عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 05-11-2018, 04:56 PM
 
ذهبي


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://www.up4.cc/image125567.html');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://www.up4.cc/image125567.html');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://www.up4.cc/image125567.html');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://www.up4.cc/image125567.html');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





هالة





[5]

شاءت الأقدار بما لم يكن في الحسبان, وتغيرت الأحوال لتُمهّد لمشوار مجهول المنال, فلقد بدأت رحلة طويلة تحمل في طياتها مصير غير معلوم لساليكيها.
منذ ذلك الحين فارقت الإبتسامة وجهه الوجِم,فبالرغم من توالي الأيام على رحيل والده مازال قلبه ينزف حزناً لفراقه, وعيناه فقدتا بريق الحياة فصارتا ذا زرقة باهتة خالية من الضياء .
أغمضهما لثواني مستجمعا أفكاره المبعثرة دون أن يوقف سير قدميه في تلك المنطقة الجرداء أشبه بصحراء صغيرة توزعت عليها القليل من التلال الصخرية المنخفضة , ثم فتحهما بعد أن زاده التفكير هماً وحيرة , فأبصر دخان لاح بعيداً يقترب نحوه, فتوقف يترقبه لتتضح حقيقته, إنهم مجموعة رجال تجاوز عددهم الخمسة ,تسبب ركض خيولهم الهوجاء بذلك العجاج الترابي المترجم لطباعهم الخشنة.
بقيّ آليكس ثابتا في مكانه يرمق بجدية الأشخاص اللذين أحكموا الحصار عليه, لمح فيهم المكر والخباثة , ولم ينتظر كثيراً حتى تبين إعتقاده بهم بفعل زعيمهم الذي أستل سيفه مُشهِرهُ نحوه قائلا بإبتسامة متعالية :
" هات ما عندك من المال لتضمن بقية حياتك "
عزّة نفسه كانت أكبر من أن يُهدرها أيُ كان ,فكيف لها أن تهدر أمام قطّاع طرق كهؤلاء !, فأجابه بثقة مطلقة تجلّت فيه :
" إن كنتَ تريد ما عندي فأثبت قدرتك على أخذه أولاً"
أثارت كلماته غضبه, لتجعله يترجل عن خيله الأسود متبعا نزوله بتوعده الغاضب :
" أنت ترى نفسك ياهذا لكني أعدُك أن أُريك معدنك المُزيّف على أصله "




في هذه الأثناء ظهر الشبان الثلاثة قريبا من مكان آليكس قرب أحد التلال الصغيرة, بدى الإرهاق عليهم جلياً, لا سيما مانكس تصبب عرقا من حرارة الشمس الحارقة, ولسانه لم يكف عن التذمر عن طول المدة التي قضاها بالبحث دون جدوى, فأطرب سمع رفيقيه الهادئين بثرثرته المزعجة .
ولكن فجأة إنقطع صوته, ليجذب نظر كين وسيمون إليه لغرابة سكوته المفاجئ, فإنتبها لحيث تتجه عيناه المتعجبتان ليبصرا على بعد مسافة منهم ستة رجال مترجيلين عن خيولهم ويشهرون سيوفهم في وجه شاب ما, فأدركا من فورهما ما يحدث هناك, جماعة قُطّاع طرق كما فهما, أو حسب ما مرا به مسبقا, وكما المتوقع سحب كين سيفه ناويا التدخل, وقبل أن يبث خطاها نحوهم أُبهِرت نفسه بالتحرك السريع الذي بادر به الشاب ,لقد عبر الستة رجال بحركة واحدة سلبت مقدرة عقله على ترجمتها ,فتهاوى الرجال من خلفه سقوطا بإصابات غير مميتة تكفلت فقط بإفقادهم الوعي.
لقد أظهر براعة عالية بسيفه وحركته السريعة التي تسببت بتحربك الريح من حوله, فتأرجحت قلادته الكرستالية لتعكس لمعان الشمس عليها, جاعلة الذهول يُصيب أخضر العينين المحدق به بعيداً, لم يصدق ما أبصره , إنه من يبحث عنه منذ أمد بعيد, فلفت إنتباه مانكس إليه بشكله شديد الذهول, ليخاطبه بإستهتار :
" صحيح أنّ ذاك الفتى أبدى براعة لا بأس بها لكن هذا لا يدعو لكل الذهول الذي أنت فيه "
بقوله هذا حرر كين نفسه مما أصابه ليتقدم بسرعة نحو الشاب المجهول لهم بعد أن نطق بتوتر :
" تعاليا إنه ضالتنا حامل قلادة الشجاعة "
تفاجئ مانكس لوهلة غير مصدق ما سمعه لكونه فقد الأمل بالعثور عليه , ثم إشتعل حماسا بعد أن تيقن حقيقة ذلك, فلحق بكين هو وسيمون المحتفظ بهدوئه في مختلف الظروف.


إلتفت آليكس خلفه ليُحدق بمن تركهم في غياب الوعي,فأعاد سيفه الى غمده , ثمّ تمعنهم بحسرة لما فعله بهم, لم يكن يحبب العنف قبلا لكن ماعاد له المجال في تحديد ذلك, فحياته أقبلت على تغيير سيجلب نهايته عاجلا إن تهاون, فطوق نفسه بقناع الصمود ليحقق ما أوصاه به والده قبل رحيله .
ثم أزاح نظره الكئيب عنهم ليبصر الثلاثة المقبلين نحوه, شعر بالإنزعاج لظنه أنهم بقيه قطاع طرق كهؤلاء, فتمتم باستياء بعد أن ركب على عجل أحد الخيول الواقفة قربه :
" ليس لديّ الوقت لأمثالكم "
ثم شدّ لجام الحصان مطلقا العنان له بالركض, فتوتر الثلاثة بفعله خاصة كين نطق بإرتباك :
" ما هذا إنه يبتعد"
فسارع ثلاثتهم الى الأحصنة المتبقية , ركبوها ليلحقوابمن فرّ منهم, فناداه مانكس عاليا ببعض الإنزعاج :
" توقف ياهذا "
مناداة مانكس لم تجني سوى ثوران إنزعاجه , فزاد من سرعة الحصان أكثر جاعلا بُعد المسافة بينهم يزداد , فغضِبَ بذلك الثلاثة الراكضين بأحصنتهم خلفه .



الغضب لم يكتفي بالإلمام بالشبان الثلاثة ففط, فهناك من هو أشد غضباً و إنزعاجاً , حيث كان يدور في حلقة مُفرغة بأعصاب تالفة, فخاطبه ابنه الذي ملّ مراقبته بحاله هذا :
" إلى متى ستظل بهذا النحو! "
توقف عن دورانه ملتفتاً نحو ويليام الجالس على كرسي خشبي قرب طاولة صغيرة مستديرة , فأجابه بصوت منزعج :
" ذلك المدعو سكِنر أخشى أن نكون خدعنا به فقد مرّ شهران كاملان على مكوثنا في هذا المكان الموحش كما أنه لم يظهر لنا مطلقا بعد تدمير المملكة "
ما إن أنهى كلامه حتى إستقبل سمعه صوت سكِنر الماكر :
" يبدو أنك لستَ مسروراً بحالك "
تفاجئ الأثنان بسماع صوته الذي أتبعه ظهوره من حيث لا يدريان بإبتسامة خبيثة تعلو شفتيه.
ثار هلان برؤيته, فخاطبه من فوره بإنزعاج واضح :
" أين كنت طيلة المدة الماضية... هل تراجعت عن الإتفاق الذي بيننا أم ماذا! "
كشر بمكر مظهرا أسنانه , ليجبه بنوع من الجد :
" هناك ما لا يحق لك السؤال عنه هذا أولا ...وثانيا ستذهبان معي الأن لتلتقيا بسيدي "
تردد برده, فهمس بتوتر :
" نلتقي بسيدك! "
رمقه سكنر بنظرة متفحصة, ليدرك القلق الذي سببه له ولإبنه الناظر لهما, كأنه سُعِدَ بما أدركه فإبتسامته تمادت بالظهور, ثم صرف نظره عنهما محركا يده لتفتح من خلفه دوامة مظلمة , أثارت القلق بقلب الناظرينِ إليها, فنطق مخاطبهما بجد :
" هيا سننتقل من خلالها"
خوف ما فرض نفسه عليهما, لا سيما الوالد كاد يتزعزع عن قراره , لكن سرعان ما لملمّ بعض من شجاعته لأجل هدفه الأناني , فتقدم نحو الفوهة المظلمة ودخلها دون تردد, جاعلاً إبنه ينهض من جلوسه ليلحقه بقلق إعتراه, فاتبسّم إرجواني الشعر بخباثة ثم دخل الدوامة حالكة الظلمة كما فعلا, وإختفت بعدها لتظهر في مكان أخر مخرجةً من جوفها الثلاثة .
تقدم من أحضرهما بخطاه قائلا :
" إتبعاني"
فمْثلا له وتبعاه حيث يقودهما وهما يتفحصان غرابة المكان من حولهما, لم تكن له معالم واضحة, فظلمته سلبت كل الوصف حتى الجدران بدت كأنها مصنوعة من الظلام وليست من الحجارة, وإن دلّ شيء على أنها حجرية الأصل فهي الشموع منخفضة الإنارةالمتوزعة على مداها.

تابعا السير خلفه الى أن وصلا لفسحة كبيرة تجمعت في نهايتها كتلة مظلمة تتموج كموج البحر, عندها توقف سكنر جاثيا على إحدى ركبتيه لهالة الظالم تلك متكلما بإحترام :
" لقد أحضرتهما ياسيدي زيرايا "
تعجب ويليام وهلان من غرابة ما يبصران, ثم تبدلّ تعجبهما للتوتر والذعر بالصوت المرعب المنبعث من الظلام :
" بشريان يمتلكان بعض من الشجاعة لمعرفتي كم هذا مثير جداً"
أحاط بهلان الرعب , فصوت من تحدث كان كفيلا ليُعبرّ عن حقيقة صاحبه, و تملكه الفزع بشدة لسماع نداه بإسمه متبوعاً بتلك الكلمات:
" أكل من في المملكة قُتل ياهلان ...هل ماتوا جميعاًولم يسلم منهم أحدْ "
أجابه بتردد خائف بعد أن أخفض رأسه لينال الأمن بفعله :
" الجميع مات ياسيدي عدا شخص واحد نجى "
إضطرب ويليام بما تلفظه والده, وراح يحدق به بإرتباك قائلاً في نفسه :
" لا ياأبي...أرجوك لا تخبره بأمر آليكس"
بينما معنى كلماته تسبب بالغضب لمن خلف الهالة,فإنبعث صوته الغاضب بشدة مصحوباً بظهور حُمرتينِ مشتعلتينِ كاللهب يتضحُ أنهُما عيناه:
" من الذي بقيّ حياً ولم يمُت بعد ... من هو ."
أجابه من فوره رغم خوف قلبه:
" أنه آليكس إبن الحالكم إرياس"
فتألمّ ويليام من شر والده, وبقيّ يحدق به كالمصدوم , رغم أن ما صدر منه لم يكن بالغريب عليه, فتناهى لسمعه زمجرة زيرايا الغاضبة :
" سكِنــررر "
رُعب من نُودي وتشبتت عيناه بالنظر للأرض علها تحجب عنها ثوران براكين غضب سيده, ثم همس مجيبه بإنكسار :
" نعم سيدي "
فخاطبه بنفاذ صبر :
" هيا أعثر على ذلك المدعو آليكس وإقضِ عليه سربعاً "
أجابه بثقة ولا تزال عيناه ترتميان أرضاً :
" أمرك سيدي "
فإلتفت ينظرُ لهلان نظرة ثاقبة وسريعة جعلته يقتحم عقله , ليُتخيّل له وجه آليكس, تبسّم بخباثة لما حفظه في رأسه, ثمّ إختفى من مكانه كلمح البصر ليُنفذَ ما أُمرَ به حتى يهدأ بال سيده , لكن أنى لبال أخر أن يهدأ بعد أن سمع ما سمع, وأبصرما أبصر, حتى بعد أن إبتعد مع والده من مكان وجود سيدهما الجديد, مازال همه و خوفه يتصاعدان, فتوقف عن خطاه التي كان يتبعُ بها سير والده, ليلوح حزن متألم في عينيه الرماديتين, فنطق بحسرة متأثرة :
" لما فعلت ذلك يا أبي ...ما كان عليك إخباره بأمر آليكس! "

توقف هلان عن سيره ملتفتا له بعين جافية, ليجبه بقسوة تجلّت في كلماته :
" ألا تدري لما فعلتُ ذلك!...ألا تعلم أني أُريد أن أنتقم من إرياس!...ولن أتوانى عن فعل أي شيء يُحقق لي ذلك "
تألم كثيرا بسماع رده, لطالما أدرك تحجر قلب والده وتمنى لينه, لكن ما زاده التمنى سوي تصخراً, فمنع نفسه عن النطق بشيء أخر مكتفياً بما تلقاه من ألم كاد يُذيب كيانه.


الملاحقة مازالت مستمرة بين الشبّان الثلاثة وآليكس الرافض التوقف لهم, فقد إقتصر فهمه على أنهم أعوان من أعتدوا عليه , كما لم يكن في مزاج يسمح له بالتأني, فسئم منهم ومن عنادهم .حدثّ نفسه بضيق بعد أن إلتفت خلفه مبصرا دنو المسافة التي تفصله عنهم:
" الى متى سيُلاحقونني هكذا ...أهذا كله من أجل المال! "
ثم صرف نظره عنهم لينتبه لتجمع صخور كبير لاح أمامه, فأسرع صوبه وترجل من حصانه مطلقه يتابع الركض وحده بعد أن توارى بالصخور الكبيرة,

فمحى أثار قدميه وإختبأ بين الصخور .
لحظات قليلة أوصلت الثلاثة للتجمع الضخم, فتبعوا ماخلّفه الحصان من أثار ورائه, غير متداركين لخداع آليكس لهم , و بعد أن ضمن إبتعادهم عنه خرج من مخبئه يُشقُ طريقاً أخر معاكساً للذي سلكوه, الى أن أنهكه التعب فأذِنْ لنفسه بالراحة بجلوسه على ظل صخرة شمّاء , فعاودته الهموم والتساؤلات عندما حدّقَ بالقلادة الكريستالية المعلقة على عنقه , كما تذكر قطّاع الطرق الثلاثة حسب ظنه بهم , كيف أفلت منهم بصعوبة فسحب سيفه بما تذكره, لتُصدم عيناه بأثار الدم الملوثة لنصله, بدى كمن فقد عقله حين أبصرها بعينيه اللتين باتتا ترتجفان رُعباً , فأسقط السيف من يده لتتعالى منه صرخة مصدومة يَجهلُ سببها .

تتبّع كين ورفيقيه أثار أقدام الحصان على الرمل, دون أن يدركوا ما سيصيبهم بعد إكتشاف الخدعة البسيطةالتي جُروا ورائها, فبان لهم ذلك بلمح الفرس الراكض بعيدا دون فارس يقوده, فاجأهم هذا ليوقفوا أحصنتهم عن عدوها, فتكلم مانكس بإنزعاج واضح :
" ذلك المخادع كيف يجرؤ "
حتى كين إعتراه بعض مما أصاب مانكس, لكنه حفظ نفسه بالهدوء لينطق بجد :
" فلنعد لتلك الصخور "
عادوا كما أشار بقوله , ولم يجني ثلاثتهم سوى الخيبة المؤكدة برجوعهم لحيث أرادوا, فإشتشاط بهم الإنزعاج لما تكبدوا من عناءِ بلا جدوى, خاصة مانكس ثارت حممه لأبعد الدرجات, فصرّحَ بما فيه بملء صوته الغاضب :
" سأجدك يوما ما أيها المحتال وسألقنك درساً لن تنساه...أعدُك بهذا "
لفت نظر رفيقيه بعباراته المتوعدة, ليتجدد أمل لاح في عيني كين لسبب ما, فصرفهما عن مانكس ناظرا أمامه, لينطق بِهدوء واثق:
"لاشك أنه إتخذ الإتجاه المعاكس للذي سلكناه....سنجده بالتاكيد إن لم يخب ظني "
ثمّ إلتفت مخاطباً من معه بجدية :
" علينا إيجاده قبل أن يبتعد أكثر "


يُتـبْع ...


حرره :

Agista






[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

-
__________________






سُبحان الله العظيم
سُبحان الله وبحمدِه

التعديل الأخير تم بواسطة Mārionēttē ; 11-15-2019 الساعة 03:29 PM
رد مع اقتباس