عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-13-2018, 01:17 AM
 
فضي

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www10.0zz0.com/2018/08/01/11/398627632.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]










صحراء جرداء لازرع فيها او ماء ، بكبدها مستقران كالجثث الهامدة، ارتعشت يد المغبرة سأماً من غفلتها،لتصدر تأوها خافتا أثر ما عانت.
انبلج اول ضوء للشمش الحارقة على عينيها لتغمضهما بشدة عاجزة عن الابصار .

رويدا رويدا عودتهما حتى تأقلما مع الوضع، نظرت حولها بخوف ،اين المكان ،لم تبصره قبلا ولا تعرف موقعه، شدها المضطجع على مسافة منها ففزعت له بوهلة تتحقق امره.
انخفضت بقربه تتحسس نبض رقبته لتتنهد براحة فور حصولها على مناها.


نطقت اسمه مراراً وتكرارا مع هزها لكتفه برفق ليفتح هو عينيه ويقع بمثل موقفها، حدق بها بعد ان عود عينيه على الضوء ليقول بدهشة: ماذا تفعلين غريل..!.
ذمت فمها بحنق مجيبة بضيق: انظر حولك اولا.

ذادت دهشته اضعاف واضعاف لما يرا،وقف بعجلة يناظر بكل الجهات، ابتله ريقه وقال بتوتر: أأنا بالواقع..؟
رفعت غريل راسها له وهى جالسة بمكانها بإحباط: احاول التذكر منذ استيقاظي، اخر ما اذكره هو نزهتنا.

رمش ماكرو متذكرا موقفهم وما ألو اليه بعده،نظر للافق قائلا: لربما نخن ميتان وهذا قبرنا.
فزعت غريل ووقفت بسرعة: ماذا تقول يا مجنون، نحن واعون.

حك رأسه بغرابة من الوضع ثم سار قائلا: لربما نجد بالامام من يدلنا.

ظلت واقفة لبرهة تستوعب ماقال قبل ان تتحرك خلفه بصمت.
***

لم يدركا كم من الوقت مضى كل ما يعرفان هو ان الشمش تحركت من مكانها قليلا،نطقت بجزع: ما بال هذا المكان ،نسير منذ ساعات والشمس لم تتحرك سوى انشات، لم يتبين لنا لازرع ولا ماء ما العمل.
وقف حائرا: لست ادرى؟

صرخت بغضب: لست تدرى لست تدرى، ماذا استفدت من وجودك معى ..!
ناظرها بضيق: حالى حالك ماذا تريدينني ان افعل.

صكت على اسنانها صارخة: وما ادرانى افعل اى شىء يخرجني من هنا،انا لا اتحمل، لست انا من تقع بموقف كهذا.

زفر بضيق: مللت من غرورك، نحن شركاء فى هذا.

كادت تفترسه بنظراتها ناطقة: اريد العيش بسعادة ووعجزك يمنعنى.

سارت بعجلة باتجاه مغاير لما كانا يسيران فقال بحذر: ستضيعين وربما تتعرضين للخطر.

لم تعره اى اهتمام فتابع طريقه غير مكترث بها، غرورها وكبريائها المبالغ به يُخسرها كل صداقاتها ،لطالما كانت وحيدة منذ صغرها، كل ما جعله يحبها،جمالها واناقتها كما ونقاء قلبها الذى تحاول جاهدة اخفائه.

توقف بعد خطوات مذهولا مما يرا، التفت لها تقف بالبعيد متصنمة مثله، نظر لما تطالع فلم يجد شىء غير صحراء جرداء، بسرعة اعاد انظاره لما يرا ليتأمل تلك القلعة بإعجاب..!

سار للامام بسرعة ووقف على بابها يطالع حجمه المهول ،سمع صوتا يتردد بالارجاء قائلا : مرحبا بك بيننا.
تراجع للخلف يحاول استكشاف القائل فسمع توضيحا: هذى مملكة الشبان شاركنا وكن معنا.

ابتلع ريقه لجهله بالقائل ثم قال وهو يشير لغريل: جيد كنت تائها انا وحبيبتي انتظر سأحضرها

********

تراجعت برفض بعد ان استشارت قلبها، لتركض من حيث اتت ويتقابلا بنفس النقطة التى افترقا بها، وقفا يتمعنان ببعض ليقول ماكرو بتوتر: لن افارق ابدا افضل الموت معك هنا.
اومأت هى برأسها ورددت نفس كلماته عدا انها اضافت: انهم مجانين يقتلون الشاب الذى يدخل عندهم.
هز راسه بعجلة: اجل وهم كذلك
رمشت وهى تتعجب من يده المشيرة للفراغ لتنطق ببطىء: من.

اخد يتنقل ببصره بينها وبين اثر ما رأى ليفسر قائلا: كانت هناك عندما ابتعدت قالو لى بان ادخل لهم واتركك وعندما ذكرتك تعصبو وذمونى،قالو بانهم سيقتلونك ان جأت.

اومأت برأسها بحيرة: هذا نفس ما وضحوه لى ،يريدون تفرقتنا.
نظر لها بحزن: الا يوجد مكان نبقى فيه سويا.

تأملا بعضهما بتشتت يعجز كل منهما عن الاعتذار للاخر،التفتت غريل لجوارها بعدما شعرت بوقوف شىء هناك لتفزع بما وجدت وتتراجع بخوف.
نظر ماكرو ليحدق بالعجوز الواقف بحواجب بيضاء كثيفة وعيون غائرة ،بشرته شديدة التجعد وقامته قصير ،وما اثار فضوله هو تلك الثياب البيضاء التى يرتديها.

امال رأسه قليلا وهو يقول بحيرة: من انت وكيف ظهرت..؟
نظر العجوز لغريل يتفحصها كما فعل معه ثم نطق عقب ذلك: لم رفضتما التحلل...؟

رفع ماكو حاجبه بتعجب:اى تحلل..؟
حدجه العجوز ببرود:التحلل من علاقتكما، ستجلبان لكما المهالك.

ذمت غريت فمها بضيق بينما اخذ ماكرو يتفحصه بإهتمام: ماذا تكون انت...؟
تنهد العجوز بتعب:انا حكيم الممالك، مهمتى ارشاد الضالين امثالكما.

نطقت غريل بحنق: نحن لسنا ضالين ولن نفترق عن بعضنا لذا لا تتعب نفسك.
قال ماكرو بفضول: ما هذا المكان انا لا افهم..؟
فأجابه الحكيم بهدوء: هذى ممالك الحياة، اللتان رايتماهما توا هما حلالكما ومايجب ان تكونا عليه، مخالفتكما ماهية الحياة ستعرضكما للمهالك.

ابتسمت غريل بجانبية: انه مجنون، يبدو ان اشعة الشمس احرقته..!
اشار لها ماكرو بيده لتصمت بينما تابع هو اشباع فضوله:لم وصلنا نحن لهنا ما علاقتنا بالمكان ..؟

اجابه الحكيم بإختصار: مهمتنا ارشاد الضالين.
لكزت غريل ماكرو بظهره وهى تقول ببأس: هاى هيا بنا ايها الغبى،دعك منه يبدو انه من القرن الاول.

ابتسم ماكرو بجانبية وهو يطالعه بسخرية: أما من حل ثالث يرضى كلينا. فنحن من القرن الواحد والعشرين كما ترا.
ابستم العجوز بطيبة: بلا اجمل الممالك، مملكة السعادة انها موطن المتزوجين ، لا يدخلها سوا من قررا الزواج ليهنئا هناك بحياة منعمة.

قطب ماكو حاجباه بينما استدارت غريت وابتعدت عنهما قليلا تنفس عن غضبها بزفراتها المتتالية، قال والضيق باد على وجهه:ولكنى لا اريد الزواج ،انه عذاب، اما من مكان اخر؟

اشار العجوز بيد للجهة التى تنظر لها غريت قائلا: مستنقع الاثم، حيث يلقى كل ضال حتفه.

ضحك ماكو ضحكة لم يدرى اهى سخرية ام خوف نظر لغريل الغاضبة ثم اعاد انظاره للحكيم:واين مملكة المتزوجين...؟
حدجته غريل بغضب بينما قال الحكيم بغرابة: عندما تتفقان ستجدا الطريق..!

صرخت غريل بنفاذ صبر:قلت هيا بنا ايها الغبى لم تحب الاستماع للترهات.

سار لها ببطىء وهو يلتفت للعجوز خلفه بتردد ثم وقف بجوارها قائلا: لقد تشتت.
رمقته بحدة: انت مخبول لنذهب من هنا ،لا اريد لا رؤيته ولا رؤية ممالكه انه شخص مجنون، على الارجع نحن بين وحدود دولتين ان سرنا سنصل لا محالة.

اومأ لها براسه ثم التفت يتفقد العجوز فإذا به اختفى، تلبك جسده وبدى التوتر على محياه لينطق بخوف: انه ...جنى.
صرخا برعب ووليا هاربين بالاتجاه الذى حددا.

*******

توقفا عن الركض لتعبهما ولرؤيتهما ما ادهش اعينهما، غابة كثيفة الاشجار تقبع امامهما،رمشت غريل بصدمة:غابة.. الم نكن بالصحراء كيف تتجاور الغابة والصحراء..؟

تمتم ماكرو وهو يتفحص الغابة بعيونه الزرقاء:كل شىء وارد هنا.
تقدم فنهرته غريل: توقف انا لن ادخلها.
التفت لها بملل: ولم..؟
نطقت بخوف وعيونها معلقة بالاشجار المتشابكة: الا ترا كثافتها، مأكد انها مليئة بالاخطار.
تابع سيره بملل: قدرنا مكتوب، اريد مغادرة المكان باى طريقة، لربما المخرج بعدها.

سارت بتردد مرتعبة مما قد يصادفهم بكبدها،كانت الاشجار المتشابكة والاحراش صعبة الاختراق السير بها شبه مستحيل،لكن عزيمة ماكرو مكنته من قطع مسافة لابأس بها، كان متقدما عن غريل يسير بحذر يمهد لها الطريق، التف لها تبعد الاغصان من امامها ليبتسم براحة لعدم تعقيدها للاجواء.
تابع سيره عندما اقتربت منه صاباً انتباهه لكتل الخضار تلك.

ليست الاثوان وصرخت غريل بقوة لسقوطها فجأة ،افزعته صرختها المتألمة ليلتفت لها بزعر، كانت منكبة على وجهها تصرخ دون سبب، اخذ يتفحصها عله يجد سبب صراخها المستمر، اعتدلت هى لتصير جاثية على ركبها تسب وتلعن تلك الاحراش،اكتشف ماكرو ما اذهلة، فصرخ بسرعة وهو يشير لقدمها: ااا انتبهى غريل هناك ثعبان ملتف حول قدمك.

انتابتها نوبه جنون لسماعها ذلك فصارت تصرخت وهى تحاول تخليص قدمها بالاخرى، نظرت لقدمها محوطة بشىء اخضر ولكنه لا يبدو لها كالأفعى مع ذلك لم تتوقف عن الصراخ لخوفها من ماهيته، اقترب ماكرو من قدمها ليتمتم بغباء بعدما تحقق منها: لحظه..انه ليس ثعباناً ...مجرد حبل فحسب.

توقفت عن الصراخ مباشرة وهى ترمقه بجمود، لتتمتم بحقد:اللعنة عليك، فلتذهب للجحيم ايها المتخلف.
قهقه سخرية ثم انخفض بجوار قدمها يفك الاحراش العالقة بها، تخلص منها ثم اخذ يدلك ساقها الصغيرة برفق.
وكأن ذلك طيب خاطرها فزفرت تزيح الكدر عن قلبها، وقفت بحذر تراقبه يتفحص الادغال بتمعن فتمتمت وعيونها تتأهب لبكاء طويل: ماذا فعلت ليحصل لى كل هذا، كل ما اردته هو العيش بسلام.
علا صوت شهقاتها فالتفت لها ماكرو يقول بحزن: توقفى سنجد مخرجا
قالت بحنق: لا افهم كيف جئنا لهنا ولا لماذا لا افهم حتى ما هذا المكان ،اريد العودة لحيث كنت، لا اريد ان يفرض على احد اى امر

احتواها مأمنا لها بصدره يتمتم بضيق: لن يفرض

خلل شعرها برقة: لنتابع طريقنا فقد سئمت من هذا المكان.

مسحت دموعها بعدما امسك بكفها وسارت معه بحذر تمتمت وهى تتأمل شعره الجذاب لنعومته: امى ستموت قهرا، هى حقا تنزعج لتصرفاتى لكنها لا تكرهنى.

لوى فمه بحنق: على الاقل لن يقتلك والدك عند عودتك ،انت مخظوظة لموته.

ذمت فمها بتفهم لقسوة والده لتفضل بعدها الصمت كى لا تشتته.

لم يمض وقت طويل حتى سمعا صوت تحرك للاشجار من خلفهما فالتفتا ليجدل خنزيرا ضخما يرمقهما بشر، فزعت غريل وصرخت بخوف بينما تراجع ماكرو وهو يجزب يدها ليولى هاربنا بها وهو يصيح فور رؤيته هجوم الخنزيل: اللعنه.









[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
رب هب لى ملدنك ذرية طيبة




كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن:
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس