عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 09-22-2017, 09:46 PM
 
[frame="1 80"]الــــبارت الثاني عشر
..............................
أنت لي ..!
..............................



كانت منسجمة بالقراءة كثيراً .. وجدت أن هناك الكثير من الكتابات لم ينشرها في الصحف .. كتاباته كانت مبهرة ..شعرت بأن
كتاباتها لا تساوي شيء امام قلمه المبدع .. شد انتباها بعض الكتابات المكتوبة في الورق ... أرادت أن تسأله عن أشياء كثيرة ..
لكنه لم يكن معها .. شعرت بالوقت يمر خشيت أن يسألها السيد شارلي عن تأخرها فأخذت تقرأ ما يشد انتباها اكثر من العناوين
وهي تعد نفسها بقراءة ما تبقى لها في يوم آخر ...بعد مرور أكثر من ساعة و هي تغوص بين الدفاتر و الأوراق لاحظت غياب روك حملت
بعض الأوراق وخرجت من المكتبة .. الهدوء كان يعم الشقة.. لمحت باب غرفته المفتوح .. طرقت الباب فلم تسمع رداً .. دخلت بهدوء فلمحته
في الشرفة .. واقف بهدوء .. تقدمت أكثر لتلاحظ شروده .. يحدق بالخارج بشرود كبير .. مشت خطوتين لتدخل الشرفة ..
و كأنه لاحظ تواجدها معه .. التفت خلفه ليجد سلين تقف خلفه تحدق به بذهول ... عقدت حاجبيها قائلة
- تبدو شارد الذهن
رسم ابتسامة هادئة .. فتقدمت أكثر سألته بفضول
- بمَّ أنت شارد ..؟ ابتسمت بخبث مكملة اعترف أيها الخبيث .. هل دخلت في قصة حب غرامية ..؟
و كأن كلامها جاء على الوتر الحساس اطلقت ضحكة خبيثة عندما اغمض عينيه محاول أن يهدأ فاكملت
- هيا اخبرني روك .. ضربته بخفة على كتفه مكملة من تلك الفتاة غمزت قائلة .. غبية لو لم تكن تحبك ...
- حقاً ..
استغربت عندما استمر على هدوئه .. لم يتجاوب معها بتاتاً .. بدا لها كالطير الجريح .. و لأول مرة ادركت كم روك رومنسياً من خلال
تلك الكتابات الرومنسية التي وجدتها معه .. لمح الاوراق بيدها مستفهماً و كأنها فهمت عليه سألته ..
- أكل هذا الغزل الذي خطه قلمك في هذه الأوراق لحبيبتك ..؟
أشاح عنها نظراته بهدوء بدا مجروح و هو يحدق بالشارع .. مما جعلها تشك انها ازعجته حقاً .. تمتمت بعينين ذابلة .. روك ..
لم يرد عليها اقتربت لتمسك بذراعه ثم قالت برجاء ..
- أرجوك اخبرني عن حكايتك .. صدقني سأساعدك كثيراً .. تأملها بهدوء فاكملت يمكنني بكل سرور أن اجمعك مع حبيبتك لو اردت ..
عندما لمحت عدم الرضا من عينيه اكملت .. صدقني ساحاول ..ابعد كفها عن ذراعه بلطف و كأن لمستها تأثر عليه فقالت
- لا تتردد روك .. اخبرني عن حكايتك ..
اعاد نظره لها لتلتقي بعينيها اللامعة ..بجدية سألها
- لن تنصدمي ..
بثقة ردت
- لا
فرد عليها ..
- لن تهربي مني ..
حركت رأسها بالنفي
- لا ..
و آخر مرة قال بضعف
- ولن تكرهينني ..
استغربت من اسلوبه لكنها اصرت قائلة
- لا ..
تأثرت عينيه و هو يحدق بها .. لم يعد قادراً على المقاومة بتاتاً .. كسر كل الحواجر عندما ذبلت عينيه و هو يقول بصوت مؤلم يندمج بالحزن ..
- حكايتي مع حورية جميلة .. شدتني و اسرتني .. ثم قتلتني بدون علم ..
اطلقت شهقة خفيفة و هي تحدق به مذهولة فابتسم بألم .. و اقترب اكثر ليجعل المسافة بينهما قريبة اكثر .. اكمل بعينين حزينتين امتلأت ألماً
و بنبرة جريحة اكمل
- سأحكي لك قصة .. لم ينتظر جوابها فاكمل حكاية لبحر جريح ..حكى حكايته عن حوريته بألم فكنتُ مثل حكايته بالضبط ...
تاهت عينيها غير مستوعبة لما يجري لروك من تغيرات مؤلمة في وجهه .. لكنها قررت أن تستمع لحكايته العجيبة
فاستمعت له يقول


لو أخبرتك أن قلبي بحر عجيب ...

لو أخبرتك أنَّ في أعماقه صناديق ذهبية
لو أخبرتك أن مفتاحها هو ضحكاتك البريئة
فاعلمي عندها أنك حوريته الحسناء !

لونت حوريتي بحري بجمالها الساحر ...
زالت الأذى منهُ بلطف و منحته الدواء ...

تنهد محدق بملامح سلين المتعجبة فاشتد ألماً و هو يكمل

.... بلمستها الحنونة .....
... بعينيها الجميلة .....

و بابتسامتها اللذيذة تراقصت أمواجـــه...
و عندما مرضت كائناتي غاصت تنقذهم ..
و رفعت رأسها في وسط البحر بكل سرور
فارتجف بحري و هو يحدق بحوريته مندسة في أعماقه ..
بدا شعرها كليال سوداء ...
و برقت عينيها كالنجوم فهمست لي بلحظة
أن المستحيل في بحري ليس له وجود
و عندما أردت الجواب .. وجدتها فجأة تخرج
تخرج من أعماقي نحو الشاطئ.. كانت كعصفور أبيض جريح ..
فنسيتُ كل شيء و أنا تائه بجمالها ..
و بلحظات كانت واقعة في شباك الصياد ...

اطلقتُ صريخاً هز الجبل الذي أحاطني...
و أنا انظر لها في شباك صياد ساحر ...
فنظر لي الصياد مستمتع بفريسته و بلحظات
هبَّ مغادراً شاطئي فلم اسمع بعدها سوى
أنين حوريتي الحسناء ......


اطلقت شهقة أخرى .. وهي تحدق بروك الذي اغمض عينيه غير قادر على الاكمال بينما اندمجت حواسها معه .. فاكمل بغصة

تلون بحري بدمائها ...
و عندما أوشكت كائناتي على تنظيف بحري ..
صرخت واجماً .. بأني اعشق حتى مذاق دمائها ..
فغضبت الكائنات و تخلت عني ... فيما ذبلت اعشابي مستسلمة..!
و هبت أمواجي غاضبة تصفع الصيادين بقوة ...!
فرفضت القوارب الخشبية السير علي ..
و ماتت الكائنات فطفت على سطحي
فاصبحت ملوثاً بدم غيرها ..
بدوت قبيحاً لدرجة أنَّ ضوء القمر في ليلة سوداء
لم يستطع أن يزيد حلتي جمالاً .. !
البحر كان غاضباً لم يأبه لفراق أحـــد ...
لم يحزن على كائناته كما حزن على حوريته ...
فحزن القمر من منظري ... و بدا واجماً و هو يحدق بي ...!
فيما اسود جاري الجبل غضباً ...
و حين حل الصباح سألتني الشمس ...
ما بالك أيها البحر ..؟ ..!
كنت كالأمير بحلتك ..
كنت بسمة لمن لعب بمائك..
و دواء لمن ذاق كائناتك ..
ويحك اليوم اليوم كبستان قاحل .. !
لا تكن بخيلاً كالنخلة الحمقاء بخيرها
فهوت في النار تستعر ...!
تبسمت فجأة بألم .. و رديت واثقاً
أنا لستُ البحر يا صديقتي ..
أن البحر هو حوريتي الحسناء..
و حوريتي الآن تحت تأثير شباك صياد ساحر ..
~ فهنيئاً له بهــــــــــا ! . . ~

نعم فهنيئ له بها ... تمتم بضعف اخر كلماته فما كان منها إلا أن ترتجف أكثر .. رفعت عينيها لتصدم بقربه الشديد منها .. عجزت لسانها عن الكلام ..
فيما ارتجف جسدها محدقة بعينيه التائهة وسقطت الاوراق من يدها بدون شعور ... ماذا يقصد ..؟ .. عينيها تأملت وجهه بصعوبة .. فصدمت أن عينيه
كانت اشد ألماً .. تمتم بصعوبة
- سلين ..
لم يجد رداً منها .. بانامله رفع ذقنها بلطف لتقابل عينيه .. لم يجد سوى فتاة ترتجف .. ياريته يفهمها .. اغمض عينيه ثم فتحهما قائل من بين أعماق قلبه
- سلين .. ألا تسمعين نبضات قلبي ..؟ يكاد قلبي يخرج من أضلاعي و أنتِ معي ..
تأمل عينيها التي برقت .. فلمح الدموع المتلألأة في أجفانها ..احس بارتجاف جسدها الصغير ... شفتيها التي كانت ترتجف .. خصلات شعرها التي
تتمايل على وجهها بنعومة .. تمتم مجدداً ..
- سلين اشعري بي ..
رفعت عينيه بقوة نحو عينيه .. اطلقت شهقة بكاء قاومتها كثيراً ... شعر بقلبه يتمزق من بكائها .. لم يستطع مقاومتها هذه المرة .. ضمها بقوة نحوه
و هو يحيط ظهرها بذراعيه الدافئة .. غاصت بين أحضانه تائهة فدخلت بنوبة من البكاء حادة و هي تشعر بذراعيه تضمها نحوه اكثر ..
- أرجوك لا تبكي سلين ..
كيف لا تبكي ..؟ .. روك .. مستحيل .. لقد ظنته لا يكن لها أي مشاعر .. حسناً لماذا لا تفرح ..؟ .. أليس هو رفيقها الحنون .. ..؟
دانيال .. مرت صورته في عينيه فوجدت قلبها يرتجف .. مستحيل .. هي بين احضان رجل آخر .. كيف لدانيال ان يسيطر الآن عليها ..
وجدت نفسها بدون شعور تتبتعد عن روك .. اجهشت بنوبة بكاء حادة و هي تبتعد عنه بخطوات إلى الوراء ..ارتجف جسدها عندما اقترب
نحوها امسك بذراعها و هو يقربها نحوه بلطف ثم حرر ذراعها ليلامس كفه خدها بنعومة وبيده الأخرى مرر أصابعه ليمسح دموعها .. لمحت عينيه الجريحة
قال بصوته الحنون ..
- سلين تأمليني جيداً ..عندما أطالت النظر لملامح وجهه اكمل .. ألم تعرفي من تلك الحورية ..؟ .. ألم تعرفي من هو البحر و الصياد ..؟
اغمضت عينيها و هي تكبت شهقة كبيرة كتمتها بصعوبة حركت رأسها بالنفي لا تريد سماع شيء لكنه اصر مكمل
- أنتِ هي حوريتي سلين .. أنت تعيشين في بحري .. كل يوم .. كل يوم و ثانية أنتِ في قلبي .. نعم في قلبي ...
- اتركني ...
تمتمت بصعوبة قبل أن تدفعه بقوة للتخلص من لمساته تراجعت إلى الوراء رفعت عينيه بنظرات مصدومة غاضبة فاقترب نحوها عندما مد كفه ليلمسها صرخت بجنون
- لا تلمسني .. رفعت عينيها لتواجه عينيه فصعق بالخوف الممزوج بالرفض بعينيها تمتمت .. إياك أن تتقترب روك ..
جمد بمكانه بدون تصديق .. حرك رأسه رافض للحقيقة هتف باسمها برجاء ..
- سلين اسمعيني فقط ...
وضعت كفيها على أذنيها بقوة رافضة أن تسمع شي .. بلحظات مرت صورة دانيال بعينيها .. قالت بصوت مهزوز
- لا أريد سماع أكثر من ذلك ..
و كأنها سمحت له بالكلام حيث قال باندفاع
- .. اعطني فرصة .. ستحبيني سلين ..أنا واثق ..
ردت بألم بصوت مهزوز
- ريتني قابلتك من قبل .. لكن الآن أنا .. بقسوة لم تتعمدها اكملت لا يمكنني أن أحبك ..
اتسعت عينيه ذهولاً .. خوفاً من فقدانها .. فبدا كأسد يجاهد لخروجه من السجن ..كل الحواجز دمرتها بكلاماتها الأخيرة .. بجنون صرخ
- هل تحبيه ..؟ صرخ بعنف .. الوخذ دانيال.. هل سحرك الصياد حقاً سلين ..؟
وجد جسدها يرتجف و هي تسد أذنيها اكثر ترفض سماع اسم دانيال .. جن جنونه فاكمل
- تحبيه .. .. صرخ مجدداً . ليس من بين كل الرجال ..دانيال .. ذاك الحقير لا يستحق حبك بتاتاً ...
فجأة انهارت حصونها انهارت تبكي .. صارخة
- لا روك ..أنا لا أحبه .. أنا اكرهه ..
كانت تدرك أن في كلامه شيء خاطئ ..توقف عن الكلام فعما الهدوء فجأة ليستمع فقط صوت انفاسهما المتضاربة ..
- اثبتي ذلك ..
تمتمت بصعوبة
- كيف ..؟
مرت عينيه على جسدها لتستقر على الخاتم في اصبعها تأمله كثيراً .. فانتبهت على ما يفكر ارتعبت من طلبه المتوقع و حقاً كان كما تخيلت
تمتم بهدوء قبل العاصفة
- اخلعي خاتمه ...فقط اليوم الآن أمام عيني ..
طلبه كان كالصفعة على خدها .. نزلت عينيها نحو الخاتم الألماس الذي يبرق كبريق عينين دانيال الساحرة .. ثم ببطء رفعت عينيها المرتجفتين
نحو روك ..و كأنها تترجاه أن يغير طلبه ... وجدت نفسها فجأة تسأل قلبها لماذا ترفض هذا الطلب .. ؟ ألم تكن تتمنى ذلك ..؟ شعرت بدموعها
تنسال على خديها .. و بدون شعور حركت رأسها بالنفي ..فوجئت بضحكة هستريرية من روك ..ارتفعت عينيها المرتعشتين تنظر له برعب ..
للحظة فكرت انه جن تماماً .. تشحرج صوته و هو يقول
- لقد توقعت .. حرك رأسه و هو يكمل نعم توقعت .. صرخ بعنف ..توقعت ذلك منذُ أن بعتي له منزلك .. منذُ تلك الخطوبة التي قتلتني ..
ابتسم بسخرية وهو يكمل باستسلام نعم.. لا استطيع لومك تبقين فتاة تتأثر تحت جذابية رجولته...

يكــــفي ...

صرخت بعنف و لأول مرة كانت تصرخ على روك .. حركت رأسها و كأنها لم تفهم شيء .. وفجأة هرولت لتخرج من الشرفة داخلة غرفته .. ركضت
نحو باب غرفته لتمسك بمعصم الباب فتحته بيد مرتجفة قبل أن تتعترضها ذراع أعادتها للخلف بسهولة ..
- سلين .. لا ترحلي ..
بتلك اللحظات نسيت انه روك رفيقها العزيز .. دفعته باشمئزاز عنها صارخة بعنف ..
- انت لست روك ..
قبل أن تعاود خروجها من الغرفة مجدداً اعترض طريقها و هذه المرة قاومته بالشراسة فيما كان يرد يتوسلها بالهدوء يصرح لها انهُ لن يؤذيها بتاتاً ..
ركلته بعنف بقدمها فاصابت ساقه مما جعله يغمض عينيه بقوة و هو يكبت شهقة ألم .. حين احس بنفورها منه فتح عينيه باصرار .. و لأول مرة لمحت
ملامح العشق بعينيه كأنه ينظر لحبيبته وليس لرفيقته الصغيرة .. شهقت حينما دفعها ليثبتها عالجدار و بحركة سريعة ثبت يديها بيديه ليمنع حركتها مثبتاً
يديها في الجدار .. بلحظات دام الصمت مع ظلام الغرفة الذي يتخلل إليها جزء بسيط من الضوء من الداخل عبر الشرفة المفتوحة .. وحين مال بوجهه
اكثر ليقابل وجهها بالضبط .. احست بانفاسه تلفح وجهها فلم تكن ترى سوى ملامح وجهه التي تتأملها بعمق .. عينيه الزيتية التي يا طالما وجدت بهما الأمان..
ارتجف قلبها لوضع روك الغريب .. بلحظات فكرت أنها لم تسأل نفسها يوماً هل تحبه .. .؟. لكن كل ما تعرفه أنها تحتاج إليه كما تدرك جيداً أنهُ في نظرها علاقتها
معه تتفوق عن الصداقة .. لكن عقلها يعجز عن أختيار شيء دام شبح دانيال و ظله يرافقها حتى في منامها ..ارتعدت على لمسة أنامله الرقيقة على خدها ..
فانتبهت أنهُ حرر إحدى يديها ليستطيع لمسة خدها الناعم برقة أذابتها ..تشنج جسدها وتصلبت عينيها ذعراً فهذه المرة لمسته كانت مختلفة عن سابقتها لأول
مرة أحست أنهُ يلمسها بحب ..بعشق ... رق قلبها له حينما لمحت الانكسار بعينيه الزيتية انزل عينيه بانكسار ليقول
- أحياناً اسهر الليالي عاجزاً عن النوم ..و حينما اغمض عيني للحظات يأتيني ظلك .. استمع لصدى ضحكاته .. أرى بسمتك .. صمت وهو يغمض عينيه بألم ويفتحمها
ليكمل بغصة .. أرى عيناك .. صمت وكأن العبرة خنقته ثم اكمل .. عيناك التي سحرتني منذُ أول لحظة رأيتك سلين .. منذُ ليلة الشاطئ و أنا أفكر بك ..
لن اكذب واقول بأني احببتك عندها لكن ربما انجذبت نحوك فأنا رأيت شخصاً غريب .. بريء .. شدني إليك طيبتك .. نقائك .. ابتسم بألم و هو يقول
و أحيانا غبائك ... فوجدت نفسي اغرق .. كل يوم اغرق .. و كل يوم اكتشف بك شيء لذيذ و فريد .. حتى قضيتي علي ..سلين انا ..تلعثم وكأنهُ عاجز عن الكلام
لكنهُ قابل عينيها بجراءة ممزوجة بالقوة بخلاف صوته التي يتناقض مع عينيه قال مجازف .. امنحيني فرصة ..بثقة اكمل دانيال لن يفعل لك شيء ..ذاك لا يعرف
الحب ولد فقط لتدمير ..!
كانت تشعر أنها بحلم عجيب ما سمعته من روك شيء مستحيل ..لم تتخيل يوم أنهُ يكن لها أي مشاعر .. لماذا لا أحد يشعر بها ..؟.. يطلب فرصة ..
ارتجفت شفتيها و هي تقول
- روك .. أنت .. نزلت دمعتين على خديها تليها عددة دموع حارة .. لماذا تصمت ..؟ لن تصمت بتاتاً لقد تعبت اليوم حقاً ..ارتعب فجأة من صراخها المفاجئ
بعنف كانت تقول .. روك .. أنت تخيفني !.. قبل أن يفتح فمه ليعترض كلامها و ينفيه هاجمته بكلامها تقول .. أيام ليست قليلة مرت ونحن اصدقاء ..
و بلحظات تقلب الأمور رأساً على عقب .. صمتت و هي تتنفس بقوة نظراً للجهد الذي بدلته في الصراخ ثم اكملت بتأنيب . . ألم تفكر بي ..؟
كنتُ معك أشعر بأني عصفورة اجنحتها أنت ! تعرف كيف أشعر الآن .. رفعت إحدى حاجبيها تكمل بقهر .. اشعر أنني فتاة بلهاء عصفورة
من غير أجنحة ..لقد جرحتني بالشدة روك ..!
أحست بأنها جرحتهُ كثيراً ..تمتم بيأس
- أنا آسف ..
توقعت انهُ يعتذر لما سببه لها من رعب في ختام يومه الذي كانت بدايته جميلة لكنهُ رفع عينيه بيأس ليهمس بهيام مكملاً و موضحاً مقصده
- آسف .. لأني أحبـــك
التقت عينيهما بتلك اللحظة ..فغاص ببحر عينيها الجميلة .. يحبها .. يعشقها كثيراً .. اغمض عينيه يحاول ضبط مشاعره المتخبطة ..
فتح عينيه بصعوبة.. لتستقر على شفتيها الوردية.. بلع ريقه بصعوبة و هو يشعر برغبة بتقبيلها و فجأة مالت شفتيه نحو شفتيها قبل
أن يفاجئ بردة فعل قاسية .. افلتت شهقة بكاء بكبيرة.. ما عادت تحتمل فوق طاقتها دفعته بجنون جعله يتراجع إلى الوراء محرراً إياها..
لم يكن يسمع سوى شهقاتها العالية .. التي لم تستمر قليلاً ترن في أذنيه .. حتى لمحها تحمل معطفها و حقيبتها قبل أن يسمع صوت انفتاح باب الشقة ..
ادرك تلك اللحظة أن حريته ستغارد تماماً ..ظل دقيقة و خيال اليوم يمر عليه ... لقائهم في الصباح تناولهم للغداء معاً .. تناولهم لوجبة العشاء .. صرخاتها .. ضحكاتها ..
شريط اليوم مر بذاكرته كالخيال.. بلحظات عاد للواقع .. سار بغرفته كالنمر المفترس قبل أن تحط يداه على الطاولة ليرمي كل ما عليها
بعنف على الأرض .. ايقظه صوت تحطم زجاج كأس الماء الذي كان محطوط على الطاولة .. تـضاربت انفاسه بقوة و هو يحدق بأشلاء
الزجاج المتناشرة بالارضية .. كان مثلها تماماً مشتت لا يعرف ماذا يفعل ..؟ استقرت عينيه على باب الشقة التي فرت منهُ سلين .. قبل
ان يصرخ باسمها بعنف .. وهذه المرة دفع الطاولة الخشبية كأنهُ يفرغ ما بداخله من قهر و ألم ...ثم هب كالأعصار يلحق بها ..

كانت تركض بجنون .. فيما تشعر بدموعها تسيل بغزارة على خديها .. زاد انهيارها اكثر حين لمحت روك يحاول أن يلحقها ..
توسلاته كانت ترن بأذنيها كالصدى..أستطاع أن يلحق ركضها التي كان عبارة عن ركض خفيف بالنسبة لقدرته في الركض ..
اعترض طريقها حين امسك بذراعها بكفه .. شعر بأشلاء قلبه تتحطم حين رآها ترتجف من قربها منه ... تخافه .. نعم تخافه ..
انتفض من تلك الفكرة المخيفة بالنسبة له ... عما الهدوء بين الطرفين ليستمع فقط صوت انفاسهما المتضاربة ..و فجأة شعرت بالشيء
الذي كان يتساقط عليها ليبللها ارتفعت عينيها لسماء لتـتلقى قطرات من ماء المطر تتساقط برفق عليهما معاً لاحظ أنها الآن انتبهت للمطر
لم يسمح لها بالكلام فقال مهاجماً بصوت خشن
- ثامن و عشرون عاماً مرت من عمري .. فيها لم أركض بعد فتاة كما فعلتي بي ...
وضعت كفها على شفتيها لتمنع شهقات بكائها القوية .. اكمل
- سلين .. أنا لا اقدر على خسارتك .. أنت حياتي ..
حركت رأسها بالنفي بعنف و كأنها ترفض الفكرة ... فقال باندفاع
- لو تخشين السيد دانيال والسيد شارلي .. سأحررك منهما بطريقتي الخاصة لو كنتِ لي سلين ..!
همَّ مندفع يضمها إليها و كأنه يعلن امتلاكها لكنهُ فوجئ بركلة قوية بساقه . . و هذه المرة حقاً ضربته بعنف جعلته يتأوه ألماً .. عاجزاً عن اللحاق بها ..
حدق بها و هي تركض حاملة حقيبتها ومعطفها على ذراعها اليسرى ... تركض بلا هدف والمطر يبللها ..صرخ بعنف باسمها لكنهُ لم يلقى رد ..

أخذت تركض بدون شعور .. لا تعرف أين تذهب ..؟ ..لم يلاحظ كثير من الناس حاتها فالكل كان يهرب من المطر .. الذي يشتد غزارته شيء فشيء..
حتى لاحظت خلوة الشارع من الناس .. عندها توقفت عن السير .. تحدق بالشارع بغرابة كأنهُ شيء غريب لم تراه من قبل .. كانت كالطفل المشرد ..
بلحظات أخذت تنهار باكية و كأن الأمور بدأت تتوضح لها لقد كاد أن يقبلها .. لقد حاول ذلك..

