عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-21-2018, 05:30 PM
 
رواية مع وقف التنفيذ

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://f.top4top.net/p_772ibz7i5.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://f.top4top.net/p_772ibz7i5.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
رواية مع وقف التنفيذ كاملة



للكاتبة دعاء عبد الرحمن

------------------------
المقدمة
--------
فى أحد أحياء القاهرة المزدحمة بالطبقة المتوسطة وما تحتها ...حيث نرى سلاسل البنايات المتراصة دون تناسق..... ملتحمةً بعضها ببعض وكأنها تشد أزرها وتهون عليها أثر هذا الزحام الغير مقصود من التكتلات العائلية والأسرية البسيطه... مع اختلاف الالوان والعقائد والمعاملات.... حيث الاختلاف النوعى البشرى الطبيعى والذى تتميز به بلدنا عن غيرها من البلاد ....نعم تختلف العقيدة واللون والمستويات الاجتماعية منذ سنوات وسنوات ....ولكن أجتمعوا على حب هذه الجيرة القديمة والاثار المترتبة عليها من ود وشهامة وتقارب روحى وصلة لا تنفك ان تنقطع ابدا.... ففيها يطيب السمر بأجتماع الاحبة وتختزل الذكريات الجميلة وتحلو سنوات الطفولة بكل تفاصيلها التى تأبى الذاكرة على محوها يوماً ما.....والتى أنطلق من خلفيتها شباب وفتيات فى عمر الزهور فى مجالات التعليم والعمل المختلفة كلٌ له هدف وأتجاه وطريق يتخذه سبيلاً لتحقيق طموحاته ....ومن هؤلاء الشباب شاب فى مقتبل العمر ذات ملامح مصرية هادئة جذابة تتميز بالرجولة من أول وهلة.. وقف فى ساحة الجامعة ينتظر شخصٌ ما فى قلق واضح ..يدور بعينيه باحثاً عنه وسط التجمعات الشبابية الكبيرة التى تتهافت متلهفة لمعرفة نتيجة أختبارات نهاية العام الدراسى وبالأخص نتيجة الليسانس التى ينبرى من أجلها منذ أربع سنوات جهد ودراسة كخطوة على طريق حلمه الكبير......وأخيراٌ ظهرت * دنيا * من وسط الزحام مبتسمة وأقبلت عليه فى لهفة تهتف به فى سعادة واضحة بعينين لامعتين:



الفصل الأول

---------
- نجحنا يا فارس ..نجحنا نجحـنا


أتسعت ابتسامته وخفق قلبه بشدة وهو يخطو نحوها بخطوات واسعة مضطربة وهو يبادلها الهتاف:


- بتكلمى جد......قوليلى بسرعه تقديرى ايه وتقديرك ايهعقدت ذراعيها أمام صدرها قائلةً بأبتسامة واسعة :

- تدفع كـامأمسكها من ذراعيها بتوتر هاتفاً:

- قولى بقى أنا خلاص أعصابى باظتأبتسمت فى شغف قائلة:

- مبروك يا سيدى جيد جدا زى كل سنه ...وانا طبعا مقبول زى كل سنهضحك فى سعادة كبيرة وهو يفرك كفيه فى بعضهما البعض قائلا:

- الحمد لله أنا كده حطيت رجلى على أول سلمهضحكت دنيا بينما أقبلت عليهما فتاة أخرى تمشى نحوهما وعينيها مثبتة على فارس وعلى السعادة التى تبدو على وجهه وما أن أقتربت حتى قالت بمرح:

- مبروك النجاح من غير ما أعرف النتيجهألتفت اليها فارس بمرح قائلا:

- الله يبارك فيكى يا عزة ..الحمد لله جيد جدا ..قالت بسعادة بالغه:

- الحمد لله أنا كنت متأكده
أمسكت دنيا بكف فارس ونظرات الغيرة مطلة من عينيها وهى توجه حديثتها ل عزة قائلة:


- الله يبارك فيكى يا عزة عقبال ما تباركيلنا على الخطوبة قريب إن شاء اللهأطرقت عزة براسها وقالت بهدوئها المعتاد :

- مبروك مقدماٌ ... عن أذنكمألتفتت لترحل ولكن تذكرت شىء مهم فأستدارت مرة أخرى وقالت له:

- أنا هروح دلوقتى وأكيد مامتك هتقابلنى وهتسألنى على النتيجه ..تحب أقولها ولا أنت عاوز تكون أول واحد تبلغها خبر النجاح؟؟نظر لها فارس بأمتنان قائلا:

- قوليلها طبعا وهى أصلاً منبهه عليا أول ما أعرف النتيجه أكلمها على طول ..وأردف مبتسما :

- أنتى عارفه بقى خالتك أم فارس مش هتستنى لما أروحلها.....ابتسمت عزة قائلة :

- طبعا عارفاها زمانها قاعده مع ماما فى البلكونه مستنين اللى يوصل فينا الاول ...ضحك فارس وضحكت وهى تلوح مودعة لهما:

- يلا أمشى أنا بقى سلام ..ومبروك مره تانيهلوح لها فأمسكت دنيا يده وهى تقف أمامه وتنظر اليه بشك قائلة:

- طبعا لو قلتلك انا مبحبش البت دى هتقولى دى جارتى ومتربين مع بعض ومينفعش مكلمهاش..مش كدهقبض على كفها ببطء وهو يقول:

- بقولك إيه سيبك من الكلام الفاضى ده وتعالى نروح نقعد فى أى حته
أستقلت معه أحد سيارات الاجرة وهى تهمس بتذمر واضح:


- كده يا فارس بتركبنى ميكروباص .. ده انا عندى أخدها مشى أحسنأشار لها أن تصمت حتى يترجلا من السيارة ...وبعد وقت ليس بقليل ترجلت دنيا من السيارة بمعاونة فارس وقفت أمام الحديقة عاقدة ذراعيها أمام صدرها بحنق قائلة:

- هى دى المفاجأه جايبنى جنينه زى دىأختفت الابتسامه من محياه وهو ينظر اليها بحزن قائلا:

- ما أنتى عارفه يا دنيا انا مقدرش على غير كده ....أنتظرها تجيبه ولكنها ظلت عاقدة حاجبيها حانقة ...فاردف قائلا:

- يعنى هتضيعى علينا الساعه اللى خارجينها مع بعض ..أمشى يعنى؟!قالت وهى تلوح بعدم رضى :

- لا متمشيش.. أمرى لله يلا ندخلجلسا الى مقعد أمام النيل مباشرةً وألتفت اليها ونظر لها بحب قائلا:

- دنيا ..انا عاوز آجى أتقدم بقىألتفتت اليه بسرعة قائلة:

- لالا مش دلوقتى لما مرتبك يزيد شويهفارس:يا حبيبتى الدكتور حمدى وعدنى أول لما أتخرج هيزود مرتبى على طول يبقى نستنى ليه بقى..دنيا:يا حبيبى مش قصدى... أنا قصدى يعنى نصبر شويه ..لما المرتب يزيد ونشوف هنعمل ايهنظر لها بأستنكار وألتفت الى النيل مرة أخرى ولم يتحدث ...شعرت دنيا بغضبه وأستنكاره فهو دائما يظهر فى عينيه ما لا يريد البوح بهفقالت مستدركة:

- يا حبيبى أفهمنى أنا عاوزاك تصبر لما تشوف تعينات النيابه مش جايز حلمك يتحقق وتبقى وكيل نيابه قد الدنيا وساعتها تتقدم بقلب جامد لباباأستدار اليها بجسده دفعة واحدة وقال بعصبيه:

- أنتى كمان عاوزانا نستنى تعينات النيابه يعنى ندخلنا فى سنه كمان...ويمكن أكتر الله أعلمدنيا بتوتر:

- طب وفيها ايه يا حبيبى فات الكتير ما بقى الا القليلهز راسه حانقا وهو يقول:

- غريبه أوى أى بنت مكانك هى اللى تحب ترتبط بالراجل اللى بتحبه ...مش عارف ليه انتى اللى عماله تطولى فى المده وانا اللى مستعجل المفروض العكس يا دنيا...وبعدين انتى كده هتطلعينى عيل قدام مامتك ..انتى ناسيه انى وعدتها أتقدم اول ما اتخرج على طولقالت دنيا بأبتسامه تريد بها أمتصاص غضبه :

- ملكش دعوه بماما انا هفهمها إن التأجيل منى انا مش منك انت ..خلاص يا سيدى ارتحتهز راسه نفيا وقال باعتراض:

- لا مرتحتش طبعا ..انا مش فاهم انتى ليه مصممه على التأجيل انتى عاوزانى وانا وكيل نيابه وبس يعنى غير كده لاءأخذت دنيا حقيبتها بتردد وهى تقول:

- فى ايه بقى أنت كل شويه تقولى كده ليه.. انت عارف كويس أوى انى بحبك ومقدرش أستغنى عنكأبتسم بسخرية وقال هامساٌ:

- اه ماهو باين...ثم نهض واقفاٌ وهو يقول:

- يلا بينا اروحك علشان اروح انا كمان زمان ماما مستنيانى بفارغ الصبر


أقترب فارس من الحى الذى يقطن به وهو ينظر للأعلى فى تسائل وهو يشاهد الزينة والكهرباء المعلقه فى تناغم بين الوانها المبهجه :


- ايه ده هو فى فرح النهارده ولا ايهأستقبله صديقه عمرو وهو يفتح ذراعيه فى الهواء مداعبا:

- فارس باشا ..الف مبروك النجاح ... عقبال النيابه وتبقى باشا رسمى وتشرفنا فى كل حته ونتفشخر بيك كدهضحك فارس لمداعبة صديقه ورفيقه عمرو وبادله المداعبه قائلا:

- نتفشخر !!...ده انت بيئه صحيحصفق عمرو بمشاغبة وقال:

- ايوه هنبدأ بقى من اولها ..ماشى ياعم يحقلك اكتر من كده بكره هنقابلك بالحجز وبدفتر المواعين قصدى المواعيدوضع فارس ذراعه على كتف صديقه وهو يقول:

- ده انت يبنى فضيحه بجد الناس بتتفرج علينا ...قولى بقى هو فرح مين النهاردهقال عمرو وهو يلوح بذراعه :

- فرحك انت يا عريس ..أمك اول ما سمعت الخبر مسكتتش وقعدت تزغرد والحبايب بقى صمموا يعلقوا الكهربا دى علشانك...ورفع يديه بالدعاء قائلا:

- عقبالى يارب لما أتخرج كده وابقى مهندس قد الدنياثم همس فى اذنه أم عزة قاعده مع أمك وشاكلهم كده عاوزين يدبسوكوا فى بعضنظر له فارس باستنكار قائلا:

- هما ايه مبيزهقوش قلت لماما مية مره انا بحب دنيا وهجوزها ومش هتجوز غيرها مفيش فايده...وقف عمرو ونظر اليه بتفحص قائلا:

- انت بتكلم جد يا فارس يعنى عزة مش على بالك خالصنظر له فارس بتأفف قائلاً:

- يابنى ده انت صاحبى يعنى المفروض عارف كل حاجه عنى بتسألنى سؤال زى ده برضه!!وبمجرد ظهورهما عند بداية المنعطف الذى يجاور منزلهما بدأ شباب الجيران فى التهافت عليه وتهنئتة وبمجرد ولوجه الى بوابة منزلهم المتواضع أستمع الى صوت زغاريد الجارات من النساء وأقبلت عليه والدته تقبله وتحتضنه بسعادة بالغه وهى تقول:

- مبروك يا حضرة وكيل النيابه المحترمضحك فارس وعمرو وقال الاخير:

- شكله بالكتير اوى بشكاتبضربته أم فارس على كتفه وهى تقول :

- بس يا واد يا عمرو .. ايه اللى انت بتقوله ده .. طب بكره تشوف فارس ده هيبقى ايهالتفت عمرو الى فارس قائلا:

- شفت ياعم مش لسه كنت بقولك
أنتهت الاحتفالية البسيطة بسرعه وأنصرف المدعوين وما أن أغلق الباب على فارس ووالدته وحدهم حتى قالت له مؤنبة:


- كده برضه تحرجنى قدام أم عزةأقترب فارس من والدته وقبل رأسها قائلا:

- ليه بس يا ست الكل هو انا عملت ايهنظرة له بعتاب وقالت :

- بقى أقولك عقبال ما نفرح بيك انت وعزة ترد تقولى لاء عزة الاول لازم أطمن على أختى الاول..بتستعبط يا فارسجلس فارس على اقرب مقعد وهو يبتسم لوالدته قائلا:

- يا حاجه ما انتى عارفه من الاول ان عزة زى أختى وعارفه انا ناوى أتجوز مين
قالت والدته بأنفعال وهى تجلس على الأريكة بجواره:


- انت عارف انى مبطقش البت دى يا فارس هتجيبها تعيش معايا هنا ازاىتقدم نحوها وقبل كفها عدة قبلات سريعه وقال برجاء:

- ياماما انتى عارفه انى بحبها وهى كمان بتحبنى وبعدين يا ست الكل مش انتى يهمك سعادتى برضه..وانا مش هبقى سعيد مع واحده تانيه..علشان خاطرى يا ماما حاولى تتقبليها علشان خاطرىربتت على رأسه وقالت بحنان:

- يابنى والله يهمنى سعاتك وكل حاجه بس انا اصلا مبحسش ان البت دى بتحبك زى ما بتحبها قلبى مش مرتحلها ابدارفع عينيه اليها وقال مؤكدا:

- لا والله يا ماما انتى ظلماها دنيا طيبه جدا وبتحبنى اوى بس هى مشاعرها مش بتبان عليها بسرعه وبعدين بقى فى حاجه متعرفيهاش
والدته باهتمام:


- حاجه ايه؟التفت حوله وكأنهما ليسوا وحدهما فى المنزل وقال بصوت خفيض:

- عمرو حاطط عينه على عزة بس شكله كده مستنى لما يتخرج هو كماننظرت له تتفحصه وهى تقول:

- بتكلم جد يا فارس هو اللى قالك كدهأومأ فارس براسه وأغمض عينيه فى حركه مسرحيه وقال بثقه:

- مش لازم يقولى يا حاجه...... انا بلقطها وهى طايره فى الهواضربته على كفه وهى تقول:

- تصدق انا غلطانه انى قاعده اتكلم معاك انا هقوم ألحق صلاة العشاء...

لم تلبث ان نهضت واقفة حتى سمعت طرقات خفيفه على الباب فغيرت مسارها اليه وهى تقول :

- ياترى مينفارس :أستنى يا ماما هفتح أنااشارت اليه ان يجلس مكانه وهى تفتح الباب وقالت:

- مين.. أم يحيى .. تعالى أتفضلى يا حبيبتىأرتبكت جارتها أم يحيى وهى تقول بخجل واضح:

- والله اسفه انى رجعت تانى يا ست أم فارس ...

ثم قالت وهى تشير لأبنتها الصغيرة:

- بس البت المضروبه دى صممت أجيبها علشان تبارك للأستاذ فارس ..وراسها وألف سيف لازم تيجى دلوقتى وعماله تعيط وتصرخ ..مقدرتش عليها ياختى
نظرت أم فارس الى الطفله الصغيرة فى يد والدتها وهى تفرك عينيها من اثر النوم وتتثائب وهى تقول بصوت مرتفع :


- فين فارس يا طنطوكزتها أمها فى يدها وهى تقول قولتلك مية مره قولى ابيه فارس ...دخلت الصغيرة دون إستئذان وهى تجذب يد أمها قائله بمشاغبه:

- أحنا متفقين على كده وهو مش بيزعلوقف فارس ينظر اليها وهى تحاول ترتيب شعرها الاشعث وعينيها التى أنتفخت من اثر البكاء والنوم وهى تقول:

- مبروك يا فارس ..ضحك وقال مداعبا:

- بقى ده منظر تيجى تباركيلى بيه برضه
جذبتها أمها مره أخرى بشدة من يدها وهى تقول لفارس باعتذار:


- معلش يا استاذ فارس عيله متقصدشفارس:ولا يهمك يا أم يحيى مُهره صاحبتى وتقولى اللى هى عاوزاهنظرة مُهره الى والدتها فى أنتصار وهى تقول :

- شفتى مش قولتلكأقترب فارس منها ونزل على أحدى ركبتيه وهو يتصنع الغضب قائلا:

- بس انا زعلان منك يا مُهره لسه جايه تباركيلى دلوقتى
قالت بأندفاع طفولى:


- وانا مالى ماما سابتنى نايمه وجات لوحدها ولما صحيت صممت اجيلك شفت بقى انا جدعه معاك ازاىثم نظرة لوالدتها مؤنبة وهى تقول:

- ماشى يا ماما بكرا لما أكبر وانتوا تصغروا هسيبكوا نايمين وهاخرج لوحدىضحكت أم فارس وهى تربت على شعر مُهره وتحاول عبثاً أصلاح غرتها المبعثره على جبينها وتمسح عليه قائله:

- معلش يا مُهره تلاقى ماما مرضيتش تصحيكى علشان عندك مدرسه الصبح بدرىنظرت اليها مُهره بعين مفتوحه والاخرى مغمضة:

- احنا فى الاجازه يا طنطتىفارس :بمناسبة المدرسه يا لمضه درجات سنه رابعه معجبتنيش أعملى حسابك السنه الجايه سنه خامسه وزى ما سمعنا كده هتبقى خامسه وسادسه مع بعض يعنى مش هقبل اقل من الدرجات النهائيه ..ها هاتذاكرى ولا هتقضيها كارتون
لوحت فى الهواء بطفوليه وهى تقول:


- طبعا هذاكر وهبقى أشطر منك كمان وهجيب درجات أكبر من السنه اللى فاتت وماما هتعملى حفله كبييييرة ..وأشارت له محذره :

- وعارف لو مجتشقاطعتها والدتها وهى تقول لها:

- يابنتى عيب كده ..

ثم نظرة الى أم فارس قائله:

- البت لسه مكملتش العشر سنين ومفتريه اومال لما تكبر هتعمل فينا ايهضحك فارس قائلا لها:

- يا ستى إنجحى انتى بس وليكى عندى هديه معتبرهقالت وهى تمسك بيد والدتها:

- ماشى لما نشوف يلا يا مامتى..تصبحوا على خير كلكوا


دخلت دنيا فراشها وتدثرت وهى تتذكر ملامح فارس وكلماته الحانيه فأبتسمت وهى تغمض عينيها ....ولكن الابتسامة سرعان ما تلاشة عندما تذكرت لقائهما الاخير..طرقت والدتها الباب وأطلت برأسها وهى تقول:


- نمتى يا دنيا ولا لسهأدارت رأسها تجاه الباب وهى تقول لوالدتها:

- لا لسه يا ماما ..فى حاجه ولا ايهدخلت والدتها وجلست على طرف فراشها وهى تقول:

- عاوزه أتكلم معاكى فى موضوع مهم وكنت مستنيه لما باباكى ينامأعتدلت دنيا فى فراشها وقالت :

- بأهتمام خير يا ماماوالدتها:بصراحه كده انا مش عاجبنى حالك كده ...والكلام اللى قولتيه لفارس النهارده ده ولا هيقدم ولا هيأخرزفرت دنيا بضيق وهى تقول:

- انتى كمان يا ماما وانا اللى فاكراكى فاهمانىوالدتها:بصراحه بقى انا مش فاهمه تمسكك بيه ده كله ليه ...ده فى الاخر هيتجوزك مع أمه فى شقتها فى مكان مش من مقامك ..انتى لسه فى اول العمر والدنيا فتحالك ايديها ليه تدفنى نفسك معاه


تنهدت دنيا وهى تنظر للفراغ وكأنها تنظر للمستقبل قائلة:


- يا ماما فارس عنده عزيمه قويه انا عارفاه كويس ومش هيفضل حاله كده ....هيفضل يحارب لحد ما يبقى وكيل نيابه ثم ابتسمت وهى تقول:

- وانا هبقى مرات البيه وكيل النيابه
مطت والدتها شفتيها وقالت:


- ولحد ما يبقى وكيل نيابه هتقبلى انك تعيشى معاه عند أمهرفعت دنيا كتفيها وهى تقول:

- لاء طبعا انا قولتله كده بس فى الاول لكن انا عماله اهو أجل فى الارتباط على قد ما اقدر لحد ما ياخد وضعه ....حتى الخطوبه عاوزه أجلها لحد ما يتعينثم نظرت لوالدتها فى ثقه قائله:

- ياماما متخافيش عليا انا مش مراهقه ...انا اه بحبه بس برضه مش هارتبط بيه غير لما احس ان المستقبل بقى مضمون وهيجيبلى شقه تانيه فى مكان تانى وساعتها كل حاجه هتتغير للأحسنقالت والدتها بعدم تصديق:

- عموما متخطيش خطوة الا لما تتأكدى الاولعادت الابتسامة اليها مرة أخرى وهى تقول بعينين لامعتين:

- متخافيش عليا انا عارفه انا بعمل ايه كويس ...



يُتبع





[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
"لبّيك إن العمر دربٌ موحشٌ إلا إليك "
يا رب