عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 09-22-2017, 09:56 PM
 
[frame="5 80"]البــــارت الرابع عشر ........................لشخص واحـــــد فقط !........................
سارت بحديقة القصر بنشاط مستمتعة جداً بجو الصباح المنعش وضعت طبق الخبز على الطاولة و هي تنظر لابنها دانيال جالساُ على كرسي طاولة الأفطار و بجانبه كرستين ابتسمت لهما باشراق فقالت كرستين- ما هذا النشاط سيدة رابينا .. ؟ تقدمين الطعام بنفسك لنا اليوم ..ثم ضحكت برقة فردت عليها بسعادة مبتسمة - اشعر ببعض النشاط حبيبتي ...ثم كيف لي أن لا اقدم الطعام وكرستين الجميلة معنا اليوم ..ابتسمت فبادلتها الابتسامة ..ثم جلسوا حول طاولة الافطار ينتظرون أن يقدم الطعام كاملاً ينقصهم فقط تواجد السيد كاسبر الذي اعتذر بسبب مكالمة طارئة في العمل حيث قالت السيدة رابينا - أمر العمل لا يطاق .. حتى في يوم العطلة لا يمكنه الارتياح قليلاً..- لو فكرتي كثيراً لافسدتي صباحكرددت كرستين عبارتها مما جعل السيدة رابينا تبتسم براحة قائلة- جميلة اليوم يا كرستين .. مشرقة كالشمسحقاً كما وصفتها السيدة رابينا فجمال كرستين كان مغري ..ضحكت برقة وهي ترد عليها- عيناك الجميلة سيدتي .. ثم نظرت لدانيال لعلها ترى تعابير بوجهه لكنها وجدته يصب السكر على القهوة في كوب بدون اهتمام ..بدى شارد الذهن قليلاً تمتمت - دانيال .. دانيال ..احس بكفها الناعمة تلامس ظهر كفه بسرعة أدار رأسه ليحدق بها قال - هل ناديتني ..؟ سألها وهو يزيح ببطء كفه عن كفها ..ابتسمت بدون تصديق قائلة- منذُ زمن لم أراك شارد الذهن كاليوم ..هز رأسه بالإيجاب وهو يعيد نظراته نحو كوب القهوة قائل- أمر ما يشغلني قليلاً- قليلاً ..!قطعت الحوار الغريب السيدة رابينا قائلة ببشرى- دانيال .. لو تعرف من سيشاركنا اليوم طعام الافطار ..لم يفهم كلامها لم يعتادوا على من يشاركهم طعام الافطار ... أنـا ..! لقد وصلت ..فتح عينيه بدون تصديق كأن هذا الصوت يعرفه .. استمع لوالدته تقول باندهاش- وصلتي .. لم اخبر بعد دانيال بقدومك ..سلين تمتم اسمها بهدوء ثم توتر كثيراً لا يعرف كيف سيمثل تلك الحمقاء لقد فاجئته ..وقفت السيدة رابينا من على الكرسي اقتربت تضم سلين وترحب بهافيما لاحظ هو تذمر كرستين الظاهر من عينيها ..هتفت سلين بمرح وهي تتقدم نحو الطاولة ..- وصلت في نصف الحوار ..تقدمت نحو دانيال لامحة بريق غضب بعينيه مالت مبتسمة تقبل خديه قائلة- أن من يشغل بال حبيبي مؤكداً..ضحكت برقة وهي تجلس على يمينه فيما كانت كرستين جالسة على يساره وتقابلهما السيدة رابينا .. كادت تجن من هدوء دانيال لكنه قال اخيراً- اهلاً بك سلين لم تخبريني بقدومك ..غمزت قائلة- احببت أن تكون مفاجئة لك ..نظرت لكرستين قائلة كيف حالك آنسة كرستين..؟بدون نفس ردت- بخــير..اخيرا ابتسم دانيال ليمثل قليلاً من الود - عزيزتي .. هل اطلب لك كوب من القهوة ..؟ ..شعرت بالنصر من تضايق كرستين قالت - اممم ..بعد الافطار ..تأملته قليلاً ثم قالت ..دانيال تبدو متعباً هل عادت الحرارة إليك ..؟سألته وهي تضع كفها على جبينه حرك رأسه بالنفي شعرت بالضحك حين لاحظت حركاته الآلية يبدو متشنجاً من تصرفاتها التي تربكه ..قالت مبتسمة باطمئنان- لا أثر للحرارة دانيال ..رد بابتسامة خفيفة- محظ ارهاق لقلة النوم..عقدت حاجبيها فيما تولد بداخلها شعور الحقد فكرة واحدة دارت برأسها ..دانيال لم ينم بوجود كرستين ..خاصة حين لمحت ابتسامة كرستين الخفيفة قالت- لم تنم !لم يفهم مقصدها حيث هز رأسه بالايجاب ..قلصت غضبها لتحوله لتوبيخ خفيف - لم تشفى نهائياً دانيال .. السهر يرهقك ..ثم اكملت بحب أرجوك حبيبي لا ترهق نفسك بالعمللم يرد لتدخل كرستين المفاجئ حيث قالت بابتسامة خبيثة فهمتها سلين - لقد سهرنا البارحة معناً .. لم يكن من أجل العمل .. نظرت لدانيال قائلة .. أليس كذلك ..؟اغمض عينيه وفتحهما بنفاد صبر هز رأسه بالإيجاب لكنهُ اضاف قائل- سهرت اكثر اتدرب على مقطوعة موسيقية ..شبت نيران في قلب سلين .. تمالكت اعصابها بابتسامة متصنعة إذن ظنونها كانت بمحلها.. رمقت كرستين بطرف عين ثم تدخلت السيدة رابيناتشغلهم بمواضيع مختلفة .. ..بعد أنهوا تناول طعام الافطار ألتموا في الصالة دانيال كان على الأريكة وبجانبه تجلس سلين فيما كرستين جالسة بجانب السيدة رابينا بأريكة أخرى .. كان جالساً يقرأ مجالات لم تستطع سلين حتى قراءة وفهم كلمة مما كتب فيها ... أرادت أن ترضي فضولها بقراءة اسم المجلة على الأقل لكنها لم تفهم شيء .. سألتهُ فجأة- لماذا تصعب الأمور و تقرأ مجالات فرنسية ..؟ .. يوجد مجلات مسلية اكثر بلغة التي نتحدث بها ..اشاح المجلة عن عينيه رافعاً نظراته نحوها قبل أن يرد تدخلت كرستين قائلة بثقة ممزوجة بالفخر ..- اعتقد أنك لا تعرفين أن دانيال يقرأ هذه المجلات فقط ليقوي قدراته بلغات متعددة .. ثم اكملت بخبث ..لم اعتقد أنك لا تعرفين ابسط الأشياء عنه ..حقاً لم تعد تحتمل التجريحات المخفية ..ستريها إذن .. بجراءة مرحة مدت يدها تبعد المجلة عنه بطريقة مفاجأة رمت المجلة على الطاولة الزجاجية فعقد حاجبيه باستغراب و هو يراها تقف فجأة لتمسك كفه تسحبه محاولة أن تجعله يقف قال مندهشاً- ما بك ..؟ !ابتسمت غامزة والنيران تحترق بداخلها ..- أنا هنا .. فلا تنشغل بأحد غيري ..-ها !لم تعطيه فرصة لتحدث حيث زمجرت بتملل يمتزج بغنج فوقف مستسلماً فيما ضحكت السيدة رابينا بفرح .. قادته نحو الحديقة و فور أن ابتعدت الأنظار عنهماحتى حرر كفه من كفها ...قال بغضب من بين اسنانه ..- أيتها الطفلة .. ماذا تفعلين ..؟توقع أنها ستغضب ستصرخ ستتهمه بأنهُ يجرحها دائماً .. لكنها ابتسمت فبدت كالأغبياء وهي تقول ...- رأيت إرجوحة بدت مريحة .. تعال و ادفعني ..اطلق ضحكة استهزاء ثم قال - ادفعك ! ..ما رأيك بان ألعب معك أيضاً ..؟ سيكون مسلياً ..ادركت أنهُ يسخر منها تصنعت عدم المبالة ثم قالت- امم مسلياً .. نعم مسلياً لكن لو رسمت ابتسامة جميلة و ضحكت واصبحت مرحاً قليلاً- اممم فرك باصابعه ذقنه .. إذن أبتسم و اضحك و اصبح مرحاً .. شروط للعب معك ..هزت رأسها بالإيجاب فقال متماسكاً اعصابه- كفي عن التحدث كالأطفال .. ألعبي بمفردك ..- حسنا رافقني ..نطقت باصرار قبل أن يرد شعر بكفها تمسك كفه .. حدق بها باستغراب وجد جسده يتحرك حسب ما تقوده هي اتجهت لمكان بعيد في الحديقة حيث وجدتأرجوحة مريحة لم يكن حقاً يهتم بتواجدها .. ركضت نحوها صارخة بفرح .. ثم جلست وهي تدفع نفسها بخفة من بين لحظة و أخرى كانت تنظر لهُبتشجيع ليتقدم زمجر محدق بها بطرف عين انسحب عائد للقصر قبل ان يبتعد اكثر صرخت بمرح- تعال ..استدار لها محدق بتنورتها الصفراء القصيرة لنصف فخديها تزينها حزام اسود فيما يغطي بقية فخديها وساقيها جوارب صفراء ترتدي بلوزة تظهر ذراعيها اظهرت انوثتها بامتزاجها بلون الأبيض و الأصفر الفاتح فيما رفع شعرها بربطة صفراء أم وجهها لم يزينه سوىكحل بسيط رسم بعينيها ليزيد حلتها جمالاً .. حدق بها و كأنهُ اول مرة يراها .. ابتسم ابتسامة جانبيةعلى نفسه لماذا هو مستغرب من حالتها تبدو لهُ اليوم أكثر اشراقاً ...استيقظ على صوتها الصارخ بمرح- تعال و ادفعني ..رفع حاجبيه مستغرباً .. فواصلت .. ستشعر بالمتعة .. اغمضت عينيها تقول بلذة اممم ..قلبك سينشرح و هموم الدنياستهرب منك .. امم وستشعر أنك طيراً مميز في السماء ...فقط ادفع الأرجوحة و ادفع همومك معها ..مع كل عبارة كانت تغمض عينيها بتعابير مختلفة ..راقبته يعود من بعيد بقميص ابيض مفتوح أول زرين سوداء به ليظهر تفاصيل أعلى صدره مع بنطال ازرق فاتح .. تقدم بابتسامة خفيفة غيرت كثيراً من ملامحه جعلتهُ اكثر جذابة طار قلبها فرحاً .. أول مرة استطاعت تغيير رأيه و أول مرة سمعته يهتف بجدية بدت مرحة نوعاً ما ..- لو اخطأت التعبير .. لأخذت أجرى دفعك يا صغيرة ..لم تستوعب كلامه اكثر لانها فجأة وجدت نفسها تطير إلى الأعلى باندفاع الأرجوحة القوي . اطلقت صرخات عالية فرحة حين اندفعت الأرجوحةإلى الأعلى مجدداً .. طار قلبها فرحاً و هي تهتف بسعادة بدت بعينيها ..- تعال و جرب دانيال .. ستشعر براحة كبيرة ..توقف عن دفعها ثم سار ليقف مقابل لها بدت الأرجوحة تخف سرعتها شيء فشيء أشارت لهُ بجانبها بعينين فرحة ..هتفت- اجلس هنا و جرب ..تأملته يرفع حاجبه و كأن الأمر لم يعجبه شجعته بعينيها فاقترب خطوتان بتردد ثم اكمل المسافة المتبقية بخطوة و جلس بجانبها ..لم تكن حقاً مهتمة بأمره كثيراً كل ما اهتمت به هو اللعب و المرح ..قال - وماذا الان ..؟ من سيدفعنا ..؟بمرح ممزوج بجدية متحمسة قالت- يمكننا دفع انفوسنا ..- تتحدثين بجدية و كأنك تعلميني إحدى الفنون القتالية ..- هههه .. ضحكت بغباء ثم صمتت باحراج حين لم يبتسم حتى .. واصلت تقول .. ساعدني بالدفع ..ازعجها حين أراح ظهره على ظهر الأرجوحة المريح بدا يـفكر وهو برفع رأسه لسماء شابكاً اصابع كفيه خلف عنقه .. صرخت فعدل من جلستهعلى صوتها المنزعج- ترتاح على الأرجوحة ..! .. لم اطلب منك ذلك ..عقد ساعديه أمام صدره ثم حول نظره نحوها قائل - اممم .. موقع الأرجوحة مكان مناسب للاسترخاء ..- انسان ممل ! ..برقت عينيه بلمعة خبيثة اقترب منها اكثر فرفعت ذقنها بشموخ و كأنها لا تهتم لأمره .. تنحنحت بشموخ فيما توترت حين مال برأسه نحو رأسها تمتم بصوت جذاب كاد أن يقضي عليها- امم ممل .. ترغبين ببعض المتعة قليلاً .. برقت عينيه بالخبث وجه عينيه نحو عينيها مباشرة تعمد تأملها كتنويم مغناطيسي فلمح الارتباك المطل من عينيها انزل عينيه ببطء نحو شفتيهاالورديتان بلذة مال بشفتيه ببطء نحو شفتيها فيما توسعت عينيها من نوايه.. لمسة أنفه الخفيفة على أنفها كانت كافية لتجميع طاقتها ودفعه بكلتا يديها عنها ..كبت ضحكة كاد أن يفلتها لكنهُ اطلقها بخفة حين قفزت من مكانها تقول و كأنها تغير الجو قليلاً .. هتفت بارتباك واضح حاولت محيه بعزمها قائلة- لابد أن تجرب الأرجوحة .. هي ليست للاسترخاء فقط ..ظهرت اسنانه البيضاء لضغطه على اسنانه خشية أن ينفجر بالضحك .. اه كما يستمتع بتوترها و اخافتها .. مشيت لتستقر خلفه تقول - سادفعك ..يديها كانت ترتجف وجسدها ايضاً .. استقرت خلفه لتدفعه بيدين مرتجفتين لكنها لم تستطع فثقل جسده و ارتجافها لم يساعدها بذلك ..تنفست بقوة و حاولت مرة أخرى بكل قوتها لكنه وقف بتلك اللحظة صرخت حين اختل توازنها اغمضت عينيها قبل أن تسقطلكنها شعرت بيدين تمسك ذراعيها قبل السقوط أدارها له لتقابله فعقدت حاجبيها بحنق مما فعله تمتم بسخرية لم تكن جارحة و هو يمسك كلتا ذراعيها مشير إلى كفيها قائل- هل ستدفع هذه الكفين الصغيريتن ثقلي ..؟تحولت عينيها لحيرة فقال متعمد استفزازها و هو يتركها ليعود نحو كرسي الأرجوحة - فكري فكري .. ربما لم تصلي لجواب بعد ..اطلق ضحكة مستفزاً إياها بمرح و حقاً كما أراد اشتعلت غضباً و هي تذهب نحوه مهرولة .. بحنق صرخت حين رأته يجلس على الأرجوحة براحةانقضت نحو تجره من ذراعه بقوة .. وهي تهتف- اخرج .. قم من هنا ... أنا سألعب عملك فقط أن تدفعني..الأرجوحة للعب فقطاستجاب لحركتها حين سمح لها بأن تجره لتخرجه من الأرجوحة ..تحولت ملامحه لاستغراب ثم قال مستفزاً- وللاسترخاء أيضاً ..زمجرت بعنف - ليس كذلك ..- خير دليل أننا لا نملك اطفال هنا .. لقد جلبناها فقط للاسترخاء ..صرخت بعنف كالاطفال لم تعد تحتمل بتاتاً ثم أنهالت بقبضات يدها تضرب صدره بعنف .. سمعتهُ يقول ممثل الألم - آه .. لقد آلمتني ..السخرية واضحة بدت عليه ضربت صدره بقهر و هي تشتمه بشتائم عدة .. ثم بلحظة تذكرت ما تفعله توقفت عن ضربه قليلاً ..فكرت أنها لو تشاجرت معه الآن فكرستين هي المنتصرة بدت تشرد قليلاً و عما الهدوء بين الطرفين ليوقظها صوته يقول - ألن تكملي ضربي ..؟رفعت عينيها نحو ليلمح الحيرة و كأنها لم تأبه لما قال برقت عينيها بلمعة خبيثة قالت - لنخرج معاً ..- ها ! ..ضمت شفتيها باستياء فيما عينيها كانت ترجوه بالموافقة حقاً أراد الضحك .. ما الذي تفعل به هذه الطفلة المتيمة بحبه .. ؟ نعم هو واثقمن هذا .. لم يستطع سوى رسم ابتسامة هادئة كانت كافية لتعرف بها سلين الرد ...بعد دقائق كانت جالسة على على المقعد الأمامي في سيارة دانيال لازلت ترسم ابتسامات غبية تعبر عن فرحها فيما دانيال كان يرتدي نظارته السوداء و هو حقاً لا يعرف أين يذهب مع خطيبته كما يقال .. تذكر توصيات والدته الفرحة بأنهُ قرر الخروج معها لتنزه كمااوصتهُ أن يكون لطيفاً فهي بكل تأكيد تفهم ابنها الخالي من المشاعر ..لم يكن مهتماً بعتب كرستين عليه البادي من عينيها حيث لم يكملالنهار معها .. قطعت افكاره صوت سلين تقول- افتح هذا ..رفع عينيه نحو سقف السيارة حيث كانت تشير له باصبعها .. بهدوء لبى طلبها فصرخت بفرح وهي تتلقى نسمات الهواء العليلة بشكل اكبر ..قال بحزم- كوني اكثر هدوءاً .. لا احب المزعجين بسيارتي ..رمقته بنظرات حاقدة ثم عقدت ساعديها أمام صدرها بانزعاج وحنق واضح .. لا يعرف سوى الهدوء حقاً الحياة بدون مرح تكون كئيبة .. ابتسم هذه المرة على حنقها ثم تخلخل صوت هاتفه معلناً عن متصل رد باحترام خالي من البرود مما ادهش سلين- صباح الخير سيد شارلي .... جاءها فضول من مكالمة السيد شارلي لدانيال بهذا الوقت استمعت لدانيال يرد .. انا بخير و سلين معي الآننحنُ في طريقنا لنزهة .. . نعم هي بجانبي .. تريدنا أن نأتي ؟.. حسنا حسناً حدث سلين بنفسك ..مد هاتفه لسين فاخذته و وضعته على أذنها قالت - مرحباً سيد شارلي .. رد عليها قائل- لماذا لم تودعيني قبل مغادرتك ..؟ابتسمت قائلة- آسفة .. لم أرد ازعاجك بيوم عطلتك فقد كنت نائماً لذا اخبرت الخدم باخبارك ..رد بفرح من كلامها لقد بدت تكلمه باسلوب جميل - حبيبتي .. لقد كنتُ أعد مفاجئة جميلة لك ..- مفاجئة ..! هتفت بدهشة .. فقال- تعالي إلى الفلا برفقة دانيال ..بحيرة ردت - اممم .. حسناً ..انهت المكالمة ثم اعادت الهاتف لدانيال قال و هو يركز بالقيادة - نذهب للفلا .. ؟- اممم ... لكن عدني بأنك لن تنهي النزهة لو ذهبنا . سأرى المفاجئة ثم نعود لنزهة .. ماذا قلت..؟ابتسم على مبايعته بحذر رد - لك ما تشائن فتاتي ..فتاتي ! .. منذُ متى ..؟ لم تهتم كثيراً قالت - تتوقع أي مفاجئة تنتظرني ..؟- بحق الله وما ادراني ..؟زمجرت بملل قائلة- انسان لا تمتلك خيالات ..- افضل من أن اكون خرافي التفكير ..ضحك حين لمح غضبها .. لم يكن يعرف كيف اسعدت ضحكته سلين ... لقد بدا لها شخصاً آخر .. واصل الطريق نحو الفلا .. استقبله الحارس وفتح له باب دخول السيارة لكنهُ صفها خارجاً قائل بأنهما لن يتأخرا كثيراً ...دخلت الفلا معه فانتظرهما السيد شارلي في الداخل رحب بهما ثم قبل وجنتين سلين التي لم تغضب بتاتاً ولم تدفعه باسلوب جارح مما جعل دانيال يعطي اشارة استفهام لسيد شارلي فرد عليه بابتسامة مطمئن .. سلين كانت تحترق شوقاً لتعرف المفاجئة بينما دانيال كان عادياً .. رفض شرب العصير بأدب فاستغلت سلين الفرصة تقول- ما هي المفاجئة ..؟ أكاد أموت شوقاً عن تلك المفاجئة التي وصلت اهميتها لطلبك بتغيـير طريقنا نحو الفلا ..وجهت كلامها لسيد شارلي بفضول فوقف من على الأريكة قائل - اتبعيني يا صغيرتي و أنت دانيال ...وقفا لرغبته و سارا بعده كما فعل هو ..توقف أمام الباب الخلفي لحديقة القصر هتف بابتسامة مكر حين لمح ابتسامة دانيال الجانبية ..- دانيال .. هل اخبرتها عن المفاجئة بالسيارة ..؟ضحك قائل - صدقني لم افعل ..نظرت له سلين بلؤم ثم قالت- يا لك من مخادع .. ألم تقل بانك لا تعرفها ..؟ابتسم على كلماتها فرد السيد شارلي - دانيال من ساعدني ..ردت بشوق- لا اطيق الانتظار .. بسرعة ارجوكما .. شعرت بدانيال يستقر خلف ظهرها بلعت ريقها حين لامست كفيه عينيها لتحجبهما عن النظر .. سمعت صوت انفتاح باب الحديقة الخلفيةتحركت إلى الخارج استجابة لحركة دانيال دق قلبها بقوة من قربها الشديد منه أما لمسته كادت أن تذوب قلبها الضعيف ..هتف بخفوت- مستعدة ..حركت رأسها بالإيجاب فانزل كفيه عن عينيها ببطء .. فتحت عينيها ثم رمشت بدون تصديق ..أتحلم ..؟ .. وضعت كفها على فمها تمنع شهقة فرح .. نظرت لسيد شارلي ثم لدانيال المستقر خلف ظهرها كلاهما كان يرسم ابتسامة خافته .. صرخت - لا اصدق ..ركضت بجنون نحوها و هي تصرخ -سيارة ! ..تأملتها عن قرب .. سيارة حمراء حديثة الطراز تناسب الجنس الأنوثي اكثر ..لمحت العلبة الصغيرة المغلفة بغلاف احمر على السيارة .. فتحتها لتجد مفتاح السيارة بها .. رفعت عينيها نحو دانيال كان ينظر لتعابير وجهها السعيد بتمعن حولت عينيها نحو السيد شارلي بفرح ثم قالت بدون تصديق- حقاً لا اعرف ما اقول .. سيارة .. لقد كنت احلم بقيادتها ..ثم أعادت نظرها لسيارة لتكمل ..جميلة جداً ابتسم بود قائل- طلبتُ من دانيال اختيارها .. نطت فرحاً و عينيها تبرق شوقاً لتجربة السيارة .. اعتلت مقعد السائق بثقة تلاشت كل تلك الثقة فور أن تأملت المحرك .. المقود .. دائرة كالساعة تحتويعلى الأرقام فتذكرت أنها لقياس السرعة .. تلك الاشياء الغريبة جعلت الرعب يقتحمها ... خرجت فاستمعت لسيد شارلي يقول- كيف كانت ..؟ابتسمت بغباء - رغم أنني لم افهم شيء من اجهزتها لكنها كانت جميلة و مدهشة أيضاً ..هل استطيع الخروج فيها مع دانيال لنكمل النزهة..؟بثقة رد عليها- اكيد ..- حقاً .. رسمت ابتسامة كبيرة ثم محتها و كأنها تذكرت شيء .. قالت بخيبة أمل .. لكنني لا أجيد القيادة ..اطلق ضحكة فيما ارتسمت على دانيال ابتسامة على كلامها المضحك .. قال السيد شارلي - ستـتدربي سلين .. زمجرت قائلة بتافف - القيادة صعبة جداً .. لن اتمكن من تعلمها ..ضحك مجدداً ثم قال- حبيبتي ... لا تقولي ذلك ساعلمك بنفسي ..- اليوم ؟؟سألته بفضول .. اتربط لسانه توتر و هو يتذكر العمل في الحاسوب ابتسم قائل- لذي بعض الأعمال اليوم ..فلتذهبي مع دانيال الان لنزهة ..تقدم دانيال على ذكر اسمه ..حقاً اليوم يشعر برغبة كبيرة بالضحك اليوم خاصة مع التغيرات التي تتطرأ على سلين حين ادرك أنها ستصيب السيدشارلي بالصداع من اصرارها العنيد بتعليمها القيادة اليوم تدخل قائل- سلين .. هياا .. استدارت له فاكمل - لنخرج بسيارتك ..- ها !! .. كأنها تستوعب الأمر للحظات حتى هرولت نحوه وابتسامتها تتزايد اكثر .. سنخرج بسيارتي الحمراء .. حرك رأسه بالإيجاب قائل- نعم ثم اكمل باستهزاء ..بالحمراءلم تأبه لشيء .. سعيدة جداً بأنها ستخرج بسيارة لها .. إذن نزهة جميلة ..هتف السيد شارلي و هو يرسل لسلين قبلة بالهواء .. نظرت لدانيال فوجدته قد اعتلى مقعد السائق .. إذن لن تكون هي اول من سيقود سيارتها فدانيالهو الأول دايما .. صعدت السيارة بالمقعد الأمامي.. اعطته مفتاح السيارة فالتقطته وشغل السيارة بحركة متقنة داس على المحرك فاشتغلت السيارةتلك اللحظات مرة على سلين كالحلم .. السيارة الجميلة المغطاة كراسيها بنايلون دليل على أنها جديدة كادت أن تفقد صوابها .. ابتدت الرحلة الصعبةفي الطريق العام حيث كان دانيال يقود السيارة بملل فضيع لا يعرف أين يذهب مع سلين فيما هي تبدو نست النزهة و أخذت تلمس كل قطعة بالسيارةحتى المكيفات أخذت تتفحص درجة برودتهم ..وجهت نظرها لدانيال ثم قالت- تقود بمهارة ..رمقها بنظرات سخرية لكنه لم تظهر بسبب عينيه المغطاة بالنظارة السوداء سألها ..- أين تودين الذهاب ..؟- اممم ... لنذهب إلى الساحل ..تلك المنطقة البعيدة حيث لا يوجد إلا قليل من الناس ..أخذ يتذكر من وصفها قال بملل- بحق الله ما الذي تقولينه ..؟ هل نقطع كل تلك المسافة لمكان لا يوجد فيه سوى سيارات تمر به احياناًلامته قائلة بحنق
