عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-22-2017, 05:37 AM
 
~ | ذهبية | ~ السَمَاءُ| لَمْ تَعُد زَرْقَاء!!

-
قصة راقت لي كلماتها المذهلة بحق
، ابدعتي ونورتي القسم
Freesia
.

السَمَاءُ| لَمْ تَعُد زَرْقَاء!!
نسيمٌ ربيعيٌ راقَصَ السِتارةَ البيْضاء، ونافذةٌ ضيقَة أشارَتْ نَحْوَها فتَاة عربيةٌ صغيرةٌ، يومًا، وقالت بحروفٍ بريئةٍ، وكلماتٍ طُفوليَة:
"جَدي مَا لَوْنُ السَماءْ!؟"
مسَح على شعْرها الأسْوَدِ المُجَعَد وقال مُبتَسما:
"أزرقٌ يا عَزيزتي انَّهُ أزْرَق"
أشْرَقَت إبْتِسَامَتُها، وإشْتّدَ بَريقُ عَيْنَيْها ورَاحَت تَحُومُ حَوْل جَدِّها مُمارِسَةً طُقُوسَ السَّعَادة، حَمَلَها جَدُها بين ذِراعَيه، وإقْتَرَبَ مِن النَافِذَةِ الضّيِقَة التي عَانَقَت السَماء، تَلأْلأْت عَيْنا السَمْراءِ العَسْليَتيْن وقالت بِكلماتٍ تَلعْثَمَتْ من شِدَةِ الحَمَاس:
"إنَّها صَافِية وجَميلَة"
إبْتَسَمَ الجّدُ ووَافَقَ حَفيدَتَهُ بحَركةٍ من رأْسِه، ومن خلاَّلِ النَافِذَة، رَاقَبَا معًا، هَمَساتِ أشْجَارِ الزَّيْتُونْ، وخَريرَ مِياه الجِبال...رقَبا معًا، قُبْلَة الحُرِيّة على الأرْضِ الخَضْرَاء.
وفي يومٍ آخَر، أُضِيئَ اللَيْلُ بفَوانيسَ من الظَلاّم، ظَلامٌ ألْقَى بِظِلاَلِهِ على البُيُوت، فَانْتَشَر الرَماَد، طَلْقَةٌ أُخْرى، وتَحَطَمَت النَافِذة الضّيِقَة، جُثَةُ رَجُلٍ عَجُوز، ألِفَتْ عَصَافيرُ البُسْتان تِلاَوتَه للقُرآن، وصَرْخَةُ فتاةٍ لاتَزَالُ تَصْرُخ:
"السَمَاءُ لَمْ تَعُد زَرْقَاء!!"
هُنَاك حَيثُ إمْتَزَجَ التُرَابَ بالدِمَاء وألِفَت الأُنُوفُ رائِحَة الدَّمار، لاتَزَالُ الطُيُور تُحاوِلُ الطَيّران فِي السَمَاءِ التِّي لَمْ تَعُدْ زَرْقَاء...!!




اللهم اغث اهلنا في فلسطين وسوريا وجميع العرب المظلومين
اللهم وحد العرب اجمعين
اللهم امين...

__________________
كــما لــكل قصــة بــداية ونهــاية
"حــروفـي اعتـصــرت بشــدة داخــلي
حتــى... تمـــــــردت"



التعديل الأخير تم بواسطة Freesia | فريسيا ; 08-23-2017 الساعة 11:22 AM
رد مع اقتباس