الموضوع: سماء العزلة
عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 05-13-2017, 09:09 AM
 
الفصل الرابع

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/13_05_1714946546680682.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:60%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



في الصباح استيقظت على رنين المنبه في الساعة السابعة و الخمس دقائق صباحا لتستحم و تعود لغرفتها نظرت لوجهها في المرآة لتسرح شعرها و تبدل ثيابها لتنورة أرجوانية فاتحة تصل لمنتصف الساق و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة نهايتها دائرية أرجوانية على شكل وردة متفتحة سحبت الدرج لتخرج مطاط شعر على شكل وردة بيضاء لتجمع خصل شعرها التي خلف أذنيها لمنتصف رأسها و تلفهما بالمطاط ارتدت حذاء أبيض بكعب صغير حملت حقيبة بيضاء بها ورود أرجوانية متوسطة الحجم غادرت المنزل ذاهبة لمقر عملها الجديد في وسط المدينة استقلت حافلة لتوصلها لوسط المدينة المزدحم المليء بالناس ذهبت لعنوان المكان الذي كان شركة ترفيه كبرى في عالمها دخلت الشركة لترى المكتب البيضاوي المواجه للباب حيث يقف أربعة أشخاص اقتربت من أحدهم لتقول له: أرجو المعذرة لديّ موعد مع السيد ليون وريك
قال الرجل: السيد ليون وريك؟ موعد لأجل ماذا؟
قالت الفتاة: مقابلة عمل
قال الرجل بابتسامة: لقد حضرت قبل الموعد بدقائق بإمكانك الصعود للطابق الثاني ستجدين طريقك لمكان المقابلة بالتأكيد تفضلي بصعود الدرج
أشار لها للدرج الزجاجي العريض و الطويل الممتد للطابق العلوي صعدت الدرج بهدوء لترى الورقة البيضاء الملتصقة أسفل زر المصعد كتب عليها "الطابق الثاني اتبع الأسهم" ضغطت الزر لتنتظر المصعد سمعت صوت وقع حذاء ذو كعب عالي على الدرج الزجاجي فتح باب المصعد لتدخله أوقفها صاحب ذلك الحذاء قائلا: رجاء انتظريني
أسرعت تلك الفتاة خطاها لتصل للمصعد التقطت أنفاسها لترفع رأسها و تظهر عينيها الزرقاوين المبتسمة لها شعرها البني كالكراميل المموج كان طويلا مدت يدها للمصافحة و تقول بمرح: أنا جينجر لوسين سعدت بلقائك أذاهبة لمقابلة العمل أنت أيضا؟
صافحتها الفتاة مع إيماءة صغيرة ابتسمت لها جينجر بمرح شديد ليحلق الصمت حولهما وصلتا الطابق الثاني لتتبعا السهم حتى وصلتا لنهاية الممر فتحت جينجر الباب الأيسر لترى مجموعة من الفتيات قد وصلن بالفعل جلستا بالقرب من بعضهما على الكراسي المرتبة في المكان اكتمل العدد في غضون ربع ساعة لتبدأ مقابلات العمل أنهت جينجر مقابلتها ليحين دور الفتاة الهادئة فتحت الباب بهدوء لتتقدم من الكرسي الموضوع أمام لجنة من مختلف الأشخاص جلست بهدوء ليقول أحدهم: بداية أخبرينا عن اسمك
قالت الفتاة: تولاي لوريجن
قال آخر: اسم غريب حقا
قالت إحداهن: كم هو عمرك آنسة لوريجن؟ تبدين صغيرة في السن
قالت تولاي: عشرون عاما
قالت أخرى: ألديك خبرة سابقة كمديرة أعمال؟
قالت تولاي: لا سيدتي
قال الرجل الأول: لم تقدمت لهذا العمل يا آنسة؟
قالت تولاي: أبحث عن عمل أستقر به فقد انتقلت للعيش هنا منذ أيام فقط
تعابيرها الباردة و ردودها الخالية من المشاعر جعلتهم يحدقون بها دون قول أي شيء غادرت الغرفة بعد انتهاء المقابلة لتقول جينجر: كيف كان الأمر؟
قالت تولاي: عاديا
قالت جينجر: يبدو أنك لا تحبين الحديث كثيرا
قالت تولاي: أجل
قالت جينجر: فتاة شابة مثلك لا يجب أن تضع تعابير مثل هذه
نظرت تولاي باستفسار عن الوصف الغريب لترفع أصبعين من يدها اليسرى و ثلاثا من يدها اليمنى بابتسامة جميلة و تقول: أنا في الثانية و الثلاثين من عمري
تعجبت تولاي ذلك لكن بلا أي تعابير متعجبة ظهرت النتائج لتعلن رفض عدد كبير من المتقدمات من ضمنهن جينجر و تولاي اللتان غادرتا المكان لتقول جينجر: حسنا لم أتوقع موافقتهم عليّ من الأساس ماذا ستفعلين الآن؟
قالت تولاي: سأعود للمنزل
قالت جينجر: حقا؟ لم لا تأتين معي؟ لقد حجزت هذا اليوم بطوله لأجل مقابلات العمل ربما ستجدين من إحداها وظيفة لك