- ليس بهذا السوء .. يكفيني فقط الجو المنعش هناك ..لم يستطع سوى التزفير بملل .. ابتسمت حين ادركت انه اقتنع بالذهاب إلى المنطقة الساحلية ..اوقف السيارة أمام مدجر ثم عاد حاملاً كيس يحتوي علىعصائر و مياه معدنية مع بعض قطع الشوكلاه اللذيذة .. احست انها حقاً ستذهب لمكان مهجور ابتسمت برضا ثم أراحت ظهرها على ظهر الكرسي ..اخذت تتحدث مع كاثرين بمكالمة هاتفية اطمئنت بها عن احوالهم .. لفت رأسها نحو دانيال ربما تتحدث معهُ قليلاً لتبعد ذاك الممل الفضيع لكنهُ كانمركز بالقيادة فقط ..ارخت جسدها شاردة قليلاً وضعت سماعات الهاتف على أذنيها لعل الوقت يضيع ..لكن الوقت كان يمر ببطء زفرت قائلة- دانيال .. هل بقي الكثير ..؟- ثلاثون دقيقة ..شهقت ثم قالت- كل ذاك الوقت ولازال هناك ثلاثون دقيقة..- الذهاب لذاك الساحل اشبه بالسفر لقد حذرتك ..فهمت لماذا اشترى مياه معدنية و عصائر .. اطمئنت فعلى الأقل لن تمت عطشاً ..طوال الطريق كانت تتسلى بتأمل السيارة و بأحلامها تفكر وتفكر فقط ..اخيراً اعلن دانيال عن وصولهما اطلقت صرخة تعبر عن فرحها ..فيما صف دانيال السيارة بمكان كان شبه مناسب .. تأملت البحر عن بعد بدا قطعةمن الحرير الأزرق تتاميل مع الرياح لتعطي منظراً في غاية الروعة و مع صوت الأمواج الهائلة التي تصدم بالصخور الكبيرة مصدرة صوت ارتطامقوي جعلها تشعر أنها في اسطورة من الأساطير القديمة .. ! أم تتطاير حبات المياه بسبب الاصطدام بالصخورزاد المنظر روعة و خاصة مع ذاك الجو المغيم على المكان ..! كل ذاك شاهدته من على النافذة المفتوحة .. لم تعد تحتمل صبراً فتحت باب السيارة و ترجلت بهدوء استندت على السيارة تراقب المنظر عن بعديا الله كم تحب هذه الأمكان ..! .. تأملت ناسية العالم فشعرت بكف دانيال تستقر على كتفها رفعت نظرها نحو ثم ابتسمت ابتسامة هادئة قالت ..- المنظر جميل .. رومنسي للغاية ..ابتسم بخبث ثم غمز ..- اه .. لهذا اردتي أن أكون معك ..اطلقت شهقة حين فهمت قصده و ادركت ما قاله .. احمرت وجنتيها ثم قالت ممثلة الحنق- لم اقصدك .. - هههههه اعرف أنك تحبيني ..انزعجت من ضحكته الخبيثة فقالت محاولة أن تشعل الغيرة فيه- لو كان روك في محلك لكنتُ قصدته ..لم يقل شي فانزعجت أنهُ لم يعبر عن غيرته قليلاً بالاساس هو لا يحبها كي يغار ..انزعجت من حذائها العالي و هي تسير نحو الساحل حيث كان يغوص في الرماللكنها فكرت أنها لو خلعته لاصبحت سيارتها ملطخة بالرمال بسبب قدميها .. راقبها عن بعد وهي ترفع ذراعيها لسماء بفرح ثم تنط كالأطفال .. صرخ لتسمعه- سلين .. إياك اللعب قليلاُ في المياه .. أرادت أن تعانده فقالت- سافعل ..صرخ مجدداً لتسمعه- سيارتك ستتوسخ ..زمجرت لأنهُ عرف نقطة ضعفها ..تجاهلته فضحك حين سمع صراخها الطفولي بهتافات لم يكن لها أي معنى ..لحقها بخطوات كبيرة هادئة استقر خلف ظهرها لثوان.. اغمض عينيه بسبب خصلات شعرها التي كانت تتطاير لتضرب وجهه بخفه رمش بعينيه منزعجاً ثم امسك بكفه ذراعها .. استدارات بحركة عادية نحوه حدقت به مطولاً فقال ..- أينبغي أن أظل مطولاً استمع وانظر لجنونك الطفولي ها ..؟سألها متنرفز .. فعقدت حاجبيها بدون رضى عن كلامه قالت بدون مبالة ..- ليس ذنبي لو لم يكن لذيك طريقة خاصة بالاستمتاع ..استفزته فقال بتافف - و هل تسمين هذا الجنون استمتاعاً ..؟ضحكت فاثارت اعصابه بدون قصد قالت - طريقتي المفضلة .. فما هي طريقتك ..؟زفر عاضاً على شفتيه .. ضحكت مجدداً بمرح حيث ادركت سؤالها .. أنها متأكدة أن دانيال لا يوجد لديه طريقة ليسلي نفسه و سؤالها كان صعباً عليه لذا اكتفى بالتزفير .. رحمت حالتهُ فقد استسلم اليوم لرغبتها دون نقاش بالخروج معها دون عناد .. لم ترد أن تزعجه فهي سعيدة أنها اغضبت كرستينحين خرجت مع دانيال لقد ساعدها دانيال باثارت غضب كرستين وهو لا يعرف بذلك .. سارت عنهُ مبتعدة تفكر .. استدارت لهُ في نصف طريق الرمالالمؤذية لساحل ..ابتسامتها السعيدة اظهرت غمزاتها لتضف شيء من الجمال إليها .. تمايل خصلات شعرها الامامية على عينيها زاد وجهها البريئ جمالاً ..ضحكت بفرح رافعة كفها لتلوح لهُ أرادتهُ أن يبتسم ..حيث كان واقفاً داساً يديه في جيبا بنطالة شعره الأسود الكثيف يتمايل مع حركة الرياح الخفيفة ام شفتيه كانت خالية من أي ابتسامة صرخت عن بعد ليسمعها ..- دانيال .. تعال إلى هنا .. لنصعد على هذه أشارت لهُ نحو صخرة كبيرة عريضة على بداية الساحل على يمينه .. . حاول التركيز على ملامحها من بعد .. هتف صارخاً ...- و بأي شعور ساشعر هذه المرة ..؟ حقاً لا اريد التحليق بالسماء مع العصافير ..اطلقت ضحكة رنانة .. جعلتهُ يرسم ابتسامة على طرف شفتاه ..قالت من بين ضحكاتها و هي تكمل طريقها نحو الصخرة - هذه المرة ربما ترغب بأن تغوص في اعماق الساحل..لم يستطع سوى الابتسام بهدوء ثم لحقها بخطوات كبيرة توقف أمام الصخرة بجوارها .. عينيها السوداء كانت تلمعان بشغف نحوه .. راقبته يلتسع من جريان المياه الخفيفة الباردة على قدميه لم تكن المياه قوية حيث كانوا في بداية الساحل ..ابتسمت بظرافة ثم قالت- اخلع حذائك .. السيارة لن تتوسخ ههههههحرك رأسه بالنفي - لا احبذا ذلك .. بحركة سريعة اعتلى الصخرة العريضة بمهارة ادهشتها .. كيف لم تضايقه الشروخ على الصخرة لا بل لتقل كيف لم تنزلق قدمه حين اعتلاها بمهارة..راقبته يتنهد ثم يرفع رأسه لسماء المغيمة .. قطع تفكيره بهذه الجو المريح تذكر سلين نظر بجانبه فلم يراها .. وجدها واقفة بجانب الصخرة تتمعن ملامحهلم يأبه لنظرة الحب في عينيها قال ببرود - ما بك ..؟ .. اصعدي ..- امممم ... لمح الحيرة بعينيها فابتسم على ضعف الفتيات بالنسبة له .. اقترب لطرف الصخرة من ناحيتها ليمد كفه نحوها .. - امسكي بي .. قالها بحزم مؤدب ...تاهت أفكارها حين برقت عينيه الرماديتين المركزتان بملامح وجهها فيما كانت كفه لازلت تعرض عليها المساعدةبلعت ريقها بصعوبة ابعدت افكارها الحمقاء ثم ابتسمت باضطراب وضعت كفها على كفه براحة امسكت بيدها الأخرى بالصخرة بقوة شدها إلى الأعلىفصرخت حين رفعها بقوة لم تكن باستعداد لذلك الموقف فقدت توازنها لدفعته القوية لها للأعلى امسكت بكفيها قميصة كي لا تسقط للوراء .. برقت عينيهحين لمح اصابعها تنفتح عن قميصة لتعود إلى الوراء و بحركة سريعة وضع كفه خلف ظهرها منعها من السقوط إلى الوراء لكنهُ لم يتوقع أنها دفعته بقوة بصدره بحركة غباء تلقائية لتتمسك به اكثر .. لم يكن مستعد بتاتاً لخطوتها الحمقاء اختل توازنه مما جعل ظهره يعود إلى الوراء ليتمدد على الصخرة باصطدام قوي جن جنونه حين ادرك الجسد المتمدد على صدره هذا حقاً ما ينقصه ألماً في رأسه وظهره و جسدها على صدره لم تكن ثقيلة لكنها شعرته بضيق تنفس و خاصة في حالتهُ الصعبة تلك .. اطلقت شهقة من صوت ارتطام رأسه على الصخرة .. ادركت أنها امسكت به اكثر لتسقط معه آه .. آه يا رأسي .. اطلقت شهقة مجدداً من صوت دانيال المؤلم .. رفعت رأسها وهي لازلت على صدره كان مغمض عينيه بتألم ..هتفت بخوف- دانيال .. هل مت ..؟ ..تمتم بضيق و يكان يجن من سؤالها الأحمق- ابتعدي عن صدري .. لقد تكسر جسدي ...انزاحت عنهُ فوراً .. مسكين حقاً جسدها كان قد كسر ما تبقي لهُ من عضو .. هذا ما فكرت به ..انزاحت عنهُ لتجلس بجانبه .. رجليه لم تسع طول الصخرة حيث كان نصف جسده على الصخرة والنصف الآخر يتدلا للأسفل.. ثوان حتى ارتكأ بكفه على الصخرة ليجلس بتألم .. مرر كفيه يفرك الضربة على رأسهمصدراً تأوهات خفيفة .. نسي ألمه حين لمح نظرة الخوف بعينين القطة بجانبه بالضبط .. رسم ابتسامة جانبية على لمعة بعينيها مد أنامله بخفة نحو وجهها البريئابتسم ابتسامة اطمئنان شتت قلبها .. استقرت أنامله على عينيها تزيح دمعتان متحجرتان في اجفانها .. تمتمت بغصة- آسفة .. لم أكن اقصد إيذائك .. - أنا بخير أيتها الحمقاءقالها بصوت جذاب بدا يمتلك شيء من الليونة فلم تنزعج من نعتها بالحمقاء ابتسمت بخوف عليه .. أشار بيده لصدرة ثم تمتم بعطف- تعالي إلى هنا ..تلك الدعوة أغرتها كثيراً حقاً كانت خائفة لم ترفض بتاتاً خاصة حين شجعتها عينيه اقتربت لتسند رأسها على صدره بخفه .. شعرت بكفه تستقرخلف ظهرها بعد تردد كبير .. تمتم بعد ثوان - لا أحب دموعك يا سلين .أنا بخير لم أمت بعد . ..دموعك ثمينة .. فتاتي ..فتاتي ! .. مجدداُ قالها وبنفس اليوم نبض قلبها بقوة شعرت بتلك اللحظة بشعرها يتحرر من ربطة الشعر .. ثم لمحت بعد ذلك ربطة الشعر تطير نحو الساحل ابتعد عن صدره قليلاً .. حدقت به بنظرات استغراب فهو من حرر شعرها بيده .. رد بثقة لطيفة من السؤال الذي فهمه من عينيها - احب شعرك مفتوحاً .. يشعرني بالنقاء .. أنتِ ..قطع جملته بالصموت .. محا تلك النظرات اللينة و هو يعدل قميصه من التجعيد .. فيما شردت سلين حقاً .. ما بال دانيال اليوم .. ؟ .. جلست على الصخرةفيما قدميها كانت متدليتان نحو الأسفل .. هتفت- تعال و اجلس بجانبي .. لننظر للبحر ..لم يرد عليها .. بعد ثوان كان جالساً بجانبها كما طلبت صامتاً دون التحدث كلاً منهما كان يتأمل الطبيعة بصمت و انسجام .. هي كانت تشرد بعالمهاالخاص بدانيال الذي اقتحم حياتها فجأة .. روك ..سفر كاثرين و سيمون .. عودة السيد شارلي .. الجامعة .. الدروس .. المحاضرات .. أشياء كثيرةشغلت بالها .. مرت دقائق على نفس الحال ثم لفت نظرها نحو دانيال تمتمت- بماذا تفكر ..؟لم ينظر لها .. قال- بمعزوفة موسيقية ..- ألازلت تتدرس بالمعهد الموسيقي ..؟حرك رأسه بالايجاب قال ..- نعم .. حفلة موسيقية ستقام بعد حوالي اسبوعين .. رسمت ابتسامة فرحة ثم قالت - آآه ! .. حفلة موسيقية جميل ! .. ما هو دورك ..؟- العزف على البيانو .. لازلت حائراً يتطلب أن تكون المعزوفة من تأليفي ..بحيرة قالت- لذيك الكثير من المقطوعات .. لمَّ تهتم كثيراً ..؟ اختر أي واحدة جميعهم رائعون ..حرك رأسه بالنفي ثم قال- معزوفة واحدة فقط دخلت مزاجي ..لكنها صعبة ..حتى الآن لم استطيع تأليف نهاية مدهشة تتناسق مع ضخامتها ..- تبالغ بعض الشيء .. أنت أمير البيانو .. صدقني ..بلحظة عادت إلى أول لقاء لهم في المعهد الموسيقي .. ابتسمت على كلامها السابق أول لقب لقبته .. أمير البيانو .. كيف جمعهم القدر هكذا ..؟قال بحيرة ..- اممم امير البيانو إذن ..احمرت وجنتيها و هي تتذكر اعجابها الشديد به في أول يوم بالتأكيد قبل أن يشب ذاك الصراع بينهما اغمضت عينيها ثم قالت- أودت أن أخبرك في وقت سابق .. لكنني لم استطيع .. أنت حقاً أمير للبيانو يا دانيال ..لفت لها ثم غمز قائل ليذكرها بما كتبت حين قضت الليل عنده حين مرض ..- بالطبع .. فأناملي من ذهب مرت على البيانو لتعاكس قلباً تلذذ بتعذيب قلوباً حمقاء وقعت في غرامه ..بدا حافظاً لكل كلمة كتبتها زفرت بغضب و هي تتذكر هذه الجملة .. قالت بحنق- لم اكتب هذه الكلمات لك دانيال ..رد بسخرية - اه .. حقاً صدقتك !رمقته بنظرات حاقدة .. ثم أشاحت وجهها عنهُ بكبرياء .. بينما أغاضها هو حين نزل من الصخرة بحركة ماهرة .. خشيت البقاء لوحدها خاصة حين سارمبتعد عنها نزلت بتعثر و خوف مع بعض الصعوبة ..لحقته بخطوات أشبه بالركض ... توقف عن السير حين شعر بها .. لم يستدر لها حيث بقي ظهره يقابل وجهها قال بحزم- ماذا الان ..؟ - إلى أين أنت ذاهب ..؟- لسيارة .. واصلي تأملك بنفسك ..بتردد قالت- سأبقى معك بالسيارة ..باستخفاف قال- هل تخافين وحدك في هذه المنطقة الأشبة بالمهجورة ..؟ ها ..زمجرت بحنق و هي ترفع ذقنها بشموخ قالت- لا .. لستُ خائفة ..سار الخطوات المتبقية نحو السيارة قبل أن يهتف باستخفاف - جبانة ..- جبانة ! .تمتمت كلمته بغباء ولم تتح لهُ فرصة حيث لحقته لتركب المقعد الأمامي حرصت على عدم توسيخ السيارة حيث نظفت حذائها وقدميها في الماء قبل ركوبها السيارة .. لقد قلدت دانيال تماماً سعدت أنهُ يبدو من النوع المرتب والنظيف .. ركبت المقعد الأمامي بهدوء ظل هو يستخدم هاتفه حيث بدا مشغولاً قليلاًاخيراً أنهى هاتفه .. لمحها تراقب أدوات السيارة بفضول كبير تُدقق بكل جزء بها و كأنها تفهم نوعه و استخدامه .. قال بسخرية- تأملي تأملي .. لا اعرف كيف لجبانة مثلك أن تقود سيارة .. أراهن أنك لن تستطيعي حتى لمس المقود من الخوف ..رمقته بنظرات حاقدة ثم قالت بكبرياء ..- لا تراهن فأنا أقوى مما تتخيل .. قيادة النساء افضل من قيادة الرجال ..اطلق ضحكة غريبة و كأنهُ يريد استفزازها .. - و ما هو البرهان ..؟سألها .. ففكرت قليلاً قالت- النساء يقودن بحذر بينما الرجال شديدون المخاطرة .. النساء لا يخافون رغم كونهم نساء لكن الرجال ... صمتت لا تعرف أنها الجملة أهي حمقاءهل تكمل الرجال يخافون لأنهم رجال .. لم تصغ الجملة قبل قولها تاففت و هي تسمع صوت ضحكة دانيال المنتصرة .. ادارت رأسها لهُ بحنق قالت- إذن علمني القيادة الآن .. وسترى بنفسكلم يأبه لكلامها قال- لمَّ عساي أن افعل ..؟ لا أود الموت سلين ..- بل ستفعل ..زمجرت فنظر لها بتهديد ادركت أنهُ هو من يجيد القيادة وهي الضعيفة الآن بلين قالت - أرجوووووك .. ارجووك دانيال فقط اليوم .. دعني اجرب سيارتي ..لم تكن تستمع لرفضه المتكرر كانت عنيدة .. و تعرف أن دانيال يكرهالفتاة التي تلتزق به هكذا فعلت من أجل القيادة ابتسمت بنظر بعد دقائق و هي جالسة على مقعد السائق .. تحدق بمرآة السيارة المخصصةلرؤية الاتجاهات .. لا تصدق أنهُ اخيراً وافق .. كان جالساً على المقعد الأمامي فيما جلست هي على مقعد السائق .. ببساطة علمها كيفية تشغيل السيارة بالمفتاح .. اخيراً بدأ الجد- امسكي بالمقود جيداً .. ركزي على الطريق ..لا تستدخدمي كلتا قدميك بالدوس على المحرك فقط قدم واحدة ... ارشادات كادت أن تجن تماماً ..لا تفهم ما الذي يقوله .. داست على المحرك ببطء يديها كانتا ترتعشا على المقود ..تشعر أنها لا ترى شيء .. كل شيء كان يخالف توترها .. تحركت السيارة ببطء صرخت حين داست على المحرك اكثر لتشدد السرعة .. - نحو الامام .. دوسي فقط على المحرك بخفة ..لا تسرعي أخشى أن تهرول السيارة نحو الساحل ..- لا عليك لا تقلققالت تلك الكلمتان برعب .. وهي مركزة على القيادة بحذر كبير ..- يميناً ببطء هناك سيارة ..رفعت حاجبيها بتوتر - ها .. ! أي سيارة ..ادرك خوفها فقال - يميناً سلين .. ببطء ..بحركة غبية حركت المقود نحو اليسار لتهرول السيارة نحو جدار من حجارة البناء .. رؤيتها فقط لذاك المنظر جعلها تتخيل اشياء كثيرةصرخت وهي تفلت يديها عن المقود لتسد اذنيها وتغمض عينيها بقوة .. - حمـــــــــــــقاء .. وصفها بحقد .. ابعدت يديها عن أذنيها ثم فتحت عينيها ببطء لتتأكد أن الحادث لم يكن .. حدقت بيدين دانيال المستقرة على المقود و بداقد قطع مسافة عن جدار أحجار البناء .. ألتقطت أنفاسها فشرع ينعتها بالغباء ..بعصبية كان يقول- حقاً .. لا اعرف ما اقول .. هكذا تتصرفين .. صرخت عليه بحنق قائلة- اخفتني .. لقد قلت سيارة بنفس النبرة قائلاً- حتى لو كانت سيارة هل ستقودين طوال حياتك باماكن فارغة .. هذا يسمى جنوناً لو لم اتدخل بلحظة الأخيرة لكنا ضحية جدار من حجارة البناء .. أمرها بلحظات أن تقف بالسيارة .. ففعلت كما وصف ثم رفض أن يعلمها القيادة بتاتاً ..قالت برجاء بعد محاولات عدة بالمواصلة- لن نقود اليوم ..- نعم عقاب على تصرف احمق كتصرفك .. من الأفضل أن لا تقودي بتاتاً قالت بتحدي- سأريك .. سأحصل على شهادة قيادة ..- أخشى على من يعلمك سلين .. ستسببين كوارث صدقيني ..جدال كالعادة دار بينهم ..كانت تشرب العصير و تقضم قطعة من الشوكلاه على مشارف الساعة الواحدة ليلاً .. غادروا المنطقة الساحلية بعد أن لعبت برمال الساحل كثيراً ..مر كثيراً من الوقت في طريق العودة .. اوقف السيارة أمام مطعم .. خرج ثم عاد حاملاً كيساً تفوح منهُ رائحة الطعامالشهية ..لم تسألهُ شي لم تكن جائعة بسبب قطع الشوكلاه التي ألتهمتها بنفسها فدانيال كما لاحظت لا يحب الشوكلاه كثيراً فلم يتناول سوى قطعة صغيرة اصرت هي أن يأكلها بالقوة .. ظنت أنها ستعجبه لكنهُ لم يبدي للأمر اهتماماً .. إذن اشترى الشوكلاه لها .. كانت تفكر لكنها اصطدمتحين بدأت السيارة بدخول الحارات المتواضعة حيث منزل والدتها السابق .. ابتسمت لأنها فهمت أنها ستزور السيد برون لقد اصبحت دائماتزوره من بعد ذاك اليوم .. لقد مرت ثلاث أيام متواصلة دون أن تسمع لهُ صوت .. اشتاقت لهُ كثيراً.. توقفت السيارة أمام منزل السيد بروننزلا ثم فتح دانيال الباب بالمفتاح الأضافي .. دخلا الشقة ببطء لم تعد سلين تشعر بكآبة هذا المنزل بسبب السيد برون الذي أعاد لهُ حيويته هتفت و هي تدخل الصالة - مرحباً أيها العم الطيب. .سمعت صوت طرقات الخشب آتية من غرفة كانت غرفتها سابقاً ..طرقت الباب بخفه فاوقف السيد برون المنشار ..اطل وجهها السعيد من على الباب فابتسم مرحباً بها دخلت الغرفة بخطوات هادئة ثم اتجهت تُقبل السيد برون لحقها دانيال يفعل كما فعلت ..في البدايةلامها عن غيابها عنهُ ثلاث أيام متواصلة حتى مكالمة هاتفية لم تتصل به اعتذرت لهُ بأسف فتقبل اعتذارها بروح صافية ..جلسوا في الصالة يتبادلون الأحاديث السيد برون كان جالساً في كرسيه بينما انحشرت هي ودانيال في أريكة ضيقة تسع شخصين- لقد احضرت طعام الغداء ..لنتناولهُ معاًقال دانيال لسيد برون .. ابتسم السيد برون فردت سلين- هل تودون الان تناول طعام الغداء ..؟رد السيد برون- بالحقيقة أن أشعر ببعض الجوع ..ابتسمت لهم و هي تنسحب نحو المطبخ . .. وضعت الأطباق على الطاولة بترتيب ثم وزعت الأشواك لسلطة و الملاعق .. فتحت الثلاجة لتصب العصيرلمحت عصير التفاح فابتسمت لأن دانيال يحبهُ كثيراً .. صبت لدانيال عصير التفاح فيما صبت لنفسها و لسيد برون عصير البرتقال .. كم حاولت الانسجام مع عصير التفاح لكنها لم تستطع بتاتاً .. بعد ان وضعت ترتيبات أخيرة نادتهما نحو المطبخ ليجلسوا على طاولة الطعام .. بدئوا بتناول الطعام بشهية ..تلذذ دانيال و هو يذوق عصير التفاح مما جعل سلين تبتسم على عشقه لعصير لم تستطع الانسجام معه بتاتاً تحدث السيد برون- من أين أتيتم ....؟رد دانيال- كنت في نزهة مع سلين بسيارتها التي اشتراها والدها كهدية لها اليوم ..فرح ثم قال لسلين- مبارك لك يا سلين - شكراً عمي ..انتهى الطعام بهدوء ..الساعة اصبحت على مشارف السادسة مساء .. اضطرت أن تجلس مع السيد برون كل هذا الوقت بسبب المكالمة الضرورية التي أتتلدانيال من عمه تطالبه بالذهاب لشركة يبدو أن هناك مشكلة تتطلب وجود دانيال ..أخذ السيارة و وعدها بالعودة لم ترد أن تتصل لسائق ارادت أن تنهي يومها مع دانيال.. استغلت الوقت تنظف المنزل قليلاً تسقي الورد .. تنثر في دفترها الصغير .. ثم تحاول أن تتعلم النجارة مع السيد برون كتسلية لمرور الوقت .. جلس السيد برون أمام التلفاز يتابع الأخبار نادها لتجلس بجانبه فابتسمت مرحبة بالأمر اغلق التلفاز حين أتت نشرة أخبار رياضية .. قال ..- سلين يا بنتي ..سكت ثم اكمل ..دانيال .. صمت مجدداً فحتثه عن المواصلة ..اكمل ..دانيال شاب طيب جداً .. لو جرحك يوماً لا تنفصلي عنه ..- هاا ! ..استغرب من كلماته فواصل بتفهم لاستغرابها- اقصد دانيال عصبي يجرح دون أن يعرف .. هو دايما يجرح الجنس الأنوثي دون أن يهتم .. لذا صدمت بالخطوبة التي تمت بينكما .. لم اتوقعهسينسجم يوماً مع فتاةقالت بحيرة- اخبرني إلى أين تريد الوصول بحديثك ..؟ !تنهد قائل- اجعليه متيم بحبك.. مع دانيال عليك ابعاد دلال الفتيات فلو انجرحتي منهُ لا تطالبيه بأن يأتي ليعتذر .. حتى لو كان هو المخطئ دانيال ليس من النوع الذي يعتذر لأحد صدقيني حين يخطأ مع من يحب يلوم نفسه كثيراً .. يعتذر بطرق غير مباشرة ..فكوني فتاة ذكية دانيال يحبك كثيراً يمكننيأن أرى ذلك من تعاملهُ معك عينيه التي تريد حمايتك أما أنت فأنتِ متيمة بحبه لنخاع ..أخذت تستوعب كلمات السيد برون .. يا الله كم استطعوا خذاع الناس .. دانيال يعتذر بطريقة غير مباشرة لمن يحبهم و ليس لي أنا .. مع أنها لا تتوقع ذلكتنهدت محاولة الراحة قالت- لك ما شئت عمي .. دعني اتصل إليه الآن .. علي العودة للفلا ..أخذت هاتفها النقال من حقيبتها سارت نحو المطبخ وهي تنتظر أن يرد عليها . .. ارتعبت من صوته الغاضب على الهاتف ... لسانها ارتبطت باضطراب قالت- تأخر الوقت .. متى ستأتي ..؟توقعت صراخ عنيف .. كان يتنفس بقوة شديدة ارعبتها .. تمنت أن لا يزعج يومها بجرح كبير هل سينهي الخطوبة الآن .؟ هذا ما جرى في بالها.. حاولت أن تكون هادئة ..ثم اغمضت عينيها للحظات .. فقط محاولة أن تسمع دقات قلبها العنيفة لشخص واحد فقط .. ! ^ــ^[/frame]
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس