عرض مشاركة واحدة
  #40  
قديم 10-09-2017, 03:18 PM
 



[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www14.0zz0.com/2017/10/16/16/802102485.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


مصيبتين !!
.
.


في قارعة الطريق ، حشود من الناس متجمعة ، لم يكونوا بتلك الكثرة ، لكنه كان عدداً لا بأس به كأوّل عرض لفرقةٍ حديثة..

وقفت صاحبة الفستان الأحمر الفاتن في جهة يقابلها الشاب ذو القميص الذهبي حاملاً بين يديه القوسَ والسهم وبينهما مسافة كبيرة تقريبا ..

يتوسطهم نيك الذي كان يؤدي دوره كمقدم لا تتوافق مع نبرته الجامدة : الآنسة الجميلة k ستضع التفاحة أعلى رأسها وسيقوم السيد L بتغطية عينيه ومحاولة إصابة التفاحة ، فهل سيفلح يا ترى أم سيتسبب في أذية الآنسة k ؟؟ دعونا نتابع ..


ألقى ويل نظرة أخيرة على الهدف المثبت على رأس أوليفيا قبل أن يُغطي عينيه بالعصبة ثم بدأ بشد السهم والناس في حالة ترقُب ، أما أوليفيا فقد كانت توزّع الإبتسامات بلا قلق من النتيجة فهي تبدو واثقة منه ثقةً عمياء ..

انطلق السهم ذو الرأس الحاد ليشيح البعض بأنظارهم بخوف وفي لحظة استقر السهم في منتصف التفاحة لتعلوَ بعدها أصوات الهتافات والتصفيق ..


نزع ويل العصبة عن عينيه وهو ينحني لمن حوله ويوزع إبتسامته الساحرة لهم ورغم وجود القناع الذي غطى نصف وجهه العلوي إلا أن ذلك لم يكن كافيا لستر جاذبيته ووسامته ..

انتهت فقرته فعاد برفقة أوليفيا إلى حيث بقية رفاقهم ويكون الدور على نيك مجدداً ليقدم الفقرة التالية ..

- والآن دعونا نرحب بالساحرة الفاتنة ،الآنسة s
قالها نيك وسط الجمهور ثم تراجع قليلا ليترك الساحة لآش التي تقدمت وهي تمسح بعينيها الحضور إلى أن استقر نظرها على طفلة في السابعة من عمرها وتتجه إليها ..
كانت الصغيرة تحتضن دميتها بين ذراعيها فثنت آش ركبتيها لتصل إلى مستواها ولا زالت ترسم الجمود على ملامحها ..
قالت آش وهي تحدق في عينيها : هل لي أن استعير دميتك قليلاً !!

شيئا فشيئا بدأت شفتا الطفلة بالتقوّس إلى أن انفجرت باكية مذعورة ، قطبت آش حاجبيها منزعجة ليصبح ملامحها اكثر حدية ويزداد نحيب الصغيرة ..
دفنت رأسها في حضن والدها ليبدأ الجميع بالعبوس لها ، أي فرقة هذه التي تبكي طفلة مسكينة !!

بدأ الحشد بالنفور والفرقة المبتدئة في حالة من الذهول وهم يسمعون همهماتهم الساخطة ..
ويل وحده من حاول تدارك الموضوع لكن للأسف لم يستطع ، ليكتب على أول عرض لهم الفشل الذريع ..

أصدر آرثر صفيراً اتبعه بقوله : واو لم نحصل على قرش واحد حتى ، بل حظينا بكراهية الناس ..
ويل بتوبيخ : آش لقد أرعبتي الصغيرة ، كان عليكِ أن تبتسمي قليلاً ..
اشاحت بوجهها بعيدا بغطرسة : ليس ذنبي أنها مُدللة ..
- مجموعة فاشلة حقاً ..
قالها ويل وهو يطلق زفيرا أغاظ الجميع خاصةً آش لتقول بغضب : أنت الفاشل الوحيد هنا ..
ليرد الأول بثقة : فقرتي كانت من أمتع الفقرات ، الجماهير كانوا منسجمين معي ..


امسكت آش يد أوليفيا قائلة : هي من كانت سبب النجاح لا أنت ..
ليجيب مستنكرا : لم تفعل شيئا سوى وضع التفاحة على رأسها ..
- وهذا وحده كفيل بإنجاح الفقرة ..


قاطعهم آرثر بابتسامة : أنا أعلم لم فشلنا ، لأنني لم أكن في العرض ..
آش مؤيدة بغرابة : صحيح لو شرحنا جسده أمام الناس لنجح العرض بكل تأكيد ..
غطى ويل وجهه بكفيه بيأس : هذه جريمة أمام الملأ يا آش كفاكِ جنوناً ..
ثم التفت إلى نيكولاس الصامت وقال : أنت يا نيك الواجهة الرئيسية للفرقة كن أكثر حيوية عندما تعلق ، لكن أتعلمون ماذا ، عدم تدربنا بشكل جماعي هو سبب فشلنا ، سأحرص في المرة القادمة على متابعتكم أثناء التدريب ..
أمالت آش فمها بسخرية : ومن ولاك قائدا علينا !! كف عن التصرف بغطرسة ..

تدخل نيك أخيرا : آش أظن أننا بحاجة إلى قائد وويل أنسب شخص لهذا المنصب ..
عندها استشاطت آش غضبا : قلت سابقا أنني لن أعمل بأوامر أحد وسأفعل ما يحلو لي ، وأظن أن الجميع وافق على عدم تنصيب أي قائدٍ علينا ..
ويل بهدوءه الذي يحاول فيه امتصاص غضبِها : أنا قائد لفرقة نوا لا غير وبالطبع لن أغصبكم على أمر لا ترغبون به ..
صمتت آش حينها فلا مانع لديها إن كان الأمر كذلك ، وحتى لو لم تصرح بذلك لأحد لكنها موقنة أن ويل أكثر شخص يمكن أن تثق به ..


أثناء جدالهم كانت هناك زوج من الأعين لم تتوقف عن التحديق بهم ، لا بل لم تتوقع عن التحديق به هو وحده ، نظرات كانت ملؤها الحقد والكراهية فمن صاحبها ولمن هذه النظرات وما السبب يا ترى !!؟؟


***


بعد عرض فاشل اضطروا لإستئجار غرفة حتى ينالوا قسطاً من الراحةِ ويعيدوا ترتيب حساباتهم ..
أوليفيا وآندي يلعبان الشطرنج وآرثر يفسد عليهم كلّ مرة وأصواتهم من تبث الحياة في الغرفة الكئيبة ..
آش تشحذ خنجرها في صمت وكذا نيك ، أما ويل فكانت عيناه تمسحان الأوجه ذهاباً وإياباً إلا أن نطق بحزم أخيراً : غدا في الصباح الباكر سنبدأ التدريب بشكل مكثف ، ولا أريد أي اعتراضات ..

أصدرت آش صوتا ساخطا : هاهو ذا سيبدأ بفرض سيطرته ..
لم يرد ويل عليها لأنه يدرك بأنها مادامت قد قبلت به قائداً للفرقة ستنفذ أوامره حتى بالرغم من كلماتها المنزعجة ..
تابع ويل بسرد الخطة الجديدة للفرقة وتوزيع المهمات من جديد وبشكل مفصل حتى يكونوا على بينة ، و أثناء هذا أخذت رائحة غريبة بالتسلل إلى المكان مما جعله يقطع حديثه متمتما بصوت عالٍ : حريق !!
كان ويل سريع البديهةِ قويّ الحواس فكان أول من لاحظ الرائحة ..


نهض من مكانه بسرعة وهو يفتح باب الغرفة محاولا تتبع الرائحة فيما أطل نيك برأسه من النافذة ليجد دخانا أسود صادراً من مكانٍ قريب ، وبعدما أطال النظر شهق مسرعا : الإصطبل ..
علم ويل ما أراد نيك قوله فأمره مسرعاً : اذهب لتفحص الأحصنة والعربات ..

أومأ برأسه وغادر الغرفة يسابق الريح ، وقد أرادت آش اللحاق به لكن ويل استوقفها قائلا : لا تخرجي هكذا سيرى الناس وجهك ..
شدت على قبضتها حين تذكرت أنها قد أزالت تنكرها فما كان منها إلا أن عادت إلى مكانها لينظر ويل باتجاه آندي : اذهب لتلحق بنيك ..
- حسنا ..

ثم عاد لينظر من النافذة وكله أمل ألا يحدث أي مكروه للأحصنة والعربات ..
|| أرجو أن تكون أحصنتنا وعرباتنا بخير ||


***

تلك العربتين المبهرجتين أصبحتا الآن قطعة من السواد ، لم تعودا صالحتين للإستخدام ، أحدهم أخرج العربتين وأشعل النارَ فيهما ..
استطاع الناس اخماد النار لكن بعد أن تضررت العربتين بالكامل ، وربما الأمر الجيد في الأمر أن الأحصنة سليمة ولم يصبها أي مكروه ..

والسؤال الذي كان يتردد على ألسنة الناس ، من الذي أشعل الحريق ؟؟


أغمض عينيه بغيظ وهو يفكر في المصيبة الجديدة التي وقعت عليهم ..
عاد لفتحهما حين سمع آندي يقول : ماذا نفعل الآن !
بدأ نيكولاس يحدث نفسه : العربة بما فيها احترقت وداعاً لثيابنا وأمتعتنا ، لو أننا أدخلنا جميع ما لدينا في الغرفة التي نقيم بها ما كانت لتحترق مع العربة ، لكن في كلا الحالتين كنا لنقع في مشكلة ، فالحصول على عربةٍ جديدة ليس بالامر السهل ..



في هذه الأثناء كان هو يمسح ببصره حول المكان إلى أن وقع بصره على صبي في العاشرة من عمره ، وبخطوات سريعة اقترب منه ثم أمسك بمعصمه بقوة ورفعه عن الأرض ليطلق الصبي صرخة امتزجت بين الألم و التفاجؤ ..
قال بنبرته الخاملة : ها هو مشعل الحريق ..

التفت نيكولاس إلى صاحب الصوت وهو ينطق مستنكرا : آرثر ماذا تفعل هنا ؟
تجاهل سؤاله وقال وهو ينظر إلى الصبي الذي يحاول الفرار من قبضته : لماذا أحرقت العربتين أيها الغر ؟؟
اقترب نيكولاس وهو يقول بصرامه : دعه يا آرثر ، أنت تؤلمه ..

بمجرد أن أنهى نيكولاس عبارته أفلت آرثر يده ليسقط الصبي على الأرض وتمتلئ عيناه بالدموع ..
مد نيكولاس يده ليعينه على النهوض لكن الفتى دفع بيده الممدوده بعيدا وانتصب واقفا دون مساعدة من أحد ..
وبشكل غريب ركل قدم نيكولاس ثم ولى هاربا بعد أن أطلق العنان لدموعه بالنزول ..
أخذ يرمش بدهشة : لماذا أُضرَب أنا رغم أن آرثر من قام بأذيّته..
كانت تلك عبارة نيكولاس المستنكرة ليجيبه آرثر ضاحكا : لأنه يكرهك ..


عادا إلى الغرفة لتقفز آش من مكانها فور دخولهما : ماذا حصل ؟؟
هز نيكولاس رأسه بأسى : العربتان بما فيها احترقتا ..
بدى على وجوههم الإكتئاب لتقول أوليفيا مسعفة الموقف ويا ليتها لم تفعل: لا تقلقوا أستطيع أن أعيد رسم كل اللوحات المحترقة ..
لم يعلق أحد على ما قالته فهم ليسوا في مزاج مناسب لحماقاتها ..
لم يتحدثوا كثيرا بشأن الأمر ، فمثل هذه الأمور الجادة يفضل التحدث بها بعيداً عن أوليفيا ، وظلوا صامتين منتظرين نومها حتى يمكنهم مناقشة القضية ..

انتصف الليل وخمدت أوليفيا إلى النوم هي و آندي ، فنهضت آش من سريرها وهي تقول : لم نتجاوز المشكلة الأولى وها نحن نقع في الثانية ..
زفر ويل بضيق : فجأة أصبحت الأمور لا تسير وفق ما نريد ..


تربع نيكولاس على الأرض واضعا يده على ذقنه يفكّر : لو عدنا إلى الوراء قليلاً لوجدنا أن بداية مشكلة النقود تبدأ من تحريرنا لآندي ..
ألقت آش نظرة على آندي المستكن على الآرض : اصطحابه معنا كانت غلطة كبيرة ..
ثم وجهت بصرها إلى ويل : انت السبب يا ويل فقد كنت متعاطفاً معه ..

نظر إليها مستنكرا اتهامها : لحظة لحظة ، من التي وقفت ضدنا جميعا حين أرادت أوليفيا شراء آندي من أبيه ؟؟ ألستِ أنتِ من دعمت أوليفيا في رأيها ضاربة بنصائحنا عرض الحائط ؟؟ كفي عن إلقاء اللوم على الآخرين في حين أنك السبب الرئيسي في كل ما يحصل ..
قال نيكولاس مؤيدا : أنت يا آش دائما تفعلين كل ما تقوله أوليفيا وتنفذين حتى أوامرها المجنونة ، وكل ما نجنيه من هذا هي المشكلات ..
صكت آش على أسنانها بغيظ وهي تراهم يلومونها على استجابتها المطلقة لأوليفيا ..
|| الحمقى .. تناسوا منزلتها فأصبح طاعتها ذنبا ||


خرج آرثر من صمته : أنتم ستلوثون طيبة قلبها بكلامكم هذا يا شباب ، ما فعلته آش من باب عطفها على آندي ، لذا لا تجعلوه سببا لمشكلتنا ..
قال ويل بحدة : انا تعاطفت معه أيضا لكن لا يعني هذا أن أنفق المال كله من أجل إنقاذه ، ثم أنني لا أتحدث عن هذا الموقف فقط ، بل مواقف أخرى كأن تريد اوليفيا شراء ملابس و إكسسوارات أو حاجيات لا فائدة منها ..


آخذت آش نفسا عميقا قبل أن تقول : أولا أنا لا أحتاج إلى دفاعك أيها الهرم ، ثانيا النقود جميعها تعود إلى أوليفيا لذا هي حرة في صرفها بالطريقة التي تشاء ، ثالثا أنا أكره أن يتم التحدث إليّ بهذا الشكل يا ويل ، احذر أن أفقد أعصابي أكثر ..


حرصت على التحدث بهدوء حتى لا تزعج أوليفيا النائمة لكن نظراتها الحادة كانت كفيلة لأن يعرفوا إلى أي مدى هي غاضبة ..
لم يصمت ويل كما تجري العادة ، لأنهم في وضع لا يسمح لهم بالسكوت عن تصرفاتها ..
ـ الحق يجب أن يقال سواء أعجبك أم لا ، معظم النقود التي كانت بحوزتنا هي لي وليس لأوليفيا كما تدعين ، لذا لا يحق لأحد لا أنت ولا هي صرفه بالطريقة التي تريدونها إلا بإذني ..



هو قد تجاوز الحد كثيرا ، لم يعد الجدال هو الطريقة الأنسب للتصرف ، نهضت من مكانها بصمت وقد أمسكت بالخنجر المربوط بالقرب من خاصرتها ..
أخرجته من غمده قليلا ليقفز ويل واقفا هو الآخر قائلا ببطء : كفي عن الجنون يا آش ..

لم تبالي بتلك النبرة التحذيرية في صوته ، بل وجهت خنجرها نحوه وهي تقول : إما أن تسحب كلامك الآن وإلا ..


استشاط نيكولاس غضبا وهو يرى كيف أن آش مستعدة للهجوم على ويل ، هم لم يصلوا بعد لحل للمشكلتين السابقتين وها هما الآن ينويان إحداث مشكلة جديدة ..
ضيق عينيه بانزعاج : لو بدأتما القتال الآن بماذا سيفيدنا تصرفكما ؟؟


ابتسم آرثر بتلاعب وهو يجيب : سنتخلص من أحدَهما أو كلاهما وهذا سيكون في صالحنا ..
نهره ويل بغضب : أصمت أنت وتعليقاتك العشوائية ..
عاد ليجلس في مكانه وهو ينظر إلى آش بهدوء : لتستريحي ..


أعادت خنجرها إلى مكانه وجلست على طرف السرير : ماذا الآن ؟؟ فكرة أن نكون فرقة سيرك جواله كانت فاشلة كصاحبها ، ونحن لا نستطيع الخروج للعمل خصوصا وأن صورنا أصبحت منتشرة ، ورغم أن نيكولاس الوحيد الذي يستطيع التصرف بحرية إلا أنه لن يستطيع جمع المبلغ الكافي لتعويض الخسائر ..
علق آرثر : لذلك كنت أقول أن خسارة عضو أو عضوين من الفريق أمر جيد ..

ابتسمت آش بكراهية : إذا غادر المكان فأنت أقلنا منفعة بل عديم النفع بالكامل ..
وضع كلتا يديه أمام فمه : أظن أنه حان الوقت لأصمت ..


استمر الحديث بينهم سعيا للوصول إلى حل لمشكلتهم ، لكن مع عقلية آش المتحجرة وغضبها المستمر وموقف آرثر اللا مبالية والساخرة كان الوصول إلى أي حل ضربا من المستحيل ..


بزغ الفجر والنوم لم يطرق جفون الأربعة ، وضع ويل رأسه على وسادته وقد تمدد على الأرض منهيا النقاش بغضب : لنكمل حديثنا في وقت لاحق ..
وجهت آش بصرها إلى آرثر وبنبرة آمرة : اذهب لتشتري بعض الطعام لأوليفيا هي بالتأكيد ستكون جائعة بعد أن تستيقظ ..
عاد ويل لفتح عينيه : آش نحن في أزمة لا أظن أنه من اللازم إهدار المزيد من النقود ..
ـ هي يجب أن تأكل ..
قالتها آش بحدة ليقول ويل : قطعة خبز واحدة ستكون كافية ..
لتزيد آش عليه : وبعض الحليب والفواكه الطازجة ..


أغاظه عنادها فأخرج صرة النقود التي تبقَى لديهم وقذفها باتجاه آش : لتفعلي ما شئت لم أعد أهتم ..
ثم عاد وأغلق عينيه بمعصمه ، حينها كان لا بد من تدخل نيكولاس فهو يدرك أن آش لن تمانع في إنفاق النقود جميعها على أوليفيا وحدها ..

قال بهدوئه المعتاد : أنا أقدر حبك الكبير لأوليفيا وولائك التام لها وأنا أحترم هذا الجانب منك ، لكن لا بد من استعمال العقل قليلا ، قد تسعدينها بتصرفاتك الآن لكن ماذا يمكن أن يحدث بعد ذلك ؟؟ الوضع يتأزم في كل ثانية تمضي ، لم نعد نستطيع العمل لكسب النقود كما نفعل في السابق ، ولم نكن نظن أنه سيحدث ذلك أصلاً ، لا بد من أن نضع أمامنا جميع الإحتمالات السيئة ونعمل على تجنب الأمور التي قد توقعنا فيها ، هل تفهمين ما أقصده ؟؟

نطقت بثقة مطلقة : مادمت إلى جانبها سأظل أفعل المستحيل من أجل سعادتها ..
ـ إذا إذهبي لجمع بعض النقود ..
نهضت من مكانها : كنت سأفعل ذلك حتى لو لم تطلب مني ذلك ..
قال مذكرا قبل مغادرتها : السرقة ممنوع ..


تصنعت عدم السماع وغادرت الغرفة ، ألقى نيكولاس نظرة على آرثر : ألن تلحق بها ؟؟
إبتسم بثقة : هي لن تسرق ..
ـ وما أدراك ؟؟
ـ حدسي كالعادة ..
تذكر نيكولاس أمرا : على ذكر حدسك لماذا اتهمت ذلك الصبي دون غيره ؟؟ لماذا لا يكون الفاعل شخصاً آخر ..
عبارته تلك لفتت إنتباه ويل الذي تدخل قائلا باستغراب : عن أي صبي و اتهام تتحدث ؟؟
تذكر نيكولاس أنه لم يخبرهم عن هذه النقطة سابقا لذا روَى عن ما فعله آرثر وكيف أنه كان واثقا من أن ذاك هو مشعل الحريق ..
وحين أرادوا جوابا من آرثر كان قد غط في النوم مسبقا ..
***



كانت في صراع مع نفسها وهي تمشي بين المارة مُخفية وجهها بالقلنسوة المتصل بالمعطف الأسود ..
|| لماذا كل هذا التردد ؟؟ نحن في موقف نحتاج فيها إلى الكثير من النقود لتعويض ما فقدناه ، وليس أمامنا إلا هذا الخيار ، إذا لماذا لا أفعلها فقط ؟؟
النقود من أجل أوليفيا ، ولو تعمقنا في التفكير أكثر سندرك أن جميع المال يعود إليها ..
نعم .. ما أقوم به ليس سرقة بل استرجاعاً للنقود .. ||
ابتسمت برضى حين ابتكرت اسما جديدا للسرقة ، وقد عزمت على فعلها ..


رفعت بصرها إلى الرجل المار من أمامها وبدأت بتقييمه ..
|| لا يبدو فقيرا ، أستطيع معرفة ذلك بمجرد النظر إلى معطفه ذو الفرو الباهظ وهيئته المرتبه ||
اقتربت منه أكثر وبات من السهل خطف المحفظة منه لكن فجأة تبادر صوت آرثر إلى ذهنها ..
{ العادات التي تكون متأصلة فينا يَصعُب التخلص منها ، حتى لو كنا مدركين بأنها عادة سيئة إلا أننا أحياناً نشعر بالضعف أمام إرادتنا فنعود لها محاولين إختلاق الأعذار ، وعندما يحصل هذا معك كما حصل قبل قليل سأكون أنا من يمنعك من ذلك لذا يجب أن تكوني ممتنة لي .. }
التفتت بسرعة إلى الخلف وعيناها تبحثان عنه ..
|| هو في مكان ما بالقرب مني ، أنا واثقة ||
بدت كالمجنونة وهي تبحث عنه بين المارة ، حتى أنها أخذت تصرخ باسمه وتتوعده لكن لا أثر ..

نهاية الفصل ..









[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]




التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 10-16-2017 الساعة 06:58 PM
رد مع اقتباس