عرض مشاركة واحدة
  #119  
قديم 03-02-2017, 02:04 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/01_02_17148592663790712.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


||٤٠||




~ ياماتو ~


في اليوم الذي يليه كنت في المنزل بما أنها عطلة نهاية الأسبوع ، استيقظت باكراً على الرغم من أنني أشعر بالتعب بسبب حفلة الأمس ، ولكنني مضطر إلى ذلك لتناول الفطور مع أبي ..


- ياماتو ماذا تنوي أن تفعل اليوم ؟؟
نظرت إليه بإستغراب ، إنها المرة الأولى التي يبتدئ فيها حواراً بينما نحن نأكل ، أجبت بإستغراب : لا أمتلك أي مخططات لهذا االيوم ، لكن لم السؤال ؟؟
- لماذا لا تخرج مع أصدقائك هذا اليوم وتسلوا أنفسكم قليلاً ..
توسعت حدقتا عيني وأنا أنظر إليه بغير إستيعاب ، ليقول بإنزعاج : لماذا تنظر إلي هكذا ؟؟ أنا لم أقل شيئاً غريباً ..


إبتسمت ببلاهة وقلت : هاا لا لا شيء أبداً ..
- إذاً ما رأيك بالإقتراح الذي اقترحته عليك ؟؟
تمتمت بغباء : أي إقتراح تعني ..
احتدت ملامحه وصرخ بغضب : أعني ما قلته للتو عن ذهابك مع أصدقائك إلى مكان ما ..
هززت رأسي بإيجابية وأنا أقول : أهاا أنت تعني هذا ، لكنني أعتقد بأنني سأرفض ذلك ، فأنا لا أمتلك أصدقاء مقربين مني لأقضي معهم وقتي في العطلة ..


حدق فيني أبي ناطقاً بهدوء : وماذا عن جوليا وسوبارو وروز ؟؟ أليسوا من أعز أصدقائك ؟؟
تفاجأت حين قام بذكرهم أمامي ، ما الذي يحاول أبي الوصول إليه ؟؟ لم أعد أفهمه حقاً ..
قلت بضيق : أبي إلى ماذا تهدف بالضبط ؟؟


أجاب ببساطة : لقد قررت السماح لك بمقابلة أصدقائك مجدداً ، هذا كل ما في الأمر ..
همهمت بشك : أهذا كل شيء حقاً ؟؟
رمقني بنظرة حادة وقال : أتشك في صحة كلامي ؟؟ على أية حال إذا لم ترد ذلك فأنت حر ..
قاطعته بسرعة : لا لا أنا فعلاً أريد أن نعود نحن الأربعة إلى ما كنا عليه ، شكراً لك يا أبي ..


- لا داعي لشكري ، وبالمناسبة لدي رقم جوليا ، إن أردت التحدث معها فأخبرني حتى أعطيك رقمها ..
قطبت حاجباي بإستغراب : ولماذا رقمها بحوزتك ؟؟ ومتى حصلت عليه ؟؟
- لقد حصلت عليها بطريقتي الخاصة ، ألديك مانع ؟؟


لم أجب عليه وعدنا نتناول الفطور ، وأنا أشعر بشيء من الريبة والشك ، أبي يهدف لشيء ما بالتأكيد ، وإلا لما سمح لي بالتسكع مع سوبارو والبقية ..
انتهينا من تناول الغداء وعدت أنا إلى غرفتي وما هي إلا دقائق حتى طرقت إحدى الخادمات باب غرفتي وسلمتني ورقة فيها رقم هاتف محمول ، وأخبرتني أنها رقم جوليا ، ووالدي من طلب منها تسليمي هذه الورقة ..

ازداد شكي أكثر ، هو بالتأكيد يخطط لأمر ما ، لكنني لا أعرف كيف سأكتشفه ..


أخذت أقلب الورقة بين يدي ، حتى لو اتصلت عليها فلا أعلم ما يمكنني قوله ، وفجأة تذكرت أن شينا تريد مقابلة جوليا منذ مدة ، ووجدت أنها الفرصة المناسبة لأعرف جوليا على شينا ، فأنا أنوي زيارة آلبرت على أي حال ..


اتصلت عليها لترد بعد دقائق بصوتها الهادئ : مرحباً ..
قلت بإبتسامة : صباح الخير جوليا أنا ياماتو ..
- أووه ياماتو !! غريب من أين أحضرت رقم هاتفي ، لا أذكر أنني أعطيتك هو ..
- لا يهم من أين ، على أي حال هل أنت متفرغة اليوم ؟؟
- ولماذا هذا السؤال ؟؟
- ما رأيك أن ترافقيني إلى المشفى ، فهناك إمرأة تريد مقابلتك بشدة ..


قالت بإستغراب : وماذا تريده مني ؟؟ وهل أعرفها ؟؟
- لقد قالت بأنها سمعت عنك كثيراً ، ولهذا تريد مقابلتك وجهاً لوجه ..
- وما اسمها ؟؟
- شينا ..
- المعذرة لا أعرف إمرأةً بهذا الإسم ، لربما أرادت رؤيتي لإشباع فضولها ليس إلا حول قضية الإختطاف ..


كلامها كان مقنعاً ، فالنساء بطبعهن فضوليات جداً ، وهذا الإحتمال ليس مستبعداً بما أنها شينا ..
مع ذلك لم أرد أن أرفض طلب شينا المريضة ولهذا قلت بترجي : هيا يا جوليا أرجوك ، شينا مريضة بالقلب ولا أحد يأتي لزيارتها ، لربما زيارتك لها ستحسن من حالها ، لذا أرجوك يا جوليا تعالي معي ..
زفرت بملل ثم قالت : حسناً سأذهب ..
قلت بفرح : شكراً لك يا جوليا ، وبالمناسبة تحدثي مع روز أيضاً لترافقنا ..
- بالطبع سأفعل ذلك ، وأما أنت فأخبر سوبارو فأنا لا امتلك رقم هاتفه ..
صمت لثواني قبل أن أقول بهدوء : سأحاول ذلك ، حسناً قولي لروز أن تجهز نفسها الساعة العاشرة..
- حسناً إلى اللقاء ..


أقفلت جوليا الخط دون أن تنتظر ردي ، ولم أعر الأمر إهتماماً ، وبأصابع مترددة اتصلت على سوبارو ، وأنا أشعر بقليل من الإرتباك والتوتر ..
هو يكرهني لكنني أظل متشبث به ، أبدو حقاً كالعلكة الملتصقة به ، ولكنني لا أستطيع تركه ، فأنا حتى لا أعلم سبب بغضه لي ، أنا بالتأكيد سأحاول تحسين العلاقة بيننا ..


شعرت بالخيبة حين أقفل الخط في وجهي ، ولم أشأ إزعاجه بإتصال آخر ، لكنني تفاجأت حين وصلتني رسالة منه كان محتواه [ أيها الثري المغفل إياك والإتصال بي مجدداً]
عبست حين قرأت رسالته الغبية ، لا أعلم لماذا يبغضني إلى هذه الدرجة ، ولقب الثري المغفل يغضبني كثيراً ..


صرخت بغيظ وأنا أنظر إلى هاتفي المحمول وكأنني أخاطب سوبارو : أنت من أراد مصادقتي أيها الغبي ، تباً لك أيها الأحمق ..
وضعت الهاتف على المنضدة وأنا أشعر بالإنزعاج الشديد ، لقد صبرت على حركاته كثيراً ، وصبري كاد ينفد ، صحيح أنني لا أغضب من الآخرين بسهولة ، ولكن إذا استمر الشحص في إغضابي فأنا لن أظل هادئاً ..




***

~ جوليا ~


اتصلت على هاتف جودي فأنا أعلم أن روز لا تمتلك هاتفاً ، وحين أجابت طلبت منها أن تعطي الهاتف لروز ، ولكنها أخبرتني بأنها لا تزال نائمة ..
ثم أردفت بفضول : ماذا تريدين منها في مثل هذا الوقت الباكر ؟؟
- أردتها أن ترافقني إلى مكان ما ، لكن بما أنها نائمة فلا بأس ..


قالت جودي حينها : إذاً خذيني معك عوضاً عنها ..
فكرت في أنه لا مشكلة في إصطحاب جودي معنا ، لذا قلت : حسناً إذاً عليك أن تستعدي في الساعة العاشرة ، سنمر عليك بسيارة ياماتو ..


أنهيت المكالمة وأشغلت نفسي بقراءة كتابا ريثما أنتظر الساعة العاشرة ، وحين لم يتبقى إلى ربع ساعة على الوقت المحدد ، بدأت أجهز نفسي ..
ارتديت قميصاً أبيض اللون ، وبنطال أزرق وارتديت أعلاهم معطفاً باللون الأزرق بما إن الأجواء باردة ، ثم قبعة صوفية ، وحينما انتهيت أتتني الخادمة لتخبرني بأن سيارة ياماتو بإنتظاري ..

غادرت منزل جدتي بعد أن ودعتها ، ولم يخف علي نظراتها التي تنظر فيها إلي منذ أمس ، لكنني أتجاهلها عمداً ..
عندما وصلت السيارة أخبرت ياماتو بأن روز لن تأتي معنا ، وستأتي جودي عوضاً عنها وهو لم يعارض وجودها .

وحين سألته عن سوبارو تغيرت ملامحه وقال بشيء من الغضب : هو منشغل قليلاً ، ولهذا لن يستطيع المجيء ..
كان من الواضح أنه يكذب وهذا يظهر جلياً عليه ، لكنني سايرت كذبته ، فأنا أشعر بأن هناك شيئاً بينهما ، فقد كانت تصرفاتهما حين كانا في منزلنا غريب قليلاً ، ولم يكن كالمعتاد ..

اصطحبنا جودي التي لم تكف عن الثرثرة منذ دخولها إلى السيارة ، وما يشجعها أكثر هو أن ياماتو يعير لها إهتماماً ، ويصغي إلى ترهاتها ..
توقفت السيارة أمام إحدى المستشفيات ، وفتح السائق الباب لنا ، لتقول جودي بإستنكار : لحظة !! ماذا نفعل أمام المشفى ؟؟
خرج ياماتو من السيارة وقال مبتسماً : نحن هنا لزيارة مريضين ، أين ظننت أننا ذاهبون ؟؟
أخذت جودي بالتذمر بينما أنا طلبت من ياماتو تجاهلها وأنا فعلت المثل ..

سرنا خلف ياماتو بين ممرات المشفى ، ووقفنا أمام الغرفة ١٠٨ ، طرق ياماتو عدة طرقات خفيفة وفتح الباب ..
دخل أولاً لنتبعه نحن الإثنتين ، جلت ببصري نحو الغرفة التي تضم ثلاثة أسرة ، ولا يوجد سوى مريض واحد مستلقٍ على إحداها ..


بمجرد أن وقع عين الرجل علينا حتى قطب حاجبيه بإنزعاج ، بينما قال ياماتو مبتسماً : كيف حالك اليوم يا آلبرت ؟؟
ليرد ببرود عليه : من هاتين اللتان معك ؟؟ ولماذا أتيت بهما إلى هنا ؟؟
إلتفت إلينا ياماتو وقال وهو يشير إلينا : هذه جوليا التي حدثتك عنها ، والتي بجوارها هي أختها الصغرى جودي ..

ارتسمت على وجهه إبتسامة ماكرة وعيناه مثبتتان نحوي ، ثم قال بنبرة متلاعبة : أووه إذاً هذه جوليا التي رأيتها في حلمك وبكيت من أجلها ..
أصدر ياماتو شهقة قوية وقال بإحراج : ما الذي تقوله يا آلبرت ؟؟ كف عن التفوه بالترهات ..

انتابني فضول لمعرفة ما يعنيه هذا المدعوا آلبرت ، ولكن وقبل أن أسأل قال آلبرت موجهاً خطابه إلي : يبدو أنك عبثت بقلب سيدي الصغير جيداً ، أنا متفاجئ لأنك استطعت ......
أوقف ياماتو ثرثرته بعد أن أغلف فمه بيده ، ووجهه قد صبغ بالإحمرار بشكل غريب ، ثم صاح بقليل من الغضب الممزوج بالخجل : الأمر ليس كذلك يا آلبرت ، لقد أخبرتك عن السبب سابقاً لذا لا تلفق قصصاً من خيالك ..


أطلقت تنهيدة طويلة وقلت : أنا لا أهتم بالأمر الذي تتحدثان عنه ، لكن أخبرني من هذا الرجل ؟؟ وأين المرأة التي حدثتني عنها ؟؟


أجاب بربكة : آآ هذا الرجل يدعى آلبرت ، وشينا لا أعلم أين هي الآن ..
قال آلبرت : شينا ذهبت لرؤية الطبيب قليلاً وستعود قريباً ..
تقدمت جودي وقالت بفضولها المعتاد : هي ياماتو ماذا كان يعني هذا الرجل عندما قال بأنك بكيت من أجل جوليا ؟؟ هل حصل ذلك فعلاً ؟؟
قلت بحدة : جودي كفي عن التدخل في أمور لا يعنيك ..


كادت جودي أن ترد علي إلا أن صوت الباب الذي فُتح أثار فضولها وجعلها تلتفت لتنظر من الداخل ..
دخلت المرأة ذات الشعر الأسود إلى الغرفة ، وكان من الواضح أنها إحدى المرضى ..
حدقت فينا بنظرات غامضة وقالت مخاطبة ياماتو ولا تزال عيناها مثبتتان نحونا : من هاتان الفتاتان يا ياماتو ؟؟


أجاب ياماتو بإبتسامة : إنها جوليا التي رغبت برؤيتها ، وبرفقتها أختها جودي ..
تمتمت ببطء : أي منهما هي جوليا بالضبط ؟؟


تقدمت للأمام خطوتين ثم قلت : أنا هي جوليا أيتها الآنسة ..
بمجرد أن أنهيت جملتي انقضت علي فجأة كثور هائج ، ولكنني استطعت إمساك يديها بسرعة قبل أن تتمكن من توجيه ضربة نحوي ، ثم قلت بهدوء وأنا أنظر إلى وجهها المكفهر : أنت شفافة جداً لدرجة أنني استطعت معرفة ما تفكرين به من خلال نظراتك فقط ..


حاولت أن تحرر قبضتيها وهي لا تكف عن شتمي ونعتي بأقبح الصفات ، تدخل ياماتو وأمسك بها ثم رفعها عني وهي تحاول عبثاً الوصول إلي ..
أحكم ياماتو إمساكها ولهذا حررتها ، وهي لا تزال تصرخ في وجهي بغضب ، ومن شدة غضبها بدأت بالتفوه بكلمات متداخلة لم أفهمها وحتى أنها بدأت بذرف الدموع التي تدل على عجزها ..


لم أكن أقل صدمة من ياماتو الذي نظر إلي بحيرة وقلق ، لأقول له بهدوء : دعها يا ياماتو ..
- لكن ....
قاطعته : من دون لكن ، دعها أرجوك ..
بمجرد أن أفلتها ياماتو عادت لتنقض علي مجدداً ، لكنني لم أحاول مقاومتها ، أسقطتني أرضاً ويدها مغروزة في شعري واليد الأخرى تصفع به وجهي ..
لمحت ياماتو يقترب مني لمساعدتي ، ولكن شينا تملكتها قوة غريبة جعل ياماتو يعجز عن مساعدتي ..


لم تكن جودي لتقف مكتوفة اليدين وهي تراني أُضرب ، فساعدت ياماتو في إبعاد شينا عني ، وبشق الأنفس استطاعا إبعادها ..
منظرها الباكي ووجهها الغاضب جعلني أشفق على حالها ، هي لم تضربني عبثاً ، يبدو أنني فعلت شيئاً لها ..
عدلت شعري وقلت بنبرة هادئة محاولة إمتصاص غضبها : إنها المرة الأولى التي أقابلك فيها ، ما الذي يجعلك غاضبة مني إلى هذه الدرجة ؟؟


بدأت أنفاسها بالتسارع ، وصدرها يعلو ويهبط بوضوح ، إنها على وشك الإنفجار الآن ، فتحت ثغرها قليلاً وقبل أن تتفوه بكلمة غزت ملامح الألم وجهها ، وجسدها يرتعش بشكل مريب ..


سمعت حينها صرخة عالية : استدعوا الطبيب حالاً ، لقد أصابتها نوبة قلبية أخرى ..
صراخ الرجل آلبرت جعلت قدماي تتحركان مسرعة نحو الخارج ، لطلب المساعدة من إحدى الممرضات ..
وأتى الطبيب مسرعاً إليها وأخذوها إلى غرفة الإنعاش ..


كنت أنا وياماتو وجودي ننتظر خارجاً ، فهم لم يسمحوا لنا بالدخول معها ، وسط هذه الأجواء المتوترة قالت جودي : تلك المرأة المجنونة لماذا هجمت عليك فجأة ؟؟
نظرت إليها بغضب ، إنه ليس الوقت المناسب للتحدث عن أمور كهذه ، قبل أن أتمكن من الصراخ عليها تحدث ياماتو : جودي في وقت كهذا لا يجب أن نفتتح مواضيعاً لا أهمية لها ، لنتمنى فقط أن تكون بخير أولاً ..


أسلوبه في النصح جعل جودي تنصت إليه دون أي اعتراض ، ولو كنت أنا لصرخت في وجهها وزادت الأمور إشتعالاً ..
بعد دقائق اقترب منا السيد آلبرت بمقعده المتحرك وقال مخاطباً ياماتو : سيدي الصغير ماذا حصل لشينا ؟؟
قال ياماتو وهو يحرك قدمه بتوتر : لا أعلم ، لم يخبرونا بأي شيء حتى الآن ..


نداء السيد آلبرت لياماتو بالسيد الصغير جعلني أتذكر من يكون ، إنه الخادم ذاته الذي كان يعمل في منزل ياماتو بلا شك ، وأنا رأيته حين ذهبنا إلى منزله ، الآن عرفت لماذا كان وجهه مألوفاً لدي ..


مشكلتي أن ذاكرتي ضعيفة ، ودائماً أنسى الأشخاص بسرعة كبيرة ، ولهذا ربما أكون قد أخطأت في حق شينا يوماً ولكنني نسيت الأمر ، ولهذا هي حاقدة علي ..


طال إنتظارنا لساعة ونصف ، وخرج الطبيب أخيراً لنندفع جميعاً بإتجاهه ، ونمطره بإسئلتنا المتعلقة بصحة شينا ..
رفع يده أمامنا لنتوقف جميعاً ، ليقول بقليل من الغضب : ما الذي جعل حالها يسوء إلى هذه الدرجة ؟؟ ماذا قلتم لها بالضبط ؟؟ أو ما الذي حصل بالتحديد ؟؟


تبادلنا النظرات الحائرة فيما بيننا ، ليجيب ياماتو أخيراً : لا نعلم حقاً حضرة الطبيب ، بمجرد أن رأت جوليا حتى انقلبت فجأة ..
حدق فيني الطبيب لبرهة ثم قال بعد أن علت عليه الدهشة : إن لم أكن مخطئاً فأنت هي الفتاة ذاتها التي أصبحت حديث الجميع ..
إلتصقت جودي بي وقالت بتباهي : نعم هي ذاتها ، الفتاة التي واجهت وقتاً عصيباً ولا زالت قوية حتى الآن ، وأنا أختها جودي ..


حرك الطبيب نظارته وقال : الآن فهمت الأمر ، هل لك أن تأتي معي قليلاً لأشرح لك الأمر ..
نطق ياماتو بسرعة : وأنا أشعر الفضول حول ذلك أيضاً ، لذا هلا سمحت لي بمرافقتم أيضاً ..
- لا بأس ..

على الرغم من أنه سمح لياماتو فقط بمرافقتنا إلا أن الجميع لاحقونا حتى المريض آلبرت ..
دخل الطبيب مكتبه وجلسنا في الجهة المقابلة له ، شبك أصابعه ببعضها وأسند يديه إلى الطاولة ثم قال : اسمعيني أيتها الآنسة ، شينا كانت تمتلك أخاً يكبرها بعدة أعوام لكنه مات قبل مدة ليست بالطويلة ، في البداية أخبرتنا الشرطة أنهم لم يجدوا شيئاً يدل على أنه قد قُتل ، ولهذا استنتجوا أنه قد انتحر ، انهارت شينا وساءت حالتها الصحية كثيراً ، ولكن قبل بضعة أيام أتت الشرطة وأخبرتنا أنه قد قُتل في الواقع ، ولم يكن إنتحاراً كما ظنوا ، وهل تعرفين من قاتله ؟؟


اكتفيت بهز رأسي بالنفي وأنا أنصت إليه بجميع حواسي ، ليقول بعدها ببطء : إنه ساي نفسه الذي اختطفك ..
تجمد الدم في عروقي ، وأدركت سبب غضبها مني ، ولكن للتأكيد سألت بنبرة متماسكة عكس ما في داخلي : هل إسم ذلك الأخ هو كيتورا ؟؟
أومأ برأسه بإيجابية ، لأشعر وكأن صخرة عملاقة ألقيت علي ، شينا هي الأخت التي طلب مني كيتورا مساعدتها قبل موته ، شينا هي نفسها أخت الرجل الذي قُتل بعد أن حاول إنقاذنا ، أي صدفة هذه ، لم أتوقع أنني سأقابلها بسهولة هكذا ..

قطع حبل أفكاري صوت ياماتو الذي قال : أنا لا أفهم ما شأن جوليا بالأمر إذا كان ساي هو من قتل أخ شينا ؟؟
تركت الطبيب يشرح الأمر له ، فأنا لم أعد أمتلك الطاقة الكافية للتحدث ..


- كيتورا كان يعمل لدى ساي ، ولكننا لم نكن نعلم أنهم منظمة إجرامية ، فقد ظننا أنه مجرد موظف في شركته ، قبل أيام أخبرتنا الشرطة بهذا الأمر ، كما أنهم أخبرونا بأن رجال ساي قد اعترفوا بأنهم قتلوا ساي بعد محاولته لإنقاذ الضحيتين ، ولهذا شينا تبغض الآنسة جوليا كثيراً ، حتى أنهم اعترفوا بأنهم حملوه بعيداً وزوروا مسرح الجريمة من أجل إبعاد التهم عنهم ..

صاحت جودي بغضب : حتى لو أنه مات من أجل إنقاذ جوليا ، فهذا لا يعني بأنها السبب في موته ، تلك المرأة مجنونة بلا شك ..
قلت بهدوء : تخيلي لو قُتلت وأنا أحمي أحدهم واستطاع هذا الشخص الذي أحميه النجاة ، ألن تشعري بالغضب مثل شينا ؟؟
أشاحت جودي بوجهها ولم تتفوه بكلمة ، بينما قال السيد آلبرت : لماذا حاول إنقاذك يا جوليا ؟؟
قلت بكذب : يبدو أن ضميره قد أفاق ولهذا حاول مساعدتنا ، ولكنه لم يفلح في ذلك ..

تحدث آلبرت مجدداً لكن هذه المرة كان يخاطب الطبيب : أيها الطبيب أخبرتني شينا بأنك صديق أخاها المقرب منذ الطفولة ، ألا تشعر بما تشعر به شينا الآن تجاه جوليا ؟؟


أطلق الطبيب تنهيدة قوية وقال بعدها وهو ينظر إلي : حقيقة أن صديقي كان يعمل في منظمة إجرامية تشعرني بالحزن ، لكنني أدرك أنه انضم إليهم من أجل أخته فقط ، فهو لم يكمل دراسته بسبب سوء حالتهم الإقتصادية ، ووالداه توفيا في سن مبكر وتركاه يحمل هم أخته المريضة مذ أن كان صغيراً ، وسأكون كاذباً إذا ما قلت أن موته لم يؤثر علي ، لقد شعرت بالحزن الشديد لفقدانه ، فهو لم يكن مجرد صدق بل كان كالأخ أيضاً ، وأنا فخور لأنه مات من أجل محاولته لإنقاذ هذه الفتاة ، فهذا دليل على أن طيبة قلبه لم تلوث بعد ..


ساد الصمت على المكان لدقائق ، قبل أن يسأل ياماتو : انشغلنا بالحديث ونسينا سؤالك عن شينا ، كيف حالها الآن ؟؟
- لقد قمنا بإنعاش قلبها ويجب أن تبقى في العناية المركزة مدة ٢٤ ساعة ، المشكلة أن حالتها من سيء إلى أسوء ..


قلت بإستغراب : هي ما مشكلتها بالضبط ؟؟
- هناك ثقب في قلبها منذ ولاادتها ، وكان يجب عليها أن تخضع لعملية جراحية منذ مدة ، ولكنها لا تمتلك حتى نصف المال الكافي لدفع تكاليف العملية ، ولهذا ......
قاطعته بقولي : أنا سأتكفل بالدفع ، إن كانت العملية ستحسن من صحتها فأنا سأدفع لكم المال ..

إبتسم الطبيب إبتسامة جانبية وقال : العملية يجب أن تقام في دولة أجنبية على يد جراحين ماهرين ، ولا أظن أنك تستطيعين دفع التكاليف كلها ..
قلت بإصرار : بل أستطيع ثق بي ..
كانت نظراته التي ينظر إلي بها هي نظرات شك ، فهو غير واثق من مقدرتي على الدفع ، لذا تدخل ياماتو : حسناً أنا سأقوم بذلك أيها الطبيب ، فأنت تعلم من أكون ..
ابتسم الطبيب براحة حينها وقال : إن كنت أنت فأنا سأجهز ملفها من الآن ، وسأرسل إليهم تقريراً عن حالها ..


هممنا بالمغادرة ، ووقف الطبيب معنا ، وبعد أن مر بجواري همس في أذني بخفوت : لقد كان كيتورا مأسوراً بك كثيراً ، لهذا أنا لن أفعل بك شيئاً ..
نظرت إليه بتفاجؤ ليكمل مبتسماً : لقد كان يتحدث عنك كثيراً أمامي وأمام شينا ولم يكف عن مدح شجاعتك وقوتك ، ولهذا هي تراك سبباً في موته ، ولكنني سعيد لأنك تمكنت من تحريك مشاعره التي كان قد نسيها بسبب حياته الصعبة ..


لم أكن لأظن أبداً أنه سيحدثهم عني ، لقد كان كيتورا أحمقا للغاية ، ما كان يجب عليه أن يقع في حبي ذلك الغبي..


غادرنا مكتب الطبيب وعدنا إلى الغرفة التي فيها آلبرت ، وكان يحاول أن يعود إلى فراشه بصعوبة ، لكن عندما تقدم ياماتو لمساعدته دفعه بعيداً ، لينظر إلينا ياماتو بإحراج ، لذا تظاهرت وكأنني لم أنتبه إليهم ..


استدعى ياماتو إحدى الممرضات لتساعده ، وبعد أن انتهت من عملها غادرت الغرفة ، بقينا صامتين مجدداً فلم تكن هناك مواضيع نتحدث عنها ..
فجأة نطقت جودي وياليتها لم تنطق بشيء : هي سيد آلبرت لماذا أنت في المشفى ؟؟


ملامح ياماتو والسيد آلبرت تغيرت ، وقبل أن أستطيع تدارك الأمر أجاب آلبرت : كل ما في الأمر أن هناك من دفعني بقوة وتسبب في سقوطي مما أدى إلى شللي ..
جودي : إذاً أنت كنت تستطيع السير في السابق ..
أجاب بإبتسامة تخفي ورائها الكثير من الغضب : طبعاً ، ولكن هناك من سلب مني هذه القدرة بسبب لحظة غضب ..
- أووه هذا محزن للغاية ، لو كنت مكانك لم أكن لأسامح الشخص الذي تسبب في شللي ..


كلما استمر الإثنان في الثرثرة كان وجه ياماتو يشحب أكثر فأكثر ، لأستنتج أنه السبب فيما حل بخادمه ، لهذا قررت مقاطعة حوارهما وتغيير مجرى الحديث تماماً : سيد آلبرت ماهي نظرتك للشباب الذين هم أصغر منك عمراً ؟؟
رفع حاجبه بإستغراب : ها !! ما الذي تقولينه ؟؟
في الواقع لم أمتلك موضوعاً أتحدث عنه ، وهذا السؤال خرج من تلقاء نفسه ، حتى أنا بنفسي لا أعلم لماذا سألته هذا السؤال السخيف ..


قلت بإبتسامة مزيفة : نحن نقوم ببحث حول هذا الموضوع ، ولهذ سألتك هذا السؤال ، بما أن مظهرك يدل على أنك رجل ذو إجابة مبهرة ..
نظر إلي بإستنكار وقال : أنت تسخرين مني بالتأكيد ، صحيح ؟؟
قلت بإستسلام : حسناً لا تهتم ..
همست حينها جودي بصوت شبه مسموع : أنت حمقاء ..


لم أعر ما قاله أي اهتمام ، وبقينا قليلاً نتحدث مع السيد آلبرت وبعدها غادرنا ..
عندما صعدنا السيارة سألني ياماتو : جوليا لماذا سمحت لشينا بضربك ؟؟
أجبت وأنا أنظر إلى النافذة : بدت غاضبة للغاية ، ولا أظن أنها ستهدأ إلا إذا فعلت ماتريده ، لهذا سمحت لها بذلك ..


لقد تحملت أموراً أكثر من هذا ، وضرب شينا لي لن يكون سوى كقرصة بعوض ، وإن أرادت التنفيس عن غضبها مجدداً فأنا مستعدة لأن أكون كيس ملاكمتها ..
بعدها تذكرت أمراً هاماً ولهذا قلت : بالمناسبة أنا من سأدفع لشينا تكاليف العلاج ..
ابتسم بهدوء : لا بأس إن كنت مصرة ..




***



~ سوبارو ~


مستلقي على الأرض وعيناي مثبتتان على السقف ، أيام الإجازة من أمل الأيام لا أقضيه إلا في تأمل السقف كالآن ، قطع تأملي صوت طرقات الباب ، وقفت بتكاسل ، من يا ترى سيأتي في هذا الوقت ، إنها الساعة الواحدة ظهراً ..


فتحت الباب وحين رأيت السيد روكاوا قلت بملل : كان يجب أن أعرف أنه أنت أيها المزعج ..
الغريب أن وجهه لم يكن يبشر بالخير ، وهناك شيء غريب به ، قلت بإستغراب : سيد روكاوا ما بك ؟؟


قال بسرعة : سوبارو تعال معي بسرعة ..
أمسك بيدي يجرني للخارج ، لكنني قلت برفض : إلى أين ؟؟ لن أذهب إلى أي مكان قبل أن أعرف إلى أين ..
وقف في مكانه ، ثم التفت إلي وقال : إن ميدوري مريضة جداً ، أرجوك تعال لرؤيتها ..


ابتسمت بسخرية وقلت : أعلم أنها خطة منك لتجعلني أقابلها ، أنا لست مهتماً بها بعد الآن ، وحتى لو ذهبت فرؤيتها لي لن تحسن من صحتها ، بل ستزيدها سوءً ، إن كان هناك من سيبهجها فأنت تعلم أنه لن أكون أنا بالطبع ..
احتدت معالم وجهه وصاح في وجهي : أأنت غبي ؟؟ هذا ليس الوقت المناسب لتتحدث عن هذه الحماقات ، إن ماتت ميدوري فأنت ستندم كثيراً لأنك تركتها ، تعال معي قبل أن تندم أيها الغبي ..


أعطيته ظهري وقلت متصنعاً اللامبالاة : أنا لست مهتماً بأمرها ..
أمسكني السيد روكاوا مجدداً وصفعني في وجهي ، حينها نظرت إليه بنظرة باردة ، صفعته لم تحرك فيني شيئاً ، بينما قال هو بغضب : لماذا أنت هكذا يا سوبارو ؟؟ ميدوري المسكينة تعاني كثيراً ، وهي بحاجة إلى من يساندها ، وأنت الوحيد القادر على هذا ، لا تنسى وصية والدك أيها الغبي ، ألم يحثك على أن تتحمل كل ما يأتيك منه ؟؟ كف عن التصرف ببرود ورافقني ..

دفعته بغضب ولم أعد أستطيع تمالك نفسي فصرخت بالمثل : أنت لن تفهمني مطلقاً ، ما فائدة أن أبقى معها وهي لا تنظر إلي حتى ؟؟ حتى أنها لا تعرف من أكون ، ولا ترغب في وجودي أصلاً ، أنت تعلم أنها تكره النظر لوجهي ، حتى أنني وبسببها أصبحت أكره النظر في وجهي أيضاً ولهذا لففته بالضمادات حتى لا أراه ، وأصبحت أُعامل كالمشوه على الرغم من أنني لست كذلك ، أنا لست مهتماً بها بعد الآن ، لأنني أدرك أن إهتمامي بها لن يزيدني إلا عذاباً ..


نظر إلي السيد روكاوا ثم قال بإستياء : أنت حر ، لكن لا تأتيني باكياً إذا رحلت من الحياة ..
استدار ليغادر المكان ، ولكن يدي تحركت من تلقاء نفسها وأمسكت به ..
حدق فيني بتفاجؤ وإستغراب ، بينما قلت بتردد وأنا أتحاشى النظر في عينه : أحالتها سيئة إلى هذه الدرجة ؟؟
- أنت تعلم أنها لا تأكل بإنتظام ، وهذا ما يزيد من سوء صحتها ..
- سأذهب لرؤيتها ..


ابتسم السيد روكاوا وأنا تجاهلته ، ثم سرنا نحو السيارة التي كانت بإنتظارنا ..
لا أعلم لماذا أنا مهتم بها على الرغم من أنها لم تبد لي أي اهتمام ، منذ أن كنت صغيراً وهي تتجاهلني وتعاملني بقسوة ، ولكنني كالأحمق أزداد تعلقاً بها في كل مرة تجرحني فيه ..


بينما كنت غارقاً في أفكارني أتاني صوت السيد الروكاوا يخبرني عن وصولنا ، ترجلت من السيارة وتأملت المنزل الذي تركته بعد أن تخرجت من الإبتدائية ..
هذا المنزل معاكس تماماً للمنزل الذي كنت أسكن فيه ، إنه كبير ونظيف وواسع ومليء بالخدم ، وعلى الرغم من كل هذه الرفاهي إلا أنني أكره البقاء فيه ..


سرت بخطوات مترددة نحو الداخل والسيد روكاوا يتقدمني ، كنت أتتبعه وأنا أتأمل المكان من حولي ، لم يتغير كثيراً عن آخر مرة كنت فيها هنا ، توقفنا أمام باب بني كبير ، أمسك السيد روكاوا مقبض الباب وقال : أأنت مستعد للدخول يا سوبارو ..
قلت متصنعاً البرود : إفتح الباب وكف عن الثرثرة ..


على الرغم من هدوئي إلا أن قلبي كان ينبض بقوة ، وأعصابي كانت متوترة ، والأفكار تعصف في عقلي ، للحظة تمنيت لو أنني لم أحضر ، لكنني قطعت كل هذه المسافة ولا مجال للتراجع ..
فتح السيد روكاوا الباب لتظهر تلك الغرفة الواسعة والتي كانت تمتاز بالفخامة والرقي ، وما يزيد من جمالها هو ألوانها التي أختيرت بعناية ودقة ..


كان اللون الأحمر والذهبي هو السائد في الغرفة ، ويتوسطها سرير أبيض اللون بأطراف ذهبية وغطاء أحمر ، وبين احضانها كانت أمي بجسدها الهزيل مستلقية عليه ..




قدماي لم تقوى على الحراك ، والسيد روكاوا أحس بذلك فأمسكني من يدي وقادني نحوها كالطفل الصغير الذي لا يعرف طريقه ..
وقفت أمامها لأتأمل وجهها الملائكي ..
لقد تغيرت كثيراً ، وجهها أصبح شاحباً أكثر من قبل ، وعظام وجهها بارز بسبب عدم تناولها الطعام بإنتظام ، وعلى الرغم من أنها نائمة إلا أن الدموع كانت تسيل من عينيها المغمضتين ..


مددت يدي بتردد لأمسح الدموع عن وجهها ، ولكنني تراجعت في آخر لحظة ، ولكن فجأة فتحت أمي عينينها الرماديتين ، وحين رأتني تمتمت بصوت خافت : ياماتو !!
انتابني نوبة غضب جديد حين همست بإسمه ، قلت بحدة : أنا سوبارو يا أمي ..


احتدت ملامحها حين ذكرت لها من أكون ، ثم جلست بغضب وصاحت بهيستيريا : لماذا أنت مجدداً ؟؟ أنا لاا أريدك ، أغرب عن وجهي أيها اللعين ، لماذا أنت دائماً من تأتي ؟؟ إفهم أنني لا أريد رؤية وجهك ، أنا أريد ياماتو فحسب ، إذهب يا وجه النحس ..
تمتمت بسخرية مريرة : أهكذا تعاملين إبنك الذي غاب عنك مدة خمس سنوات ؟؟ يالقسوتك يا أمي ..


نهاية الفصل ..
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 03-05-2017 الساعة 08:49 PM
رد مع اقتباس