عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 04-25-2018, 06:35 PM
 
الفصل التاسع والأخير : نهاية وبداية



إذأً هذا كل شيء نهاية القصة ويالها من نهاية مريرة شائنة !
غادرت ليجي الفيلا ذلك المساء كما طلب ، ووصلت سيارة تاكسي في تمام الساعة السابعة ، قال لها فيكتور :
- لا أرى ضرورة لبقائك على العشاء من الأفضل أن تستقري في الفندق بسرعة قدر الإمكان
قاومت لمنع شفتيها من الارتجاف :
- تماماً وشكراً لك لحجزك غرفة لي في هذا الفندق الفخم آخر أسبوع لي على الجزيرة يبدو واعداً
ابتسم بخشونة :
- هذا أقل شيء يمكن فعله ، لا يمكنني السماح لك بالانتقال إلى ذلك المكان الذي حجزت فيه أصلاً
قطبت ليجي وجهها ، متذكرة الصدمة التي واجهتها يوم وقعت عيناها على الفندق يوم ذهبت لإلغاء الحجز
- لا هذا صحيح لا أظن أنه كان سيعجبني أبداً

ثم تجرأت أن تلتقي عيناها بعينيه ، وأحست بالألم يسري فيها هل لديه فكرة كم يؤلمها ؟
بدا أنه ليس لديه أي فكرة وهو يفتح لها باب التاكسي ثم يغلقه خلفها حتى أنه لم يلوح لها ، بل استدار فجأة ، عائدا للسلم ثم الشرفة ، بينما كان التاكسي يتجه بصمت للخارج ، ثم عبر البوابتين الكبيرتين ، بعيداً عن الفيلا وبعيداً عن حياته ، وإلى الأبد
أمضت اليومين التاليين في ندم وإدانة نفس فالمسألة ليست فقط في أنها بعدت فيكتور عنها بل وصولها إلى هذا التصرف الشائن ، كان يثقل ضميرها ، وقررت بعذاب ضمير أن عليها أن تحصد المرارة المؤلمة نتيجة ما فعلت
إضافة إلى هذا كانت تعلم أن غفرانه لها جاء من عقله وليس من قلبه فقد رأت النيران تشتعل في عينيه فالرجل رغم مسامحته لها ، ورغم حبها له ، يكرهها ويحتقرها

كانت ضربة كذلك أن تعرف أنها ألغت وللأبد فرصة اكتشافها للحقيقة عن اليانور فبالرغم من أنها لم تعد تشك في أنه بريء إلا أنها بحاجة أن تعرف القصة الحقيقية التي كانت وراء هذه المأساة ، ومن غير المحتمل إدراكها إنها الآن لن تعرف شيئاً

في يومها الثاني في الفندق ، افتقدت قلادتها الذهبية ، المهداة إليها من أمها فتشت عنها بين ممتلكاتها مفتشه في الوقت نفسه عن قطعة الورق التي كتب عليها آلن عنوانه ورقم هاتفه
ابتسمت لنفسها وهي تجعدها بين أصابعها ، متذكرة قول فيكتور :بأن آلن ليس النوع المناسب لها ، ورمت العنوان لن تستخدمه أبداً وعادت تفتش عن القلادة المفقودة بما تركتها في الفيلا ، وغاص قلبها لهذه الفكرة ، لو كانت شيء غير هذا لتركتها ، لكن القلادة هدية ميلادها الواحد والعشرين ، وهي متعلقة بها بشكل مميز لم يكن لديها سوى حل واحد أحبت هذا أم لا ، يجب أن تتصل بالفيلا لتحاول استعادتها

اتصلت في الصباح التالي ، تدعو الله أن لا يرد فيكتور عليها ، وأحست بالارتياح عندما ردت عليها مارولا بعد تبادل قصير للتحيات ، شرحت لها ليجي مشكلتها ، وسألتها إذا كان بإمكانها إجراء تفتيش سريع ، فإذا وجدتها ، ربما تستطيع إيصالها لها ، دون الحاجة لزيارة الفيلا
لكن ، مثل هذا الحل الذي لا ألم فيه ، لم يكن ممكن فقد عادت مارولا بعد دقائق لتقول :
- أنا آسفة ليس لها أثر آنسة أعتقد من الأفضل أن تأتي بنفسك لتفتشي عنها
ثم أكملت :
- لقد خرج السيد فيكتور لتوه وأخبرني أن لا أتوقع عودته قبل الغداء
إذاً لا شيء يمكنها فعله سوى هذا ووافقت على مضض قائلة إنها ستصل بعد ساعة
استأجرت سيارة تاكسي من أمام الفندق ثم طلبت من السائق التوقف عند مكتب البريد أولاً
فقد تجد رسالة من البوغل ، تأكيدا لاستلام البرقية التي أرسلتها إضافة أنها كانت تتوق إلى أي شيء يؤخرها ، ولو لوقت قصير ، عن عودتها للفيلا
وجدت لدهشتها بالفعل رسالة تنتظرها في مكتب البريد وقررت أن تقرأها فيما بعد ، وعادت للتاكسي الان لم يعد لها عذر أحبت ذلك أم كرهته ، وقفتها التالية ستكون الفيلا

سرعان ما كان التاكسي ينعطف للممر الداخلي المألوف والمؤلم الذكرى للفيلا
قالت للسائق :
- - انتظر لن أغيب أكثر من بضعة دقائق

أسرعت صاعدة السلم الخشبي ، ثم عبر غرفة الاستقبال إلى غرفة النوم ، عيناها مركزتان إلى الأمام ، تعرف أنها لا تجرؤ على النظر حولها كي لا يغمرها آلم الذكرى
في غرفة النوم فتشت طاولة الزينة ولكن كما أصرت مارولا لا أثر لها
بقلق فتحت باب الخزانة ، تخشى المظهر ورائحة التي ستواجهها لتاليق الفارغة حيث كانت ملابسها ، والعطر الرجالي المألوف، لو أغمضت عيناها فسيكون إلى جانبها دون شك
لم تأت إلى هنا لتعذب نفسها! لم يكن هناك أثر للقلادة ، بدأت تفتش وتدور مواصلة مهمتها المؤلمة ومن طرف عينها ، التقطت لمعان شيء معدني على أرض الخزانة ، فانحنت يغمرها الارتياح لتجد قلادتها في الزاوية
على الفور أخذتها ، ثم أسرعت بالخروج لكنها توقفت فمن الفظاظة أن تدخل وتخرج دون أن تكلم مارولا فاتجهت للمطبخ تنادي :
- مارولا ! أنت هنا ؟
لا شك أنها تعلق بعض الغسيل في الحديقة ، ضربت ليجي على زجاج النافذة لتلفت انتباهها ، فلوحت لها مارولا بابتسامتها العادية ، وأشارت إليها أنها ستدخل في لحظات لا سبب يدعوها للقلق ، فالساعة العاشرة ، ولن يعود فيكتور قبل وقت طويل
فتحت حقيبتها لتضع القلادة فيها ، فوقعت عيناها على رسالة البوغل من الأفضل أن تلقي عليها نظرة وهي تنتظر مارولا
بعد دقائق ، وبصمت مصدوم ، وكانت قد قرأت نصف الوثيقة المطبوعة على الآلة الكاتبة ومع أن عيناها كانت تقفزان إلى الكلمات مرات ومرات لتتأكد من أن ما قرأته صحيح ، إلا أن دماغها كان غير قادر على استيعاب القصة الوحشية المكتوبة هناك ترنحت متجه للباب ، ودفعت أجرة التاكسي ، ثم عادت إلى المطبخ لتجلس متهالكة على الكرسي ، فهي لم تعد مستعجلة على الرحيل

نظرت مجددا إلى الساعة تجاوزت العاشرة والربع ، لكن لو اضطرت إلى الانتظار طيلة العمر ، لن تتحرك من هذا المنزل إلى حين عودة فيكتور
ثم ستطلب تفسيراً كاملاً عن محتويات كومة الصفحات ، والتي لا تزال تحس بخشونتها وكأنها البارود في يدها
دخل فيكتور من الباب الأمامي في الساعة الواحدة ، وتردد في سيره قليلا وهو يلمح ليجي منتظرة في الردهة
- إلى ماذا أدين بهذا الشرف غير المتوقع ؟

لكن لا شيء ولا حتى إبرازه للعداء يمكن أن يثبط من عزمها الآن رفعت الرسالة في يدها وقالت :
- أريد تفسير لهذه ! لقد أرسلتها لي كاتبة مقالة الشائعات في البوغل وكلها عنك وعن اليانور وأريد أن تقول لي أنها غير صحيحة

لم يتنازل لينظر للرسالة ، بل نظر إليها ببرود :
- أرى أنك لا زلت على اتصال مع هؤلاء الناس ظننتك قلت أنك أنهيت علاقتك معهم ؟
بدأت ترتجف ، فضغط الساعتين الماضيتين أثر على أعصابها :
- هذا صحيح ، لكن يبدو أنهم أرسلوا لي هذه الرسالة قبل وصول برقيتي ، ولقد بقيت في مكتب البريد لبضعة أيام

نظر إليها مطولا :
- تقولين إنها تحتوي على معلومات عن شقيقتك ؟
- معلومات عنك وعنها ولا استطيع تصديقها
- أعطني إياها ، من الأفضل أن أقرأها

أخذ الرسالة من أصابعها المرتجفة ، ثم قادها بلطف إلى غرفة الجلوس ورجاها أن تجلس ، ثم صب لها فنجان من قهوة جاهزة :
- يبدو أنك بحاجة لشيء تشربينه
ولم يكن هناك أكثر صحة من كلماته كانت تحس بصدمة خفيفة وكان عليها أن تتمسك بذراع المقعد لتبقى مستوية في جلستها :
كانت عيناها مثبتتان على وجهها ، وهو ينزع الصفحات من المغلف ، ويبدأ في القراءة أنهى فيكتور قراءته بعدما بدا لها أبدية رفع نظره إليها ببطء ، مما جعل قلبها يتحرك من مكانه:
- ما الذي دعاهم إلى إرسال هذا لك ؟
هل يشك في مدى صحته ؟

- هناك رسالة في مكان ما من المغلف يقولون فيها أنهم تحروا عن القصة التي قلتها لهم ، ويريدون مني تأكيد المعلومات التي قرأتها ، وأنها تتعلق بنفس المرأة المدعوة اليانور
ابتسمت متوترة :
- إنها لا تتعلق بها أليس كذلك ؟ لا بد أنهم يخلطون بينها وبين امرأة أخرى
تنهد ومرر يده على شعره ، واشتدت خطوط وجهه بروزاً :
- أتمنى لو أستطيع قول العكس لكنني لا أستطيع كل كلمة مكتوبة هنا ، صحيحة تماماً

صدمتها كلماته ككتلة جليد ضخمة مندفعة
بذهول ،أحست أنها دفعت بقوة لمقعدها :
- لكن، لا يمكن أن تكون صحيحة ! فحسبما تقول الوثيقة ، كانت شقيقتي مجنونة !
مال للأمام :
- ليس إلى هذا الحد عزيزتي أنت قاسية جداً ، ربما كنت أنا أقرب من أي شخص آخر لها خلال الأحداث المؤسفة المكتوبة هنا عنها وبقيت كما كانت دائماً ، لامعة ـ فائقة الذكاء
تنهد ، ثم تابع :
- لكن كانت ويا للأسف ، مضطربة عاطفياً ، قلبلاً

- قليلاً ؟ أتسمي هذا قليلاً؟ حسب مايقولونه في الصفحات ، كانت تدخل وتخرج من المصحات العقلية ، وتقابل مالا عد له من الأطباء ، والخبراء النفسيين فكيف يمكن لك أن تجلس هكذا وتقول إن هذا قليل ؟

دون كلمة قرب كرسيه منها ، حتى أصبحا يجلسان جنباً إلى جنب ، وأجبرها على النظر إليه :
- دعيني أبدأ من البداية من الوقت الذي جاءت فيه اليانور لتعمل عندي دعيني أقول لك كل شيء أعرفه
وبلهجة آسفة بدأ يشرح
- كما تعرفين ، جاءت اليانور للعمل في مؤسستي بعد طلاقها بوقت قصير في ذلك الوقت لم أكن أعرف شيء عن ظروفها الخاصة بدت لي وكأنها منطوية قليلاً لكنها كانت كفؤ وعاملة نشيطة لم يمض وقت طويل حتى بدأت أدرك أنها لم تكن منطوية فقط ، بل تعيسة كذلك حين كلمتها ، أخبرتني عن تحطم زواجها وفشل كل علاقاتها الأخرى حاولت حثها على العودة إلى انكلترا ، وظننت أن الأفضل لها أن تكون قرب عائلتها لكنها رفضت ، وأظنها كانت خجل أردتك وأمها أن تؤمنا أنها ناجحة
لم تقل ليجي شيء لكن كلماته كانت تحوي صدق قاسي فطالما اعتبرت اليانور نجمة العائلة ولم تلمح مرة أنها تعاني من مشاكل

أخذ فيكتور نفسا عميقا ، وبنفس اللهجة الآسفة أكمل
- بدأت أدرك بمرور الوقت أنها تحتاج إلى مساعدة جدية كانت منطوية ، فاترة الهمة ، متعبة دائماً ، كما كانت تبدو على وشك البكاء
وكان لدي شعور رهيب بأنها تتجه نحو الانهيار ، فأصريت أن ترى طبيب، وأكد الطبيب لي شكوكي وحولها إلي أخصائي في باريس , وهناك أقامت في المستشفى ، ولو لوقت قصير مرت خلالها في علاج ضد الاكتئاب حين عادت إلى كورسيكا ، بدت أفضل بكثير لكن نبع عن هذا نوع جديد من المشاكل

هز رأسه بحزن ، وتابع أكثر أجزاء القصة رعباً

- ربما السبب أنها أحست بالامتنان ، وبكل تأكيد لم يكن السبب أنني شجعتها لكن في ذلك الوقت لسوء الحظ ، بدأ أنها بدأت بتطوير هوس بي كانت تلاحقني باستمرار مع أنني قلت لها بصراحة أن لامجال لمغامرة عاطفية ، وأنها على الرغم من جمالها ليست من طرازي إلا أنها رفضت أن تصدق ذلك ، لولا أنها كانت تمر بعلاج خارج باريس ، وكنت أخذها بالطائرة مرتين في الأسبوع إلى هناك لأصريت وبعناد أكثر على أن تعود لانكلترا وصدقيني ، كان هوسها يسبب ضغط كبير على أعصابي وبالطبع لم يكن لدي فكرة إلى أي مدى وصلت بها الأمور ولم أكن أعرف شيء عن القصص التي كانت تكتبها لك ولأمك حول حب وهمي وزواج قريب
تكلمت لأول مرة منذ بدأ قصته ، بصوت خفيف ومتهدج :
- أتعني أنني حين جئت في إجازة ، لم تكن تعرف أنها قالت لنا أنكما على وشك إعلان الخطوبة ؟

- يا إلهي لا! لم أكن أعرف أبداً ! ولو عرفت ، صدقيني كنت أوضحت لكما الحقيقة حتى بعد رحيلكما لم أكن أعرف في الواقع لم أعرف بالأمر إلى أن أخبرتني أنت !

كانت المأساة أصعب من أن تستوعبها ليجي كيف يمكنها أن تشك بوجود حقيقة كهذه ؟ وكيف يمكنها أن تفكر أن الرجل الذي سبق وأدانته على أنه سبب في وفاة اليانور ، كان في الواقع يحاول إنقاذها ؟
أصغت إليه وهو يكمل القصة :

- أعترف حين قالت لي اليانور أنها عائدة لانكلترا ، أنني لم أطرح عليها الكثير من الأسئلة بل كنت مرتاح لأنها راحلة وأحسست أن هذا أفضل شيء لها ، أعطيتها عنوان أخصائي في شارع هارلي لتتابع علاجها الذي كانت تتابعه في باريس ، وقلت لها أن تبقى على اتصال بي وهذا ما فعلته لمدة ، وحين توقفت رسائلها ، افترضت أنها أقامت حياة جديدة مستقلة لنفسها ، ولم تعد تحتاج إلى الاتصال بي

بدا في صوته ألم شديد :
- أقسم لك أنني أحسست بالأسى حين سمعت أنها ماتت ، وأنها أنهت حياتها بنفسها
لكن بكل تأكيد ، بعد كل ما فعلته لها ، لا يمكنك لوم نفسك ؟

رفع إليها عينين مريرتين :
- ربما قليلا أجل قد فكرت دوما أنني لو أخبرتك أنت وأمك حول انهيارها ، وكل العلااج الذي تتلقاه لكنتما تمكنتما من مساعدتها ، السبب الوحيد الذي منعني من قول شيء ، إن اليانور جعلتني أقسم على الكتمان ، ولأنني ظننت ، ربما مخطئاً ، أنها وكامرأة ناضجة لها الحق بسرية خصوصياتها

ردت عليه بلطف :
- اسمع لقد أحببت أختي ، لكنني أعرف الآن ما كانت عليه لقد كانت متكبرة فخورة ومستقلة ، وربما أكثر من اللازم وما كانت تسمح لي أو لأمي أن نساعدها وكونها سمحت لك بمساعدتها كان معجزة لا أستطيع أبداً شكرك بما يكفي لأجلها

تبللت عيناها بالدموع ، وبتهور مالت نحوه تقول بصوت هامس :
- لا أحد يمكن أن يغالطك في معاملتك لاليانور كنت صديق طيب ومحب
ابتسم :
- عزيزتي عزيزتي

لكن ليجي تابعت :
- لكن ، لماذا لم تقل لي هذا من قبل ؟ لماذا لم تقل لي ذلك اليوم حين رميتك بكل تلك الاتهامات السخيفة ؟

-صدقيني ، كنت على وشك أن أفعل ذلك لكن تذكرت وعدي لاليانور أنني لن أبوح بكلمة عن هذا لعائلتها

- تعني أنك كنت مستعد لتركي أعتقد أنك قد تكون مذنباً ، لمجرد وعد سخيف ؟

- لم يكن وعد سخيف بل كان جاداً وأخشى أن أكون من الطراز القديم ، فأنا لا أنكث بوعدي بسهولة

وابتسم بلطف :
- أعترف أن ماحدث كان صدمة غير سارة لي وفوق الصدمة ، كان اكتشافي لهويتك ,واكتشافي أنك تلومينني لموتها أن تلومني عائلتها على انتحارها إمكانية لم تخطر ببالي لكن بعيداً عن عدم رغبتي في النكوث بوعدي أحسست أن أخبارك الحقيقة سيزعجك ، وفي النهاية لن يخدم غرضاً مفيداً

امتلأت روحها عذاباً ، بعد معرفتها كم أساءت الحكم عليه نظرت إليه وقالت بصوت ضعيف :
- لن تعرف أبداً كم أنا خجلة لما فعلته لو كان فقط بالإمكان إلغاءه !
نظر إليها طويلا:

- للأسف لاأحد منا يمكنه إلغاءه لكن وكما سبق وقلت لك ، أنا لا أحمل شيء ضدك ، إضافة إلى هذا ، في اليومين الماضيين ، أتيحت لي فرصة التفكير ، وأظن أنني استطعت أن أفهم سبب ما فعلته واضح أنك كنت تحبين شقيقتك ، وتؤمنين أنني أسأت إليها على أي حال ، أنا واثق تماماً أن الطريقة التي تصرفت بها ، كانت غير طبيعتك ، أنا واثق أنك في العادة لا تتهورين إلى هذا المدى

سارعت تؤكد له :
- بالتأكيد لا! كانت هذه المرة الأولى ، التي أفعل فيها شيء كهذا ، ولو من بعيد وأؤكد لك أنني لن أفعل مثله مرة أخرى

- أنا سعيد لسماع هذا لذا ، لا تعذبي نفسك ، ما من ضرر حقيقي حصل

ثم تركها وبدأ يقف عن مقعده متابعاً:
- إضافة إلى أن لاشيء من هذا كان سيحدث لو لم أحاول إجبارك على التعاون معي لولا أنني لويت ذراعك بتهديداتي السخيفة الحمقاء والتي لم أكن جاداً فيها ولكان كل واحد منا قد وفر على نفسه الكثير من العذاب

لحقت به بعينين مليئتين بالأسى وهو يستدير عنها :
- أيعني هذا أنك تكرهني ؟

على الأقل معرفة هذا سيعطيها قليل من العزاء بدأ يفكر بالرد وأخيراً قال:
- لا لا أكرهك على الأقل ليس بسبب القصص التي قلتها عني للصحيفة أؤكد لك تماماً أنني سامحتك

قطبت وجهها ماذا يقصد ؟
- وهل لديك شيء آخر ضدي ؟ألديك سبب لا أعرفه يجعلك تكرهني ؟

- ليس الكراهية عزيزتي تلك كلمة قوية جداً وفي مثل هذه الظروف غير ملائمة تماماً وسيكون أكثر صحة أن أقول إنني خائب الأمل ، وأعاني من غرور جريح

استدار إليها وتعبير سخرية بالنفس في عينيه :
- لا تقلقي سأتغلب على هذا فأنا استحق هذا !
هو الآن يتكلم \بالألغاز ، ارتبكت بشكل غريب :

- لماذا تحس بجرح لغرورك ؟ ظننت غرورك في صلابة الحديد

استدار تمتما ًوالنور على وجهه يبرز تعبير قلق وضعف وقال :
- أنت إذا ً تعرفين القليل عن غرور الرجل عزيزتي لا شيء في العالم أكثر منه فراغاً أن يكتشف الرجل أن المرأة كانت تخدعه ، وهو غبي بما يكفي لأن يصدق أنها تهتم به قليلاً ولأقولها بصراحة كمن يتلقى ركلة قوية ، لهذا لم استطع تحمل وجودك معي ، ولهذا أبعدتك
مرر يده في شعره:
- لكن ، أنا كما قلت لك من أوقعت هذا على رأسي
أخذ قلبها يخفق بسرعة، سألته بهدوء :
- لماذا تهتم إذا كنت أخادعك ؟
- لأنك كنت تسعين وراء الانتقام ، وأنا على يقين تماماً

وقعت الكلمات أمامها كعرض ما وبقيت للحظات لا تستطيع الرد ، ثم قالت :
- أنت مخطئ وتعرف هذا فأنا لم أخدعك
بقي مسمر حيث هو ، من حولهما الوقت والكون توقفا فجأة ثم حين تكلم كان الصوت وكأنه قادم من كوكب آخر:
- لا شك أنك كنت تمثلين دوراً كي تتمكني من نيل ثقتي وتحصلين على قصة ما ؟
جف فمها
- بدا الأمر هكذا لكنني اكتشفت سريعاً أنني لست بحاجة للخداع كل تلك المشاعر التي أظهرتها لك

صمتت لتلعق شفتيها :
- لم يكن فيها شيء زائف كانت كلها حقيقية

وصل إليها دون أن يبدو عليه أنه تحرك ، وقال باهتمام بالغ :
- أتعنين هذا صدقاً؟
شدها لتقف أمامه :
- أتريدين حقاً أن تقولي أن الفتاة التي أحببتها لم تكن تسخر مني ؟
ماذا قال
- أتسمح بأن تعيد ما قلت ؟ أرجوك ؟
رد فوراً:
- أحبك عزيزتي وأحببتك منذ البداية تقريباً
أخذ قلبها يغني ، لاتستطيع التصديق :
- وأنا أحبك
- عزيزتي عزيزتي
من خلال نظراته إليها ظهر كل الحب والاحتياج اللذين كانا يحترقان داخله :
الآن وقد تلاشت كل العوائق وكل سوء الفهم يمكن للحب أن يبدأ طارا إلى غرفة الجلوس وهما يتبادلان كلمات الحب الهامسة
تلك اللحظات لن تنساها ليجي أبداً ، أنها لحظات ثمينة جداً مثلها مثل الحب الذي لن ينتهي بينهما

وهما يجلسان مع بعضهما يدفئهما الحب ، أحست بأصابعه تلامس شعرها وترجعه للوراء لتنظر إليه :
- أريدك أن تعرفي أنني لست معتاداً على هذا

قطبت دون أن تفهم :
- ما هو الذي لست معتاداً عليه ؟

- الوقوع في حب الشابات اللواتي يقترن اسمي باسمهن في مقالات الشائعات

بدأت تضحك :
- جدياً عزيزتي أريدك أن تصدقي أن لا شيء من أية قصة قرأتها عني صحيح

أظهرت خيبة الأمل :
- أتعني أنك لست العاشق العظيم الذي ظننته ؟

- إذا كنت تعنين بالعظيم الجيد ، فأجل أنا هكذا

مال نحوها :
- لكن ، إذا كنت تعنين بالعظيم أنني أعرف أعداد كثيرة من النساء فأخشى أن لا أكون الرجل الملائم .. لقد خرجت مع الكثيرات لكنني لم أحب أي واحدة منهن
قالت بابتسامة :
- أصدقك
وأسعدها أن تعرف أن هذه هي الحقيقة
- وأريدك أن تعرفي أنك الأولى التي تقدمت يوماً بطلب الزواج منها

بدا أن أنفاسها علقت في حنجرتها ، سألت بحشرجة :
- ماذا قلت بالضبط ؟
- قلت إنني أريد الزواج منك عزيزتي ، وأريدك أن تكوني لي ، طوال حياتي
اخترقتها أمواج السعادة إلى حد أنها أحست بالألم وهي تنظر إليه كانت روحها تقول :
- أوه نعم! نعم!

قال: سنتزوج قريباً لا أستطيع العيش من دونك حالما نغادر هذا المكان ، سنطير إلى انكلترا ، ونشرح كل شيء وبلطف لأمك ، أتظنين أنها ستقبل بي لو كانت مثلك تؤمن أنني أنا المسؤول عن موت ابنتها؟
- ستحبك كما أحببتك ما إن تعرف الحقيقة
وفي هذا الأمر ، أؤكد لك أنك لست بحاجة للقلق

ابتسم لها :
- لا أريد من أحد أن يحبني كما تحبيني أنت عزيزتي ولا حبيب غيري يحبك سواي وسأبقى حبيبك إلى مالا نهاية أيامك ، وسأحبك وأُلبي كل احتياجاتك
سرت رجفة في أوصالها ، وتمتمت متحدية بصوت أجش :
- أثبت لي هذا
وأثبت لها ذلك وبقي يبث لها حبه حتى آخر العمر



- تمت والحمدلله -
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي