عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 06-15-2018, 05:59 AM
 





ميمي

-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الفطر
جعله الله شهر مغفرة ورحمة وعتق من النار
قبل كل شيء أود أن أتوجه بشكري لمشرفتنا الغالية ميمي
على فتح باب النقاش على مصرعيه لموضوع يشغل بالنا جميعا
كمسلمين وكعرب وكأفراد فعالة في المجتمع.

أولا لنعرف ماهية التقليد:

التقليد هو عبارة عن إتباع الآخرين على عدة وجوه مثلا تقليدهم في الملبس
أو تقليدهم في الأفعال أو حتى في الأقوال ويعتبرذلك نوعّ من التكيف الاجتماعي الناجح.
التقليد ليس شيئا دخيلا علينا منذ الصغر ونحن نقلد أبائنا وامهاتنا واخواتنا أيضا
نقلد لنتعلم لنكون من بعد مفهومنا الخاص ووعينا الخاص.
إذن التقليد وسيلة من الوسائل التي تتيح لنا الإندماج والتطور بشتى انواعه.

عندما أراد الغرب التطور قامو بتقليدنا في شتى المجلات العلمية والفكرية حتى الاجتماعية منها قامو بالسفر للأندلس وتلقو العلم على أيدي العلماء المسلمين، تعلمو اللغة العربية وكانوا يتفاخرون بالدراسة في بلد المسلمين فكان بعضهم يخلط لهجته الاجنبية بكلمات عربية وهذا مادفع الكنيسة لتهديدهم بالحرمان من الجنة إن إستمرو في ذلك.

كانو يقلدون المسلمين في لباسهم وعاداتهم وقد كان الزي العربي
علامة على الوجاهة والتحضر والرقي الثقافي والأخلاقي والحضاري،
لذلك فقد حرص إمبراطور النورمان في صقلية "روجيه الثاني"
أن يلبس ثوبا عربيا في بلاطه ويتعلم العلوم العربية ويتكلم العربية.

أيضا في مجال النظافة لمن يجهل الأمر :


تعلم الأوروبيون النظافة من المسلمين وقلدوهم في حرصهم على
نظافة بدنهم وأجسادهم فقد كانوا لايستحمون الا مرة او مرتين في السنة
وبالماء البارد وأمَّا ثيابهم فإنهم لا يغسلونها بعد أن يرتدوها
حتى تُصْبِحَ خِرَقًا بالية مهلهلة.
وقد كانت إيزابيلا ملكة قشتالة، التي استولت على الملك سنة 1474م ،
تفتخر بأنها لم تغتسل في حياتها إلا مرتين يوم ولادتها سنة 1451
و ليلة عرسها سنة 1469.

كان هذا حال أوروبا مع المسلمين عندما كانوا حريصين على الاعتزاز بدينهم.
دانت لهم دول الأرض قاطبة. أصبحوا سادة العالم . وقد صدق عمر ابن الخطاب
رضي الله عنه عندما قال :"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله".


لكن حاليا أصبحت عزة العرب من الذكريات تروى في التاريخ وتحاك في صيغ أفلام
كالرسالة والشيماء إلى أخرها تزان بها القنوات أيام الأعياد ولن أستغرب إذاعة أحد
هذه الأفلام غدا بما أنه عيد الفطر. كنت أجد هذا الإجترار مضحكا بادئ الأمر
لكنه ما لبث أن أصبح أمرا مخزيا ومحبطا.

إذا كان الإعلام يبث مثل هذه الأفكار ليزرعها في عقولنا عن مجد العرب الزائل
المرتبط بحفنة من الذكريات والتاريخ ومجد الغرب السرمدي المتفتح في شتى الألوان
تطور علمي ، إقتصادي، إجتماعي، ثقافي إلى أخره وأينما وضعت يدك ستجد بصمة للغرب.

لما نستغرب إن قام البعض بتقليدهم وإعلامنا المرئي والسمعي هو من يحث على هذا ويصدر مثل هذه الأفكار دونما توعية أو تحفيز لشبابنا العرب لأخد اللب دون القشور للوصول للمضمون الإيجابي.

في رحلة البحث عن الذات يبرز التقليد للغرب كالحل الأمثل والأسهل خصوصا في غياب الرقابة العائلية أو المدرسية وإنعدام النصح في مجتمع أصبح الإسلام فيه شيئا مورثا ينتقل من جيل لجيل.

لذا يتجه غالبية الشباب لتقليد المتاح الأغاني الصاخبة ذات المعاني الماجنة... قصات الشعر الغريبة ...إتباع الموضة بشتى أنواعها ليصبحو أيقونات للموضة أو فاشيونيستا.
أفكار جاهزة للإستعمال الفوري...أفكار مهضومة جاهزة للبلع هذا مايصدره لنا الغرب
قشورهم، تفككهم الأسري...إلحادهم وعدم الإنتماء...تنوعهم الطفيلي... أمراضهم النفسية من إكتئاب وانتحار وضياع للهوية.

أنا لا أعارض تقليد الغرب إن كان في حدود تناسب ديننا الإسلامي وعاداتنا كعرب.
لكن أن يصبح التقليد عشوائي تقليد لمجرد الشهرة والتميز والتفاخر أواليست هذه قمة التفاهة والتخلف.

أواليس أولى أن نقلدهم في تطورهم الاقتصادي والعلمي ونحسن من منهجية التدريس
التي أكل عليها الدهر وشرب.

لتقليد الغرب إيجابيات كثيرة ومنها :

- الانفتاح على العالم الخارجي على أسلوب حياته ومعيشته سلبياته ومميزاته وإنتقاء المفيد منها.

- الإستعانة ببعض الطرق البيداغوجية في الدراسة والتعامل مع مشاكل الطلاب وحلها.
- تحقيق التقدم ، و التطور بدرجة كبيرة في العديد من المجالات مثال التقدم التقني علاوة على زيادة النشاط التجاري مما يعود بالنفع على مجتمعاتنا العربية .

من أضرار و سلبيات التقليد :

- انتقال وانتشار الكثير من العادات الشاذه والغريبة على مجتماعتنا العربية والمسلمة.
- الإبتعاد عن ديننا الإسلامي، عن موروثاتنا كعرب ،عن تاريخنا ، و بالتالي ظهور عادة البيرسينج
حلقات بالانف..الحاجب وقصات الشعر الفضائية والألبسة الضيقة والعارية الى أخره.

من أسباب انتشار ظاهرة التقليد :

- الرغبة في الحرية والحياة الخالية من أي قيود .
- انتشار ظاهرة الجهل أو الثقافة المحدودة ، و التي أصبحت منتشرة بشكلاً غير محدود
بين العديد من الأفراد في مجتمعاتنا العربية ، و بشكل خاص بين فئة الشباب .
- حب الظهور أو لفت أنظار الآخرين .
- ضعف عامل التربية أو ضعف معدلها في كثير من الأحيان .
- انتشار ظاهرة التفكك الأسري كنتيجة طبيعية لانتشار الطلاق ، و بنسبة كبيرة في العديد من مجتمعاتنا العربية .
- الانفتاح الواسع ، و الغير محدود على مظاهر الثقافة
الغربية ، و خصوصاً في عصرنا الحالي كنتيجة طبيعية للتطور الكبير في وسائل الاتصال المختلفة .
- غياب القدوة الحسنة.
- الابتعاد عن الدين الإسلامي ، و قواعده من جانب الكثيرين .

من أهم أشكال و مظاهر التقليد :

- الاستماع إلى الأغاني الأجنبية .
- انتشار الرقص الغربي في الحفلات أو المناسبات الاجتماعية .
- انتشار الاختلاط بين الشباب ، و الفتيات .
- ارتداء الملابس الشاذة أو القبيحة المظهر من جانب الشباب بالعلاوة إلى انتشار ارتداء الملابس الضيقة بين الفتيات ، و التي تبرز مفاتن الجسد .
- استخدام العديد من المصطلحات الغربية عند التحدث مع الآخرين .
- إطالة الشعر أو قصه بأشكالاً شاذة ، و غريبة بين الذكور علاوة على صبغة بألوناً غريبة بين الفتيات .

وبالاخر لنتطرق لبعض الطرق لعلاج سلبيات التقليد :

- علينا جميعاً النصح لمن وقع في هذا التقليد الاعمى سواء في المجتمع الذي نعيش فيه أو عند مقابلتهم في الاماكن العامة .
- تفعيل دور الجهات الحكومية مثل وزارة التجارة في منع استيراد ما هو مخالف، وفي التعقيب على المحلات.
- تعزيز الوازع الديني لدى الأفراد ، و ذلك من خلال القيام بترسيخ وزع القيم الإيمانية ، و الأخلاقية داخلهم .
- العمل على تأسيس القيم التربوية السليمة في نفوس الطلاب ، و ذلك من خلال إتباع نظما جيدة في التعليم .
- متابعة سلوك الأبناء من جانب أسرهم أولاً بأول .
- العمل على رفع ، و تحسين مستوى الإعلام ، و ذلك بأنواعه المختلفة لما له من دور هام ، و قوي في التأثير ، و نشر الثقافة ، و القيم الحميدة لدى الأفراد في المجتمع.

قد أكمل الله تعالى دينه ، وأتمَّ نعمته ، ورضي لنا الإسلام ديناً ، قال الله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً ) المائدة/3
وقد نهى الشرعُ المسلمين عن تقليد الكفار وبخاصة اليهود والنصارى ، وهذا النهي ليس عامّاً في كل أمورهم ، بل هو فيما كان من أمور دينهم وشعائرهم وخصائصهم التي يتميزون بها .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ اليَهُودَ والنَّصَارَى ؟ قَالَ : فَمَنْ ؟ ) رواه البخاري ( 1397 ) ومسلم ( 4822 ) .
ففي هذا الحديث نهيٌ عن تقليد اليهود والنصارى ، وذم من اتبعهم وسلك مسلكهم ، وقد أكد الشرع هذا النهي ؛ وذلك بوصف من يتشبه بالكفار بأنه منهم .
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من تشبّه بقوم فهو منهم ) رواه أبو داود ( 3512 ) وصححه الشيخ الألباني في " إرواء الغليل " ( 2691 )


__________________


شكرا لكِ يُونا . على الطقم الأكثر من رائع

التعديل الأخير تم بواسطة #MiMi ; 06-23-2018 الساعة 12:27 AM
رد مع اقتباس