ابتسمت جينجر بمرح لتولاي التي بدأت تفكر بهدوء بعرض المرأة الغريبة التي تلتقي بها للمرة الأولى وافقت على ذلك لتقوما معا بكل تلك المقابلات لم تتم قبولهن في أغلبها بينما أوجلت نتائج البعض للغد أثناء افتراقهما قالت جينجر: حتى الآن لم أعرف ما هو اسمك
قالت تولاي: آسفة اسمي هو تولاي لوريجن
قالت جينجر بمرح شديد: اسمك غريب لكنه جميل حقا هلا تبادلنا أرقام هواتفنا؟
فعلتا ذلك لتودعا بعضهما البعض عادت تولاي لمنزلها لتستحم و تتناول الطعام نظرت للتلفاز الموضوع على طاولة بيضاء فاتحة بأدراج خضراء فاتحة لتشغله قلبت في القنوات لبعض الوقت و هي تفكر في أمر السيدة البشوشة التي التقتها في الخارج لتقول في نفسها: لا أريد التورط في شيء لا أعرفه بالرغم أنها لا تبدو خطيرة
تنهدت و أغمضت عينيها لتتذكر ما قاله له ذلك الشاب لها عاد ذلك الرعب لقلبها من جديد لتنهض من على الأريكة و تتجه لغرفة نومها لتستلقي على السرير بهدوء أغمضت عينيها و هي تقول في نفسها: سأكون بخير
غطت في نوم عميق فالتعب قد نال من جسدها جراء تجوال هذا اليوم في صباح اليوم التالي كانت تولاي تشاهد التلفاز رن هاتفها ليصدر أنغاما هادئة حملته لترفع الخط و تقول: مرحبا
قال المتصل بصوته المرح: صباح الخير تولاي
قالت تولاي: صباح الخير سيدة لوسين
قالت جينجر بمرح: أنا لست كبيرة في السن كثيرا ناديني جينجر أو جيجي
قالت تولاي: ما الأمر جينجر؟
قالت جينجر بعد قهقهة قصيرة: لدي خبر سيفرحك بالتأكيد لقد تم قبولنا في دار ويرو للنشر و قد طلبوا ذهابنا مساء اليوم لبعض الإجراءات
قالت تولاي: حسنا شكرا لك
مرت لحظة صمت بينهما لتقطعه جينجر قائلة: لم لا نلتقي قبل الموعد بنصف ساعة؟ إن كنت متفرغة بالطبع أود التعرف إليك أكثر أراك لطيفة للغاية
قالت تولاي: بالتأكيد لا بأس في ذلك
قالت جينجر بمرح: إذا لنلتقي أمام المحطة الرئيسية في الثامنة و النصف مساء
قالت تولاي: حسنا إلى اللقاء
أغلقت الخط لتضع حافة ذلك الكوب الأبيض ذات الأزهار البرتقالية الملتفة حوله على شفتيها لتشرب النعناع مغلي مع الليمون بهدوء وضعت الكوب على المنضدة البيضاوية الخشبية المرتفعة لتقول: دار نشر سيكون هذا مرهق حقا لكن أفضل من البقاء دون فعل شيء هنا
انقضى الوقت ببطء و ملل شديدين سدل الليل ستاره لتستعد لموعدها مع جينجر استحمت و ارتدت بنطالا طويلا أزرق اللون داكنا بطابع فراشات ثلاث متراصة تحيط بها ثلاثية أزهار على حافة الطرف الأيسر و بلوزة بيضاء بأكمام قصيرة و جاكيت أسود بأكمام طويلة رفعت شعرها بشكل دائري لتزينه بدبوس شعرها الأزرق اللامع حملت حقيبتها لتغادر المنزل وصلت للمحطة القريبة منها أسرعت في ركوب ذلك القطار المتجه لوسط المدينة توقف القطار فجأة و أطفئت الأضواء البيضاء لتحل محلها أخرى حمراء سمعوا صوتا يقول: آسفون للتوقف المفاجئ تعرضت السكة لخلل بسيط سيعالج قريبا شكرا لتفهمكم
أغلقت عينيها لبعض الوقت و هي تضع سماعات أذن سوداء صغيرة تستمع لمذياع الهاتف تحرك القطار بعد دقائق قليلا ليصلوا لوجهتهم أخيرا غادرت القطار لتصعد الدرج بهدوء بحثت بعينيها عن جينجر نظرت لساعة الهاتف لتجدها الثامنة و أربعين دقيقة لتقول في نفسها: ربما قد سبقتني لهناك
تقدمت خطوتين للأمام لتراها واقفة قرب موقف الحافلات تنظر لساعتها و للمارة أمامها اقتربت منها بهدوء لتقول: مساء الخير جينجر
التفتت جينجر لها لتبتسم لها بمرح شديد و تقول: مساء الخير تولاي لقد تأخرت كثيرا
قالت تولاي: آسفة لقد تعطلت السكك فجأة
قالت جينجر: لا عليك ذلك لم يكن خطأك لنتجه لهناك فلم يبق الكثير من الوقت
هزت رأسها موافقة على مقولتها لتنتظرا الحافلة معا بصمت وصلت الحافلة لتصعداه جلستا بالقرب من بعضهما البعض لتقول جينجر: أأنت جديدة في المدينة؟
قالت تولاي: أجل انتقلت منذ أيام
قالت جينجر: و أين كنت تعيشين سابقا؟
قالت تولاي: أوتاوا
قالت جينجر بمرح: في كندا؟ هذا جميل أنا ولدت هنا و ترعرعت في مدينة قريبة من هنا حالما تزوجت عدت لهنا مجددا مع زوجي آه نسيت إخبارك بذلك
قالت تولاي: لقد رأيت خاتم الزواج من قبل
رفعت بنصرها الأيسر لتنظر إلى خاتم زواجها الذهبي البسيط لتبتسم بمرح شديد و تقول: تزوجت منذ عامين و تسعة أشهر من رجل رائع حقا تستطيعين القول أنه فارس أحلامي حاليا هو مسافر لزيارة والديه في روما
وصلت الحافلة لوجهتهما لتنزلا و تتجها مباشرة للمبنى المقابل موقف الحافلات كان مبنى متوسط الطول مقارنة بالمباني المحيطة به دخلتا المبنى لترحب بهما موظفة الاستقبال و ترشدهما للغرفة المطلوبة طرقت الباب لتقول: الموظفتان الجديدتان وصلتا سيدي
قال صوت ذكوري من الداخل: تفضلا بالدخول رجاء
فتحت تولاي الباب لتدخل من بعدها جينجر جلستا على ذلك الكرسي المعدني ليقول لهما ذلك الرجل الثلاثيني: مساء الخير آنسة لوريجن و سيدة لوسين أتمنى بأني لا أشغلكما
قالت جينجر: بالتأكيد لا سيدي
قالت تولاي: أنا متفرغة تماما
ابتسم لهما الرجل ليقول: أعرفكما بنفسي أنا جون دويك يسعدني العمل معكما.... حسنا العمل في دار للنشر ليس سهلا أبدا نحن مشغولون طوال الوقت و لا وقت محدد للاتصالات من العمل لذا أتمنى بأنكما تعرفان ما أنتما مقدمتان عليه
ابتسمت جينجر دالة على موافقتها كذلك هزت تولاي رأسها بالإيجاب ليبتسم لهما بمرح و يعطيهما بعض الأوراق و يخبرهما بمزيد من التفاصيل انتهوا من كل ذلك بعد الساعة العاشرة ليقول لهما جون بابتسامة مرحة و هو يرتب تلك الأوراق على الطاولة: بإمكانكما القدوم متى شئتما فنحن حاليا في حالة جيدة لكن رجاء لا تتأخرا
نهضتا لتغادر المبنى بهدوء قالت جينجر: لقد كان هذا متعبا حقا أتشوق للعمل هنا
قالت تولاي: ملء الوقت أفضل من البقاء في المنزل
قالت جينجر: محقة تماما حاليا أنا وحيدة في المنزل و أشعر بالملل الشديد
نظرت جينجر لتعابير تولاي الباردة لتبتسم بمرح شديد صعدتا الحافلة لتعودا لمحطة القطار لتفترقا هناك عادت كل منهما لمنزلها انقضى شهران على بدايتهما للعمل تعرفت فيه جينجر على تولاي جيدا و انفتحت لها تولاي قليلا في ظهيرة أحد الأيام أثناء استراحة الغداء كانتا تجلسان على مكتبهما و مجموعة من الفتيات يحطن بهما لتقول الأولى: بعض الكتاب لا أعرف فيما يفكرون أثناء تأخرهم عن الكتابة
قالت الثانية: أجل الكاتبة التي أعمل معها دائما ما تصاب بأزمة نفسية عن كره الجميع لمؤلفاتها
قالت الثالثة: ربما كان من الأفضل لو أصبحت مديرة أعمال لأحد المشاهير
قالت الرابعة: سيكون هذا ممتع حقا
ضحكت جينجر بمرح لتقول: لكن الأمر سيان فكلا العملين صعبين
قالت الثانية: أجل أعتقد ذلك أيضا
قالت الثالثة: أحيانا أحلم بأني أعمل مع الفنان المشهور كاي
قالت الأولى: أتقصدين الشاب الصاعد الآن؟
قالت الثالثة: أجل إنه هو
قالت الرابعة: إنه وسيم للغاية و لطيف مع معجبيه
قالت الخامسة: أنا واحدة من معجبيه لقد اشتريت بالأمس ملصقا كبيرا لألبومه الجديد
قالت الأولى: و هل شاهدت إعلان العطر الخاص به؟ لقد كان مذهلا للغاية
حركت جينجر كرسيها ذا العجلات قريبا من تولاي التي كانت تحتسي قهوتها بهدوء لتهمس لها قائلة: يبدو أنهن فقدن صوابهن تماما ما رأيك بطردهن من هنا؟
أبعدت تولاي الكوب الورقي الدافئ عن شفتيها لتضعه على الطاولة التفتت للفتيات لتقول: أرجو المعذرة لكن أنتن تسببن الإزعاج لي غادرن رجاء
صمتن لفترة لينظرن إليها بانزعاج شديد غادرن و هن يثرثرن بشائعات لا صحة لها عنها قالت جينجر: آسفة سببت المتاعب لك من جديد
قالت تولاي: لا عليك فقد كن يزعجنني أيضا
ابتسمت جينجر لها بمرح تحدثتا معا قليلا حتى رن الهاتف الأبيض الموضوع على مكتب تولاي لترفع الخط و تقول: تولاي لوريجن تتحدث
قال المتصل: آسفة أنا حقا آسفة لا أستطيع الاستمرار في كتابة هذه القصة
قالت تولاي: رجاء اهدئي سيدة ثيرومي و أخبريني ماذا هناك؟
قالت السيدة: لا أستطيع الاستمرار في الكتابة لقد عجزت تماما عن كتابة النهاية
أغلقت الخط لتنظر تولاي للفراغ باستفهام يقفز فوق رأسها وضعت سماعة الهاتف في مكانها لتنهض و تحمل حقيبتها لتقول: سأذهب للتحدث مع السيدة ثيرومي إن سأل أحدهم عني
قالت جينجر: مجددا؟ إنها المرة الرابعة هذا الشهر
ابتسمت تولاي لها بمرح شديد لتغادر مسرعة المكان استقلت سيارة أجرة ليوصلها السائق للعنوان المطلوب غادرت السيارة لتدخل ذلك البناء الطويل فتح الباب الزجاجي فور اقترابها منه صعدت المصعد لآخر طابق في المبنى غادرت المصعد لتسير في الممر الضيق وصلت الشقة المطلوبة لتقرع الجرس مرات عدة ليأتيها صوت السيدة ثيرومي من خلف الباب: من هناك؟ لم كل هذا الإزعاج؟ سأفتح الباب حالا
فتحت الباب لتفاجئ برؤية تولاي التي انحنت لها قليلا ثم قالت: مساء الخير سيدتي أردت معرفة المزيد عن حديثنا في الهاتف
تنهدت السيدة ثيرومي بانزعاج شديد لتسند جسدها على طرف الباب لتقول: لا يوجد ما أضيفه على ما قلته
قالت تولاي: أود معرفة السبب وراء ذلك
اقتربت منها السيدة ثيرومي لتهمس في أذنها: لا بأس بالعبث قليلا مع الفريسة قبل التهامها صحيح؟
ابتعدت تولاي خطوات كثيرة عنها لتبتسم السيدة ثيرومي بخبث اصطدم جسدها بشخص ما خلفها التفتت إليه لترى الابتسامة الخبيثة تزين شفتيه اقتربا منها بخطوات ثابتة لتشعر بالارتباك أكثر أغمضت عينيها بقوة لتفتحهما بهدوء لترى نفسها في مصعد مقر عملها استندت على حائطه لتحاول إعادة ضبط أنفاسها و نبضات قلبها فتح باب المصعد لتعتدل في وقفتها و تنزل رأسها دخل شابين المصعد ليقول الأول بعد تنهيدة قصيرة: لا أصدق بأنهم جعلوك تأتي كل هذه المسافة لأجل شيء كهذا
قال الشاب الآخر: لا تهتم للأمر كثيرا ثم أنه اجتماع مهم سيتحول كتابي لمسلسل درامي سيكون هذا رائعا
التفت الأول لتولاي ليقول لها: آه آنسة لوريجن هادئة كعادتك لم أشعر بوجودك هنا
التفت الشاب الآخر لها لتظهر عينيه العشبيتين و شعره الأشقر ابتسم لها بمرح ليقول: سررت بالتعرف عليك أخيرا آنسة لوريجن سمعت الكثير عنك من الكتاب الآخرين و كذلك العاملين هنا أنت مشهورة للغاية
رفعت رأسها لتنظر ليد الشاب التي مدت في اتجاهها نظرت لصاحبها ليبتسم لها بمرح و يقول: أنا توم كوين
صافحته بهدوء دون قول شيء لتتسع ابتسامته و يقول: اعتقدت أنني سأسمع صوتك
لم تجبه بأي شيء ليقهقه بمرح أخرج من جيب قميصه العلوي بطاقة تحوي اسمه و رقم هاتفه ليضعها في يدها و يقول بمرح: سعدت حقا بالتعرف عليك شخصيا آنسة لوريجن
فتح باب المصعد ليغادرا للطابق الأول من المبنى عادت لطابق مكتبها جلست في مكتبها لتضع تلك البطاقة على الطاولة قالت جينجر بمرح: كيف جرى الأمر معها؟
قالت تولاي: لم تفتح لي الباب
قالت جينجر: ماذا؟ هذه السيدة حقا مزعجة للغاية كيف تتعاملين معها تولاي؟
قالت تولاي: لا تقلقي سأسلم العمل لغيري
اقترب جون منهما ليقول: لقد عدت أخيرا كنت أبحث عنك و أخبرتني جينجر بأنك ذهبت لرؤية السيدة ثيرومي هل حدث شيء ما هناك؟
قالت تولاي: لا شيء مهم لم السؤال؟
قال جون: لقد اتصلت منذ قليل و قالت أنها لا تريد العمل معك
قالت تولاي: هكذا إذا
ابتسم لها جون ليضع يده على رأسها ليقول بمرح: لا تقلقي سأتعامل مع الأمر بنفسي لذا أخبريني ماذا جرى
قالت تولاي: لا شيء ذهبت لرؤيتها و رفضت الحديث معي لا أود العمل معها أيضا
نظر جون إليها يحاول قراءة شيء ما خلف تلك العيون الواسعة ليبتسم لها بمرح و يغادر لتقول جينجر: يبدو أنه يحبك تولاي
نظرت تولاي إليها باندهاش من كلامها لتضحك جينجر بمرح شديد أنزلت تولاي وجهها المندهش لتقول: جون كأخي الأكبر و حسب
قالت جينجر: أنت رائعة حقا صحيح أثناء ذهابك أتى رئيس القسم و قال بأننا سنذهب للاحتفال هذا المساء بنجاح مجموعة كبيرة من المؤلفات لنذهب سويا
قالت تولاي: لا أحب السهر خارج المنزل لكن لا بأس
قهقهت جينجر بمرح شديد لتبتسم تولاي أكملت كلتاهما عملها حتى المساء توجه الجميع مباشرة للمطعم الذي حجز لهم فيه بعد انتهاء الدوام كانت الأجواء الاحتفالية مرحة للغاية فهؤلاء يتسامرون و أولئك يفرطون في شرب الخمور و آخرون يتحدثون عن النجاحات البارعة التي تتالت عليهم الشهر الفائت كان الجميع يستمتع بوقته هناك حتى وقت متأخر من الليل بدأ الحضور بالانسحاب تدريجا حتى خلت تقريبا من أغلبهم اقترب جون من تولاي بعد توديع زملائه ليقول: أتريدان أن أوصلكما للمنزل؟
قالت تولاي: لا سنكون بخير زوجها قادم لأخذها للمنزل منزلي ليس بعيد من هنا
قال جون: حسنا أراكما بعد غد في العمل
ابتسم لها بمرح شديد ليضع يده على رأسها كما يفعل عادة لتتسع ابتسامته و يغادر دخل رجل المطعم ليبحث عن شخص ما اقترب منهما ليقول بمرح: مرحبا لابد أنك الآنسة لوريجن أليس كذلك؟
قالت تولاي: أجل سررت برؤيتك سيدي
نظر لجينجر النائمة بالقرب من تولاي تسند رأسها لكتفها ليبتسم لها بلطف و يقول: أتمنى ألا تكون زوجتي قد أزعجتك
قالت تولاي: أبدا قضينا وقتا ممتعا
حاول إيقاظها ليسندها على كتفه و يأخذها للسيارة حملت حقيبتها لتغادر المطعم نظرت لساعة الهاتف لتقول بصوت منخفض: الساعة الثانية و النصف صباحا متى سأستيقظ لو نمت الآن؟ أصبح التفكير صعبا مع كل هذا التعب
بدأت السير لتغادر منطقة المطعم لتعود لمنطقتها الهادئة في هذا الوقت المتأخر من الليل هواء الخريف البارد أعلن اقتراب الشتاء أسرعت الخطى لمنزلها تريد الهروب من هذا البرد الذي يحيطها وصلت لمبنى سكنها لترى أحد الرجلين من محطة القطار لتطلق تنهيدة يائسة رسم ذلك الرجل ابتسامة خبيثة ليقترب منها بهدوء واضعا يديه في جيب بنطاله الأسود ليهمس بأذنها قائلا: عليك الاستسلام قبل أن تسوء الأمور تعرفين السيد زورف لن يتوقف حتى خضوعك له
ابتعدت عنه لتسير بهدوء متجاهلة كلماته الغير جديدة على مسامعها كل ما التقاها محيت تلك الابتسامة من وجهه ليقول في نفسه: ستندمين على هذا بالتأكيد
اختفى من هناك خرجت تولاي من الحمام و هي تلف المنشفة الخاصة بها حول جسدها النحيل دخلت المطبخ لتشرب كوبا من الحليب المحلى بالعسل أخذت نفسا عميقا لتبدل ثيابها و تذهب لسريرها لتنام مضى يومان بعد الاحتفال هادئان أتى جون لمكتب تولاي ليقول لها: مساء الخير لم أرك اليوم بطوله تولاي
قالت جينجر بمرح: هذا لأنها كانت مشغولة جدا أعتقد أنها قد قامت بزيارة جميع الأقسام هذا اليوم
قالت تولاي: أعرف أنك تسخرين مني جينجر
ضحكت جينجر بمرح ليبتسم جون و يقول: هناك كاتب يريد العمل معك و قد اختارك شخصيا لسبب ما
رفعت تولاي رأسها عن الطاولة لتنظر إليه باستغراب ليبتسم لها و يقول: بما أن مدير القسم قد وافق على الفور لا أعتقد أنه بإمكانك الرفض
أخرجت تنهيدة متعبة ليضحكا عليها باستمتاع أتى مدير القسم لينظر لتولاي الهادئة كالعادة ليقول: عليك الذهاب لمنزل الكاتب الآن هناك أشياء مهمة لإيصالها
نهضت لترتدي معطفها بهدوء أخذت تلك الحقيبة الورقية المتوسطة ذات اللون الأزرق بنجوم رمادية سارت بالقرب من مدير القسم المغادر المكان ليوقفها قبل صعود المصعد قائلا: صحيح سمعت أنه لم يتناول أي شيء منذ أيام لذا اشتري بعض الأشياء له
هزت رأسها موافقة لتغلق باب المصعد تنهدت من جديد غادرت المبنى لتقف أمام محطة الحافلات تدقق بالعنوان الذي أعطي لها لتقول في نفسها: ليس غريب عليّ أذهبت لهناك مسبقا؟ لا أعتقد ذلك
صعدت الحافلة المزدحمة في هذا الوقت من الظهيرة لتقف بين الركاب وصلت للعنوان المطلوب لتصعد جسر المشاة و تسير بهدوء كان الجسر طويلا يسبب الملل وصلت الجهة الأخرى لتنزل الدرج دخلت أقرب مبنى للجسر وصلت للشقة المطلوبة قرعت الجرس عدة مرات ليفتح صاحب الشقة الباب بوجه نعس بالكاد استطاع تحريك جسده نظر إليها بعينيه المتعبتين في انتظار ما ستقوله كانت تولاي تنظر إليه بعينيها الواسعتين الفاحصتين له ببرود لتقول: أنا تولاي لوريجن سأعمل معك ابتداء من اليوم
ردد اسمها خلفها يحاول تذكر صاحبها لينظر إليها جيدا ثم يبتسم بمرح و يقول: بالتأكيد آنسة لوريجن لم يخبرني أحد بقدومك يسرني العمل معك تفضلي بالدخول رجاء
دخلت تولاي شقته المكونة من طابقين صالونها في الطابق الأول به أرائك بنية فاخرة توسطتها منضدة مربعة زجاجية مرتفعة وضع كوبي قهوة على المنضدة ليقول لها: آسف على استقبالك بهذا الشكل كنت أكتب طوال مساء أمس حتى الصباح نمت قبل دقائق فقط
قالت تولاي: آسفة على إزعاجك بحضوري في هذا الوقت
ابتسم لها بمرح شديد رشف قهوته بهدوء ليغمض عينيه بنعاس شديد تحرك جسده ببطء ليستقر ممدا على الأريكة وضعت تلك الحقيبة الورقية على المنضدة بهدوء مع الكيس البلاستيكي الذي يحتوي على بعض الوجبات الغذائية كتبت ملاحظة على ورقة لاصقة لتضعها على الكيس غادرت المنزل بهدوء لتعود لعملها وقت الاستراحة وجدت الثرثارات يملأن المكان بثرثرتهن المزعجة عن ذلك الفنان المشهور اقتربت منهن بهدوء لتقول: ألا يوجد مكان آخر لنشر تفاهتكن فيه غير هنا؟
نظرن إليها باشمئزاز و انزعاج شديدين ليغادرن و هن يثرثرن عنها قالت جينجر: آسفة لم أستطع فعل شيء
جلست تولاي على الكرسي لتقول: لا عليك لم بقيت حتى الآن؟ أليس لديك موعد مع زوجك؟
نظرت جينجر لساعتها لتنهض مسرعة و تقول: يا إلهي كيف لم أنتبه على الوقت؟ إلى اللقاء تولاي
ابتسمت لها لتلوح لها مودعة رسمت جينجر ابتسامة على شفتيها لتغادر مسرعة نظرت للأوراق بين يديها لتبدأ العمل عليها أنهت العمل بعد التاسعة المكاتب من حولها خالية الجميع قد عاد للمنزل منذ ساعات أغلقت الملف الأسود لتحمله مع مجموعة أخرى من المستندات و تغادر المكتب شاهدت بعض الأضواء قادمة من نهاية الممر سارت بهدوء لتطرق الباب النصف مفتوح رفع ذلك الشخص رأسه عن حاسوبه ليبتسم لها و يقول: أنت لم تغادري بعد؟
قالت تولاي: كان لديّ بعض الأعمال و قد انتهيت منها
قال الرجل: حسنا ضعيها هناك سأحرص على جعل الرئيس يراها غدا صباحا
انحنت له انحناءة خفيفة لتغادر المبنى عائدة لمنزلها أثناء صعودها ذلك المنحدر رن هاتفها لتخرجه من الحقيبة نظرت للشاشة لتستغرب الرقم الغريب الذي يتصل في هذا الوقت رفعت الخط لتسمع صوت المتصل القائل: مرحبا آنسة لوريجن آسف على اتصالي في هذا الوقت
قالت تولاي: لا أبدا سيد كوين
قال توم بمرح: ناديني توم فقط
قالت تولاي: هل لي بمعرفة السبب وراء الاتصال؟
قال توم: آه صحيح أردت شكرك على الوجبات التي أحضرتها لي
قالت تولاي: الأمر ليس بمشكلة طلب إلي ذلك
قال توم: حسنا أراك غدا إلى اللقاء
أغلق الخط ليتنهد بارتياح رسم ابتسامة لطيفة على شفتيه ليقول له الشاب الذي كان معه في المصعد: ماذا هناك توم؟
قال توم بمرح: لا شيء مهم
قال الشاب: ماذا تقصد بذلك؟ بالتأكيد هناك شيء مريب بك اليوم
اتسعت ابتسامته السعيدة نظر لحاسوبه المحمول ليكمل كتابة باقي روايته عند تولاي التي وصلت منزلها لتجد ذلك الظرف الأبيض أسفل بابها حملته لتضعه على المنضدة لتذهب و تبدل ثيابها جلست على الأريكة و هي تحمل كوب نعناع مغلي مع الليمون رشفت رشفة منه لتضعه على المنضدة و تفتح الظرف لترى تذكرة حفلة موسيقية ستقام غدا في المدينة رأت الرسالة المرفقة معهما لتعرف المرسل أعادت الظرف إلى المنضدة لتكمل احتسائها للنعناع المغلي أنهت الكوب لتذهب لتنام فتحت عينيها بهدوء لترفع رأسها عن الوسادة نظرت للساعة القريبة منها فركت عينيها بهدوء لتنهض من السرير و تذهب لتستحم و ترتدي بنطال أسود يصل لمنتصف الساق ضيق و بلوزة زرقاء داكنة بأكمام طويلة و جاكيت رمادي بأكمام على الكتف بقبعة واسعة سرحت شعرها بشكل ذيل فرس دخلت المطبخ لتحضر إفطارها تناولته بهدوء و هي تشاهد التلفاز لفت اهتماها ظهور توم مع مدير أعماله على الشاشة لتزيد مستوى الصوت لتسمع مقدمة البرنامج تقول: توم كوين دائما ما يتصدر الأخبار و يبهرنا بأعماله التي تتوالى عليها الجوائز وصلتنا أخبار بأن أحد رواياته المميزة ستتحول لمسلسل درامي لابد أن الجميع متحمس لمعرفة تفاصيل أكثر عن الأمر....
أغلقت التلفاز لتضع المتحكم على المنضدة حملت تلك الأطباق لتأخذها للمطبخ قامت بغسلها لتغادر المنزل تجولت قليلا في المدينة حتى موعد الحفلة في الرابعة و النصف مساء وصلت لمكان الحفل داخل قاعة مغلقة مزدحمة بالمعجبين و محبي الموسيقى وقفت في مكان بعيد عن السماعات المكبرة للصوت الثرثرة و الحماس يملآن المكان كانت تولاي تنظر للناس من حولها و هي تقول في نفسها: لم هم مهتمون كثيرا بهذا النوع من الضجيج؟ لم أكن لأتي لو لم يكلف جون نفسه بشراء التذكرة
خفتت الأضواء و الأصوات لتعلن الموسيقى عن ظهور صاحب الحفل الذي صعد المسرح بابتسامته الساحرة الباردة بدأت الجماهير بالصراخ لمجرد رؤيته حمل مكبر الصوت ليبدأ الغناء لم تكن تولاي مهتمة كثيرا بالأمر حتى شعرت بنظرات تراقبها من الخلف حاولت الالتفات لكن المكان مزدحم بالناس المجانين حسب رؤيتها عضت شفتيها بانزعاج لتشعر باختفاء تلك النظرات لتقول في نفسها: ربما خيل لي ذلك
انقضت الساعات الثلاث سريعا ليبدأ ذلك الحشد بالتحرك مغادرا المكان و هو يتحدث عن الحفل الجنوني و صاحبه أثناء مغادرتها أوقفها رجل يقول بابتسامة مرحة: أنت محظوظة للغاية بطاقتك كانت البطاقة الرابحة لمقابلة كاي لابد أنك سعيدة للغاية
نظرت تولاي إليه بعينيها الباردتين ليشعر بالارتباك طلب منها اللحاق به ذهبا خلف المسرح المتوسط الحجم ليسيرا في تلك الممرات ليقفا أخيرا أمام باب غرفة أبيض اللون طرق الباب ليقول: كاي لقد أتت صاحبة التذكرة الفائزة لرؤيتك
فتح الباب ليدخل برفقة تولاي لترى ذلك الشاب ذا الشعر الأسود الذي غطى جبينه و عنقه فتح عينيه الزرقاوين الداكنتين لينظر لتولاي رسم ابتسامة مستمتعة على شفتيه ليقول: حسنا غادر من هنا
غادر الرجل ليغلق الباب خلفه أسند ذلك الشاب ظهره على الأريكة واضعا ساقه اليمنى على الأخرى ليقول: لم أتوقع رؤيتك مجددا أيتها الفراشة النادرة
توسعت حدقتا عينيها ليتراجع جسدها للخلف وحده شعر بالخطر من نظرات هذا الفنان المشهور شفتيها المرتدعتين تحركتا بصعوبة لتقول: من تكون أنت؟ أتطاردني؟
نهض من الأريكة ليقترب منها ببرودة أعصاب سعيدة لرؤيتها متوترة بهذا الشكل اصطدم جسدها بالباب المغلق خلفها وقف ذلك الشاب بالقرب منها ليقول: بالتأكيد لا أطارد فراشة جميلة مثلك لكن من الغريب رؤية واحدة في مكان كهذا ألا توافقينني الرأي؟
عينيه الزرقاوين كادتا تغرقانها في بحر من الخوف و الرعب لتختفي من تلك البقعة محيت الابتسامة من شفتيه ليعود لمكانه وضع رأسه على الوسادة البنية الفاتحة القريبة ليغمض عينيه المرهقتين عند تولاي التي كانت تستند على الجدار و هي تلتقط أنفاسها المحاولة تهدئتها تلك الأعين الزرقاء لا تغادر مخيلتها التي تفكر في أسوأ ما يحدث لو كشفت هويتها الحقيقية لو كانت مطاردة بالفعل عقلها لا يتوقف عن تكرار مشاهد بشعة تود نسيانها لم تستطع قدماها التحمل أكثر لتخور قواهما و تسقط أرضا وضعت يدها على صدرها لتقول: سأكون بخير سأكون بخير لن يحدث أي شيء سيء
أخذت نفسا عميقا لتزفره مع كل تلك الوساوس المخيفة نهضت من هناك لتنفض ذلك الغبار عن ملابسها لتكمل سيرها إلى المجهول تلاعب نسيم الهواء المسائي بخصلات شعرها السوداء توقفت قدماها عن السير على جسر المشاة الطويل رفعت بصرها للسماء الداكنة المليئة بالنجوم الجميلة المختبئة خلف غيوم داكنة شعرت بالوحدة تملأ كيانها شعرت بتلك القطرات الباردة المرتطمة بجسدها الدافئ أكملت سيرها عائدة لمنزلها تجاهلت جسدها المرتعش من البرد و البلل الذي أصابه وصلت المنزل لتتجه للحمام مباشرة ملئت حوض الاستحمام الذي لا تستعمله عادة بالماء الدافئ خلعت ثيابها لتلقيها في سلة قماشية زرقاء داكنة غطست في الحوض العميق لتغمض عينيها بارتياح تذكرت تلك العيون الزرقاء الداكنة لتفتح عينيها بخوف شديد و تلتقط أنفاسها ارتاحت بعد التأكد من وجودها في شقتها أسندت ظهرها بالحوض لتقول: كيف عرف ذلك إن لم يكن يطاردني؟
غادرت الحوض لتفرغه من الماء و تحمل المعطف القطني الأرجواني الفاتح لترتديه و تغادر الحمام لترتمي على سريرها غطت في النوم فور ملامسة جسدها للسرير في مكان آخر حيث غادر ذلك المدعو كاي سيارته الزرقاء الداكنة الصغيرة ذات المقاعد الرمادية الداكنة ليصعد الدرج الحديدي في زاوية الموقف المليء بالسيارات المختلفة فتح الباب الأسود ليدخل لذلك الممر الطويل الأبيض الفاخر سار بهدوء ليفتح الباب الأبيض الموجود نهاية الممر التقى بامراءة أربعينية جميلة عيناها البنيتين الداكنتين تكونت قربها تجاعيد صغيرة و شعرها البني الأفتح درجة من لون عينيها رفع للأعلى بطريقة جميلة تخلع معطفها البني من الفرو الناعم نظراتها اللطيفة في اتجاهه تغيرت لأخرى منزعجة فور اقترابها منه لتقول له: أخبرتك مئة مرة ألا تأتي من الباب الخلفي الخاص بالخدم
نظر إليها بهدوء لتصمت قليلا و تتنهد اقتربت من جسده البارد لتقول: ماذا هناك؟ تبدو هادئا أكثر من العادة
ابتعد عنها خطوات قليلة ليصعد الدرج لتفعل المثل سارت خلفه بخطوات صغيرة في انتظار حديث و لو قصير بينهما لتتنهد بهدوء و تقول: أتمنى لو كان لاري هنا لحل لنا هذا اللغز العجيب
قال الشاب: لقد أخذ فترة طويلة هذه المرة أين ذهب؟
قالت السيدة: بالفعل لقد ذهب إلى إيطاليا لقد اشتقت إليه كثيرا
تقدمت يدان لخصر السيدة لتسحبها لأحضان دافئة التفتت بابتسامة جميلة وضع صاحب تلك اليدين ذقنه على كتف تلك السيدة ليهمس بلطف: اشتقت إليك أيضا عزيزتي مايا
التفت الشاب إليهما بنظراته الهادئة المحدقة بهما رسم ابتسامة لطيفة سرعان ما غادرت فور التقاء عينيه بعيني ذلك الرجل الذي حمل لون عينيه ليبتسم له و يقول: أتشعر بالغيرة من والدتك كايت؟ لقد أصبحت وسيما مثلي بالتأكيد
قهقهت الوالدة بمرح لتقول: لا تزال مغرورا كما عهدتك متى عدت للمنزل؟
أغمض عينيه و هو يقول بابتسامة جميلة: سمعت قلبك يناديني فأتيت مسرعا
ضحكت الوالدة بمرح ليغادر كايت المكان سامحا لهما بأخذ راحتهما وصل لباب غرفته المظلمة خلع جاكيته الأسود ليلقيه على السرير كما فعل بجسده المنهك من العمل المتواصل لأيام لهذه الحفلة أغمض عينيه ليأخذ قسطا من الراحة ليسمع بعض الضحكات المكتومة أسفل سريره ليفتح عينيه بهدوء و يتنهد بانزعاج و يقول: اخرجوا من هنا جميعا
خرج مجموعة أطفال مختلفي الأعمار من تحت سريره العالي بضحكاتهم العالية المستمتعة ليقول أحدهم: لقد نجحنا بالتسلل لغرفتك أخي كايت
قال كايت: لقد حضر أبي منذ قليل
خرجوا جميعا بمرح شديد و اشتياق لوالدهم الغائب عنهم تسعة أشهر تنهد بارتياح ليغمض عينيه و ينام





[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس