عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 09-22-2017, 09:50 PM
 
[frame="6 80"]البــــــــــــارت الثالث عشر.........................................تحيرات .................
تسلسل النور الصباح إلى عينيها من النافدة الكبيرة المفتوحة ليضايق نومها قليلاً ..شي فشيء حتى فتحت عينيها ببطء اول ما نظرت إليه هو سقف الغرفة المختلف عن غرفتها في الفلا اغمضت عينيها ثم فتحتهما مجدداً .. الملاءة تغطي جسدها لتقيه من البرد فيما كانت ملابسها كملابس ليلة البارحة .. ما الذي يجري ..؟ لم تفكر كثيراً لأنها ببساطة تتذكرت كل شيء توسعت عينيها خوفاً لم تلاحظ ذاك الجسد الذي يرش العطر عليه أمام المرآة دفعت الملاءة عن جسدها ثم قفزت من السرير برعب .. بدت غبية جداً و هي تضع كفيها على وجهها من الاحراج لقد نامت بجانبه على السرير .. بحق الله ماذا فعلت ..؟ .. ماذا سيقول عنها الآنيبدو الأمر اكثر احراجاً بعد قبلة البارحة هي لا تستطيع رؤيته سهرت عليه لأنهُ كان نائماً ولا يمكن أن يرى تعابير وجهها بعد قبلته توقعت أنها ستتصل لسيد شارلي ليعيدها للفلا ..- هلا انزلتي كفيك عن وجهك ..؟ .. في الحقيقة لم اشعر بك إلا صباحاً ..انزلت كفيها ببطء ليظهر وجهها ..عينيها تحولت لنظرات استغراب ادركت الموقف حين حدقت بدانيال واقف بقميص من طبقات اللون البنفسجي على بنطال اسود فيما رائحة عطره كانت تنتشر بالغرفة .. بلعت ريقها بصعوبة .. فقال - صباح الخير سلين ..لم ترد عليه من هول الصدمة لكنهُ غادر الغرفة قبل أن يقول -اغراضك داخل الكيس الورقي على المنضدة .. استعدي لذهاب للجامعة ..تحولت عينيها تلقائياً نحو المنضدة ثم سارت تفتح الكيس الورقي دهشت حين وجدت اغراضها كاملة ليوم واحد ملابسها وملازم تحتاجها .. اتجهت عينيها نحو الساعة على الحائط فاطلقت شهقة حين تذكرت جامعتها لازال هناك وقت للاستعداد لكن لم يكن الوقت طويل كما تعتادضربت بكفها على رأسها بغضب قبل أن تهتف بصوت خافت .. حقاً أنا حمقاء ..بسرعة خرجت من الغرفة نحو الصالة فوجدته يرتدي ساعة يده الأنيقة هتفت باسمه بشجاعة- دانيال ..استدار لها ببرود نظر لها قليلاً ثم أعاد نظره ليكمل لبس ساعته بعد أن فهم نظرات عينيها قال- اخبرت السيد شارلي بكل شيء .. لم يكن هناك الكثير من الوقت فطلبت منه أن يحضر ملابسك لذهاب إلى الجامعة هو لا يسوء الظن بك الآن ...رغم أنها متضايقة لاسباب عدة إلا أنهُ أراحها بكلامه ..هتفت بتردد- شكراً لك ..لم ينظر لها لكنهُ قال ببرود أغاضها- لم افعل ذلك لأجلك فعلتهُ لي ..لا اريد أن اصاب بالصداع من خيالات السيد شارلي ..اذهبي وخذي حمام ستفوتك المحاضرة اليوم ..رمقته بنظرات غاضبة لم يراها لكنها استمعت لكلامه أخذت حماماً ساخنا وارتدت تنورة حريرية ناعمة سوداء تصل لركبتيها مع بلوزةحمراء ذات اكمام طويلة تزينها تشكيلات ناعمة ارتدت ملابسها بالحمام لم تجده بالغرفة فاستغلت الفرصة لتنظر لنفسها بالمرآة لفت شعرهاعلى شكر ذيل الحصان ثم رشت عطراً نسائياً برائحة الورد المنعش وارتدت ساعة ايطارها من الكرستال فيما كانت احزمتها من الجلد الاسودارتدت حذاء ذات كعب متوسط الطول احتارت بملابسها القديمة فوضعتهم بالكيس الورقي ستطلب من السائق بعدها أن يأتي ويأخذهم .. حملت أغراضها بإحدى يديها و وضعت حقيبتها الصغيرة على يدها الأخرى بهدوء سارت كي لا يلاحظها دانيال فعدم وجوده بالصالة كان امر رائع قبل أن تتم خطتها وتخرج من الجناح تذكرت بلحظة أنهُ كان مريض توقفت عن السير xxxxxة ماذا تفعل ..؟ هل تتبع نوايهاوتذهب إليه أم أن كبريائها لا يسمح بذلك ..؟ .. هزت رأسها بالنفي قررت بلحظة الهروب لكنها غيرت رأيها بلحظة أخرى ..سمعت اصوات خفيفة في المطبخ فسارت بتردد نحو المطبخ أطل جسدها من الباب المفتوح .. المطبخ كان يلمع نظافة بالتأكيد هو لا يطبخشيء به .. كأنهُ احس بها نظر خلفه ثم أعاد نظراته لثلاجة المفتوحة .. دام الصمت ثوان فقطعه قائل- أي عصير تفضلي ..؟لم تستوعب ما قاله هل يدعوها لشرب العصير بطريقته أم يسألها عن عصيرها المفضل ..؟ لم يسمح لها بالجواب فاكمل- يوجد هنا انواع من العصير .. اممم التفاح ستحبيه كثيراً ..اخرج عصير التفاح الطازج صب كأسان منه على الطاولة فيما كانت تنظر له بدهشة .. تفاح !! لم تكن من عشاق هذا العصير يوماً ..ياطالما أحبت الفراولة او البرتقال تذكرت بلحظات أنهُ يعشق شرب عصير التفاح ذاك حين ذهبت لزيارة العم برون أعطاه عصير التفاحوهو على علم بحب دانيال لذاك العصير .. انتبهت له يضع سندوتشان بالطبق في جهاز التسخين تذكرت سبب مجيئها للمطبخ بدا قد استعاد صحته ..- تناولي طعامك قبل الذهاب للجامعة أمرها كما يأمر شخص طفلاً .. لكنها بدون شعور تمتمت- أ أنت بخير ..؟رفع عينيه لها تمنت أن تجد نظرات مختلفة نظرات توضح لها قبلة البارحة لكنها لم تجد ذلك دانيال هو نفسه بارد .. غامض .. أعاد نظراته نحو جهاز التسخين الذي اصدر صوت دليل على انتهاء الوقت المحدد لتسخين فتحه و حمل الطبق ليضعه على الطاولة قال ..- أنا بخير .. البارحة سهرتي كثيراً تضعين الكمادات لي ..- متأكد ..؟تمتمت بشك فرد عليها- بخير لدرجة أني استطيع الذهاب للجامعة اليوم ..اعترضته بسرعة قائلة- لا يمكنك ذلك .. ... اخفت قلقها حين ظهر بشكل واضح حولت ملامحها لجدية لتكمل .. اقصد ستمرض مجدداً..بأمر قال متجاهل كلماتها- تعالي وتناولي طعامك .. جلس على كرسي أمام الطاولة تأملت طاولة الطعام الصغيرة التي غطت بشرشف أنيق بدا و كأنهُ ليس دانيال من اختاره ..شتمت غبائها وما ادراها بذوق دانيالثلاث كراسي خشبية كانت حول الطاولة سارت بتردد لتقترب من الطاولة مرت بلحظة ذكرى قبلته ليلة البارحة وجدت نفسها تتساءل أي قلب وطباع يمتلكها هذاالرجل ليبرر ما فعله البارحة .. هي لا تجرؤ على البقاء معه وقفت بجانب الكرسي تنظر للأرضية بتفكير ..اه لو يعرف كيف شتت أفكار عقلها رأساً على عقب - هل تعتقدي أن هذا الوقت مناسب لتفكيرك الاحمق ..؟رفعت عينيها لتلقي بعينيه بلعت ريقها بصعوبة .. ابتسم ساخراً قائل باستهزاء- إذن تأثير البارحة لازال قائماً عليك ..اشتدت عينيها بفعل سخريته .. فاكمل- كفاك حماقة رجاء .. فتلك لم تكن سوى قبلة عابرة لا تستحق الارتباك .. القبلة لا تعبر عن الحب سلين لم يعرف كيف أهان قلبها الأحمق .. دمر كل شيء بلحظة ..القبلة لا تعبر عن الحب ..؟ ! .. إذن ما الذي يعبر عن الحب بنظره ..اغضبها كثيراً بتهور قالت..- قبلتك لا تزيدني إلا اشمئزاز .. وفرها لكرستين بالمرة الأخرى ..ألقت ابتسامة سخرية وشعرت بالنصر حين أغاضه اسم كرستين .. بثقة تصنعتها غادرت المطبخ تنفست الصعداء حين خرجت من الجناح .. عدم وجود الخدمو بقية الاسرة كان امراً رائع لها .. نزلت السلالم براحة بهدوء لمحت الباب الفاصل بين الصالة والحديقة فاتجهت نحوه دفعته فكان مفتوحاً .. استنشقت رائحة الهواءالنقي المنبعث من الحديقة الكبيرة .. سارت نحو الأمام قبل أن تمسك بمعصمها قبضة يده ادارات رأسها للخلف لتجده واقفة خلفها لا تفصل بينهما سوى مسافة بسيطةبحزم قالت - اترك يدي ..- سيارتي هنا ..لمحت سيارته الرمادية لكنها عاندت قائلة - لن اذهب معك ساذهب بنفسي ...- وهل طلبت منك مرافقتي ..؟غضبت من الاحراج الذي تعرضت له .. فقالت بحنق- إذن اترك يديابتسم ابتسامة خافتة لم تنتبه لها قال- حسناً .. غيرت رأيي .. يبدو أنني أريد أن اوصلك الآن ..صرخت بعنف قائلة- لستُ دميتك دانيال ..اشار لها بعينيه بالسكوت - اششش .. سينتبه الحراس لنا .. رمقته بنظرات نارية ففهمت أنها بالنهاية ستركب معه مجبورة لذا رفعت ذقنها بشموخ وفضلت مسيارته اعتلت المقعد الأمامي بهدوء حين اعتلى مقعد السائقاشاحت بنظراتها نحو نافذة السيارة تتصنع النظر للخارج فيما عقلها كان مشغول .. اخيراً اوقف السيارة امام مبنى الحرم الجامعي .. دام الصمت ثوان كانتفيه سلين تاكد تموت من التوتر .. فضلت أن تقطع الصمت حين فتحت باب السيارة لكنها تذكرت شيء .. لو تركته يمشي بمفرده لظن الجميع أن مشكلة كبرىحصلت بينهما وخاصة أن أعين الطلاب قد بدأت تنظر لسيارة دانيال ومحتواها بفضول ادركت لو أنها فعلت لكانت اسعدت الفتيات كثيراً ... لكن بلحظةسألت نفسها .. لماذا تهتم ..؟ .. سهل لها الأمر فقال ليقطع الصمت ..- لننزل معاً ..فتحت باب السيارة لتخرج كما فعل هو ايضاً ذلك ..اشاح نظارته الشمسية ليظهر عينيه الرماديتين حرك حاجبيه بمعنى أن تسير معه فطاعته بهدوء ..مشت بجواره وهي تسترق نظرات نحو الفتيات اللاتي يحدقن بهما .. نظرت لساعة يدها حين لمحته يتجه نحو الكفتيريا قالت..- ستبدأ المحاضرة الآن .. توقف عن السير ليقابلها قائلاً - امم .. لا يوجد لدي الكثير من المحاضرات اليوم .. فور انتهائك وافيني إلى الكفتيريا ..ابتسمت بداخلها قليلاً .. إذن سينتظرها لم تعلم من أين جاءت بتلك الأفكار الحمقاء فربما قبلته اثرت بافكارها وشتتها كثيراً ..قالت ببرود- لا داعي لأن تنتظرني ..رد قائل- لا بأس .. سأعمل على جهاز الحاسوب هناك ما يجب علي أن اعمله ..خابت آمالها .. لكنها بثقة قالت- حسنا .. قبل أن تخطو أول خطوة لتبتعد عنها عادت لتقول بتوتر وكأنها تذكرت شيء ..- هل .. هل أنت متأكد..؟هز كتفيها باستفهام فاكملت- متأكد بأنك استعدت صحتك ..ابتسم ابتسامة جانبية خفيفة قال - انظري لعينيك في المرآة .. لمح الشك والغرابة تطل من عينيها فاكمل .. امم حين تلمحين النعاس بهما ستدركين أني بخير فالكمادات على جبيني طوال الليل كانت تفيد كثيراً ..قال جملته ثم بادر بالمغادرة هو اولاً .. فيما تسآلت عن شيء واحد لماذا لم يختصر كل ذاك الكلام بكلمة واحدة .. شكراً .. تمنت أن تسمع كلمة شكراً لك منه نعم من دانيال لا تريد سماعها من احد سواه ..هل بهذا القدر يعجز عن التفوه بها ابتسمت ابتسامة باهتة .. هي لا تحتاج للمرآةحقا تشعر بنعاس فضيع .. سارت نحو قاعة المحاضرات لتلحق بمحاضرتها ..انتهت المحاضـرة أخيراً لم تكن بتركيز تام بما قاله الدكتور في القاعة .. لمت اغراضها بملل ثم كالعادة أخذت تتحدث مع الفتيات قليلاً و انصرفت بأسلوب جميل من مجموعة الفتيات الملتمة حتى نزلت إلى ساحة الجامعة ..سارت بتوتر نحو الكفتيريا هل لازال ينتظرها ...توقفتعن بعد تراقبه بدون تصديق ..جالساً على الكرسي بطريقة مريحة حيث أراح ظهره على ظهر الكرسي وبيديه كان يمسك كتاباً بينماكانت عينيه منسجمتان بالقراءة فيما حاسوبه النقال كان منطفئ على الطاولة .. أعادت خصلات شعرها إلى الوراء كوسيلة لكسب الثقةبخطوات واثقة تقدمت نحوه انتظرت أن ينظر لها لكنه كان كما يبدو منسجم بمحتوى الكتاب الموسيقي ..تمنت أن تعلم ما يحوي الكتابليجعل حواس دانيال تنسجم معه .. اصدرت صوت دليل على وجودها فاشاح الكتاب عنه ثم بطريقة سريعة اغلقه ليضعه على الطاولةرفع نظراته لها فجلست على الكرسي مقابلة له .. دام الصمت لدقيقة تقريباً ثم قطعته سلين تقول- ماذا تريد مني ..؟ ..لقد طلبتني- ها.!..قالها باستغراب فعقدت حاجبيها غير مقتنعة مرر كفه بشعره ليقول .. اممم نعم فعلت ..زمجرت بملل تقول- اعلم أنك فعلت ..لوت شفتيها بملل كبير حين أخذ يصمت و ينظر لها ببرود أحرقها هل يلعب معها أم ماذا ..؟ .. انزلت عينيها نحو الأرض بملل بينما علا صوت طرقات اصابعه على الطاولة لم تتجرأ أن ترفع عينيها لتراه احست به يعدل حركته على الكرسي تنحنح فرفعت عينيها بهدوء حين التقت عينيها بعينيه سمحتلعينيها أن تتأمله بهدوء ...بينما كان ينظر لها بدون مبالة فجأة اقتحم الموضوع قائل- تـتناولي معي طعام العشاء الليلة...؟- ها ..نطقت بغباء رافعة إحدى حاجبيه .. أتحلم ؟ لا تصدق دانيال يعرض عليها تناول طعام العشاء معه ! ..أشاحت نظراتها عنه تبعد التوتر قليلاً عنهاتمتم مجدداً برسمية وكأنها قبلت بالدعوة ..- سأمر على مشارف الساعة السابعة مساء ..لم تستطع أن تقول سوى - حسناً ..شتمت نفسها بداخلها على موافقتها السريعة لكنها لم تستطع الاعتراض تمتمت - إلى اللقاء ..بسرعة جرت قدميها مغادرة المكان فيما خفقات قلبها كانت تدق بقوة .. السائق كان في انتظارها ركبت بهدوء فور أن وصلت الفلاألقت تحية عابرة نحو السيد شارلي ثم صعدت إلى غرفتها ..أخذت حماماً ساخناً ثم رمت نفسها فوق السرير تعلقت عينيها بسقفالغرفة تأملته بشرود ..قبلت عرض العشاء .. الأمر لا يستحق كل ذاك التوتر صداع شديد سيطر عليهاهي حقاً لم تنام ليلة البارحة لذا استسلمت بدون شعور لنوم عميق ............................................رمى الهاتف على السرير بقوة .. لماذا لا ترد عليه ..؟ زفر بغضب وهو يدور في الغرفة كالأسد في السجن ..لا يستطيع أن يرتاح قبلأن يسمع صوتها يطمئن أنها بخير ..تبهج حين رن هاتفه معلناً عن وصول رسالة التقطت هاتفه يفتح الرسالة بشوق خاب ظنه حين قرأ- روك .. لماذا لا ترد علي يا صديقي ..؟كان المرسل صديقه مايكل رمى الهاتف مجدداً على السرير ثم جلس باحباط واضع كفيه على وجهه محاول تمالك أعصابه ..تفاصيل ليلة البارحة تسيطر على عقله .. بكائها وهي بين أحضان دانيال يشعل النيران في قلبه ..ماذا يفعل ..؟ يستحيل ان يتركها في شباك الصياد سينقذها ..لكن كل ما يخفيه أنها قد تكون واقعة بغرامه .. متأكد أن علاقته بسلين أكبر من الصداقةربما تحبه يوماً ..سينهي عهد صداقتهما لن يخبرها بتاتاً أنهُ يحبها كصديق هو روك الذي احبته الفتيات لرومنسيته الظريفةيا طالما كان تصرفاته تـثير اعجاب الفتيات لا يتصنع الرومنسية لكن طباعه هكذا و هذا ما يخجل سلين دوماً معه رومنسيتهالمعتادة كانت تحرجها كثيراً ..رفع هاتفه مرة اخرى يعاود الاتصال ...حدقت بشاشة الهاتف كثيراً ...هل ترد عليه ..؟ كانت جالسة في الصالة مع السيد شارلي و دانيال الذي قدم لاصطحابها للمطعمفيما هاتفها كان على وضع الصامت لكن ضوء الشاشة كان يضيء باسم روك .. فكرت بأنهُ فعل لها الكثير ومعاقبته بهذه الطريقةربما تكون قاسية يتصل لها من بين لحظة إلى لحظة لكنها لا تملك الجراءة لتحدثه ...رفعت عينيها وهي تدس الهاتف بحقيبتهاالصغيرة بخفة - ماذا قلت ..؟وجهت سؤالها لدانيال الذي سمعته يحدثها لكنها لم تنتبه له .. لوى شفتيه بسخرية أخافتها لكنه عاود يقول - لو حدقت بهاتفك كثيراً سنتأخر على العشاء .. بأمر اكمل دعينا نذهب الآن ..بهدوء طاعته مغادرة الفلا معه فور أن حرك سيارته ليقودها نحو المطعم حتى بدأ التوتر يقتحمها بين لحظة و أخرى كانت تسترق النظر إليهبينما كان هو مركز بالقيادة شعرت بالتوتر و الخوف .. ذاك العشاء ورائه شيء هي تعرف دانيال هو ليس لطيف ليدعوها بنية صافية إلى العشاء- من يتصل لك ..؟ارتجفت من سؤاله الغريب تـتمنى يوماً أن تراه يسألها بحماس دائماً يسألها ببرود و بطريقة لا تعجبها بتاتاً .. اشاحت نظراتها عنه قائلة بجدية متصنعة- لا اسمع صوت هاتف ..- هه .. قالها بسخرية وهو يرسم ابتسامة استهزاء اكمل .. لستُ احمق مثلك هل تعرفين كما حدقتي بشاشة هاتفك ..؟ ! .. هل حبيبك يتصل إليك ..؟ ..صمتت وهي تعيد نظراتها نحوه حدقت به بذهول فاكمل و هو لازال مركز بالقيادة ..ردي عليهسيطلب منك العفو على ما ارتكبه البارحة .. بصوت خشن قالت- لو كان هذا الموضوع سبب دعوتك لي للعشاء فاعدني للفلا حالاً ..وجه نظراته نحوها لثانية ثم أعاد نظره نحو الطريق .. اكملت - روك و أنا علاقتنا لا تخصك .. - لا اعتقد ذلك ..هتف ثم واصل الطريق ..اوقف سيارته نزل فلحقته حدقت بالمكان جيداً باللوحة التي اشارت إلى اسم اكبر المطاعم فخامة في البلاد .. أعطى مفتاح سيارته لإحدى الموضفين ليقودها لمكانها المناسب ثم سارت معه لتدخل المطعم خلعت معطفها لتعطيه للموظفة التي استقبلتهما بترحيب اشارت لهما نحو طاولة بدت محجوزة لهما منقبل سارت بحذاء عال اسود فيما غطا جسدها ثوب اصفر ناعم تزينه ربطة حمراء وحزام احمر .. جلست على الكرسي بهدوء كان المطعم للوجبات الفرنسيةفلم تفهم كلمة من لائحة أنواع الطعام المكتوبة باللغة الفرنسية قالت بحيرة- لا افهم ..! أيوجد من يترجم لنا دانيال ..؟أخذ اللائحة منها مرت عينيه على اللائحة قائل بثقة- لا نحتاج لمترجم .. دعيني اقرأ لك لو كنتِ لا تجيدين اللغة الفرنسية ..صدمت به يقرأ لها بطلاقة و كأنه شاب فرنسي .. أخذ يصف لها الوجبات لكنها لم تفهم شيء لم تذق يوماً طعام فرنسي لذلك تركت لهُ الخيار اختار وجبات لم تعرفها قلبها كان يدق بقوة بينما ظل دانيال صامت .. متأكدة مائة في المائة أنهُ لم يدعوها للأكل فقط وراء هذه الدعوة مصيبة منه لكن ما يحيرها أنهُ هادئ ولا ينطق بشيء فيما كرامتها كانت أكبر لم تتفوه بأي كلمة... حين قدم النادل يحمل الطعام تناولا الطعام بسكوتكان يسمع فقط صوت حركات الشوكة على الأطباق انتهى الطعام فصدمت به يريح جسده على ظهر الكرسي ..كأنهُ لا ينوي المغادرةماذا بقي الآن ..؟ سؤال حيرها تناولا العشاء و ماذا الآن ..؟..شيء فشيء حتى استمعت لطرقات اصابعه على الطاولة تمنت أن يتأملها كما تفعل لكن بالحقيقة كان شارد الذهن عيناه باردتان لا يبدو مستمتع بصحبتها بتاتاً .. تاففت بصوت خافت ثم زمجرت بملل قائلة- ألن نعود ..؟رفع إحدى حاجبيه باستنكار قائل- متأكدة ..؟اطلقت ابتسامة استهزاء وهي تراه يعدل حركته ليبعد ظهره من ظهر الكرسي و ينتصب بثقة فيما كفيه كانت على الطاولة ..قالت- متأكدة ! .. بحق الله راقب ما تقول بت اشعر أني مع رجل آلي وليس بشر ..لوى شفتيه بطريقة استفهام غريبة ثم لمعت عيناها ببريق خبيث ليقول متصنع الغباء بنبرة خبيثة ادخلت الشك في عقل سلين ..- اممم .. احببت أن أريحك قليلاً .. اظن أن وجودي يسعدك سلين ..ظهر في عينيها لمحة غير مطمئنة حدقت به بعدم اقتناع وكأنها تبحث عن ما سيقوله في ملامحه لكنهُ كان غامض بطريقة لم تسمح لها بالتفكير..قالت بكبرياء مقتحمة الموضوع- اعرف انك لم تدعوني لحسن نية دانيال ..فرجاء ادخل بقلب الموضوع مباشرة ..-هه .. بسخرية قالها لمعت عيناها الرمادية كالذئاب اسند كفيه براحة على ظهر الطاولة ثم قرب جسده كوسيلة لتركيز معها وحقاً بلعت ريقهابصعوبة محدقة بعينيه التي استقرت على عينيها بقوة ..بصوت رجولي امتزج بخشونة جذابة مغلفة بالخبث- أنا لك وقلبك لي ..قالها ثم تراجع ليريح جسده على ظهر الكرسي لمح عينيها المبهورتان شفتاها المترجفتان غير مستوعبة لما قال ابتسمت ابتسامة استهزاءثم قالت بصوت مرتجف - احذر أن تصدق نفسك .. اكملت بحقد حيث خشيت أن يسمع ضربات قلبها المتضاربة ..لازلت انتظر لحظة خلاصي منك سأرمي خاتمك بعنف بانفعال اكملت .... ساتخلص منه وكأنهُ شيء قذر ..اطلت ابتسامة ثقة خبيثة منهُ شبك كفيه خلف عنقه قائل- ساكون حذر التصديق لو اخبرتني بأنك تنتظريني هذه اللحظة ..هز رأسه ليقول .. سافعل ما اردتي ..بلحظة ذبلت عيناها .. شيء فشيء أخذت تعود لليلة البارحة قاطع تفكيرها يقول بصوت هادئ يثير الاعصاب- أنت لي وقلبي لك ... ألم تخطي هذه الجملة ..؟ ..امنيتك مستيحلة أيتها الصغيرة ..!كتمت شهقة حين بدت تتذكر ما كتبت .. كلاماته تقارب ما خطته البارحة .. أنت لي وقلبي لك .. فاحذر ان تصدق لو اخبرتك أني انتظر هذه اللحظة ..نعم لقد خطت هذه الكلمات هي .. و وجدت الورقة مرمية بجانب السرير لقد نامت فجأة لذا سقطتت تتذكر أنها دستها الصباح في حقيبة يدها .. رفعت رأسها بعدم تصديق اختفت الكلمات من فمها حلت الصدمة عليها يستمتع باهانتها كثيراً .. قال- حمقاء .. حتى الورقة المعبرة عن قلبك قد رميتها باهمال .. نعم تأكدت لقد قرأها استيقظ قبلها ثم قرأها و أعادها مكانها .. وكأن شيء لم يكن حدثها الصباح و اوصلها للجامعة و حتى المساء جاءيصفي حسابه .. تجمعت الشجاعة بعينيها تقول- تلك الورقة لا تعنيك بتاتاً ... بقسوة قال- بسهولة وقعتي بشباكي .. ظنيتك أقوى ..كانت تود الصراخ لكنها خافت أن تلفت انتباه الناس ..اندفعت تقول باصرار- لا .. لم احبك ..عقد حاجبيه بغضب قائل بصوت بدا اشبح بصوت فحيح الأفعى- لذا احذري أن تحبيني و إلا ..صمت قابضاً على كفه .. لمح الدموع المتجمعة بعينيها فيما قبضت على كفها بقوة لتقول بصوت حاد- و إلا ماذا .. اكمل .. بتهكم اكملت هل ستهينني كبقية الفتيات ..؟ ستفسخ خطوبتنا الغبية .. ؟ أم هناك أساليب وحشية لم اتعرف عنها بعداكملت تقول باستهزاء .. أرني دعني أرى بقية صفات الشراسة بك .. بسخرية قال- لازالت الشجاعة تحوطك .. انتظري قليلاً ساتخلص منك ..بتي كابوساً علي ..كلامه كان جارح جداً شعرت بقلبها يتمزق سالت الدموع على عينيها ولحسن الحظ لم يكن أحد منتبه لهما فصوت الموسيقى كان يعم المطعم..باندفاع قالت- اكرهك .. حقاً تلك اللحظة كانت تكرهه تكره كثيراً باندفاع اكملت .. أنت شخص حقير اكرهك كثير.. اكرهك دانيال .. أناني .. متوحش ..متسلط .. هذا أنت ..هدأت تكمل .. كنتُ حمقاء حين عاقبت روك هو افضل منك أنا احبه هو ..لم تعد تحتمل أكثر أخذت حقيبتها الصغيرة قائلة بحزم- لا تلحقني .. سأذهب لدورة المياه ..جرت اقدامها نحو دورة المياه لسيدات رفعت رأسها نحو المرآة تتأمل الكحل الممزوج مع دموعها ..فتحت حقيبتها لتخرج مناديل خاصة بإزالةالكحل لمحت بتلك اللحظة ضوء هاتفها لازل الهاتف بالوضع الصامت .. روك .. اسم روك زين الشاشة ..حدقت بالمكان الذي هي فيه لم تلمح أحدثم نظرت لشاشة الهاتف بحيرة .. لقد اشتاقت إليه لم تعد تحب دانيال بعد اهانته لها الليلة هي تريد روك .. اغمضت عينيها بألم ما الذي تريده..؟من تحب ..؟ .. لقد اصبحت عاجزة على فهم نفسها مستحيل أن تعاقب روك أكثر ..قررت أن ترد ضغطت على الزر الأخضر ثم رفعت الهاتفبيد مرتعشة نحو أذنها .. صمتت تستمع لصوته الحنون بلهفة يقول- سلين .. مرحبا سلين .. اكمل بتوسل سلين أرجوك ردي علي لا تعذبيني حبيبتي .....حبيبتي شعرت بضربات قلبها تضطرب نطقها بحب و عاطفة استمعت له يكمل
- قولي شيء .. صمتت فاكمل .. حسناً أنا اسف على البارحة .. اعرف أني اخفتك لن اكررها ..سلين قولي شيء لا تخيفيني ارجوك
كلماته كانت حنونه تترجيها بلطف مواسية لها شعرت بكم هي انانية كلما شعرت بالضعف اتصلت إليه تريد قربه في حالتها الصعبة ..
- ر..و..ك ..
نطقت باسمه بارتجاف وبصوت اشبه بالبكاء مما جعله يندفع ليقول
- سلين ما بك ..؟ اخبريني أنك بخير ..اشتقتُ لك كثيراً ...
شعرت برغبة بالبكاء يا طالما احبت سماع تلك الكلمة الآن اشتقتُ إليك كثيراً .. هزت رأسها و انفجرت بنوبة بكاء حادة .تمتمت بضعف
- روك .. أنا ايظن اشتقتُ إليك ..
ابتسم بحب شاعراً براحة لا يصدق ما سمعه هتف قائل
- أين أنت الآن ..؟
ابتسمت من بين بكائها قائلة
- أيمكن أن تجازف و تأتي للفلا بعد حاولي ساعة أو اكثر لكن احذر أن يراك أحد أختبئ بأي مكان حتى آتي إليك
رد بهيام
- لرؤيتك أفعل المستحيل ..
ابتسمت شاعرة بتغير شيء من مزاجها المعكر قالت
- سنتواصل عبر الهاتف ..

ودعته ثم انهت المكالمة.. أعادت تعديل الكحل في عينيها بقوة خرجت من الحمام جارة قدميها بتوتر حدقت بدانيال من بعيد مندمج بهاتفه
النقال...تقدمت نحوه ثم اصدرت صوت دليل على قدومها رفع عينيه من شاشة الهاتف نحوها .. راقبها واقفة ترفض الجلوس قالت بحزم
- سأغادر ..
نظر لها و كأنها لم تقل شيء قال
- ألا تودين تناول المثلجات..
اشتدت ملامحها انزعاجاً ثم قالت
- بلا أريد .. بحدة اكملت لكن ليس معك ..
لوى شفتيه بسخرية قائل
- ألن تكفي عن تمثيل الكراهية ...؟
تاففت بملل فاطلق ضحكة غريبة ثم قال
- لا بأس بتوصيلك ..
نادى النادل ثم دفع الحساب بثوان تجاهل رفضها بتوصيله و قبض بكفه معصمها قادها بصمت نحو السيارة فتح الباب الأمامي
فركبت وهي تشتمه بشتائم مسموعة تجاهلها ببروده و هو يحرك السيارة مغادر المكان.. في الطريق كان الهدوء سيد المكان
حتى قطعه رنين هاتف دانيال معلناً عن اتصال ..رمق الهاتف المرمي بجابنه بنظرات سريعة ثم أعاد نظراته نحو الأمام
استمر رنين الهاتف قليلاً ثم رفعه باستلام نحو أذنه فيما كانت سلين تكاد تجن فضولاً لمعرفة المتحدث رد بهدوئه المعتاد
- مرحباً كرستين ..
لم يلحظ عينين سلين التي توسعت غضباً ..لم تسمع ما قالته كرستين من رد لكن استمعت لدانيال يقول
- أنا بخير و كل شيء على ما يرام ..قال مرة أخرى بعد أن سمع كلامها .. امم لا اعتقد أني مشغول لكن هل الأمر مهم ؟
.. بعد أن استمع مرة أخرى لها رد منهياً المكالمة .. حسناً .. نصف ساعة انتظريني .. إلى اللقاء..

اندهشت من وجود كرستين في المدينة كانت تعلم أنها ذهبت في رحلة مع اسرة دانيال إذن عادوا من الرحلة قبل الوقت المحدد .. فهمت أن دانيال
قد علم بعودتهم قبلها من ردت فعله العادية ..

اغلق الهاتف و لم ينظر نحو سلين التي كانت تكاد تجن من كلامه العادي لقد كان يمنعها من روك بقوة فيما هو يحدث كرستين كما يشاء .. اوقف السيارة
أمام الفلا فتحت باب السيارة لتنزل قبل أن تشعر بكفه تمسك معصمها بخفة ..سرى تيار كهربائي بجسدها صمتت تنتظر ماذا يقول .. همس بصوت أذابها
- لن تقولي إلى اللقاء ..؟
بلعت ريقها بصعوبة صوته كان رقيقاً بطريقة لذيذة..لم تستطع النظر إليه قالت بهدوء
- وهل يهمك أن اتحدث معك ..؟
- لم اطلب منك ذلك .. ألا ترين أن خطوبتا قد شارفت على الانتهاء ....؟ .. كيف لقلبك أن يتحمل سلين ..؟
داست على قلبها بقوة ..قالت وكأنها لم تتأثر
- حين يأتي ذاك اليوم أتمنى أن لا اراك بتاتاً في حياتي ... ذاك اليوم ستشرق شمسي بالنور سابدأ حياتي من الصفر بلعت ريقها بصعوبة تكمل
مع من أحب و مع من أريد ..
بثقة حنونة قال
- ستشتاقين لي ..
شعرت بغصة بعنقها تمنعها عن الكلام حركة رأسها بضعف بالنفي ..فقال مضيفاً
- ملكي أنت .. لن تستطيعين العيش من دوني ..
ردها كان بأنها ترجلت من السيارة بضعف اخفته بهدوئها الطبيعي .. دخلت حديقة الفلا ثم جلست على أرجوحة مريحة .. كانت شاردة بحيرة
بكل شيء كانت تفكر قطع تفكيرها صوت رنين هاتفها اخرجته بهدوء فور أن لمحت اسم روك على الشاشة حتى تذكرت امره ردت قائلة
- مرحباً روك ..
- انتظرك منذُ اكثر من خمس عشر دقيقة في الحارة الأخرى واقف بجانب سيارتي الزرقاء .. نفذ صبري سليـن ..
ابتسمت على كلامه المندفع قالت
- حسناً ..سأكون عندك ..
دقائق حتى وصلت للحارة ثانية .. كان واقفاُ مستد بذراعه على سيارته ينتظرها بشوق ..حين لمحها من بعيد تقدم نحوها بخطوات سريعة كانت
اشبه من الركض ابتسامته كانت رائعة وقف أمامها أخيراً أراد أن يضمها لكنها تراجعت إلى الخلف مبتسمة قليلاً .. فهم مخاوفها فلم يلومها
تمتم قائلاً
- هل أنت بخير ..؟
هزت رأسها بالإيجاب قائلة
- نعم .. كما تراني أني بخير ..
عما الهدوء ثوان فقطعه روك قائل ..
- اركبي السيارة ..لو رآني أحد معك لسببت لك مشاكل كثيرة ..
طاعته بهدوء واعتلت المقعد الأمامي ..فيما اعتلى هو مقعد السائق حرك السيارة مبتعد عن الفلا .. لم يكن يعجبه الهدوء الذي
يسود في السيارة لقد فهم جيداً أن سلين استوعبت أنهُ يحبها لذا كفت عن معاملته كصديق و هذا الأمر شجعه فقد بدأت تتقبل فكرة حبه لها
.. صمم على أن يمحي فكرة صداقتهما صمم على أن يعاملها كحبيبة ربما بمرور الوقت تتقبل حبه هو لن يضيع الوقت يعرف
أن سلين باتت أن تقع بوحل دانيال ..نظر لها ثم أعاد تركيزه بالقيادة شجع نفسه على أن يقول بلطف مبتسماً
- أي مكان تفضل حبيبتي زيارته ..؟
رمقته بنظرات تعجب رافعة حاجبيها ابعدت نظراتها عنه قائلة
- لا يهمني ..
ضحك بخفة قائل
- أوافقك .. المهم أن نكون معاً ..
لو قال هذه الجملة قبل أن يصرح بحبه لها لما اهتمت لكنها اصبحت تركز كثيراً على كل كلمة يتفوهها روك .. اوقف السيارة أمام حديقة كبيرة نزل
فنزلت بعده تقدم نحوها ليسير بجانبها عما الصمت مجدداً لا يسمع سوى صوت المارة و صوت اقدامهم على الأرض مرة أخرى قطع الصمت روك قائل
- تعرفين .. أنها المرة الأولى التي يعجز فيها كلانا عن الحديث
توقفت عن السير رافعة نظرها نحوه بذهول فتوقف معها انزلت عينيها إلى الأرض مستشعرة بلمسة أنامله الرقيقة على دقنها ..همس برجاء
- سامحيني ..
انزل انامله من ذقنها ثم وضع كفيه على كتفيها رفعت رأسها تحدق ببريق عينيه الزيتية اسندت رأسها على صدره بخفه كعلامة الرضا ثم ابتعدت عنه
تبتسم .. ابتسامته كانت جميلة وسعيدة جداً شبك أصابع يده باصابع يدها وسار يتمشي معها في الحديقة سألها قائل
- مع من تعشيتي ..؟
ارتبكت ثم قالت
- في الخـارج ..
- أكنتِ وحيدة ..؟
صمتت بتوتر عاجزة عن الكذب فقال بانزعاج بدا من صوته
- مع السيد دانيال ..؟
اغمضت عينيها بنفاد صبر فتحتهما ببطء ثم قالت
- نعم ..
لمحت الغضب الذي برق بعينيه كبت اعصابه وهو يقول
- سأذهب لشراء مثلجات لنا .. انتظريني في هذا المقعد..
ابتسم لها بود فردت الابتسامة وفعلا كما طلب حتى عاد بعد دقائق يحمل مياة معدنية و قطعتان من المثلجات ..رفعت رأسها نحوه منتبهة له فقال
- ما رأيك بالمشي ..؟
هزت رأسها بالإيجاب وهي تقف تمشي بجواره أعطاها قطعة المثلجات لكنه فوجئ حين قالت
- اعدني للمنزل .. اخشى أن يعرف السيد شارلي بأني لستُ مع دانيال ..
ذبلت عينيه حزنا لقد جرحته حقاً ..لا تقدر حبه بتاتاً تمتم بألم أخفاه
- لم اكن اعلم أنك تخشين السيد شارلي ..
سارت بجانبه وهي تقول بتلعثم حين احست أن كلامها لم يعجبه
- بالحقيقة أنا اتجنب المشاكل فقط ..
ابتسم بألم قائل
- لم اعرفك ضعيفة .. لماذا لا تقولي بكل صراحة أنك تخشين لو عرف السيد دانيال بأنك بصحبتي ..؟ ..!
بانفعال ممزوج بالانزعاج قالت
- بحق الله ماذا تقول ..؟
بصراحة مؤلمة قال
- سلين لا داعي لتكذيب مشاعرك كثيراً ..هل تعرفين كما اتوجع حين يظنك الجميع خطيبته ملكاً لدانيال ..؟
ما يؤلمني اكثر انك بتي لا تهتمين لشيء اصبحت تحت سيطرة المدعو دانيال ..
انزعجت من كلامه قالت بانفعال غاضبة
- توقف عن قول الحماقات ..
برقت عينيه غصباُ توقف عن السير ليقابلها لمحت بريق الغضب الممزوج بالألم بعينيه هتف منفعلاً
- إذن لا افهم لماذا لا تعطي لنفسك فرصة بأن تحبيني ..؟ هل أنا لستُ نوعك المفضل..؟
زمجرت قائلة
- الأمر ليس كما تقول ..بصدق واضح اكملت ..أنت رجل مثالي روك
هز رأسه قائل بنبرة مجروحة
- فهمت .. قلبك مشغولاُ بشخص آخر ..هذا ما يمنعك عن حبي سلين ..
زمجرت قائلة
- سيطول الحديث روك .. لقد بت أجن من سيرة من أحب ..سأعود للمنزل ..
قبل أن تـنصرف هتف قائل بصوته الحنون
- لا تغضبي مني ..
اعتذر بطريقة جميلة مما جعلها تأخذ نفساً ثم تقول
- لستُ غاضبة ..اريد العودة للمنزل فقط
- إذن دعيني اوصلك..
باندفاع قالت
- هذه المرة سأعود بنفسي
- لكن ..
قاطعته بحزم مؤدب تقول
- أرجوك روك .. لم اعد احتمل مشاكل أخرى لو رأنا أحد معاً
هذا اول عذر خطر ببالها بالحقيقة أرادت أن تبقى وحيدة قليلاً ...بدا وكأنهُ اقتنع لكنهُ سألها بشك
- ستردين على اتصالاتي ..؟
هزت رأسها مبتسمة
- سافعل ..
- و تسقبلي مواعدتي ..؟
مرة اخرى ابتسمت قائلة
- لو استطعت ساقبل ..لكنني اعدك ان ابدل جهدي لأراك لأنك لا تستحق غضبي روك .. أنت اروع شخص رأيته بحياتي ..
ابتسم بسعادة شاعراً براحة من كلامها التي جعلته يشعر بانهُ طيراً في السماء.. انصرفت وهي تنظر له عن بعد بين لحظة و أخرى ..
اوصلتها سيارة الاجرى إلى الفلا نزلت بعد أن اعطت السائق أجرته .. دخلت الفلا و انطلقت نحو غرفتها خلعت معطفها ثم جلست
على السرير دقائق بشرود قطع شرودها صوت طرقات باب غرفتها هتفت
ادخل
- سلين ..
أطل وجه السيد شارلي دخل و اغلق الباب خلفه استند على الباب و أخذ ينظر إليها لم تقل لهُ شيء .. قال بنبرة عادية تمتزج بمعاتبة مخفية
و هو يشيح نظراته عنها
- أين كنت ..؟ .. اوصلك دانيال قبل اكثر من ساعة ..
شتمت دانيال بسرها .. ثم قالت
- تمشيت قليلاً ..
أعاد نظراته نحوها فصدمت بالحنان المطل من عينيه..اقترب نحوها كثيراً ليجلس بجانبها على السرير ربت بكفه على كتفها بعطف ..بصوت ابوي سألها
- أنت بخير صحيح ..؟ .. لم يلقى جواب فتابع ..صغيرتي اشعر أني أوذيك كثيراً ..
تلقائياً رفعت عينيها لتلتقي بعينيه ثم انزلتهما بانكسار قائلة بيأس
- جميل أنَّ هذا الشعور يداهمك..
بكفه داعب شعرها الاسود .. وجدت نفسها لأول مرة تشعر بوجود أب لها .. ما بها تضعف ..؟ لماذا تشعر بحنانه الغريب ..؟ ..ارادت لو تنام وهو
يداعب باصابعه الحنونه شعرها نفضت تلك الأفكار على صوته يقول ..
- اشعر بندم فضيع .. هجراني لوالدتك كان اكبر خطأ في حياتي ..ظنيت أني سأعود بسرعة لكنني تأخرت فتحت شركة تلو الأخرى و تناسيت والدتك
بعد سنوات عدت ..صمتت مكملاً بغصة اقسم اني فعلت ..لكني لم أجد أحد لم أجد طفلتي و لا زوجتي ..لأن والدتك كانت قد هاجرت المدينة..

لم يشعر بالدموع المتجمعة بعينيها التي أبت النزول كانت تحدق بكفي يديها المشبوكتان معاً .. لأول مرة يفتح لها سيرة والدتها بموضوع متعمق ..
ذكرى والدتها تأثر بها كثيراً ..بغصة قالت
- افهم من كلامك أنك تلوم والدتي ..
حرك رأسه بالنفي قال بندم
- لا .. أنا المخطئ ..لم ألوم والدتك يوماً ..أنا حقاً نادم سلين
نزلت دمعتان حرتان على خديها و هي تقول
- تركتني و أنا لازلت في أحشاء أمي ..
اغمض عينيه بألم قائل
- اعرف .. لكن اقسم اني لم انوي هجرانكم ..بحثُ عنكما طويلاً وحين اخبرني دانيال عنك لم ينسى أن يخبرني أن زوجتي قد توفت ..
كل ما اريد قوله لك أني حقاً ندمان .. خنقته العبرة وهو يكمل ندمان على كل لحظة مرت من دونكما..
- اعتقد أن وقت الندم قد فات سيد شارلي ..
شعرت باصابعه تمسح دموعها بحنان أبوي دافئ ..رفعت عينيها لتلتقي بعيناه الدافئة تمتم
- رسمت ابتسامات طيلة تلك السنوات لأجلك .. كنتُ على امل أن أراك .. صغيرتي الغالية أنا حقاً اشتاق لاضمك ..فهل تسمحين ..؟
نظرت لعينيه التي تترجاها .. لم ترد عليه لأنهُ لم ينتظر جوابها ضمها بعطف جاذباً إياها نحو صدره .. ابتسم براحة وهو يضم ابنته الوحيدة
استغرب من ردة فعلها الهادئة توقع رداً عنيفاُ قاسياً له ..تمتم بصوت حنون مجروح
- سلين .. أنا اسف .. اسف على كل لحظة مرت و أنا بعيد عنك ..
شعر بجسدها يرتجف بين أحضانه فادرك بأنها تبكي ابعدها عنه بلطف بعد أن ضمها طويلاً حوط بكفيه خدها و هو يبتسم لها بفرح مكسور ..
- والدك يحبك كثيراً .. فهل تعطيه فرصة ..؟
لم تستطع قول شيء .. لأول مرة تجد من يشاركها ضعفها بعد رحيل والدتها ..لا تصدق ذلك ..لأول مرة احست أنه والدها حقاً .. لكن كان صعب
عليها مسامحته بسهولة ..لان قلبها لكنها اشاحت نظراتها عنه بهدوء خوفاً من الاستسلام كأنهُ فهم ترددها قبل رأسها بقلة حنونة ثم وقف قائلاً
- سادعك ترتاحين قليلاً ..قبل أن يغادر الغرفة قال مكملاً سأكون على وعدي سأعوضك سلين ..
رفعت رأسها تلقائياً له فاكمل
- اعرف اني ظلمتك بالارتباط من دانيال .. حاولي أن تجدي حلاً معه يريح الطرفين إذا لم تستطيعي سأتفاهم معه بنفسي ..
لم تستوعب ما قاله السيد شارلي .. لم تتوقع ذلك منه توسعت عينيها دهشة لكنها ذبلت وهي تتذكر كلام دانيال تمتمت بعد أن انزلت عينيها
تحدق بكفيها المشبوكتان معاً قائلة
- لا تهتم لذلك .. اعتقد أن الخطبة قد شارفت على الانتهاء
ابتسم لها ثم غادر غرفتها بينما ترك سلين بحيرتها وحيدة بالغرفة..

الساعات مرت ببطء..كانت مستلقية على السرير بعد أن أخذت حماماَ ساخناً و ارتدت بجامة قطنية ..حدقت بسقف الغرفة بملل لا تستطيع النوم ..
و كيف تنام و هي تكاد تجن لمعرفة أين يكون دانيال ..أهو لازال مع كرستين..؟.. تلك الفكرة أثارت أعصابها ماذا تفعل في هذا الليلة التي أبت
أن تنتهي بسرعة عليها ..هي لا تصدق أنها بسهولة عفت عن روك .. نعم لقد فعلت هو لا يستحق العذاب لكن تدرك جيداً أنها فعلت ذلك لتغيض
دانيال فقط تريد أن تفعل أي شيء يغيضه لكنها تعرف أن ينزعج لأسباب تخصه وليس غيرة عليها .. اه لو كان يغار لكانت قد قضت وقتها
مع روك ..انتفضت على صوت رنين الهاتف معلناً عن رسالة وقفت من على السرير وهي تأخذ الهاتف من المنضدة فتحت الرسالة وهي تفتح
باب الشرفة لتتلقى نسمات هواء عليلة ابتسمت بهدوء حين كانت الرسالة من روك .. تصبحين على خير حبيبتي .. اعتني بنفسك ..
تمنت أن تكون تلك الرسالة من دانيال لكنهُ حلماً من أحلامها ردت على روك .. شكراً لاهتمامك .. ليلة سعيدة روك ..
انهت كتابة الرسالة ثم رسلتها ..حدقت بالساعة في هاتفها كانت العاشرة والنصف مساء تاففت بضجر محاولة نسيان أمر دانيال وكرستين ..
ابتسمت بخبث حين جرت فكرة غريبة بعقلها لم تهتم بالوقت بلحظات أخذت تتصل على هاتف السيدة رابينا ..لم تنتظر كثيراً حتى أتاها صوت
السيدة رابينا جرت ترحيبات معتادة في بداية الحوار ثم قالت سلين بلؤم
- اوه عمتي .. لمَّ لم تخبريني بعودتك المفاجئة .. ؟ كنتُ قد آتي مبكراً لآراك
ردت عليها بحب معتذرة
- آسفة يا حبيبتي .. عودتنا كانت مفاجئة .. لم استطع أن افرح بتاتاً بتلك الرحلة كنت خائفة على دانيال كثيراً ..اصريت على زوجي العودة صباحاً
و رغم أننا اصرينا على اسرة السيد جوزيف الاستمتاع برحلة بمفردهم إلا أنهم اصروا على العودة معنا ..
ردت مطمئنة
- دانيال بخير ..
ابتسمت تقول
- في البداية خفت حين عدنا من الرحلة ولم نجده بالقصر فاخبرنا الحراس أنهُ ذهب للجامعة كدت اموت قلقاُ لكن حين عاد كان يبدو بصحة جيدة ..
يبدو أنك اعتنيت به جيداً سلين ..حقاً اشكرك لقضائك الليل في الاعتناء به ..

اختفى الكلام من لسانها حين ادركت أن السيدة رابينا علمت بأمر قضائها الليلة في الاعتناء بدانيال ... بتلعثم قالت
- اه .. لا تشكريني لم افعل شيء .. ثم انحرفت عن الموضوع مكملة أهو بجانبك الآن ..؟
ردت بسرور ..
- رغم أن الجو بارد لكنهُ يجلس في حديقة القصر ..
ردت بقلق حقيقي
- وماذا يفعل بالحديقة ...؟ الجو بارد سيمرض مجدداً .. تذكرت أمر كرستين صمتت ثم واصلت قائلة أهو بمفرده ..؟
كأن ذاك السؤال لم يعجب السيدة رابينا .. قالت بتوتر
- مع كرستين ..
- كرستين ! .. تغيرت نبرة صوتها لانزعاج قائلة .. ألم تغادر بعد ..؟
- لم تغادر ستقضي الليلة هنا ..
كأن هناك من وجه لها صفعة قوية تلك الساحرة لن تجعل الليلة تمر بخير لن تضيع فرصة بقائها مع دانيال ..صمتت تفكر حتى قالت السيدة رابينا بصدق
- سلين لا تفهي الأمور بشكل خاطئ لقد اصر كاسبر من باب الذوق على والدي كرستين أن يقضوا الليلة معنا .. لكنهم اعتذروا عدا كرستين أرادت
أن تنام معنا اليوم ..
قالت متصنعة القوة
- فهمت .. ثم واصلت بشوق لكن حقاً انا مشتاقة لك عمتي ..
ردت بحب
- و أنا أيضاً ..اكملت بحماس تعالي غداً صباحاً لنتناول الفطور معاً في حديقة القصر سيكون الجو منعشاً ..
- حقاً ..؟
تلك الفكرة اعجبت سلين قليلاً ردت السيدة رابينا بحماس
- غداً العطلة ..جميل أن أراك معنا على طاولة الأفطار ..
ابتسمت بخبث قائلة
- حسناً .. انتظريني غداً صباحاً ..
ضحكت بفرح قائلة
- سيفرح دانيال بقدومك ..تعالي مبكراً
بحب قالت
- و أنا سأفرح برؤيته .. اعتذر على الاتصال بهذا الوقت اتمنى أن لا أكون ازعجتك ..
بعتاب قالت
- ما هذا الكلام ..اتصلي في اي وقت سلين ..
- حسنا إذن .. تصبحين على خير .
اغلقت الهاتف و هي تتوعد دانيال بالغد .. ثم اتجهت نحو سريرها تطالب النوم من أجل أن يحل الصباح مبكراً .. نعم تنتظر الصباح بشوق كبير...^ــ^[/frame]
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس