الموضوع: Ğ r a y
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 01-31-2017, 06:22 PM
 

مشهد.. لن يهدَأ لي بال حتّى أُحوِّلُه إلى رواية..
بإذن الله!


- إذن كيفَ وجدتَها؟

- جميلة حتّى تتكلّم!!

- فقط؟!


نَظَرَ أمامَهُ مُباشَرَةً وَشَرَدَ ذِهنُهُ يسترجِعُ لقَطاتٍ من لقائِهما مَعاً..

كانَ لقاءً يعِجُّ بالكلام.. وفقطِ الكلام..

ضيَّقَ ما بينَ عينيهِ يُحاوِلُ استِذكارَ شيءٍ أعمق..

استَدارَ نحوَ المرآةِ، تنهَّدَ ثُمَّ قالَ بينَما يُعدِّلُ ربطَةَ عُنُقه:

حَسَناً.. إنّها مثلُ كأسِ نبيذ، تُغريكَ حتّى تأخُذَ منها رشفةً، تُذهِبُ عقلَكَ..

ثُمَّ لا تفتؤُ تطلُبُ المَزيد..



ابتَسَمَ ابتِسامَتَهُ الماكرة والمُعلِنةِ عن نصره بينَما يُساعِدُهُ على ارتِداء الجاكيت..

كانَ يهدِفُ من البِدايةِ إلى سماعِ هذه الإجابة..

فالأولى كانت سطحيّة إجابَةُ جميعِ الرِّجال..

أمّا الثانية، فعميقةٌ عمقَ الفراغِ المتروكِ بقلبه.. إجابَةٌ لا تليقُ إلّا به..

ولم تُخلق إلّا لأجلِ تلك المحظوظة!

حاوَلَ جاهِداً السّيطَرَةَ على فضولِه.. وألّا يسألَ "متى ستكونُ رشفتكَ الأولى؟"

وذلك لسببين.. الأوّل أنّ سيِّدَهُ لن يحتَمِلَ الكثيرَ من الفضول.. لقد استغرَبَ أصلاً إجابته للسّؤالِ الأوّل..

والثّاني، أنّه لديهِ تصوُّرٌ بالفعل عمّا قد تكونُ الإجابة..

فأكثَرُ ما عَلمه عن سيِّده طوال هذه السِّنين هو عدم حُبّه خوضَ مغامرات يعلَمُ سَلَفاً أنّها خاسِرة..

ولا يُحِبُّ التّعلُّقَ بأشياءَ.. فانية.. وتمرُّ مرّ الكِرام..

لقد اعتادَ أن تتعلَّقَ الأشياءَ به.. وأن يَمُرَّ هو بدوره عنها مرّ الكِرام!

ذلك باعتِقادِه أهدى للبال !!
__________________