عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 05-08-2017, 02:52 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:700px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_04_171493336143744.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].











.[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:700px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_04_17149333614378276.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


جميل جدا ~



2

رمشت عدة مرات لتعتاد عيناي على ضوء الشمس الذي تخلل زجاج النافذة بجرأة عندما كَشف عنها الستار.
جسده المتوقد حماسة بجوار سريري، حركة يداه كأنما يطرد ذبابًا وهميًا عن بشرته وشفتاه اللتان تتدفق منها الكلمات بسرعة لم استطع مجاراتها، كلها بدت لي أشبه بمشهد تمثيلي تحت وهج الشمس المتلألأ.

- أيمكنك الإبتعاد عن النافذه أولًا؟
قلت ببطئ ناعس وانقلبت على جهتي الأخرى.
- هل كنتِ تستمعين؟
- كلا.
بدى صوتي أكثر خشونة من أثر النوم، بالكاد استطعت الجلوس مقاومة دوار خفيف غزا رأسي للحظات، دسست قدماي في خفي البلاستيكي وعرجت إلى دورة المياة متثائبة.

- ألم يستيقظ سراج بعد؟
سألت وعيناي مصوبتان إلى حجرة عمله مطفئة الأنوار.
- لقد سرحته.
أجاب فخورًا وهو يدفعني بخفة : بسرعة قبل أن يعود للنجز ما اتفقنا عليه بالأمس.
لم يترك لي المجال للرد فأكملت خطواتي حائرة لأصتدم بوجهي في المرآة، تصاعد الدم إلى وجنتاي وصحت : من طلب منك إيقاظي.
وعبثًا حاولت تهذيب خصلات شعري المتنافرة بيداي.

**

ألقى إلى مئزرًا وهو يطالعني بوداعة ليعود ويقلب الحساء على النار ثم يعاود النظر إلىَّ مجددًا : إلى متي تنوين الوقوف هكذا؟ أمدي لي يد العون.

ارتجف جسدي عندما ألقى بتلك القطع الوردية في الزيت الحار فتراجعت خطوة للوراء ازدرد لعابي رهبة واشتهاء في الوقت ذاته.
- إنه السلمون.
أجاب ضاحكًا على سؤالي الصامت : لم أكن أعلم أنكِ تخشين الزيت.
- فقط لأنني لم أطهو في حياتي.
قلت متذمرة، فأومأ متفهما وأشار لي أن أقترب، ترددت للحظات وخطوت نحوه في وجل، ساعدني في ارتداء مئزري ومد إلي سكينًا : يمكنكِ استعمالها صحيح؟
- لقد اعتدت على تقشير الخضراوات في الميتم.
- جيد إذا قطعي هذه الطماطم من أجلى.
لقد قلت تقشير وليس تقطيع! أردت التصريح بهذا لكنني فضلت ابتلاعه والمحاولة.

- ليس هكذا قطعيها أصغر.
سحب مني السكين وجعل يقطعها قطعًا صغيرة باحترافية.
- لم أكن أعلم بأنك ماهر.
- لم تري شيئًا بعد سينبهر سراج من هذه الأطباق وسيتقبلك بكل تأكيد عندما تظهري له كم أنت ربة منزل ماهرة؛ بالرغم من كونه مشغول دائمًا لازال يقوم بأعمال المنزل وحده، أتعتقدين أنه لن يكون ممتنًا لو ساعدته ولو قليلًا.
بحبور قال وهو يحرك سكينه من فرط الحماسة، شعرت من نبرة صوته وكأنما يواسي طفلًا فقد حلواه وليس شخصًا يطلب النصيحة.
- لكنني لم أفعل شيئًا يذكر.
خبا بريق عينيه وتوانى في تقطيعه حاملًا بين كلماته الأسى : ربما بعض الحنان سيكون كافيًا.

**

أغلقت زر المكنسة الكهربية واستقمت لأمسح حبات العرق النابت على جبيني " يالها من اختراع " حدثت بها نفسي واتخذت طريقي إلى المطبخ : إلى أين أرسلته بالضبط لقد تعدت الساعة الثالثة.
سألت مخاطبة لؤي الذي تجاهلني مسترسلًا في دندنته الهادئة وهو يرتب أطباق الطعام على الطاولة؛ تنهدت، ليس كما لو أنني انتظر إجابه منه.

عندما أنهيت حمامي الدافئ ارتميت على الأريكة بإنهاك طالبةً بعض الراحة، لم أكد أستكين حتى قُرع الجرس فجأة فانتفضت جالسة وتحاملت لأفتح الباب متناسية ذاك الإرهاق.

تلاقت أعيننا بصمت ومن جديد اجتاحتني تلك الرغبة في مناداته أبي، أشحت بنظري بعيدًا عنه وتنحيت عن الطريق مفسحة له المجال للدخول، لم يكن وحده من أتي فقد أطل رائد من خلفه بابتسامته المعهودة، تصحبه امرأة بدت أصغر منه بقليل، انتابتني السعادة وتهللت أساريري حين مرآه.
- كيف هي أحوالك الآن هل تبلين حسنًا مع هذين الاثنين؟
قال رائد مربتًا علي رأسي.
- أجل شكرًا لك، تفضلا.
ألقت نحوي امرأته بسمة ودودة وهي تلج للداخل فبادلتها بالمثل.
- إنها زوجتي أمل، لقد حدثتك عنها سابقًا.
كما توقعت، صافحتها ببشاشة : أنا ياسمين، سررت لرؤيتك.
- إنك تشبهين والدك بشكل ملحوظ، أتسائل كيف ستكون ردة فعله إذا رآك.
ورغمًا عني انتقل بصري إلى سراج.

**

عيناه العسليتان وشعره الأسود اللامع، قسمات وجهه وطريقته في الابتسام ظننت أن هذا ما عنته جملة " تشبهين والدك كثيرًا " عندما رأيته أول مرة رغم أنه لم يكن باسمًا.
طارت الكلمات من رأسي وتلاشى حقدي تجاهه أردت فقط مناداته بأبي، خيل إلي أنه سيستقبلني باسطًا ذراعاه لكنه لم يفعل واكتفى بالنظر إلي شزرًا من مكان جلوسه يعقد ذراعيه أمام صدره وكأنه مرغم على لقائي، فاستشعرت لوعة ووخزًا بين طيات قلبي وتسائلت عن السبب.
- هذا سراج شقيقك الأكبر.
ألقاها رائد تاركًا إياي كورقة في مهب الريح أتدارك سخف أفكاري، لقد قال أن والدتي هي زوجة أبيه أليس كذلك؟

**

- أتصدق أن ياسمين ساعدتني في إعداد كل هذا، لقد عملت بجد اليوم واعتنت بالمنزل جيدًا في غيابك.
لم يعقب سراج وأكمل تناول طعامه بصمت قاتل.
- إنها أروع أطباق تذوقتها في حياتي، أتوقع لكِ مستقبلًا باهرًا، أليس كذلك عزيزي؟
صرحت أمل بلطف وأيدها رائد : بكل تأكيد.

- إذًا؟ أين هي مخطوبتك؟
تعلقت عيناي بلؤي آملةً رؤية تلك السعادة التي تتراقص في عينيه كلما تحدث عنها.

لم تطرف عيناه وتجمد وجهه وكأنه لم يتوقع سؤالًا كهذا، ترك شوكته ببطيء وابتسم بادِعاء مجيبًا : إنها مشغولة كما تعلم، فهي تحب عملها كثيرًا.
- أولسنا نحن أولى؟ ما الذي قد يحدث إن تغيبت يومًا عن العمل وأتت للزيارة، لتشعرنا بوجودها على الأقل .. لو لم أكن قد رأيتها سابقًا لظننتها وهمًا من بنات أفكارك.
ألقى سراج كلماته بحدة لم أجد لها داعيًا، ليستأذن لؤي منصرفًا بوجوم، مخلفًا جوًا من التوتر.

هتف سراج مستنكرًا : ياله من شاب! أنظر إليه كيف يتجاهل حديثي ويذهب، لقد سحرته تلك المرأة!

- هون عليك، إنه لازال صغيرًا لا تقسو عليه بتلك الطريقة.
كلمات رائد أخمدت نيران غضبه قليلًا أو ربما هو يكافح للإمساك بزمام أعصابه كالعادة، مضت لحظات ثقيلة لم يستطع فيها أحد منا استئناف وجبته فاستأذن رائد بعدها للرحيل.

ودعتهم بصمت على عتبة الباب أشيعهم بتلويحات يدي التي تكبدت عناء رفعها وعدت أدراجي بائسة أجر أذيال الخيبة.

**

مضى الوقت كلمح البصر وأفقت من شرودي وقد أنهيت آخر طبق في المجلى، جففت يداي سريعًا وخلعت مئزري لأعلقه في مكانه، لم أتمالك نفسي وطرقت باب سراج طرقًا سريعًا لكنه لم يجب فخمنت كونه نائمًا في هذا الوقت وعندما هممت بالرحيل أوقفني صوت أزير الباب وتلاه صوته المتململ : ماذا تريدين؟

ترددت، ولم أجد ما أقول فعليًا، قلبَ عينيه وكاد يغلق الباب فأسرعت بالقول : لقد ترك محفظته هنا، كيف سيقضي الليل بالخارج هكذا ألا تعتقد أن عليك الإتصال به؟
حدق بي بفتور وكأنه لا يلقي بالا لكلماتي : وما شأني بذلك فليتحمل نتيجة أفعاله، أذهبي إلى النوم.

وأغلق الباب في وجهي بقوة أجفلتني، رغم قسوة كلماته ومرارتها إلا أنني استشعرت قلقًا ينساب من بينها؛ سراج الذي ينام باكرًا ولايهتم إن كنت نائمة أو لا بقي ساهرًا ينتظره وفوق كل هذا أخبرني أن أخلد إلى النوم!

اكتنفتني السعادة لاهتمامه المفاجئ وقصدت غرفتي سريعًا لا أشعر بثقل خطواتي قد يكون ذا قلب طيب في النهاية، ترى هل خطة لؤي أدت مفعولها؟ سأتذكر شكره عندما يعود، تدثر بالغطاء جيدًا وأطبقت جفناي وابتسامة راضية تراقصت على شفتاي وكأن أوامره إن صدرت وجب علىَّ تنفيذها!

**

لم يكن الأمر كما ظننت!

جافاني النوم تلك الليلة فلا أكاد أجد له سبيلًا، محدقة في الفراغ والقلق يساورني، مع كل نفس أزفره تصحبه انقباضة تؤرق مضجعي، ولم يتوقف عقلي عن التفكير لحظة، فجلست مستسلمة وقررت انتظاره إلى أن يعود.

عندما خرجت إلى الصالة كان سراج جالسًا على الأريكة المقابلة للباب، سمعت تنهيده طويلة تصدر منه فاقتربت بحذر : هل كل شئ على ما يرام؟

رمقني شزرًا ووضع كوب المياة على الطاولة أمامه : لمَ لازلت أراكِ أمامي، ألم أطلب منك النوم منذ ساعة؟

لم أشأ الرد ابتسمت ملاطفة وتقدمت لاجلس على الأريكة بجانبه، بمرح سألت : هل اتصلت به؟

لازال يرمقني بتلك النظرة رافعًا حاجبه الأيسر وكأنه يستنكر فعلتي : لا تمثلي الإهتمام أمامي إن كنت قد خدعتهما بكلماتك المعسولة فلن تستطيعي خداعي.

فاجأتني كلماته فنفيت بيدي مدافعة : أنا لم أخدع أحدًا ولمَ أفعل؟

صك على أسنانه واقترب مني وعينيه تشيان بحقد دفين : تسألين لمَ؟ لأن والدتك هي ليلى، تلك القسوة المغروسة في قلبيكما يستحيل أن تمحوها السنين.

ازدردت لعابي أتوجس منه خيفة وابتعدت عنه برعب، شعرت كما لو أنه يريد الفتك بي وهو يضغط بقوة على ظهر الأريكة ويناظرني بتلك العينان، تسارعت نبضات قلبي وودت الصراخ لكن صوتي عارضني وأبىَ.

أحسست بالإختناق وأنفاسي بالكاد أسحبها، ارتجف صوتي واتخذت من ساعدي درعًا أحتمي خلفه من قوة نظراته : سراجـ..

ارتعدت فرائصي علي صوت مصراع الباب الذي اخترق سكون الغرفة بغتة وها هو منقذي يتجلى أمام عيناي لينتشلني من براثن هذا الوحش الكاسر، نظرت له ممتنة وسالت العبرات من مقلتاي بلا مقاومة.

أشاح سراج عني وانصرف في حين هرع إلىَّ لؤي قلقًا يسأل عما بي، وحين لم يجد مني استجابة حملني إلى غرفتي مغمغمًا بغضب مكتوم، فتشبثت به أستمد منه بعض الأمان ودفنت وجهي في صدره أبكي بصمت " لأن والدتك هي ليلى" لم يكن هذا صوت أحد يحقد على زوجة أبيه، ترى مالذي فعلته يا أمي؟!

**

ناولني لؤي كوبًا من النعناع الدافئ وقبع بجانبي على السرير يمسح شعري بحنو : أشربي هذا سيخفف من توترك.

التقطته بكفيَّ المرتعشتين فساعدني بوضع يده أسفل قاعدته ليرفعه إلى شفتاي، هامسًا بلوعة : آسف كان هذا خطأي، ما كان علىَّ تركك، لم يعد باستطاعتي رؤيتك تتألمين وأنت تحاولين التعايش معه تحت سقف واحد، علينا الخروج من هنا في أقرب وقت .. ذلك الشخص لن يتغير أبدًا ولن يتراجع عن فكرته حول النساء، لقد بات أشبه بشخص مريض يصعب تحمله.

كما لو أنني المذنبة نكست رأسي وأرخيت يداي محدقة بالكوب شبه الفارغ، اتنهد بعمق .. للتو أبصرت شيئًا كنت غافلة عنه؛ ذاك المكان بجدرانه العتيقة وأنواره الشاحبة وسوره الخشبي المتآكل لقد مثل لي أكثر من كونه ميتم اكتنفني من صقيع الأيام لقد كان منزلي الذي حلمت به حيث دفء العائلة، أصوات أقدامنا العارية وهي تركض على درجات السلم وقت الطعام وضحكاتنا التي تشاركناها في الليالي الممطرة.. السيدة أماني وأمي والطاهية والبستاني وكل من ترعرعت معهن هناك بوجودهن لم أكن بحاجة للمزيد كنت أسعَ خلف السراب والواحة أمامي منذ البداية!

تمالكت نفسي كابحة رغبتي في البكاء كي لا أثير قلقه وقلت بنبره حاولت الحفاظ على اتزانها : إنني بخير مع هذا لا تقلق، ليس علينا ترك المنزل.
لم يكن هذا ما أردته في قرارة نفسي ولكن في سبيل حصولي على عائلة ليس علي تدمير عائلة أخرى في المقابل.
- إن سراج شقيقك في النهاية ولقد كان قلقًا بشأنك.
انتزع الكوب مني برفق ووضعه على الطاولة بجوار الفراش ثم نطق بألم تجلى في صوته : تعلمين، في اللحظة التي فتحت بها عيناي غطت أمي في سباتها الأبدي وكان والدي كثير السفر لايهتم سوى للمال فلم أره سوى مرات معدوده ولم يكن وجوده ذا معنى بالنسبة لي على أي حال فأخواي بجانبي ولم يشعراني بالوحدة، علاقتي بسراج أقرب لأن تكون علاقة أب وابن من مجرد شقيقين.. أتفهم خوفه علىّ وأنا شاكر ذلك لكن سلمى ليست كما يعتقد.
تنحم وبدا صوته كسيرًا وهو يسترسل في حديثه : عندما رأيتك أول مرة شعرت بالسعادة لأن لدي شقيقة صغرى لم أبالي إن كنتِ ابنه ليلى أو لا فقط كوننا نتشارك الدم نفسه أراحني وكأنني سأحصل على أم أخيرًا.
قهقه ضاحكًا وانسابت دمعة من زاوية عينه، أكاد أجزم أن ضِحكه ليس سوى رداء يخفي خلفه آلامه.
- أكانت بهذا السوء؟
- لم تكن هكذا قبل الزواج من أبي.. صحيح كيف سارت الأمسية لقد أفسدتُ الأمر أليس كذلك؟
ابتسم وكأنها طرفة واحتضن كفي بين يديه مردفًا : لا تقلقي سأعوضك؛ إلى أين تريدين الذهاب غدًا؟
ناظرته بسكون ولما طال صمتي ضرب جبهتي بقبضته قائلًا بعبوس مصطنع : لمَ تشردين كثيرًا عندما أحدثك هل أنا ممل لتلك الدرجة؟
تبسمت وفركت جبهتي بآلية : ليس الأمر كذلك، كنت أفكر إلى أين سنذهب.
أطرقت برهة ولفظت بصوت خفيض : غدًا، أود زيارة الميتم.


xXx



كيف حالكم جميعًا ؟ إن شاء الله بخير
شكرًا لردودكن التي أسعدتني
اعتذر على التأخير cute3
أتمنى أن يحوز الفصل الثاني على إعجابكم حب4
وشكر خاص للرائعة Florisa على التنسيق الخورافي حب6





[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:700px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_04_17149333614376755.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].




.[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

غدًا ستشرق الشمس!

× شرطة خارجة عن القانون ×

سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

سَلة التفاح ♪|| بلون السماء..!
رد مع اقتباس