عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-27-2018, 02:03 PM
 
فضي

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www10.0zz0.com/2018/08/01/11/398627632.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]












توقفا وهما يلهثان بتعب، وقد تفطرت اقدامهم وهما يهربان من ذلك المهاجم المباغت ، نظرت غريل خلفها بخوف ثم قالت بقلق: اين اختفى

قال ماكرو وهو يتفحص المكان بعينيه :يبدو انه ذهب
هدأت جوارح غريل وسكنت جالسة ارضا، ترقرقت عيونها بالدموع وقالت بتعب: ماذا فعلت الانول كل هذا؟

وقف ماكرو بجوارها قائلا بحنق: توقفي عن الجزع هذا قدرنا، قلت لكي سنجد المخرج من هنا.

نظرت له بضعف:ماذ ان هاجمنا شيء اخر؟
تنهد بتفهم ثم قال:ابقى هنا ساتفقد المكان من حولنا.
كسى الرعب ملامحها ووقفت بفزع،تشبثت بزراعه قائله :لا ساذهب معك.
ابتسم بسخريه :لن اتركك يا جبانه.
سارت بتئن تجر قدميها بصحبته متأهبان لاى خطر قد ينبلج.
...

وقفا واعينهما متوسعه فما هى الا دقائق معدودة وفوجأ بما لم يتوقعا كانت حفرة كبيرة مليئة بالزهور ذات الاشواك الحادة ،اشواك قد تمزق جسد من يعلق بها، والافظع انهما ادركا ذلك مما رايا.

شهقت غريل بصدمة واعرضت بألم بينما ابتلع ماكرو ريقه ثم تمتم بحذر: هاى أأنتما بخير؟
اعادت غريل انظارها عندما صدمت من ذلك الصوت المتمتم: ارجوكما ساعداني!

حدقت غريل بكينونته، شعره الازرق وبشرته الداكنه واللون الاحمر الطاغى عليه ،متلحف بالاشواك التى تخترق جسده بشدة ،وكان الاغصان قد التفت حوله كافعى سامة تريد افتراسه.
رمش ماكرو بعدم تصديق : كيف حصل هذا؟
تمتم المتورط بتهالك: لا اريد الزواج اريد ان اعيش على هواى.
تعجب ماكرو من كلماته قائلا: كيف سقطتما؟
تحركت بالكاج سبابته مشيرة لجسر خشبى يتوسط حقل الزهزر معللا: هوينا بأثامنا!
ارتجف جسد غريل وهى تتأمل الفتاة شقراء الشعر متأكلة بجوار رفيقها والاشواك قد مزقت جسدها بالكامل لتتمتم والدموع تملئ عينيها: هذا فظيع "شهقت برعب" لا اريد ان اصير مثلها.


ارتعش ماكرو بحزن وهو يتامل دموع غريل الغزيرة ،ألم يقسم لها انهما سيكونا اسعد البشر بعلاقتهما ، أليس عليه اسعادها وحمايتها ،كيف ال بهم الوضع لهذا البؤس!

ضم نفسه بعجز ثم سار للجسر بحذر ،صرخت غريل برعب: توقف ستسقط.
نظر ماكرو لها : وستمزقني الاشواك
نظرت غريل للشاب وهى تسمع تاوهاته الخافتة ،رات الزهور تذيد من التفافها حوله مما جعلها تتراجع بصدمة: انها حيه!

نظرت لماكرو فراته وصل لمنتصف الجسر يسير خطوة خطوه، عضت طرف شفتها تتمنى بصدق وصوله للطرف الاخر بسلام ،فحال الجسر المهترء والاخشاب متساقطة منه لا يبشر بذلك.

وقفت على حافة الحفرة امام الجسر تراقب ماكرو بصمت ولكن تمتمات الفتى شدت انتباهها: كان علينا انقاذ نفسنا ،خضنا بالمهالك وتجاهلنا ارشادات غيرنا ،لو انا سمعنا واقتنعنا لما عانينا، الدنيا مدرسة ،من يستفيد من تجاربها ينجح ومن يكابر ويعاند سيلقى المصير نفسه.

انتفضت اطرافها وهى ترا رقبته قد ارتمت وانفاسه قد سكنت وكلماته قد توقف ،علت شهقاتها واضمحل املها تمتمت بجزع: سألقى المصير نفسه...سألقي المصير نفسه!
انتشلها من بؤرتها صوت ماكرو: هيا غريل افعلى مثلي
نظرت له يقف بطرف الحفرة المقابل يبتسم لها بزيف ،تسمرت بمكانها وتاملته بشروط: انا لا اريد ان اهلك ،ان اعيش بطبيعية خير من ان اموت،لن اكون بائسة تماما معه هو سيسعدنى ولو قليلا.

انتبهت لماكرو الذى يناديها ويشجعها منذ لحظات ثم تقدمت بحذر وقد اعتلى قليل من الامل عرش قلبها.
ترنحت بالمنتصف وهى تنظر لأسفل من ذلك الفراغ، مكان احد الاخشاب ،لتبتلع ريقها وتتخطاها بحذر متجاهلة ارتعاش اطرافها المربك.

ارتمت بحضنه فور وصولها تبكى بحرقة وهى تضمه بقوة،احتواها هو بعطف واخذ يربت على ظهرها مهدئا اياها بكلماته الناعمة: لقد تجاوزنا الامر ...سويا ...سنكون بخير ..وسنخرج من هنا صدقينى.
طبع قبلة رقيقة على جبينها واخذ يتامل عيونها المتلألأة بالدموع ثم ابتسم بعذوبة:انت اجمل من السابق.
ضحك بشغب قاصدا اضحاكها فابتسمت له براحة ثم لكزته بذراعه بعد ان ابتعدت عنه: انت احمق.

سار امامها مبتعدا: هيا يا حمقاء علينا ايجاد المخرج.
نظرت للمكان بخوف فيبدو ان الجو اخيرا بدا يظلم،تلفتت حولها بتردد ،الاشجار امامهم عادت للكثافة وعلى ما يبدو الادغال خطرة.

نطقت بتردد: اين سنحتمى للصباح.
اجاب وهو يتابع سيره ببطئ:سنكتشف بالامام.
تنهدت بضيق ثم حركت اقدامها بتردد مدركة انه يفكر بأمرهم اكثر منها.

سواد الاشجار التى منعت اخر خيوط الشمس من الوصول لهما والاعشاب الكثيفة التى يجهلان ما تخفى جعلتهما يتشبثان ببعضهما اكتر ،فغريل تحتضن ذراع ماكرو بشدة ولو امكنها ان تحتمى داخل جسده من رعبها لحتمت.

نظر ماكرو لمدى رعبها ثم نظر لاحدا الاشجار العاليه وقال بتردد: يمكننا البقاء فوق احدا الاشجار للصباح
نظرت له بدهشة: فوق الاشجار وكيف سننام انا اكاد اهلك من التعب.
نظر لها بحنان قائلا بخفوت:انا سأجلس على الغصن واحميك بحضنى لتنامى وتأمني.

اخفضت راسها بقلق:وماذا ان نمت؟
لوى فمه يفكر بتأن وهو يتمتم:سأحاول جاهدا الا انام ولكن لربما اهزم امام تعبى لذاااا...
راى تشابك الاغصان ببعضها والحبال التى تتدلى منها فابتسم بنصر وانطلق لينفذ خطته، قفز وتشبث باحد الحبال واوقعه ثم اخذ يتفقد سماكته.

وضعت غريل يدها على بطنها محاولة اخفاء الاصوات المنبعثة منها ولكن ماكرو لاحظ جوعها فتمتم وهو يربط الحبل حول خصره:انا اكاد اموت جوعا اتمنى ان نجد صباحا ما نأكله.
اومأت برأسها متمنية نفس ما تمنى ،لتسير له تراقبه وهو يتسلق الشجرة بإستمتاع.



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
رب هب لى ملدنك ذرية طيبة




كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن:
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس