عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 09-22-2017, 08:18 PM
 
[frame="7 80"]البــارت الثالث
.........................
بين النـيران
.........................
الكـتـابة .. مشاهدة التلفاز ... التحدث على الهاتف ... المذاكرة... أكثر من أمر مسلي و ممتع لم ينجح في صنع الأطمئنان في عقلها الصغير انقبض قلبها ليحذرها من الكثير .. لكن
من ماذا ..؟ .. هي نفسها لا تعرف سر هذا القلق الذي ينتابها بعد تلك الليلة العاصفة ...منذُ تلك الليلة و صدى صوته في أذنيها ..تلك الملامح الوسيمة لا تبتعد عن خيالها .. كيف
لها أن تهدأ وتشعر بالأطمئنان ؟..دامت ستبيع منزلها بعد ساعات لشاب اقسمت أنهُ وحشاً مفترس .. السؤال الذي يحيرها دائماً عن سبب اصراره لشراء المنزل .. كيف لهُ أن
يتنازل ليشتري منزل بهذا الحجم الصغير و بتلك الحارة المتواضعة ...لا بل يصر على شراءه بأي قيمة حتى لو كانت تضاعف سعره اضعافاً مضاعفة .!. هي لن تصدق بأنهُ
يحب التواضع ..حتى لو كان ذلك فهو بالتأكيد لن يبذل قصاة جهده بإقناعها على البيع ... جزء بداخلها يحدثها أن هناك سبب خاص يدفعه لذلك ..لازال شعور يحدثها بأن ترفض
بيع المنزل كما تقول كاثرين التي صدمت بالمشتري الغريب ..فركت يديها محدقة بالغرفة التي تتشارك فيها مع كاثرين في الوقت الراهن .. يا طالما كانت ضيف مرحب به في
منزل كاثرين وأخاها إلى أنها تشعر بأنها حمل ثقيل عليهما .. لن تكون أنانية كثيراً... عليها بيع المنزل لتبدأ حياة في منزل يكفيها بمفردها .... من المستحيل أن تتأخر أكثر في
المكوث في هذا البيت ... فسيمون لازال شاباً ابتدئ بالعمل منذُ فترة بسيطة لن تفكر بنفسها فقط .. استيقظت من سرحانها على صوت طرقات الباب الخفيفة هتفت قائلة
- تفضل
أطل بوجهه اللطيف لينظر لصديقة أخته قال مبتسماً بتهذيب
- أيمكنني الدخول ..؟
رسمت ابتسامة تقدير لسيمون قائلة
- بالطبع .. تفضل
ابتسم وهو يدخل الغرفة جالساً بجانبها على السرير ثم قال
- ما بال سلين اليوم ..؟ أكمل متحدياً أراهن أن ثمة شيء يشغل بالك ..؟
هزت رأسها بيأس قائلة
- أنا بخير لا تقلق علي سيمون
ربت على كفيها كأنه يواسيها يا طالما أحبها كأخت ثانية له.. ثم قال
- سلين..تبدين مضطربة أتريدين حقاً بيع المنزل .؟
ردت مندفعة
- بكل تأكيد ..
تجولت عينيه بشك محدقاً بها كأنهُ يريد معرفة الحقيقة من عينيها ثم قال
- اسمعي يا صغيرتي .. لقد علمتُ من شقيقتي كاثرين أنك ستبعين المنزل من أجل مصاريفك و أنك تظنين بأنك عالة علينا قبل أن تفتح فمها لتعترض شد على كفيها الصغيرتان
بكفيه كأنهُ يريد أن يخبرها بأنهُ معها دائماً ويشعرها بالقوة قائلاً إذا لم يكن لذيك عائلة فنحنُ عائلتك ..سلين ستبقين أختي الثانية أنا متكلف بحمايتك كما اتكلف بحماية كاثرين
لذيك ساعات تفصلنا عن عقد بيع المنزل يمكنك تغيير رأيك يا سلين
أثرت كلماته عليها كثيراً جعلها ترسم ابتسامة من أعماق قلبها شاكرة الله الذي لم يبقيها وحيدة حتى بعد وفاة والدتها
- أنتما حقاً عائلتي
فتح ذراعيه لها فرمت نفسها عليه لتضمه بقوة ربت على شعرها مستمعاً إليها قائلة
- أنت حقاً أخي يا سيمون لو لم تكن معي أنت و كاثرين ربما لكنتُ أعاني من مشاكل نفسية بعد وفاة والدتي لكن ما أريدك معرفته هو أنني أريد الاستقرار
لقد قررت بيع المنزل حقاً هذا المرة

ابتعدت عنه بلطف متذكرة ذاك اليوم الذي طلبت منهُ أن يذهب معها إلى دانيال ليتفاهما جيداً كانت خائفة من مقابلة دانيال بعد آخر لقاء لهما فلجأت لسيمون الذي نجح بإمدادها
القوة وثقة النفس فاتفقوا على كل شيء ستبيع المنزل بكل شيء به مع أثاثه المتواضعة كانت متأكدة أنهُ سيرمي تلك الأغراض في أقرب زبالة ستصادفه فهي اثاث قذرة بالنسبة
لقصره الضخم رفعت نظرها لسيمون الذي يظن بأنها مضطربة لبيع المنزل ..بالحقيقة هي ليست كذلك ...هي مضطربة من المشتري الوسيم فقط ...!
........................................
استنشق عليل الهواء مستمتعا بطراوته و سار نحو سيارته براحة...ركب السيارة وأشغلها مستعداً لتحريكها ..رسم ابتسامة هادئة وهو يغمض عينيه لثوان ليريحهما قليلاً .. لم
يذق طعم راحة من قبل كما ذاقها الآن .. كيف لا.. وهو قبل دقائق قد سجل المنزل باسمه .. وأخيراً اشترى ذاك المنزل ..بعد عناء طويل في البحث ..تحركت السيارة لتغادر
من المحكمة ..ولأول مرة كان يشعر أنهُ محظوظ قبل أن يبتسم مجدداً ..قطعه رنين هاتفه منبأ بقدوم اتصال إليه ... تغيرت ملامح وجهه ليغمرها الملل منزعجاً من اسم المتصل
على شاشة الهاتف .. كرستين .. بفضاضة امتدت اصبعه لتضغط على الزر الأحمر ليقطع المكالمة ... لكن المتصل عنيد كما توقع ما هي إلا بضع ثوان أخرى حتى دوى
صوت الهاتف مجدداً ...هذه المرة امتدت يده لتضغط على الزر الأخضر رفع الهاتف لأذنه بينما استمر بالسكوت .. بقيت صوت انفاسه على الهاتف حتى استمع لصوت الأنوثي
الناعم يأتيه من الطرف الآخر قائلا برقة ممزوجة بالنعومة الفائضة
-دانيال ..اكملت عندما احست بسكوت الطرف الآخر ..لقد اشتقتُ لك لـ...
قطعها قائلاً بحزم
- أنا مشغول .. سأتصل بك لاحقاً
قبل أن يغلق الهاتف تدخلت لتقول مندفعة بسرعة قبل أن ينهي المكالمة
- لحظة واحدة..
تنهد قائلا بملل وعينيه مركزة بالطريق
- ماذا الآن..؟
- أبي يريدك..
حقاً هذا ما كان ينقصه في تلك اللحظة السيد جوزيف .. عض على شفتيه باستياء قائل
- لماذا لم يتصل هو بدل أتصالك..؟
عدلت من جلستها على السرير في غرفتها الأنيقة و كأنها تستعد لتــحدث معه بطريقة أخرى و جديدة قالت بضحك خفيف
- لم اسمح لهُ بذلك ... عندما صمت قالت بعشق ..وجدتها فرصة لسماع صوتك فطلبتُ من أبي تولي مهمة أخبارك
كتم شتيمة كاد أن يطلقها... لماذا عساها أن تفعل ذلك .. ؟ تلك الساحرة ..
- وبماذا يريدني السيد جوزيف في هذا الوقت المبكر ..؟
تمايلت فوق سريرها الكبير وهي تقول
- وبماذا سيريدك يا عزيزي..؟ هل نسيت العقد الذي وقع بيننا وبين شركاتكم ابتسمت مكملة بلطف مصطنع .. لابد أنهُ العمل ..لقد علم أبي من عمك أنك لم تذهب للجامعة اليوم

نعم ذاك العقد المشؤوم الذي دفع هو ثمنه بينما حضي الجميع فيه براحة و خاصة ان السيد جوزيف يمتلك فتاة لطيفة فاتنة كما يقال عنها رد عليها
- بلغيه تحياتي .. أخبريه بأني قادم
فهمت من كلماته بأنهُ سينهي المكالمة فقالت
- سأنتظرك بشوق
أغلقت الخط بعد أن أغلقه هو بدون أن يريد عليها ...تذكرت لقائها مع والدها في الصباح عند طعام الإفطار عندما سمعت أنهُ يريد دانيال اليوم اصرت على أنها هي من سيتصل
له وكما توقعت رحب والدها و والدتها السيدة روندا كثيراً بتلك الفكرة ... وقفت من على سريرها محدقة بنفسها بالمرآة .... حركت حاجبيها بعد اقتناع بمظهرها الخارجي..سارت
نحو خزانة ملابسها لتخرج لها ثوباً بنفسجي جميل جداً... لم تأبه أنهُ كان كاشف لساقيها فهذا ما تريده عند رؤية دانيال ..حدقت بالثوب ملياً مقتنعة به ثم ارتدته متأملة طوله الواصل
لفوق ركبتيها .. وبما أنه لم يكن بأكمام طويلة أظهر جسدها المشرق ... مشطت شعرها الواصل لكتفيها بأناقة ..ثم وضعت أدوات التجميل لتضيف من مظهرها جمالاً .. بدت
حقاً فاتنة ..ألقت نظرة أخيرة نحو المرآة و رشت العطر النسائي في أنحاء جسدها ..وسارت تتمايل بكعبها العال نازلة من الطابق العلوي .. بابتسامة مشرق سارت لتجلس بالقرب
من والدها على الأريكة الذي ابتسم فور اقترابها منه ثم قال بمكر
- ما سر هذا الجمال يا ابنتي ..؟
أخذت المجلة وبدأت تنتقل من صفحة لصفحها وهي تقول بدلال
- أنني جميلة دائما يا سيد جوزيف .. أو أنك تشك بذلك يا أبي الغالي
اطلق ضحكته الرجولية وهو يقربها إلى صدره ويلمس شعرها الأشقر بيده قائل بخبث
- أقصد تلك الابتسامة العذبة
ضحكت فور أن فهمت كلماته ثم اعتدلت لتبتعد عن صدره بلطف قائلة بغنج محدقة به
- اممم ... وماذا تعتقد يا والدي الغالي..؟
غمز بمكر قائلاً
- سيأتي .. أليس كذلك..؟
انفجرت ضاحكة برقة ودلال و هي تضع ساقاً فوق ساق قائلة
- أنهُ في الطريق ..
برقت عينيه لمعانا بسعادة ابنته امتدت يده لتداعب شعرها مبتسما بلطف... أتاهما الصوت القادم من خلفهما هاتفاً بحب
- كأني سمعتُ قدوم الأمير إلى فلتنا يا زوجي العزيز

اطلق ضحكاته وعينيه تتجولان بين زوجته وابنته الوحيدة ...استطاعات بمهارة تمثيل الخجل المصطنع وهي تقول بنعومة ممثلة الخجل
- اه .. امي اعتقد انك تبالغين بعض الشيء
اطلقت ضحكة فاهمة لما يدور بعقل ابنتها وهي تسير مقتربة لتجلس بالقرب منها ثم قالت بخبث
- اوه .. حقاً ... لماذا غيرتي ملابسك إذن ...تفحصت بعينيها ملابسها الجديدة و الجميلة غمزت بلطف قائلة أنتِ مدهشة !
ضحكة والدها جعلتها توجه نظرها له حيث قال ليرد على زوجته قائلاً
- بالطبع ... تلك الملابس لم تكن تليق بمستوى دانيال الراقي
عدلت السيدة روندا جلستها على الأريكة لتحدق بكرستين ثم قالت
- ابتسمي يا صغيرتي .. اثيري جنونه ... امتلكي قلبه وسيطري عليه كما سيطرت الموسيقى عليه تماماً ...
وقفت من على الأريكة مكملة سأذهب للخدم سأحرص على إعداد شيء خاص لدانيال بإشرافي
اثري جنونه ... سيطري عليه ..امتلكي قلبه ...تلك الكلمات اشعرتها كم أن مهمتها صعبة إن الجميع منخدع بهما معاً أيعقل ان تسيطر عليه كما سيطرت الموسيقى عليه
إذا فعلت ذلك لشعرت أنها ملكة جمال العالم تحولت ملامحها لجدية غير ملاحظة لتغير التي طرأ عليها لمسات كف والدها على كتفها جعلها تستيقظ من شرودها لتنظر لوالدها
- ماذا كرستين ..؟ ألن تذهبي لإنتظاره بالحديقة ..؟ ابتسم قائل أعرف جيداً بأنك غارقة بحبه حتى النخاع ..
تغيرت ملامح وجهها لتقول بعدم إطمئنان
- وماذا عنهُ يا أبي..؟
ربت على كتفيها وهو يقول مطمئنا
- هل أنتِ قلقة من هذا الشيء فقط.؟ أحقاً لازلت تشكين بعلاقتكما .؟
ردت بحزن وقلق متصنع
- اي علاقة با أبي ..؟ إذا كان حتى الآن لم يفتح سيرة أي ارتباط بيننا ولا أظنهُ سيفعل ..!
بثقته المعتادة رد مبتسماً و كأن الأمر قد حسم
- لا بل سيفعل ..عن قريب ستريه يكتب أجمل المقطوعات لكِ سينسج لك أجمل مقطوعات الغزل...
نظرت لوالدها بدهشة قائلة
- من أين لك كل هذه الثقة ..؟
ضحك بخفة قائل
- أنتِ لا تعرفين كم يتحدث السيد كاسبر عنك كلما ألتقينا ...سوى في عمل أو غيره أنهُ يحب ذكر اسمك وسيرتك عند التحدث عن دانيال و كلما تمنى الحياة الزوجية
لابن اخيه يتعمد ذكر سيرتك حتى زوجته منجذبة لك يا كرستين.... أنتِ تحت الأنظار بل أنتِ في عينيهما زوجة دانيال المستقبلية ....إن دانيال يعرف كل ما يدور برأس
عمه و والدته بل يعرف أن الذي بينكما هي علاقة اشبه بالخطبة لو كان يعارض و لو كان لا يحبك لرفض بشدة ما يدور برأس عمه وأمه إلا أنني متأكد أن السيد كاسبر يعرف
كم يعشقك دانيال لذلك يمهد بكلماته علاقتك مع ابن اخيه ربما يكون الوقت غير مناسب لأعلان الخطوبة لكن أعدك بأنهُ سيفعلها في أول فرصة أنتظري قليلاً سيأتي لك كالأمير
حاملاً خاتم الزواج في أقرب وقت
أرادت في تلك اللحظة أن تضم والدها بكل قوتها كلامه مدها بالدعم إلا أن الشك كان يداهمها فدانيال لو كان يحبها لأثبت فعلاً أنهُ يحبها إلا أنها لا ترى ذلك ...ما يجعلها
تنتظر هو إدراكها بطباع دانيال الأنطوانية التي تجعله يختلف عن بقية الشباب رسمت ابتسامة وهي تقف مستعيدة ثقتها قائلة
- عن أذنك أبي ..
اعطاها ابتسامة فسارت برشاقة بكعبها العال خارجة إلى الحديقة تعالت ابتسامتها عندما رأت سيارته السوداء تدخل الفلا.. ترجل من السيارة خارجاً بعد أن أعطى المفتاح
للبواب ليقود سيارته للكراج وهو يشكره بتهذيب....عقدت ساعديها أمام صدرها و هي تتحرك محدقة به و هو يكلم البواب كان يبدو هادئاً جداً وسامته كانت فاحشة بملابس
أنيقة ليست ملابس رسمية السروال الأسود الجينز مع قميص بنفسجي مشمر اطراف أكمامه إلى نصف ساعديه و إحدى يديه تمسك بمعطفه الجلدي كما سعدت بهذه المصادفة
حيث طابق لون قميصه لون ثوبها البنفسجي مرت عينيها عليه بإنجذاب وهي تسير نحوه بنعومة مبالغة راسمة أحلى ابتسامة متمالية بجسدها الرشيق
- مرحبــاً
فور استماعه لصوت الانوثي حتى استوعب وجودها امامه تجولت عينيه على جسدها ثم أشاح نظراته عنها ببرود ماحياً جمالها بنظراته اقتربت نحو اكثر لتقبله على وجنتيه
قائلة بنعومة
- صباح الخير .. أهلاً وسهلا بك
ابتسم لها بهدوء قائل
- صباح الخير
سار بعدها إلى الأمام فسارت معه منزعجة بانه لم يفكر بتقبيلها حتى قبلة واحدة .. إلا أنها أخفت ذاك الشعور متيقنة أنهُ لا يفيد مع دانيال توقف فجأة عن السير
فانتفضت الأفكار برأسها بفضول لمعرفة سبب توقفه عن المشي إلا أنهُ خيب أمالها عندما قال
- هل السيد جوزيف بالداخل؟
خابت أمالها ثم قالت بغيض كتمته بصعوبة
- ينتظرك في الداخل
هز رأسه ثم سار معداً نفسه لمن يوجد داخل الفلا وكما توقع السيدة روندا في أنتظاره ترحب به فور دخوله للفلا ابتسم برسمية وتقدم نحوها انحنى ليلقي التحية
عليها مستمع لترحيبها لم يلحظ تلك الأعين المحدقة به بشغف صوته الرجولي عندما كان يرد عن اسئلة والدتها كان جذاب لدرجة انه استطاع أن يهز كيانها
انتبهت لصوت والدتها
- دانيال .. تفضل لنتحدث بالداخل لن تبقى واقفاً
- اه .. سيدتي أكمل بأعتذار قائل أنا أعتذر لا أملك الوقت الكافي أريد رؤية السيد جوزيف لقد طلبني كما سمعت
قالت باستفهام
- سمعتُ أنك قادم من المحكمة .. هل وجدت المنزل الذي تريده..؟
كبت ثورة غضب وهو متأكد أن والدته هي من أخبر السيدة روزا فقد سمعته يتحدث بالهاتف على عثوره على المنزل قال بهدوء
- نعم .. قبل دقائق سُجل باسمي
- أه .. فركت يدها بشعرها وهي تقول لكن لماذا تبحث عن منزل دانيال لقد حيرتنا جميعاُ..؟
أشاح نظراته عنها ليقول بجمود موضحاً لها أنهُ لن يرد على السؤال بطريقة لبقه
- أين السيد جوزيف..؟
فهمت من نظراته أنه لن يجيب عليها و خاصة عندما أظهر انزعاجه من السؤال تدخلت كرستين بسرعة لتقول بتوتر مخفي بابتسامتها
- لتتفضل بالأول إلى الداخل ..

دعي الشاب يستنشق قليلاً من الهواء يا صغيرتي

التفت مع دانيال لصوت القادم من أعلى السلالم كان السيد جوزيف يبتسم لهم وهو ينزل من السلالم سائراً نحوهم ابتسم بمزاح مكملاً
-لن يهرب بكل تأكيد .. ساسرقه دقائق منك لنتحدث ببعض أمور العمل ...ثم ليبقى معك كما يشاء غمز لهما بابتسامة تسلية ثم وجه نظره لدانيال مكمل أليس كذلك..؟
صمت قليلاً ثم قال ليرد
- مـاذا ..؟
صدمت كلمة ماذا كرستين كثيراً بينما ضحك السيد جوزيف ثم قال
- ابنتي لن تهرب يمكنك البقاء معهما كما تشاء بعض مناقشة بعض الامور
لم يوجه نظراته لكرستين بتاتاً حول نظراته إلى برود و اكتفى فقط بهز رأسه وسـار مع السيد جوزيف إلى المكتب ليناقش بعض أعمال الشركة تاركاً خلفه فتاة
كادت تحترق بنيرانها وهي تحدق بجسده الذي ابتعد عنها ببرود
.................................
مشت بين الشوارع بخيبة أمل لا تعرف سببها .. بحزن سيطر عليها .. أو ربما شعور بالذنب ..لكن لماذا شعور الضيق يلاحقها ..؟ لقد حققت ما أرادته باعت المنزل
و سترد كل الديون التي كانت عليها .. ستستأجر شقة صغيرة وستعمل لجلب المال فور استقرارها ... بالتأكيد سيأتي وقت ينفذ فيه المال الذي حصلت عليه نتيجة لبيع
المنزل لذلك عليها إيجاد وظيفة مناسبة لها .. هاهي حياتها قد بدأت بالتيسر ...أين تكمن المشكلة ..؟ هل يؤنبها ضميرها لأنها باعت منزل والدتها لشخص قذر.. أناني..
لا يرى سوى نفسه... احست بالدوار و هي تقطع الشارع دون النظر يميناً أو شمالاً ...لم تلمح تلك السيارة المـارة المتقدمة نحوها ...دوى صوت صرختها العالية في
شارع اشبه معزول من المارة... أحست بألآم فظيعة بجسدها و صوت لم تميزه فتحت عينيها بتعب ثم اغمضتهما بسهولة مستسلمة لعالم الظلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
ها هو بين يديك لقد أتممنا عملنا .. قال ممازحاً ثم أكمل لم آخذه إلا قليل من الوقت التفت لدانيال ثم قال مبتسماً أنا اسف إذا كنتُ قد عطلت مكوثك مع ابنتي بالعمل يمكنك
أن تبقى معها كما تشاء الآن .. غمز مُكملاً لن يزعجكما أحد .. سـار بعدها بعد أن تأكد من ابتسامة ابنته السعيدة
رسمت ابتسامة ساحرة بعد مغادرة والدها الحديقة بينما كان هو يقف ببرود محدق بها بهدوء تقدمت نحو بتمايل قائلة بصوتها العذب
- أتمنى أن العمل لم يكن مزعجاً
حرك حاجبيه وهو يرمي معطفه على طاولة أمام المسبح في الحديق سار ليجلس على إحدى الكراسي حول الطاولة قائلاً
- ناقشنا بعض الأمور .. لم يكن متعباً
ضحكت برقة وهي تسير لتجلس بالكرسي بجانبه قائلة
- الجو منعش اليوم .. ليس مناسب لإرهاق العمل
تقدمت في تلك اللحظة إحدى الخدم حاملة كأسين من عصير الفراولة الطازج قدمتها لهما و غادرت بعد أن ألقت التحية باحترام شرب قليل من عصير الفراولة
قائلاً بانتعاش
- امم لذيذ..
التفتت له متأملة عينيه المغمضتين وهو يشرب كأس الفراولة بلذة قالت
- تبدو عطشاً ...
عدل من جلسته لينظر لها جيداً قائل
- انهُ منعش ..يناسبني بعد أيام شاقة من الأرهاق
قالت بفضول
- تبدو بمزاج جيد .. متأكدة أنك حصلت على منزل رائع
تنهد براحة وهو يقول
- ربما ذلك...
- إذن لهذا أنت تبدو لطيفاً اليوم
كتم ضحكة خفيفة كاد يفلتها قائل برواق
- اعتقد أني بمزاج جيد اليوم
قالت بحيرة
- لا أعرف لماذا تهتم بشراء منزل رخيص بمكان لا يليق بك بينما تعودت على الترف والدلال
تغيرت ملامح وجهه لانزعاج واشتدت عينيه غضباً شعرت بالخطر من تلك النظرات حيث أشاح وجهه عنها و هو يقف من على الكرسي
ويضع كأس الفراولة بغير نفس على الطاولة ليقول بجدية وهو يحمل معطفه
- سأذهب الآن ...
ادركت بالخطر ولامت نفسها كثيراً وهي تشتم بسرها غبائها على إغضابه عندما تحرك خطوتين ادركت ما سيفعل لحقته بخطوات سريعة لتقطع طريقه قائلة بسرعة
- أنا آسفة ... حدق بها بدون اقتناع فاكملت اقبل اعتذاري لن اتكلم بشي يزعجك بعد الآن
- لقد سبق أن فعلتيها عدة مرات
رد ببرود فخاب ظنها ...كما توقعت استاذ قاس بمعاقبة تلاميذه رفعت عينيها الخضراء لتحدق به جيداً عندما تحرك ليغادر امسكت ذراعه بسرعة لتمنعه من الرحيل
مما جعله يقول بنفاذ صبر
- ماذا الآن كرستين ..؟
- أرجوك ...لا تذهب أنا آسفة .. اضطرب صوتها وهي تكمل لن اكررها لكن لا تبتعد .. لا تبتعد دانيال
صوتها المليئ بالأسف اوقفه لثوان ..إلا أنه لم يقتنع جيداً حاول إبعاد ذراعه عنها بلطف دون جدوى قبل أن يبعدها بقسوة اوقفه الصوت المرأة المتوجهه نحوهما
دانيال لا تكن قاس ..
افلتت كفها من ذراعه وتحركا بسرعة نحو الصوت .. رؤيتها لوالدتها في تلك اللحظة أمر لم تتوقعه .. ألقت نظرة على دانيال الذي كان يبدو هادئ وهو يحدق بالسيدة
روندا التي كانت تقول
- ما بك يا بني ..؟ لتعذرها اليوم .. لا اعرف ما الذي اغضبك .التفتت لابنتها وهي تكمل لكنني أعرف أن كرستين هي من اغضبتك
فتح فمه ليقول بتوتر
- سيدتي .. لم يجري شي .. لكن ...
قطعته قائلة بحزم لطيف
- لا أمر يستحق أن يشب شجار بينكما ليس من اللائق أن يغادر شاب مثلك فلتنا وهو غاضب
هز رأسه الخالي من أي التعابير وهو يتمتم
- لكِ ما شئت
لمح تلك الابتسامة التي لمعت بشفتين كرستين و كأن الأمل عاد ..وسرعان ما غادرت والدتها حتى استغلت الفرصة مقتربة منه لتمسك أنامله وهي تقول بشوق
- دانيال.. نسيتُ أن أريك شي .. تعال معي
حدق بها بحيرة قبل أن يمشي معها استجابتةا لأناملها التي شدته داخل إلى الفلا ... ذبلت عيناه ليكسوها البرود فاستجاب لها فقط ... و هو ينتقل معها من مكان لآخر في
إنحاء الفلا الواسعة ...صاعداً السلالم ليسير معها في الطابق العلوي ..كان يستجيب لغمزاتها وابتسامتها راداً بملامح خالية من التعابير..ما إن وصل لتلك الغرفة حتى عرف
فوراً أين هو يا طالما دخل هذه الغرفة أكثر من مرة ..فتحت الباب قائلة بلطف
- أهلا بك .. تفضل
جر قدميه داخلاً غرفتها التي دخلها عدة مرات معها ... لم تُغير موقع غرفتها بل قامت بتغيير جذري لديكور ..لم يثير استغرابه ابداً التغيير العجيب للغرفتها فهي
تفعل ذلك كل ما ملت من غرفتها... تأملت عينيه الغرفة التي طليت باللون البنفسجي رائحة عطور الأزهار كانت جذابة و مريحة ... تأملت عينيه الغرفة لتستقر
على السرير الضخم ممزوج بلون البنفسجي والأبيض الذي يتوسط الغرفة الضخمة ثم مرت عينيه بالمنضدة متجة نحو التسريحة ..انواع العطور بألوانها المختلفة
كانت منتشرة على التسريحة بشكل جذاب الأرضية المغطاة بالسجاد البنفسجي .. والستائر الراقية متناسقة مع ديكور الغرفة بعد ان مرت عينيه على الغرفة بشكل
سريع التفت للخلف على صوت انطباق الباب خلفه .. ألقى نظرة تفحصية لها متفحصاً منظهرها بفستانها الخالع .. أحست بالسعادة تغمرها عندما كان يحدق بها
بنظرات اشعرتها بأن جمالها الطاغي أثر به ..تمايلت بالمشي وسارت لتقابله بينما ارتفعت يديها حول عنقه أشبكت أناملها حول عنقة وهي تهمس بجراءة
- لو تعرف ما يجري بقلبي يا دانيال.. اي بشر أنت ..؟ ماذا تفعل بي يا رجل..؟
ألتوت شفتيه باستهزاء بينما لم يتحرك ليبعدها عن جسده و كأنهُ يسلي نفسه قليلاً ..استمتعت بنظراته التي اشعلت نيرانها .. احترقت بشرتها بانفاسه عندما
مال بوجهه هامساً بأذنيها بصوت خافت كخرير الماء
- ترغبين بي بشدة .. كرستين ..
عندما هتف باسمها بصوته الجذاب وجدت أن اسمها هو افضل اسم بالعالم ..نظر لها بعينيه الرماديتين بينما ارتفعت كفيه لتمسك وجهها بين يديه متأملاً وجهها جيداً
أحست بالحرارة تسري بجسدها .. غير قادرة على مقاومة لمساته على وجهها ..همست بعشق
- أرغب بك ..! .. أنت مخطئ أنا أريدك لي فقط .!. أريد دمج روح بروحك .. ! أريد أن أحضى بحنانك و عشقك ... أرجوك دانيال أغمرني بحبك
اسمعني أحلى مقطوعاتك ..أعشقك وأعشق كل ما تحبه .. أعشقك وأعشق عالمك بكل ما فيه ..
بلحظات واحدة أنها كل شي مبعداً إياها بلطف عنه ..طعنها بسهولة كما يفعل كالعادة ..يجرح كل من أمامهُ باسلوبه ...
كان يسير بالغرفة ذهاباً وإيابا حتى توقف امام النافدة متأملاً جو الحديقة في الخارج ... اسند جسده الى النافدة مديراً رأسه لينظر إلى كرستين ...واقفة على بعد مسافة
متوسطة منه...مرر أنامله على شعره الكثيف و أعاد نظره لنافدة ليقول مغمغما بجدية بدت من صوته الجليدي
- لا أجد ما يرضيني.. لم أعثر على شيء ثمين يرضيني بما فيه الكفاية .. حرك رأسه ليحدق بملامحها المذهولة مكملاُ بسخرية هه .. أليس هذا أمر مضحك..! ؟
شاب بمكانتي يحصل على كل ما يريد .. إلا انني لا أعرف ما أريد .. أنا كالغواص أبحث عن لؤلؤ فريد و عندما أحصل عليه أرميه بأعماق البحار بغير اكثراث لثمنه
الباهض.!. أنا غواص طماع ..! لم احب يوماً جمع اللؤلؤ .!. أنا اطمع بلؤلؤ حقيقي ..فلاشيء يستحق حبي له .. سوى البيانــو...!

و كأن هناك من صفعها بكلماته الغريبة .. أغمضت عينيها بألم عاجزة عن فهم كلماته جيداً.. إن كل حواسها تدعوها لرفض ما يقول .. لعدم الاستيعاب .. لا ولم ترد
أن تفهم كلمة مما قال ..شعرت بعيناه تستقر عليها بهدوء ..نظراته عندما يراها تشعرها بأنها فاتنة حقاُ .. أنها حقاً تثيره بجمالها .. لكن الكثير من سماته .. تجعل الامور
أشد تعقيداً و تشوش تفكيرها .. فتسمح للأوهام السيطرة عليها ..
ابتسم ابتسامة جانبية عندما حدقت به بثبات بخلاف ما يجري بداخلها فسار ليجلس على السرير و هو يقول
- ماذا ستريني ..؟
تذكرت بثوان أنهُ لم ينسى سبب قدومه لغرفتها .. فابتسمت متجاهلة كل شي ممتجهة بسرعة نحو خزانة فتحتها قائلة بمرح
- امم .. ماذا تتوقع ..؟ ...
تتبعت عينيه جسدها وهي تخرج شي من الدولاب وتسير بخطوات رشيقة لتجلس بالقرب منه على السرير .. حدقت عينيه بما اعطته ..
- ألبوم صور !
ادار رأسه ليحدق بها بتعجب ..هتفت بعشق
- افتحه ..
أعاد نظره للألبوم فيما أمتدت أصابعه يده تفتح الألبوم .. استقرت عينيه على أول صوره له مع كرستين و كما تذكر كانت في آخر سفرة له معها قبل فترة ..أخذ يقلب
الألبوم لينظر لصور المنتشرة به .. لقد نسي أمرهم تماماً .. لم يهتم لو نشرت تلك الصور بالمجلات .. كل صور كانت وهي قريبة منه بصورة حميمة .. لا يتذكر بتاتاً
أنهُ كان يصدها عنه .. صحيح أنهُ لم يبادر هو بالأول بقربها إلا أنهُ لم يمانع أن تقترب كرستين منه .. توقف على إحدى الصور على همساتها التي تخلخلت مسامعه
كأنها نغم موسيقي
- ألا تذكر ..؟ .. كنت ودود معي يا دانيال ..
أغلق الألبوم مستشعراً بأنفاسها في وجهه .. اندهش من قربها الشديد منهُ حيث أنهُ لم يلاحظ ذلك من البداية بينما هي التي استغلت اندماجه مع الصور لتقترب منه
.. لمسات أناملها الرقيقة مرت على وجهه بنعومة فاستطاع النظر للون عينيها الأخضر الفاتح المقابلة لعينيه ...عجز عن فعل أي شي عندما رمت نفسها بين أحضانه بنعومة
فيما امتدت أناملها خلف ظهره لتمر على أنحاء ظهرة بإغراء و هي تقول
- اشعرني بشيء من الحنان .. أنت تحبني ترغب بي .. اخبرني بذلك
ابتعدت قليلاً عنه محدقة به منتظرة إجابة .. مررت أناملها على خده بلطف ..فصدمت أنها لم تجد أي نظرات حاقدة لها أو أي صدات كما كان يفعل .. بل وجدت عينيه
تائهة من لمساتها .. هل فاجئته ..؟ وجدت نفسها تحدق بشفتيه بإغراء ..لم تعرف كيف امتلكت الجراءة مجتازة الخطوط الحمراء عندما اقربت شفتيها من شفتيه بتردد
خوف من ردة فعله .. فدهشت عندما لم يفعل شيء .. بدون تردد اقتربت لتقبله قبل أن تلامس شفتيها شفتيه ...دوى صوت رنيين الهاتف ليشعرهما بالواقع .. عضت
شفتيها بانزعاج وهي تلقي الشتائم بسرها على المتصل .. بينما دفعها هو بلطف عنه مخرجاً هاتفه النقال من جيبه ..نظر لثوان لشاشة ... أمي ...امتدت أنامله ضاغطة على الزر
الأخضر رافعا الهاتف لأذنه بسرعة مستغرب من اتصال والدته المفاجئ
- مرحبا .. اشتدت عينيه وهو يسمع لقول والدته على الهاتف فرد مندفعا.. ماذا أمي ..؟ لابد انك تمزحين ....استمع لحديثها ثم أكمل كيف فعلتي ذلك ....رد بعدها على توسلاتها
بحنق .. وماذا سأفعل أنا ..؟ .. إن هذا يسمى غباء .. قبض على كفه بقوة وهو يستمع لتوسلاتها التي تزداد رداً باستسلام مسافة الطريق فقط سأكون عندك

وقف من السرير بغضب سائراً نحو الباب توقف قبل خروجه على صوتها تقول
- إلى أين .. ؟ سارت نحوه وهي تكره ذاك الاتصال المزعج .. وقفت أمامه قائلة ماذا حدث لتغضب هكذا
بانفعال رد
- الشأن ليس شأنك يا كرستين .. اكمل بنفاد صبر ابتعدي عن طريقي
علمت أن تلك المكالمة اثارت اعصابه .. فقالت
- ألن تودعني .. ألن أحضى بقبلة قبل رحيلك
كتم تزفيرة غضب .. عندما رأى ملامحها التي كانت تذكره بما كان يجري قبل دقائق مال نحو خدها ليقبلها بهدوء قبل ان يغادر الغرفة صافق الباب خلفه غير مكثرث
ببركان الغضب الذي فجره قبل ثوان بكرستين....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اااه ... تأوهت بألم و هي تفتح عينيها ببطئ بدأ العالم يوضح أمامها فور تخلخل قليل من الضوء لعينيها ليمحي الضباب ...ألآم الرأس كانت فظيعة ..و تشعر بالعطش ..
فتحت عينيها أكثر وأكثر وهي تمرر أصابعها على وجهها بثقل .. تبينت الصورة لها شيء فشي حتى بدت تتأمل المكان المظلم ...أنارات صغيرة كانت
تنشر ضوء خافت برتقالي ..ساعدتها على تأمل المكان قليلاً ..اتسعت عينيها محاولة تذكر شيء .. أين هي ..؟ ما الذي جرى ..؟ مررت كفيها على رأسها بعجز
عن التذكر .. شيء فشي بدأت تذكر قطعها لطريق بدون انتباه .. تتذكر سيارة مسرعة... لم تذكر شي أكثر من ذلك .. حدقت بالمكان برعب .. قبل ان تقفز من على
السرير بخوف ..كاتمة تأؤه من رضوض بجسدها .. سارت دون ان ترى شيء و بدون انتباه قبل أن تصدم بالنافدة المفتوحة .. هذا ما ماكان ينقصها حقاً صدمت
بالنافدة على رأسها افقدتها ما تبقى من توازنها ..من غير مقاومة سقط جسدها بسهولة قبل أن تتدخل يد قوية بسرعة لتحاوط خصرها مانعاً إياه من السقوط وبحركة
سريعة دس يده الأخرى تحت ركبيتها ليحملها بسهولة معيداً إياه فوق السرير ...
كانت اشبه بفاقدة الوعي .. تشعر فقط بحركات خفيفة حولها والعالم يتشوش أمامها .. دكتور .. دكتور .. لقد استيقظت .. تبدو.... كلمات بصوت خفيف كانت تستمع إليها
غير مستوعبة الحوار الذي يدور بجوارها ...
لم تعرف كم مر من الوقت وهي نائمة او ربما فاقدة للوعي ... استيقظت هذه المرة بوضوح... أحست أنها مستلقية على السرير... فتحت عينيها ببطء لترى رجل جالس على
الكرسي بجانب السرير الذي هي فيه
- كيف تشعرين الآن..؟
فتحت عينيها محدقة بالرجل الكبير ..بملابسه البيضاء .. كالأطباء ففهمت انهُ طبيب .. غمغت بتعب
- أحسن قليلاً... أشعر باألآم بجسدي
- ما كان عليك القفز من على السرير بكل قوتك لو لم ينقذك سيدي من الوقوع على الأرض لكنتي أشد سوء في هذه اللحظة
تذكرت تلك اليدين التي امتدت لتحملها قبل وقوعها على الأرض ... ثم أصوات خفيفة حتى فقدت الوعي مجدداً ..بلعت ريقها وهي تغمغم بتعب
- من أنت ..؟ ..... وأين ....أين أنا ..؟
تغيرت ملامحه توتراُ فيما تحركت عيـنيه لتلقي نظرة خاطفة نحو الجسد الواقف امام النافدة بهدوء ...أعاد نظراته لمريضته مدركاُ انها لم تشعر بوجود أحد غيره
معها بالغرفة .. ابتسم بتوتر وهو يقول
- لم تصبي بأي كسور كانت الصدمة خفيفة .. فقط رضوض خفيفة ..اعتقد أن سبب كل هذا النوم هو الأرهاق .. يجب أن تريحي نفسك قليلاً يا آنسة
ختم كلماته مع تحرك الجسد بخطوات هادئة بالغرفة الضخـمة ... يمشي على الغرفة تاركاً صدى خطوات أقدامه .. تفتحت عينيها ذعراً عندما اوضح لها ضوء الأبجورة
الخفيف بعض من تلك الملامح ... شدت على اسنانها بقوة فيما شعرت بارتباط لسانها... لم تستطع سوى توجيه نظرة حادة نحو الطبيب مستفهمة إلا انها صعقت عندما
قال الطبيب مبتسماً
- أتمنى أن تشكري السيد دانيال .. لقد حملك فوراً قبل وقوعك كنتِ قد تصدمين بطاولة زجاجية ..
كلامات الدكتور اسرت قشعريرة بجسدها عندما تخيلت أنها كانت بين يدين دانيال .. أنها تتذكر اليدين التي حملتها فوراً قبل فقد توازنها .. هل كان وسيلة لانقاذها من الموت
كلمات الطبيب الاخيرة جعلها تشعر بقيمة ما فعله دانيال عندما قال الطبيب مكملاً ...لو حصل ذلك لما كنتِ مفتحة العينين في هذه اللحظة... توقفت صدى الخطوات على الأرضية
فادركت توقف الفاعل عن التحرك .. رفعت نظرها نحوه فيما بقيت عينيه تحدق بها و كأنهُ ينتظر قنبلة ..برقت عينيه الرمادية في ظلام عينيه كالذئاب
فيما تسمرت هي تنظر له متجمعة كل قوتها ..أنها لا تتذكر سوى سيارة تصدم بها .. لماذا هي هنا ..؟ ألقت نظره نحو الطبيب وهي تقول بصوت أجش
- لماذا أنا هنا ..؟
توتر الطبيب محدقاً بها متذكر تعاليم وجهت إليه أثناء نومها نظر لدانيال الذي أشار له بنظرة بعينيه كدليل على ان يغادر المكان ابتسم الطبيب قائل
- عن أذنكما
جر قدميه الطبيب خارجاً من الغرفة متجاهلاً صرخات مريضته التي جنت عندما غادر الطبيب لتختلو بالمكان مع دانيال ... قفزت كالنمرة المتوحشة متجاهلة
الرضوض بجسدها فيما كانت تصرخ بجنون .. ليخبرني أحد بشيء .. ألا يفترض أن أكون في منزلي حالياً .. أنا بخير...استمرت تصرخ كالمجنونة غير محدقة بالذئب
الذي ينظر لها وهو مستند على خزانة ملابسه محدق بالثورة التي أمامه بهدوء ...قفزت تصرخ .. وسارت بالغرفة ذهاباً وإياباً كالأسد الحبيس بسجن من قضبان الحديد و جدت
نفسها تفرغ كل ما بداخلها بصرخة هزت الغرفة ختمتها برمي مزهرية زجاجية على الارض بعنف . . صوت صدى تحطم الزجاج إلى أشلاء دوى الغرفة ...انتشرت قطع
الزجاج بالغرفة .. وخمدت الازهار على الأرض ذابلة من غير ماء ... هدأت فجأة محدق بالباب الذي خرج منهُ الطبيب ألقت نظرة خاطفة نحو دانيال ثم ركضت
مهرولة نحو الباب ....قبل ان تمتد كفها لمعصم الباب ...امتدت يد قوية معترضة طريقها... اطبقت أصابعه القاسية على ذراعها بقوة جرها متجاهل شتائمها بالصمت
عندما اوصلها إلى وسط الغرفة اوقفها لتقابله ... كانت كالريشة بين يده حيث شل حركت مقاومتها بيد واحدة ...اضطربت انفاسها نتيجة للمجهود الذي بدلته في القتال
بينما ظلت عينيها متسمرة تحدق به ولم تشل يده حركتها فقط بل عقدت لسانها عاجزة عن الصراخ ..
- هل انتهيتي ..؟ ...اشتد صوته غضب قائل بصوت أجش مليئ بالغضب وهو يهزها بكفه بقوة ..هلا توقفتي عن هذه الحماقات قليلاً أيتها الطفل الرضيع ..
صمت قليلاً ثم اكمل بثورة قائل..... صـــراخ .....جنون .... إزعـــاج ... وتكسيـــير مـــزهـــ.....
توقف عندما لمح عينيها المغمضتين برعب .. وملامح وجهها التي اشتدت خوفاً .. لاحظ أنهُ يهزها بكل قوته و بصوته الغاضب ... منظرها وهي مغمضة العينين مرعوبة
اشعره بالضحك والتسلية ...كتم ابتسامة قائل بتسلية ...
- أتخافي مني..؟
عندما توقف عن هزها .. استعانت ببعض من القوة .. وخاصة عندما ادرك خوفها منه .. اشعرها هذا بالجنون ..رفضت الفكرة بعنف رفعت ذقنها بشموخ قائلة
- انا لا أخشــاك ... صرخت عليه .. اغرب عن وجههي حالاً
اندهشت بضحكته التي فجرها باستهزاء .. ذكرتها بمعهد الموسيقى .. اتسعت عينيها وهي تقول بحنق
- لماذا تضحك ..؟
واصل ضحكته ثم قال
- صححي المعادلة أيتها الصغيرة .. فأنتِ تحت ضيافتي اليوم .. عندما لمح نظرات الاستغراب والاستنكار قال باستفزاز ما رأيك بجناحي .. سلين ؟
جرت قشعريرة بجسدها عندما خرجت حروف اسمها من فمه بصوت فحيح الأفعى ... فيما جنت غير متفهمة انها في جناحه .. هل هي بقصره . . ؟ لا بل نامت على سريره
كم يبدو.. لـماذا ؟حركت رأسها بعدم استيعاب ..ثم اوقفت نظرها نحوه تفكر بطريقة الانتقام .. بطريقة تفرغ ما بداخلها من قهر ..بخطوتين فقط كانت قد وصلت لتمسك ذراعه بقوة
اتسعت عينيه محدقاً بما ستفعله عندما مالت بوجهها نحو ذراعه لم يفهم شيء خاصة عندما انسدل شعرها الاسود ليغطي ذراعه .. لم يشعر إلا بعضة قوية كادت أن
تقتلع جلده .. اغمض عينيه بألم من عضة يشك أن كلب مسعور لن يعض كعضتها حاول إبعادها عنه بيده الأخرى فوجد قوة اسنانها على يده تشتد لم يشعر إلا وهو
يدفعها لإخلاص ذراعه من اسنانها الحادة دفعها فتحررت ذراعه من اسنانها ما لم يتوقع حدوثه أن دفعته الخفيفة قد هرولت بجسد سلين لتفقدها توازنها لتوقعها بالأرض
ليصدم رأسها بحافة السرير ..نسي في تلك اللحظة عضتها التي سببت تشوه في يده .. هرول نحوها ومال بسرعة على الأرض مستمع لتأوهها من ألم ضربة الرأس
أخذ نفس عندما ادرك أنها لم تفقد الوعي مجدداً تمتم بهدوء
- أنك خفيفة .. كيف فقدتي توازنك بدفعه بسيطة أردت منها حماية ذراعي من كلب مسعور
لم يسمع أي صوت قادم منها ..شعرها كان منسدل ليغطي جزء من وجهها .. بينما جسدها مرمي على الأرض بجانب السرير.. مال نحو رأسها الواقع على طرف السرير
المصنوع من الخشب القوي ...اغمض عينيه عندما تحرك ضميره قليلاً ... كم شعر بالشفقة نحوها .. ماذا فعل هو..؟ تأملها ثوان ثم امتدت أناملة بتردد .. نحو وجهها همس
قبل أن تلامس اناملها بشرتها
- سلـــين ... ســ سلين
كرر اسمها بهدوء فلم يسمع اي رد منها تقدمت هذه المرة أناملها لتبعد خصلات شعرها عن وجهها ..
- إيــــــــاك و أن تلمسني
صرختها تلك ابعدته فوراً عنها ملاحظ قربه منها ... اشتدت عينيه عندما رآها تقفز دافعة إياه .. وهي تفرك بيدها الضربة .. تناسى شعور الشفقة عندما لمح كل تلك القوة
تعود بثوان لها...فيما ارتسمت ابتسامة صفراء على شفتيه .. وهو يراها واقفة امامه بعينين ثائرة ..مرر كفيه على شعره الكثيف وهو يشده مدهوشا منها قال بتهجم
- أيتها النمرة المتوحشة... ماذا تظنين نفسك فاعلة .. ها ؟.. أي طاقة لذيك ..؟ لقد فقتي من دقائق من حادث ..! ابتسم ساخر قائل على هذا اللسان السليط بأن يعرف
قيمة ما يقوله .. وإلا اقسم ان تكون نهايته على يدي ...
لم يخفو عليه ملامحها المرعوبة..إلا أنها كانت كالوحوش المفترسة .. أخفت تلك الملامح وهي تقول بصراخ متجاهلة كل شي
-... هل أنت من صدمني ..؟ تفاعل صراخها وهي تكمل وإذا كان ذلك لماذا أنا هنا ..؟
- لا تصدقي نفسك كثيراً ..عادة الضيوف المزعجين ليس مرحبين بهم في جناحي..
قالت باستفزاز
- بالطبع .. لا تستقبل بجناحك غير الوجبات الدسمة .. من يصل لذوقك .. استفزته اكثر مكملة بسخرية يا عـازف البيانو الشهير ...
كلماتها وصلت لهُ جيداُ .. الوجبات الدسمة كان تشبيهاً رائعة بفتياته الكثر كما تدعي سلين ..رفع إحدى حاجبيه مشداً على قبضته يده ... لم يعجب بكلامها تقدم
خطوتين للأمام فتراجعت للخلف .. ماحية الخوف منها رغم تلك التغيرات التي تتطرأ على وجه دانيال في تلك اللحظة ... قال
- ضيفة ثقيلــة ..! كلمة ثقيلة كلمة خفيفة تقال بحق فتاة مثلك... اكمل ساخر أنا فقط مضطر لاتحمل اخطاء سائق امي العزيزة . . هل تعلمين ماذا فعلت امي..؟
صمت محدق بملامح وجهها ثم اكمل بفضاضة
صدمتك واحضرتك لجناحي .. طلبت مني الاعتناء منك جيدا .. خشيت على أن تلتقط لها كاميرا الاعلام عن هذا الحادث وتدخل في داومة اسئلة ..
اكمل غير مهتم للقنابل التي يفجرها .. خشيت أن تكوني فتاة لعوبة و تألفي القصص الكاذبة عن هذا الحادث .. واخيراً احضرتك لجناحي لأقنعك بطريقة جميلة
على عدم تبليغ الشرطة بهذا الحادث...

كلماته كانت فظيعة .. هدأت فجأة غير مصدقة لما يدور حولها .. شحب وجهها اكثر محدقة به اكمل هو
- علمت أنها ابنها يمتلك خاصية جذب مثيرة .. لكنها كانت لا تعرف انها صدمت فأرة للعوب...!

فأرة .. ما باله يدعوها اليوم باسماء حيوانات ألم يكتفي بالنمرة .. والكلاب المسعورة.! وضعت كلتا يديها على أذنيها بعدم استيعاب .. ترفض الحقيقة ..ثوان فقط حتى ادركت
بالمرأة التي دخلت الغرفة و كأنها سمعت كل شيء من ملامح وجهها التفت للمرأة التي كانت تقول بحزم لدانيال
- بني.. لماذا تقول كل هذا الان ..؟ .. التفت لسلين وقالت بقلق هل انتِ بخير يا صغيرتي ..؟ لا تهتمي لما يـقوله دانيال
ابتسم بسخرية من كلام والدته ثم قال
- و هل كذبت ..؟ ألم تكن الحقيقة ؟
- بــ............
قطعتهما بصراخ يكفي.......... أرجوكما يكفي.... اتجهت عينيها نحو الباب المفتوح وبدون إي انذار هذه المرة هرولت متناسية كل ألآمها لم تكن تدري أين تمشي ..
ولأي مكان تذهب.. فقط نظرات الخدم كانت ترمقها بنظرات الاستغراب .. من سلم لسلم انتقلت... لم تجد نفسها إلا وهي واقفة أمام باب كبير زجاجي
توضحت لها الحديقة من الخارج ففهمت أنهُ باب الخروج من هذا المكان ...اجتازت باب الخروج راكضة بدون وعي .. بحديقة كبيرة جداً لم تعرف
كيف وصلت للباب الحديقة وكم ركضت للوصول إليه ...الذي لو تاجوزته لخرجت من هذا القصر..كل ما عرفته بتلك اللحظة أنها بالمساء تأكدت أنها كانت نائمة كل تلك
الفترة على سريره ... عصبيتها كانت فائقة عن الحدود فور أن اقتربت من باب القصر حتى انتبهت على الحرس الموجودين حاوت أن تبدو طبيعية وهي متأكدة أن
دانيال لم يحثهم عن وجودها في القصر خوفاً من الشوشرة سارت بهدوء وهي تحييهم مدعية أنها ضيفة مغادرة ..لمحت الشك بعينين الحرس إلا أنها استطاعت تجاوز المكان ..
مشت بخطوات سريعة .. في إحدى الشوارع .. غير واعية لما يحدث معها .. صرخة قوية من خلفها افزعتها ..
- ســــــــــــلين .. عودي ..... كوني فتاة عاقلة ...وارجعي معي
ذاك الصوت ميزته جيداً .. بدت تنهار شيء فشيء بدت تذوب مع اول قطرة مطر نزلت لتبلل خدها .. تجمعت دمعتان تحجرتا بعينيها ..مع قطرات المطر الخفيفة
استدارت في الشارع لتنظر له ...بين الناس الذين يركضون في الشارع خوفاً من أن يبللهم المطر ..تدحرجت دمعة حارة على خدها في جو بــارد قائلة بهدوء
- ألم تكتفي ..
حدقت به جيداً بكنزته الصوفية .. وسرواله الجينز الرمـادي .. شعره كان يلتصق بوجهه بشكل جذاب مع تبلله بقطرات المـاء تاهت بالنظر فيه ..
بلحظات اشاحت النظر عنه عندما قال ليقطع شرودها به
- لا تكوني كالفئران .. لستُ مخيف لهذا الحد
- أنك لستَ مخيف ... فقط اشمئز من البقاء معك
اطلقت كلماتها مكملة باشمئزاز بعينين حادتين ..اتسعت عينيها مستمعه لرده الغريب بثقة اثارت جنونها
- اشك بـذلك ..
جمدت وهي تراه يقترب خطوة .. خطوة ..نحوها .. فبدت كالبلهاء وهي تحدق بجسمه المبتل بالماء .. احست بكم يعاني من برد .. بينما شعرت بحرارة تسري بجسدها
بخلاف البرودة بسبب المطر قبل ان يقترب أكثر استيقظت على صوت إحدى الفتيات التي تخاطب صديقتها بدهشة ممزوجة بالفرح
انـــظري .. يبدو جميلا على الحقيقة أكثر ... دانيــال وسيــم وعزفــه بروعته ...
انتبهت لنفسها فجأة .. وبخطواته التي اقتربت منها تمتمت توقف .. لا تلمسني ..
اغمضت عينيها بعنف .. وهي تستدير لتركض بجنون .. شيء فشي حتى اختفت اصوات الناس ... لم تكن تسمع سوى صرخاته الهاتفة باسمها .. كان يركض خلفها
لم يتوقع أن تكون بتلك السرعة .. جن عندما اصطدم برجل ..مما أتاح لها الفرصة بالهروب منه .. عرف أنها في غائبة عن الوعي تقريباً ...
لقد كانت حقاً كذلك .. كانت لا تسمع سوى صرخاته .. وصرخات عقلها ... شيء فشيء حتى تعالت اصوات تزمير السيارات لتشعرها بانها قد تفارق الحياة بأي لحظة
ركضت هاربة من سيارة كادت ان تصدمها .. إلا أنها هربت لتقع بالوحل في شاحنة كبيرة متقدمة نحوها .. اطلقت صرخة كبيرة مع صراخ من شخص آخر هتف باسمها
صارخاً بجنون ... اغمضت عينيها و هي ترى نهايتها .. قبل أن تندفع مع شخص آخر لتتجاوز الشاحنة بسلام مهروله بالقرب من شجرة تقابل الشارع المزدحم بالسيارات
... عندما تنفست ادركت أنها لم تمت.. بعد أن فتحت عينيها .. لتتأكد من ذلك مستشعره بالشخص الذي يضمها إليه ممتلكاً إياها ..ابتسمت براحة نفسية بخلاف التعب الذي سيطر
على قواها عندما همس بأذنها برقة
- اخبريني بأنك بخير ..أرجــوكـــ
مررت أناملها ببطء على ظهره طالبة الحنان فيما ابتعدت عن حضنه قليلاً بعد أن حواها على ما تتمناه من أمان تأملته وجه جيداً و هي تهمس
- كيف لي أن لا أكون بخير و أنت برفقتي .. روكـ ..
جذبها إليه مجدداً فيما كان جسده يقابل الشجرة و ظهره موجهاً لشارع المليئ بالسيارات العابرة .. بينما كانت وضعيتها بخلاف عن وضعيته حيث كانت وجهها يقابل
الطريق بينما جسدها مغطى بجسد روك تعالت أصوات تزمير السيارات أكثر واكثر و اصوات السايقين تهتف بالشتائم اتسعت عينيها و هي ترى دانيال يعلق حركة المرور
واقفاً بوسط الشارع ليعيق حركة السيارات ويبدو أنهُ يقف منذُ اللحظة التي انقذها فيها روك بعينين ناريتين... ارتجفت بين احضان روك فضمها إليه أكثر ظان أنها ترتجف
من البرد لم يخطر في باله بأن شيطان كان يقف خلفه بعينين حادة ترمقهما بالغضب.. .. اغمضت عينيها وفتحتهما ..بتوقف تزمير السيارات عندما لم تلمح أي أثر له ....
ادركت آنـذاك أن شيطانها قد هب مغادراً المـكان ... ...^ــ^[/frame]
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس