عقلكَ لترفع صوتكَ هكذا وأنتَ تحدّثني؟ ولا تتدخل فيما لا يعنيك مرّةً أخرى، هذا الأمر خاصٌّ بيني وبين سيهون.
انحنى راجي بسرعة بعدما اكتشف بأنّه ارتكب خطأً فادحاً وقال: أنا...أنا آسفٌ حقاً سيدتي، أعدكِ بأنّ هذا لن يتكرّر مرّةً أخرى.
أشاحت بنظرها عنه بغرور وقالت وهي تشير له بالخروج: هيّا اغرب عن وجهي قبل أن ينفذ صبري.
انحنى مرّة أخرى وخرج بسرعة، بينما ابتسمت هي ومشت لترمي بنفسها على السّرير وقالت بسعادة: سيهون سيهون سيهون، بدأَتْ تصرفاتكَ تُشعرني بالحماس، هيّا أرِني ما لديك..سنستمتعُ كثيراً من الآن وصاعداً.

وأطلقت العنان لضحكاتها الهستيريّة.....

*************
*************
*************
*************



جلسَتْ بخوف في تلكَ الزّاوية المظلمة من الغرفة الصغيرة خلف رصاصة الجحيم الّذي كان جالساً وهو يدير ظهره عليها مستنداً على الجدار شبه نائم، ألقَت نظرة سريعة على شركائها في السّجن ليزداد خوفها وتعود إلى مكانها وهي تلفُّ قدميها بيديها، وأخذت تدعو بأن تستطيع الخروج من هذا المكان على قيد الحياة.

بينما أخذ ذلكَ العجوز صاحب اللّحية الكثّة الّتي اكتسحها الشّيب ينظرُ إلى رصاصة الجحيم وشارا بعينيه العسليتان الشّاحبتان، فابتسم فجأة وقال مخاطباً شارا: لماذا أنتما هنا؟ ماذا فعلتما؟.
لم تلقِ شارا له بالاً، التفتت نحو الشّاب الآخر الّذي يبدو في مقتبل الأربعين عندما قال بملامحه المخيفة: إنّها بالتأكيد جريمة قتل...من قتلتما؟.
ثمّ أخذ يضحك بهستيريّة وأكمل: إنّ القتل في المطار شائعٌ هذه الأيام، على الرّغم من أنّه صعب إلا أنّ المجرمون أمثالنا يحبّون هذا لكي تزداد شهرتهم، هيّا أخبريني من قتلتما؟ لقد قتلتُ أنا خمسة عشرَ شخصاً خلال خمس دقائق...كان رائعاً.

دبّ الرّعب داخل قلب شارا عندما رأت جنونه وسمعت كلامه، أمسكَت من قميص رصاصة الجحيم من الخلف لتهمس في أذنه بخوف: هييي أر.جي...أنا خائفة جداً، أرجوك كن متأهباً...فهذان قد يهجمان علينا في أيّة لحظة، هيّا استيقظ.

فتح رصاصة الجحيم عينيه ببطء وبرود ثمّ أدار رأسه نحوها ليقول: لا أهتّم حقاً..دعيني أنام.
شعرت شارا بالغضب الشّديد فضربته على كتفه بقوّة لتقول بصوتٍ مرتفع: كيف لا تهتم وأنتَ الّذي كنتَ السّبب في إحضاري إلى هنا؟ ما الّذي كنتَ تفعله داخل حقيبتي أيّها المعتوه؟ ولماذا فعلتَ بي هذا؟.

شعرَ رصاصة الجحيم بالإنزعاج الشديد لأنّها قاطعت نومه فاستدار نحوها بكامل جسده وأصبح يجلس أمامها ليقول بغضب: لقد طلبتُ منكِ المساعدة بلطف ولكنّكِ لم تستمعي لي، وهذا هو الخيار الوحيد الّذي كان أمامي.
رفعت شارا حاجبيها بدهشة مصتنعة لتقول بنبرةٍ أقرب إلى الصّراخ: حقاً ؟!! هل إطلاق الرّصاص علي ثمّ تهديدي يُعتبر أمراً لطيفاً بالّنسبة إليك؟!!.

أجابها بنفس النّبرة: هذا ألطف ما لديّ، ولكن بسبب عنادكِ ورأسكِ الفارغ ذاك اضطررت إلى فعل هذا، هل تريدين منّي أن أذهب إليكِ وأقول مرحباً شارا أنا رصاصة الجحيم الّذي حاول قتلكِ منذ يومين، و أنا لستُ آسفاً على ذلكَ نهائياً ولكنّني أريد منكِ الآن أن تأتي معي إلى السّجن؟؟؟ تشه هراء.

صرخت بقوّة: ولماذا تريد منّي دخول السّجن لهذا الحد؟؟.
تدخل العجوز في تلكَ المشاحنة السّاخنة ليقول: اهدأي قليلا يا آنسة، جميع المشاكل يمكن حلّها ولكن بهدوء.
نظرت شارا إليه بغضب وقالت: أنتَ لا تتدخل أيّها العجوز الهرم.
ثمّ أعادت النّظر إلى رصاصة الجحيم وقالت بغضبٍ أكبر: وأنتَ أخبرني لماذا أحضرتني إلى هنا وما الّذي تريده منّي قبل أن......

توقفت فجأةً عن الكلام عندما التقت عيناها مع رماديَّتيه وغرقت فيهما للمرّة الثانية...كان كلّ شيءٍ حولها ضبابياً وغيرَ واضح، إلّا عينيه...كانتا تلمعان وتثيران النيران داخل قلبها وعقلها، يا لهما من عينين..كيف تستطيعان قلب كيانها كلّه في لحظةٍ واحدةٍ فقط؟؟! كيف...

استيقظت فجأةً وعادت إلى وعيها على صوت رصاصة الجحيم وهو يقول: هييي شارا...ما الّذي حصل؟.

شعرت بالتّوتر الشديد فأشاحت بنظرها عنه لتنظر نحو الأرض وتقول: أل..ألن تخبرني لماذا أنا هنا؟.

تنهّد رصاصة الجحيم وعاد إلى هدوئه وبرودة أعصابه ليقول وهو ينظر نحو باب السّجن: إنّني أنتظرُ صديقاً قديماً، سأخبركِ عندما يأتي.
نظرت هي الأُخرى نحو الباب وتنهدت بلطف وقالت: أرجو أن يأتي بسرعة.


^^^^^^^^^^^^^^
^^^^^^^^^^^
^^^^^^^



وصل إلى نهاية ذلكَ الممر المُظلم من مقر عصابة كيلرز ليخرج إلى بداية ممرّ طويلٍ آخر وسطَ الغابة محاط بالأزهار البيضاء الجميلة، بدأ بالجري بسرعة وعينيه الزرقاوتين ترتجفان من الخوف على حبيبه الصّغير، فركَ شعره الأبيض بقوّة وقال بغضب محدّثاً نفسه: كان عليّ معرفة الأمر...كان عليّ أن أعلم بأنّهم سيفعلون هذا به، كم أنّني أحمقٌ كبير، فلتكن بخير أرجوك...فلتكن بخير غارا.

وبعد عشر دقائق كان سيهون يقفُ أمام تلكَ البوّابة الحديدية الضّخمة وفوقها مكتوب على لافتة كبيرة " قسم المهمات الخاصّة"، تنهد بقوّة ثمّ اندفع نحو الدّاخل إلّا أنه توقف فجأةً عندَ قدوم ثلاثة من الرّجال المسلّحين، قال أحدهم بجفاء: ماذا تريد؟.
أجابه سيهون: سأدخل...عليّ مقابلة أحدهم.
ابتسم الآخر بسخرية ليقول: أنتَ تمزح أليسَ كذلك! تعلم أنّه من المستحيل أن أسمح لكَ بالدّخول إن لم تكن تحمل معكَ إذناً خاصّاً من الزعيمة.

أخرجَ سيهون هاتفه بغضب ونقرَ عليه بأصابعه قليلاً ليضعه على أذنه ويرمق الرّجال الثلاثة بنظرات غاضبة ومشتعلة، جاء صوتها ساخراً: سيهون!!!! يا لها من مفاجأةٍ سارّة، كم مرّ على اتصالكَ الأخير بي...خمس سنوات؟! عشر؟!، ههههههه لمَ أنا سعيدة باتّصالكَ هذا هكذا؟.

قطّب سيهون حاجبيه وقال: أريد الدّخول إلى قسم المهمات الخاصّة لمقابلة أحدٍ ما ورجالكِ يقفون في طريقي.
أجابته جيا بنبرةٍ مستفزة: اه...قسم المهمات الخاصّة، من هو الّذي ستقابله يا تُرى؟!، هل هو ابن الحاكم سورا؟ أم أنّه...لحظة لحظة يبدو أنّني عرفت من يكون، أيُعقل أنّها مينا !! مهلاً...أهو عضونا الجديد الصّغير غارا؟ إنّه طفلٌ ممتع..أنصحكَ بمقابلته.

سيهون بانزعاجٍ واضح: هل ستبعدين رجالكِ من هنا أم أنّني سأضطر إلى استخدام القوّة؟.
بدَت السعادة واضحة في صوتها وهي تقول: حسناً حسناً..لا تغضب، سأُغلق الآن.

ما أن أعاد سيهون هاتفه إلى جيبه حتّى رنّ هاتف أحد الرّجال ليُجيب عليه ثمّ يعتذر من سيهون ويسمح له بالدّخول. دخلَ سيهون مسرعاً نحو المنزل الكبير المؤلف من طابقين وحديقة ومسبح، طرقَ الباب بقوّة وهو يحاول التقاط أنفاسه.
فتحت إحدى الخادمات لتبتسم في وجهه وتقول: مرحباً بكَ سيدي، من تودّ أن تقابل؟.
حاول سيهون الابتسام في وجهها بدوره وقال: غارا...ه..هل هو هنا؟.
أفسحت الخادمة مجالاً له ليدخل قائلة: اوه صغيرنا الجديد، بالطّبع إنّه هنا...تفضّل بالدّخول.

تنهد سيهون بارتياح وهو يدلفُ نحو الدّاخل، ففي النّهاية لم يتم إرسال صغيره إلى إحدى المهام الخطيرة لقسم المهمات الخاصّة، إنّه أسعد إنسانٍ في الكون حاليّاً.

" سيهوووووووووووووووووووون "

صرخ غارا وهو ينزل من السّلالم..بالأحرى كان يقفز، كانت الابتسامة الكبيرة تعلو وجهه عندما جرى نحو سيهون وقفز فوقه ليعانقه بقوّة، عانقه سيهون بدوره وضمه إلى صدره بحنان وهو يقول: كيف حالكَ غارا؟ هل أنتَ بخير؟.

وقبل أن يُجيبه غارا بأيّة كلمة سمع كلاهما صوتها وهي تصرخ: سيهوووووووووووووون.
التفتا نحو مصدر الصّوت إلى الغرفة في أسفل السّلالم، خرجَت فتاة في السادسة والعشرين من عمرها بشعرٍ أحمر وعينين زرقاوتين كعينيّ سيهون وجرت بسرعة نحوهما لتعانقهما معاً.

صرخَ غارا الّذي أصبح وجهه أحمراً كالطّماطم: مييينا...أنتِ تسحقينني.
ابتعدت مينا عنهما والابتسامة تملأ وجهها وعينيها تبرقان بشدّة، لتحمل غارا بذراعيها وترفعه للسماء قائلةً بغضبٍ مصتنع: هييييي غارا الصّغير، لقد سرقتَ منّي سيهون من قبل...هل ستمنعني من معانقته أيضاً؟؟.

نظر إليها غارا بعينين تملؤهما البراءة وأجابها: أنا لم أسرق سيهون منكِ...إنّه لي مِنَ البداية.
لم يستطع سيهون منع نفسه من الضّحك في تلكَ اللّحظة، التفت الاثنان إليه وقالت مينا بعد أن أنزلت غارا وتكتّفت بغضب: يبدو أنّ هذا يعجبك بشدّة سيد سيهون.

أجابها سيهون وهو ما زال يضحك: نعم....شجاركما عليّ يعجبني حقّاً.
تقدّمت مينا نحوه لتلّف ذراعها اليُسرى حول رقبته وتضربه على رأسه باليد الأخرى بقوّة وهي تقول: أيّها الوغد...هل هذا ما تقوله لي بعد هذه المدّة الطّويلة؟.

قفز غارا فوقهما ليسقط الثّلاثة معاً على الأرض بقوّة، صرخت مينا وهي تتفحص يدها بعد أن جلست بصعوبة: ااه هذا مؤلم..مؤلمٌ جدّاً.

بقي سيهون مستلقياً على الأرض بجانب غارا الّذي قال باستفزاز: يا لكِ من طفلةٍ ضعيفة مينا، أنا وسيهون قويّان جداً لذلك لم نتأثّر بهذا الشّيء البسيط.
ثمّ التفت نحو سيهون وقال بابتسامة: أليسَ كذلكَ سيهون؟.

اتّسعت ابتسامة سيهون أكثر فأكثر وهو يجيبه: بالطّبع، نحن الأقوى دائماً.
فجأةً تحوّلت ملامح سيهون للجدّية وجلس مستنداً على الأريكةِ البيضاء خلفه ثمّ جعل غارا يجلس أمامه وقال: غارا..هل حصلَ شيءٌ في غيابي؟ هل تحدّث أحدٌ معكَ بشأن قوتك؟ هل استخدمتها أمام أحد؟.

ابتسم غارا ليقول تلكَ الكلمة الّتي نزلت كالصّاعقة على سيهون: نعم.
أكمل غارا بعدما أشار إلى مينا: لقد استخدمتها أمام مينا عندما كنّا نحول إخافة أحد رجال العصابة..ههه..كان الأمر ممتعاً.

بقدر ما كان سيهون مرتاحاً بعد سماعه هذا كان غاضباً وبشدّة على مينا، كيف تسمح له باستخدام قوّته داخل المقرّ، قال مخاطباً غارا: عزيزي..ما رأيكَ أن تذهب وتحضر الهدايا والملابس الّتي أعطوك لكي تُريني إياها؟.

وقفَ غارا بنشاط و أجاب بنعم ثمّ ذهب مسرعاً نحو غرفته، وفي اللّحظةِ الّتي اختفى فيها غارا عن الأنظار وقفت مينا وهمّت بالذّهاب ولكن أوقفها سيهون الّذي أمسك ذراعها وقال بغضب: هل فقدتِ عقلكِ مينا؟.
أجابته بسرعة: لا تغضب هكذا...أعلم بأنّني مخطئة ولكن هذا ليس ذنبي وحدي، لقد كان غارا حزيناً لأنّه تركَ أصدقائه ولأنّه لا يستطيع أن يكون معك ولذلكَ أنا أردتُ أن أجعله يبتسم قليلاً لذلك لعبنا هذه اللّعبة.

قطّب حاجبيه وقال بلهجةٍ أقرب إلى الصّراخ: فليكن حزيناً أفضل من أن يكون ميتاً.
سحبت ذراعها من بين يديه وقالت والدّموع تنهمر من عينيها: أعلمُ هذا..ولكن ليسَ هناك داعٍ لكي تصرخ عليّ هكذا، لم نلتقي منذ سبعة أشهر...فلتحترم مشاعري قليلاً.

تنهد بقوّة وحاول تهدئة نفسه وقال: مينا...تعلمين بأنّني لم أقصد الصّراخ عليكِ.
ابتعدت عنه خطوتين للوراء لتقول بانفعال: ولكنّكَ فعلت...وأيضاً لم يحصل شي لغارا، وإن كنتَ لا تثق بي فلتعتني به أنت من الآن وصاعداً...لن أقترب منه أبداً.

شعر سيهون وأخيراً بأنّ ما فعله لم يكن صائباً، لقد جرح مشاعرها بشدّة، بدأ قلبه يؤلمه عندما رآها تبكي هكذا، على الرّغم من أنّه اشتاق إليها كثيراً فهو بدلاً من تمضية بعض الوقت الجميل معها أو حتّى شكرها على الاعتناء بغارا لقد صرخ عليها وآذى قلبها.
اقترب منها وأخذ يمسح دموعها وهو يقول بلطف: مينا...أنا آسف، لم أقصد أن أجرحكِ هكذا، توقفي عن البكاء هذا يؤلمني.

نظرت إليه بنظرة حاولت جعلها غاضبة ولكن بدون فائدة فهي قد اشتاقت له كثيراً بالفعل، تكتّفت وقالت: أنتَ كاذب..لا تقترب منّي، أنتَ مزعج.
ابتسم عندما سمع كلماتها...فعندما تقول مينا أنّكَ مزعج هذا يعني بأنّها سامحتك، رفع كلتا يديه نحو وجنتيها و...وقرصهما بشدّة وهو يقول: لقد أخبرتكِ من قبل أليسَ كذلك؟!.
أجابته بتلعثم وهي تنظر إليه غيرَ مهتّمة بوجنتيها: أخبرتني بماذا؟.

تابع قرص وجنتيها دون توقف: أنّني أحبّكِ كثيراً...وأيضاً بأنّني اشتقتُ إليكِ.
عندما تركَ وجنتيها لم يعلم سببَ احمرارهما، هل هو بسبب قرصه أم بسبب كلامه، بينما هي نظرت نحو الأرض لتقول: أ..أظنّ هذا.
ضحكَ بخفّة وقال وهو يمسك بيدها: لا أعلم لماذا ما زلتِ تحمرّين خجلاً كلّما أخبرتكِ بهذا، نحن مخطوبان منذ مدّة.
ضربته ضربة خفيفة على معدته بكوعها وقالت: منذ سنتان، و أنا لا أحمر خجلاً...إنّه بسبب أنّك قرصتَ وجنتيّ بقوّة.

قال وهو يصعد السّلالم نحو غارا ويجرها خلفه: سأصدقكِ، إذاً...هل أخبرتِ أحداً بشأن الخطّة؟.
سعلت عدّة مرات قبل أن تُجيب: احم احم...نعم في الواقع أخبرت أحدهم.
ابتسم سيهون ابتسامة نصر وقال وهو يضغطُ على يدها: كنتُ أعلم بأنّكِ تستطيعين فعلها، من هو؟.
ابتسمت هي أيضاً بخبث لتجيب وهي تعبثُ بشعرها الّذي يصل لنهاية ظهرها: أخبرتُ غارا.
فجأةً شعر سيهون بخيبة أملٍ كبيرة...وما الّذي كان يتوقعه منها؟؟، قال بقلّة حيلة: مييينااا...غارا يعلم بالفعل.
أجابته بانفعال: نعم...لهذا كان من السّهل الحديث معه عن الأمر.

رمقها بنظراته القاسية وقال: تعلمين بأنّنا لا نلعب...يجبُ عليكِ إخبار نصف أعضاء قسم المهمات الخاصّة، هذا على أقلّ تقدير لضمان نجاح الخطّة.
زفرت بانزعاج لتقول: هل تظنّ أنّه من السّهل أن أخبرهم بأنّنا سنقوم بانقلابٍ على الزعيمة وأنّنا س....وضع سيهون يده على فمها بسرعة وقال: مينا...انتبهي نحن لسنا وحدنا.
أزال يده بحذر لتقول هي: آسفة.

ابتسم بلطفٍ كعادته وقال: لا بأس لم يسمعنا أحد، ولكن مينا يجب عليكِ فعلها بأسرع وقت، فرصاصة الجحيم بدأ بالتّحرك فعلاً.
اتّسعت عينا مينا لتقول: حقّاً؟.
أجابها بإيماءةٍ من رأسه: نعم، إنّه ذاهبٌ ليُحدّث توم اليوم.
ابتسمت بسخرية وقالت: أي أنّه ذاهبٌ إلى سجن المطارات.
أجابها سيهون وكأنّه أمرٌ عاديّ: نعم، لذلك عليكِ أن تبذلي جهدكِ أنتِ أيضاً.

ثمّ أكمل بحماسٍ كبير وعينيه تشتعلان: أشعلي قلبكِ مينا.


``````````````````````
``````````````````
`````````````


" إذاً تخرجتِ من كلّية الفنون !! "
قالها رصاصة الجحيم مخاطباً شارا الّتي نظرت إليه باستغراب وأجابَت: ن..نعم.
كان جالساً أمامها معطياً ظهره لها كالعادة، استدار نحوها فجأة وقال بلهفة: إذاً تُجيدين الرّسم..أليسَ كذلك؟.
ازدادت صدمتها بسبب أسئلته الغير متوقعة وأجابته بإيماءةٍ صغيرة من رأسها. تمتم بكلماتٍ غير مفهومة لبعض الوقت وهو ينظر نحو الجهة الأخرى ليلتفتَ نحوها فجأة مسبباً انتفاضة جسدها ويقول: إن وصفتُ لكِ ملامح شخصٍ ما...هل تستطيعن رسمه؟.
وضعت يدها خلف رأسها لتقول: أظنّ هذا، لم أرسم أحداً منذ فترة ولكنّني أستطيع فعلها.
ثم اقتربت منه لتقول وهي ترفع حاجبيها: من تريد أن أرسم؟ أهو شابٌّ أم فتاة؟.
أجابها باقتضاب وبلا مبالاة: لا دخلَ لكِ.
ابتعدت فجأة بعدَ هذا الجواب الصّادم وقالت بابتسامة غبية: كيف سأرسمه إذاً؟.
نظر إلى عينيها وقال ببرود: أنا لم أطلب منكِ أن ترسمي أحد، فقط سألتكِ إن كنتِ تستطيعين.

نظرتَ إليه وهي تمطّ شفتيها وقالت بخفوت: تشه...أحمقٌ مزعج.
قال بعد تنهيدة طويلة وهو ينظر للأعلى: لقد سمعتكِ.
جاء صوت العجوز ليتدخل مرّة أخرى ويقول وهو يرفعُ يده كالأطفال: وأنا أيضاً سمعتكِ.
نظر كلاهما إليه نظرات مخيفة ليعود للوراء قليلاً ويقول وهو يرفع يده في الهواء: حسناً...آسف، لن أتدخل بعد الآن..أكملا.

أسند رصاصة الجحيم رأسه على الحائط خلفه بتعب وهو في داخله يشتم ذلك الأحمق رين...لماذا يستغرق منه كلّ هذا الوقت ليجمع المعلومات عن فتاة واحدة فقط؟؟!
إنّه يفعل هذا في ساعاتٍ معدودة في العادة، كان ليعلم بأنّها تخرّجت من كليّة الفنون منذ مدّة لو أنّه أنهى جمع المعلومات على الوقت.....هذا مزعج.

وبعد عدّة دقائق من الصّمت جاء أحد رجال الشّرطة ممسكاً هاتف شارا وقال: هييي أيّتها السّجينة، هاتفكِ يرنّ منذ فترة، تعالي وأجيبي عليه إن أردتِ ولكن هنا أمامي.

وقفت شارا بسرعة لتتّجه نحو الباب وتُخرج يدها من بين القضبان، أخذت هاتفها منه وقرأت اسم المتّصل "أخي ياتو"، شعرت بالقشعريرة تسري في جسدها كلّه وبدت محتارة...أتجيب عليه أم لا؟!.
شعر الشّرطي بالملل فقال بانزعاج: هيّا بسرعة إن كنتِ ستُجيبين.
أغمضت عينيها وفتحت الخط لتضع الهاتف على أذنها وتقول بتوتّر: مرحباً !!.

جائها صوته قويّاً حماسيّاً كالعادة: شارا..لماذا لا تُجيبين؟ هل تعلمين كم مرّة اتّصلتُ بكِ منذ الصّباح.
ابتسمت بتوتّر وقالت: امممم...في الواقع...ياتو..

قاطعها ليقول بسعادة: لا تهتمي، لديّ مفاجئة كبيرة لكِ.
قالت بسخرية: يا للمصادفة...وأنا أيضاً لديّ مفاجئة لك.
ياتو: كلا كلا...مفاجئتي أكبر.
استمعت له وهي تقول في نفسها " لا أظنّ ذلكَ أخي العزيز "، أكمل ياتو بلطف: أنا في لازورد...تارا تارا تارا، هل أنتِ مصدومة الآن؟ أعلم أعلم..أنتِ مصدومة، ولكنّني لم أنتهي بعد...اسمعي جيداً، أنا في لازورد ويونا معي أيضاً..هل تصدّقين هذا؟ أليسَ رائعاً!!؟.
أجابته شارا وهي بالكاد تستطيع الكلام من هول ما سمعته: نعم هذا رائع...أكاد أفقد وعيي من شدّة السّعادة.
أخذ ياتو نفساً عميقاً ليقول: إذاً.
شارا بغباء وهي تعيد ما قاله دون وعي: إذاً ؟؟!.
ياتو بحماسٍ زائد وهو يفقز في مكانه كالأطفال على الرّغم من أنّه في الثانية والثّلاثين من عمره: أينَ أنتِ؟ أريد رؤيتكِ الآن...ولا أريد منكِ أيّة أعذار.

بدأت شارا بالتّصبب عرقاً والتّوتر يسيطر عليها، أخذَ قلبها ينبض بقوّة عندما أعاد ياتو تكرار سؤاله "شارا..أين أنتِ؟"، ابتلعتْ ريقها بصعوبة وأجابته بخوف: أنا...أنا في...

ياتو بتململ: نعم شارا..أنتِ في؟.
شارا بسرعة: أنا في السجن...ياتو لا تغضب أرجوك أستطيع تفسير الأمر.
اتّسعت عينا ياتو البنيتان ككوبِ قهوة ساخنة، وفتح فمه بدهشة وصرخ: ماذااااااااااااااا؟؟!!!!!.

¡!¡!¡!¡!¡!¡!¡!¡!¡!¡!¡!¡!¡!¡

¡!¡!¡!¡!¡!¡!¡!¡!¡!¡



بعد أن ودّع سيهون كُلّاً من غارا ومينا خرجَ من المنزل واتّجه إلى مركز شرطة لازورد ليبدأ عملية تهريب رصاصة الجحيم وشارا من هناك، وصل إلى البوابة الكبيرة وكاد أن يخرج عندما سمِع صوت أحدهم يقول: أنتَ ملاك الجحيم أليسَ كذلك؟.
التفت نحو مصدر الصّوت ليلمح ابن الحاكمِ سورا واقفاً بجانب شجرة كبيرة. اتّجه سيهون نحوه مبتسماً وهتف له وهو يلّوح بيده: سورا !!..مرحباً كيف حالك؟ لم أركَ منذ مدّة.

نظر إليه سورا باستغراب وقال بلهجة متعجرفة: هل قابلتكَ من قبل يا هذا؟.
وصل سيهون إليه ووقف بجانبه مستنداً على جذع الشجرة وأجابه وهو سارحٌ في السّماء الصّافية وكأنّه يسترجع ذكريات جميلة: فلنقل بأنّني كنتُ أجول بكَ في المقرّ كله على ظهري قبل عدّة سنوات، عندما كنتَ صغيراً جدّاً و...لطيفاً.

لم يُبدي سورا أيّ اهتمامٍ بكلامه بل تحرّك ليقف أمامه واضعاً يديه في جيوب بنطاله الأسود، نظرَ إلى عينيه بغرور وقال: هل أنتَ هو مُرافق رصاصة الجحيم كما يقولون؟.
ابتسم سيهون بغباء ليجيبه وهو يضع إحدى يديه خلف رأسه: حسناً...لستُ مرافقه، يمكنكَ القول بأنّني كنتُ صديقه وشريكه في المهمات.
سورا وهو يرفع أحد حاجبيه بتكبّر: كنت؟.
هزّ سيهون رأسه ليقول: نعم كنت...فهو قد تركَ العصابة منذ فترة طويلة، تقريباً منذ خمس سنوات.

ابتسم سورا بسخرية ليقول: كونه تركَ العصابة لا يعني بأنّكَ لم تعد تلتقي به.
حاول سيهون بألّا يجعل توتّره واضحاً ولكن بلا جدوى، فقد بدا متوتّراً بحركات يديه الغريبتين وهو يقول: هوووو سو..سورا، لا تتحدّث هكذا في الأرجاء، فأي حديث عنه قد يُسبب باعدامك.

قلب سورا عينيه على حديث سيهون السّخيف برأيه، فهو قد علِمَ الحقيقة الكاملة من غارا لكن لن يجعله يعلم بذلك لأنّه وعد غارا بألّا يخبر أي أحد وخاصّة سيهون، لذا أجاب بغروره المُعتاد: إعدام!! أنا! هل تمزح معي!؟ أنا ابن الحاكم حتّى لو فجّرتُ رأس تلكَ الوقِحة لنْ يتُمّ خدشي،لذا يُمكنكَ...

تمّت مقاطعته من قِبل سيهون حيثُ قال وهو يفرك جبينه بخفّة: مهلاً لحظة..هل تقصد جيا ب "تلكَ الوقحة" ؟.

نظر سورا إلى سيهون بنظرة "هذا واضح لما تسأل حتى" ليُكمل حديثه من دون إجابته: ماذا كنتُ أقول...تذكّرت، لذا يمكنكَ إخباري بكلّ شيء و لن يحصلَ شيءٌ لي.

سيهون باستنكار: لن يحصلَ شيءٌ لك!! أنا لستُ ابناً للحاكم، قد يُقطع رأسي.
أجابه سورا بلا مبالاة ولا احترام: هذا لا يهم، يجب أن ألتقي رصاصة الجحيم، ألديكَ أيّة طريقة بما أنكَ كنتَ مساعده في الماضي، فأنتَ يجب عليكَ أن تعرف كيف يُفكّر و أين قد يكون.

تنهّد سيهون بخفّة، هذا الفتى حقاً لن يستسلم، قال بهدوء: اسمعْ سورا أنا حقاً قطعتُ علاقتي به و حتّى عندما كنّا معاً لم أستطعْ أن أفهم كيف يفكر.
"هل حقاً أنتَ ذلكَ البطل الّذي يحدّثني غارا عنه؟!! أنتَ حقاً عديمُ النّفع. "
قال سورا باستفزاز محاولاً إغضابه لكي يفقد أعصابه و يتكلم، لكن سيهون لم يغضب بل ابتسم و اقترب من سورا و ضمّه و هو يقول: أنتَ أوّلُ شخصٍ يُخبرني أنّي عديمُ المنفعة، أعجبني هذا..أنتَ محق أنا حقاً عديم منفعة و الآن وداعاً يجب أن أذهب لأقوم بشيءٍ لا يعود أبداً بالنّفع على أي أحد.

ربّتَ على ظهر سورا بخفّة و فضّ العناق ليبدأ الرّكض هارباً من سورا فلا يبدو بأنّه يفكّر بإعتاقِه من تلقاء نفسه.
صرخ سورا بغضب: مهلاً..هل تظنّني غبياً يا غبيَّ الجحيم.
لكن لا رد..كان سيهون قد غادر بالفعل، ضرب سورا قبضته بالشّجرة الّتي كانت قربه ليُهسهس بغضب: سوف ترى يا غبيَّ الجحيم أنتَ و تلكَ الوقحة سوف أُدمركما.
ثمّ ابتسم بسخرية ليُكمل: أُهنئك، لقد أصبحتَ في المرتبة الثّانية على قائمتي السّوداء بعد الوقحة.


________________
______^^________
________________



بقي القليل...لم يبقى سِوى القليل من الوقت للوصول إلى غايته، إنّه ينتظر هذا اليوم بفارغ الصّبر منذ أكثر من خمس سنوات، إنّه ينتظر ذلك اليوم الّذي سينتقم فيه من أجلها، سينتقم لموتها ويدمّر كل شخصٍ كان له علاقة في الأمر.

كان هناكَ عائقاً وحيداً يمنعه من انتقامه ولكن هذا العائق قد زال الآن بظهور شارا، شارا أوتشيها...هل كان لقاؤه معها مجرد صدفة أم أنّه القدر؟ فهو قد كان فاقداً الأمل من وجود أحد الأوتشيها على قيد الحياة بعد كل هذه المدّة الطّويلة، كان يُمكن لأي أحدٍ أن يلتقي بها ولكن...ولكنّه التقى بها...هو، هل كان هذا اللّقاء مقدّراً لهما منذ البداية؟ أم أن القدر انصاع إليه وإلى رغبته الشّديدة في الإنتقام فأظهرها أمامه؟.

أيّاً كان السّبب، رصاصة الجحيم سيظلّ شاكراً لهذا اللّقاء طوال حياته، إنّها المرّة الأولى الّتي يكون فيها سعيداً لإطلاقه النّار على شخصٍ بريء، لذا هو سيظلّ شاكراً لها...لأنّها كانت من الأوتشيها...لأنّها ظهرت أمامه...لأنّها لم تهرب منه...لأنّها بقيت على قيد الحياة.

==============

" لقد وصل السّجين رقم ستّة وأربعين "
صرّح الشّرطي الواقفٌ أمام باب السّجن رقم أربعة بصوتٍ عالٍ، ليفتح الباب ويدخل شابّ طويل القامة عريضُ المنكبين يبدو في الثّلاثين من عمره أشقرُ الشّعرِ، أحمرُ العينين. دخلَ بهدوء ثمّ جلس على الأرض بجانب الباب الّذي أُغلِق للتّو، ألقى نظرة سريعة على الموجودين، ذلكَ العجوز ما زال هنا، وهذا الرّجلُ أيضاً، لمح شارا وهي تنظرُ إليه وعلامات التساؤل والحيرة على وجهها، ثمّ نقل بصره نحو رصاصة الجحيم الّذي كان ينظرُ إليه ببرود.
انتفض جسده عندما تذكّر ما قاله لرصاصة الجحيم في آخر مرّةٍ رآه فيها قبل عدّة سنوات [ لا تظهر أمامي مرّة أخرى قبل أن تجدَ شخصاً من عشيرة الأوتشيها، وأنا أعلم بأنّكَ لن تجد أحداً لذلك....لا تظهر أمامي مجدداً...أبداً].
تحوّلت ملامحه المتحجّرة إلى إشارات تعجّبٍ واستفهام وهو ينتظر رصاصة الجحيم أن يقول شيئاً، لم يعد يستطيع التّحمل، وقف واتّجه نحو رصاصة الجحيم ثمّ جلس أمامه وقال بهدوء: لقد مرّت فترة طويلة.
التفتت شارا نحو رصاصة الجحيم بحيرة لتسمعه يقول باقتضاب: نعم.
قطّب توم حاجبيه بانزعاج وقال: لم تتغير نهائيّاً...أنتَ وطبعكَ المزعج هذا، لماذا جئتَ إلى هنا؟ بالتأكيد لم تأتي لتخبرني بأنّكَ اشتقتَ إليّ!!.
رفع رصاصة الجحيم حاجبيه بسخرية وأجابه ببرود: ربّما..من يعلم!!.
زفر توم وقال: اسمعني جيداً...لقد أخبرتُكَ من قبل وسأخبركَ الآن، أنا لا أنوي التّورط مع تلكَ المرأة أبداً، ولا أودّ مساعدتكَ أيضاً، فلتتركني في شأني وارحل.


قالت شارا فجأةً: أر.جي..هل هذا هو صديقكَ الّذي كنتَ تنتظره؟.
أومئ رصاصة الجحيم برأسه دون أن ينطق بأيّة كلمة، بينما عادت شارا لتقول: عجباً إنّه لا يبدو كصديقكَ نهائياً.
قال رصاصةالجحيم: حسناً...لقد كان صديق والدي.
غضبَ توم فجأة ليقول: لا تذكر ذلكَ الوغد أمامي أبداً.
تنهدت شارا وقالت: إنّه لا يبدو كصديق أبداً...مهما نظرت إليه إنّه لا يبدو كصديق.


أكملَ رصاصة الجحيم حديثه مع توم وهو ينظرُ إلى عينيه بقوّة: نعم أعلم بأنّكَ أخبرتني بكلّ هذا سابقاً...ولكنكَ أخبرتني أيضاً بأنّكَ ستساعدني وستفعل ما أطلبه منك إن أحضرتُ لكَ أحدَ الأوتشيها.

ابتسم توم بسخرية وقال: نعم لقد فعلت، إذاً...هل أصبح اسمكَ رصاصة الجحيم أوتشيها؟ أم أنّكَ وجدتَ طريقةً لإحضار الأموات من عالم الأرواح؟.
أمسكَ رصاصة الجحيم من ذراع شارا الّتي كانت تجلس خلفه ليشدّها للأمام ويقول: شارا أوتشيها...إنّها من عشيرة الأوتشيها بالإضافة إلى أنّها تحمل دم الخلود.

أطلقَ توم ضحكاته المستهزئة لعدّة ثوانٍ ثمّ خاطب رصاصة الجحيم وهو ينظر إلى شارا: لقد أحضرتَ ممثّلة إذاً.
قطّب رصاصة الجحيم حاجبيه وقال بهدوئه المعتاد ولكن مع القليل من الغضب: إنّها ليست ممثّلة...لقد أطلقُت عليها النّار بنفسي ورأيتها تعالج الجرح خلال ربع ساعة فقط، كما أنّها جعلتني أشعر بألمها بما أنّني أنا من سببته لها...إنّه كما كانوا يقولون تماماً.

وضع توم يده على صدره وأخفضَ رأسه ليقول بسخرية: لقد أحزنتني حقّاً...للأسف لم يكن لي الشّرف للشعور بذلكَ الألم الوهمي من قبل.
هزّ رصاصة الجحيم كتفيه باستهتار وقال وهو ينظر إلى شارا: هل تودّ تجربته الآن؟ أم أنّك تريد رؤيتي وأنا أشعر به مرّةً أخرى؟.
تدخلت شارا بقوّة لتقول: هييييي أر.جي ما الّذي تقصده ب " تجربته " ؟ أنتَ لا تنوي إيذائي بأي شكلٍ من الأشكال أليسَ كذلك؟.
أجابها رصاصة الجحيم ببرود: هذه هي الطّريقة الوحيدة لأثبت له بأنّكِ من الأوتشيها، وماذا تقصدين ب" أر.جي "؟.

فركَت جبينها لتقول: ببساطة اسمكَ أو لقبكَ..أيّاً كان، رصاصة الجحيم، إنّه طويلٌ جدّاً ولا يُناسبني...لذلك قررتُ أن أناديكَ أر.جي بما أنّنا سنبقى معاً لفترةٍ طويلة.
شعرت شارا بالتّوتر عندما وصلت لفكرة البقاء معاً..احمّرت بشدّة وأكملت بتلعثم: اوه...أ أقصدُ بأنّني يجبُ أن أنتقم منكَ بسبب ما فعلته لذلك قلت بأنّنا سنبقى....سنبقى مع...مع..
قاطعها رصاصة الجحيم بلا مبالاة: هذا لا يهمّ.

ثمّ التفت نحو توم وسأله: هل معكَ أيّ سلاح؟ مسدّس؟.
نظرَ إليه توم نظرة " هل أنتَ جادٌّ حقاً؟ نحن في السّجن "، بينما قالت شارا بغضب: هل ستطلقُ عليّ أيّها الوغد حقاً؟.
أجابها رصاصة الجحيم باقتضاب: نعم.
اشتعلت شارا غضباً وقالت: وحتّى إن أطلقَ عليّ فأنا لن أجعله يشعر بأي ألم..فقط لكي أجعلكَ كاذباً، وبهذا لن يصدّقكَ.

قال رصاصة الجحيم بعد أن تنهد: لا بأس...يكفي أن يرى كيف تستطيعين شفاء جرحكِ.


بدأتْ شارا بالصّراخ عليه: أكرهكَ حقاً يا هذا، سأجعلكَ تندم على ما تفعله...ولن يكون اسمي شارا أوتشيها إن لم أفعل هذا.

ابتسم توم فجأة ليقول: تمثيلكِ رائعٌ يا فتاة، أكادُ أصدّق بأنّكِ من الأوتشيها.
التفتت نحوه بغضب لتقول بنبرةٍ غاضبة مخيفة: أنا حقّاً من الأوتشيها أيّها الأحمق الآخر.
اكتست ملامح توم بالجديّة فجأة ليقول: إذاً يمكنني طعنكِ الآن...أليسَ كذلك؟.
أجاب رصاصة الجحيم بدلاً عنها: نعم يمكنك ولكنّكَ ستتألم قليلاً.
ثمّ عاد ليكمل: في الواقع ستتألم كثيراً.

عدّلت شارا من طريقة جلوسها لتقول بشيءٍ من الجدية والحزم: أنا موافقة...سأسمح لكَ بطعني ولكن لديّ بعض الأسئلة الّتي أحتاجُ لمعرفة أجوبتها أولاً.
كان الصّمت سيدَ المكانِ للحظات إلى أن قالت شارا وهي تنظر إلى رصاصة الجحيم: لماذا يرفضُ توم هذا مساعدتك إن لم تحضر له فرداً من الأوتشيها؟ ما علاقة هذا بذاك؟.
تنهد رصاصة الجحيم وقال بعد أن سمع توم يقول "سأدعكَ تُجيب عن هذا " : كان توم يحبُّ فتاةً من الأوتشيها قبل سنوات وذلكَ عندما كان فرداً في عصابة كيلرز، ولكن بعدَ موتهم جميعاً لسببٍ لن أخبركِ إيّاه لأنكِ لم تقبلي مساعدتي في المرّة السّابقة.
تكتّفت شارا وقالت: ولكنكَ حصلت على المساعدة بالقوّة.
تجاهلها رصاصة الجحيم ليكمل: وبعد موتهم جميعاً تأثّر توم كثيراً وتركَ العصابة، وهذا ما تسبّب في دخوله للسجن، وعندما طلبتُ مساعدته قبل سنوات كان غاضباً بشدّة ورفضني بقسوة وصرخ قائلاً بأنّه لا يستطيع نسيانها أبداً ولا نسيان موتها وبأنّه لن يقوم بأي عملٍ كان يفعله سابقاً قبلَ أن يرى أحداً من الأوتشيها على قيد الحياة وهذا لكي تعيش روح شنايا بسلام.

قطّبت شارا حاجبيها لتقول: شنايا؟.
رصاصة الجحيم: شنايا أوتشيها...الفتاة الّتي كان يحبّها.
أكمل توم ونبرة الحزن واضحة في كلامه: وما زلت.
ابتلعت شارا ريقها لتقول: أنا...أنا أعرفها.

نظر كلاهما إليها باستغراب وهي تُكمل ودموع عينيها على وشك السّقوط: أنا أعرف شنايا أوتشيها...إنّها أختي الكبيرة!!.




~~ انتهى الفصل الرابع ~~



أرجو بأنّكم استمتعم بالقراءة ♡♡

- كيف كان الفصل؟.
- ما الّذي سيفعله ياتو بعد أن علِم أنّ شارا في السّجن؟.
- كيف سيُخرج سيهون رصاصة الجحيم وشارا من السّجن؟.
- ما الّذي يريده رصاصة الجحيم من توم؟.
- ما الّذي سيفعله توم بعد أن علِم أنّ شارا هي أخت شنايا؟.
- أسئلة؟ نصائح؟ انتقادات؟.

دمتم بودّ

وإلى اللّقاء في الفصل القادم
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
رد مع اقتباس