عرض مشاركة واحدة
  #123  
قديم 08-17-2018, 11:30 PM
 

الفصل ال26


توقفت الحافلة لتتوقف على جوانبها عدة حافلات اخريات، نظرت اريج مستغربة، هل حضر معه اصدقائه واهله فقط ام انه احضر معه كل زملائه في العمل ايضا؟

مشت اريج وراوية مع صالح وعائلته وبدؤا بنصب خيمهم وكذلك فعل البقية حتى انتهو، بدأ الشباب بتجميع الحطب لإشعال نار ليشووا عليه اللحم بينما

جلست النساء يشكن اللحم في الاسياخ والبعض الاخر يقطع البقدونس للتبولة اما اريج وراوية انضمتا الى فئة مقشرين البطاطا لسهولة العملية، فلم تكد اريج تدخل المطبخ في هذه السبع سنوات وبالكاد تجيد حمل سكينة

وما ان اشعلت النيران حتى بدأت عملية الشوي وانشرت رائحتها في الارجاء ممتزجة بعبق الاعشاب البرية، نظرت اريج الى الامور حولها بابتسامة اطمئنان

ربما كان من الحمق ان ترفض مرافقة صالح الى البراري سابقا فالامور ممتعة هنا،

بدؤا بقلي البطاطا وبينما هي تضع البطاطا على النار اطلقت صيحة ثم صارت تنفخ على يدها، اسرعت اليها ام صالح لتطمئن ثم ارسلتها الى النهر لتبرد الحرق ريثما تجد دواء الحريق

ركضت عدة امتار حتى وصلت للنهر وبسرعة مدت يدها لتبردها وهي تأن من الالم بينما كان احدهم جالسا هناك على صخرة يقرأ شيء ما

ما ان لاحظت اقتراب احدهم حتى اخفى ما بين يديه وهو ينتظر ذهابه مجددا، لكن حين وقع نظره على القادم صدم وظن انه بدأ يهلوس، امعن النظر ولا اراديا انطلق اسمها من فمه:

- اريج!...

التفتت اريج لتراه فتتسع حدقتاها، اخر من توقعت ان تلتقي به هنا كان جواد، ظلا صامتين لفترة حتى اخيرا قال:

- لم اتوقع رؤيتك هنا... فحتى حين كنت مخطوبة لصالح لم تأت معه... ارى ان العادات تغييرت

تفكرت بكلامه، في الواقع يبدو محقا... من الحمق ان تات معه بعد ان انفصلا في حين لم تات معه يوما حين كانت مخطوبة، هل من الصائب ان تخبره انها اتت مع ابن عمها لتساعده على الحصول على حب راوية؟

هزت كتفاها لتقول:

- احببت ان اغير قليلا من روتين حياتي

- وهل استطعت ان تتفرغي للدراسة عن غير العادة

- في العادة لدي درس وتعليم... اما الان فتركت التعليم

نظر اليها متأملا ثم قال:

- سمعت ذلك من شيماء البارحة... لماذا؟

اغلقت فمها قبل ان تتفوه بحماقة وفكرت جيدا بما تخبره، فلن يكون من الجميل ان تخبره ان شيماء طلبت منها الذهاب، سيكون الامر كأنها طردت، اذا هل تجعل الاشاعات المزعجة هي السبب؟ ربما هذا افضل، قالت:

- في الواقع لا يمكنني ام اكون معك في مكان واحد

نظر اليها مليا ليقول:

- فهمت... لطالما انزعجت من الاشاعات التي يطلقونها علينا

قالت باعتراض:

- ليس الامر مجرد اشاعات، انت مزعج ولا تطاق، منذ ان قدمت للمدرسة وانت تلاحقني بتلك النظرات المستحقرة

صمتت قليلا متفكرة، ربما لو اخبرته انها تركت المدرسة بسبب شيماء كان سيكون ارحم... ولكم هي تهتم لنظراته ان كانت مستحقرة ام مبتسمة مرحبة

طبعا مهتمة لكنها لا تريد ان تكون كذلك في نظره، فنكست رأسها محاولة البحث عن طريقة لتغيير مقصد كلامه لكنه قاطعها:

- لماذا تخرجين مع ايمن؟ خاصة وقد كنت مخطوبة

قالت بتكبر:

- اهتم بشؤونك

حدجها نظرة حاقدة ثم قال بعد وهلة:

- نظراتي من شؤوني وليست من شؤونك لكي تهتمي بها

- ليس عندما تكون موجهة الي

امسك لسانه قبل ان يكشف غيراته ثم عاد ليجلس على الصخرة ليقول لها ببرود:

- عودي لعائلتك فربما سيفتقدونك

عكفت ذراعيها لتقول ساخرة:

- الن تفتقدك عائلتك ايضا؟

- يعلمون انني لن اعود اليهم قبل ان ينهو الشوي

- لما؟... اتعتبر نفسك اميرا مثلا كي يقومو بالعمل كله ثم ينادونك لتاكل؟...

نظر اليها ببرود ثم قال:

- اذهبي من هنا

انصرفت بغضب لتجد راوية قادمة اليها وقد احضرت معها الدواء، اخذته منها لتضعها على موضع الحرق وعادا سوية

---

انتهوا من الطعام وكان صالح جالسا مع عائلته وراوية واريج حتى اقبل اليه اصدقائه مع زوجاتهن، سلموا على الجميع ثم قالوا، جئنا لنتعرف على خطيبتك فقد قتلنا الشوق لنتعرف عليها

اقبل احد اصدقائه الى راوية ليقول لها:

- انت خطيبته اليس كذلك؟

ابتسمت بحرج لتنكر كلامه فوجه الصديق نظره لصالح قائلا:

- الم تخبرنا ان هذه هي خطيبتك!

فنجرت راوية عينيها بصدمة بينما رفع صالح يداه قائلا:

- لم اقل شيئا من هذا القبيل

- لقد سألت في الحافلة ان كانت هي ووافقتني على كلامي

تدخلت ام صالح لتقول:

- لقد كانتا جالستان قرب بعضهما، لا شك انه ظن انك تتحدث عن اريج... انها هي خطيبته

سرعان ما قالت اريج:

- السابقة

نظرت عائلة صالح لاريج بصدمة فقال والده:

- ما الذي تقصدينه بالسابقة؟

نظرت اريج لصالح محتارة فلاحظت علامات الصدمة والفزع قد ارتسمت على وجهه علمت حينها انه لم يخبر عائلته فقالت راوية:

- لكن لا تربطني علاقة به...

نظر ابو صالح لابنه قائلا:

- منذ متى؟... وهل يعلم والدها بهذا الشيء؟

هز صالح رأسه نفيا

فضرب ابو صالح بكفه على فخذه بعصبية وقال:

- لن تخبره بذلك... ستعودان خطيبان وتكملان ما بداتماه

فنجرت اريج عيناها بصدمة، حين اخيرا اخذت حريتها ها قد عاد عمها ليسلبها اياها بينما حاول صالح الاعتراض لكن والده اخرسه قائلا:

- اتريد ان تقتل عمك؟ تعلم كم كانت فرحته كبيرة حين علم بموافقة اريج على الزواج منك

- سنحاول ان نخبره بطريقة لطيفة

- ليست المشكلة بالطريقة لكن بالمضمون

- لكن ابي لقد خطبنا لمدة سبع سنوات وذلك لم يفدنا بشيء... لم نستطع ان نتقبل الموضوع، الا تريد احفادا مني؟

تنهد الاب بثقل فقال صالح:

- ابي انا احببت غيرها، لا يمكنك ان تعيدنا الى جحيمنا السابق

نظر الاب بغضب الى راوية ليقول:

- أتلك هي التي احببتها؟

استرق صالح نظرة الى راوية ليجد في وجهها ملامح عدم الرضا، صمت لا يدري بما يجيبه حتى استنطقه والده فأكد له كلامه، عاد لينظر الاب اليها ببرود ليقول:

- لكنها لا تبدو لي كما لو انها تبادلك المشاعر، لن ينفع ان تترك اريج لاجل شابة لا تحبك، الامر سيان، ستضيع عمرك وانت تنتظر حبها لك

صمت الجميع بينما الاب ينتظر رد صالح وصالح لا يملك ما يقوله، حتى قالت راوية:

- لكنني احبه

توجهت الانظار الى راوية ليروها تبعد وجهها عنهم كي لا يلاحظوا احمرار خديها الذي دعم كلامها، فصمت الجميع مجددا يترقبون ما سيحصل حتى قال الاب:

- حسنا... اذا لن ننتظر للابد... متى ستكون الخطبة؟

فنجرت رواية عينيها لتنظر الى صالح كأنها تطلب منه ان يؤخرها الى الابد لكنه لم يكن ينظر اليها بل الى والده فقال:

- ربما علينا ان نحل مسألة اريج ووالدها اولا

توجه الاب الى اريج وقال:

- كيف ستخبرين والدك عن انفصالك من صالح؟...

تفكرت بالامر ثم قالت:

- سأخبره انني لم اتوافق معه... وان كان يخاف من تزويجي من غريب فلا بأس... لن اتزوج ابدا...

- لكنك بذلك ستقطعين قلب والدك، كما لو انه السبب في ذلك

نظرت اليه ببرود ثم قالت:

- لا بأس... انا لست مهتمة بالزواج... انا فقط اريد ان اكمل دراستي ثم سأصبح طبيبة ذات سمعة مرموقة

- في هذه الخالة ستدمرين عالم والدك... اتركي الامر لي... سأحاول ان احدثه

عاد لينظر الى صالح وراوية وقال:

- اما انتما سننظر في امركما لاحقا

طأطئا رأسيهما بأسى وما لبثوا قليلا حتى لاحظو ان اصدقاء صالح ما يزالون ينظرون اليهم مصدومين بعد الاستماع الى قصتهم

صاح احد اصدقائه:

- حسنا... اذا فلنحتفل بهذه المناسبة، خطبة صالح الجديدة

صاح بقية اصدقائه وراحو يهنئزنه واحدا تلو الاخر بينما اهله لم يستطيعو ان يستوعبوا الفكرة بهذه السرعة

لم تكد تغب الشمس حتى امسك صالح بيد راوية واستأذن البقية كي يقضي معها بعض الوقت، اذنوا لهم بل رافقتهما لطشات من اصدقاء صالح

حدجهم صالح بانزعاج ثم عاد ليمشي مع راوية وما ان ابتعد قليلا قال صالح بأسى:

- اسمعي...

سرعان ما اسكتته راوية بغضب مكبوت وظلت تمشي الى ان تأكدت انهما تواريا عن الانظار حتى نظرت لصالح نظرات قاتلة فقالت:

- اترى الى اين اوصلتنا

- ان كنت منزعجة من الامر سأذهب واخبرهم انها كانت مجرد مزحة مني

- بعد ماذا؟... بعد ان وافقتك عليها واصحيت شريكتك في الكذب

صمت تامر بانزعاج فقالت:

- على كل حال لم افعلها لاجلك بل لاجل اريج، يمكننا ان نحل مسألتنا بعد ان تنتهي من مشكلتها مع والدها

- حسنا... اظنه الحل الامثل

سارت رازية تجاه النهر قائلة:

- والى حينها سنظضر ان نتعامل مثل الاحباء كي لا يشكو بالامر، لذا اتبعني ولا تصدر اي تصرف يجعلهم يشكون بنا



---

بعد ان نام الجميع جلس جواد تحت شجرة مستندا الى جذعها واضاء هاتفه على دفتر يوميات اريج، يقرأ مبتسما طوال الوقت ومن حين لاخر تتهرب منه ضحكة خافتة كي لا يوقظ عائلته

مر بموقف مدحه بالبيجامة على الفيسبوك وضحك على طريقة تعبيرها عن مدى حرجها حين فهمها صديقه سامر على انها تتغزل به، لكن ضحكته انقلبت عبوسا حين قرأ عن رسالة التحذير من لؤي وعلم حينها لما حذفت يومها ذلك الرد

اكمل القراءة لتتجمد اوصاله، اذا ما قاله له تامر صحيح، والدها ضربها ضربا مبرحا بعد ان اخبره لؤي عما فعلت، وحزن لحالة الكآبة التي مرت بها لعدة ايام وكانت قد قررت ان لا تحادثه مدى حياتها، اعتصر قلبه الما حين تذكر كم عان لغيابها تلك العدة ايام، فكيف لو كانت لتغيب للابد

زفر بحزن ليكمل القراءة، الاغلبية عن الدرس، زيارتها لشيماء، ازعاجات تامر، اثار اهتمامه مقطع كتبته عن اتصال نوال واخبرتها عن خطبتها لايمن

كتبت اريج حينها انها حسدت نوال، لكن ليس لانها خطبت لايمن، بل لانها خطبت من تحب، بينما هي الرجل الذي تحبه خارج البلاد ممنوع عليها التواصل معه ولها ابن عم عين نفسه حارسا لها بدون اجرة

لم يعلم جواد ايفرح لانها كانت حينها قد نسيت قمر الليل واحبته هو ام يحزن لما عانته حينها، وضع الدفتر جانبا وهو يتأمل القمر ويفكر بأريج، لقد كانت حياتها صعبة، فقط لو يستطيع ارجاع الزمن للوراء وتغيير كل ما حدث... لكنه بعد كل شيء فعل حينها كل ما بوسعه، فلما رفضته ان كانت تحبه ولا تحب ايمن؟

---


كانت اريج تدرس خارج الخيمة مستعينة بضوء القمر حتى اخذ احدهم كتابها من يدها، رفعت رأسها لترى جواد ينظر اليها مبتسما

رمى كتابها جانبا ليقول:

- علينا ان نتكلم

امسكها من يدها ليجرها الى مكان بعيد نسبيا قرب النهر، جلست وجلس بقربها وراحت تتأمل انعكاس ضوء القمر على الماء الجارية في النهر قال:

- لقد عانيت كثيرا هذه السنوات التي مرت، وكذلك عانيت انا ايضا

ازاح جواد شعرها الامامي للخلف ليكشف عن وجهها البائس فقال

- انظري الي

ادارت وجهها اليه لتراه يبتسم تلك الابتسامة التي لم ترها منذ سنوات وقال لها:

-انا احبك

احمرت خداها فأردف بحنو:

- اتتزوجينني؟

ابتسمت بحياء لتومئ برأسها ايجابا فتتسع ابتسامته ويعانقها بحب، بادلته العناق وهي تقول:

- لا تدري منذ متى انتظر ان اسمع منك هذا الكلام

فجأة سمعت ضحكة عالية ثم صوتا يقول:

- ايتها الغبية انا لست ايمن

ابتعدت عنه لتفتح عينيها فترى راوية تنظر اليها وتضحك ثم قالت:

- اعترفي بما كنت تحلمين؟...

احمرت خداها حين تذكرت حلمها فاردفت راوية همسا:

- هل اعترف لك ايمن بمشاعره في حلمك؟

سرعان ما انقلبت اريج منزعجة من كلامها، جلست لتنظر للخيمة حولها ثم وجهت نظرها لباب الخيمة تتسآئل ان كان جواد في الخارج ينتظرها كما في حلمها

اجتاحتها رغبة للخروج لكن سرعان ما هزت راسها تنفض الفكرة، وكأن جواد سيترك زوجته في منتصف الليل ليأت اليها، اعادت رأسها للوسادة ثم نظرت لراوية التي تفتح عينيها اكثر من بومة تبحث عن فريسة، سألتها اريج:

- الم تنامي بعد؟

- اففف... وكيف يمكنني النوم بعدما بلوت نفسي اليوم

- بلوت نفسك!... بماذا

- لقد اخبرت عمك انني احب صالح، فعلتها لانقذك بعد ان رأيت علامات الفزع في وجهك، لكن الان من ينقذني من ابن عمك؟

- ولما تريدين ان ينقذك احدهم منه؟... انه رائع وكل الفتيات تتمناه

- وهذا اكثر ما يزعجني به... ترين الفتيات تحوم من حوله وهو يسايرهن

- هذا لانه لطيف ولا يحب ان يكسر خاطر احدهن

- فاذا عليه ان ينسى ذلك النوع من اللطف ان اراد ان استمر معه

فرطت اريج ضحك لتضع راوية يدها على فمها كي لا توقظ كل من في المخييم، ابعدت اريج يد راوية من فمها لتقول لها:

- انت تغارين عليه

احمرت راوية لتقول:

- لست اغار... انا فقط... اقصد لو اراد ان نستمر بهذا التمثيل فعليه ان يتخلى عن تلك التصرفات كحد ادنى

- حسنا... ربما عليك ان تخبريه بذلك

- حقا!... ردة فعلك كانت مشجعة جدا... ان انت فهمتني هكذا فكيف به؟

هزت كتفيها لتغمض عينيها مبتسمة وتعود للنوم، تنهدت راوية وتقلبت محاولة النوم لكن دون جدوى

---


استيقظت اريج صباحا لتجد النسوة يجهزن الفطور، تركتهم ليقومن بعملهن وذهبت لتتمشى فالحرق في يدها مازال يؤلمها من البارحة

عادت عندما انتهو من العمل واكلوا وانتهو، تجمع الرجال يتحدثون بينما النساء يلملمن السفرة، اما فئة الشباب فكان لهم عمل اخر

ككل سنة يقومون بنشاطات ترفيهية للتسلية وفي النهاية هناك جوائز للرابحين


اللعبة الاولى كانت للثنائيات، اي من يريد المشاركة يسجل اسمه واسم رفيقه في ورقة واحدة، لذلك قررت كل من اريج وراوية ان لا تشاركا، وطبعا منعت راوية صالح من المشاركة مقررين التفرج والضحك فقط

كانت اللعبة عبارة عن سباق يربط يد كل متسابق بيد رفيقه وكذلك الارجل، وقف المتسابقون في خط البداية وقاموا بربطهم كما يجب، وقبل البدء تأكدوا من ان المتسابقون كلهم على الخط حتى ناد احدهم:

- ينقص جواد واريج

نظر كل من جواد واريج لبعضهما مصدومين حتى فرط سامر ضحكا، نظر اليه جواد بغضب فقال سامر:

- ما ذنبي، ملاك الحب يحرسكما

قامت اريج معترضة لكن الجمع الغفير الذي حولهم صاروا ينادون باسمهما، القت نظرة الى لؤي لتراه ايضا يهتف معهم، هل فقد عقله! لطالما كره ان تتواجد معه

توجه سامر الى اريج ليمد لها يده قائلا:

"لن تخذلي كل هؤلاء الجماهير"

نظرت اليه حائرة ثم لجواد الذي كان ينتظر ردة فعلها، عادت لتنظر لمن حولها فاحرجت وقررت ان تنهض، نظر سامر لجواد قائلا:

- انت لن تتركها تنتظر طويلا

ابتسم لينهض بدوره، وتوجها الى خط البداية، ربط سامر معصمها اليسرى بمعصم جواد اليمنى وقدمها السيرى بقدمه اليمنى، وقف الجميع على خط البداية وما ان اعطى الحكم الاشارة حتى انطلق الجميع وبدأ الكل يتعثر كل خطوتين او ثلاث ثم ينهضون ويكملون السباق ويتعثرون مجددا وهكذا استمر الوضع

سقطت اريج وبحكم انه مربوط بها فسقط بعدها، قالت بضيق وهي تبعد وجهها عنه خجلا لقربه منها:

- هلا ابتعدت عني فأنت ثقيل جدا

ابتعد صالح ليتأمل خط النهاية فقال:

- امامنا حل واحد لننتهي من السقوط الدائم ونسبق البقية

قالت بانزعاج:

- اذا هلا قمت به وارحتني

- حسنا... لننهض اولا

نهض كلاهما وقبل ان يشرح لها الخطة ادارها لتصبح مقابله وضمها ليرفعها عن الارض بقدر ما يسمح الحبل في قدميهما واسرع الخطى بينما هي ما ان اكتشفت ماهية الخطة حتى بدات تصرخ معاتبة لينزلها

وما ان رأى البقية خطته حتى قلدوه، لكن الثنائيات كانت متعاونة بعكسهما فسبقوهما بينما اضطر جواد ان ينزل اريج بعد ان عاندت كثيرا واكملا طريقهما سيرا على اربع اقدام

نظر اليها بانزعاج ليقول لها:

- انظري لما حصل... بسببك سبقونا بالخطة التي اخترعتها بنفسي

- لا يمكنك ان تعاملني هكذا وايضا دون سابق انذار

- لقد اخبرتك ان عندي الحل فطلبت تنفيذه مباشرة دون الاستفسار

- لم اتوقع ان يكون شي من هذا النوع

قطع جدالهما اعلان اسمهما كفائزين، نظرا للمعلن مستغربين ففسر:

- انتما الوحيدين الذين وصلا لخط النهاية بلا غش، اتمنى من البقية ان لا تكرروا فعلتكم قي السنة القادمة

نظر كل من اريج وجواد لبعضهما مستغربين فقالت اريج اخيرا:

- من الجيد انني عاندت لتتركتي

هز كتفيه ثم قال:

- ربما

قاطع حوارهما عناق مفاجئ من سامر مباركا له فشدت اليهما اريج بسبب ربطهما ببعضهما وسقطا سوية على الارض مجددا، تنهدت اريج باستياء بينما قال سامر ضاحكا:

- هل اقترح ان تنزعا الحبل ام تفضلان ان تبقيا مرتبطين للابد

نظرا اليه بانزعاج فقال:

- حسنا فهمت

تقدم ليفك الحبل بينما اريج وجواد ينظران للحبل الذي يفككه سامر بحزن، رمى سامر الحبل جانبا ليقول:

- ها قد رجعتهم احرارا

اخذت اريج تحك يدها موضع الحبل بينما نهض جواد آخذا سامر من اذنه مبتعدا ليعاتبه على طيشه الزائد جانبا، تأملت اريج الحبل الذي ربط يدها بيد جواد بابتسامة حزينة، ثم نهضت اليه، أخذته واخفته في جيبها لتبقيه تذكارا

اقتربت منها راوية تسألها:

- اذا كيف كانت الجولة

نظرت لراوية بانزعاج لتقول:

- متأكدة اني لو رفعت السروال سأجد في ساقاي الف بقعة زرقاء من كثرة ما سقطت اليوم

--

بعد استراحة الجولى الاولى تجمع الشبان ليروا ما الجولة الثانية، فهمت اريج انها خير من سابقتها فهي للاعب واحد، يدخل اسمه في القرعة ومن ينادى باسمه عليه ان يختار ورق من قرعة

المهمات ليعرف ما مهمته فتشجعت اريج واخذت راوية معها لتسجيل اسميهما...

سجل كل من يريد اللعب اسمه في ورقة ثم ادخلها في قرعة وبدؤا اللعب

وقف الحكم امام القرعة ليسحب ورقة منها، وسرعان ما اقبل شخص عند سماع اسمه واخذ ورقة من قرعة المهمات وفتحها ليعلن عن مهمته "تقبيل الحبيب/ الزوج"

ابتسم ليعيد الورقة للقرعة ويتجه الى زوجته ويقبل خدها، نظرت كل من راوية واريج لبعضهما مصدومتين فقالت راوية:

" اتمنى ان لا تكون تلك الورقة من نصيبي"

اجابت اريج:

- بل اتمنى ان لا يكون لنا نصيب في هذه اللعبة فلا اظن ان بقية المهمات افضل منها، يبدو ان هذه الجولة ايضا للثنائات لكن بطريقة مختلفة

اعلن عن اسم لؤي ليأخذ ورقة فتكون المهمة نفسها، ذهب ليقبل خد حسناء بينما ضربت راوية رأسها اما اريج ففغرت فاهها، واللاعب الثالث لم تكن مهمته افضل بل كانت هي نفسها

نظرت اريج لرواية قائلة:

- دعينا نهرب قبل ان يعلن اسمائنا

وافقتها راوية وقبل ان يتحركا نودي باسم راوية، توجهت الانظار اليها فجمدت مكانها، نظرت لاريج برعب وعندما رأى الجميع ترددها صاروا

يهتفون باسمها مشجعين فما كان منها الا ان توجهت لتسحب ورقة، فتحتها بفزع وما ان قرأتها حتى كسى وجهها الطمئنينة، قرأت بصوت عال:

- اخبار الحبيب/الزوج بسر لا يعرفه عنك

توجهت الى صالح وقفت على رؤوس اصابعها لتهمس في اذنه:

- انا اكرهك

نظر اليها بعيون حالمة ليقول لها:

- شعور متبادل لكن عليك ان تخبريني بشي لا اعرفه

قطبت حاجبيها بضيق فعادت لتهمس في اذنه:

- اكرهك اكثر مما تتصور

هذه المرة بانت ابتسامته مصطنعة بسبب كلامها ثم قال:

- هذا جيد وانا ايضا

نكزه صديقه ليزعجه قائلا:

- هيا اعترف ما الذي قالته لك

نظر لصديقه ببرود قائلا:

- الامر بيني وبين خطيبتي فما شأنك انت؟...

ضحك صديقه عليه ثم تجاهلهما منتظرا دوره بحماس لكن للاسف لم يعلن عن اسمه ابدا،

اعلن عن عدة اسماء، بينهم العديد من المهمات لكن الاغلبية كانت كالاولى

اعلن عن اسم ريم، اخذت ورقة وقرأتها لترمق طارق نظرة خجولة، سارت اليه بحياء وهي تحاول ان تكمش ضحكتها وما ان وصلت اليه حتى طلبت منه ان يخفض رأسه، قال لها ببرود:

- لا مهمات لاولاد الاعمام، انها كلها للثنائيات

قالت بدلال:

- لذلك قدمت اليك

ظهرت حمرة طفيفة في خديه، رمش مرات متتالية لتعلو محياه ابتسامة غير مرئية فضحتها لألئة عيناه، سرعان ما حاول السيطرة على خجله وهو يهز كتفيه ببرود ثم اخفض رأسه تجاهها فتلقى صفعة لا تفهم، وضع يده على خده مفنجرا عينيه وكاد ان يقتلها فأرته الورقة:

- قدم هدية للحبيب/ الزوج

ارتسم البرود على وجهه فعادت لترجع الورقة الى القرعة، اعلنت عدة اسماء ثم اعلن عن اسم صالح، عانقت راوية اريج تقول بترج هامس:

- انقذيني

ذهب صالح واخذ ورقة ليقرأها بصوت عال فتوقف قلب راوية، تقدم صالح منها مبتسما وهي تنظر اليه مسطولة حتى وصل اليها، امسك يدها ورفعها الى فمه فقبل ظاهرها، ربت على رأسها وعاد لينضم الى اصدقائه

ما ان انشغل البقية بالاسم الاتي حتى اتكأت راوية على اريج قائلة:

- من الجيد انه قبل يدي وليس خدي، كنت اخشى ان لا اتحكم بانفعالي واصفعه امام الجميع

نظرت اليها اريج مصدومة وما لبث ان انتهى دور اللاعب واعلن عن اسمها، نظرت لراوية مصدومة ثم قالت لها:

- تبا لما انا ما زلت هنا؟... الم يكن من المفترض اننا هربنا

هزت كتفيها لتقول لها:

- اذهبي وجربي شعوري فلن تعلمي ما عانيته الا بالتجربة

تفكرت بالامر قليلا حتى قالت:

- انا بكل الحالات لست مرتبطة، سأختارك بدلا من الحبيب

- كانني مرتبطة... لكن من حسن حظك انك لا تمثلين دور الفتاة المرتبطة

ناداها الحكم ليستعجلها فتوجهت الى القرعة فسحبت ورقة لتنظر اليها وقرأتها بصوت عال ثم قالت:

- بما انني لست مرتبطة سأقبل صديقتي عوضا عن الحبيب

- لا يمكنك ذلك فهذا يعتبر غشا

قالها سامر بمرح ليردف:

- سنختار لك شابا بطريقة عشوائية

وسرعان ما دفع جواد اليها، ما ان وقعت عيناها على الشاب الذي اختاره بعشوائية حتى احمرت خداها وارتبكت، صاح سامر:

- ان كنت خجلة من تقبيله على خده يمكنك ان تحذي حذو صالح مع راوية وتقبلي يده...

فرط الجميع ضحكا بينما نظر اليه كل من اريج وجواد بحقد، عادت لتنظر اريج للورقة لتقول:

- من وضع هذه الورقة هنا على كل حال؟

مزقتها لترميها جانبا واخذت ورقة بدلا منها، فنجرت عينيها لترميها جانبا وتاخذ اخرى والنتيجة نفسها، قالت:

- هل كل الاوراق هنا لها نفس المضمون؟...

ضحك الذي دوون الاوراق ثم قال:

- انها المهمة المفضلة عند الاغلبية

نظرت للورقة بيدها حائرة فأخذها جواد منها وقرئها بصوت عال ثم اعلن:

- لا بأس... سأستلم المهمة عنها

ارتاحت اريج لظنها انه سيتوجه الى زوجته لكنها تفاجئت حين طبع قبلة على جبهتها، فتحت عيناها ذهولا وهي تنظر بينما صفر سامر حماسا وبدأ يصفق فتبعه البقية بالتصفيق، ابتسم جواد وقال:

- ربما لو ارتديت كعب ذلك اليوم لكنت سهلت علي المهمة فقد خلعت رقبتي لاصل لجبهتك

بابتسامة مطمئنة ظل يتأمل ذهولها الخجول حتى قاطعهم الحكم معلنا عن بدء الجولة الثالثة

*** الاسئلة ***

- شو رايكم بكشف راوية عن حبها لصالح ادام عائلته وشو بتظنو رح يغيير باحداث القصة

- جواد بلش يقرا اليوميات شو بتظنو رح تم ن اول خطوة يعملها بعد ما يخلص قراءته الكامل

- شو رايكم بحلم اريج عشتوها للقصة وصدقتوها؟ او عرفتو من الاول انه حلم او شي من هالنوع؟

- رايكم بالجولة الاولى من اللعبة ربط الايدان والاجرين

- رايكم بالجولة التانية

- توقعاتكم للفصل الجاي

- اجمل مقطع

- انتقاد معين؟

- قراءة ممتعة وفي امان الله

__________________
شكرا دودي عهدية العيد ميلاد الحلوة




هديتي لاني انشط روائية