عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-04-2017, 08:11 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/02_05_17149372576444211.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





البحث عن المال ..

في الجنوب الغربي من مملكة سارفس توسطت القرص الذهبية كبد السماء مانحة أشعتها ونورها لأرجاء المملكة كلها ..

بعينيها الزمرديتين كانت تحدق بجموع الناس المتزاحمة وقد استوطنها الخبث ، شدت على معطفها الرملي الطويل الصيفي والتي كانت ترتديه دائماً لمثل هذه المواقف لأن له جيوباً أوسع من غيره ..
||
سوق البلدة أفضل مكان لسرقة النقود ، لا أحد يأتي هنا بجيوب فارغة ، يجب أن أجمع أكبر كمية من المال حتى أنتصر عليهم ||


قادت جسدها حيث الحشد الغفير ، وبخفة كانت تنتشل محافظ الآخرين وتدسها في معطفها ، استمرت تسرق الآخرين بطمع دون أن يلحظ أحدهم ذلك أو يشعر بها - ولكن هذا ما خُيل لها - ، كانت السرقة أسهل من شرب الماء بالنسبة لها ، هو عمل اعتادت عليه كثيراً لذا لم يعد الأمر صعباً البتة ..
حين شعرت بالاكتفاء وبثقل جيبيها انسلت من بينهم بسهولة وهي ترسم ابتسامة نصر على وجهها ..


تلفتت يمنة ويسرة بحثاً عن مكان تستطيع الإختباء فيه لحساب ما جمعته ، فقررت المكوث في زقاقة بعيداً عن أعين الناس ..
بمجرد أن توارت عن الأنظار أدخلت يدها في جيبها بحماسة لكنها التقطت شيئاً صلباً بملمس خشن ، أخرجته وقد أصابتها الحيرة حين رأت صخرة بحجم الكف أو أصغر منه بقليل ..
||
لحظة ... لا تقولوا لي ... ||

عادت تدخل يدها في الجيب الآخر وقد وجدت الشيء ذاته ، ويبدو أن الثقل التي تشعر به كان مصدرها الأحجار التي في جيبها ولم يكن نقوداً كما حسبته ..


ألقت الأحجار بغضب وقد عُقد حاجباها بإنزعاج ، ليظهر صوت رجل من خلفها يقول بخمول : أتبحثين عن شيء ما يا آش ؟؟ إلتفتت إليه ذات الشعر الليلكي وقد تصاعد الدخان من أعلى رأسها ، وجدته يقف خلفها بملامحه الغبية ..


-
أأنت من فعلت هذا أيها العجوز اللعين ؟؟ نطقت عبارتها بحدة ليأتيها صوته البارد : لا تظهري هذا الوجه المرعب ، لا تنسي ما اتفقنا عليه مسبقاً ، السرقة ممنوعة أم أنك نسيت ؟؟

ثم استرسل حديثه محاولاً امتصاص غضبها بابتسامة طفيفة : أظن أن ما جنيته من عملك أكثر من كافي ، سرقتك هذه ستلوث قلبك الصافي

..
اهتاجت أكثر من السابق ..
||
أكان هذا اللعين يتتبعني منذ البداية !! لماذا لم ألحظه ؟؟ ||
فكرة أنها لم تلحظ وجوده طوال الأيام السابقة هو أكثر ما يزعجها ويجعها ثائرة ، تكاد لا تصدق أنه كان وبمجرد أن تسرق أحدهم يقوم هو بسرقتها ليعيد النقود إلى صاحبها ويضع الأحجار عوضاً عنه ..
التقطت صخرة من الأرض وقذفته بها ليُصاب في رأسه وتسيل الدماء على وجهه ..




بقي ساكنا في مكانه يرمش بغباء لعدة ثواني ، ولم يفق من صدمته إلا عندما وقعت أول قطرة من دمائه على الأرض بعد أن رسمت طريقها على وجهه ..
رفع يده الضخمة يتلمس فيها وجهه برقة قبل أن يتأمل الدماء التي التصقت بذراعه ويُطلق شهقة قوية : دماء !!! أنا أنزف يا آش ، سأموت ، ساعديني أرجوك ..


رؤية ردة فعله المبالغ فيها أثار غيظها ، فأخذت تلتقط صخرة أخرى وقد همت بقذفها مجدداً لكنه ترجع إلى الوراء بخوف : اهدئي اهدئي أرجوك ، سأعطيك النقود الذي جمعته لتضميه إلى نقودك ..

ابتسمت برضى حين أعجبها صفقته ، ألقت بالصخرة بعيداً ومدت يدها بتعالي : هيا أعطيني ما عندك ..
أخرج من مخبئه كيساً صغيراً ووضعها على راحة يدها ، وحين ألقت نظرة لما فيه ظهر على وجهها الانزعاج مجدداً ..
-
أتمازحني أم ماذا ؟؟ أهذا كل ما لديك حقاً ؟؟ ابتسم ببلاهة : لو كان بحوزتي المزيد كنت لأعطيه لك ، لكن هذا كل ما استطعت جمعه حين كنت معك ..

بمجرد النظر إلى المبلغ تستطيع القول أنه كان يتسول عوضاً عن البحث عن عمل جاد ، بالطبع لم يكن متفرغاً فهو كان يلاحقها لذا لم يجد الوقت الكافي للعمل ..


قبل أن يسمح لها بقول شيء ، تحدث هو بنبرة عميقة لا تخرج منه إلا بشكل نادر : العادات التي تكون متأصلة فينا يُصعب التخلص منها ، ورغم إدراكنا بأنها عادة سيئة إلا أننا أحياناً نشعر بالضعف أمام إرادتنا فنعود لها محاولين اختلاق الأعذار ، وعندما يحصل هذا معك كما حصل قبل قليل سأكون أنا من يمنعك من ذلك لذا يجب أن تكوني ممتنة لي ..

سرعان مازالت تلك الملامح الجدية لتعود تلك الابتسامة البلهاء من جديد : أمزح أنا من يجب أن يكون ممتناً لك لأنك لازلت تبقين على حياتي ..


لم تُرد سماع المزيد منه ، فانحنت لتكمل ما أرادت فعله ، ولكن بمجرد أن رفعت رأسها مجدداً لم تجد سوى غباره الذي خلفها وراءه بعد هروبه ..
||
تباً لك يا آرثر ، لماذا غبي مثلك يتفوق علي دائماً ؟؟ لم أنت هكذا أيها العجوز اللعين ||


_____


_____


***


خرجا من المكان تاركين صاحب المحل يكمل سيل إهاناته لوحده ، لم يستطع أن يقرأ ملامحها جيداً فقد كانت تسير للإمام بصمت غريب ..
نطق بشيء من التردد : أوليفيا أأنت بخير ؟؟

إستدارت صاحبة الرقعة البيضاء التي تغطي عينها اليمنى بحيوية وقد شقت وجهها ابتسامتها العريضة : إنها المرة العشرون التي طُردت فيها ، أنا مذهلة حقاً !!


||
فتاة مثلك لا يجب أن نقلق عليها ||
-
ليست المرة العشرين بل الثانية والعشرين لقد أسقطتي اثنتين..
-
إثنان وعشرون إنه رقم مميز ، أشعر أنني سأصاب بالغرور سأكون المميزة من بينهم بالتأكيد ..

تابعت طريقها وهي تضحك بسعادة وتقفز بمرح وشعرها البندقي القصير يتمايل مع جسدها ، كالعادة تنظر للأمور بشكل إيجابي أكثر من اللازم ولكن ربما كان هذا ما يميزها ..
قال بعد صمت : ماذا تريدين أن تفعلي الآن ؟؟ هل نذهب لتناول الطعام ونتجول قليلاً أم تحاولين البحث عن عمل جديد لتطردي منه ؟؟ فكرت قليلاً : أنا جائعة لكن سيكون من السيء أن نعود وقد أهدرنا جميع ما كان معنا بالإضافة إلى كوننا لم نستطع جمع فلس واحد سأخيب أملهم ..


||
الجميع يعلمون أنك ستفشلين في جمع النقود ، لذا لا تقلقي من هذه الناحية ||
-
لا بأس هم متفهمون كما تعلمين ..
-
إن كان هذا رأيك فلنذهب لشراء بعض الطعام إذاً ثم نذهب للسوق لشراء بعض الملابس الجديدة والحلي الجميلة ..


ابتسم بقلة حيلة ، الحال الذي وصلوا إليها كانت هي سبباً رئيسياً فيه ، وما تبقى من النقود سلموها إليه لأنهم يدركون أنها لن تستطيع أن تمنع نفسها من إهدار النقود .. كان تتحرك بسرعة هنا وهناك كطفلة مشاكسة وهو يلاحقها وكأنه حاضنها ، يخشى أن يفقدها فتتوه عن طريقها بينما هي غير آبهة مطلقاً ..




استطاع أخيراً أن يمسكها بإحكام من معصمها وقال لاهثاً : أرجوك اهدئي قليلاً تعبت من ملاحقتك طويلاً ..
قالت متجاهلة ما قاله للتو وهي تشير بسبابتها إلى شيء ما : أنظر أنظر يا ويل ، هذه القلادة تبدو جميلة ..
تنهد بضيق : عندما يتحدث إليك أحدهم فاستمعي له ..

تجاهلته مجدداً وقالت تسأل البائع : أيها السيد كم سعر هذه القلادة ..
ليرد مادحاً سلعته ببراعة : أستطيع أن أقول بأنك تمتلكين ذوقاً رفيعاً آنستي ، لأن هذه القلادة من أفضل القطع التي أمتلكها ، ويبلغ ثمنها مئة و ثمانين قطعة نقدية ..

جذبها ويليام حينها وهو يقول : لا تحلمي به كثيراً ، نحن لا نمتلك مثل هذا المبلغ ، هيا لنذهب لشراء بعض الطعام ثم نعود

..
لوحت للبائع مودعة وهي تصيح عالياً بينما كان صديقها يجرها بعيداً : سنعود قريباً أيها السيد عندما نجمع النقود الكافي لشرائه لذا أرجو أن تبقيه مخبئاً إلى ذلك الحين ..

_____


_____


***


في الميناء القريب من بحر كيلان كان يحمل البضائع الثقيلة وينقلها على متن السفينة بصحبة بعض الرجال ، كان الأبرز من بينهم رجل عريض الجسم ضخم البنية بقوة جبارة ، يعمل بجد واجتهاد دون كلل أو ملل ، لكن المشكلة في لسانه ، فهو لم يكف عن التذمر منذ أن بدأ العمل ويبقى يهذي مع نفسه طوال الوقت ..


بعد أن أنهوا النقل صاح ربان السفينة : هيا تجمعوا سأوزع الأجور عليكم ..

اصطف العمال في صف واحد وقد كانت تتراوح أعدادهم بين الخمسة للستة ، استلم الجميع نقوداً جزاء تعبهم ، ليقول صاحب الشعر النحاسية محدثاً نفسه: ، أنا مرهق للغاية لم أستطع النوم سوى بضع ساعات طوال الشهر ولم أكف عن العمل بجهد ، وكل ما أحصل عليه هو هذا المبلغ الذي لن يكفينا سوى لشهرين تقريباً ..

وصل صوته الشاكي إلى مسامع الربان الذي اعتاد على سماع مثل هذا الكلام منه طوال الأيام السابقة ، فقال ضاحكاً : أعلم أنك عملت أكثر من البقية لذا قمت بمضاعفة أجرك ، كن شاكراً وكف عن التذمر ..
ثم استطرد بجدية : إسمعني يا نيكولاس ما رأيك أن تنضم إلى طاقمي ؟؟ ستكون ذا فائدة عظيمة ..


حرك رأسه رافضاً الاقتراح بأدب : أعتذر لا يمكنني ذلك ..
لم يفقد الأول الأمل وعاد يقول بإلحاح: هيا ، لا شيء أجمل من الإبحار ، ستخوض مغامرات ممتعة وسط المحيطات ..
-
إن كنت تتحدث عن المغامرات فحياتي حافلة به لذا شكراً لك ..


سار مبتعداً بعدها حيث الفتى الذي يجلس على بعد مسافة منه ويبدو شارداً قليلاً ..
قال ليوقظه من شروده : هيا يا آندي لنذهب ..
أفاق الآخر وقال : أوه يبدو انك انتهيت من العمل هل سنعود الآن ؟؟
-
أجل ..
صعدا على متن عربتهما التي يجرها خيلان وانطلقا عائدين إلى البلدة التي أتيا منها ..




-
أأبحث عن عمل آخر في هذه الساعات أم أعود إلى الغرفة لأنال قسطاً من الراحة ؟؟ هذا ما قاله مخاطباً نفسه بعد أن عاد إلى النزل الذي يسكن فيه ، لكنه في النهاية آثر النوم على العمل ، فقد كان مرهقاً بشدة ، لكن يبدو بأنه لن يحظى بالراحة في نهاية الأمر ..


-
نيكولاس نيكولاس تعال بسرعة ..
توقف في أول عتبة من السلالم على صوت آندي ، ثم التفت إليه مقطباً جيبنه : ماذا هناك ؟؟ قال الفتى بحماسة : وجدت لك عملاً جديداً تقوم به ريثما تنتظر عودة الأصدقاء ، زوجة صاحب النزل مريضة ولا أحد هنا ليحل محلها ، لذا مارأيك أن تقوم أنت بإعداد العشاء هذه الليلة على أن يعطيك صاحب النزل أجراً ؟؟

رغم أنه مرهق ويشعر بالإعياء إلا أنه لم يستطع أن يرفض العمل ،فهو قد قطع وعداً على نفسه أن يقوم باستغلال كل لحظة خلال هذا الشهر في كسب أكبر قدر من المال ..


_____


_____

كان مستلقياً على السرير وعيناه مغمضتان رغم أنه لم يكن نائماً ، سمع صوت صرير الباب يُعلن عن عودة أحدهم لكنه لم يكلف نفسه عناء النظر إليه ، وصوت وقع الأقدام تقترب منه ..


-
حان وقت تصفية الحساب أخيراً ..
ذلك الصوت الحاد أرغمه على فتح إحدى عينيه لتظهر خضرة بؤبؤته بينما أبقى الأخرى مختبئة خلف الجفن ثم قال باسترخاء : آش أهذه أنت ؟؟ فلتستريحي يا عزيزتي ..
ابتسمت بغيظ : تظنني أعبث معك صحيح ؟؟ سأريك أيها اللعين ..

أخرجت خنجراً بمقبض ذهبي كانت قد اعتادت على وضعه بالقرب من خاصرتها ليقفز الآخر مبتعداً قائلاً بحذر : لا يجب عليك اللعب بالأدوات الحادة ، إنها مؤذية كما تعلمين وتستعمل في الأوقات الجادة ..
نظرت إلى بريق النصل وهي تنحت تعابير مرعبة على وجهها : ألازلت تظن أنني أمازحك أيها الكلب الهرم ؟؟


||
إنها جادة أكثر من أي وقت مضى ، أرجو أن تعود أوليفيا بسرعة ||

تحققت أمنيته سريعاً فقد فُتح الباب ليدخل منه منقذته فيهتف بسعادة : أهلاً بعودتكما سعيد حقاً برؤيتكما ..
كان من الواضح أن الأجواء مشحونة في الغرفة لكن أوليفيا نطقت ضاحكة : كالعادة أنتما مقربين حقاً ..


||
يالها من غبية بمجرد النظر أستطيع أن أقول بأن آش تحمل نوايا سيئة تجاه آرثر ||
نطق ويل وهو يمسح بنظره المكان : أين نيكولاس وآندي ؟؟ أجابه آرثر : بالنسبة لنيكولاس فقد رأيته عندما عدت ، لقد كان يعد العشاء عوضاً عن زوجة الرجل صاحب النزل ، و آندي يساعده ..

هتفت أوليفيا بحماسة : إذاً ماذا تنتظرون لننزل لتناول العشاء هيا يا آش تعالي ..
رمقت آش آرثر بنظرة أخيرة قبل أن تُعيد خنجرها إلى مكانه وتغادر المكان برفقة أوليفيا ..

همس ويل في أذن آرثر الذي يسير بمحاذاته بينما عيناه تنظران إلى ظهر آش : أظن أنه من الخطير أن تبقيا كلاكما وحدكما ..
ضحك الآخر حينها : لو لم تأتيا ما كنت لأعرف كيف سأتصرف ، رغم أنها مخيفة إلا أنها لطيفة ، ألا تظن ذلك ؟؟
-
جميع الإناث لطيفات هذا طبيعي ..
-
لو سمعتك آش الآن لمزقت وجهك الجميل ..


سرت رعشة خفيفة على جسده وهو يتذكر المرة الأولى التي قابلها فيها وكيف جرى اللقاء بينهما ، ثم قال بعدها بنبرة يتخللها الخوف : لا تذكرني أرجوك ، لازلت أتذكر وجهها المرعب من ذلك اليوم حتى هذه اللحظة ..

انفجر الأول ضاحكاً مما أثار ريبة الفتاتان فالتفتا إليهما ليلوح بيده ببلاهة لتبتسم إحداهما بينما الأخرى تجاهلته وهي ترغب في خنقه بشدة ..
||
سأقتلك ، سأقتلك يوماً ما يا آرثر ||


تناولوا العشاء في طاولة واحدة وبعد أن انتهوا عادوا إلى غرفتهم مجدداً والتي كانت تتألف من سريرين اثنين فقط ..
الصمت يلف المكان بشكل غريب إلا من صوت نيكولاس الذي لا يستطيع منع نفسه من التحدث إلى نفسه ، البعض كان يجلس على أعصابه أما البعض الآخر فقد كانوا غير مبالين كثيراً، طرد صوت آندي الصمت عن المكان : لقد أنهيت العد أتريدون أن تعرفوا النتيجة ؟؟ نطقت آش مسرعة : نعم بالتأكيد ..
-
أقترح أن نؤجل هذا لاحقاً ..


كان من الواضح أنه يتلاعب بهم مما أفقد آش أعصابها ..
-
أتريدني أن أضربك أيها الوغد الصغير ؟؟ قال آرثر ممازحاً :آندي إحذر من غضب النساء ، خصوصاً آش التي قد تحولك إلى أشلاء ..

لكم رغبت في أن تطأ على معدته وتسحق رأسه ، لكنها منعت نفسها من ذلك لعدة أسباب أولها وجود أوليفيا بينهم ، أحس ويل بالهالة المخيفة التي انبعثت من آش فجأة فوكز آرثر بمرفقه ليُنبهه ..
||
أووبس أظنني بالغت اليوم كثيراً ، يُفضل أن أصمت من هذه اللحظة ||




عاد آندي للحديث : حسناً إليكم الفائز في هذا التحدي ، والشخص الذي جمع أكبر مجموعة من النقود هو نيكولاس مبارك لك ، لقد عملت بجد وتستحق الفوز ..
لم يتغير تقاسيم وجهه الخشنة ولو قليلاً ، فعلق آرثر ضاحكاً : لا يبدو سعيداً ..
صحح ويل له : لا أظن أذلك استمع إلى ما يقوله ..

ركز الجميع سمعهم إليه ليقول بصوت مسموع لكن بنبرة باردة : لقد فزت يا للفرحة ، إن لذة الإنتصار تُنسيك تعب الأيام الفائتة ، لقد فعلتها..

انفجرت أوليفيا بالضحك وأخذت تضرب ظهره وتقول : مبارك يا صديقي ، إنه لمن الرائع أن تكون الفائز ..
-
شكراً لك ..


أخذوا يباركون له وهو يجيبهم ببرود رغم السعادة التي كانت تعتريه ، لكن شخصاً واحداً لم يسعد بهذا ، كانت ساكنة في مكانها ويديها مقبوضتان بشدة ، كانت تسعى جاهدة من أجل تهدئة نفسها ..


لاحظ نيكولاس صمتها فقال بهدوء : آش أأنت غاضبة مني ؟؟ رفعت بصرها إليه : لست غاضبة منك كما تظن ..
أثنت أوليفيا على صديقتها : آش تملك روحاً رياضياً ، لذا تتقبل الهزيمة بصدر رحب صحيح ؟؟ لم تستطع الأخرى الإجابة عليها ، لأنها قد تنفجر في أية لحظة فما كان أمامها إلا أن صعدت على إحدى السريرين وتقول ببرود : بدأت أشعر بالنعاس أطفئوا الأنوار ..




مدد آرثر جسده بتعب على الارض : وأنا نعس أيضاً ، لنخلد إلى النوم فنحن سنرحل من هنا غداً ..
حينها نهضت آش قائلة : غيرت رأيي ، لنبقى مستيقظين قليلاً ، ومن ينام الآن سأكسر له عنقه ..

كان من الواضح جداً أنها تُعاند آرثر ، فكتم ويل وآندي ضحكتهما ، فيما بدأ نيكولاس بالتذمر : ما ذنبنا إن كنت تكرهين آرثر ، أنا متعب ومن حقي أن آخذ استراحة ، يا للأنانية ، إنها مزعجة كثيراً ..

تعاطفت أوليفيا معه ، فقالت تحدث آش بلطف : أتفهم أنك تريدين الحديث معنا أكثر ، لكن أظن أن الجميع بحاجة إلى النوم ، أنظري إليهم يبدون مرهقين للغاية ، أعدك أننا سنجلس مع بعضنا في وقت لاحق ..


لم يكن أحداً يستطيع إلقاء الأوامر عليها سوى أوليفيا ، وعندما تقول أوليفيا شيئاً لا يسعها سوى إطاعتها والاستسلام لها
..
ألقت نفسها على الوسادة متمتمة : افعلوا ما تريدون
..
وهكذا أطفئوا المصابيح وما هي إلا ثوان حتى هجع الجميع ، فقد كانت الأيام السابقة مرهقة وشاقة ، وغداً أمامهم رحلة طويلة
..


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 05-12-2017 الساعة 11:52 AM
رد مع اقتباس