عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-26-2018, 01:43 PM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://b.top4top.net/p_815w1x6o1.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


- سُبحان الله وبِحمده -

أولا :
كلمة التسبيح " سبحان الله " تتضمن أصلا عظيما من أصول التوحيد ، وركنا أساسيا من أركان الإيمان بالله عز وجل ، وهو تنزيهه سبحانه وتعالى عن العيب ، والنقص ، والأوهام الفاسدة ، والظنون الكاذبة .
وأصلها اللغوي يدل على هذا المعنى ، فهي مأخوذة من " السَّبْح " : وهو البُعد


- فتسبيح الله عز وجل إبعاد القلوب والأفكار عن أن تظن به نقصا ، أو تنسب إليه شرا ، وتنزيهه عن كل عيب نسبه إليه المشركون والملحدون .
وبهذا المعنى جاء السياق القرآني :
قال تعالى : ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) المؤمنون/91
( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ . سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) الصافات/158-159
( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) الحشر/23
- ومنه أيضا ما رواه الإمام أحمد في "المسند" (5/384) عن حذيفة رضي الله عنه – في وصف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل - قال :

( وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَنْزِيهٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَبَّحَ ) صححه الألباني في صحيح الجامع (4782) ومحققو المسند .
وقد روى الإمام الطبراني في كتابه "الدعاء" مجموعة من الآثار في تفسير هذه الكلمة ، جمعها في باب : " تفسير التسبيح " (ص/498-500) ، ومما جاء فيه :
عن ابن عباس رضي الله عنهما :
" سبحان الله " : تنزيه الله عز وجل عن كل سوء .
وعن يزيد بن الأصم قال : جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال :
" لا إله إلا الله " نعرفها : لا إله غيره ، و " الحمد لله " نعرفها : أن النعم كلها منه ، وهو المحمود عليها ، و " الله أكبر " نعرفها : لا شي أكبر منه ، فما " سبحان الله " ؟
قال : كلمة رضيها الله عز وجل لنفسه ، وأمر بها ملائكته ، وفزع لها الأخيار من خلقه .
وعن عبد الله بن بريدة يحدث أن رجلا سأل عليا رضي الله عنه عن " سبحان الله " ، فقال : تعظيم جلال الله .

- وعن مُجاهد قال : التسبيح : انكفاف الله من كل سوء .
" سبحان الله " : اسم ممنوع لم يستطع أحد من الخلق أن ينتحله .
- وعن أبي عبيدة معمر بن المثنى : " سبحان الله " : تنزيه الله وتبرئته .
- وقال الطبراني : حدثنا الفضل بن الحباب قال : سمعت ابن عائشة يقول : العرب إذا أنكرت الشيء وأعظمته قالت : " سبحان " ، فكأنه تنزيه الله عز وجل عن كل سوء لا ينبغي أن يوصف بغير صفته ، ونصبته على معنى تسبيحا لله .

- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" والأمر بتسبيحه يقتضي أيضا تنزيهه عن كل عيب وسوء ، وإثبات صفات الكمال له ، فإن التسبيح يقتضي التنزيه ، والتعظيم ، والتعظيم يستلزم إثبات المحامد التي يحمد عليها ، فيقتضي ذلك تنزيهه ، وتحميده ، وتكبيره ، وتوحيده " انتهى. "مجموع الفتاوى" (16/125)
- ثانيا :
أما معنى ( وبحمده ) فهي - باختصار – تعني الجمع بين التسبيح والحمد ، إما على وجه الحال ، أو على وجه العطف ، والتقدير : أسبح الله تعالى حال كوني حامدا له ، أو أسبح الله تعالى وأحمده .
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قوله : ( وبحمده )
قيل : الواو للحال ، والتقدير : أسبح الله متلبسا بحمدي له [ أي : محافظا ومستمسكا ] من أجل توفيقه.
وقيل : عاطِفة ، والتقدير : أسبح الله وأتلبس بحمده ...
ويحتمل أن تكون الباء متعلقة بمحذوف متقدم ، والتقدير : وأثني عليه بحمده ، فيكون سبحان الله جملة مستقلة ، وبحمده جملة أخرى .
وقال الخطابي في حديث : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ) أي : بقوتك التي هي نعمة توجب علي حمدك ، سبحتك ، لا بحولي وبقوتي ، كأنه يريد أن ذلك مما أقيم فيه السبب مقام المسبب " انتهى.
"فتح الباري" (13/541) ، وانظر " النهاية في غريب الحديث " لابن الأثير (1/457)


والله أعلم.

الأحاديث الصحيحَة في فَضل قَول : " سُبحان الله وبِحمده " :

1 - ( كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ). متفق عليه .
2 - ( من قال : سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ). رواه البخاري .
3 - ( أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سُئِلَ : أيُّ الكلامِ أفضلُ ؟ قال " ما اصطفى اللهُ لملائكته أو لعبادِه: سبحان اللهِ وبحمدِه ). رواه مُسلِم .
4 - ( ألا أخبرُك بأحبِّ الكلامِ إلى اللهِ؟ قلتُ : يا رسولَ اللهِ! أخبرني بأحبِّ الكلامِ إلى اللهِ. فقال: إن أحبَّ الكلامِ إلى اللهِ، سبحانَ اللهِ وبحمدِه ). رواه مسلم .
5 - ( من قال، حين يصبحُ وحين يمسي: سبحانَ اللهِ وبحمدِه، مائةَ مرةٍ، لم يأتِ أحدٌ، يومَ القيامةِ ، بأفضلِ مما جاء به. إلا أحدٌ قال مثلَ ما قال أو زاد عليه ). رواه مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه .[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://b.top4top.net/p_815w1x6o1.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاتُه ،
تمّ بحمد الله افتتاح الموضوع المُتجدِد : حيَاة القَلب ، فيكونُ بإذن الله لكُل أُسبوع ذِكرٌ واحِد ، نتعاهَد على ذِكر الله بهِ طوال الأُسبوع ، وفي كُل وَقت .. ولِمن يُريد زيادة في أي ذِكر آخر فيكون خيرًا له باذن الله ، - ولا نُخصصُ يومًا مُعينا لذكر الله ، بل يكون في أي وقتٍ نتذكّر فيه -
ومن المُهم أن نستمرّ على نهجِنا .. علّه يكونُ لنَا شفيعًا يوم القيامة ؛ فنلقَى الله عز وَجل بقلبٍ أتقى ، وروحٍ أنقى

- ولا يخفَى أنّ شهرَ رمضَان قد اقترب ، فلنستعِد لَه ، ولنُهيّء قلُوبنا للُقياه
ومن قبلِه شهر شعبَان ، وهو شهرٌ تُرفع فيه الأعمال إلى الله تعالَى ، فلنختِم أعمالَنا بمَا نُحبّ أن نراه يوم القيامَة ..
وسيتضمّن المَوضوع - باذن الله - كلِماتٍ تُرَقّق القَلب ،
وأسأل الله تعالى أن يوفّقنا لِما يُحبّ ويَرضى ، وأن يُعلّمنا ما يَنفعنا ويَنفعنَا ما علّمنا
.
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
𝗷𝘂𝘀𝘁 𝗯𝗲 𝗮 𝗿𝗼𝗰𝗸

التعديل الأخير تم بواسطة نفر مافي كويس ; 03-26-2018 الساعة 02:37 PM
رد مع اقتباس