عرض مشاركة واحدة
  #129  
قديم 03-10-2017, 02:31 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/01_02_17148592663790712.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





|| 42||


~
كودو ~


-
كيف لك ألا تعلم بمكانه يا عديم الفائدة ؟؟ سأخصم من راتبك هذا الشهر ..
أغلقت الخط في وجه سائق ياماتو فقد قال بأن إبني قد ذهب بسيارة أخرى وأمره بالعودة ، نظرت إلى ساعة يدي ، إذا لم يعد الآن فسنتأخر كثيراً في الذهاب إلى منزل السيدة موتسومي التي دعتنا لتناول العشاء معاً ..


في الواقع أنا سعيد لأن السيدة إختارت أبني خطيباً لحفيدتها ، ولم أتوقع أن صداقة ياماتو بها ستسهل هذه المهمة كثيراً ، أن يرتبط إبني بجوليا يعني نجاحاً كبيراً لسمعة شركتنا التي بدأت بالتدهور بسبب راي اللعينة .. ولأنني كنت ممتن لهذه الصداقة تركت ياماتو يصادق من يشاء سواءً أكانوا أثرياء أم لا ..

قطع حبل أفكاري صوت طرقات الباب الخافتة لأقول بصوتي الجهوري : تفضل ..
دخلت الخادمة وانحنت بإحترام لي ثم قالت بتهذيب : سيدي السيد الصغير قد عاد ، ولكن يبدو أنه قد تعرض لمشكلة ما في طريقه إلى هنا ..
وقفت من مكاني وقلت : أين هو الآن ؟؟ أخبرتني الخادمة أنه في طريقه لغرفته الآن ، فغادرت المكتب متوجهاً إليه ، حالما وصلت لم أتعب نفسي في طرق الاباب ، وفتحته بسرعة لأراه يجلس على طرف السرير ويبدو عليه الشرود ..

تفاجأت حين رأيت إحدى عيناه متورمتان ، وشفته متشققة ، وهناك جروح وكدمات في وجهه ، قلت بصرامة أخفي خلفها قلقي : ياماتو ما الذي أصابك ..
فزع ياماتو في البداية ، ولكنه قال بإرتباك بعد ذلك : لقد تعرض لي مجموعة من الأشخاص السيئين ، لكنني استطعت النجاة منهم ..
اقتربت منه وأنا أقول : وماذا كانوا يريدون منك ؟؟ ألهم صلة براي وساي ؟؟
-
لا لا أظن ذلك ، فقد تم إلقاء القبض على جميع أفراد عصابة ساي ..


لم أكن مطمئناً لما قاله ، لا أريد لمأساة جوليا أن تتكرر لإبني ، لا أريد له أن يمر بمواقف صعبة ..
قلت بحزم : سأجعل مجموعة من الرجال يرافقونك كما فعلت السيدة موتسومي مع حفيدتها ، كان يجب أن أتخذ هذه الخطوة منذ زمن حتى أضمن سلامتك ..
صاح بإعتراض : ماذا ؟؟ مستحيل لا أريد ذلك ..
-
لم اطلب رأيك في الأمر ، ومنذ الغد سآتي برجال يحرسونك ..

سكت ياماتو ويبدو الإنزعاج على وجهه ، هذا الأحمق لا يدرك أن ما أفعله هو لأجله فقط ..
تحدثت مجدداً : يبدو أنني سأضطر إلى رفض دعوة السيدة موتسومي لهذا اليوم ..
قال ياماتو بإستغراب : ومتى تمت دعوتنا في الأصل ؟؟ أنت لم تخبرني بشأن هذا ..
-
كنت سأخبرك بعد عودتك ، ولكن يبدو أننا وللأسف لن نستطيع الذهاب وأنت بهذا الشكل ..
ثم صمت لبرهة قبل أن أتابع : ياماتو أنت تعلم أن إختيار خطيبة في سن الثامنة عشر هو أمر تقليدي في عائلتنا أليس كذلك ؟؟
-
نعم أعلم هذا مسبقاً ، وأعلم أنني قد بلغت السن المحدد ، لكن يا أبي ....

كنت أعلم لو أنني تركته يتابع حديثه فسوف يرفض ونبدأ حينها بالجدال ، ولأمنع هذا قاطعته قائلاً : سأتركك تختار الفتاة التي تريدها يا ياماتو ، حتى لا يكون لديك عذر للرفض ..
توسعت حدقتا عينيه وهو يقول : هل أنت جاد يا أبي ؟؟
-
كل الجدية فهذه حياتك أنت ، وأنا لا يحق لي التدخل فيها ..

لمحت بريق السعادة في عينيه ، ويبدو أنه قد سرح بأفكاره ، إبتسمت إبتسامة جانبية ، ياماتو لم يكون صداقات حقيقية مع من حوله ، ولا يمتلك سوى الثلاثة الذين تعرف عليهم في المدرسة القديمة ، وقد كان من الواضح أنه متعلق بهم بشدة ، وبما أنه لا يمتلك أي أصدقاء إناث سوى روز وجوليا فأنا أرجح أنه سيختار واحدة منهما ..

وعندما كنا في منزل السيدة موتسومي كان من الواضح أنه مقرب جداً من جوليا وكذلك هي أيضاً ، وكانا يبدوان مناسبين لبعضهما ، إذاً فهي ستكون العروس الأنسب لياماتو ، وهو بلا شك سيختارها ..

غادرت غرفة ياماتو وأنا أشعر بالإرتياح ، المشاكل التي تحصل الآن بسبب راي ستنتهي بمجرد أن نعلن خطوبة ياماتو بجوليا ، والسيدة موتسومي ستدعم شركتي بالتأكيد وبهذا ستزدهر الشركة مجدداً ، والسمعة التي ألحقتها راي بأفعالها ستكون من الماضي ..

لازلت أتذكر حين أقترح علي ساي أن أتزوج بأخته ، كنت قد رفضت الفكرة ولكنه أصر على ذلك ، وظل يلح علي بشكل مزعج ، ثم وعدني بأنني إذا ما تزوجت من راي سنعقد صفقة تجعل من أرباحي تزداد ، وشركتي في تلك الفترة كانت تعاني القليل من المشكلات ، ولهذا وافقت على اقتراحه وتزوجت براي ..



أنا لست طماعاً ولا أنانياً أسعى خلف المال وحسب ، بل كل ما أقوم به من أجل ياماتو فقط ، ترعرعت أنا في عائلة فقيرة جداً ، وكان حالنا آن ذاك سيء للغاية ، كنا لا نأكل إلا من بقايا طعام الناس ، فأبي لم يكن يستطيع العمل بسبب أنه أعمى ، وأمي لم تكن تبرع في أي عمل تقوم به ، ودائماً تُطرد من عملها في يومها الأول ..
لازلت أتذكر كيف كانت أمي تذل نفسها أمام الآخرين من أجل أن يتبرعوا لنا بالقليل من المال أو الخبز ، وكيف كان البعض يقسون علينا بنظراتهم بسبب مظهرنا الرث ..

سئمت من الوضع الذي كنت فيه ، ولهذا درست بجد ولم أكن كبقية الأطفال الذين يقضون وقتهم في اللعب واللهو ، كانت الكتب هم أصدقائي والدراسة متعتي ، وبسبب علاماتي العالية تم إختياري لمنحة دراسية على حساب الدولة ، وبسبب اجتهادي وكفاحي وصلت إلى ما أنا عليه الآن ، ولا أريد لياماتو أن يجرب الحياة التي عشتها ، ولهذا أسعى دائماً لزيادة الأرباح .. أنا لا أخشى الفقر على نفسي ، ولكني أخشاه على ياماتو ..

توجهت إلى مكتبي ، وأمسكت بهاتفي لأتصل على منزل السيدة موتسومي ، وبعد عدة رنات أتاني صوت رجولي يقول برسمية : منزل السيدة موتسومي من معي ؟؟
-
أنا السيد كودو وأريد التحدث مع السيدة لأمر ضروري ..
-
انتظر قليلاً حتى أعلمها بإتصالك ..


انتظرت لدقائق قبل أن يأتيني صوتها المتزن : ماذا هناك يا كودو ؟؟ اتصالك يعني أنك لا تنوي القدوم ..
ابتسمت بهدوء على دهاء هذه السيدة وقلت : أكره قول ذلك لكنك محقة ، سنأتي إليك في وقت لاحق ..
-
ولماذا ؟؟ أحصل شيء ما ؟؟
-
لقد تعرض ياماتو للضرب من قبل مجموعة من الأشخاص الغريبين ، ووجهه مليء بالكدمات ، ولا أظن أنه من الجيد جعل جوليا تنظر إليه وهو بهذا الشكل ..

قالت حينها السيدة موتسومي بنبرة يتخللها القلق : ومن فعل هذا به ؟؟ هل ما حصل له مرتبط بساي وعصابته ؟؟
-
لا أعلم حقاً ، ولكن الشرطة أخبرتنا بأنها قد ألقت القبض على جميع رجال ساي ، ولكن مع ذلك أنا لست مطمئناً ..
-
كان عليك أن تحمي إبنك جيداً يا كودو فهو الوريث الوحيد لك ..
-
أعلم ذلك ، وسأقوم بإستئجار حراس شخصيين له ..

صمتت حينها السيدة موتسومي لثواني قبل أن تقول : كودو أظن أنه من الأفضل لو تأتيان إلى المنزل ، فجوليا حالما ترى ياماتو بذلك الشكل ستتعاطف معه بلا شك ، وربما تغير رأيها ..
قطبت حاجباي بإستغراب و قلت : ماذا تعنين بأنها قد تغير رأيها ؟؟ أجابت السيدة موتسومي : لأكون صريحة لقد أفصحت لحفيدتي بالأمر الذي نخطط له ، ويبدو أن فكرة الإرتباط لم يعجبها ..

انتابني الغضب حينها ، ثم ضربت الطاولة بقبضتي قائلاً بنبرة مرتفعة : وماذا به إبني حتى ترفضه ؟؟ هي لن تجد شخصاً أفضل من ياماتو ..
ردت السيدة بهدوء : أعلم ذلك يا كودو ، ولهذا أريد حفيدتي لإبنك ، ولكن جوليا لا تفكر بالإرتباط بأحد مطلقاً ، وهي لم ترفض ياماتو لعيب فيه ، بل لأنها ترفض الفكرة في الأصل ..

تمتمت بإنزعاج : ماذا يعني هذا ؟؟ هل سنلغي فكرة الخطوبة ؟؟
-
لا أريد لهذا أن يحصل ، فأنا لم أجد شاباً يستحق حفيدتي إلا ياماتو ، وأنا لدي خطة لجعلها تغير رأيها ، جوليا لا تحب جرح أحد خصوصاً إذا كانوا مقربين منها ، وإذا أبدى ياماتو سعادته حول الموضوع هي بالتأكيد لن تستطيع كسر قلبه ، وستتأقلم مع الوضع حتى تقتنع بالفكرة ...
-
إن كان ماقلته صحيحا فالأمور ستكون سهلة ، فياماتو على ما يبدو معجب بحفيدتك ..
-
ولماذا أنت واثق من هذا ؟؟ هل أخبرك ياماتو بالموضوع ؟؟أجبت بثقة : أنا أفهم إبني بسهولة حتى لو لم ينطق بكلمة ..
-
لا تكن مغروراً جدا يا كودو فشباب هذه الأيام يصعب فهمهم ، إذهب لتسأله حول الموضوع بشكل مباشر وبعدها أخبرني بجوابه ..
-
حسناً ولكن يبدو أننا سنلغي فكرة تناول العشاء في منزلك ، سنؤجل هذا للغد ..
-
حسناً ، إلى اللقاء ..

أغلقت الخط وطلبت من إحدى الخادمات إستداعاء ياماتو إلي ، لأفاتحه بموضوع الخطبة ، وبقيت أنتظره مدة عشر دقائق ..
أطل علي حينها والدماء التي كانت على وجهه قد اختفت بعد أن أخذ حماماً ، وهذا كان واضحاً من شعره المبتل ..


جلس أمامي وقال : ماذا هناك يا أبي ؟؟ نطقت بهدوء : لو سألتك يا ياماتو عن الفتاة التي تريدها فمن ستختار ؟؟ نظر إلي بحرج وتمتم بصوت شبه مسموع : سأختار روز ..
عقدت حاجباي بإنزعاج ، هل ذكر اسم روز للتو !! قلت محاولاً التأكد : أقلت روز لتوك ؟؟ أومأ رأسه بإيجابية ليتبعها صوته القلق : أهناك مشكلة ما ؟؟ لم أستطع البقاء هادئاً وأنا أسمعه ينطق بإسم آخر غير جوليا ، ولهذا صحت بغضب في وجهه : ولماذا روز تحديداً ؟؟ أليست جوليا صديقتك أيضاً ؟؟ رد بإرتباك : بلى هي كذلك ، ولكن ....
قاطعته بحدة : من دون لكن ، سيتم إعلان خطبتك بجوليا قريباً ولن أقبل بالرفض ..

وقف من مكانه بسرعة وقال بإنفعال : عن ماذا تتحدث يا أبي ؟؟ وماذا تعني بإعلان الخطوبة ؟؟ وما شأن جوليا بالأمر ؟؟ رمقته بنظرة باردة وقلت : لقد تحدثت مسبقاً مع السيدة موتسومي واتفقنا نحن الإثنين على فكرة إرتباطكما ببعض ، لذا لا تحرجني أمامها برفضك لحفيدتها ..


ضيق عينينه وقال بحذر : هل يُعقل بأن جوليا تعلم بالأمر منذ مدة ؟؟ قلت بمكر : نعم هي تعلم ولم ترفض الفكرة مطلقاً ، بل على العكس كانت سعيدة جداً حين أخبرتها السيدة موتسومي ..
أظلم وجهه حين قلت ما قلته ، الآن لن يستطيع رفض جوليا فهو وبطبعه رقيق المشاعر ، ولا أظن أنه سيجرح صديقته ..
أنا سعيد لأن ياماتو يمتلك هذا الجانب من شخصيته وإلا لما تمكنت من إقناعه ، والجيد في الأمر أن جوليا مثله كما قالت السيدة موتسومي ..
يوماً بعد يوم أشعر بأنهما خلقا لبعضهما كثيراً ..

***
في صباح اليوم التالي
~
روز ~

توجهت إلى غرفة جودي بعد إن طلبت مني السيدة كينور إيقاظ إبنتها ، فتحت الباب على مصرعه وصرخت بصوت عالي : إستيقظي أيتها الطفلة البلهاء ..
فتحت عينيها وقالت بإنزعاج : إن كنت طفلة بلهاء فأنت القزمة الغبية ..
تقدمت إليها وسحبت غطاء السرير عنها وأنا أقول : هيا إنهضي أيتها الكسولة ، أيجب علي إيقاظك كل يوم ؟؟ يجب أن تعتمدي على نفسك..
نزلت جودي من السرير وهي عابسة الوجه متوجهة إلى دورة المياه ..


قلت قبل مغادرتي الغرفة : أسرعي حتى تتناولي الفطور معنا ..
أنهيت عبارتي ونزلت إلى حيث السيدة كينور والسيد روك يتناولان الفطور معاً ، جلست على إحد المقاعد الفارغة وقلت : صباح الخير جميعاً ..
ردا بصوت واحد : صباح الخير ..
ثم أردفت والدة جوليا : هل أيقظت جودي ؟؟
-
نعم ستنزل بعد قليل ..

