عرض مشاركة واحدة
  #153  
قديم 11-17-2017, 09:55 PM
 
[TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/15_04_17149225146857992.jpg');"][CELL="filter:;"]


مدينة مليئة.. بـ الضجيج..!

نصمــــــت!... وفي دواخلنا عالم يأج بـ ضجيج المشــــاعر...

نصمـــــت!... رغم الكلمات التي تريد الخروج...

نصمــــــت!... وتلك الدموع متطرفة أعيننا ...

نصمــــــت!...ونحن راغبون بصـــراخ...

نصمــــــت!... وقلوبنا تُمزق إلا أشلاء من الجراح...

نصمـــــــت!... لنوهم أنفسنا بأن كل شيء بخير ...

نصمـــــت!... ونحن راغبون الكلام...

نصمـــــت!... ولانعلم متى بدأ حديث المشاعر؟!...

* * *

محتجزة في تلك الغرفة التي تعتبرها زنزانة لها منذُ دخولها إليها... ملقاة على الأرض مثل الوردة الذابلة بتلك الكدمات المنتشرة في جسدها ...تنظر إلى الأعلى بعيون فارغة ...نظر بصمت وكأنها قد فارقت الحياة ... أغلقت عينيها ببطئ مستسلمة لتعب ,لتذهب إلى عالمها الخاص ... بعيداً عن الواقع المرير...

* * *

وشاح أحمر مربوط على شعر تلك الطفلة الجميلة ...
حديقة كبيرة و أغصان عتيقة وسماء واسعة وصافية ...
و قصر شاهق الطول ومع أشعة الشمس ينعكس نور وبريق الأحجار المرصعة عليه ...

كانت تلك الطفلة تجري وتمرح بين الأشجار الخضراء ,و وشاحها الأحمر أنتشر مع هبوب الرياح اللطيفة و المنعشة وكذلك خصلات شعرها الطويل ...

و فستانها الناعم الابيض يشاركها فرحها ... كانت الطفلة تصرخ بمرح وهي تنادي على السيدة الجالسة على أرجوحة مزينة بالأزهار الجميلة و الملونة ....

: أمـــــي!... أمــــــــي!..

ادارة السيدة رأسها إلى ناحية الطفلة وهي تحمل في ثغرها ابتسامة دافئة مع شعرها البني الناعم المنسدل على ظهرها العاري من الأعلى ... وفستانها الوردي الجميل.

احتضنت الطفلة المرأة بقوة وسعادة وهي تقول بسعادة غامرة قلبها..

:أمـي, أن أبي قد عاد..!

* * *

قطع عليها حلمها صوت ذلك الباب الكبير وهو يفتح ... لم تهتم للأمر , وبقيت في مكانها وهي مغلقة عينيها.

تقدم ذلك الشخص ناحيتها بكل هدوء ... بعد فترة من وقوفه أمامها وهو ينظر لها,قام بحملها بين يديه بكل خفة و كأنها ريشة بين ذراعيه , واتجه بخطوات معدومة الصوت إلى ناحية ذلك السرير الكبير المتوسط هذه الغرفة , وضعها بهدوء عليه
, ومن ثم غطى جسدها بذلك الفراش الثقيل ليمنع البرد من نهش جسدها الهزيل.

وبعد أن تأكد من أطفأ جميع أنوار الغرفة خرج منها بكل هدوء وكأنه لم يدخلها منذُ قليل.

فتحت عينيها بكل هدوء فور سماعها صوت إغلاق الباب لتنظر إلى سقف السرير بصمت ,عكس الضجيج الذي في داخلها.

ترى ماهي حقيقتة؟!... تارة كون شيطان عليها وتارة يكون رحيم عندما تكون نائمة..

ترى ماذا يخفي وراء هذا القناع الشيطاني...؟!

بدأ جسدها بتراخي و الخمول فقد اكتسى التعب جسدها بالكامل , لـ تغلق عينيها ببطئ للنوم.

* * *

نخاف...!

نخاف الرحيل ... ويكون هناك كلام لم تنطقه ألسنتنا بصدق ...!

نخاف من العجز ...في مساعدة من تملكوا قلوبنا...!

نخاف من الغياب... فربما يكون ذلك آخر لقاء لنا معهم..!

نخاف من الاعتياد ...لأنه سينسينا البوح بمشاعرنا قبل الرحيل ..!

نخاف أن نغلق أعيننا... فلا نستطيع فتحها من جديد..!

نخاف من الأنتظار... بـ أن يفاجئنا بسلبه من تمنينا و انتظرنا بفارغ الصبر لقائه...

* * *

كان البياض يكسو جميع زوايا تلك الغرفة المليئة برائحة المعقمات وبينما ذلك الجسد ملقى على السرير وهو مليء بتلك الضمادات
التي تحيط برأسه وصدره العاري ...مغلق عينيه بهدوء.

كانت تنظر إليه بعينين ذابلة بينما هي جالسة بجانبه تتمنى في كل ثانية تمر بأن يستيقظ ويفرح قلبها الجريح و الخائف
من الرحيل الأبدي.

قالت في نفسها وهي تنظر إليه بتعبير حزين وعينين تملأها الدموع معلنة عن انهيار قادم(( أرجوك ... أفق ! ألا يكفي هذا الغياب... أرجوك ...!))

لم تصدر منه أي حركة إلى الآن ...منذُ دخوله للمشفى وكأنه جثة هامدة...

لم تحتمل أكثر من هذا فانفجرت باكية بينما هي متمسكه بيده ,...لا تستطيع الاحتمال أكثر ,أختها و صديقة حياتها لا تعلم أين هي الآن , ومن تربع على عرش قلبها ملقى أمامها بين الحياة والممات...

ترى ماذا أيضاً ينتظرها من الصدمات..!

* * *

نعود إلى الوطن...!

دخل كاي مع فكتوريا فور سماعهم صوت صراخها , فوجدَ سوجي يحاول تهدئتها ...بينما هي هائجة من المجنون تحاول إزالة ذلك السائل من على يدها وتحاول كبح رغبتها في البكاء.

قال كاي بقلق و صدمة من تغير حالتها : ماذا هناك سوجي ؟!.. ماذا حصل لها..؟!

تجاهل سوجي الرد على سؤاله وهو يقول برجاء لها: ساكورا ارجوكِ اهدئي.

صرخة ساكورا في وجهه وهي تقول بغضب : كيف تريدني أن أهدأ و أنتم تاركون ذلك الاحمق يبعد سنوري عنا ولودها في مكان بعيد هاه..!

كان ليو خائف من صراخ ساكورا فذهب إلى زاوية في الغرفة وهو ملتوي على نفسه ويرتجف بخوف و الدموع على طرف عينيه .

انتبهت فكتوريا له فذهبت بسرعة له تأخذه بين أحضانها ... لتقول بجدية وصرامة وهى تنظر ناحية ساكورا: ساكورا اهدئي لقد أخفتِ ليو بصراخك .

استدارة ساكورا ناحيتها وتصرخ في وجهها بنظراتها الساخطة لها: أنتِ اصمتي أيتها الكاذبة ,لقد قلتي بأنك تحبينها و تخافي عليها بأن تتأذى ,لكنك الآن تركتها وحدها في مكان بعيد من دون أن تعلمو ماذا حصل لها حتى الآن...


أوقف كلامها صفع سوجي لها , نظرة إليه بصدمة وعدم استيعاب ...

قال بنبرة هادئة و دافئة : هلا هدأتِ الآن... أنها بخير , أن هرومي و كاندا بجوارها هناك.

لم تتحمل ساكورا ذلك الألم الذي يعتصر قلبها من شدة الخوف على صديقتها ,لـ تنهار باكية بحرقة تقلب مثل الطفلة... سحبها سوجي إليه لـ يجعلها تبكي على كتفه كيفما تشاء.

بينما هي تشبثت بسترته وتصرخ بأنين من الوجع و الخوف .

تنهد كاي براحه وكأن هناك هم قد انزاح عنه ..

وفي هذه الأثناء أصدر هاتف فكتوريا صوت معلن عن وصول رسالة إليها ,أخرجته بهدوء من جيب الجاكيت وقبل أن تفتح الرسالة رأت بأن عنون المرسل مجهول ,فتعجبت من ذلك لكنها فتحت الرسالة ... شحب وجهها و اتسعت عينيها بصدمة و كأنها قد رأت شبحً... تركت ليو وهي مسرعة إلى خارج المكان ,بينما تحمل تعابير قاتلة على وجهها.

تعجب كاي من تغير تعابير فكتوريا فور فتحه لهاتفها وعندما أراد سؤالها ماذا بها..؟!, صدام بذهابها وهي تحمل تلك التعابير القاتلة .

وعندما لحق بها أضاعها بسبب سرعتها الهائلة و الحشد الموجود في المستشفى .

ترى ماذا رأت في هاتفها..؟!

* * *

في مكان آخر ...كانت تلك النيران تخرج من جميع انحاء القصر و الأشخاص الموجودة في الداخل يصرخون و الناس بالخارج يحاولون إخراجها.

حاملة بين يديها تلك الطفلة وهي تبكي من رائحة الأدخنة فقامت بضمها إلى صدرها وهي تبحث عن أشخاص بين هذه النيران و تنادي عليهم , وبعد مرور فترة أتاها صوتهم من داخل أحد تلك الغرف التي تحيط بها النيران ...

اتجهت بسرعة إلى ناحية الباب وهي تقول بقلق و خوف : سيد يوكي ,سيدة كيوكو هل انتما بخير.

صرخت كيوكو من داخل الغرفة وهي تقول بنبرة قلقة :.... هل سيرآ معك؟..

أجابت عليها وهي تضم الطفلة إليها أكثر : أجل أنها معي.

تنهدت كيوكو مع يوكي براحة بعدها قال بنبرة جادة : ..... أسمعينِ جيداً خذي سيرآ واخرجي معها من أي مكان بسرعة.

اتسعت عينيها بصدمة وهي تقول بعدم استيعاب : م ...ماذا؟!.

صرخت كيوكو بجدية وهي تنظر إلى تلك النيران التي التهمت نصف الغرفة : .... أرجوكِ بسرعة أخرجي بها من المكان , و ذهبي إلى مستشفى ..... واعطها لـ سنوري ,أرجوكِ بسرعة .

قالت والدموع بين عينيها وبنبرة قد أصبحت مبحوحة : م..ماذا عنكما..؟!

قال السيد يوكي بنبرة هادئة و مدركة لما يقول: نحن لا نستطيع الخروج فـ النيران قد التهمت نصف الغرفة والباب مغلق, أخرجي.

لم تستطع التحمل فبدأت بالبكاء بحرقة وهي تقول بنبرة خائفة : مستحيل.

صرخت السيدة كيوكو بصوت عالً : أخرجي في الحال.

قالت بنبرة خانقة قبل أن تنطلق خارجة من المكان : انا اسفة .

......

نظرة السيدة كيوكو إلى زوجها وهي تقول بقلق: هل ذهبت.

قال وهو ينظر إليها: أجل .

تنهدت براحة ..فعلى الاقل أن حفيدة أختها ستبقى بخير, لكن يوجد هناك شيء يشغل بالها فقالت وهي تنظر إليه :ترى من تظن أنه وراء هذا الحريق.

نظر يوكي إليها لفترة وجيزة ,ثم نظر إلى النيران وهي تلتهم المكان من دون أن يجب على سؤالها.

فعلمت من ردة فعله أنه نفس الشخص الذي كان في ذهنها فـ حتدت تعابيرها وهي تقول بنبرة غاضبة :أذاً أنها هي ,بحق الإله ماذا تريد تلك الحقيرة ,ألا يكفيها ما أخذته منا.

نظر إليها السيد يوكي و كأنه يعلم أن هذه هي آخر مرة سوف يراها وقال بنبرة هادئة مليئة بالحب :عزيزتي اهدئي .

تنهدت السيدة كيوكو بقلة حيلة ثم نظرة إلى زوجها بقلق: أذاً ماذا سنفعل الآن ..؟!

أغلق السيد يوكي عينيه بيأس وهو يقول: لا أعلم .

نظرة السيدة كيوكو إليه ثم إلى النيران التي أقتربت إليهم , بعد ذلك اتجهت إليه لتمسك بيده... على الأقل لأن كانت ستموت فهي تريد الموت مع الشخص الذي تملك كيانها.

نظر السيد يوكي إليها ,فوجدها تبتسم برضاء فعلم بما تفكر فيه لكنه لم يتقبلها فهو لا يريدها أن تتأذى أبداً..

بحث بنظره في المكان على شيء يمكنه إخراجها فوجد نافذة بين تلك النيران ,فلم يفكر كثيراً في الأمر وقام بحملها بين ذراعيه وهو يسير إلى ناحية تلك النافذة .

صدمت في البداية الأمر من فعله المفاجئ لكن عندما رأته يتجه إلى تلك النيران قاصداً بها النافذة ,علمت بما يخطط على فعله فبقية تضربه على كتفه وتحاول التملص منه وهي تصرخ و تبكي رافضة فكرته.

:لا ... يوكي أرجوك لاتفعل ذلك أرجوك عد إلى مكاننا ... يوكي أرجوك استمع إلي..!

لكن مامن مجيب إلى كلماتها فبقيت تبكي بحرقة وهي تترجاه بأن يعدل عن قراره الذي كان جنونياً بنسبة لها ولكن من دون فائدة .

وأخيراً قد وصل إلى النافذة بينما تلك النيران كانت تلتهم جسده من الأسفل .

تمسكت السيدة كيوكو به بقوة وهي ترفض برأسها الأمر و الدموع تملأ وجهها الجميل وتقول بنبرة خانقة ومبحوحة وكأن هنالك شيء يستل منها روحها ببطء : لا ...أرجوك ...لا تتركني وحدي ...انا...انا ...أحبك ...أرجوك.

نظر لها بكل دفئ وحب وابتسم لها بكل ما تعنيه كلمة حب صادق وتضحية نابعة من القلب .

اتسعت عينيها بحزن وهي متأكدة الآن أنها النهاية ...النهاية التي ستفصل روح إلى نصفين ...النهاية التي سـ تطعن القلب بجرح لن يبرأ أو يتوقف عن النزيف إلى الأبد... النهاية التي ستجعل ألوان الحياة رمادية ... النهاية التي سـ تسلب منها معنى الحياة ...معنى أن تنادي شخص ولا تجده بجانبك.

أقترب السيد يوكي إليها وقبلها بينما هي تبكي بحرقة مثل الطفل الذي أضاع حضن أمه.

قال بابتسامة دافئة ونبرة صوت مليئة بالحب: و أنا أيضاً ..أحبك ..لذلك أريدك أن تعيشي .

نظرة إليه وهي تقول في داخلها ..أعيش ؟!.. كيف يريدها أن تعيش وهي ستصبح يتيمة الروح... فاقدة لطعم الحياة ..كيف يريدها أن تعيش من دونه ... كيف يمكنها أن تفعل ذلك ؟!... أهل يستطيع الطير أن يحلق في السماء بجناحً واحد...؟!

فتح السيد يوكي النافذة فنظرت إليها ثم أعادت نظرها إليه وهي تقول بسرعة :لا.. أرجوك لا تفعل ذلك.

نظر إليها نظرة أخيرة قبل أن يقول لها :انا اسف.

وألقى بها من النافذة , فشهقت بصدمة وهي تنظر إليه ,ممددة يدها إليه وتصرخ غير مصدقة حقيقة الفراق: لااااااااااااا!

سقطت على الأشجار الصغيرة مغمى عليها.

* * *

موجع...!

أن أتحدث إليك ,أبادلك الضحكات...
وأذكر لك المواقف التي في الحب جمعتنا...
و ألتفت فلا أجد إلا خيالك..!

....

كان في مكتبه بين كومة الملفات المتراكمة فوق بعضها البعض و المتناثرة على مكتبه ... وفي أثناء انغماسه في العمل أصابه دوار مفاجئ فتوقف عن العمل وألقى بنفسه على مقعده ليستريح قليلاً ومن ثم يكمل..!

بيقى ينظر إلى تلك الملفات بصمت شادرً للذهن .. مغادر الواقع ,ليغوص في شرنقته الخاصة ...عالم لا يشاركه فيه أحد, فقط هو لوحده .

وفجأة ومن دون سابق إنذار أقتحم كاي المكان ليوقظه من شرنقته وهو يلقي بجسده على المقعد المجاور لمكتبه وهو يتنهد بتعب ويقول بستسلام : أه! سوف أموت؟!.

نظر إليه ببرود قبل أن يبتسم بسخرية على وضعه وهو يقول بهدوء وبحته الرنانة :ماذا بك..!

نظر إليه بأرهاق وهو يقول : بطبع أنت لا تعلم عن ما يحصل في الخارج ... ساكورا انفجرت علينا منذُ قليل بعد أن علمت بأن سنوري قد سافرت للعلاج في الخارج , و فكتوريا لا أعلم ماذا أرسل إليها لـ تخرج من المكان وهي تحمل تعابير قاتلة من دون أن تنطق بأي كلمة.

نظر إليه ببرود وعدم مبالاة وهو يمسك الأوراق من على الطاولة :وماذا في ذلك..؟!

اتسعت أعينه بصدمة من رده البارد ليعيد برأسه للخلف وهو يقول بيأس :ااااه حقاً أريد الموت.

قال بينما هو ينظر لما في يده: أفعل ذلك أذاً.

وعندما أراد كاي التحدث قاطعه صوت أرتفاع رنين هاتف ساتو, نظر ساتو إليه بملل فوجده اتصال من مجهول فتعجب من الأمر لكنه أجاب عليه ببرود وعدم مبالاة : نعم!.

أجاب رجل من خلف الهاتف بكل رسمية: مرحباً , سيد ساتو؟!

أجاب عليه بملل: أجل ,من المتصل..؟!

قال الرجل بنبرة جادة ورسمية: أنا دكتور جاك من مستشفى ****, في الحقيقة لقد أتصلت لأخبرك بأن هنالك حادث حريق قد حدث لسيدايروكي يوكي و السيدةايروكي كيوكو ...وقد مات السيد يوكي أثر الحريق أما السيدة كيوكو لم تصب بأي أذى غير جروح طفيفة وهي الآن في غيبوبة أثر الحادث.

توق ساتو عن ما كان يفعل و كأنه قد تجمد , بينما كان يتردد كلام الدكتور عليه مثل الصدى في ذهنه .

تعجب كاي من شحوب وجه ساتو و توقفه في مكانه مثل الجليد ,فقال بقلق: ساتو ماذا هناك؟!... من كان المتصل..؟!

قال ساتو وهو مطأطئ بـ رأسه للأسفل وهو يقول بنبرة غامضة وعينين خالية من الحياة :لقد مات أبي.!

اتسعت أعين كاي بصدمة غير مصدق ما يسمعه : ماذا..!؟

وقف ساتو من مكانه متجهاً للخارج ... وفي أثناء سيره تهاوى جسده للأسفل مغمىً عليه!.

صرخ كاي بصدمة وهو يذهب بسرعة له :ســــــــــــاتو!.

* * *

فتحت عينيها بتعب وفراغ وهي تنظر للأعلى ... وفجأة داهمتها رغبة جياشة في البكاء, لكنها قاومت ذلك.

وبهد معاناة وجهد في المحاولة على النهوض بينما كانت تصرخ في داخلها ألاف المرات بأعلى ماتملك من شدة ألم قلبها قبل ألم جسدها الذي أصبح هزيلً.

نظرة إلى قدميها بصمت و كأنها تناقشها عن ضعفها لتحتد عينيها بإصرار في القرار الذي اتخذته.

وضعت قدمها اليمنى على الأرض بهدوء لتتبعها الآخر لتقف تدريجياً عليها... وبعد استقامتها لفترة وجيزة تهاوة على الأرض... لكنها لم تستسلم بعد.

وقفت مرة آخر وبإصرار أكبر على فعل ذلك ...وبدأت تخطو خطوتها الأولى مثل الأطفال وهم يتعلمو كيفية السير على أقدامهم لتتبعها خطوتها الثانية و الثالثة لكنها تهاوت ساقطة مرة آخر على الأرض .

ضربت بيدها على الأرض بقهر وهي تقول بهمس مشجعة نفسها: هي سنوري ...أن هذا يكفي ,يجب عليكي التقدم ...هي.

وأثناء محاولتها على السير أحست بتعب و دوار ..وقبل أن تسقط على الأرض تلقتها ذراعين ذلك الشخص الذي دخل إلى غرفتها من دون أن تلاحظه.

إدارة نظرها لها , فصدمت لوجوده ..هل علم بما حصل لها؟!... وأخيراً قد أتى لإنقاذها...

لكنها سرعان ما عدلت عن كلامها ,عندما رأت ذلك الجرح الموجودفي زاوية جبينه !.

((أنه ليس هو)).

قال ياتو بقلق وخوف :هل أنتِ بخير..؟!

طئطئة سنوري برأسها للأسفل بخيبة أمل لتقول بنبرة باردة عكس الحزن الذي في داخلها : أجل ,دعني الآن.

وضعها ياتو على السرير عاقد حاجبيه و بنبرة قلقة : حمقاء, لقد حدث هذا بسبب سوء تغذيتك ,لماذا لم تأكلي حتى الآن.

نظرة إليه سنوري ببرود وعدم مبالاة لتقول له بعينين خالية من الحياة :أن هذا لن يجدي نفعاً..؟!

نظر ياتو لها بصدمة مستفهم كلامها: ماذا ؟!

أكملت وهي تبعد يديه عن كتفيها بعدم مبالاة: لطافتك هذه لن تجدي أي نفع معي لكي تمتلك قلبي..! فلا تتعب نفسك لشيء عديم الفائدة.

اتسعت عينيه بصدمة من كلامها ...لكن سرعان ما تغيرت لتصبح نظرته ماكرة و ابتسامة ساخرة وهو يقول :أها حقاً أنتِ مسلية سنوري ...لم أعتقد أنكِ ذكية هكذا.

لم تجب سنوري عليه بل بقيت تنظر إليه ببرود وعدم مبالاة ...انطلقت منه ضحكة مستفزة ,لكنها لم تعطي الأمر أي أهمية .

وبنبرة مرحة و غامضة المغزى :حسناً حسناً, لا داعي لأن تنظري إلي هكذا سوف أذهب.

وفور إغلاق الباب رمت نفسها على السرير بتعب لتنظر للأعلى ,لكن هذه المرة لم تحتمل كبحها لنفسها ...لقد تحملت بما فيه الكفاية لم يعد قلبها يحتمل هذا الألم .

قامت بسحب أحد الوسائد الموجودة على السرير لـ تغطي بها وجهها وتكتم بها صرخاتها وأنينها و آلامها و تجفف لها دموعها الحارقة .

كانت تصرخ بأعلى ما تملك و كأنها ترغب بأن تخرج روحها من جسدها مع كل صرخة تنطلق من فمها.

وبعد مدة من الصراخ والأنين تراخى جسدها على السرير معلنً عن استسلامه للنوم...هاربة من الواقع ...لتدخل عالم الأحلام ...باحثة عن الراحة التي فقدتها من فترة.

* * *

لو أننا..لم نفترق.

لبقيت نجماً في سمائك سارياً...
وتركت عمري في لهيبك يحترق...
لو أنني سافرت في قمم السحاب...
وعدت نهرا في ربوعك ينطلق...
لكنها الأحلام تنثرنا سراباً في المدى...
وتظل سرا ً... في الجوانح يختنق...

* * *
النهـــــــــاية


[/CELL][/TABLETEXT][/QUOTE]
__________________


بنــــــت...
وبي {رقة}...
ولي قلب{حســـاس} ...
ولكن ..ليا جات {اللوازيم} ذيـــــبة ...

رد مع اقتباس