عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 05-18-2017, 11:33 PM
 
ذهبي


[img3] http://www.arabsharing.com/uploads/153167236754813.gif[/img3]

Y a g i m a

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
في البداية و لكي لا يتبادر للاذهان أو يشطح بالخيال انها دعوة للانبهار بالحضارة الغربية غثها و سمينها نؤكد بان اعتزازنا بديننا و أمتنا فوق كل شئ ، فنحن أمة اصطفاها الله لتكون خير أمة أخرجت للناس وصفها الله في كتابه الكريم بذلك بما لا يقبل الشك فقال : { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ } و أيضاً قال تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }. وستكون لها العزة متى ما أخذت بالأسباب التى أمرالله بها في كتابه الكريم و على لسان رسوله الأمين .
و لكن ما عليه الأمة العربية و الإسلامية اليوم التي تعيش واقعا مريراً من النكبات تلو النكبات كل نكبة تنسينا ما قبلها من كثرة مآسينا وآلامنا ، و بالمقابل ما يشهده الغرب من تطور و رقي في كافة مجالات الحياة و هذا البون الحضاري الشاسع بيننا و بينهم يفرض علينا سؤال يجب تأمله و البحث فيه بجدية و هو :

ما الأسباب التي أدت بهم للوصول لهذا التطور الهائل في كافة مجالات الحياة . ؟
و لماذا تفوقوا علينا و نحن أمة نمتلك ديناً عظيماً و لدينا كتاب كريم يهدينا سبل الرشاد . ؟

علينا البحث عن الإيجابيات التي لديهم و نكون في ذلك منصفون . فلا بد ان تكون لديهم إيجابيات اوصلتهم إلى ما هم فيه من رقي و تقدم .

و بالمقابل نفتش في انفسنا عن ما ينقصنا و السلبيات التى تعوق تطورنا و تقدمنا . و نكون في ذلك أيضاً صادقون مع انفسنا . فلن يغير الله ما في قوم حتى يغيروا ما في انفسهم .

و للإجابة عن الشق الأول من السؤال تعالوا بنا نتأمل هذا الحديث الشريف فقد نجد فيه الإجابة الشافية و الوافية .

روى مسلم في صحيحه
عن اَلْمُسْتَوْرِدِ القرشي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «تقوم الساعة والروم ( الغرب ) أكثر الناس.
فقال له عمرو: أبصر ما تقول.
قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: لئن قلت ذلك، ان فيهم لخصالا أربعا:
انهم لأحلم الناس عند فتنة، (الحلم يعني التأني في الحكم وعدم التسرع) وأسرعهم افاقة بعد مصيبة، ( فما أن يقعوا في مصيبة حتى يتكاتفوا ويسارعوا في الخروج منها) وأوشكهم كرة بعد فرة، )وكذلك إن هزموا في جولة عادوا السرعة في الإعداد والكرة فلا يكونوا انهزاميين أمام العدو و المواقف الصعبة وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، (تجدهم مناصرين لقضايا الضعفاء حتى للدول الأخرى غير دولهم و من غير أجناسهم - ) وخامسة حسنة جميلة:وأمنعهم من ظلم الحكام )). أي أنهم يقفون ضد الظلم إن وقع عليهم .)) للنظر لهذه الصفات التي وصفهم بها هذا الصحابي فمن منظوري المتواضع ان هذه الصفات لا تكون في أمة إلا سادت الأمم .
بل إنها من أخلاق الإسلام التي أمرنا بها ديننا الحنيف و حثنا على التحلي بها .
و في عصرنا نجد كثيراً من الدعاة و الخطبا الذين كانت خطبهم و محاضراتهم تركز على الجوانب السلبية للحضارة الغربية . قد تغيرت انطباعاتهم عن تلك الشعوب بمجرد زيارة او رحلة عمل أو علاج قام بها أحدهم لإحدى الدول الغربية بل نجد منهم من افرد صفحات من كتاباته لوصف حسن تعاملهم و رقي سلوكهم و احترامهم لحقوق الآخرين و حرصهم و جديتهم في العمل . و لا ضير في ذلك فالانصاف من خلق المسلم .
بينما نحن في الجانب الآخر تركنا التمسك بتلك المبادئ العظيمة التى حثنا عليها ديننا الحنيف بعدما غلبت علينا شقوتنا وجرنا الطبع الذي جبلنا عليه بمجرد إن حدنا عن مبادئ الإسلام السامية .
ذكر ابن خلدون في مقدمته وصف في طبائع العرب بقوله :
(العرب أمة همجية ولا يسوسها ولا يهذبها إلا الدين فالعرب من طباعهم البداوة والتي هي طبيعة خشنة وتأبى السيطرة عليها ، فجاء الإسلام فهذبها وجعلها تقود بدلا من أن تنقاد .
فالعرب أقوى الناس وأحسنهم بالإسلام ، ولكنهم من أشدهم تخلفاً ووحشية عند تخليهم عنه وابتعادهم عن هدي الإسلام.

وهذا ما يثبته الكثير في واقعنا فعندما تدور الحروب فيما بينهم تجد الوحشية في القتل والحقد الأعمى والتي لا نراها لدى الغرب الذي استطاع ان يوجد آلية لحل نزاعاته و خلافاته بطريقة تجنبهم الويلات و النكبات .

إن مكارم الأخلاق و الإخلاص في العمل و السعي الدؤوب لعمارة الأرض و الأخذ بأسباب القوة و المنعة هي مبادئ الإسلام و جوهر تعاليمه . بها فقط سنكون كما أراد الله لنا ان نكون خير أمة أخرجت للناس .
__________________



لسـت بلا مشاعـر !!

لكننـي أتعمد قتل #لإحسـاس داخلي كي لا يتجرأ قلبـي علـى عصيان كبريـائي
رد مع اقتباس