زفر السيد روك وقال : لا أعلم متى ستتعلم أن تستيقظ بمفردها ، على الرغم من أنها في سنتها الأخيرة من المرحلة الإعدادية ..
قلت بثقة : لا تقلق يا عمي أنا روز سأعلمها كيف تستيقظ وحدها دون مساعدة أحد ..

قاطعنا صوت جودي الساخر وهي تنزل من على السلالم : لا شكراً ، أنا لا أحتاج قزمة حمقاء مثلك لتعلمني ..
تمتمت بغيظ : كفي عن مناداتي بالقزمة .
حركت كتفيها بلامبالاة : لكنها الحقيقة ..
قاطعنا صوت والد جوليا الذي قال بحزم : كفا عن الجدال وتناولا الفطور ..
صمت احتراماً للسيد روك ، وتابعنا تناول الفطور بهدوء .

خرجت من المنزل وجودي إلى جواري ، نظرت إليها بطرف عيني ، على الرغم من أنها تصغرني بعامان إلا أنها أطول مني ..
دفعتها قليلاً وقلت : لا تقفي بجواري أيتها الكريهة ..
نظرت إلي بمكر وكأنها فهمت ما كان يدور في ذهني : قولي أنك تخجلين من الوقوف بجواري لأني أفوقك طولا ، ولازلت أزداد طولاً بينما نموك قد توقف ..

قلت متصنعة الغرور بينما نحن نسير : يقولون أن الأقزام هم أكثر الناس عباقرة في العالم ..
لتجيب بسخرية : أووه حقاً !! هذا واضح جداً حتى أنك تحصلين على أقل الدرجات من شدة عبقريتك ..



أخرجت طرف لساني لأغيظها وقلت : أنا أتصنع الغباء لا أكثر ، ولو أردت التفوق على جوليا لاستطعت ذلك بسهولة ، لكنني أحب أن أسخر عبقريتي في أمور أخرى غير الدراسة ..
-
أنت تجيدين الثرثرة فقط ..
-
أنا لست كذلك ..
-
بلى أنت كذلك ..
-
لست كذلك ..

كنا لنكمل الشجار لولا أن شخصاً ما قاطعنا من الخلف : أنتما تتصرفان بطريقة طفولية جداً أمام الآخرين ..
إلتفت إلى مصدر الصوت لأجد لوريوس يقف خلفنا ، ثم تابع حديثه وهو ينقل ببصره بيننا : أنتما حقاً تشبهان بعضكما في الطباع ..

نظرت إليه بإستنكار لنقول بصوت واحد : ماذا !! هذه الحمقاء تشبهني ؟؟ مستحيل ..
انفجر لوريوس ضاحكاً بعد أن نطقنا بتلك الكلمات بصوت واحد ، نظرت إلى جودي وقلت بحنق : كفي عن تقليدي ..
-
هذه جملتي ..

قاطعنا لوريوس مجدداً : هي هي هي لا تبدآ بالشجار مجدداً ، وبالمناسبة نسيت أن أعتذر إليك يا جودي أنا آسف جداً ..
نظرت إليه جودي قليلاً قبل أن تقول بهدوء : هل لازلت تهدف للإنتقام يا لوريوس ..
ابتسم لوريوس بحزن : جوليا لا شأن لها بموت أخي ، وأنا كنت أحمقاً حين فكرت في الإنتقام منها ، ولو أنني فعلت شيئاً سيئاً لها أنا متأكد من أن أخي سيغضب مني كثيراً ..
-
من الجيد أنك عدلت عن قرارك ..

قلت بفضول : بما أنكما فتحتما هذا الموضوع مجدداً فأنا أريد أن أعرف القصة كاملةً ، عندما كنت أنا وسوبارو نسترق السمع إليك أنت وجوليا لم أستطع أن أفهم الموضوع بشكل واضح ..
ردت جودي : لا وقت لذلك ، أنا يجب أن أذهب إلى المدرسة الآن ..

ذهبت جودي لتسلك الطريق الأخر غير طريقنا ، بينما قال لوريوس : إن أردت معرفة تفاصيل القصة فاذهبي لسؤال جوليا ..
-
فعلت ذلك لكنها قالت بأنها قصة قديمة لا داعي لأن أشغل نفسي بها ، لقد كان من الواضح جداً أنها لا تريد إخباري ..
-
إن كان الأمر كذلك فلا داعي لأن أخبرك بذلك أيضاً ..

نظرت إليه بإستياء ، وقلت بشيء من العصبية : ما المانع في أن أعرف ؟؟ ألا تثقون بي أم ماذا ؟؟ حدق بوجهي قليلاً قبل أن يقول : لكل منا يا روز أمور نحاول إخفاءها عن من حولنا حتى لو كانوا أقرب الناس لنا ، حتى أنت يا روز لديك أمور قد تخفينها ، لذا إجبار الناس على قول شيء يرغب في كتمانها أمر سيء ..

صمت على الرغم من أن الأمر لم يعجبني ، أحيانا أشعر وكأن جوليا تجبر نفسها على مصاحبتي ، ولازالت تعتبرني صديقة لها من باب الشفقة لا غير ..
أكره فعلاً هذا الشعور الذي يجعلني أفكر من وقت لآخر لماذا لازلت على قيد الحياة ؟؟ أهناك من يهتم بي حقاً ؟؟ أم أن الجميع من حولي يجاملونني لا غير ؟؟ هززت رأسي محاولة طرد هذه الأفكار والوساوس ، ثم تابعت السير إلى المدرسة محاولة إشغال تفسي بالتفكير بأمر آخر ..
عندما وصلت إلى الصف كانت جوليا تجلس في مكانها وحولها مجموعة من الفتيات الجدد اللواتي أصبحن صديقات لنا منذ مدة قصيرة ..

جلست في مكاني دون أن ألقي التحية وأنا مقطبة الجبين ، لاحظت جوليا عبوسي وقالت حينها بمرح : مابك يا روز ؟؟ هل يمكن أن تكوني قد تشاجرت مع جودي كالعادة ؟؟ أجبت عليها ببرود : لا لم نتشاجر مطلقاً ..

أتاني صوت لوريوس الضاحك : وماذا شاهدت أنا في طريقي للتو ؟؟ ألست كنت تتشاجرين مع شبيهتك ؟؟ صحت بإنزعاج : ليست شبيهتي كم مرة يجب أن أقول ذلك ..
بينما قالت جوليا : حتى أنت لاحظت ذلك يا لوريوس ؟؟ يبدو أن الشبه بينكما واضح جداً ..
-
عندما قابلت روز تذكرت جودي فوراً،. إنهما متشابهتان جداً ..

قاطعتهما : هي أنتما توقفا عن مقارنتي بها ، بدأت أنزعج من ذلك ..
سألتني يونا حينها : من جودي هذه التي تتحدثون عنها ؟؟ أجابتها جوليا : إنها أختي التي تصغرني بعامين ..
-
أرغب في رؤيتها حقاً حتى أرى وجه التشابه بينها وبين روز ..
قلت بملل : لا أنصحك بذلك ، فبمجرد أن تقابليها ستندمين على ذلك كثيراً ، فهي تمتلك لساناً سليطاً وتحب إختلاق الشجار ..
تمتمت يونا ضاحكة : إنها تشبه شخصاً أعرفه.
قلت بغضب : ماذا تعنين أنها تشبه شخص تعرفينه ؟؟ أنا لست كذلك مطلقاً ..
نظرت إلي بمكر قائلة : أنا لم أذكر اسمك يا روز ، فلم الغضب ؟؟ ضحكت إحدى الفتيات قائلة : يبدو أن روز تقر بتشابههما في داخلها لكنها تخجل من الإعتراف ..
كنت مستعدة لأصرخ في وجهها ولكن جوليا تدخلت بسرعة قائلة : أنتن تغضبن روز هكذا ، لننسى هذا الموضوع والنتحدث في أمر آخر ..

لو لم تتدخل جوليا الآن لكنت قذفتهن بأسوء الشتائم وأجلعهن ينفرن من حولنا ، ولكن يبدو بأن جوليا تعلم ماكنت سأفعله لهذا تدخلت في الوقت المناسب ..
نظرت إليها بإمتنان لترد لي بإبتسامة لطيفة ، حينها تذكرت أن هناك شيئاً أردت فعله وبشدة منذ مدة ..

اقتربت منها قليلا وهمست بصوت خافت : جوليا أريد أن أقابل زوج والدتي أرجوك ، فهناك شيء أريد سؤاله ..
نظرت إلي بتفاجؤ وقالت بإستنكار : هل أنت واثقة من هذا ؟؟ أجبت بهدوء : هناك عدة أمور أريد سؤاله عنه ..
-
تريدين مني مرافقتك صحيح ؟؟
-
نعم ولهذا أخبرتك بالأمر ..
-
هل أخبرتي والدي بذلك ؟؟
-
لا ليس بعد ..
-
إذاً أنا سأفاتحه بالأمر ، وسأختار اليوم المناسب لذلك ..
-
حسناً سأترك الأمر لك ..

ابتعدت عنها بعد أن انتهينا لألاحظ نظرات الجميع المصوبة نحونا بفضول فقد كنت أنا وجوليا نتهامس فيما بيننا ..
قالت ميرنا : أليس من السيء أن تتهامسا ونحن حولكما ؟؟ لم لا تشاركينا بما لديك نحن أصبحنا صديقات أليس كذلك ؟؟ قلت بسرعة : ليس الأمر وكأننا نخفي عنكم شيئاً ، أردت فقط أن أزورها في منزل جدتها ..
قفزت إحداهن بحماس قائلة : إن كان الأمر كذلك فأنا أريد أن أذهب أيضاً ، سيكون من المدهش زيارة قصر السيدة المعروفة موتسومي ..
تحمسن الفتيات لكذبتي هذه ، وأصبح الجميع يرغب بزيارة جوليا في منزل جدتها ..

نظرت إلى جوليا وأنا أبتسم بإرتباك فأنا أعلم أنها ليست من اللواتي يحببن إستضافة مجموعة من الناس ، لكن لم يكن أمامها خيار سوى أن توافق على طلبهن ، واتفقن جميعاً على زيارتها في نهاية هذا الأسبوع ..
***

~
جوليا ~


صباح هذا اليوم تلقيت رسالة من ياماتو أخبرني فيها أنه يريد مقابلتي وحدي في إحدى المطاعم التي افتتحت من مدة قصيرة بجوار المحطة ، وقد حرص على تنبيهي بأنه يريدني وحدي فقط في موضوع خاص ..

عند انتهاء الدوام المدرسي توجهت إلى هذا المطعم بسرعة لأجد ياماتو جالساً على إحدى المقاعد بإنتظاري ، ولكن لسبب ما هناك شخص ثالث جاء فجأة من بعدي وجلس معنا على نفس الطاولة ، والإجواء مشحونة قليلا بشكل غريب ، والأغرب منه وجه ياماتو المليء بالجروح والكدمات ..نظرت إلى سوبارو الذي لم يزح ناظريه عن ياماتو : إذاً أخبرني مجدداً مالذي أتى بك إلى هنا ؟؟ أجاب دون أن ينظر إلي : إنها مجرد مصادفة لا غير ..
نظرت إلى ياماتو المرتبك وقلت : وأنت يا ياماتو ماذا حصل لوجهك ؟؟ رد بتوتر وهو يتلمس وجهه : آآ لقد سقطت من على السلالم ..
كان من الواضح جداً أنه يكذب ، لكنني لم أعلق على الأمر ، وقلت بهدوء : وماذا كنت تريد مني ؟؟
-
أمم لا لاشيء ..

عدلت جسدي قليلاً وقلت بهدوء : إن لم يكن هناك ما تريد أن تتحدث به معي فأنا لدي ما أريد التحدث به معكما ..
صمت قليلاً وأنا أنقل ببصري بينهما وقلت : العلاقة بينكما لا تعجبني البتة ، أشعر بأن شيئاً ما قد حصل أثناء غيابي هل هذا صحيح ؟؟ رد ياماتو بسرعة : لا أبداً لا شيء حقاً ..
شبكت أصابعي ببعضهما وقلت : لا تحاول خداعي ، لقد لاحظت هذا منذ البداية عندما كنتما في منزلي بعد أن تم إنقاذي ، لقد كان سوبارو طبيعي جداً ولكن عندما أتيت يا ياماتو لم يزح ببصره عنك ، وأنت لم تكن تتصرف على سجيتك ، أنا لن أجبركما على إخباري بما حصل ، كل ما أريده هو أن تصلحا العلاقة بينكما ، أريدكما أن تعودا إلى ماكنتما عليه قبل أن يتم إختطافي ..

لم يتفوه ياماتو بأي كلمة ، وكل ما قام به هو أنه قد أنكس رأسه ، بينما نظر إلي سوبارو أخيراً وقال بنبرة ساخرة : أنت تتحدثين كما لو أننا الوحيدان اللذان تغيرنا ، حتى أنت يا جوليا لم تعودي الفتاة التي أعرفها ، يبدو أن حادثة إختطافك قد غيرنا جميعاً ..

زفرت بملل وقلت بضجر : لن أتدخل بينكما مجددا ، لكن أرجوك يا سوبارو غادر هذه الطاولة قليلاً حتى يعود ياماتو إلى ماكان عليه ، أشعر أن وجودك يربكه ..
عاد سوبارو ينظر إلى ياماتو وهو يقول ببرود : أوصل بك الوقاحة إلى طردي من المكان يا جوليا ؟؟ تاففت بصوت عالي ، أكره سوبارو حين يتصرف هكذا ، ما الذي أتى به إلى هنا يا ترى ؟؟ هل يمكن أن يكون صدفة حقاً كما قال ؟؟ لا .. لا أظن ذلك ، أنا واثقة من أنه تتبعني إلى هنا ، فقد سألني أنا وروز بعد إنتهاء الدوام ما إذا تحدثنا مع ياماتو ، وكنت أنا الوحيدة التي تحدثت معه ، ولهذا ربما تبعني بعد أن شعر بأنني سألتقي به
قطع حبل أفكاري صوت ياماتو المرتفع وهو يقول بعصبية : سوبارو أتظن أنني سأخبرها بسرك ؟؟ لا تقلق الأمر لا يتعلق بك مطلقاً ، لهذا ابتعد حالاً ..
أزحت كرسيي إلى الوراء وقلت وأنا أهم بالوقوف : أنا سأغادر ، وأنتما ابقيا هنا حتى تصلا إلى حل لمشكلتكما ..

غادرت المطعم وأنا أشعر بالإنزعاج قليلاً ، الحالة التي وصلا إليه لا تعجبني البتة ، وتصرفات سوبارو تغيظني كثيراً ..
إلتفت إلى المطعم لأنظر إليهما من الزجاجة الشفافة فإذا بياماتو ينهض من مكانه وهو منزعج كثيراً ، والضيق يبدو جلياً على وجهه ..

ولكن قبل أن يذهب ياماتو بعيداً أمسك سوبارو بمعصمه وأخبره بأمر ما جعل ياماتو يستشيط غضباً حتى احتقن وجهه بالإحمرار ، تجاهلت ما يحصل وصعدت سيارتي التي كانت بإنتظاري في الخارج وغادرنا المكان ..

ليس الأمر وكأنني لست مهتمة بهما ، كل مافي الأمر هو أنه لا سبب لتدخلي بينهما ..
كنت أتأمل الطرقات وأنا أفكر في الشيء الذي أراد ياماتو قوله لي ، فجأة أطلقت شهقة قوية جعل الحارسين ينظران إلي بتعجب ..
قال مات : " أيتها الآنسة ما بك ؟؟ "
ابتسمت قائلة : " لا لاشيء مطلقاً "

يالحماقتي !! كيف لي أن أنسى موضوع مهم كالخطبة ؟؟ لقد أراد أن يتحدث بهذا الشأن بلا شك ، يبدو أنه قد علم بالأمر أخيراً وظن أنني لا أعلم ولهذا أراد التحدث معي ..
كيف لي أن أنسى أمراً كهذا ، كم أنا غبية حقاً ..

لكن الآن أشعر بقليل من الإمتنان لسوبارو ، فأنا لا أعلم ما هو رأي ياماتو في الأمر ، أهو معارض مثلي أم أن الأمر لا بأس به معه ؟؟ يجب أن أضع جميع الإحتمالات أمامي حتى أتمكن من التصرف بطريقة سليمة ..

لقد أخذني التفكير بعيداً حتى أنني لم أنتبه إلى أننا وصلنا إلى منزل جدتي إلا بعد أن نبهني الحارس ، ترجلت من السيارة ودخلت منزل جدتي لأجدها أمامي مباشرةً وملامح وجهها الحاد لا يبشر بالخير ..
فور أن أرأتني نطقت ببطء وهي تصك على أسنانها من الغيظ : لماذا غادرت قبل أن تعرفي ما أراد ياماتو قوله لك ؟؟ إبتسمت إبتسامة جانبية ، كما توقعت ، هي لم تكتفي بإستئجار حارسان شخصيان يرافقانني أينما ذهبت ، بل وأيضاً كلفت أشخاصا آخرين بمراقبتي عن بعد ، وتتبع تحركاتي ، وكوني مراقبة من جميع الجهات أمر لا يعجبني ..

قلت بسخرية : لا أظن أنك بحاجة إلى جواب ، فجواسيسك أخبروك بكل شيء على ما أظن ..
ضربت العصا الذي تستند عليها بالأرض الباردة ليدوي صوته عالي تبعه صوتها الغاضب : لماذا لم تطردي ذاك المزعج ؟؟ والنفرض أنك لم تريدي فعل ذلك كان بإمكانك إصطحاب ياماتو لمكان آخر لتتحدثا بأريحية ، لا أظن أنك قد غفلت عن حلول بسيطة كهذه ..

أطلقت زفرة طويلة حاولت فيها تمالك أعصابي وقلت بعدها : العتاب لن يجدي نفعاً الآن ، عدت إلى منزلي وانتهى الأمر ..
ابتسمت حينها جدتي بمكر وقالت : حسناً لا بأس فقد أتيت بخطة بديلة ، لقد دعوت السيد كودو وابنه للعشاء ، سيأتيان بعد نصف ساعة على الأقل ، جهزي نفسك يا جوليا ..
ثم تابعت بنظرات تهديدية : إياك وأن تحبسي نفسك في الغرفة أو تتصرفي بحمق ..

حركت أكتافي بلا مبالاة وقلت : لا تقلقي لن أفعل شيئاً غبياً كهذا ..
مررت من جوارها متوجهة نحو غرفتي ، التأجيل لن يجدي نفعاً ، وأثناء إنتظارهم يجب أن أجهز أقوالي ..

أخذت حماماً دافئاً أريح فيها أعصابي ، وعندما انتهيت إرتديت ملابس عشوائية دون مبالاة بأن هناك ضيفاً سيتناول العشاء معنا ..
بعد دقائق سمعت صوت طرقات خافتة على الباب علمت فوراً أنها إحدى الخادمات ، فتحت الباب لأجدها تنظر إلي بإستنكار ..
قالت بأدب : آنستي لقد أتى الضيوف أرجو أن تجهزي نفسك لإستقبالهم ..

ابتسمت في وجهها وقلت : حسناً سأنزل إليهم الآن ..
سرت خطوتين إلى الأمام لتمسك بي الخادمة وتقول بتفاجؤ : آنستي أستقابلينهم بهذا الشكل ؟؟ السيدة ستغضب كثيراً ..
حركت شعري الذي يصل إلى أكتافي بغرور وقلت ممازحة : وماذا بي ؟؟ ألست جميلة هكذا ؟؟ أجابت بإحترام : بلى أنت كذلك يا آنستي لكن يجب أن ترتدي شيئاً يليق بحفيدة السيدة موتسومي ..
ضحكت قليلاً وقلت وأنا أطبطب على كتفها : شكراً لك على مجاملتك لكنني لن أغير ملابسي..

***
~ ياماتو ~


كنت أجلس بجوار أبي الذي يتحدث مع السيدة موتسومي وأنا أشعر بالتوتر مجدداً ، بعد دقائق لمحت جوليا تنزل من على السلالم بخطوات متزنة وهي ترتدي قميصا كان قد بهت لونه من كثرة الإستعمال..

انتبه الجميع لقدومها وحين التفتت إليها جدتها صاحت بغضب : ما هذا يا جوليا ؟؟ أهذا مظهر تستقبلين به الضيوف ؟؟ ثم لماذا لم ترتدي حذاءً أيتها البلهاء ؟؟ أنزلت بصري نحو قدمها لأجدها حافية كما قالت جدتها ، حينها انطلقت مني ضحكة قصيرة لا إرادية ، سرعان ما كبتها حين حملق فيني أبي بحدة ..
قالت جوليا وهي تنظر إلى ملابسها : وما به ملابسي يا جدتي ؟؟ إنه يبدو جميلاً ..


تدخل أبي حين رأى السيدة موتسومي تكاد تموت غيظاً من جوليا وقال : دعيها يا سيدة موتسومي ، لترتدي ما يريحها من الملابس ..
هدأت السيدة بعد ما قاله أبي وجلسنا نتحدث قليلاً ريثما يجهزون من ترتيب المائدة ..
كانت جوليا تتحدث معي بشكل طبيعي جداً ، ولم تسألني عما حصل معي أنا وسوبارو بعد مغادرتها ، وهذا أراحني قليلاً ، فأنا لا أجيد الكذب ..

لكن الشيء الذي يزعجني هو أنها وبتصرفها هذا لا أستطيع قراءة ما يدور في عقلها ، هل صدق أبي حين قال أنها تعلم بالموضوع ؟؟ أنا لا أشعر بأنها تعلم ، فلو كان الأمر كذلك لتغير تصرفاتها معي وكنت لألاحظ ذلك ، لكن هذا لم يحصل ، إذاً فأبي يكذب بلا شك ، وقد قال ما قاله ليرغمني على الزواج بها ..

لكن لو علمت بالأمر فماذا سيكون ردة فعلها يا ترى ؟؟ أتوقع أنها إذا ما علمت فستشعر بالخجل مني ، ويستحيل لها أن تتصرف بهذا الشكل ..
انتبهت على صوت الخادمة التي أعلمتنا بأن العشاء جاهز ، نهضنا جميعاً متوجهين إلى غرفة المائدة ، جلست السيدة موتسومي على رأس الطاولة على يمينها جوليا وأبي وأنا في الجهة اليسرى منها ..


تناولنا العشاء بهدوء وبعد أن انتهينا عدنا إلى غرفة الضيوف ، فجأة وقفت السيدة موتسومي وأبي وقالا : لدينا ما نتحدث به قليلا وأنتما ابقيا هنا..
غادرت السيدة موتسومي مع والدي وبقيت أنا وجوليا وحدنا ، شعرت بأن هذا هو الوقت المناسب لأتحدث معها بشأن موضوع الخطبة ، لكنني أشعر بقليل من الخجل والإرتباك ..


قررت أن استجمع شجاعتي وقلت بصوت حاولت أن يكون طبيعياً : جوليا هناك أمر مهم أريد أن أتحدث به معك ، إنه يتعلق بمستقبلك ..
نظرت إلي بعيون باردة جعل نسبة التوتر ترتفع أكثر ، إن كانت تنظر إلي بهذا الشكل فهذا قد يعني أمران ، إما أنها لا تعلم بالأمر وسيكون من المحرج أن أخبرها ، وإما أنها ترفض فكرة الإرتباط بي ، وأتمنى أن يكون الإحتمال الثاني هو ما يحصل الآن..

بلعت ريقي بإرتباك ، وعدلت من طريقتي في الجلوس ، وقلت بإبتسامة صفراء : جدتك يا جوليا تخطط لأن أمم آآ ....
لم أعلم كيف سأصيغ الأمر لها ، فأنا أشعر بالإحراج الشديد ، فبعد أن أخبرها يجب أن أخبرها برفضي دون أن أجرح مشاعرها وأزعزع ثقتها بنفسها ، لكنني لا أعلم كيف أفعل ذلك حقاً ..

أيقظني صوتها الهادئ وهي تقول : أعلم بالأمر مسبقاً يا ياماتو ، ولهذا أريد أن أسمع قرارك ..
تفاجأت حين قالت ماقالته بهذه النبرة الهادئة والخالية من المشاعر ، ماسر هذا البرود يا ترى ؟؟ قلت لأتأكد من ما إذا كانت تعلم بالموضوع فعلاً أم أنها تعني شيئاً آخر : عن ماذا تتحدثين يا جوليا ؟؟
-
عن الأمر الذي أردت أن تتحدث به معي أعني بشأن مستقبلنا الذي رسماه لنا جدتي ووالدك ، ما رأيك بالأمر ..

إنها تعلم حقاً ، لا أصدق ذلك ، لكن تصرفاتها لا تدل على هذامطلقاً ، نطقت قائلاً : ما رأيك أنت أولاً ؟؟
-
أنا من بدأت بسؤالك لهذا أنت من يجب أن يجيب.

فتحت فمي قليلاً لأقول محاولا تجاهل قلبي : أنا ليس لدي إعتراض على الأمر إن كان الأمر لا بأس به معك أيضاً ، لا أملك سبباً لرفضك يا جوليا ..
أنهيت عبارتي لأنظر إليها وهي ترمش بصدمة ، إبتسمت لها بشكل إجباري وقلت : ما بك متفاجئة هكذا ؟؟ وأنت ما رأيك بالأمر ؟؟ تنحنحت قليلاً بعد أن أفاقت من صدمتها وقالت بعد صمت : إن كنت لست معترضاً على الزواج من فتاة مثلي فلا بأس معي ..
تصنعت الضحك وقلت : ماذا تعنين بقولك فتاة مثلي ؟؟ لا تنظري إلى نفسك بإستصغار هكذا ..
كادت جوليا أن ترد علي لكن دخول جدتها ووالدي قاطعنا ، لاحظت أن كلاهما مبتسمان بشكل غريب حينها أدركت أنهما كانا يتنصتان علينا ، وقد غادرا ليسمحا لنا بالتحدث بشأن الموضوع ..

تحدثت جدة جوليا بعد أن جلست على الأريكة الذهبية : ياماتو جوليا يبدو أن كلاكما موافقان على الخطبة وأنا سعيدة لسماع ذلك ، حفيدتي لن تجد شاباً أفضل منك يا ياماتو ..
تابع أبي من بعدها : ونحن أيضاً لن نجد فتاة أفضل من جوليا ، وبما أننا متفقون جميعاً فأنا قررت أن أقيم حفلة نهاية هذا الأسبوع نعلن فيها عن خطوبتكما ..


لافائدة من الإعتراض ، الأمر لم يعد يشكل فرقاً معي ..
لكنني تفاجأت حين سمعت جوليا تقول بإعتراض : لنأجل الموضوع ليوم آخر ، فصديقاتي سيأتين لزيارتي نهاية هذا الأسبوع ..
تحدثت جدتها : أجلي الزيارة لموعد آخر ..
-
أنا اتفقت معهن قبلاً ، لن أقبل بتغيير الموعد ..

يبدو أن جوليا مصرة على رأيها ، وإن استمرت على هذا فستغضب جدتها حتماً ، نظرت إلى أبي لأرى ما سيفعل ، حينها قال : سيدة موتسومي لنؤجل الحفل لا مشكلة في ذلك ..
قالت الجدة معترضة : ولكن .....
ابتسم أبي : قلت لابأس ، لنؤجل الموعد من أجل جوليا ..
تنهدت بيأس وقالت : حسناً سأتنازل هذه المرة فقط ..

إبتسمت جوليا مجاملة أبي ، ثم قالت بعدها بهدوء : هناك أمر آخر أريد أن أتحدث به معك ، هناك فتاة لديها ثقب في قلبها وتحتاج إلى عملية جراحية في دولة أجنبية ، ولكن المشكلة أنها لا تمتلك المال الكافي لدفع تكاليف العلااج ، ولهذا أريد منك أن تساعديها أرجوك ..
نظرت إليها السيدة بإستنكار قائلة : ماذا ؟؟ ولماذا يجب أن أساعد فتاة لا أعرفها ؟؟ هل هي صديقتك أو شيء من هذا القبيل ؟؟
-
في الواقع أنا لم أعرفها إلا قبل عدة أيام ، ولكنني أريد مساعدتها فأنا السبب في إنتكاس حالتها الصحية ..


ضحكت جدتها بسخرية : أتريدين مساعدة فتاة لم تقابليها سوى قبل أيام ؟؟ أتمازحينني يا جوليا ؟؟عقدت جوليا حاجبيها بإنزعاج على الرغم من أنها لازالت تتحدث بهدوء : جدتي أرجوك ، أنت لديك الكثير من الأموال ، صرفها لعلاج فتاة مسكينة لن يضرك أبداً ..
يبدو أن النقاش بينهما سيطول كثيراً ، لهذا قاطعتهما مخاطباً جوليا : لا بأس يا جوليا أنا سأتكفل بذلك ، هل لا بأس بذلك يا أبي ؟؟ حولت نظري إلى أبي ورمقته بنظرات متوسلة ، وأنا أرجو في داخلي ألا يرفض الأمر ويحرجني أمام جوليا ..


-
لا شيء يجبرني على تحمل مسؤولية تلك الفتاة ، لا تحاول يا ياماتو ..
جواب أبي كان صدمة بالنسبة لي ، لم أظن أنه سيرفض طلبي ، قلت بإنفعال : ولماذا ؟؟ أنت لم تعارض فكرة مساعدة آلبرت لماذا لا تريد مساعدة هذه الفتاة أيضاً ؟؟أجاب ببرود : الجواب واضح ، أنت من جعل آلبرت على ما هو عليه الآن ، ولهذا علاجه سيكون مسؤوليتي ..
نظرت إلى جوليا بإحراج ، الآن لا أحد يرغب في مساعدة شينا ، ماذا سنفعل بالضبط ؟؟ نطقت جوليا حينها : جدتي سأستعير بعض النقود منك وأعدك أنني سأعمل حتى أجمع المبلغ كاملاً ، لذا ....
قاطعتها الجدة : لن أدع حفيدتي تعمل وترهق نفسها ، سأساعد تلك الفتاة لكن أخبريني أولاً لماذا أنت مصرة على مساعدتها ؟؟
-
هذا سر لا يمكنني إخبارك به ..
-
إذاً لن أساعدك ، فأنا أكره الطريقة التي تعاملينني به يا جوليا، فأنت دائماً تخبئين الأمور المهمة عني ..

زفرت جوليا طويلا : إنسي ما طلبته منك ..
قالت جوليا هذا لتنهي الموضوع بشكل مؤقت لأنني أدرك أن الأمر لن ينتهي عند هذا الحد ، ربما فعلت ذلك لأنها لم تُرد أن تطيل في النقاش أمامنا بما أننا ضيوف هنا ..


بقينا قليلاً ثم غادرنا المنزل بعد أن ودعنا جوليا وجدتها ..
صعدت السيارة وأبي من خلفي ، لأسمعه يقول مباشرة : أنا فخور بك يا ياماتو ، هذا هو إبني الذي أعرفه ..
ابتسمت بذبول دون أن أنطق بكلمة ، ثم إلتفت إلى النافذة أتأمل الطريق بشرود ..


على الرغم من أنني أردت الرفض إلا أنني لم أستطع ، فأنا كنت أشعر بأنني إذا رفضتها فسأجرحها حتماً ، وأنا يستحيل لي فعل ذلك لأي فتاة ، فكيف بصديقتي جوليا الفتاة التي تأذت كثيراً ؟؟ لم أُرد أن أجعلها تتأذى أكثر مما تأذت ، كان يجب أن أضع مشاعري نحو روز جانباً ، فمن الحقارة أن أجرح جوليا وأذهب لأتزوج صديقتها روز ..

ضحيت بمشاعري من أجل جوليا ، ربما تصرفي هذا سيريح ضميري قليلاً ، فأنا آذيتها سابقاً حين عجزت عن تنفيذ أوامر ساي ، والآن حان الوقت لأعوضها عما فعلت ..
أنا لست نادماً على قراري أبداً ، نعم لست كذلك ، أو لنقل أرجو ذلك ..

***

~
جوليا ~
بعد مغادتهم إلتفت إلى جدتي وقلت بصرامة : إسمعي يا جدتي إذا لم تريدي مساعدة الفتاة فأنا سأذهب إلى والد ياماتو في الغد وأرفض إبنه ، وإن لم تريدي حدوث ذلك فمن الأفضل أن توافقي ..
نظرت إلي بإستصغار قائلة : أتحاولين تهديدي يا جوليا ؟؟ أدرك أن العناد لن يجدي نفعاً معها ، لكنني أشعر بالغضب الشديد ، بهدوء لذاصحت بإنفعال : أنت تتحكمين بحياتي كثيراً وأنا لم أعارض أبداً ، أجبرتني على ترك منزلنا والمجيء إلى هنا ، وأنا فعلت ما أردتيه ، والآن أردتي أن تزوجيني بياماتو وأنا وافقت على الرغم من كراهيتي للفكرة ، ألا تستطيعين مساعدتي قليلاً دون التدخل ؟؟أمالت جدتي شفتها قليلاً بإستهزاء : هه في النهاية أنت وجودي كلاكما لا سواء ، وأنا التي ظننت أنك مختلفة عنها ..
أمسكت رأسي محاولة إستعاد هدوئي ، لا يجب أن أتصرف مع جدتي بهذه الطريقة ، يجب أن أهدأ ..

قلت بعد أن استطعت التحكم بأعصابي : أعذريني يا جدتي ولكن وكما تعلمين لا بد أن يأتي الوقت الذي يفقد فيها المرء أعصابه ، ولكنني أعلم أن هذا ليس مبرراً كافياً لوقاحتي ، لذا أنا آسفة جداً ..

أشاحت بوجهها بلامبالاة : لست مضطرة للإعتذار فليس غريباً بالنسبة لي أن تعاملني حفيدتي بوقاحة خصوصاً إذا كان روك والدك وكينور والدتك ..
أخبروني ماذا يمكن أن أفعل لها الآن ؟؟ أحاول أن أتمالك نفسي حتى لا أقول شيئاً أندم عليه لااحقاً ، لكنها وبكلامهاا المستفز تصعب علي الأمر ..
تمتمت بيأس : سأذهب للنوم فقد تأخر الوقت ، تصبحين على خير ..
توجهت إلى غرفتي وفور وصولي ألقيت بجسدي على السرير وأنا أطلق تنهيدة قوية ..


لا تسألوني لماذا وافقت على ياماتو ، فأنا بنفسي لا أعلم الجواب ، لكن الرفض كان أمراً صعباً ، أصعب مما تخيلت ..
عندما قال ياماتو عن رأيه في الخطبة تبخرت جميع الكلمات التي أعددتها مسبقاً في ذاكرتي ، ولكنني استطعت إخفاء إرتباكي بمهارة مُثلى خلف قناع الهدوء ..
ولكن شيء في داخلي يقول أن ياماتو غير مرحب بالفكرة مثلي ، ولكنه أُرغم على الموافقة ..


أرغب في سؤاله عن هذا لكن لا أظن أنني أمتلك الشجاعة الكافية لسؤاله ، ولهذا يبدو أنني مجبرة على مسايرة الوضع في الوقت الحالي ، فهناك شيء أهم من هذا ، إنها شينا أخت كيتورا ..

يجب أن أجد وسيلة تجعل جدتي توافق على دفع تكاليف علاج شينا دون أن تتدخل في التفاصيل ، ولكن هذا شيء أشبه بالمستحيل فجدتي تحب أن تحشر انفها في جميع الأمور صغيرها وكبيرها ..
أغمضت عيناي محاولة النوم ، يجب أن أنام الآن حتى يعمل دماغي جيداً في الغد ..
.
.
.
استيقظت من نومي على صوت طرقات خفيفة على الباب ، كنت أدرك أنها الخادمة التي أتت لإيقاظي ..
أخبرتها بأمر إستيقاظي وذهبت أجهز نفسي للذهاب إلى المدرسة ..
بعد أن انتهيت من إعداد نفسي ، نزلت لتناول الفطور دون أن أتفوه كلمة بشأن موضوع الأمس مع جدتي ..

في المدرسة فور رؤية سوبارو لي سأل مباشرة : هل أخبرك ياماتو بأمر ما ؟؟ نظرت إليه بشك : ما الذي تعنيه ؟؟ تنهد بإرتياح وقال : إذاً لم يخبرك ، هذا جيد له ..


في استراحة الغداء تم استدعائي أنا وروز وسوبارو إلى غرفة المدير ..
حينها قال لوريوس بتفاجؤ : ما الذي يريده المدير منكم ؟؟ هل فعلتم شيئاً ؟؟ ردت روز : أنا بنفسي لا أعلم ..
قال سوبارو : لن نعرف حتى نذهب إليه ..

وقفنا ثلاثتنا إلى مكتب المدير ، وكانت روز تتقدمنا قليلاً ، طرقت باب مكتبه بشكل همجي ثم دخلت إلى المكتب بقوة وكأنها تداهمه ..
قال المدير بحدة : روز ألا تستطيعين التصرف بشكل لائق أكثر ؟؟ لترد روز ببرود : كيف لي أن أتصرف بلباقة وأنت استدعيتنا إلى هنا ونحن لم نقم بشيء خاطئ ؟؟ زفر المدير بقلة حيلة : ومن قال أنني استدعيتكم لهذا السبب ؟؟
-
إذاً لماذا أتيت بثلاثتنا إلى هنا ؟؟وقف المدير حينها من مكانه وقال بجدية : اسمعوني ، أنتم تعلمون أن الإختبارات النهائية قد قاربت ، وأنا أعلم بالظروف التي مررتم بها في الأسابيع السابقة ، فجوليا لم تكن موجودة وروز وسوبارو لا أظن أنهما كانا منصتان إلى الشروح في ظل تلك الظروف ، ولهذا أردت إخباركم أنني طلبت من معلميكم أن يُفرغوا أنفسهم من أجلكم ، بمعنى أنه إذا صعب عليكم أي شيء في أي مادة فبإمكانكم سؤال المعلم ..
تمتمت روز بتذمر : ولماذا لم تلغي الإختبارات لنا مرة واحدة ؟؟ يالك من بخيل ..


أمسك المدير برأسه ناطقاً بإستياء وهو يهز رأسه : أسكتوا هذه الكسولة قبل أن أجن بسببها ..
ابتسمت حينها وقلت : شكراً لك على اهتمامك ..
-
العفو هذا واجبي ، لا أريد لدرجاتكم أن تهبط ، أريدكم أن تكونوا كما أنتم وتتصدروا المراتب الأولى ..
ثم أردف وهو ينظر إلى روز : أما أنت فأريد لعلاماتك أن ترتفع هل سمعت ؟؟ أجابت روز بغرور : أنا راضية بالعلامات التي أحصل عليها عادة ..
تجاهلها المدير الذي قال ببرود : هذا كل ما أردت قوله ، تستطيعون المغادرة الآن ..

بعد انتهاء الدوام المدرسي طلبت من السائق إيصالي إلى المشفى التي فيها شينا ، يجب أن أقابلها مجدداً لأطمئن على صحتها ..
نزلت من السيارة بعد أن أقنعت الحارسين بالبقاء في السيارة ، كنت أسير إلى الغرفة التي فيها شينا بخطوات بطيئة ، هل ستنفعل فور رؤيتي كما حصل في السابق ؟؟ أنا خائفة قليلاً من ردة فعلها ..

عندما وصلت أمام باب غرفتها أخذت نفساً عميقاً ثم طرقت الباب قليلا، فتحت الباب وأطلت برأسي إلى الداخل لأجدها مستلقية على سريرها ..
استجمعت شجاعتي ودخلت إلى الغرفة ، لأنتبه إلى أنها نائمة ، حينها تنهدت براحة ..


-
هل أتيت وحدك هذه المرة ؟؟ إلتفت إلى المريض الذي تحدث معي ، إنه خادم ياماتو ، المحرج أنني نسيت إسمه ، لكنني قلت بإبتسامة : نعم ، ياماتو لم يأتي معي ..
-
هذا جيد ..
سألته بتردد : كيف حال شينا أيها السيد ؟؟ وهل كانت طبيعية عندما أفاقت من الغيبوبة ؟؟ أجاب الرجل وهو ينظر إلى شينا النائمة من مكانه : عندما تستيقظ فهي تبدأ بالهيجان ، فيضطرن الممرضات إلى حقنها بالمنوم لتهدأ وتعود للنوم ..


نظرت إليها بحزن ، لا أعلم إلى متى سأستمر في التسبب بالضرر للآخرين ، لم أكن السبب في موت كيتورا وحسب بل وجعلت شينا في حالة سيئة أيضاً ، ولا أنسى شيبا طبعاً الذي انتحر بسببي ..
أنا يجب أن أفعل شيئاً من أجلها لأكفر عن ذنبي ..


طلبت من خادم ياماتو ألا يخبر شينا عن قدومي ، فأنا أخشى أن يزداد حالتها سوءً ..
غادرت المشفى وطلبت من السائق إيصالي إلى مخفرا لشرطة لمقابلة أبي ، وعندما وصلنا نزلت من السيارة وحدي ، ودخلت إلى المخفر لأسأل عن أبي ..
أخبروني بأنه في مكتبه الآن ثم توجهت إليه ..


كان أبي متفاجئ جداً من رؤيتي هنا ، ولهذا قال : من الغريب أن أراك تأتين إلى مكان عملي ..
جلست أمامه وقلت : هناك موضوع أريد التحدث بشأنه معك ..
-
وما هو ؟؟
-
روز تريد مقابلة زوج والدتها ، هل يمكنها ذلك ؟؟
صمت أبي قليلاً ثم قال : أفضل ألا تقابله أبداً ..
-
ولماذا ؟؟
-
هناك أمور يجب ألا تعلمها إن أردات أن تستمر في العيش بسعادة ..
-
إذاً هناك أمور لازلنا نجهلها ..
-
ومن الأفضل ألا تعلموا بها ..

وقفت حينها وقلت : إن كنت تظن هذا فأنا أثق بما تقوله يا أبي ، ولكن يجب عليك أن تتحدث معها ، والآن وداعاً ..
إستدرت لأغادر المكان لكن صوت أبي أوقفي حين قال : جوليا كيف هي الحياة في منزل جدتك ؟؟أدرت وجهي إليه وقلت بإبتسامة مصطنعة : لا بأس ، جدتي لطيفة على الرغم من أنها عنيدة ..
-
أعلم أن أمي طيبة القلب لكنني قلق عليك قليلاً ، فأمي تحب أن تتحكم بحياة الآخرين وأخشى أن تخطط لشيء لن يرضيك ..

إبتسمت في داخلي ، جدتي قد فعلت وانتهت ، ولكنني لن أخبره ، فلازال هناك أمل في أن يلغى موضوع الخطبة بالكامل ..
نظرت إلى أبي وقلت بثقة : لا تقلق يا أبي فمخططات جدتي لن تنجح معي أبداً ، فأنا إبنتك في النهاية صحيح ؟؟ ابتسم أبي دون أن ينطق بشيء ، وأنا غادرت المكان عائدة إلى المنزل ..


***

~
كازوما ~

نهضت من مكاني استعداداً لمغادرة المدرسة بعد إنتهاء ساعات عملي ، خرجت من بوابة المدرسة فإذا بي أجد شخصاً ما أمامي يبتسم لي بطريقة غريبة ..

قلت بصرامة : ماذا هناك ؟؟ لماذا تنظر إلي هكذا ؟؟ مد بطاقته نحوي وقال : أنا الصحفي تسوكاسا ، وأنت السيد كازوما على ما أعتقد مدير هذه المدرسة صحيح ؟؟
-
نعم وماذا تريد مني ؟؟.
-
جوليا تدرس في هذه المدرسة ولهذا أنت تعلم بلا شك بعض الأمور المتعلقة بقضية الإختطاف ، أليس كذلك ؟؟ أجبته بكذب : جوليا لم تتحدث معي ، وأنا لم أشأ التدخل في الأمر ..
أمال فمه قليلاً وكأنه يدرك بأنني أكذب عليه ، وبعدها قال : أيها المدير أنت لديك توأمين صحيح ؟؟ قلت بخوف : ما الذي تنوي فعله بهما ؟؟ ابتسم بمكر وقال : لا شيء أردت فقط التأكد من الأمر ..

إستدار بعدها وسار خطوتين إلى الأمام ، ثم توقف فجأة وقال بنبرة خبيثة : لقد قامت الشرطة بستر شيء مهم في القضية ، ولكن لن يطول هذا كثيرا ..

غادر بعد أن قال كلماته ليجعلني في دوامة من الحيرة والخوف ، هل يُعقل بأنه اكتشف أمري ؟؟ لقد قام والد جوليا بإخفاء أمر تورطي ، حتى لا أُطرد من عملي ومنصبي ، هل يعقل بأن هذا الصحفي قد علم بالأمر ؟؟ شعرت حينا بالخوف بمجرد التفكير بالأمر ، أرجوا أن يكون ظني في غير محله ، أرجو ذلك حقاً ..
لا أحد يعلم بالأمر سوى رجال الشرطة وجوليا وسوبارو وياماتو وروز ، ولا أظن أن أحداً سيخبر الشرطة بالأمر ، حتى روز الخرقاء لا أظن أنها ستخبرهم ..


لحظة .. هناك شخص آخر يعلم أيضاً بالسر ، وهو الشخص الذي آذيته أكثر من غيره ، نعم إنها يومي ..
بدأت الدماء تتجمد في عروقي ، لقد انتقلت يومي للعمل في مكان آخر قبل عدة أيام بعد أن وجهت لها تلك الكلمات القاسية ..
هل يمكن أنها قد أخبرت الصحفيين بالأمر لتنتقم مني ؟نهاية الفصل ..
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس