عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-28-2017, 12:30 AM
 
الفصل الأول


الحزن ، الفرح ، الحب ، الكراهية ، العداوة و الصداقة ، الخيانة ، الوفاء ، الندم ، الحسرة ، السعادة ، الراحة ..
جميعها مشاعر تكون الإنسان .. و تجعل له شخصيته المستقلة ..
مشاعرٌ .. تموت و لها أعمار افتراضية .. تلك الأحاسيس التي تأتي في أوقات معينة .. لتجعل الحلم واقع !
الصدفّ التي جمعت الكثيرين .. و الصدفّ التي فرقت الكثيرين ..
ليستْ سوى مشاعر مبعثرة .. تحركها خيوط دُمى مهجورة .. لتشكل بذلك مسرحية قديمة قد سكنّ الغبار زواياها

~ تحت ضوء القمر ، نشاهد لمعان النجوم ~

------------

دخل من الباب الرئيسي و الذي يُفتح تلقائياً ما إن يخطو أحدهم إليه ..
صرخ بنبرةِ مرحة .. بينما يخلع حذاءهُ الرياضي العصري ..
- من يلعبُ معي ؟
نظر إليه نصف المتواجدين .. بينما لم يعرهُ النصف الآخر - الأكثر عقلانية - أي اهتمام أصلاً ..
رد عليه ذا الشعرِ الأسود من باب المزاح ..
- نلعبُ ماذا ؟ كاي ؟
ابتسم بمرح و أخرج من حقيبة ظهرهِ لعبة ڤيديو تبدو من نوعِ الإثارة و سُبل النجاة و البقاء على قيد الحياة ..
- هذه ، من ينافسني و يفوز عليّ سيكـ...
صمت و جال بنظرهِ الردهة الواسعة .. لاحظ عدم وجودِ أحدهم .. لذا بادر بالحديث مقطباً حاجبيه
- أين ديفد ؟
ضحكة ساخرة هي التي يسمعونهآ .. و قد قالت صاحبتها ذات العينين الحمراء بهدوء يعكس شخصيتها العقلانية ..
- مُنذُ متى و ديفد يخرج من مختبرهِ ؟
- آآه من يهتم ؟.. من سيلعب ؟
رفع أحدهم يده بحيوية .. قال بمرحٍ هو الآخر ..
- أنــــا !
- جيد ، دي .. و من أيضا، ؟؟ ..
آنذاك ، كان ذو الشعر المدآدي يقرأ كتاباً ما و يبدو منسجماً معه لحدٍ كبير .. إنها رواية رعب كـ العادة ..
اقترب مِنْهُ صديقه بهدوء في محاولة بائسة لإخافته ..
- بيــــتر !!...
إلتفتَ ذاك الأخير بسرعة إليه .. قطب حاجبيه بضيق واضح ليردف بضجر ..
- كين ، لن ألعب معكمآ ، و الآن هلّا سمحتم لي بإكمال روايتي ؟ إنها آخر كتاباتي و يجب علي تفقدها قبل أن أعطيها لـ بول ليحولها لسيناريو لاحقاً .. ثم ألا ترى أن ساقي مُصِيبَة ؟؟!..
تضجر ذاك الأخير أيضاً ..
- أنت مُملٌ أحياناً أتعرف هذا ؟
- أجل أعرف ، و الآن هيا من أمامي .. هيا .. لما لا تزال واقفاً ؟
تحرك من أمامه متضجراً و قبل أن يصرخ مجدداً طالباً من يساعده في اللعب غير ديميتري سُمع صوت تنبية صارخ !
لينهض جميع من كان في تلك الرُدهة العملاقة - بلا استثناء - واقفين تعلو ملامحهم الدهشة و القلق ..
قطب ذو العنين الوردية حاجبيه بضيق و قد أردف بجدّية ..
- رائع ، ماذا الآن ؟
نزل ذاك الشاب الأشقر من السلالم و بسرعة البرق صرخ بصوتهِ الجمهوري ..
- رفاق .. ليأخذ كُل منكم الحيطة و الحذّر .. قد لا أتمكن من تشغيل قوى الجوهرة ولا قواكم ..!
- لما ؟؟
سأل ابن السادسة عشر بإستنكار واضح .. ليأتيه الرد السريع ..
- لابد و أنه ذلك الشخص !؟
و في تلك اللحظة بالضبط .. نهضت ذات الشعر الناري لتبدي عدم اهتمامها رغم أن ذلك قد أشعل نارها مجدداً !؟
- كاي ، إن شقيقتگ فعلاً مخيفة هذه الأيام أأنت متأكد أنها على ما يرام ؟!
تكلم بهدوء و هو يهز كتفيه بمعنى " لا أدري "
- و ما أدراني بها ؟.. أنا بالكاد أعرفها جيداً !.. اسأل راين فهي ستكون على علمٍ بما سيجول بعقلها بالطبع ..
نظرتْ إليه لتجمده بمكانه فقد أرعبته تلك النظرة .. انفجر أليكساندر حينها ضحكاً عليه حينها ..!
- بيتر ، أنت ستبقى هنا أمفهومٌ ؟ بما أن آلن ..آلن لم يعد موجوداً فأنت ستحل محله لليوم و ذلك بسبب إصابة ساقگ كما تعلم .. لا اعتــــراض أيها الشقي أتفهم ؟
قالها الأشقر بصرامة .. تأفأف و قد بدا الضجر على وجهه ..
- تباً .. لما تذهبون أنتم و أبقى أنا ؟؟.. أنت حقاً ظالم ديفد !..
ابتسم ذو العينين الوردية ساخراً .. و قد نطق بهدوء يتخلله بعض المرح ..
- هذه المرة الأولى التي سيبقى بها بيتر بلا حراك في المقر ، أخشى أن يسير اليوم بشكل خاطئ !
لينفجر الجميع ضحكاً على تشبيه جيمس الذي ضَل ذو الشعر المدآدي ينظر له بعدم فهم !

------

لقد بدت غاضبة بالفعل ..
كانت صديقتها تقطب حاجبيها دليل الضيق و الملل .. سألت بـ انفعال ..
- ميشيل ما بكِ اليوم ؟؟ لا بل منذ الأمس !
أرعبتها نظرتها كـ العادة .. مع ذلك أخفضت بصرها رادةً بهدوء و كتمان غيظ !
-لا شأن لكِ !!..
- ميشيل .. أعرف أنكِ متوترة لكن أرجوكِ تماسكي و أظهرت جانبكِ الذي أحبه فيكِ !!
رفعت عينيها و حركت خصلات شعرها النارية .. شردت في شيء ما لتنطق بهدوء ..
- جانبي الذي تحبينه ؟

-------

- تباً لقد فعلها !.. لقد سُلبت منا قوانا مجدداً !!
و بلمح البصر ظهر أحدهم بالقرب من بيتر و الذي ابتسم ساخراً ليردف ..
- ما أكره في هذا هو اضطراري لرؤية وجهگ !
- آووه .. ألا تعلم أنه شعورٌ متبادل بيننا ؟؟
صرخت أحداهنّ ..
- بيتر روري توقفا .. لا ينقصنا سوى شجار آخر من طرفكما الآن !
نظر إليها ذاك الأخير ببرود .. و قد لمع المكر من بريق عينيه ..
كان ذاك الأشقر يدور هنا و هناك بينما ينطر إليه أحدهم و قد بدا بارداً عندما نطق ..
- ديفد ذلك يكفي ، لما أنت قلقٌ هكذا ؟.. ألازلت تفكر به ؟
- كلا .. أنا فقط .. لماذا ؟.. لما فعل شيئاً كهذا .. أعني ما الذي دفعه لفعل هذا .. لقد كان شخصاً طيباً حقاً !
تنفس الصعداء و قطب حاجبيه بضيق ..
- متأكد أن آلن لا يفعل هذا .. لقد حدث خطأ ما !!؟...
يبدو أنه سينكر الأمر مهما كان واضحاً أمامه .. لقد قام بخيانتهم لينسى الأمر فحسب !؟..
و في غرفة أخرى تماماً .. قد بدت مظلمة نوعاً ما و يحيطها جو من الكآبة ..
صوتُ بكاء طفيف يصدر من إحدى زواياها .. قد كان صوتاً رقيقاً مكسور الخاطر !؟
أحكمت القبضة على ذاك الخاتم و كتمت شهقاتها ..!
بالطبع .. إنها شقيقه ديفد .. دايانا !
و قد بدت محبطة للغاية .. كيف لا و خطيبها قد فسخ خطبتهما بلا أدنى سبب واضح بعد كل ما عاشاه معاً ؟!
ذلك زاد من بكاءها الحاد ..!؟ فـ كلما فكرت في الأمر تحطم قلبها أكثر !!؟..

-------

- سأخبرگ شيئاً .. لكن لا تذعر حسناً ؟.. أرجوك فقط كُن هادئاً ولا تحزن .. أنا آيضاً قد صُدمت لذلك !؟
- ما الخطب ؟؟ بيتر !
تنفس الصعداء و نظر لذات الشعر الناري و التي كانت على ذات غضبها .. إلا أنها بدت أكثر هدوءً هنا ..
ثم عاود النظر لصديقه ذو العينين الفريدتين ..
حسناً هم لوحدهم هنا الآن .. أولئك الثلاثة .. بيتر .. كايوس .. ميشيل ..!
أردف بيتر بصوتٍ هادئ ..
- كاي .. تومسون قد ... قد توفي يا كين !!؟..
نزلت تلك الجملة كـ الصاعقة على رأسه !؟.. و لم يبدي أي ردة فعل .. كما فعلت شقيقته التي بدت هادئة للغاية !؟..
كيف له أن يستحمل هذا أيضاً ؟؟.. تومسون كان كـ والده تماماً !؟.. قد رعاه جيداً و قضى أروع لحظات حياته بجواره !؟.. لم يسمح لعينيه أن تدمع حتى ..!
وقف مغادراً الغرفة في هدوء مريب قد أقلق صاحبه !؟..
بينما تبعته شقيقته لتدخل غرفتها هي الأخرى و كأنما لا تبالي بمشاعر أخيها الذي كُسرت للتو !!؟..
بيتر الذي كان يجلس القرفصاء بغرفته تنهد بهدوء و حاول نسيان الأمر !؟..
شعر فورها بآلام ساقه المصابة فقد حركها بطريقة خاطئة !؟.. أطلق آهات متألمة قبل أن يُخرس فمه و يستلقي على الأرض بهدوء .. نظر بعينيه الزرقاء لسقف الغرفة .. و ابتسم بحزن ...
رد مع اقتباس