عرض مشاركة واحدة
  #190  
قديم 11-05-2016, 10:55 PM
 
Post

[align=center][tabletext="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_01_16145397721093441.png');"][cell="filter:;"][align=center]



20
"قدر مخطوط على صفحات الزمن"


...................... ...........
مصادفته لفتاة ذات شعر نيلي بعمر الرابعة أو الخامسة عشرة ربيعا لم تكن متوقعه... فمن يستطيع هذا المقطوع من شجرة أن يلتقي...؟!

كانت تحادث نيك بأريحية و مرح شقي و هي تضع بعض الورود بلون الأرجوان التي جلبتها في مزهرية زرقاء : هذه لليوم.. غدا سأجلب وردة الكاميليا....

ابتسم ساخرا من خلفها، و كان من الواضح تعلقه بها: روز... لقد أصبح بيتي، بيت لإعتناء الورود... تبقى قلب السقف زجاجيا...

رفعت وردة نحوه: الورود تشعرني بالحياة و التفائل...
أخذ الوردة ليضعها بين خصلاتها التي لا تتعدى عنقها: تفائلك يبهجني حقا، لذا فأنت و الوردة سيان ...

أشار هاروكي لها: من هذه؟

ربت على رأسها القصير: ابنة عمي...
أكملت الأخرى لتترك الطابع الذي تهرب منه نيك أن يستقر بهاروكي: و مخطوبته....
حملت بؤبؤتيه الكحليتان بريقا للأسى الذي شعر به: تشرفت بمعرفتك...
(( ربما لم يستطع إخبارها..))
قال نيك بمرح يقطع رزانته ليخرج الكآبة من صديقه: و قد التصقنا لأجل شركة...

ضمت شفتها بطفولية: ما تقصد أننا التصقنا... ؟
حاول تهدئتها كطفلة لتستشيظ غضبا: لا تفهميني خطأ صغيرتي، لقد أردت أن أفهمه أننا سنرث شركة العائلة مستقبلا...

تركته بعد أن أشاحت بوجهها لتجلس على أريكة بلون فضي: أنت لئيم... سأمنعك من الورد لأسبوع.
ضحك بخفة: سماع هذا مريح ...

ضربت الأرض بكلتا قدميها: و لن آتي أبدا..
قال بإستهزاء:لا روز، هذا كثير.

قالت بإمتعاض: اغرب عن وجهي.

ابتعدت خطواته حقا: حسنا، هاروكي اجلس... لحظات و سآتي.
توجه هاروكي للأرائك جالسا بجانب روز واضعا قدميه على الطاولة التي أمامه: لا تجلب شيئا، انا فقط أتيت لأعرف ماتريد مني.

أجابه نيك: إنما أتيت لتلبية الدعوة.

أراد هاروكي ردعه لكن خطوات نيك ذهبت حيث ترغب...

نظرت روز لجليسها: أنت مستغرب!
فهم أن ظنه كان خاطئا: نوعا ما...
قالت له ببرود أخذ مكان ذاك المرح و الطفولية: والدينا فرضا أمر الخطوبة هذه منذ العام الفائت...
وجهت ناظرها لحيث اتجه خاطبها: و منذ عرف عن مرضه و هو يأمرني بتركه، عديم القلب... هو لا يعلم شئيا عن أثر ما يقول... بقائي بجانبه هو لأجلي لاغير...و يتصرف كأن هذه آخر لحظات حياته..أف منه .

كلمات تنبع بصدق يحرق هاروكي ... خاصة و هو يتخيل مدى ألم نيك...
و في النهاية لم يشأ أن تكون صورة صديقه كشيئ لا مشاعر له...
أمسك بتلك الوردة التي تخللت شعرها: لا أستطيع تخيل عديم قلب يشبه فتاته بوردة جميلة كهذه... من الواضح أنه يهتم لأمرك.

ساد الصمت حتى سمع صوت تنحنح الآتي ساخرا: هاروكي أبعد يدك...
ضحك هاروكي مبتعدا: صدقني كنت أمتدحك.

اكتفت روز ببسمة رضا لنيك و نهضت لتآخذ منه ما أتى به....

مضى الوقت سريعا بالنسبة لهم و هم يتحدثون عن مواضيع مختلفة، حتى قطع نيك سرور روز: عزيزتي، وقت العودة.

