عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-03-2017, 09:58 PM
 


-: يحكى انه في قديم الزمان، بعيدًا بعيدًا على الجانب الاخر من العالم..، قرية صغيرة مختلفة عن بقية القرى...
حيث كان يعيش القليل من البشر اللذين لايفنون مهما طال الزمن، وإلى الابد...
كانت السماء تشع ليلًا بالوان قوس المطر، وصباحًا تمطر ريشًا ابيضًا يزعم إنه يتساقط من أجنحة الملائكة اللاتي يطرن عاليًا في السماء.
يحكى إنه في تلك القرية بحيرة سرمدية مائها حلو كالعسل، يشفي من اي مرض مهما كان، وأي جرح أينما كان، ويعطي الحياة الابدية لأيا كان...
وزهور لماعة تنير سواء أكان ليلًا او نهارًا، شتاءً او صيفًا، ربيعًا او خريفًا...
كان من تلك الزهور حمراء بوهج احمر زاهٍ ، وبيضاء بوهج أبيض صافي...، كانت الزهور الحمراء تنمو كل يوم ، لكنها لاتعيش اطول من مائة عام...
بينما الزهور البيضاء تنمو كل عشرة اعوام لكنها تعيش لاكثر من الف عام...
في احد الايام..، لاحظ سكان القرية إن احدى الزهور البيضاء اصبحت تشع وهجًا احمر كالزهور الحمراء...
وشيئًا فشيئًا أخذت تتلطخ بالاحمر حتى كادت ان تصبح حمراء بالكامل...، فمابقي منها إلا جزء ابيض صغير
ليتلطخ بالحمرة بدوره ايضًا، تلطخت الزهرة البيضاء بالاحمر بالكامل، وتحولت في لحظة إلى زهرة سوداء فاحمة
اصبحت الزهرة البيضاء سوداء، وحلت لعنه على القرية والعالم اجمع...
إستعمي إلي بياتريس، يقال إن من يصل إلى تلك القرية يحقق امنياته مهما كانت.
لكن العبور إليها شبه مستحيل، حيث عليك عبور القارات والبحار السبعة وفقط الذهاب بإتجاه الشرق...
السير في طريق محفوف بالمخاطر، زيارة اماكن عجيبة لم يرى احد مثلها قط، ومجابهة الموت الاف المرات والمرات.
بياتريس، اياك ومحاولة الذهاب إلى هناك !!، إنه مكان حيث قلة مختارة من البشر يصلون إليه فقط...

بعد مرور إثنا عشر عامًا

داخل منزلٍ متهالك من الخشب..,
تركض الفتاه ذهابًا وإيابًا حاملةً في يدها شمعة تتوهج بلون برتقالي دافئ ينير ما حولها
تنادي الفتاة بصوتها الهش...
+: لوكي..., لوكي..., أين ذهبت ؟, لوكي...
دخلت الفتاة إحدى غرف المنزل..,
واستمرت تنادي ذلك الإسم حتى ظهر سنجاب رمادي الظهر أبيض البطن والوجه أزرق العينين
×: ما الأمر بيارين.., نحن في منتصف الليل...
تثاءب السنجاب بعد ما نطق جملته تلك وبدأ يفرك عينيه الدامعتين بيديه الصغيرتين
+: أنا اناديك من أجل استعدادات الرحله بكل تأكيد.., أتذكر ؟, لقد أخبرتك بأننا ذاهبون إلى قرية الزهور ألم افعل...؟
×: أستذهبين فعلًا ؟, بيارين..., ألم تقل لكِ لينا دومًا أن لاتحاولي البحث عن تلك القرية ؟
+: يجب عليّ أن أذهب !, مهما كانت المخاطر ومهما كانت بعيدة فأنا بالتاكيد سأذهب !!,
سوف أجد قرية الزهور.., وسأجد بحيرة الخلود , وسأتمكن من رؤية شكل العالم صباحًا بأم عيني !!, كما أنه...
×: كما أنه ؟
تبتسم الفتاة ثم تكمل كلامها قائلةً
+: كما أنه لو لم تكن لينا تريد مني الذهاب..., لم تكن لتحكي لي عنها من الأساس أليس كذلك ؟
×: آآه.. يبدو أنه لايمكن إيقافكِ بعد الآن..., حسنًا لقد قررت..,
إن كانت بيارين ستذهب على أي حال.., فانا سأحميكِ خلال رحلتكِ بكل تأكيد !
+: أجل !!, لكن قبل ذلك..., يجدر بنا الذهاب لتوديعها أولًا...
" أنا أدعى بياتريس... بشرية.., ستة عشر عامًا.., لديّ شعر أسود نادر..,
عينان زرقاوان وبشرة شاحبة البياض.., ولدت و أنا لا أستطيع أن أرى في النهار..,
لذلك أنا لم المح الشمس ولو لمرة واحدة طوال الستة عشر عامًا الماضية...,
عندما كنت طفلة.., حكت لي مربيتي عن قرية الأحلام..,
حيث توجد بحيرة تمنح الأمنيات وتشفي الأمراض.., أنا الآن ذاهبة إلى هناك.., إلى قرية الزهور !...
هذا السنجاب السحري هنا يدعى لوكي.., كما ترون انه يستطيع الكلام...,
لوكي يملك شعرًا فضيًا يغطي ظهره أذنيه وذيله بالكامل.., وشعرًا أبيض يكسو وجهه و بطنه..,
كما إنه يملك عينان زرقاوان كلون السماء...
في الواقع إنه سنجاب يعيش في الأماكن الباردة...,
إنه صديقي الوحيد منذ أن كنت طفلة..., والآن هو ذاهب معي إلى قرية الزهور "
في تلك الليلة.., كانت السماء خالية من السحاب فقط كما كل ليلة..,
السماء الصافية.., القمر الهلالي الشكل..., والنجوم اللامعة...
وتحت تلك السماء البراقة.., كل ما كان موجودًا هو تل من العشب الأخضر.., وقبر فوقه باقة من الزهور...
بياتريس : لينا..., أنا أعلم أنكِ قلقة عليّ دومًا..., وتعتنين بي دومًا..,
لكني الآن أصبحت شخص مختلف.., لا.., سأكون شخصًا مختلفًا من الآن...
لقد قررت أن أذهب إلى قرية الزهور التي حكيتِ لي عنها..,
لكنني سأحرص على أن لايصيبني مكروه حسنًا ؟, لذا لايجب عليكِ القلق بعد الآن..
نيه لينا..., مع أنكِ قلتِ لي أن لا افكر بالذهاب هناك..,
أنا أعلم أنكِ في أعماقك أردتِ حقًا مني الذهاب..., لا.., ربما أردتِ الذهاب بنفسكِ إلى هناك...
لذا لينا.., أنا ذاهبة لتحقيق أحلامنا حسنًا ؟..
لوكي : بيارين سنتأخر إن لم تسرعي..,
إنها الساعة الواحدة منتصف الليل فعلًا.., على هذا المعدل ستشرق الشمس قبل أن نصل إلى موقف العربات...
بياتريس : قادمة !!.., إذا لينا.., إلى اللقاء...

يتبع الفصل القادم ~

رد مع اقتباس