عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-27-2017, 04:04 PM
 
وهجُ أجارثا || أفانين الغسق

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-color:silver;border:2px solid silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]






جمالٌ كابدَ الدُجى حتى إنكشف
واصلي ~



1

كانت السماء حالكة تشوبها بعض السحب الرمادية المتناثرة وتلاطم الأمواج من حولي بث بي نوعًا من الكآبة.
ريح البحر، ملمس الرمال الناعمة تحت راحتي قدمي، الشمس الساطعة، ضحكات خلفها الزمن وكأنها ذكريات الأمس الجميل كلها تبدلت واستحالت سرابا.
كنت أسير بغير هدى حافية القدمين أركل حبات الرمل تارة أو اقف ساكنة حينًا وبداخل عقلي تسربت كلمات تلك الأنشودة القديمة.

علي تلك الصخرة التي تشبه النجمة كانت تقف لميس في الماضي منشدةً تلك الكلمات التي حفظناها عن ظهر قلب وكانت بسمة دائمًا ما تحاول محاكاة كلماتها بحركاتها المفعمة بالحيوية، ولكم أحببنا ذلك جميعًا.
في تلك البقعة على الشاطئ كنا نفترش الأرض غير مبالين باتساخ ملابسنا، فتصيح بنا السيدة أماني مزمجرة " لن تحصلن على عائلة إن بقيتن على هذا الحال" فعليًا لم أرَ أي عائلة تطأ أرض ميتمنا إطلاقًا، كأفنان يابسة انتظرنا من ينتشلنا من عتمة الغسق.

في نظري كانت العائلة هي أربعة أفراد يجتمعون حول مائدة واحدة كل مساء؛ تطعم الأم صغيرتها بينما يتبادل الوالد مع صبيه الضحكات، لا أدري لمَ من بين كل الأوقات يتصدر المساء خلفية أحلامي لكنه كان يحتل كذلك خلفية ذاك الملصق العائلي وباتت كحلم طفولة تم نسيانه وبقي يراودني في أحلامي كلما غفيت.

" ياسمين هل هذه أنتِ؟ " فاجأني ذاك الصوت كما أفزعني وجود أحد غيري في المكان.

**

اسمها ريناد ونلقبها رينا، لطيفة خفيفة الظل هي وثرثارة كما عهدتها دومًا بشعرها القصير الذي بالكاد يلامس كتفيها وملابسها الصبيانية المترهلة وأدهشني أنها لا تزال ترتدي مثلها حتى الآن وإن بدت أكثر حداثة، سألت وعيناي معلقتان على شعرها القصير : ما الذي حدث؟
صمتت برهة قاطعةً حديثها عن الماضي واسترسلت ببشاشة : لقد حصلت على عائلة؛ غريب! .. ألم أخبرك ذلك منذ قليل؟ لدي شقيقة صغرى أيضًا إنها لا تزال في المهد وتبكي بلا توقف؛ وتُتعب أمي كثيرًا لكنها لم تتذمر ..
- ما الذي حدث لشعرك؟
- ألم يعجبك؟
- لمَ قصصته مجددًا؟
استطعت أن أرى السعادة في عينيها وهي تجيب : لقد اعتدت على هذا منذ الصغر ووالداي الجديدان يعلمان هذا لذا تقبلاني على ما أنا عليه وأنا ممتنة لهما للغاية.
- ألا تزالين تبغضين الأثواب ؟
أذكر تلك المرة التي سألتها السؤال عينه وكانت أجابتها حينها " إنها أروع من أن نرتديها " توقعت أن تجيب نفس الأجابة وتتفلسف كعادتها، فاجأتني بقولها : لدي العديد منها لكنني لا أفضل ارتدائها في الليالي العاصفة، ربما في يوم مشمس .. ألا ترين تلك الزهرة البيضاء التي تزين معطفي؟ ألا يكفيك هذا؟
وتبسمت ضاحكة.

**

في الماضي كانت أغلب الملابس التي تأتينا ملابس فتيان بألوان باهتة وكانت الأثواب شحيحة تتقاتل الفتيات عليها؛ في شهر مارس من كل عام كانت تصلنا صناديق الملابس القديمة من الجمعيات الخيرية ولأننا الميتم الوحيد الذي يهتم بالفتيات فقط في البلدة كانت الجمعيات تسهوا وترسل لنا ملابس كما ترسل للمياتم الأخرى.

في يوم من أيام مارس بينما كنا نتناول الغداء صاحت فتاة من خارج غرفة الطعام : لقد وصلت الملابس الجديدة!
وخلال ثانيتين أصبحت المقاعد فارغة إلا مني ومن ريناد التي تأكل بشراهة غير مبالة.
- ألا تريدين الحصول على ثوب هذا العام أيضًا؟
سألت متطلعة إليها فأجابت ببساطة : هي لم تصنع لنا إنها أروع من أن نرتديها، لقد صنعت للفتيات المدللات اللاتي لا يُجدن أعمال الحقل كما نفعل.

**

ودعت ريناد على أمل لقياها مجددًا ومضيت إلى المنزل لأجد سراج بانتظاري قابعًا على الأريكة المقابلة للباب تحيطه تلك الهالة المخيفة وإمارات وجهه لا تشي بالخير.
- أين كنتِ؟
- مللت الجلوس في المنزل فخرجت للتجول قليلًا.
- ولمَ لم تطلبي الأذن مني؟ أم أن وجودي بلا قيمة.
أطرقت استجمع شتات أفكاري، أوليس هو من طلب مني سابقًا أن لا أزعجه حين يعمل : أنا آسفة.
- سيكون لدي حديث آخر مع لؤي هذا المساء.
كان الغضب يتجلى من كلماته وإن حاول إخفاءه، نظرت له في صمت وعدت إلى غرفتي.

**

أذكر ذاك اليوم الذي بدأ فيه كل شيء وكأنه الأمس القريب، كنت آخر الواصلين إلى غرفة الطعام ولأن لا أحد وبخني لتأخري في النوم كالعادة شعرت بوجود خطب ما.
- أين السيدة أماني؟
سألت أحداهن الطاهية في حين نقلت طرفي في المكان استطلع الأمر، لم تكن وحدها المختفية بل هناك مساعدتها والآنسة ليلي أيضًا.
- لديها بعض الأمور لتنجزها لن تتأخر.
لم تعحبني طريقة إلقائها للكلمات ولا تلك الابتسامة الزائفة على محياها، صرفت نظري عنها وبداخلي توقعت الأسوأ.

فور انتهائنا من الفطور تحركت ساقاي مهرولة إلى حيث تقبع غرف المسؤولين وبالتحديد إلى غرفة الآنسة ليلي، لم أكلف نفسي عناء الطرق واقتحمت الغرفة بهمجية، رأيتهن هناك يجتمعن حول سريرها.

كنت ألهث من الركض وهي تلهث من الحمى، بدت ضعيفة خائرة القوى، بوجه أحمر وعينين ذابلتين، شعرت بعجزها وهي متدثرة بهذا الكم من الأغطية التي لا تكاد تجد منها سبيلا سوى للتنفس.
- ما الذي تفعلينه هنا؟
صاحت السيدة أماني فشعرت بالأنظار تتحول نحوي لكنني لم أرى سوى وجه الآنسة ليلي يبتسم لي بجهد في غمرة هذا الألم، تقدمت ببطئ من فراشها بملامح جامدة لم أعرف ماهية المشاعر التي خالجتني في تلك اللحظة، إنها لاتزال تبتسم وتتعرق وتلهث وصوت حديثها يتردد في أذناي كالصدى " لقد كنت أعرف والدتك جيدًا " ، " سأساعدك للوصول إلى أهلك لا تجزعي " ، " سأظل بجانبك دائمًا أعدك بهذا " لقد صبرت أيما صبر، كالمسحورة آمنت بكلماتها ووثقت بصدقها رغم طول الأنتظار، أين تلك الوعود التي قطعتها مسبقًا؟ هل أعتبرها خيانة؟ أم ألوم نفسي لأنني تبعتها منذ البداية؟

يدها الراجفة امتدت نحوي تعانق وجنتي وشفتاها تنطقان بهمس خافت " بُنيتى " ارتجف لها قلبي فزعًا عندما أدركت أنني سأفقدها وتحجرت العبرات في مقلتاي، شهقتها الأخيرة مزقت ما تبقى من كياني وشعرت بروحي تسلب مني فصرت جسدًا أجوف بلا روح، وددت الأحتفاظ بملمس يدها على وجنتي لأطول مدة لكنهم سحبوني إلى الخارج قسرًا تاركين تلك اليد تتراخى إلى الأبد.

**

لم أعي ما حدث بعد ذلك سوى يد خلود التي تسحبني عبر المقاعد إلى حيث يقبع البيانو العتيق، كانت تتحدث عابسة عن مرض الآنسة ليلي لكنها تعود لتبتسم متفائلة وتعزف لحنًا هادئًا لتخبرني بطريقتها أن كل شئ سيكون بخير.

وددت الضحك ساخرةً، عن أي شخص تتحدث؟ تلك السيدة هي أمي ولقد تركتني مجددًا، اعتصر قلبي الألم لمجرد التفكير بتلك الكلمة التي تمنيت قولها والاستمتاع بوقعها الذي لطالما أطربني، أكان عليها أعطائي آمالًا كاذبة، لو لم تخبرني بأي شئ منذ البداية لتقبلت ما أنا عليه ولم أكن لأطلب المزيد : لقد علمت من هي أمي.
صوتي الكسير أحاطني بالأسى وتملكني ألم لم يسبق لي مواجهته؛ بترت مقطوعتها فجأة وتطلعت إليَّ ساكنة كأنما فهمت مقصدي.

**

استكنت في الفراش لا رغبة لي في الحراك قيد أنملة، أناظر السماء من الشرفة قبالتي ويحيك لي خيالي وجوهًا كوجهها، أطبقت جفناي عل ذاك الجسد يستكين لأغيب عن الواقع ولو لثانية لكن عبثًا واتر وجهها المحتضر التشكل أمام حدقتاي في ظلمة أجفاني.

- لقد رأيت للتو شابان يدخلان مكتب السيدة أماني ولقد كانا يتحدثان عنكِ.
هسيس بالقرب من أذني أفاقني فأدرت طرفي للمتحدثة لتسترسل بسعادة : ربما يريدونك في العائلة.
- عائلة.
تعثرت الحروف على شفتاي لتخرج كلمة جوفاء عجز عقلي عن تفسير معناها وترائى أمامي ذاك الحلم البعيد.
- ولكن أليس من الغريب وجود شابين هنا وليس زوج وزوجة كما العادة.
أطرقت مفكرة قبل أن تصيح بخوف حقيقي : لا تخبريني أنهم سيجعلونك خادمة أو ربما أسوأ ..
شهقتْ، فاعتدلت جالسة : هما لن يقتلاني أو يبيعون جثتي، سأرى ما الأمر.

غادرت مهجعي انتزع قدماي انتزاعًا أثناء سيري المتخبط، لم أرد سوى اشغال عقلي بأمر آخر يبدد صورتها عن مخيلتي ويخفف وطأة الألم الجاثم على صدري.

طرقت باب المكتب لمرتان وقبل الثالثة كان صوتها بشوشًا يسمح لي بالدخول؛ فور ولوجي اندفعت إليَّ معانقة حين مرآي ولمحت أحد الشابين يقف باسمًا بحماس
- مبارك يا عزيزتي لقد حصلت على عائلة.
ابتعدت عني واستقر كفاها على كتفاي كأنها تدفعني للأمام، لأول مرة أراها بهذا القرب وألحظ تجاعيد وجهها التي كستها طبقات المساحيق السميكة، ابعدت يديها برفق واستدرت عنهم معلنة : أنا أرفض.

قبضتها القوية أحكمت الأمساك بمعصمي لألتفت لها مرغمة.
- لا يحق لك الرفض!
نبرتها العالية أرجفت قلبي وشعرت به يتواثب بداخل صدري بتمرد، حاولت تخليص نفسي وسحب ذراعي من بين أناملها لكنها كانت أقوى من أن تستجيب لمحاولة كهذه، همَّ الواقف بالتقدم نحونا لكن الآخر منعه باسطًا ذراعه في طريقه.

- ما الذي تعنينه؟
ارتباك سيطر على كلماتي وبدا كما لو أنني وحدي من التقتت أذناه هذا السؤال.
- لم يعد مرحب بك هنا، لقد سُوي الأمر وستذهبين إلى بيتك اليوم.
- اسمحي لي سيدتي، جرح مشاعرها بتلك الطريقة لن يحل الأمور.
صوتٌ هادئ أتى من الشاب الجالس خلفها لتتنهد محررة يدي : إنها الطريقة الوحيدة لإقناع شخص صعب المراس مثلها، أعذريني يا صغيرتي لقد أردت سعادتك.
شئ من الحزن طغى على كلماتها لم أعرف منبعه وأعاد لقلبي السكينة في الآن ذاته، انتصب واقفًا وخطا نحوي بخطوات رزينة فإذا ما أصبح أمامي انحنى ليصل لمستواي واضعًا يده على شعري مربتًا بحنان : ياسمين أليس كذلك؟
أومأت وواصلت النظر بعيدًا مدعية عدم الأهتمام، شعور من الراحة خالجني لمعاملته لي بتلك الطريقة وغمرني بسكينة محببة حاولت معها الهرب من عينيه؛ لو كان أبي لما شعرت بالسوء لذلك.
- أدعى رائد وهذا لؤي؛ كم صار عمرك الآن؟
- ثلاثة عشر.
- لقد انتظرتِ طويلًا يا صغيرتي.
أنامله الدافئة امتدت لتلامس وجنتي وتدير وجهي إليه، تجمدت نظراتي للحظات تحت رحمة نظراته وقبل أن اسحب أنفاسي باغتني بالقول : تشبهين والدك كثيرًا.
- أتعرفه؟!
هتفت متشبثة بقميصه من فرط الحماسة، ضحكة هربت من بين شفتيه مؤكدًا : بالطبع!
عاود قلبي خفقانه المتسارع وتعلقت عيناي بفاهه محاولة حفظ كل كلمة سيقولها عن والدي وابتسامة كبيرة شقت وجهي لم استطع كبحها.
- لأنه والدي.
أظلمت الدنيا أمامي لوهلة واندثرت كل أحلامي وائدة معها آخر بريق للأمل، شعور من الخدر شل أطرافي فتهاويت على الأرض من وقع الصدمة : ما هذه المزحة!
صرخت وشعرت بقلبي يتمزق بداخلي وقبل أن أعي كانت دمعاتي تغرق وجنتاي وتسلب مني الرؤيا، حاوطني بذراعيه فدفعته عني بنفور صائحة : أتحاول التلاعب بمشاعري؟!
- ليلي لم تكن والدتي إنها زوجة أبي.

**

انتفض جسدي من صوت الطرق المتتابع على باب الغرفة فمضيت لفتحه بخطوات واهنة.
- سراج ما الذي فعلته هذه المرة، ألا استطيع تركها معك ليوم واحد، لماذا الباب موصد لا تخبرني أنها تبكي.
صوته الصاخب بث بي الحماسة ونفض عني غبار النعاس، هرولت وفتحت الباب على عجل : لؤي!
استقبلتني ذراعاه بلهفة ومن خلفنا دمدم سراج بنبرة آمرة : إنها معاقبة، لذا لا تتأخرا عن الساعة التاسعة.
- حسنا حسنا.
بلا مبالاة أجاب ودنا مني هامسًا : لا تلقي بالًا لما يتفوه به ذاك العجوز.
قهقهت، وشعور من السعادة يغمرني انصرفت لتبديل ملابسي.

**

صوت دراجته النارية طغى على كل الأصوات من حولي، في غمرة الليل تحت جُنح الدجى أمكنني رؤية النجوم تحتل بساط السماء حتي لا تكاد تترك فيه شبرًا، خيل إلي أنني لو وددت الحصولة على واحدة لاستطعت، لكن خانتي الشجاعة وواصلتْ ذراعاي تطويق خصره خشية السقوط.

صفعت الرياح وجهي بقوة وآلمت عيناي عندما أردت استطلاع السبيل فعاودت الأحتماء خلف ظهره بقلة حيلة : لماذا لا أمتلك نظارة كالتي معك؟
غمغم بكلمات لم اتبينها وتابع الطريق.

**

تمدد بجواري على العشب الرطب بإرهاق واضح متنهدًا : لم أكن أعلم أننا سنستغرق كل هذا الوقت في التبضع رغم أننا لم نشتري الكثير، انظري إلى بطني أيضًا لقد كبرت كثيرًا بسبب ما أكلت، ستوبخني سلمي إن رأتني هكذا.
أتبع جملته بضحكة ونقل طرفه إلي مسترسلًا بصوت رخيم : ما الأمر ألم تعجبك النظارة التي اشتريتها لك؟
- كيف تجعل شخصًا ما يحبك؟
بدون تفكير حتى هربت الكلمات من بين شفتاي، جلس متربعا شاحذًا كل حواسه وسأل : أتعنين كسلمى؟
بسمة هادئة رُسمت على محياه وهو يتحسس الخاتم المستكين في بنصره الأيمن، لأسارع بالنفي : أي أحد.
- فقط تصرفي على طبيعتك.
ببساطة أجاب : ولكن إن كنا نتحدث عن سراج فهذا وحده لن يفلح عليك بذل مزيدًا من الجهد.
انكمشت على نفسي عابسة : إنه يمقتني.
وقف فجأة باسطًا كفه أمامي لأستقيم : لا تظهري هذا الوجه مجددًا، لم يمض على مجيئك سوى أسبوع أتستسلمين بتلك البساطة؟ دعينا نعد سأساعدك.
وعد قطعه بجدية لم أشكك بها مطلقًا ولكن شيء ما يدفعني للتراجع، ترددت وتصلبت يدي وجثم شبح الصمت على كلينا لثوان ليطرده مبادرًا : هل أنت بخير حقا؟
xXx
الفهرس

الفصل الثاني


الفصل الثالث



الفصل الرابع

xXx

السلام عليكم
كيف الحال جميعًا ؟
هذه مشاركتي في مسابقة : وقد علمتم الأطفال مأثرةً فكنتم لنا محمدًا
التنسيق عملته - ع الماشي XD - بما أن قسم الطلبات مشغول
أتمنى تعجبكم
في أمان الله




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

غدًا ستشرق الشمس!

× شرطة خارجة عن القانون ×

سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

سَلة التفاح ♪|| بلون السماء..!

التعديل الأخير تم بواسطة *Alex ; 04-27-2017 الساعة 07:52 PM
رد مع اقتباس