رمت عليه علبة مناديل ورقية : تطردني لتكمل جلسة خاصة....ها.
قال و هو جالس على طبيعته يبتسم تلك الإبتسامة المقنعة: روز، دقائق ووالدك يتصل راميا كلماته الصارخة علي.

نهضت متجهة نحوه: حسنا، يبدوا أنك تحتاج التخلص مني اليوم..أسامحك على شرط، أن توصلني غدا للمدرسة.

نهض هو الآخر ليشيعها لباب منزله: رشوة جيدة، مظطر لقبولها.
أمالت رأسها بإنتصار: أراك غدا.
عرضت ابتسامة ودية على شفتيه: نامي جيدا دون عد الساعات.

رفعت يدها مقبوضه ليبادلها الحركة فيضربان قبضة الآخر قائلين: تصبح/ي على خير.
بينت روز ملامح قلق نسبي: انتبه لنفسك نيك، حقا لا أعلم لم...لكني أشعر بالسوء...غدا صباحا يجب أن تكون أمام منزلي...أتفهم؟

أغمض نيك جفنيه ليسترخي قليلا ثم أمسك معصمها ليخرج معها تاركين هاروكي واعيا لخصوصية هذا الحديث....

روز بتعجب من موقف نيك: ماذا هناك؟
أسندها بالحائط مواجها لها: روز، لا تدعي نفسك حبيسة حياة لافائدة منها.... لاتفكري بي و لا تقلقي علي...

قطبت حاجبيها : تريد إعادة هذه الكلمات التافهة، ما شأنك إن أردت التضحية بسعادتي.
شد علي يديه المسندتان جانبيها و سمح لدموع فراغ بالسيلان: أنا لست شخصا يستطيع التخلي عنك ،لو كانت الأيام تسمح لي بالعيش أكثر لرسختها لك...
أعطت لنفسها فرصة الجواب:أيها الغبي... مادمت تتنفس الآن فرسخ حياتك لإسعادي كما تدعي،مضت أيام عديدة و أنت لاتزال واقفا بجانبي......
تنهدت قبل تكمل إخراج ما بداخلها: لقد عشنا سويا بالفعل، و قبل هذه الخطوبة الرسمية أيضا، لذا أنا لست نادمة على قراري...أنا أريد أن تشعرني بأهمية وجودي لا أن تطالب كل يومين بمفارقتك... أنا أفضل أن أكون أرملتك.....

طفح الكيل ... لا مجال للكبت أكثر...
ليس لمن ترى وجوده سعادتها حتى و لو أيام معدودة....
ليس لمن تتخلى عن الواقع لأجل بقاءها بجانبه...
ليس لتلك التي تقف أمام عائلتها، أيامها، مجتمعها للبقاء قربه...
رفع يدها و قبلها قبل أن يبسطها فوق وجنته لتنشف قطرات دموعه: ضربتك هذه المرة قاضية ... كل يوم تجعلين إبعادك أصعب، لكن الآن... جعلته مستحيلا....
ترك يدها و وجهها لعنقه يخرج شيئا: احتفظي بها.

أقبضت يدها على ما وهبها: مازلت تتصرف كالفتيات، قلادة بشكل قلب!
مد يده: أعيديها، لا تستحقين عطيتي...
شدت عليها مبعدة يدها: الهدية لا ترد...إنها ملكي الآن.
باغتها بما لم تنتظر....
"روز أنا أعشقك..."





دخل على صديقه الذي وضح عليه التعمق في التفكير... بكل شيء...
فهاروكي بدأ يفكر بما يحصل لوالده، و الرابط بين ذهابه معهما لجده، و الآن دعوة نيك... فمن المؤكد أن نيك لم يدعوه لقضاء الوقت....

قطع شروده: لنذهب.
توجه للمتحدث: أين؟
قال له: لحيث أستطيع رؤية الحقيقة...
نهض هاروكي مستعدا: لا أعرف عما تتحدث...لكني على جمر لمعرفة ما يجري حول....

وقعت عيني نيك على ورقة مطوية بجانبه ملتصقة بالجدار... فتحها ليقرأها ثم يبتسم.... بل ليقفز قلبه من مكانه جاعلا هاروكي فيو نوبة ريبة....
أخذ قلمه الموضوع في جيب قميصه و كتب شيئا ليرد على تلك الملاحظة...

" من مخطوبتك..؟!"
هذا ما هو واضح لهاروكي ليفصح عنه...

أجابه بالإيجاب و عدستيه الصنوبريتان تتلألآن و كأنها انتقلت لعالم سرق منه الوعي: ..بل زوجتي.
وصل هاروكي لعنده معلقا عينيه على نيك: زوجة من!!!.. لكنها قالت...
أشار نيك لخلف هاروكي قائلا قبل أن يتم كلامه: اسمح لي بالقول أنك غبي ...
كان جليا ما هدف له نيك، فتلك الصورة الضخمة لعروسين لم تترك للخفاء مجالا، فتلبك هاروكي معتذرا: لم ألحظ، آسف...
هم نيك بالخروج ليتبعه هاروكي: لم كذبت علي إذا؟
رفع اصبعيه السبابة و الوسطى: سببين... استغفالك للمتعة، و استفزازي...
رفع حاجبا و أنزل الأخرى مستنكرا المعلومة التي وصلته: تستفزك!
اتخذ سقف السماء مقصد ناظره المحدود: لأني أنا و أبيها أجبرناها للعودة لمنزلها...
كان الرأي الطبيعي ما اتخذه: أنت أحمق...
تنهد نيك آخذا بذراع صديقه: أود فعلا محادثتك.

جلسا على المقعد الذي اختاره نيك وسط تلك الأشجار المتكاتفة صانعة حديقة صغيرة عامة....
كانت الأجواء هادئة نوعا ما، فهذا الوقت هو ما تتخذه العوائل للراحة و السكينة بعد يوم طويل حوى جزئا من صعاب الحياة...
" و ماذا الآن؟...تجرني لحيث تريد، ثم تتخذ الصمت..!"
هذا ما قاله هاروكي و هو يهز قدميه بسرعة ....
أوجز نيك بدايته: أريد الكثير هذه الليلة، أولا... أن أخبرك عن حياتي، و إلى ما آلت، ثم أوضح سبب دعوتي لك و بغيتي...

أسند ظهره للخلف رافعا رأسه لتبان بؤبؤتيه التي اختلط لونها ببعض السواد لإنعكاس ضوء القمر: إذا، فنحن في بداية سهرة... سأؤجل أسئلتي الخاصة إذا.

ابتلع هواء ليدخل رئتيه المطالبتان بنفس ما قبل الحديث: أتعرف عائلة ميزاو؟
أجاب دون أن يغير بوضعيته شيئا: بالطبع، هي عائلة لها يد بكل شيئ... من تجارة المواصلات حتى السياسة...

" إنها عائلتي... "
اعتدل هاروكي برأسه نحو نيك: تمزح، تلك العائلة...!، أه..نسيت أنك لم تخبرني بإسم عائلتك.
أكمل نيك بعد تبرير طفيف: أنا هنا لأخبرك... كفاك استفزازا، والدي و عمي هما يديران شركة للمواصلات الأرضية، و شركة تجارة لبيع السيارات.... أرادا أن يوحدا الشركتين و توسيع نطاقهما ، لذا....
قاطعه هاروكي بملل: و قصة تقليدية، جعل ورثة الشركتين يتزوجا لتحصل الوحدة المطلوبة.
أكمل نيك و هو يحك ذقنه بسبابته: حسنا، لم يكن ذلك سيئا... فنحن كنا...
سكت ليقول هاروكي: فهمت...كنتما على وئام... و الآن، تطالبها بالإنفصال... أنت كما وصفتك، عديم قلب..
"لو حصل لك ما يحصل معي؟.. هل ستدعها تتحطم معك، أم ستتركها تتجه لحياتها؟"
"لست بمكانة أو تجربة كما أنت، لكن ماذا لو كنت أنت مكانها؟..هل ستقبل بالعيش دونها.. أم هل ستشعر أنك تعيش سعيدا دونها... تخيل نفسك مكانها و عوضا عنها و ستعرف الأجابة..."
أصبح شاحبا و رفع يده التي صعب تحريكها لرأسه: توقف..
لم يلحظ هاروكي شيئا مهما بل رأى ردة فعله هروبا من كلمة حق استنطقه بها:.. لاتهرب من رغبتها..فأنت أيضا لا تحتمل حتى تخيل بعدها عنك... طيلة هذه المدة كنت تعذبها لاغير... فتاة لم تكمل دراستها بعد و لم تمض حياتها كالآخرين و لم ترى من حياتها شيئا يسر تقع بين يدي صبي لا يفهم من مراعاتها سوى أن يحاول طلاقها...منطقك سيئ..
بدأت أنفاسه تعلوا صوتا ليذهل هاروكي : توقف هاروكي...يكفي... أرجوك يكفي...
أمسكه من كلتا ذراعية: هل هي نوبة تشنج؟
قال نيك بين أنفاسه المتصاعدة: الدواء، في جيبي..
أسرع هاروكي بإعطائه الدواء الذي أشار له، و تركه فترة ليهدأ: لقد زدت جرعة عتابي.
ضرب على صدر هاروكي ضربتين قبل أن يستقر بحلسته: أستحق هذا الألم، بعد كل شيئ فأنت محق و أنا خير من يعلم... هي كانت فتاة رائعة ثم أصبحت... كيف أقولها..؟
أرشده هاروكي: زوجة مثالية ..
أومأ إيجابا للجملة المناسبة ثم عاد لإسترسال ما بدأ: هي فعلت و قدمت الكثير في هذه الفترة اليسيرة ... مرضي، موت أهلي... معاملتي، كلها لم تجعلها سوى أكثر قربا و كتبت لها في نفسي المعزة... هي روح الروح ، فكيف لي أن أجرها لحياة معلومة النهاية...
تأفف هاروكي معلنا سوء الحديث مع مزاجه: قد حرفت الكلام لتعبير نيك.
تنهد نيك و أكمل بجدية :...
لكن بعد زواجنا بأشهر، ظهرت علائم مرضي... عندما علمت بكنهه أخبرت العائلة برغبتي عن الإنفصال عن روز، عارض الجميع لكن في النهاية و بعد ملاحظة تطور حالتي للأسوء... بدأوا يقتنعون، و عمي بدأ بتأييدي عمليا... و وسط تلك الظروف، حصل ما حصل من حدث فضيع لعائلتي..و كانت تلك فترة الهدنة لمشكلتي الشخصية و بداية لكارثة مريعة دخل بها شاهدي ذاك الحادث المروري...

اعترضه هاروكي: ليندا و هيجي...
نظر له بجدية: كن مهذبا... قل أمي و أبي..
أومأ بسخرية: سمعا و طاعة عم نيك...
أخذته بسمة خفيفة: للأسف، شهادتهما و كوني ابن العائلة المقتولة جرتنا لخطر جسيم لم يكن بالحسبان...

جعل حواسه تحت رعاية ما يسمع و يرى منه، فقد بلغ ما يطلب معرفته لما يحدث مع والديه...

لاحظ نيك شدة ترقب جليسه:... إن تلك السيارة كما تعلم كانت تحوي المخدرات..
" ليس بالجديد"
أتم ليعرف هاروكي سر ما يحدث: إن كمية المخدرات عند الإمساك بالفاعل كانت طنا موزعة بسبع حقائب... رغم أنها لم تكن عدد ماكان وقت الحادث بالتأكيد...إلا أن حجر هذا القدر الهائل من المخدرات يعني خسارة الكثير... إن فيونيسكي أشار لوالديك و هددهما بعدم ترك عصابته لهما دون جزاء...
شد على قبضته: و من هذا المغفل فيونيسكي؟
أردف الآخر: قاتل عائلتي، و قد اعترف بأنه مستهدف من قبلهم، و اليوم قد وجد مقتولا بزنزانته...

تحرك حركة مباغته و كأنه سينهض لشدة انفعاله: اختراق!
أومأ بالتأييد: والدلائل قادت الشرطة لكون المحامي هو من قتل موكله ، لكنه وجد مقتولا أيضا...
" مسح آثار إذا.."
أكمل نيك:... ذكي كأبيك، لكن وجدت هناك خرقة مكتوب عليها اسم « العفريت ناوكي»

بدى حائرا: حسنا، أظنه اسم مألوف نوعا ما... هل تظن الشرطة أنه رأس الخيط؟
أجابه: أجل.
بدا يحاول ربط الأحداث: هكذا،هو الأمر... ذلك المتحملق خائف علي لأجل هذا... كعادته.
ضرب جبينه نيك،معترضا: اخجل من،نفسك، من ينادي والده بالمتحملق.
رفع كفه نحو جبينه: هو ليس سوى هيجي هنا...أعطني بعض الحرية، هو أسوء ما أصادف بهذا الوقت.
ضيق عينيه المتجه لهاروكي لعرف مدى اهمية ما يود النطق به: اسمع، لاتخبر ريو و هيجي... أنا أعرف مقرا لتناقل تجارة مخدرات و قد سمعت هذا الإسم هناك...
أطلق هاركي صرخة منفعلة: هييييييه... لا أخبرهما، لم؟... و كيف تعرفت على مكان كهذا؟!..

تكتف نيك بنضج يعتريه دوما تقريبا: سهل، لأنهما سيلومانني و يأنباني على عدم رعاية صحتي و تهوري... ماذا لو كشفت، أو قتلت، أو اختطفت.... هلوستهما التحقيقية...، و كذا أريد اقتناء دليل يفنيهم و أنتقم لمن تسبب بما حدث لوالدي و أخي... و عن سؤالك التالي، أعرف أنه سيغيظك إلا أنني كنت أقوم ببعض التحقيقات...

جملة هاروكي استسفرته: هل تريد اختراق مكان تجارتهم؟!

اكتفى بإشارة الإيجاب ليصرخ هاروكي بوجهه غاضبا: أحمق، أبله، متهور... هل تظن هذه قصة بوليسية؟!...لن أسمح لك بتعريض نفسك للخطر... ترغب بالإنتحار بسرعة؟!
وقف نيك ليواجهه: لا أنوي الموت بعد أن تقرر مصير أبوتي اليوم...
وجه له نظرة بلاهة: أبوة..!

لمعت عينيه بذاك الفرح المجهول الذي وضح الآن: أممم... لقد قالت روز أنها حامل..
لم يتمالك هاروكي نفسه عن الضحك ليبدي نيك استياءه: ما المضحك؟

حاول تدارك موقفه: لو كنت مكاني و اكتشفت في ليلة لم تصل لضحاها أن صديقك الذي لايتعدى السابعة عشرة متزوج من طفلة ، وفي طريقه ليكون أبا فماذا ستكون ردة فعلك؟

"هو أمر غريب نوعا ما، لكنه جيد لي... و روز ليست طفلة، هي في عمري... و أنا راسب سنة، أي نحن في الثامنة عشرة..."

دقق النظر نحوه: لا أعرف أ أبكي أم أفرح لأجلك؟....أنت عجوز بشكل شاب...
أخرج نيك محفظة سوداء من بنطاله الأخضر: بل دعنا نمرح..

أبقى جسده مسترخيا و فمه معوجا و عينيه تنظر لغريب الأطوار أمامه... ذاك الذي يدخل كل شيئ ببعض...




سيارة، سلحفاة مطاطية، وردة موسيقية، أقلام و دفاتر، حقيبة مدرسة، كرة، دراجة، ألعاب رضع، ملابس بألوان تشترك بين الفتاة و الصبي، أخظر..أزرق..أصفر....
كان يتبعه هاروكي بضجر: تبدوا كالفتيات المهووسات بالتسوق.
كان يتحدث بلهجة فرحة: تعرف، روز تكره التسوق بشدة.
رفع كتفيه ساخرا: تم الإنعكاس...
نيك مندمج برفع كل ما يجذبه: هاروكي، نسيت أن أعطيك دفتري...
أجابه بتساؤل و هو يحرك بعض الألعاب القطنية: و لم تفعل ذلك؟
نيك: لا أعرف تماما... ربما لأبوح لك بكل شيئ و ربما أمانة توصلها لروز في زمنك...

حك شعره بحيرة: حسنا، كما تريد رغم أن الدفتر عزيز عليك...
تهجم وجه نيك قليلا: اسمع، ذاك الدفتر به أهم لحظاتي...
تظاهر بالغباء: للتو قلت لك هذا بالذات...
صمت قليلا ثم سأل: نيك، هل تعمل ؟
أجابه ببرود: معكم.
مد لنيك لعبة خشبية على شكل حصان قد كان مبادرا لأخذها: و قبلها... بنفسيتك المنعزلة لا أظنك تعتمد على عائلتك في إعالتك...

إبتسم له آخذا ما قدم: بدأت تعرفني جيدا، أجل... فأنا كاتب.
" عمل يناسبك تماما"
قطب حاجبيه: تسخر مني .


وضع نيك عنوانا للإيصال و دفع مبلغا طائلا ثم اتجه نحو هدفه الأساسي...

تبعه هاروكي و أفكاره تتضارب في داخله...

تهور، ما يفعله هذا الفتى تهور محض..لاتقل لي أن ماقاله أبي يرمي لهذا... لا، لا يجب أن يموت الآن..ليس قبل أن يحضى بوقت لأبوته...سعادته... لايجب أن يحصل له مكروه...

تباطأت خطاه تبعا لتردده ...خطوة...خطوة...

صوت خطواته،كصدى تردد في أذنه حتى انهار عن ذلك القرار ناهيا رفيقه: دعنا نعود نيك، سنخبر البقية و نحاول القبض عليهم...الذهاب هكذا خطر.

تنهد نيك يأسا على ما آل له وضع هاروكي: لا تعاود الحديث كأمي...خطر... ذلك لا يعني شيئا، نحن سنسعى للحصول على دليل دامغ ضدهم لاغير..لاداعي للبالغة.

قال كلمات جدية و كبدية ثباته على قراره: لن نذهب، هذا كل ما لدي...سأمنعك من أي شيئ قد يؤذيك.

وجه نيك نظرة مبهمة لمحادثه: ألست رقيقا أكثر من اللازم عزيزي ؟...إن لم تشأ المجيئ، سأراعي انسحابك هذا و أذهب وحدي.

عض هاروكي شفتيه ثم اقترب من نيك ليدفعه بكفه : أصغ إلي أيها العنيد ، قد تموت إن ذهبت إلى هناك..تفهم؟... عندها لن تحقق شيئا مما تريد... لن تسعد روز و لن تربي طفلك...

قاطعته قهقهة نيك الذي جلس على أرض الشارع المتسخة: لحظة، ألم تقل أن موتي هو بسبب مرضي؟!... كيف تغرت معلوماتك فجأة؟.. لا تقلق، أتفهم خوفك، و كيفية إثبات أخوتك...

لم يكبح،هاروكي غضبه فألقى يده لتصفع نيك : هي..لو كان يتوجب على أحد الذهاب، فهو أنا وحدي...خوفي هو عليك أيها الغبي.

ظلت عيني نيك تحملق في يد الشخص التي أوقعته لشدتها: هاروكي.
وقف نيك محتظنا مدعي الخوف رابتا على ظهره: شكرا لك..على كل شيئ.
تخيل هاروكي إنتصار قلبه إلا أن نيك ابتعد مبتسما : لا تبالغ كثيرا، لن يلحظنا أحد.
نطق بيأس: لا فائدة.


وصل كليهما لميناء خاو من،الأنفاس مليئ بالعلب المصفوفة...

لم تكن أصوات عالية غير طيور النورس...
و لم يكن هناك حركة لولا ظهور شاب غريب...!

ظهر صوته،خلال تلك الظلمة: أتيتما أخيرا، انتظرت مجيئكما.

خطى الإثنين تراجعا و مد هاروكي يده أمام صديقه: ماذا تريد؟

ظهر من خلف ستار العتمة تلك لتبين خصلاته البنية و بؤبؤيه الخشبيتان: لا أنوي إلحاق الضرر بكما، بل لأحذركما من هذا المكان.

قال نيك بذهول: الشريط اللاصق؟!




جرت الدموع فوق مقلتيه و بدأت حروف تأنيبه تريح دواخله: أيها الأحمق... من يريد أن تدافع عنه هكذا..هللا قلت لي.

ارتسم إبتسامة بلهاء زادت حدة غضبة: أنا بنفسي لم أكن أعلم بهذه التضحية لدي.

قال بحدة: لو حصل ذلك لن أسامحك، صدقني .

صفق الطرف الدخيل بكفيه لينتبها له: و الآن، جيد أني أتيت... كنتما تلقيان بنفسكما للتهلكة.

أبدى ريو فضوله بمعرفة المنقذ المجهول: مع كلإبتسامة ما قلت، لم تقل من أنت؟

نظر لوالده ليقول بعد ثوان: أنا ..هيرو.

أخرج نيك العصير الذي شربه للتو شهقة لصدمة داخلته: من..؟!..تمزح..
إبتسم بصمت بينما هاروكي ينتظر سر هذا التفاجؤ من نيك: من هو بالضبط ، نيك.

ظل الصمت سيد الموقف حتى قال المخاطب و هو يتذكر ما خصه إسما له قبل ساعات قليلة: هو..إبني.

فتح هاروكي فكه حتى كاد يصل للقاع: هيييييه، إبنك؟!

قال هيرو : لا تندهش، قبل أيام كنت لدي..فأنت أتيت محزونا بتغير قدر والدي بسببك...فأنت ترى أن ما حصل ليس عدلا، وكذا..لست الوحيد الذي له الحق في التمني.

قال نيك: هل أتيت لإنقاذي؟
أجابه: بالأمس أتى السيد هيجي لرؤيتي، و،طلب مني أن أعود معهم لهذا الزمان لنأخذك،للمستقبل و نعالجك..لكني لم أقبل في البداية...لكن... لم أستطع عدم المحاولة...

أرخى نيك ناظريه و قال: ممتن لك ، لكن... أنا أريد أن أمضي أيامي مع روز..لن أتخلى عن أي يوم معها..أرجوا أن تتفهم.

قال هاروكي متأملا في صحة قرار أبيه: نيك، هنا حياتك غير مضمونة...لكن في زمننا ، هناك علاج لمرضك .

آزره الإبن في الرأي: أجل، نسبة علاجك عالية.

أبدى قراره الثابت ثانية: لن أترك حياتي لإحتمال لا أظمنه...و أنت هاروكي..لو كنت مكاني هل كنت ستبتعد عن إيريكا ؟

كان سؤالا باغت قلبه قبل جوارحه الأخرى فهمس متفهما قرار المتحدث: فهمت..لك الحق في ذلك.

لكن هيرو وقف معترضا بصرخة: يجب أن تتوقف عن هذه الأنانية أبي، أمي تكاد تجن لتفكيرها بمقتلك الذي شاهدته عبر هذا الفيديو... إنها تنحب الآن أيضا بسبب هذا الدفتر الذي سيصلها ذلك الوقت...أنت لا تفهم شيئا، تستطيع توديعها و العودة إليها عوض تعذيبها بموتك... أنا حقا لا أفهم،حماقتك هذه... تترك علاجك، ثم تضحي بنفسك..ماذا تظن نفسك فاعلا بهذا التفكير الطفولي؟...أنت حتى لا تراعي مشاعرها التي ستتعذب بها عمرا دونك...لو ترى ملامحها التي جار عليها الزمن، مازالت في الثلاثين بينما روحها غدت في الخمسين... تصور نفسك مكانها...دقائق فقط ضع نفسك مكانها...تعيش دونها... هل تفهم...طفل مثلك لا يستحق أمي أيها المغفل...

قاطع انفعاله هاروكي بحدة: صن لسانك ، أنت تتحدث مع أبيك...لقد تعديت حدودك...

أوقف نيك معاتبه بلحن هادئ فاجأه: توقف عن هذا ، هو غاضب و هذا جيد...على الأقل عرفت أن ابني يحب روز...

وقف نيك مقتربا من ذلك المنفعل سائلا ما جرح قلبه: هل عانت،روز كثيرا...
قال بتفصيل حروفه: مازالت تعاني، بالنظر لهذا المنزل الذي تغير منه شيئا، الأرائك و المنضدات و الستائر ذاتها لأنها تحمل عبقك،لها... و،مازالت تحتفظ بالدب الذي أهديته لها... لن أدعك تتخذ قرارا يفسد حياتي.

شبك أصابعه العشر مطأطئا رأسه: ذلك يستحيل علي، أن أخسر عمرا لأعود و أقضي أيامي الباقية عندها أمر لا أستطيع الإقتناع به.

لم يستطع هيرو تحمل عناد والده ، فقال بغصة و هو يتجه مبتعدا : افعل ما تشاء، لا يهمني .

أسمعه نيك ما يخمد النار بداخله: لكني أعدك ، لن أجعل روز تعاني ... و لن أحرم نفسي تربيتك بسهولة... تحتاج أبا يضربك بالخيزران يا فتى.

تخللت شفتي السامعين ابتسامة زانت بتصميمه، لا يهم جزئيات ما يفكر به...إنما.. المهم أن يعيش بسعادة مادام يستطيع.

نطق الإبن ممتنا: أشكرك.










يرجى عدم الرد

[/align][/cell][/tabletext][/align]
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 11-10-2016 الساعة 07:19 PM
رد مع اقتباس