ســــــــــــــــليــــــن


بلحظات أنهيارها أخذت تدرك بمن يوجد معها بالشارع ..انتفضت حين ادركت أنهُ روك .. لقد لحقها .. ادارت وجهها للخلف فلم تجد احد ..فأعادت
نظراتها للأمام ..لتجده واقفاً على بعد ستة أمتار تقريباً منها .. هدأت فجأة محدقة به بسروال جينز اسود و قميص اسود مشمر اكمامه ليظهر شيء من ذراعه ..
فيما كانت أول زرين فضيتين من قميصة مفتوحة ليظهر أعلى تفاصيل صدره ....شعره وجسده كان مبلل بالمياه و مع انعكاس ضوء القمر بدا كأمير
وسيم ... تمتم مجدداً بصوت خافت و عينيه تمر على أنحاء جسدها المبلل بالمياه
- ســلين ...
أنهارت بتلك اللحظات محدقة بآخر شخص توقعت وجوده .. و كأنهُ كان دواء لها بتلك اللحظات ..افلتت حقيبتها و سقط معطفها من ذراعها
و هي تنظر له ... ملامحه رغم أنها لم تمتلأ بالحنان و العطف إلا أنها كانت خالية من القسوة كانت هادئة فيما عينيه كانت تلمع دفئاً بخلاف
ملامح وجهه الهادئة .. بدون شعور تمتمت وقد توقفت عن البكاء
- د...دانــ...يال
بصوتها المرتجف تمتمت باسمه .. و حين لم تجد ملامح سخرية منه شعرت بشعور غريب نحوه ... و شعرت برغبة بالبكاء وهذه المرة لم تعرف لماذا أرادت البكاء ..
صرخت باسمه من اعماق قلبها .. فيما اندفعت فجأة بدون شعور نحوه ألقت جسدها بين أحضانه تبكي بعنف فيما استقرت كفيها خلف ظهره و هي تجهش بنوبة كبيرة
من البكاء.. تأمل جسدها بين أحضانه بغرابة ارتبك من وضعها الغريب ... شفتاه لم تزينها ابتسامة مواساه فيما يخلاف وجهه الذي بدا لأول مرة كأنهُ يريد مواساتها لكنه
يعجز عن ذلك ..تمتم بهدوء
- سلين .. اهدئي قليلاً...
فوجئ عندما أخذت تدس نفسها بين أحضانه بقوة و هي تشد كفيها خلف ظهره و كأنها تطالبه بالحماية .. بلطف استطاع أن يبعدها عنه قليلاً ..اشتد المطر
اكثر ليبللهما بشدة .. ارتفعت عينيها الدامعتان تحدق به فيما ارتجف جسدها برداً .. امسك ذقنها بين سبابته وأبهامه بلطف و رفعهما لينظر إليها بشكل أوضح
- لا تخافي أنا معك ..
استغرب حين امتلأت عينيها بالدموع مجدداً و كأن جملته اثرت بها كثيراً .. غريب أمر الفتيات هذا ما قاله بداخله ..تأوه فجأة حينما شعر بقبضة يديها
تندفع بقوة نحو صدره لتضربه بقهر ..من بين دموعها هتفت
- أين كنت ..؟ .. خائفة كثيراً .... أنا خائفة دانيال ...
ادرك في تلك اللحظات أنهُ لم يصل في الوقت المناسب اشتدت عينيه غضباً .. امسك كتفيها بقوة ليعيقها عن ضربه ثبتها فعجزت عن الحراك مال بوجهه
نحوه لتفاجئ بتلك العينين الغاضبة همس من بين اسنانه
- الحقير.. هل أذاك ..؟...
صمتت تنظر إليه فقال بصوت بدا اشبه بفحيح الأفعى
- اهتفي سلين ..
حركت رأسها بالنفي .. ثم هتفت بصوت باكي
- لا تتركني دانيال ..
ارتجفت برداً بتلك اللحظة حين اشتدت الامطار غزارة أكثر فهي بملابس خفيفة ولا ترتدي معطفاً ..ارتخت يديه لتنزل من كتفيها و ترتفع نحو خديها المبللة بدموعها
و بماء المطر ..حوط بكفيه خدها ..ثم همس
- ترتدين ملابس خفيفة .. أخشى عليك البرد ...
ابتسمت بصعوبة ابتسامة باهتة كم فرحت حين صرح بخوفه عليها .. بلحظات وجدت نفسها تقول بدلال غير مقصود و هي تهز رأسها بالإيجاب
- نعم .. اشعر بالبرد ..
شعرت بكفه تنزل من خدها لتمسك بذراعها و لم تكن ثواني حتى جذبها بلطف نحو جسده .. عانقها بخفة هامساً في أذنها
- سلين .. أنتِ ...
توقف عن الكلام فجأة .. و فجأة أيضاً شعرت به يعانقها بقوة ... عانقها بقوة و هو يضم جسدها نحوه .. فيما لم تكن سلين تعرف بتاتاً سر ذاك العناق
الشديد .. ببساطة لأنها لم تلمح تلك العينين الزيتية خلفها التي كانت تحدق بهما بألم فيما تشع حقداً نحو دانيال .. استمر يعانقها و كأنهُ يواسيها .. حتى بدأت
نوبة البكاء بالتوقف قليلاً .. شعر بها تريد التحرر منه .. فلم يمانع بذلك خاصة لمح روك يغادر بخسارة..بتلك اللحظة أنتابه سعال قوي ..
مشى سائراً نحو حقيبتها و معطفها المرمين في الشارع حملهما ثم استدار خلفه ليجدها واقفة تنظر إليه .. توسعت حدقتي عينيها متأملة ملامح وجهه المتعبة
بلحظات تذكرت مكالمة السيدة رابينا .. راقبته يقترب نحوها بتعب أخفاه و هو يتصنع القوة حين اقترب نحوها امسكها من ذراعها ليقتادها نحو سيارته دون
حديث مشى ليخرجها من الشارع و هي تستجيب لتحركها معه .. اغمض عينيه بتعب واضح وكأنهُ يعجز عن السير ...فجأة ارتخت قبضته من ذراعها ..هتفت باسمه
بضعف حين راح يبتعد عنها ليدخل بنوبة سعال كادت أن تقضي عليه ..استند على جدار إحدى العمائر و هو يحاول ألتقاط انفاسه .. اقتربت نحوه تقول بخوف
- دانيال .. لم تكن تعرف ماذا تقول له بالاساس فاخذت تكمل ..دانيال رد علي .. هل أنت بخير ..؟
وضع كفه على فمه ليكبت سعال كان يداهمه من الصغر .. أخيراً استطاع ألتقاط انفاسه ليقول
- السيارة في الشارع الثاني .. راقبته يخرج مفتاح ألكتروني من جيب سرواله و هو يمده لها اكمل و هو يلهث من التعب ..
- ادخلي السيارة فالمطر غزيز ..
حركت رأسها بالنفي ثم قالت
- و أنت .. !
اغمض عينيه بتعب ثم قال
- احضري البخاخ من السيارة ...
- بخاخ ! ..
ادركت من صوته المتعب أنهُ يعجز عن السير لسيارة .. لكن كلمة بخاخ شدت انتباها و تذكرت فجأة أي مرض يضطر الشخص لاستخدام البخاخ ..
اطلقت شهقة و حدقت به مذعورة و كأنه فهم الأمر رسم ابتسامة باهتة ثم رد
- لا تقلقي ... أنا بـخير ...
شعرت أنها ستموت لو أصابه مكروه .. الربو .. أول احتمال صادفها عندما رأته مجدداً يدخل في نوبة من السعال ..لم تعرف كيف تخيلت أن الهواء سينفذ
منه حتى يموت .. هرولت تقترب منه غير مبالية لتلك الأمطار الغزيرة التي جعلت منظرهما كمن خرج من وسط البحر ..
- ارتكأ علي ..
رفع عينيه الرمادية لتلتقي بعينيها فسرت قشعريرة في أنحاء جسدها .. حثته بعيناها على الصمود.. تلألأت عينيها بالدموع برجاء نظرت إليه وتشحرج صوتها وهي تقول
- دانيال .. تشنج جسدها وهي تتأمله متعب بشكل فظيع .. أنت مريض .. .تأملتهُ ملياً تنتظر رداً فلم تجد سوى السكوت .. صرخت بعنف كأنها تلوم سكوته ..
لا تــمرض بسببي أرجوك .. ازداد صراخها مكملة .. أنا استحق .. انا فتاة صمتت ثم اكملت.. حقاً أنا حمقاء .. سكتت تحاول أن تلم شتات افكارها .. أنت رغم
صفاتك السيئة أنا لازلت أخاف عليك .. عضت على شفتيها تمنعهما من الارتجاف فيما اغمضت عينيها بعنف لتكمل بألم .. لا تموت أرجوك .. لا تفعل بي ذلك ..
ثم انهارت تبكي بعنف ..
شششش سلين ..
حين فتحت عينيها ..شعرت بجسده قريب منها لم تعرف متى تحرك ليقترب منها لكنها اسندت رأسها بضعف على صدره ..تعبت كثيراً ..ثواني مرت قبل أن تشعر
باصابعه تتخلل بين شعرها المبلل ..لنمشي .. هتف بتلك الكلمة ثم ابعدها عنه سار فلحقته محاولة السيطرة على مشاعرها الغريبة التي انفجرت فجأة .. دخلا
الشارع الآخر فلمحت سيارته الرمادية تسقط الأمطار عليها بغزارة .. شعرت في ذاك الوقت بالبرد يكسر عضامها فوجدت نفسها ترتجف برداً و هي تركض نحو السيارة
لتلحق دانيال الذي فتح باب السيارة عبر المفتاح الألكتروني ثم اعتل مقعد السائق ..فيما ركبت سلين المقعد الأمامي ..راقبته يبحث عن شيء بالسيارة .. بين تلك الأكياس
المليئة بأغراض مختلفة .. فأكياس تحتوي على بعض الاوراق كما لمحت .. والآخر كتب ضخمة .. مجلات رياضية .. أغراض شبابية لم تلفت انتباهها كثيراً .. فيما
كان السعال يشتد أكثر ليسيطر عليه ففهمت بتلك الأثناء انهُ يبحث عن البخاخ فاسرعت بجهد تبحث معه .. كان من المفترض أن يجعله في ماكن مخصص
في حالة اصابته نوبة سعال هذا ما فكرت فيه .. نظرت للمقاعد الخلفية و هي تبحث بعينيها عن البخاخ .. لمحت كيس عليه اسم لإحدى الصيدليات .. التقطته بسرعة رهيبة
.. باندفاع أخذت تقول وهي تفتح الكيس
- أهذا ما تبحث عنه ..؟
لم يرد عليها لكنها فهمت الجواب حين أخذ الكيس من بين يديها ثم اخرج البخاخ الذي كان يبدو لم يستعمل من قبل ... راقبته و هو يلتقط البخاخ بين يده التي كانت ترتجف
وضعه بفمه بسرعة اغمض عينيه و هو لازل يرش البخاخ في فمه .. بدأ يهدأ شيء فشيء .. حتى ابعد البخاخ عن فمه و هو يلتقط انفاسه .. انتهت نوبة السعال .. رمى البخاخ
باهمال بالسيارة.. ثم استند على كرسي السيارة براحة وعينيه تنظر لسقف السيارة بشرود ..دقائق مرت لا يسمع بها سوى صوت المطر الشديد الذي يتساقط على السيارة..
لم يكن يلاحظ العينين السوداء والجسد الصغير الذي معه بالسيارة تلك الفتاة الجميلة التي تحدق بكل جزء به .. دقائق ثم جلس مستعداً لتحريك السيارة و كأنهُ يقاوم ذاك التعب
قبل أن يحرك السيارة قاطعتهُ تقول
- سنموت ! ... نظر إليها بتعجب فاكملت .. سنموت لو قدت السيارة و أنت في هذه الحالة .. اتوقع حدوث حادث مرعب لنا ...
ابتسم ابتسامة باهتة فاكمل
- مشهور أنا بقيادتي الجيدة ..
- لستَ و أنت متعب ..
و كأنها لن تقل شيء قال بصوت خافت
- سأصلك للمنزلك اولاً ..ثـ..
اعترضته تقول
- لا .. عقد حاجبيه مستغرب فاكملت .. مستحيل أن ادعك وحيداً بهذه الحالة ..
- أنا بخير ..
باصرار منفعل قالت
- كاذب
فوجئ من اصرارها فاكملت
- على العموم الفلا بعيدة جداً عن شقة روك .. اعتقد أن القصر اقرب لك .. قبل أن يتكلم اندفعت تكمل .. بالحقيقة لا أود الموت بحادث مرعب ..
ابتسم بتعب على اصرارها لكنهُ كان يدرك أنهُ لو استطاع أن يصلها للفلا لكان بغير قادر على العودة للقصر بتاتاً ..قاد بحذر وببطئ .. ولأول مرة كان
يقود بحذر فضيع .. تبسم أخيراً حين لمح القصر .. اقترب الحارس نحوهما و هو يلقي التحية فيما ابتسم بلطف لسلين ولم تفوتها نظرة الاستغراب من منظرهما المبلل
لكنه أعاد نظره لدانيال قائل..
- سيد دانيال . . لا تبدو بخيراً ..
ابتسم بتصنع قائلاً
- أنا بخير ..
رد يقول
- السيد كاسبر اتصل لي والدتك تبدو قلقة عليك .. لم أخبرهما على خروجك بالحقيقة خشيت أن يزداد قلقهما
تنهد براحة ثم قال
- شكراً لك .. تصرفاً رائع ..
ابتسم تقديراً لدانيال ثم اكمل
- هل تحتاج لطبيب سيدي..؟
ابتسم بخفة ليقول
- لا اعتقد ذلك .. كما ترى نظر لسلين ثم أعاد نظره للحارس ولينهي النقاش اكمل .. خطيبتي معي ..
لم يلحظ تورد خدين سلين من ضحكة الحارس الخفيفة .. دخلت السيارة القصر وبدون أي تعليق خرج من السيارة و أعطى المفتاح للسائق ليقود السيارة كالعادة إلى الكراج..
نزلت من مقعدها و لحقته راكضة من قطرات المطر التي لم تتوقف بعد نحو البوابة التي تدخل إلى القصر .. الأضواء كانت مشتعلة .. هدوء كبير كان يعم القصر .. لا يوجد
اثر للخدم .. صرخت حين رأت جسد دانيال يميل وكأنه سيسقط لكنه اسرع يتمالك نفسه حين امسك بطرف إحدى الأرائك بقوة .. ثم رمى نفسه على الأريكة بضعف ..
اطلق تنهيدة قبل أن يغمض عينيه بتعب .. فاسرعت نحوه ..جثا جسدها على الأرض و عينيها تمر على جسده بقلق ..قالت برجاء
- دانيال أرجوك تمالك قليلاً .. قم معي إلى جناحك تحتاج لتخلص من هذه الملابس المبللة ..
استمع لكلامها و وقف بطاعة متصنع القوة لكن لمحة الضعف في عينيه لم يستطع أن يمحيها .. وجدت نفسها تسير معه داخلة السلم الكهربائي ليعم بعدها
الهدوء في المصعد ..أخيراً فُتِحَ باب المصعد فور أن دخلت جناحه الضخم شعرت بقشعريرة بجسدها من الهواء البارد هذا غير معقول فجهاز التكييف كان
شغالاً ..
- جهاز التكييف ومن يستعمله في هذا الجو البارد .. يا لك من غريب .. !
نطقت جملتها وهي تسير نحو الجهاز لتعدل وضعه من برودة لتدفئة ...ثم استدارت له فوجدته يدخل غرفته بسكوت أهو متعب لهذا لا يرد عليها .. أم أنهُ يتعمد
السكوت ..؟ ..بلحظة تذكرت مع من هي و بقصر كبير بمفردهما .. تجاهلت خوفها مفكرة فقط بدانيال يستحيل أن تتركه بهذا الوضع .. حدقت بباب غرفته المفتوح
ترددت قليلاً لكنها قررت الدخول ..دخلت بخطوات هادئة لمحته يجلس على سريره فيما يضع كفيه على وجهه بتعب .. المياه التي كانت تنسال من شعره و رغم
ذلك يجلس بغرفته غير مكثرت بالبرودة القاسية بها .. شعرت بعضامها يتجمد فكيف هو ..؟ أنهُ مريض .. تلك الفكرة ارعبتها .. تقدمت نحو السرير الضخم..
و همست باسمه لم يرد عليها بكلمة واحدة .. فاتجهت عينيها نحو دولابه بدون تردد تقدمت لتفحته بحثت بعينيها عن شيء مناسب له ..
ملابسه كانت منظمة جداً .. فعلى الرفوف وجدت ملابس مكواة لكنها بدأت ملابس يستعملها عند خروجه أو في الزيارات أرادت ملابس دافئة ..استقرت عينيها على
ملابس ضخمة معلقة بمكان مخصص لها .. بينما وجد على بقية الرفوف ملابس مطوية بعناية فادركت كم يحب الترتيب .. مدت يديها تبحث بين الملابس عن شيء دافئ
دون أن تصدر أي فوضى في الملابس
- لا تعبثي بأغراضي ..
أتاها صوته فارتعبت بمكانها فوجدت نفسها تلتقط اول قطعتان وقعت يديها عليهما اغلقت باب الدولاب بارتباك غير ملاحظة لصورتان التي سقططت من ملابسه
سارت نحوه و كأنها لم تفتش بأغراضه مدت له الملابس بارتباك كان لازال جالساً على السرير لكنه هذه المرة لم تكن كفيه تغطي وجهه ..قالت بارتباك..
- خذ حماماً ساخناً ..
وقف بدون أن يتفوه بكلمة فتح دولابه وجدته يخرج منشفتان بيضاء و من مكانه رمى المنشفة عليها فجأة مما ارعبها همس قبل أن يدخل الحمام ..
- لستِ أقل مني تبللاً ..
نزلت عينيها على المنشفة بين يديها و كأنها بدأت تستوعب هزت كتفيها باستغراب لكنها حقاً كانت تحتاج لتلك المنشفة .. فور أن سمعت صوت المياه في الحمام
حتى تنفست براحة ... مررت المنشفة على جسدها بقوة شعرت بالدفئ رغم أن ملابسها كانت مبللة إلا أنها استطاعات أن تشعر بالدفئ ..اتجهت نحو حقيبتها لتخرج
مشط بنفسجي أنيق مررته على شعرها أمام المرآة رتبته قليلاً و هي لاتزال تضم المنشفة إلى جسدها ..سارت بالغرفة ذهاباً و إياباً تقف أمام النافذة تحدق بالمطر ..
ثم تعاود السير مجدداً اتجهت عينيها نحو ساعة الحائط الضخمة اطلقت شهقة ذعر حين كانت xxxxب الساعة على العاشرة مساء مر الوقت ولم تشعر بمروره ..
اتجهت عينيها نحو باب الحمام صوت توقف المياه توقف منذُ دقائق لكن دانيال لم يخرج من الحمام شعرت بالخوف حين فكرت أن مكروه قد أصابه حدقت بباب الحمام
بتردد ثم سارت ببطء نحوه اسندت رأسها على باب الحمام لثوان ..همست بصوت شبه مسموع .. دانيال ..
ابتعدت بسرعة عن الباب خشية أن يخرج ويراها انزلت عينيها إلى الأرض تتأمل لمعانها بشرود قبل أن يلفت انتباها صورتان مرمية بجانب دولاب دانيال ..
تقدمت نحو الدولاب وانحنت تحمل الصورتان تأملت الصورة الأولى بين يديها فرأت دانيال مع رجل كبير إلا أن ملامحه الحادة كانت ظاهرة حيث بدا رجلاً
ذكي قوي .. اطلقت شهقة خفيفة حين لمحت الشبه بينه وبين دانيال..والده .. اول فكرة خطرت في بالها .. تأملت ابتسامة دانيال المشرقة التي لم تستطع أن تراها
على الحقيقة بتاتاً جالساً على كرسي البيانو بثقة راسماً ابتسامة جميلة و والده واقفاً بجوار الأداة يبدو فخوراً بولده ادركت من ملامح الصورة أن دانيال كان
مراهق في تلك المرحلة العمرية ..قلبت الصورة لتقرأ المكتوب عليها لان قلبها حين قرأت
.. أشتاق إليك يا أبي ..حفل موسيقي في ثانويتي.. ثم كتب تاريخ ذاك الحفل ..
صدمت مما قرأته أحقاً يشتاق إليه ..يمتلك قلباً إذن ..اعجبت بالصورة كثيراً أرادت أن تأخذها سراً لكن حين لمحت الصورة الثانية سمحت لنظرها
بمعرفة محتوى الصورة الأخرى توسعت حدقتي عينيها دهشة ..معقول ..آخر ما توقعته أن ترى صورتها بحوزته ..حين كانت طفلة ذات خمسة أعوام
تلك الصورة التي رآها في شقة والدتها تألمت صورتها جيداً وهي في احضان والدتها ..هل نسخ الصورة .. ؟..شعرت بالمنشفة تسقط أرضاً ..
مررت أناملها على صورة برقة قبل أن تسمع صوت انفتاح باب الحمام ..احست بخطواته من الخلف تتقدم لم تأبه من هول الصدمة لوجوده خلفها
توقفت خطواته على بعد بسيط منها فشعرت بلسانها عاجزة عن الكلام..همست بصعوبة..
- سأغادر الآن.. اهتم بصحتك ..
اغمضت عينيها بألم ثم فتحتهما وسارت خطوتين لتخرج من غرفته بعد أن تركت الصورتان تسقط أرضاً..توقفت فجأة عاجزة عن الحراك حين همس باسمها
احست بجسده يستقر خلفها لم تنظر إليه لأنها كانت تخشى أن تضعف أمامه .. مرت ثوان كساعات ..ابتسم بخفة حين لمح ذاك الارتجاف بجسدها ..
- سلين
تمتم باسمها وهي تشعر بجسدها ينجذب إلى الخلف قليلاً تصنمت غير مستوعبة لما يحدث .. ضم جسدها من الخلف برقة ..ظهرها كان يلتصق بصدره ..انزل
يديه ليحوط خصرها بهدوء فيما مال برأسه ليسنده على كتفها براحة ..عما الهدوء أرجاء المكان فنسيت كل العالم قربه منها دمر كل الحصون لم تستطع
أن تكذب على نفسها هذه المرة شعرت بالراحة ..لم تستطع سوى أن تبتسم ابتسامة باهتة لم يلحظها دانيال ..اغمضت عينيها لثوان و صوته يتخلخل إلى مسامعها ..
- القمر ابيض في السماء سعيد بحلته فيوماً هو هلال و أيضاً قد يكون بدراً .. فنحنُ مثلهُ ..
لم تستطع أن تفتح عينيها كأنها تخشى الاستيقاظ من الحلم ..كلماته رنت بأذنيها فلم تستطع أن تفهم مغزاها ..حررها مبتعد عنها ففتحت عينيها و كأن تأثيره قد زال
عنها لمحت عينيه الناعستان المتعبة وجسده الذي سار تلقائياً نحو السرير ليرمي نفسه بضعف ارتعبت عينيها و هي تهرول نحو السرير جثت جالسة بجانب السرير
فلمحت العرق متجمع على جبينه يلهت بتعب فيما عينيه مغمضتان بتعب بدا غير مرتاح حتى و هو مستلقي على السرير ...لم تعرف ماذا تفعل ..؟ بدت مرتبكة للغاية
ابعدت خصلات شعرة على جبينه ثم وضعت كفها على جبينه حرارته ارعبتها ..
- دانيال .. ضربت باطراف اصابعها على خده بخفه .. هل تسمعني ..؟
لم تلقى رداً سوى صوت تنفسه المضطرب فوقفت بارتباك تنظر للغرفة بغباء وكأنها تبحث عن شيء ينقذه ..استقرت عينيها على البراد اخذت تسرع تفتحه
لمحت حبوب مسكنة للألم أخذتها ثم صبت كأس من الماء بسرعة عادت إليه ابتسمت حين رأت عينيه مفتوحة بتعب قالت وهي تقترب نحوه لتجلس على طرف
السرير بعيدة بمسافة مقبولة عن جسده المستلقي بالسرير ..
- دانيال اشرب هذه ربما تفيدك بعض الشيء ..
اخذ ينظر لحبوب الدواء على المنديل بين يديها ففهمت أنه عاجز عن الشرب وضعت الحبوب والكأس على المنضدة ثم وضعت الوسادة خلف ظهره ساعدته على
الجلوس على السرير بعناية اعطته حبوب الدواء فأخذها بهدوء وضعها بفمه مد يده ليأخذ كأس الماء من يدها احست بقشعريرة حين لامست انامله اناملها التي
تحمل الكأس لقد تعمد ذلك لم ينزل عينيه عن عينيها حتى بادرت هي بذلك ..
- تخافين علي ...
اعادت نظراتها نحوه بسرعة يشرب الماء من الكأس وعينيه معلقة بعينيها بثقة رغم ذاك التعب المطل من عينيه ..
- ألن تأخذيه ..؟
انتبهت أنه يعطيها كأس الماء بعد أن شرب منه وهي شاردة الذهن بلعت ريقها وهي تهز رأسها بغباء حملت الكأس وبسرعة وقفت مستعدة للمغادرة قبل أن تتعترضها
كفه التي امسكت بكفها بخفة كتـنبيه لتوقف قابل ظهرها وجه فيما تعلقت عينيها نحو الباب بهدوء قالت بتوتر ..
- أتريد شيء ..؟
بصوته المتعب
- لا تذهبي ..ابقي بجواري . .. تنفس ثم اكمل ..أنت تريدين ذلك أنا اعرف ..
جلست استجابة له بهدوء على السرير تفصلهما مسافة مقبولة تعرف أنه يقول اشياء لا تدخل العقل لم تستطع لومه وهو مريض ..
ارتعبت حين شعرت بيده تلامس يدها اليمنى لم تتوقع تلك الحركة المفاجئة مرر اصابعه على اصابعها بهدوء ابتسم بنصر حين لمح
الخاتم يلمع على اصبع البنصر تحولت ابتسامته لسخرية ليقول
- إذن لم تنزعيه بعد .. ها .. وجهت نظراتها نحوه بغرابة فاكمل بقسوة تمتلأ بالاشمئزاز هل قبلك ثم عرض عليك الزواج كأي عاشق ..؟
هل حقق لك احلامك فأخذك معه نحو عالمه الخيالي..؟ هل تعرفين بحقد اكمل أنا اكره اكره كثيراً .. و أنتِ كذلك لو ذهبت معه بدون تردد
ساقتلك ..
ختم كلامه بحقد فضيع من بين اسنانه قال ساقتلك اخافها تهديده لكنها توقعت أنهُ يهذي فحرارته مرتفعة .. تنفس بقوة نظراً لجهاده بالكلام قالت بقلق اخفته
- فلتهدئ لا داع للكلام .. ستضطر لاستخدام البخاخ مجدداً ..
و كأنه لم يأبه لكلامها حيث قال من بين انفاسه المتضاربة
- أنتِ تحبيه ..
رفعت عينيها لتلتقي بعينيه صمتت ثوان تنظر له بلعت ريقها وهي تكبح سيل المشاعر التي تداهمها بتهور قالت
- نعم .. صرخت وهي تشيح وجهها عنه .. احبه وليس لك أي شأن بيننا دانيال ..
- كاذبة ..
أعادت نظراتها نحوه ...شفتيها كانت ترتجف لم تتوقع رداً بارداً فيما ذبلت عينيها وهي تنظر له باستسلام اكمل
- لا تستطيعين أن تحبيه .. أنا هو ساجنك و أنتِ سجينتي ! ..
حركت رأسها بالنفي باستسلام لا تفهم كلامه المتناقض لم يقل قبل قليل أنها تحب روك كيف يغير كلامه بأقل من دقيقتين .. مريض هو مريض لا داعي
لأن تلومه هذا ما فكرت به بسرها ..اقتربت نحوه اكثر وهي تضع كفها على جبينه وقفت تقول
- سأحضر لك كمادات ..
اعترضت سيرها قبضة يده على معصمها ادارت راسها وهي تغمض عينيها بنفاد صبر تمتمت
- ماذا الآن ...؟ ارتفع صوتها لتكمل هل تود الموت ..؟ .. حرارتك عالية صرخت غير ملاحظة لدمعة الحارة التي نزلت من أجفانها وهي تكمل قلتُ
دعني احضر الكمادات أنت شخص مهمل بصحـ....
- لماذا تبكي ..؟ .. قطع كلماتها .. ثم اكمل لماذا لم تنفصلي عني ..؟ .. لم يسمع رد لها فاكمل ببساطة لأنك غير قادرة على ذلك
اندفعت بصراخ تقول
- لأن الثمن هو جامعتي .. !
ضحك ضحكة خفيفة ثم قال
- كان بامكانك الانفصال يوجد الكثير من الحلول .. اولها روك الذي بكل تأكيد قدم لك اكثر حل .. لكنك لا تريدي ذلك ترفضين الحقيقة لانك تريدين البقاء معي ..
اطلقت شهقة بكاء كبتتها واضعة اصابعها على فمها فاكمل بصوته المتعب ..
- تعرفين لم يغب منظرك يوماً عن عيناي و أنت في احضان روك تلك الليلة المشؤمة تنفس بقوة وقد اشتدت حالته سوء وهو يكمل ..ذاك الحادث اراد تذكيرها
فقال موضحاً حين صدمتك والدتي بالسيارة .تلك الليلة.كنتِ بين احضانه .. ماذا فعلتم تلك الليلة هل .. تشرحج صوته وهو يكمل أتجرأ على الاقتراب منك ..؟ ..
تمتمت بصدمة
- توقف لا تكمل .. تجاهلها وهو يكمل
- اخبريني انك لم تسمحي له بذلك .. اخبريني أنهُ لم يلمس شعرة واحدة منك ..
رفع عينيه لينظر لها كانت واقفة تنظر له مصدومة بذهول فيما عينيها كانت محمرتين أثر الدموع تعض على شفتيها تمنعهما من الارتجاف ..
عينيه كانت تطالبها برد فعجزت التفوه بأي كلمة فيما يده كانت لازلت تمسك بمعصمها ..شد على معصمها بقوة فاطلقت تأوه خفيف قبل
أن تطلق شهقة ذعر حين احست بذراعه تجذبها بقوة لتسقطها على السرير بحركة مفاجئة ...فتحت عينيها مستدركة أنها لم تسقط على السرير
رفعت رأسها ببطء لتصدم أنها واقعة على صدر دانيال ارتكأت بيدها على صدره فاطلق تأوه فتذكرت بلحظة أنهُ مريض انزلت كفها على الفراش
ضغطت عليه كمحاولة للوقوف قبل أن تفاجئ بحركة جسده التي تغيرت لتغير وضعهما تماماً زحزح جسدها من صدره للجهة ذات المساحة
الفارغة من السرير و بحركة سريعة غير الوضع السابق للعكس ليكون هو فوقها لكنه لم يضع ثقله عليها حيث ضغط بكفيه على السرير ابتسم بخبث
حين لمح تلك العينين المرعوبة تترجاه بالابتعاد .. فيما كاد قلب سلين يسقط وقد ادركت أن الصياد قرر افتراسها الآن ..لم يسمع سوى صوت انفاسهما
ومع ضوء الأبجورة الخافت بدا المنظر رومنسياً للغاية ..بلعت ريقها وهي تقول
- دانيال .. ابتعد قليلاً ..
- ماذا لو لم افعل ..؟..
حركت رأسها بالنفي بصعوبة شاعرة أن الهواء قد نفذ تماماً ..رسم ابتسامة صفراء و هو يمرر اصابعه في شعرها المبلل قليلاً اثر ماء المطر ..اكمل
بصوت اخافها
- وماذا لو فعلت ما يدور بعقلك حالياً ..؟ ها ..
توقفت اصابعه تلعب بخصلات شعرها تمتمت برعب
- اتركني دانيال ..ضعف صوتها وهي تكمل ارجوك ..
تأمل وجهها لثوان قبل أن يقول ..
- هل اقترب منك روك من قبل ..؟ .. شد على اسنانه وهو يغمض عينيه بنفاد صبر قائل... اجيبيني ..
نزلت دموعها رعباً بضعف ممزوج بخوف..رسم ابتسامة غريبة سخرية .. لوى شفتيه بغرابة فيما كانت تشعر بانفاسه تحرق وجهها
بقوة .. اسند جبينه على جبينها ففوجئت بجمال عينيه الساحر قال بصوت رجولي خشن
- أنت ..بلع ريقه .. لم أكن اعلم أن عيناك سوداء جميلة .. تشبهين .. تشبهين أميرات الكرتون .. !
ارتفعت انامله نحو عينيها لتزيح دموع كانت متحجرة بأجفانها واصل قائل
- ألا تنوي الاجابة على سؤالي .. ؟
عينيه المركزة في عينيها كانت تمنعها من المقاومة هزت رأسها بالنفي بخفة فيما تمتمت شاعرة بقلبها يدق بقوة
- لا .. لم يحصل أي شيء .. بلعت ريقها تكمل كان لطيفاً بقدر أنهُ لم يستغل ضعفي ..
امسك باطراف اصابعه ذقنها لمحت شبح ابتسامة قبل أن تميل شفتاه فجأة نحو شفتيها بطريقة مفاجئة لها لينهي المسافة بقبلة عاصفية ...لمسة شفتيه على شفتيها
كانت كصفعة قوية على خدها إلا انها كانت كمخدر قوي جعلها تفتح عينيها بدهشة واستسلام اغمضت عينيها بدون شعور فيما زادت قبلته عاطفية و مررت اصابع
يده الأخرى تعبث بشعرها
بطريقة أذابتها لم تعرف كم مر من الوقت قبل أن تخف قبلته شيء فشيء حتى ابتعد بهدوء عنها ليميل للجهة الأخرى ثم عاد دانيال القديم سكوت . هدوء ..
عاد لجهته الأخرى و كأن شيء من الحوار لم يتم لا بل كأنه لم يقبلها بتاتاً فور أن تنفست الصعداء بثوان قفزت من على السرير من الجهة الأخرى بخفة
لم تتجرأ على النظر إليه بتاتاً جرت قدميها نحو باب الحمام دخلت الحمام لاهثة انفاسها كانت غير منتظمة تتنفس بقوة فيما قلبها كان يدق بجنون استندت
على باب الحمام اغمضت عينيها وهي تضع كفها على قلبها وكأنها تحثه على الهدوء ..فتحت عينيها غير مستوعبة لما يحدث فليصفعها أحد لأنها لا تصدق
ما حصل قبل دقائق ..سارت لتحدق بنفسها على المرآة فزعت من شعرها المبعثر أثر لمسات يديه ثم رفعت أناملها بدون تصديق لتلمس شفتيها بخفة ..
همست بصوت خافت
- لقد قبلني ..
لم تستطع أن تمحو ابتسامة ضعيفة لم تعرف لماذا رسمتها .. انزلت عينيها نحو حنفية المياه فتحتها بدون تردد أخذت تغسل وجهها بالمياه الباردة
لتنعش نفسها قليلاً لم تكن تتذكر سوى قبلته الحارة التي اثارتها نعم اثارتها كثيراً .. جسدها يرتجف بعنف لماذا قبلها ..؟ يحبني ..! ابعدت تلك الفكرة
السخيفة من رأسها .. فرفعت رأسها لتنظر لوجهها على المرآة لم تستطع بتاتاً أن تكره تلك القبلة .. أحبتها كثيراً .. كانت غريبة بل عجيبة ..
يستحيل أن تنسى اول قبلة تحصل عليها غريبة ومن شخص غريب ..تذكرت بلحظات دانيال المريض في الخـارج خرجت بعد أن غسلت
وجهها بالماء جيداً لكنها لن تستطع بتاتاً أن تمحي توترها لم تستطع أن تنظر لملامحه فالملاءة كانت تغطي جزء كبير من جسده .. اقتربت بتردد
فلمحت العرق يبلل جبينه اطلقت شهقة خفيفة حين تذكرت الحمى القوية الذي تعرض لها بدون تردد هذه المرة سارت نحو المطبخ صبت ماء بارد
في وعاء فيما لمحت مناشف صغيرة مطوية و مرتبة بعناية على طاولة توسطت المطبخ .. التقطت إحدى المناشف وهي تسير نحو غرفته جثا
جسدها على الأرض بجانب السرير دست المنشفة بالمياه الباردة ثم طوتها بعناية لتضعها على جبينه ثم انزلتها بخفة لتمررها على وجهه ..
تنفس بقوة فيما كانت عينيه مغمضتان بضعف فادركت أنهُ لا يشعر بما يجري معه ..وقفت حين ادركت أنهُ مريض للغاية سارت نحو حقيبتها
واخرجت الهاتف ارتعبت من المكالمات الهائلة من السيد شارلي و رسائل صوتية غاضبة كانت تعرف أن الكذب في هذه اللحظات لن تفيد
معه خاصة حين هددها مجدداً بالجامعة لو لم تأتي خلال ساعة واحدة فانسي كونك طالبة في كلية الأدب هذه الرسالة اثارت اعصابها فوجدت
نفسها ترسل له رسالة باستسلام ..
أنا مع دانيال .. ربما اتأخر كثيراً لا داعي للقلق فأنا لا افكر بالهروب ..
كانت تعرف أنهُ سيهدأ لو عرف أنها مع دانيال تناست تلميحاته التي لن تتوقف وهي متأكدة من ذلك .. لكنها تجاهلت ذاك وهي تغلق الهاتف كلياً ..
عادت إلى دانيال و جلست على الأرض مجدداً أعادت المنشفة في الوعاء ثم أخذت تمررها على وجهه و هكذا مرت اكثر من ساعات على هذه الحال ..
فيها لا يسمع سوى صوت الرعد في الخارج و انفاس دانيال المضطربة غير هذيانه .. فكلمة أبي كانت على لسانه ..
ابتسمت بتعب حين تمتم مجدداً
- أبي .. لا تذهب .. أبي .. أنا اشتاق إليك .. أنا اشتــ...اق لــ...كــ.. ..
كلماته كانت متقطعة النعاس غالبها رفعت عيناها على ساعة الحائط لتفاجئ بأنها تجاوزت الواحدة والمطر يشتدد والنعاس يغالبها بشكر كبير
فيما دانيال انخفضت حرارته قليلاً لكنها لم تزول منه .. اسندت رأسها على السرير قليلاً وهي لازلت جالسة على الأرضية ..قبل أن يداهمها النعاس
انتفضت بسرعة أخذت تتأمل دانيال النائم بسلام ملامحه كانت مسالمة للغاية فلم يبدو كما يكون مستيقظ .. مرة اخرى ابتسمت رغم تعبها و ألم ظهرها
الفظيع لم تسهر على أحد يوماً كما سهرت عليه الليلة ..لقد اتعبها فمرضه لم يكن عادياً راقبته يغمض عينيه بقوة وكأنه غير مرتاح في نومه ..
يبدو أن جسده يؤلمه ..وضعت كفيها على وجهها تقاوم النوم ثم انزلتهما لتنظر لدانيال مجدداً .. لمحت قلم على المنضدة فوق دفتر متوسط الحجم
اخذت قلم الحبر الازرق و اخذت ورقة من الدفتر وضعت الورقة فوق الدفتر لتستطيع الكتابة
لمحت تلك المسافة الموجودة في السرير فدانيال لم يكن نائم على طرف السرير هناك مسافة .. كانت متأكدة أنهُ يستحيل أن يستيقظ فجلست
على السرير وهي تريح ظهرها على ظهر السرير ضمت ركبتيها لتضع الدفتر على ركبتيها.. نظرت لدانيال نائم بجانبها وبلحظة
تذكرت قبلته المثيرة ابتسمت وهي تفرك باصابعها شعرها بحيرة تمتمت
- اممم ماذا اكتب ..؟
نظرت لدانيال ثم قالت
- ما رأيك لو كتبت عنك ..؟ ابتسمت لأنه كان نائم ولا يسمعها .. كأن تلك الفكرة كانت جميلة بالنسبة لها فلأول مرة ستكتب عن شاب دخل حياتها بغرابة
إذن تريد عنوان تحدد فيه نقطة كتابتها .. أنت جميل .. حركت رأسها بالنفي الجميع يعلم أنهُ جميل شيء آخر .. كانت تحدث نفسها بصوت خافت .. رفعت يدها
بفرح هاتفة بخفة .. نعم هو .. أنت لي !
نظرت لدانيال و كأنها تتأكد أنهُ نائم .. عادت نظراتها للورقة .. ثم مسكت القلم بتردد كيف ستعبر هذه المرة ربما يكون التعبير صعباً لأنها لم تكتب
يوماً عن شاب في حياتها .. ابتسمت ثم بدأت تحخ أول الحروف على الورق عنوان خطته بخط جميل كبير على وسط الورقة كاتبة



أنـــــــت لــــــــــــــي !


يوم أن رأيتك كانت أقوى لحظة بحياتي ..
و يوم أن سمعت ألحانك ذاب قلبي بعزفك ..
و عندما حاولت الابتسامة محيت ابتسامتي ..


أنــت لك من السمات لم أرها ببشر واحد


قلبك حجــر فيه تحطمت قلوب منسية ..
شفتاك لا ترسم غير ابتسامات حاقدة ..
أناملك من ذهب مرت على البيانو فعاكست قلباً
تلذذ بتعذيب قلوباً حمقاء وقعت بغرامه !
أما عيناك ...فآه من عينين سحرت بها قلوب البشر ..!
عزفت ألحان أذابت قلبي ..
و تفوهت بكلمات كم حطمتني ....
أ أنت بشر ..؟ .. أم ســاحراً يسحر قلوباً بدون انذار ..؟


آآه ..من قلبي ..آه

يا راسم حياتي ..!
لحظة أن قويت شوكتي هب اعصارك
فتلاشيت كقطع الزجاج بسحر عينيك ..
فحتار قلبي و عقلي ..!
فاردت الهروب فقيدتني بسلاسلك فلذا ..

أنت لي وقلبي لك ..!


بين احشاء قلبي سكنت ..
و في دماء عروقي كنت تسير ..
اخرجتني من وهم الحياة فهي ليس
فانوسي السحري يلبي ماردهُ احلامي ..
اتمناك معي واخشى وجودك ..
ارغب بك كما اكرهك ...
اريدك لي وحدي كما لا اريدك أن تمتلكني ..
ارغب بعنادك وكأني سانتصر عليك ..


أنا سجينة اعشق سجني ..!
أنا سجينة عجيبة ارفض الهروب من سجني ..!
حتى لو جاء المارد يفك اسري !
كم كرهت سجنك ساجني و كم احببت البقاء معه ..!

لازلت انتظر لحظة انتزاع خاتمك من اصبعي ..
فاحذر أن تصدق لو اخبرتك أني انتظر هذه اللحظة ...!
ففي الحقيقة خاتمك هو أنت ..! هو مثلك تماماً
سحر من سحر عينيك ..!

آه لو تعلم اني من دونك ليلاً بلا قمر ..!
شجـــــــر من دون ثمــــــــــــــــــــر !

ساجني سانثر كلمات سرية لك وحدك ..
سجنك لا يعذبني ! ..
بل هو منبع مياه وردية داعبت قلبي ..
و فتحته كما تفعل فراشات الربيع بورد البستان

كل ما تسعدني فقط تلك الأعين الحاقدة الغيورة التي تراقبنا
والكلمات التي تقال كلما نظر أحد إلينا .. يهمسون بحقد

هو لك ... نعم ! .. نعم ! .. حتى لو كانت كذبة فحالياً

أنــــــــت لي ...!





نعم أنت لي .. سقط القلم من يدها على آخر كلمة خطتها .. تمتمت بضعف .. دانيال .. خطيبي ..وضعت ظهر كفها على فمها تقاوم النعاس ...
لكن هذه المرة اغمضت عينيها باستسلام راسمة ابتسامة هادئة لم تشعر بجسدها الذي لم يستطع المقاومة اكثر فاستسلم لنوم فيما ظل قلبها معلقاً
على أمل اقتحام حياة خطيبها الغريب حتى لو مرة في الحلم ..! ..^ــ^

[/frame]
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس