عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-05-2018, 11:26 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('https://b.top4top.net/p_825reqag1.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




سنأخذ بعض العبر من قصة نبي الله موسى (عليه السلام) حينما فرَّ بدينهِ مُهاجِراً الى الله تعالى قاصِداً ديار (مَديَن)؛ للخلاص من سطوة فرعون وقهره وسأسرد الآيات الواحدة تلو الأخرى وأُفصِّلُ فيها....

1- قال تعالى: ( وَلَمّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيهِ أُمَّةً مِنَ النّاسِ يَسقُونَ وَ وَجَدَ مِن دُونِهمُ امرأَتينِ تَذُودَانِ قَالَ ما خَطبُكُمَا قَالَتَا لا نَسقِي حَتَّى يُصدِرَ الرِعَاء وأَبونا شَيخٌ كَبير[23])

قولهووجد من دونهم إمرأتين تذودان)؛أي: إن هاتين المرأتين تحاولان منع أغنامهما عن ورود الماء؛ حتى لا يزاحمن الرجال!؛ لما للخلطة والمزاحمة من مفاسد ، فينتظرن حتى ينتهي القوم من السقيا ، وبعدها يسقين اغنامهما !، وهذا من (الحياء)، فرقَّ قلب موسى(عليه السلام) لهما ورحم حالهما فقال: (ما خطبكما)؟!.

بعد أن سأل موسى (عليه السلام ) المرأتان عن سبب عدم ورودهما الماء للسقيا فجاءَ جوابُهُما: (قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخٌ كبير)!، وهذا جوابٌ حكيمٌ وسديد ؛ينم عن فِطنةٍ ، حُسن إختيار للألفاظ !، فقد أعطيتا عذرين لموسى (عليه السلام)؛ الأول أنهما إمرأتان وبالتالي ؛ فإن مزاحمتهما للرجال يعد نقصاً في الحياء ،والثاني أن أباهما رَجلٌ (طاعنٌ في السن) لا يستطيع رعي الغنم ،وهذا العذر يدل على فطنتهما ،لكي يعرف موسى (عليه السلام) أنهما لولا اضطرارهما لما خرجتا من بيتهما أصلاً، ولكنها الضرورة والملجأ لذلك، ومع هذا الإضطرار فإنهما تحملتا مرارة الإنتظار وعدم مزاحمتهما للرجال ؛مخافة الفتنة

2-قال تعالى: (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ توَّلى إلى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إنّي لِما أنزلتَ إليَّ مِن خَيرٍ فَقير[24])

لم يكن لموسى طعامٌ سَوى البقلِ ونبات الشَّجَرِ حتى ألّم به الجهد ، ويَذكُرُ أهل التفسير أن القوم بعدما سقوا مواشيهم؛ وضعوا على عين البئر صخرة عظيمة لا يستطيع تحريكها إلا عشرة من الرجال ، فحملها موسى (عليه السلام) وحده؛ ليسقس غنم المرأتين وهذه هي القوة التي سأشير إليها لاحقاً...

3-قال تعالى: (فَجَاءتهُ إحدَاهُمَا تَمشِي عَلَى إستِحيَاء قَالَت إنَّ أبي يَدعُوكَ ليَجزِيَكَ أجرَ مَا سَقَيتَ لَنا فَلَمَّا جَاءَهُ وقَصَّ عَلَيهِ القَصَصَ قَالَ لا تَخَف نَجَوتَ مِنَ القَومِ الظَّالِمِينَ[25])

قوله: (فجاءته احداهما تمشي على استحياء) و(الاستحياء) هو شدة الحياء ،وكما قال أهل التفسير أنها جاءت تمشي مشيةَ(الحيِيَّة) مغطيةَ وجهها ،وهكذا ينبغي للمرأة المسلمة (قالت إن ابي يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا) وهذا إحترازٌ جميلُ في الكلام ،مِن كون أباها هو مَن دعاه ولم تقل له (تعال لنأجرك) وقِيلَ أن الأب هو شُعَيب(عليه السلام) ، وقيل لا بل هو رجل صالح من مَديَن من قوم شُعَيب والأصح هو الجواب الثاني ،وهذا ما قال به (إبن كثير) و(السعديُّ)_رحمهما الله_ وغيرهما، وذَكَر أهل التفسير أن المرأة كانت تمشي أمام موسى (عليه السلام) لتدله على الطريق ،وكانت الريح تكفكف ثوبها ؛فقال لها موسى : (كوني خلفي وأشيري عليَّ بجهة الطريق برَمي الحصا) ،وهذا من حرص موسى (عليه السلام)عليها ،وهذه هي (الأمانة).
-(فلما جاء وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين)...من أنه فرَّ من بطش فرعون وكَيده ؛طمأنه هذا الرجل الصالح أن هذه الديار ليس للفرعون سلطة عليها ، ولن يصل اليك ،ومن ثم أكرمه_بعد أن أمَّنه_أكرَمَهُ بالطعام.

4-قال تعالى: (قَالَت إحدَاهُمَا يا أبتَ استَأجرهُ إنَّ خَيرَ مَنِ استأجَرتَ القويُّ الأمِين[26])

إقترحت إحدى بنات هذا الرجل الصالح على أبيها أن يتخذ موسى (عليه السلام) أجيراً عِندَهُم ؛لما رأت فيه من القوة والأمانة.

5-قال تعالى: (قَالَ إنِّي أُريدُ أن أُنكِحَكَ إحدى ابنَتَيَّ هَاتَينِ على أن تأجُرَني ثَمَانِيَ حِجَجٍ فإن أتمَمتَ عَشرَاً فَمِن عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أن أشُقَّ عَلَيكَ سَتَجِدُنِي إن شاءَ الله مِنَ الصَالحِينَ[27])

وفي هذا جواز أن يعرض الرجل ابنتهُ لمن يراه كَفُؤاً لها وقد أعجب الرجل الصالح بقوة موسى (عليه السلام) وأمانته ،فهاتان صفتان متلازمتان ويقل قدر الرجل إن فقد إحداهما
وقوله(إحدى ابنتي هاتين) لم بجبره على واحدة ،ولم يشر الى احداهما ،واما جعل الاختيار لموسى (عليه السلام) وهذا من أعالي منازل الكرم ، وكان مهرها أن يعمل أجيرا عنده لثمان سنين واذا زاد فوقها سنتين فهذا من فضل موسى (عليه اليلام) على الرجل الصالح ، فقبل موسى بها وتزوج إحدى المرأتين وبقي عند أبيها إلى نهابة الأجل ، وقيل أنه أتمّها عشراً ..والله أعلى وأعلم
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ملاحظة: الآيات من سورة القصص(23-27)




لا احد يرد
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
كل بن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوابون
-
استغفر الله واتوب اليه
استغفر الله واتوب اليه
استغفر الله واتوب اليه
-
سبحان الله - الحمدلله - لا اله الا الله - الله اكبر -سبحان الله وبحمده-سبحان الله العظيم - اللهم صل وسلم على نبينا محمد تسليماً كثيرا

-
اللهم لا تجعل لي فيما افعله اثما
وبرّأني ممن يستغل ذلك دون علمي





----
رد مع اقتباس