عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-26-2018, 04:35 AM
 
Question الرجل 117 .......... وان شوت


[TABLETEXT="width:70%;background-image:url('https://f.top4top.net/p_750zhjof0.jpg');"][CELL="filter:;"]
















أبدعت
كريستال



الرجل 117

هل تحب الخيال الواقعي ؟
أم تجد المتعة في الواقع الخيالي ؟
أم لعلك لا تعرف الفرق بينهما ؟؟!!!

.
.
دعني أخبرك شيئاً ......

شتانَ ما بين هذا و ذاك . .

لكن ؟!....

ما الذي تقرأه الآن ؟؟؟
أهو خيالٌ واقعي ؟؟
أم تراه واقعٌ خيالي ؟؟
سأترك الأمر لك لتقرر ماهيته
و لكن تذكر بأن الواقع في بعض الأحيان يكون أغرب من الخيال

و أن الخيالَ مهما تفاقم جنونه قد لا يعبر عن صورةٍ واحدة عن واقعٍ خيالي

الآن سنرجع بالزمان إلى نهاية القرن الماضي
عام ألفٍ و تسع مئةٍ و تسعةٍ و تسعين 1999 في ذلك الوقت كنت أبلغ السابعة من عُمُري
كنتُ كأي طفلٍ عادي يعيش طفولته بأدق التفاصيل

لكن بعض تلك التفاصيل الصغيرة التي لم أعرها إهتماماً كانت هي الأهم في طفولتي , و لم أدرك ذلك إلا بعد مرور سنواتٍ طوال

لكلٍ منا صوته الداخلي الذي هو صوت أفكاره , و إن كنت تقرأ هذه الرواية بعقلك لا بلسانك فأنت تسمعُ صوتاً خافتاً لا يسمعه غيرك , و مهما حاولت رفع هذا الصوت فإنه لن يرتفع

حاول ذلك الآن , حاول الصراخ بذلك الصوت و قول أغلظ الكلمات بأشد اللهجات الغاضبة

و لكنه لن يرتفع حتى قليلاً

هذا أمرٌ طبيعيٌ جداً , و هكذا يكون حال كل البشر
لكنه معي لم يكن كذلك

كنت أسمع صوت أفكاري بشكلٍ واضح و مرتفع , بل كنت أجري حواراً مع نفسي , و أسأل السؤال و يأتيني الجواب

جوابٌ صوابٌ مقنعٌ و صحيح في مختلف الأمور

و لم أكن أدرك أن هذا خللٌ و إختلاف عن بقية الناس
بل ظننت بأنه شيءٌ طبيعي
و في الأعوام القادمة أظهرتُ تفوقاً كاسحاً على كل أقراني

رغم أنني لم أكن أدرس حتى ربع ما كانوا يدرسون
و أول من لاحظ ذلك كان والدي
لكنه فسر الأمر على أنه عبقريةٌ و ذكاء وراثي

لكنني لم أكن كذلك

فكنت إذا تسرعت و لم أستمع لذلك الصوت أرتكب أخطائاً فادحة

و لكن الأمر يختلف على الورق
فأنا أكتب ما أسمعه من صوتي عقلي , و الذي كان يقول الجواب قبل أن أنهي قراءة السؤال

في السنوات السبع التالية بقي الأمر طبيعياً و لم أعطه إهتماماً أكبر من مجرد تساؤل كنت أنهيه بالقول : بالطبع كل الناس مثلي

و قبل كل ليلة من نومي أبقى أتحدث إلى ذلك الصوت لساعاتٍ و ساعات قبل أن أنام
و حتى في نومي و أحلامي كان ذلك الصوت يرافقني , فإعتقدت خاطئاً أنه كان صوتٌ من كياني و ذاتي التلان لا تتجزئان عني

لكن في عام ستة و ألفين 2006 إختلف الأمر كلياً

لقد طرأ أمرٌ جعلني أغير تلك النظرة تماماً , و أرجع بحساباتي كثيراً و أعيدها كلياً
لقد حدث موقفٌ سيءٌ لكنه أفادني كثيراً

كنت أمشي أنا و صديقي عائدان من المدرسة و ذاهبان إلى البيت , و في الشارع المؤدي إلى بيتنا إعترضنا خمسةُ أولادٍ أكبر منا بسنتين أو ثلاثة

و بدؤا بضربناً بعد مشادةٍ كلامية , فإشتعل غضبي و صرخت بقوة

و هنا كانت المفاجئة حيث إستيقظتُ من نومي و كان حلماً مفزعاً هرعت والدتي إلي منه
إستيقظت من نومي و ذهبت إلى المدرسة و كان كأي يومٍ عادي كباقي الأيام

بقي كذلك حتى رأيت صديقي الذي كان معي بالحلم و ذهبت لأخبره بما رأيت

و لكنه صدمني بكلامه قبل أن أحدثه بأي شيء
فقد حدثني كيف ضربت اولائك الخمسة بكل قوة و طرحتهم أرضاً و جعلتهم ينزفون من أنوفهم و وجوهم من شدة ضربي لهم

جعلتني الصدمةُ لا أتكلم و لا أقول أي شيء , فقط كنت أستمع لكلامه و أنا أحاول تذكر أي شيء مما حدث لكن دون فائدة , و حدثني كيف عدت للبيت و أنا صامتٌ لا أتكلم و لم أخرج بعدها للعب معهم مسائاً كما العادة

فقلت له أنني كنت متعباً بسبب ما حدث فلم أخرج من البيت
و هنا بدأ التساؤل عندي

ما الذي حدث ؟؟؟
و كيف هذا حدث ؟؟؟
و كيف نسيت أحداث نصف يوم من حياتي ؟؟؟!!!
بقيت أفكر لأيامٍ و أنا أتسائل عن هذا الأمر , و كلما رأيت وجوه الأولاد الخمسة المرعوبة مني أشعر بخوف أكبر من خوفهم , لكن من نفسي

بقي هذا التساؤل في داخلي لأسابيع و أنا أسأل نفسي و نفسي تجيب و بقي الحوار مستمراً دون أن أصل لأي نتيجة

و بعد شهرٍ من التفكير خرجت بفرضيةٍ غير منطقية بأنني مصابٌ بمرضٍ وراثي مثل مرض جدتي
فهي كانت تنسى أحداث اليوم بسرعة , و لكنها تتذكر أحداثاً حدثت قبل ثمانين سنة

فقد كانت تحكي لنا أحداث الثورة العربية الكبرى بكل دقة و أحداث الحرب العالمية الثانية و نكسة حزيران حتى حرب الخليج الأولى

لكن جدتي كانت وقتها قد تجاوزت المئة عام من حياتها و هذا مرضٌ شائعٌ بين كبار السن و هذا ما لم أكن أعرفه إلا بعد وفاتها عام ألفين و تسعة 2009
عندما سمعت عمي - و هو طبيب في الأصل – يقول بأنها أصيبت بهذا المرض قبل عشر سنوات و وقتها كنت صغيراً لألاحظ ذلك

و عندها رجعت بحساباتي للوراء كثيراً و دققت في الكثير من الأمور بشكلٍ أكثر إهتماماً

عدت إلى عام ألفين و سبعة 2007 عندها قمت بأخبار صديقي بالحقيقة التي تحدث معي , و كيف أن نصف يومٍ إختفى من ذكرياتي و لم أعد أذكر عنه أي شيء

وقتها ضحك علي بسخرية و قال أن هذا لا يمكن أن يحدث , و عندما أكدت الأمر له و تأكد بأنني جادٌ و لا أمازحه إتهمني بالجنون و سخر مني كثيراً و بدأ يتبع كلمة مجنون بعد إسمي كلما قاله

حتى بدأ الكثيرون يقلدونه دون معرفة السبب

و بعد إسبوعٍ بالضبط .......... كانت الصدمة الكبرى

فقد توفي صديقي في ظروفٍ غامضة

قبلها بيومٍ كان يلعب معنا , و في المساء عاد للبيت و فقد بصره ثم أغمي عليه و دخل المشفى , و في منتصف الليل أعلن الأطباء موت الدماغ لديه و صار في حالة موتٍ سريري , و في الصباح توفي رسمياً

لم أربط هذه الحادثة بما أنا فيه , لكن بعد موت جدتي عدت و حسبت كل شيء , و كالعادة لم أصل لنتيجة سوى إلغاء النتائج السابقة

و فكرت للحظات ... هل أنا مجنون ؟؟!!

لكن تلك اللحظات تبخرت من أفكاري و بدأت أبحث عن حلٍ جدديد

في ذلك الوقت بعد وفاة جدتي بأسابيع , كنت أنا في مرحلة الثانوية العامة و كان يتوجب علي الدراسة لوقتٍ متأخر

و كنت أدرس لكن جُل تفكيري بذلك الأمر

و بقيت أدرس و أفكر حتى إستيقظت صباحاً في فراشي و أنا لا أذكر شيئاً عن ليلة البارحة

فقمت و تناولت الفطور و جلست مع أمي التي سألتني : أين خرجت البارحة بعد منتصف الليل ؟؟!!

فأجبتها بسؤالٍ متعجب : أنا ؟؟!! , و هل خرجت ؟؟!!

فقالت : نعم لقد خرجت و غبت لساعتين ثم عدت و نمت

هنا أدركت الأمر و تماشيت مع كلام أمي و قلت لها بأنني مللت الدراسة و خرجت للتنزه قليلاً في تلك الليلة الصيفية الندية

و عدت لغرفتي و أخرجت دفتراً فارغاً و بدأت بكتابة الملاحظات عليه , ثم صرت أكتب ذكرياتي , بل بالأحرى ملخصاً لأحداث اليوم , و كان الأمل عندي أن أصل إلى نتيجة

و لكن بلا فائدة

إكتشفت لاحقاً أن بعض الأيام فيها أحداثٌ أقل من الأحداث التي بأيامٍ أخرى
و فسرت الأمر بأن بعض الأيام كنت أنام فيها أكثر من الأخرى

فقررت صنع شيء سيمكنني من معرفة الحقيقة

صنعت روتيناً ثابتاً لأيام حياتي في تلك الفترة
وقت النوم ثابت و وقت الإستيقاظ و وقت الطعام و حتى وقت دخول الحمام
كلها نسخٌ مكررة و لا إختلاف بينها

و بعد اسبوع بدأت بالمقارنة بما كتبت

فلم أجد إختلافاً يذكر

سوى رقمٍ مكتوب على يومين من أيام الإسبوع
و كان هذا الرقم هو 117

يوم الثلاثاء و يوم الجمعة

و عندما دققت بالمكتوب وجدت بعض الأحداث لا أتذكرها و كأنها لم تحصل معي , و الرقم مكتوبٌ فقط بهذين اليومين

فنسيت كل ما أبحث عنه و بدأت أبحث في هذا الرقم و كأنه حلٌ لكل شيء , بل كان لي بصيص أمل و طرف خيط لحل كل هذه الألغاز المتشابكة

و هذا ما توصلت إليه لمجرد التفكير قليلاً به
إنه يحتوي على كثير من الأرقام
مكون من 3 أرقام كما هو واضح 1 & 1 & 7

الرقم 1 مكرر 2 من المرات

مجموع الأرقام يساوي 9

مطروحا من اليمين يساوي 5

جمع السبعة للواحد يعطينا الرقم 18

جمع الواحد مع الواحد يعطينا 27
طرح الواحد من السبعة يعطينا 16

بعد هذه التشكيلات العددية لم أصل إلى شيء له معنى , فصرت أبحث عن من كتب الرقم و هو سيعطيني الجواب

كتبت تسلسل هذه الأرقام على كل صفحة من الصفحات الخاصة بأيام الإسبوع من الأحد إلى الخميس على الشكل التالي هكذا :

1 2 3 5 7 9 11 15 16 17 18 27 117

و في كل يومٍ سألت سؤال مختلف

ما هو الرقم 117 ؟

ما سر الرقم 117 ؟

ماذا يعني الرقم 117 ؟

من كتب الرقم 117 ؟

من أين جاء الرقم 117 ؟

و لم أفتح ذلك الدفتر لإسبوعٍ كامل و عشت حياة طبيعية

و حينما فتحته وجدت جملةً واحدةً مكتوبةً تحت كل سؤال و هي تختلف من يومٍ لآخر

هناك أشياء في هذا العالم من الأفضل أن لا تعرفها

هناك أمورٌ في هذا العالم يجب أن لا تبحث عنها

هناك أمورٌ لا ينبغي أن تفكر بها

هناك أسرارٌ لا تحاول أن تكتشفها

هذا الرقم ليس رقماً (117) , إنه إسم و كلمة و حرف و مفتاح لأسرار هذه الحياة


جلست أقرأ هذه الكلمات لساعاتٍ و ساعات حتى أنني نسيت دراستي و بقيت أفكر فيها
و أكثر جملة لفتت إنتباهي هي الأخيرة

لأنها المفتاح حقاً

هذا ليس رقم

بل هو أكثر من ذلك

إنه إسم ذلك الشخص و قد تركه كتوقيع له

لكن ما الإسم الحقيقي , و من هو و لماذا هو يسكن بداخلي

من هو الرجل 117 ؟؟؟!!!

بدأت أبحث في الأمر أكثر و يبدو أن اللغز تعقد أكثر
و خاصةُ أنني كنت في فترة حرجة

و ما زاد الأمر صعوبة أنه لا شيء ثابت

فقد كان ظهوره يحدث بشكلٍ عشوائي

مرتان في الإسبوع
أو مرةً في الشهر
أو ثلاث مراتٍ في يوم واحد
أو مرةً خلال شهرين و نصف

لا شيء ثابت كي أتمكن من إمساك طرف خيطٍ واضح و حقيقي

أنهيت الثانوية العامة و بدأت بدراسة شيء قد ينفعني لتفسير هذه الظاهرة
بدأت منذ أقدم العلوم و هي الفلسفة
و بعد تيهي لسنين فيها لم أجد جواباً شافياً
فطرقت باب علم النفس
و بعد سنة و نصف لم أجد الجواب كذلك
فهذه الحالة لا تتوافق مع أي حالة أخرى مثلها
يوجد تشابهات و يوجد إختلافاتٌ كذلك
و لكن لا يوجد تطابق مطلق
و هذا ما زاد حيرتي
قصص كثيرة أسمعها من أقربائي و إخواني و أصدقائي , عن أحداث و مواقف و أمور كلها فعلتها و لم أتذكر منها , و لكنني كنت أتماشى مع الأمر و أتظاهر بالتذكر

لم أعد أميز بين الواقع و الحلم

بعد ذلك قررت الإنعزال لفترةٍ من الزمن و بقيت أمكث في غرفتي لأشهر كثيرة حتى لاحظ الجميع علي ذلك , لم أعد أعيش حياةً طبيعية

حتى صادفت ذلك الرجل في أحد أحلامي

نعم .... إنه هو , الرجل 117

لقد كان شاباً في مثل عمري وقتها , و كان يبدو وسيماً و عينين حادتين و حاجبان كأنهما سيفين و قال لي : أهلاً بك ,لقد طال إنتظاري لك

فأجبته بسيلٍ من الأسئلة : من أنت ؟ , و ماذا تريد مني ؟ , و كيف كنت تنتظرني ؟ , و كيف تعرفني ؟؟!!!

فإقترب مني ببطئ و وضع يده على كتفي و قال : تمهل قليلاً , فالصبر فضيلة , و الإنتظار وسيلة , و الغايات كثيرة , و السبل قليلة

إنتابني الخوف وقتها و لم أعرف إن كنت أحلم أم لا فأبعدت يده عني و قلت له : أجبني على سؤالي و إلا سأستخدم العنف معك

إبتسم و قال لي : أي سؤالٍ تقصد , فأنت سألت مجموعةً من الأسئلة و ليس سؤالاً

فقلت له : جميعها , و هناك المزيد أيضاً , لكن أجبني على هذه أولاً , من أنت ؟ , و ماذا تريد مني ؟ , و كيف كنت تنتظرني ؟ , و كيف تعرفني ؟؟!!!

أداره وجهه عني و قال لي : هذه الأسئلة تحتاج لدهورٍ حتى أجيبك عليها و لن أوفيها حقها , لذلك إعذرني فأنا لا أستطيع إخبارك بالإجابة ؟

فقلت له : هذه أسئلةٌ بسيطة و يمكنك أن تُجيب عليها بثوانٍ لو أردت ذلك

إلتفت إلي و قال مبتسماً : و هل يمكنك الإجابة على سؤالٍ واحدٍ من هذه الأسئلة ؟!! , و ليكن الأقصر منها ..... من أنت ؟

فأخبرته بإسمي لكنه قال لي مستهجناً : فقط ؟؟!!! , هل هذا هو الجواب ؟؟



فقلت له : نعم , و ماذا تريد أكثر من ذلك ؟؟؟

فقال لي أنظر تحتك

فنظرت تحتي فشاهدت المئات بل الآلاف من الأشخاص كل واحدٍ منهم يفعل أمراً مختلفاً , فمنهم النائم و منهم من يأكل و منهم من يشاهت التلفاز أو يلعب أو ينام

فقلت له : من هؤلاء ؟؟!!!

فأجابني : إنهم أنت حسب إجابتك للسؤال , فجميعهم يحملون نفس الإسم , فأنت و هم نفس الشخص أليس كذلك ؟!

فأجبته نافياً : لااااااا , أنا لست هؤولاء بل أنا ....

فقاطعني و قال لي : حتى لو ذكرت لي إسمك حتى الجد العاشر فأنت لن تفي جوابك على سؤالي البسيط , ماذا لو سألتك أين أنت ؟ , أو ما الوقت الآن ؟؟!! , ستستغرق سنوات و لن تجيب هذه الأسئلة حتى لو إستعنت بأعظم العلماء في عصرك فلن يجدوا الجواب

نظرت في عينيه الواثقتين فلم ألتمس فيهما غدراً أو شراً , فإرتحت له و قلت : ما الذي تريده إذاً ؟؟!!!
فقال بثقة : أريد ما تريد و لم ترده بعد

فسألته مستغرباً : و ما هو هذا ؟؟!!!

فإستيقظت على وجه أمي التي بدت مرعوبةً من شيء ما

فسألتها : ما بكِ ؟؟!!!

فقالت لي : أنت ما بك ؟؟!! , لقد كنت تتحدث و أنت نائم

فتمنيت لو أنها لم توقظني و بقيت في ذلك الحلم

رغم أنني لم أعرف شيئاً , لكنني إكتفيت برؤيته على الأقل

اللغز الذي سعيت لحله طوال السنوات المنصرمة بات أمامي

مر النهار بطيئاً جداً و لم أصدق أن الشمس غربت كي أنام و ألتقيه مجدداً

نمت و إستيقظت و لم يحدث شيء !!! , لم أراه و لم أرى أي حلم آخر

ما الذي يحدث لي ؟؟؟!!!! , لماذا كل ما أقترب أزداد بعداً ؟؟؟!!!

نهضت من الفراش و أمسكت مذكراتي لأكتب ما حدث , فوجد كلاماً جديداً فيها موقعاً منه مجدداً

لقد كتب لي :
النوم ليس السبيل , و رؤيتي ليست الغاية , و مكانك ليس هنا , و عملك ليس هذا , و هدفك لم يوضع و حلمك لم يرسم و مقامك لن يُرفع إلا بيدك و عملك
117

بدأت أتحدث لنفسي داخل رأسي كالعادة , ترى ما معنى هذا ؟؟ , و نفسي تجيبني : فكر و ستعرف الجواب
فأسأل مجدداً : و لماذا كل هذا التعقيد , أليس من الأفضل لو يكون الأمر واضحاً
فيجيبني الصوت : المخفي في الكلام أكثر من الظاهر

و أستمر بالحديث هكذا حتى يغلبني النعاس و أرتمي بالفراش لأنام

و هذه المرة رأيته في الحلم , حيث كان جالساً على حافة وادٍ سحيق و يقول لي : ألم تفهم المعنى و المغزى من كلامي ؟؟

فقلت له : لم أفهم شيء , فهل ستخبرني ما المقصود بكلامك ؟؟ , و لماذا لم أفهمه ؟؟!!!

فأجابني : أنا لم أقصد به إلا ما قصدت و ما كتبت , و أنت تعمقت و عقدت الأمر على نفسك رغم أنه واضح

فسألته مستغرباً : هل تقصد أن كلامك كان بسيطاً ؟؟!! , إذاً لماذا لم أفهمه ؟!!

فقال لي : إن لم تفهم شيئاً فهناك إحتمالين, إما أنك لم تعطيه حقه , أو أعطيته أكثر مما يستحق , فأنت تظنه معقداً و لكنه أبسط مما تتخيل

فسألته السؤال الماضي : ما الذي تريده مني ؟؟!!

فأجابني بكل بساطة : أريد أن أريك شيئاً , و لكنك لست مستعداً بعد لرؤيته

فسألته مجدداً : و متى سأكون مستعداً لرؤيته ؟؟!!

فقال لي : و لكن هل حقاً تريد رؤيته ؟؟!!!

فقلت له : و ما هو هذا الشيء ؟
فأجابني : ما تريد رؤيته

فقلت له بغضب : و ما الذي أريد رؤيته ؟؟؟؟؟؟؟؟

فأجابني بهدوء : الحقيقة ..... المستقبل .... الحاضر ... الماضي , النهاية.

فقلت له : نهاية ماذا ؟؟؟!!

فقال لي : نهاية هذا العالم , نهاية الحياة , و لكن هذه النهاية ستكون مجرد بداية , و ما بعد هذه البداية لا أستطيع أن أريه لك , بل سأخبرك عنه فقط

سكت للحظات و لم أقل شيئاً , فسألني : ما بك ؟ , هل ستواصل معي أم تريد التوقف هنا ؟

فأجبته بسؤال : و كيف لك أنت تعرف كل هذا ؟؟؟!!

فقال لي : ستعرف هذا في الأيام القادمة , و يمكنك التوقف متى ما أردت , لكن إذا توقفت لا مجال للعودة و ستنسى كل ما مضى

و هنا إستيقظت مجدداً و هذه المرة كان أبي و أمي فوق رأسي ينظران لي بدهشة , فقلت لهما : مالأمر , فلم يُجيباني

كثر نومي في تلك السنة , و رأيت العجائب في منامي , حقائق لا تصدق , أموراً حدثت و أموراً ستحدث , و أشياء أغرب من الخيال

رأيت حياته منذ كان صغيراً لحظةً بلحظة حتى كبر ليصير طفلاً ثم شاباً ثم رجلاً ثم عاد شاباً مرةً أخرى ثم مات و جاء إلى هنا

نعم

مات

مات مثلما نموت

لكنه بعد موته عبر إلى هذا العالم و بحث عني حتى وجدني و دخل في رأسي و سكن فيه

أتجدون هذا غريباً ؟؟!!

لقد قلت مثلكم تماماً لكن هذا هو التفسير المنطقي الوحيد

لقد قالها لي و أنا صدقته و الأمر أمركم أن تصدقوني أم لا

إنه من عالمٍ آخر , عالمٍ موازٍ لعالمنا , رغم الإختلافات الكثيرة , إلا أن التشابهات أكثر , و لكن هناك فرقٌ بسيطٌ بين عالمينا و ربما يكون الأبرز

لقد وصل عالمهم إلى نهايته , و عالمنا بدأت فيه النهاية

إنه فارقٌ بسيط لكنه كبير ي نفس الوقت , و هو بعد موته جاء إلى هنا ليخبرني بما حدث

لأن النهاية ستكون نفسها

لكن مع إختلافات في الطرائق و شكل النهاية , لكن المضمون هو واحد

سيستفحل الشر حتى يبلغ ذروته , و الخير سيكون في أضعف حالاته ثم سينتصر

لكن شرح هذا يطول جداً جداً

بقيت لأكثر من سنة و أنا أشاهد ما يريد لي أن أراه , و أسأله و هو يجيب , كنت أقضي باليوم معه ثلاث مئة ساعة , و التي كانت تعادل في واقعنا سبع ثوانٍ و نصف فقط
لكنها كانت مؤثرة جداً , فقد جعلت أهلي يُلاحظون ذلك الإختلاف و الشذوذ
و هذا سبب لي مشكلة كبيرة

في أحد الأيام أخذني والدي إلى مكان مهم حسب قولهما , فذهبت معهما إلى المدينة و صعدنا بضعة طوابق في أحد المباني , و دخلنا إلى غرفة فخمة

ثم أدخلوني وحدي و بقي والداي ينتظران , و عندما دخلت كان هنالك رجلٌ يقف في غرفةٍ صغيرةٍ و هادئة و أجلسني على كرسي مريح و قال لي : أهلاً بك , لقد كنت أنتظر رؤيتك كثيراً

فقلت له : و من تكون أنت ؟؟

فأخبرني بإسمه الذي لم أهتم به و لكن ما لفت إنتباهي هو آخر كلمتين قالهما

"طبيبٌ نفسي"

فوقفت و قلت له : أشكرك أيها الطبيب لكنني لا أعاني من أي شيء

و إتجهت غاضباً نحو الباب فنادى علي قائلاً : لقد أخبرني والداك عن كل شيء , و إن كنت أحمقاً و لم تلاحظ فهما ليسا غبيين كي لا يلاحظا بأنك تغيرت كثيراً في السنوات الأخيرة , و من خلال حديثهما أستنتج أنك مصابٌ بنوعٍ جديد من أنواع الفصام الذي يسمى بعلم النفس .....

فقاطعته و قلت له : الشيزوفرينيا ....... أنا أعرف عن ماذا تتحدث و درست هذا الأمر بنفسي و لكنك مخطئ , فحالتي ليست كما تظن

و فتحت الباب و خرجت غاضباً

فلاقاني والداي على الباب و إستحلفاني أن أبقى و أتلقى العلاج و أنهم دفعوا التكاليف و لن ترجع لهم حتى لو خرجت و أن الأمر عادي و هما لا يرياني مجنوناً بل يريدان الخير لي

و طال الحوار كثيراً

حتى قال ذلك الطبيب : لا تظن أنك بمجرد قرائتك عن الأمر فأنت قد ألممت به , أن تسمع القصة شيء ..... و أن تخوض التجربة شيءٌ آخر , حالتك ليست كأي مرضٍ آخر , فأي مرضٍ آخر ستذهب إلى الطبيب فيعطيك مجموعة أدوية لتتعالج منه , أما هنا فالأمر مختلف , كل حالة لها علاج محدد يختلف عن أي حالة أخرى

قلت لنفسي ماذا سأفعل الآن , هذه مشكلة كبيرة , كيف سأتخلص منها ؟؟!!
فرد علي : لن تتخلص منها حتى تواجهها
فإبتسمت و تقدمت نحو الطبيب و قلت له : حسناً , أرنا ما يمكنك فعله

جلست على ذلك الكرسي و بدأ يسألني و أنا أجيب , شيئاً فشيئاً كنت أخبره بكل ما حدث معي دون ذكر التفاصيل الدقيقة , أو بالأحرى كل ما رأيته بأحلامي لم أذكره إلا بشكلٍ سطحي

في الجلسة الأولى وصف لي دوائاً , و طلب مني أن ألتزم به , و إن رأيت ذلك الشيء مجدداً أن أتصل به فوراً و في أي وقت

خرجت من عنده و إشتريت الدواء و ذهبت للبيت و كان أهلي يصرون علي بأن أشرب الدواء و هذا ما فعلته

و لم أراه مجدداً بعد شربي لدواء

بدأت أشعر بالنقص , و بالضعف , و الإشتياق له

أعرف إسمه و لكنني سأخبركم به في النهاية فقط

أعرف قصته و ها أنا أكتب رواية كاملة هو أحد أبطالها , روايةً مما رأيت و ليس مما تخيلت

بقيت أعاني لأيام ثم قررت التوقف عن شرب ذلك الدواء

و بعد عدة أيام رأيته

رأيت في عينيه بَريق ... و إشتياقٌ لصديق , كإشتياقٍ للهواء عند من كان غريق

ركضت إليه و عانقته و قلت له دون وعي : ...... أنا آسف

فربت على رأسي و قال : لا مشكلة , هذا ليس ذنبك , أنت لم تخطئ

فقلت له و الدموع تنهمر من عيني : و ليس ذنبك و لا خطؤك

فمسح دموعي و قال : أنا في عالمٍ ليس عالمي , أعيش في جسد ليس جسدي , و في أحكام عالمك أنا طُفيلي جلب معه المرض , أنا جلبت هذا لي و لك , لذلك أرجوك سامحني

فقلت له : على ماذا أسامحك ؟؟!!! , أنت لم تفعل لي أي شر

فأجابني : ألا تعلم أن في بعض الخير شرٌ و في بعض الشر خير ؟ , أنا ينطبق علي هذا

فقلت له : أريدك بخيرك و شرك , بحسنك و سوئك , شاركني حياتي فأنت صرت جزئاً لا يتجزء مني

فقال لي : كلا ..... نحن لسنا واحد , أنا عشت و مت , و أنت تعيش و ستموت , و لقاؤنا الحقيقي لم و لن يكون هنا , أنت تعرف متى سيكون لقاؤنا

فبكيت بحرقة و قلت له : سأتوقف عن شرب الدواء حتى تبقى معي

فقال لي : لم يعد لدي ما أخبرك به , سوف تكمل حياتك دوني إن شئت أم أبيت , و إن لم تشرب الدواء , فسوف أشربه أنا و عندها سأنفى من عقلك إلى زاويةٍ مظلمة حتى أتمكن من الخروج من عقلك و أموت رسمياً كباقي أقراني

صحوت من نومي و كنت أبكي بحرقة , فلاحظ الجميع ذلك علي و إتصلوا بالطبيب و طلب رؤيتي في اليوم التالي

فأخبرته بما حدث و قال لي بأنه يجب أن أستمر بشرب الدواء لعامٍ على الأقل

فوعدته وعداً كاذباً بأنني سأفعل ذلك

و فعلاً توقفت عن شرب الدواء لكننيي لم أعد أراه

بل كان يظهر للجميع إلا أنا , يقوم بفعلين فقط

يشرب الدواء و يعود للنوم

فأصحو أنا و لا أعلم إلا من كلامه المكتوب :

إلتزم بشرب الدواء حتى تنال الشفاء و تتجنب الشقاء
117

كل مرةٍ يحدث نفس الشيء و نفس الأمر يتكرر

مللت من كل هذا و مللت من كل هذه الحياة

فشربت علبة الدواء كلها محاولاً بذلك الإنتحار

فدخلت المشفى لعدة أيام و بقيت في غيبوبة

و فيها رأيته للمرة الأخيرة حيث قال لي : حياتك باتت بخطرٍ بسببي , و لهذا سأقوم بمحو ذاكرتك بالكامل و كل شيء عني و أي معلومة عني و كل شيء يخصني , سأختفي من حياتك كاملة , حتى تستقر تماماً و أكون قد غادرتها نهائياً , و بعد أن أغادر ستعود ذكرياتك كلها و لكن لا سبيل للرجعة , و لتعتبر هذه اللحظات هي الوداع الأخير

ودعته وداعي الأخير و بكيت حتى سال نهرٌ من دموعي , و تحدثنا كثيراً وقتها , ثم نهض و قال : يكفيك هذا مني , فأنا سأذهب الآن , و قد علمتك ما يكفي , و لقاؤنا سيتجدد في حياتنا الأخرى

و ذهب من حياتي و إختفى بمعنى الكلمة , و نهضت من غيبوبتي لا أذكر شيئاً , و كأنني كنت نائماً في حلمٍ أسود طويلٍ جداً

و بقيت أشرب دوائاً لا أعرفه بل هي أدويةٌ كثيرة , و بعد أشهر من الحادثة , عادت ذاكرتي و بدأت بالبكاء دون سبب لأنني أدركت أنه غادرني بلا عودة و ترك ذكرياته فقط تُشعشع داخل رأسي , تمنيت لو أن النهاية إختلفت

تمنيت لو أنه بقي معي أطول من ذلك

تمنيت لو مت أنا و بقي هو

لقد فقدت أخاً و أباً و صديقاً و كل عزيز لدي

كل أحبتي تجمعوا فيه و هو كان أعزهم

فقدت قطعةً من قلبي و رقعةً من إحساسي و جزئاً من جسدي

فقدت كل شيء جميل منه و لم تبقى سوى الذكريات

بقي ذكره حياً في جسدي

و إنني لأشتاق لحوارٍ واحدٍ فقط معه

أشتاق له كثيراً

أتريدون معرفته ؟؟!!

كل ما يمكنني قوله لكم هو إسمه فقط

إسمه هاكيش "Hakkish"

و هذا ما يمكنني أن أقوله لكم عنه فقط

أما البقية فسوف تجدونها في رواية أخرى كتبتها فقط لأجله

أما سر الرقم 117 فهو شيءٌ محضورٌ علي قوله الآن

لكن سأقول لكم سراً واحداً عن هذ الرقم

الرقم واحد الذي على اليسار هو يمثل هاكيش 1
و الرقم 1 الذي في المنتصف يُمثلني 1
أما الرقم سبعة فهو يمثل العوالم السبعة

هذا كل ما يمكنني قوله الآن

بقي أن أختم هذه الرواية ببعض كلمات من قولي و أخرى من قول هاكيش

و سأبدأ بكلمات هاكيش
:

لا يهم من تكون اليوم , المهم ماذا ستكون غداً
البشر يقتلهم فضولهم و يهزمهم كبرياؤهم و ينحنون لشهواتهم
الذكي يُجيب سؤالاً لا يعرفه غيره , و العبقري يسأل سؤالاً لا يُجيبه غيره, و الحكيم يعطي إجابةً و لا يرى السؤال غيره
مهما تعلمت ستبقى جاهلاً , فليس العيب فيك فالجهل صفةٌ لا يمكن محوها

كل نهاية هي بداية لنهاية أخرى , و لكن ليس كل بداية هي نهاية لبداية قبلها

هناك أشياء في هذا العالم من الأفضل أن لا تعرفها

هناك أمورٌ في هذا العالم يجب أن لا تبحث عنها

هناك أمورٌ لا ينبغي أن تفكر بها

هناك أسرارٌ لا تحاول أن تكتشفها

أن تعيش وحيداً أفضل من العيش مع أشخاص يجعلونك تشعر بالموت و أنت على قيد الحياة







أقدم لكم الون شوت الذي كُتب من أجل فعالية
و من ندف الثلج رسمنا البهاء

أتمنى لكم المتعة بقراءة هذه السطور


و في الختام أقول لكم

هذه الرواية من أهم الروايات التي أكتبها في حياتي رغم بساطتها و خلوها من الكثير من الأمور
رغم أن السرد سيء و الحوار شبه معدوم و حتى الأسماء لم تذكر فيها
الإسم الوحيد الذي ذكر هو إسم هاكيش تخليداً له

و سأترك لكم الأمر لتعرفوا إن كانت خيالاً واقعياً

أم واقعاً خيالياً

و شكراً لكم على قرائة روايتي

هذه كانت

البداية.










س1- ما رأيكم بأحداث الرواية و من أي صنف ترونها ، الواقع الخيالي أم الخيال الواقعي؟

س2- ما أفضل ما وجدتموه في الون شوت هذا؟

س3- ما الأمر الذي أثار اهتمامكم ...؟












[/CELL][/TABLETEXT]
__________________




رد مع اقتباس