عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-28-2018, 11:08 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://mrkzgulfup.com/do.php?img=90310');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]







مع نهاية آخر ساعات النهار بين طرقات المدينة تسلقت تلك الأحذية المسطحة الصغيرة البيضاء الدرجات الحجرية الملونة، كشف ذلك البنطال الوردي القصير ذو الحمالتين عن الساقين البيضاوين النحيلتين توقف صاحبهما فور انتباهه على بعد مرافقه إلى هذا المكان ليتنهد بقلة حيلة ويقول: ماذا تظن نفسك فاعلا أندي؟
رفع أندي الجالس على إحدى الدرجات البعيدة عن مناديه رأسه لينظر إلى المسافة التي قطعها بينما بقي هو في استراحته ليقول: لا أصدق أنك لم تتعبي بعد من صعود كل هذه الدرجات كريس
قالت كريس بنبرة ساخرة مستفزة: أواثق أنك مصاص دماء؟ أنت أسوأ حتى من البشر
قال أندي وهو يلتقط أنفاسه: لن أبالي بأي شيء ستقولينه أندي عليّ أخذ قسط من الراحة
وضعت يديها قريبا من فمها لتقول بصوت مرتفع: تحرك بسرعة أيتها السلحفاة العجوز
تجمدت أطرافه فور سماعه لصوتها الحاد المرتفع لثواني قليلة سارع بعدها بالنهوض واللاحق بها، ابتسمت برضا لما حدث لتكمل صعود الدرجات وسط أنظار الناس المتعجبة من لباسها ذو الألوان الفاتحة كانت ترتدي قميصا أبيضا تماشيا مع اللون الوردي، أنسام الربيع الدافئة نقلت رائحة الأزهار العبقة من المتجر الموجود في نهاية هذه الدرجات الطويلة وقفت كريس طرف الباب لتقول بصوت منخفض: لم تنسى الخطة أليس كذلك؟
قال أندي: سأدخل وأقوم باستجوابه ثم يحين دورك
رفعت إبهامها مع ابتسامة صغيرة أشارت له بالدخول ليتقدم نحو الباب ذو الزجاج الملون والمزين برسم لأزهار مختلفة دفعه بهدوء ليسمع صوت الجرس الصغير المعلق فوقه، اقترب صاحب المتجر منه بابتسامة صغيرة قائلا: كيف أستطيع مساعدتك سيدي؟
أخرج أندي شارته من جيب معطفه العلوي ويقول: أتيت لإجراء استجواب صغير معك سيد هنري فيرو
تنهد هنري باستسلام ليطلب منه الجلوس على إحدى المقاعد البيضاء في زاوية المتجر قدم له كوب قهوة ثم جلس مقابلا له قائلا: أواثق أنك تقوم بالشيء الصحيح سيدي؟
قال أندي: لا أفهم سؤالك
أسند هنري رأسه على كفه مظهرا عينيه الباردتين خلف تلك السحب الرمادية ليوضح أكثر بقوله: أتستوجب الشخص الصحيح؟
قال أندي: أقوم فقط بعمل روتيني وهو استجواب كل من له علاقة بالضحايا وأنت ضمت القائمة سيد فيرو
قال هنري بصوت منخفض: لا تناديني بهذا اللقب
لم ينتبه أندي على مقولته تلك ليخرج آلة التسجيل الصغيرة ويضعها على الطاولة ليفتتح الاستجواب بسؤاله الأول قائلا: كيف كانت علاقتك بالسيدة ماريا كامي؟
قال هنري: لا شيء وما أعرفه عنها أنها كانت شريكة لأخي الأكبر
قال أندي: أواثق أنت؟ مصادري الموثوقة أخبرتني أنها كانت ستكون زوجتك المستقبلية
أجاب هنري بكل هدوء: هذا غير صحيح عليك تغير مصادرك هذه
فتح أندي دفتره الصغير ليراجع أسئلته المكتوبة من قبل كريس ليقول: ماذا عن علاقتك بالسيد آرثر كلارك؟
أعاد هنري جسده للخلف مستندا على الكرسي مجيبا: لا شيء أيضا فقد كان معلم الموسيقى الخاص بأخي
تابع أندي سؤاله عن علاقته بكل من الضحايا وكانت الإجابة نفسها في كل مرة تنهد أندي ثم قال: أواثق من أنك تخبرني الحقيقة سيد فيرو؟ إجاباتك هذه لا تبدو صحيحة بالنسبة إليّ
قال هنري بعد تنهيدة عميقة: لماذا قد أورط نفسي في شيء مريع كهذا وأنا أعيش حياة هانئة برفقة أفراد عائلتي؟ أثق أن من فعل هذا إنسان مختل تماما
نظر كلاهما نحو الباب الذي فتح من قبل كريس المبتسمة بلطف نهض هنري ليتوجه إليها ويقول: أنت الفتاة من حفل أمس ألست كذلك؟ ماذا تفعلين هنا؟
قالت كريس بابتسامة: لقد كنت أبحث عن مكان لشراء الزهور ثم تذكرتك لذلك أتيت
تفهم هنري الأمر ثم قال: لمن تودين إهداء الزهور؟ أهو شخص عزيز عليك؟
قالت كريس بابتسامة لطيفة واسعة: أجل إنه لأخي البشري الراحل
نظر الرجلان إليها بصدمة مما قالت مع تلك الابتسامة السعيدة المرسومة على وجهها ليقول هنري: أي زهرة تودين تقديمها لأخيك؟
أمسكت بذقنها في وضعية تفكير عميق ثم وجهت نظرها إلى أندي قائلة: سيدي الشرطي ما نوع الأزهار التي استخدمها السفاح العازف؟
قال هنري: لماذا تريدين معرفة ذلك؟
قالت كريس: لأن ذلك السفاح يقتل الأشخاص السيئين ويزينهم بتلك الزهرة الجميلة وأخي كان شخصا سيئا جدا
قال أندي بابتسامة صغيرة: لا أظنه كان بذلك السوء أبدا
قالت كريس وهي تحدق به بنظراتها الباردة: هل الشخص الذي يقتل والديه ليس سيئا أبدا؟
صدمتهما مجددا بما قالت لف السكون المكان كلاهما ينظران لهذه الفتاة الغريبة ذات التعابير الباردة أذابتها بضعة دمعات غادرت عينيها، دخلت مادي المتجر من الباب الخلفي لترى تلك الفتاة تحتضن هنري ودموعها تملأ خديها اقتربت منهما وهي تقول: لماذا تبكي هذه الفتاة هنري؟
التفت إليها بتعابير مرتبكة قائلا: يبدو أنها تذكرت شيئا يحزنها
ربتت مادي على رأسها بحنان قائلة: لا داعي لكل هذا الحزن عزيزتي سيأتي يوما تسعدين فيه وتنسين كل هذه الأحزان
ابتعدت كريس عن هنري لتمسح الدموع بكفيها الصغيرين قائلة: لا أعتقد أنني سأجد السعادة في مكان يوجد بشر بهذه القسوة يعاملونني بهذه الطريقة فقط لأنني مختلفة عنهم هذا غير عادل أبدا
تتابعت الدموع في الانزلاق على وجنتيها منظرها أصاب هنري ومادي بالحزن الذي أحاط بالمتجر فجأة، نزل هنري لمستواها مع باقة أزهار الأوركيد التي أعدها ليقدمها لها مع ابتسامة لطيفة قائلا: لا تحزني سيأتي يوم يتوقف فيه البشر عن معاملتنا كوباء مميت
مسحت دموعها أخذت الباقة وقالت بابتسامة مرحة: سيكون هذا رائعا حقا لكن هل تظن حقا أن ذلك اليوم سيأتي؟
تجمدت تعابير وجهه على سؤالها الموجه لصميم قلبه بتلك النظرات البريئة شد قبضته عله يقنع نفسه بالكذب على هذه الروح النظيفة من ترهات البالغين، دخل شخص آخر ليغير الهدوء الذي أحاط المكان بتوتر واضح على وجه مادي وهنري الذي نهض من مكانه لاقتراب ذلك الشخص بهدوء شديد قائلا: هل جهزت الباقة التي طلبتها منك؟
قال هنري: لم أملك الكثير من وقت الفراغ
لمع الغضب في عيون ذلك الشخص المشابهة لعيني هنري اقترب أندي منه وقال: سيد أليكس فيرو أليس كذلك؟
نظر أليكس إليه بطرف عينيه قائلا: وماذا تريد أنت أيضا؟
رفع أندي شارته لينظر إليها بانزعاج ثم يجلس على المقعد الذي نهض منه هنري منذ فترة قصيرة بدأ استجوابه بينما ذهب هنري لتحضير باقة شقيقه، تحدثت مادي مع كريس رغبة في الترويح عنها بعد نصف ساعة غادر أندي بسبب اتصال هاتفي من المنزل وبقي أربعتهم قالت مادي تلطيفا للأجواء المتوترة: هنري لم لا تعزف لنا شيئا بكمانك الجهير؟
ضحك أليكس بصوت مرتفع على مقولتها ممسكا بمعدته من شدة الضحك مسح الدموع التي غادرت عينيه وقال: أتسمين ذلك الصرير عزفا؟ عليك الاستماع للعازفين العالمين حتى تميزي بين العزف الحقيقي وتحريك القوس على الأوتار
أكمل ضحكه ثم قال: نسيت أنك من عامة الشعب ولا تستطيعين الذهاب لتلك الحفلات الموسيقية
انزعجت مادي مما قاله عنها لكنها لم تبالي بالرد عليه قالت كريس: وهل تجيد العزف سيد فيرو؟
قال أليكس بابتسامة واثقة: بالتأكيد إلى ماذا تريدين الاستماع؟
فكرت قليلا ثم قالت: بما أنني ذاهبة لزيارة أخي سأختار معزوفة "مسيرة الجنائز" لشوبين
نهض أليكس من مكانه ليتوجه نحو الكمان الجهير الموضوع بالقرب من طاولة المحاسبة جلس في مقعده خلف الكمان ليقول: لقد اخترت معزوفة صعبة أيتها الآنسة الصغيرة لكنني سأبذل ما في وسعي
أمسك القوس ليبدأ تحريكه على الأوتار الحادة المشدودة قفزت الأنغام من على أطراف الأوتار إلى الهواء لتغمر المكان بالهدوء والسكينة توقف عن العزف فور سيلان قطرات الدماء على الأوتار، قدم له هنري منديل قماشي أزرق داكن على عجل ليضمد يده بها ويقول: عليك الاهتمام بيدك أكثر أخي
قال أليكس: لا أريد لجرذ مثلك أن يقلق عليّ
دفعه بقوة بعيدا عنه ليتنهد بقلة حيلة أعطاه باقة الأوركيد البيضاء والأقحوان الصفراء ليحدق بها بعض الوقت ثم تمتم بنبرة حزينة قائلا: لقد كانت الأزهار المفضلة لإيلينا
أخذ الباقة ثم غادر المتجر يجر خلفه أحزانه على فقدان محبوبته تنهدت مادي بارتياح ثم قالت: ألا يجدر بنا اللاحق بموعدنا هنري؟
نظرت لساعة الحائط المشيرة إلى الثامنة والنصف مساء ليبتسم لها بلطف ويقول: بلى كذلك، أتودين أن نأخذك إلى المقبرة في طريقنا؟
تلفت حوله للبحث عن الصغيرة غريبة الأطوار التي كانت موجودة في المكان ليجيبه الصمت على سؤاله نظرا باستغراب لبعضهما قبل ترتيب بعض الأشياء استعدادا لمغادرة المكان.












في طريق كريس إلى منزلها سار أندي خلفها محاولا اللحاق بخطواتها الصغيرة السريعة وصلا هناك بعد دقائق قليلة، دخلت غرفة الجلوس لتضع إحدى أشرطة المعزوفات داخل المسجلة وتشغله تزامنا مع آلة التسجيل البيضاء الصغيرة ذهل أندي لسماعه الألحان نفسها، نظر بصدمة لآلة التسجيل أثناء قوله: هل هنري فيرو هو القاتل حقا؟
أوقفت كريس كلا التسجيلين لتجلس على الكرسي القريب من الطاولة وتقول: العازف ليس هنري فيرو بل أليكس فيرو
زادت صدمته بما سمع ليجلس مقابلا لها حل الصمت بينهما فكلاهما يفكران في الأمر ذاته والسؤال نفسه يدور في رأسيهما لتقول كريس: دعنا نستمتع لتسجيل استجوابك
وضع أندي آلة تسجيله على الطاولة ليشغله استمتعت كريس له مرات عديدة قبل إطفائه أعادت رأسها للخلف قليلا ليقول: مع هذا التسجيل لن يكون من الصعب الإمساك به ولن نحتاج لاستجواب كاين شورداي أيضا
قالت كريس: لقد استجوبت كاين شورداي بنفسي صباحا لكن....
وضعت يدها أسفل ذقنها لتغرق في تفكير عميق انتظر أندي إكمالها لتلك الجملة لعشر دقائق كاملة لتردف أخيرا قائلة: لقد تأخر الوقت عليك العودة للمنزل
الموقف لم يكن جديدا عليه لكن الذهول الذي أصابه مما قالته لم يتغير عن سابق عهده تنهد بهدوء ثم نهض من مكانه ليبتسم ويقول: حقا من الصعب معرفة فيما تفكرين كريس
قالت كريس: وهذا أفضل
قال أندي: بالمناسبة أدائك لدور الطفلة البريئة كان مقنعا جدا ومناسبا لطولك أيضا
قهقه بمرح لتذكره المسرحية التي أدت كريس بطولتها بإتقان توقف عن السير في الممر الطويل المؤدي للباب، حدق بمجموعة الصور الموجودة على الحائط لقد كانت حتما لكريس مع فتى نسخة طبق الأصل عنها ليتذكر نص تلك المسرحية ثم ينظر إليها ويقول: لقد كان كل ما قلته عن شقيقك وهما أليس كذلك؟
قالت كريس بابتسامة: ربما وربما لا
تلك الابتسامة المخيفة من جديد أربكت قلب أندي الحائر في أي اتجاه يذهب بعيدا عنها، أنزل عينيه عل قلبه يهدأ قليلا اتسعت تلك الابتسامة على محياها لفهمها ما يجري داخل صدره لتقول: متى يمكنك القدوم غدا؟ علينا جمع معلوماتنا معا
حاول نفض تلك الابتسامة من عقله ليقول بعد تفكير قصير: ربما في الخامسة والنصف
قالت كريس: وهل تنوي النوم طيلة هذا الوقت؟
قال أندي: بالتأكيد لا، عليّ الذهاب للمكتب لإخبارهم بالتفاصيل التي حصلنا عليها فقد تم استدعائي للمرة الرابعة
قالت كريس: ما هذه المصادفة؟ عليّ الذهاب أيضا
قال أندي: حسنا دعينا نتحدث هناك...إلى اللقاء الآن
غادر المنزل وأغلق الباب خلفه ليكون صوت الباب آخر شيء تسمعه جدران الممر، التفتت كريس نحو مجموعة الصور تلك لتنظر إلى الابتسامة الواسعة السعيدة التي تملأ شفتي شقيقها التوأم وضعت يدها على عنقها حيث وجدت مجموعة الثقوب الصغيرة، لتشد يدها عليها كما لو أن ألمها قد عاد من جديد أغمضت عينيها محاولة نسيان حادثة أفقدتها أعز ما ملكته، زفرت الهواء المكبوت داخلها لتقول بصوت منخفض: سأبدأ بالهلوسة من جديد إن وقفت هنا طويلا
نظرت للصور مرة أخيرة بابتسامة حزينة قبل سيرها ببطء نحو غرفة نومها استلقت على السرير، وغطت جسدها باللحاف الأبيض السميك واضعة رأسها تحت الوسادة أغلقت عينيها لتنام.











صوت الأصابع المتحركة على أزرار لوحات المفاتيح اختلط بأصوات الأقدام الذاهبة والقادمة مع صوت أحاديث هنا وهناك، هذا يشرب القهوة وهو ينظر إلى شاشة هاتفه وآخر يطلب وجبة طعام من زميله الذي يقف داخل المصعد الكهربائي، المكان مليء بأنواع الضجيج عدا غرفة واحدة في ذلك الطابق اتسمت بالهدوء كان صاحبها يجلس على كرسيه يقرأ ملفا ذو لون أبيض مختلف عن باقي الملفات البنية الموجودة على مكتبه ليقول في نفسه: لا أعرف حقا كيف استطعت الحصول على ملفها بهذه السهولة
تنهد بهدوء أثناء نظره لصورة كريس الموجودة على الملف بشعر أطول مما هو عليه الآن بتعابير جليدية مخيفة، فتح أول صفحاته ليرى معلوماتها الشخصية قرأها بصوت خافت "الاسم: كريستين هيدي لايو، الطول: 146 سنتيمترا، العمر: 24" قرأ العمر والطول أكثر من مرة ليمحا الذهول من وجهه ويعلوه السخرية صفع نفسه مرة ويقول لنفسه: يوجد ما هو أهم من هذا
أكمل قراءة المعلومات الشخصية ليتوقف عند نبذة عن طفولتها "قتل الوالدان عندما كانت في السابعة، وانتقلت برفقة شقيقها التوأم إلى دار أيتام في قرية حيث عاشا، انتقلت للعيش برفقة شقيقها بعد طردهما في المدينة في عمر الحادية عشرة، قتل شقيقها على يد مجموعة مصاصي دماء طائشين وتحولت هي لمصاصة دماء في الواحدة والعشرين..." توقف عن القراءة فور سماعه لصوت بات مألوفا لديه يقول: لا أصدق بأنك لا تثق بي بعد كل الذي مررنا به سوية أندي لقد خيبت ظني تماما
أغلق الملف سريعا ليلتفت إليها ويراها تنظر إليه بخيبة أمل تهز رأسها يمينا ويسارا بغير تصديق، أخذت الملف من بين يديه لتحدق في صورتها الصغيرة قائلة: هذه التسريحة لا تناسبني، أحب شعري قصير هكذا
فكر أندي في عذر لتصرفه هذا لكن تصرفاتها لم تبدو ممانعة لتصفحه ملفها، طرق الباب ثم دخل أحد المسؤولين في المكان قائلا: أندي لقد حان دورك لتقريرك
وقف أندي من مكانه انتبه المسؤول على سير كريس خلفه ليقول بانزعاج: كم مرة عليّ إخبارك ألا تأتي بمثل هذه الملابس إلى المكتب أيتها المتحولة المزعجة؟
التفت أندي لينظر إلى كريس ويفحص ملابسها التي اعتاد على رؤيتها بها ترتدي قميصا أزرقا فاتحا ذو أكمام طويلة ياقته بيضاء مع تنورة بيضاء ذات حمالات شكلت علامة الضرب من الخلف وحذاء أزرق رياضي بحبال بيضاء، نظرت كريس إلى نفسها ثم إلى المسؤول اقتربت منه بابتسامة هادئة ثم قالت: لديّ الحرية في ارتداء ما أشاء أليس كذلك سيدي؟
نظراته المنزعجة نحوها تحولت لأخرى غاضبة أبعدها فور تذكره سبب قدومه ليكمل حديثه الموجه لأندي قائلا: توجه إلى القاعة الثانية في الطابق الثالث
غادر المسؤول فور انتهاء حديثه ليحمل الملفات الموجودة على طاولته بين ذراعيه ويتوجه نحو القاعة المطلوبة، لحقت به كريس نحو المصعد الكهربائي ليقول: سيتم توبيخك هناك أيضا
قالت كريس: أنت عطوف جدا أندي، حقا إن كاثرين محظوظة بك
قال أندي: لماذا أشم رائحة سخرية من كلامك؟
قالت كريس: أنا أمدحك حقا أيها المحقق الوسيم
أخفى أندي وجهه خلف كومة الملفات التي يحملها وصلا للطابق المطلوب ليتوجها نحو القاعة مباشرة، فتحت كريس الباب لتقابل أعينها المسؤولين الجالسين على المقاعد الحديدية خلف الطاولة المستطيلة الرمادي الداكنة، تغيرت تعابير وجوههم فور دخولها برفقة أندي ليقول أحدهم: ماذا تفعلين هنا كريستين لايو؟
قالت كريس وهي تحرك إحدى الكراسي للزاوية: اسمي هو كريس سيدي وأنا هنا لأن زميلي في التحقيق تم استدعاؤه بدوني
قال المسؤول الثاني: بما أنه لم يتم استدعاؤك لا يجدر بك البقاء هنا
قالت كريس: هذه قضيتي وسأبقى هنا
جلست على ذلك الكرسي دون مبالاة بأي اعتراض آخر تنهد رئيس هذه اللجنة الصغيرة، ليطلب من أندي التقدم فعل ذلك بهدوء ليضع لهم الملفات التي كان ينظر إليها لفت انتباههم الملف أشارت إليه المسؤولة بسبابتها تود سبب قدومه، ارتبك أندي قليلا أثناء حمله ووضعه على الكرسي المجاور ليقول رئيس اللجنة: بداية هل هناك أي تطورات في التحقيق؟
قال أندي: ليس بعد سيدي لكن لدينا أربعة مشتبه بهم في هذه القضية
قال المسؤول الثاني: وكيف وصلت لذلك؟
التفت أندي لكريس الجالسة في الزاوية تراقب الوضع بصمت لم يريدوا تدخلها في حديثهم لذلك طلبوا من أندي الحديث ليقول: بالإضافة إلى الأدلة السابقة التي هي: زهرتي الأوركيد وأشرطة التسجيل والمعزوفة التي على الجدار، وجدنا ورقة نصف محترقة تدل على دعوة القاتل لضحاياه لتلك الأماكن واحتمال معرفة الضحايا بالقاتل كبير جدا
صمتوا لبعض الوقت ينظرون لبعضهم في تفكير حتى قالت المسؤولة: ومن هم المشتبه بهم؟
قال أندي: هنري فيرو، أليكس فيرو، جيم فيرو، كاين شورداي
قال رئيس اللجنة: ما الدليل الذي أوصلكم إليهم؟
قال أندي: لهم معرفة طويلة بالضحايا وأيضا هم الذكور الوحيدون من باقي المشتبه بهم الذين تتراوح أطوالهم بين 176 80 سنتيمترا حسب تحليل كريس
نظروا إليها ليتنهد رئيس اللجنة ويقول: كيف وصلت لهذا الاستنتاج كريستين لايو؟
قالت كريس بعد تنهيدة عميقة: اسمي هو كريس سيدي وأيضا ليس من عادتي الإفصاح عن أي شيء قبل انتهاء القضية
قال أحد المسؤولين: وهل تستطيعين القبض على هذا السفاح؟
نهضت كريس من مكانها لتقول: لا أظن أنكم أعطيتم المهمة لي وأنتم تثقون بفشلي أليس كذلك؟
لم يجب عليها أي منهم لتقترب من أندي وتهمس له بشيء ما ثم تغادر المكان قال رئيس اللجنة: ما الذي أخبرتك به أندي؟
قال أندي: آسف سيدي لكن لا أستطيع قول ذلك لكم
نظروا إليه بانزعاج مما قاله ليتنهد باستسلام ويقول: إنهم عجائز مزعجون
غضبوا جميعا من تلك المقولة التي صدرت عن الفتاة التي يكرهونها قال رئيس اللجنة: حسنا لننهي النقاش هنا لكن لا تنسى إعلامنا بأي شيء جديد في القضية أو مع زميلتك
انحنى لهم بهدوء بعد حمله لتلك الملفات ثم غادر الغرفة زفر كل التوتر الموجود داخله ليقول في نفسه: هذه الفتاة مجنونة جدا
توجه نحو مكتبه ليجدها تجلس على مكتبه تستمع للتسجيلين من جديد ليتنهد ويقول: اعتقدت أنك غادرت ماذا تفعلين هنا؟
قالت كريس: لا يزال لدينا عمل نقوم به أم نسيت ذلك؟
تذكر ما أخبرته به مساء الأمس ليضع الملفات على الطاولة فتح باب غرفته على عجل لينظر كلاهما نحو الرجل الذي قال: قاتلك المجنون قد ضرب مجددا
نظر كلاهما إلى بعضهما بذهول لينهضا ويسرعا بالذهاب إلى العنوان الغير جديد عليهما، وصلا لهناك بعد نصف ساعة لينظر أندي إلى الضحية السابعة بعيون مصدومة تبدلت نحو كريس التي قالت: سأعزف لك لحن وداعنا الأخير
نهضت من الأرض وهي تحمل تلك البطاقة الملطخة ببقع الدماء تقدمت بخطوات ثابتة نحو الجثة المعلقة كالبقية، حامت حولها بضع مرات متأملة الثقوب الأقل عددا لفت انتباهها الخط الأفقي حول عنقها مع بقع دم داكنة بحثت بعينيها عن مسببها في أنحاء الغرفة أخرجها أندي من تفكيرها بقوله: لماذا تتصرفين ببرود هكذا؟ لقد كانت معنا بالأمس فقط لم قد يقتلها هذا المجنون؟
التفتت كريس إليه بنظراتها الخالية من المشاعر لتشل كل حركة قد تصدر منه، حتى أنفاسه بالكاد استطاع إخراجها لتقول: أحاسيسك المرهفة عليك إبعادها وإلا لن ننهي عملنا أبدا
تابعت البحث بهدوء في الأنحاء بينما يقوم أندي بترتيب مشاعره أفكاره ليغادر حفرة تفكيره، فور سماعه لصرخات مصدومة من قبل المشاهدين التفت لصاحبتها المنهارة بالقرب من أقدام رجال الشرطة اقترب منها ليساعدها على النهوض ويقول: أتعرفين الضحية؟
قالت السيدة ببكاء: بالتأكيد أعرفها إنها أختي الصغرى
لم يعرف بما يتجاوب مع ما قالته للتو ليلتفت إلى كريس التي قالت: خذها إلى الجناح المجاور واستدع كل المشتبه بهم في جناح آخر
نظر إلى عينيها المبحرتين في عالم آخر فور نظرها للغرفة من المكان الذي تقف فيه، غادر الغرفة ليفعل ما طلب منه دخل أحد المحققين ليقول: هذه الضحية السابعة أيتها المتحولة هل القاتل قريب منك أم لازلت تلعبين هنا وهناك؟
قالت كريس بابتسامة: إنها الضحية الأولى من بعد تحويل القضية إليّ لكنها الرابعة منذ إمساكك بزمام الأمور هل كنت تسترخي في الينابيع الحارة أم ماذا سيدي المحقق؟
نجحت في إثارة غضبه كالمعتاد ليتركها ويقول لرجال الشرطة: أسرعوا بإنزال هذه الجثة وأخذها للمشرحة
دخلوا الغرفة ليفعلوا ما طلب منهم لتوقفهم كريس بقوله: على رجالك الانتباه وإلا سيحطمون دليلا جديدا
نظروا إلى أقدامهم حيث تبعثرت بتلات أزهار صفراء قام أحدهم بجمعها ووضعها داخل كيس بلاستيكي شفاف، غادرت كريس الغرفة لتلتقي بأندي وتقول: هناك شيء لم نبحث عنه بعد
نظر إليها باستفسار لتبتسم وتقول: سمعنا إلى إبداعات القاتل لكننا لم نرى أي شيء ملموس أليس كذلك؟
فهم قصدها ليتوجه كلاهما نحو غرفة حراس الأمن تحققوا من بعض آلات التصوير المنتشرة في ردهة الفندق والممرات، ليطلب أندي منهم نسخة عن الشريط لتقول كريس: لدي فكرة أفضل من عرض الشريط عليهم، هل وصل المشتبه بهم إلى هنا؟
قال أندي: ليس بعد، لم السؤال؟
اتسعت ابتسامة ماكرة على شفتي كريس لتشعر جميع من الغرفة بالريبة من الفكرة التي تدور داخل رأسها.
















[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس