عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 08-20-2016, 09:06 AM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_10_16147725611022853.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN]
[ALIGN=center]



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_10_16147725611022853.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
2


وسعت عينيها لمصارعها وهي ترمق تلك الأسهم , ولم تلبث من استوعاب أنها مستهدفة من قبلها حتى أطلقت صرخة فزعه هزت المكان كله , خانتها قدميها عندما لم تسعفها بسرعه للابتعاد بل سبقتها تلك الأسهم بشكل خاطف , فرسم أحدها خطاً أحمر على وجنتها اليمنى بينما انغرست البقية في جذع شجرة فارعه خلفها ! ..

تجمدت حركتها لوهله وهي لا تكاد تصدق أنها بخير ثم رفعت كفها برعشه وبطء لتلامس وجنتها وتبلل أطراف أصابعها بالدم ثم تعود لتلقي نظرة عليها بملامح متأثرة بالصدمة وهي توجه وجهها لليمين لترمق تلك الأسهم التي لا تبتعد عنها سوى سنتيمترات قائلة بتلعثم
- مـ .. ما هذا؟

لاح قمر تلك الليلة الدائري الكامل من بين الغيوم وأخترق ضوئه المسافات الموجودة بين أوراق الأشجار الكثيفة بالأعلى ليضيء المكان أكثر , وهبت رياح هادئة راحت تصفق أوراق الأشجار الكثيفة فأرتفع صوت حفيفها الهادئ وحملت معها تلك الرائحة اللذيذة لأنفها مجدداً فتركت مكانها بخطوات مترددة وأكملت طريقها تبحث عن تلك الرائحة , ميزة مكانها أخيراً بأسفل أحد الأشجار على الأرض فرأت زجاجة شفافة صغيرة بها سائل أحمر اللون , دنت لها بذهول وحملتها بين يديها ترمقها قليلاً بتسائل .. ما هذا؟

ومن المكان الذي كان يفترض أن لا يكون فيه أحد دغدغ مسامعها صوت رجولي سمعت فيه ابتسامه - وأخيراً أتيتِ ..
فرفعت نظرها سريعاً لمصدر ذلك الصوت متفاجئة – من هناك؟
خرج ذلك الرجل من بين الشجيرات الصغيرة وهو يزيح أغصانها الطويلة من طريقة والضوء ينير لها حلته بالتدريج , كان ضخم بشعر بني داكن تتخلله بعض الخصلات البيضاء , له عينان واسعتان بنية داكنة ووجه ترتسم على تفاصيله ملامح الشيخوخة

أقترب أكثر وواصل
– انتظرتك كثيراً حتى ظننت أني سأموت وأنت لا تزالين مختبئة في المدينة ..
رمشته قليلاً ونهضت من مكانها بالتدريج وهي لا تزال تحمل تلك القنينة وهتفت في تعجب وريبة - من أنت؟
أبتسم ابتسامه أصدرت صوتاً كفحيح الأفعى وهو يطبق عينيه , ولم يلبث حتى فتحها مجدداً بنظرة جادة وراح يتأمل مظهرها
– كم من السنين مضت منذ آخر مرة رأيتك فيها؟ ستة عشر سنة؟ سبعة عشر؟ أنت تبدين في ريعان شبابك .
دهشت من جملته تلك وصمتت ترمقه وهي لا تزال تفسرها بداخلها فقد أستبعدت أنها تعرف هذا الرجل . سحب بكفه غمداً طويلاً ثقيلاً كان يثبته حول خصره في حزامه الجلدي الخاص ببنطاله البني ويخفيه خلف معطف رمادي يصل لأسفل ركبتيه وبقوة بسيطة أخرج منه سيف حاد طويل ثم ألقى بالغمد أرضاً!

قطعت تفكيرها لما رأت الذي فعلته للتو وعقدت حاجبيها عن ذهول وصرحت - ما الذي ... فقدت كلماتي تماماً وأفلت مني صرخة خافته لما أشار بذاك السيف علي وهو يقف بعيداً مني بأمتار فأصبح طول ذاك السيف الذي رفعه يغطي المسافة التي بيننا وهذه المرة صاح بشكل مخيف – هل هذا آخر ما تودين قوله قبل أن تلقي حتفك .

خفق قلبي بقوة حين تقدم نحوي بغته بسرعه وهو يرفع السيف ذاك بهيئة الهجوم والتففت بسرعه للهرب وأنا أوسع عيني لمصارعها لكنه سبقني وضربني ضربة غير مباشرة جعلتني أسقط أرضاً بقوة تناسيت الألم تماماً عندما أدركت أني أصبحت بقبضه هذا الرجل الغريب , ووجهت نظري للخلف بهلع فرأيته يدنو لي ويجلس على أطراف أصابعه فوقي , وضع يده على رأسي بقوة وأنزله بعنف وكأنه يريد حفرة بالأرض ثم أزاح خصلات شعري التي تغطي عنقي من الخلف ورمق أشاره غريبة كانت ترتسم هناك وقال –أرى أنه اليوم الأول الذي ولدت فيه فأشاره الختم الذي ختمتك به لا يزال موجود .. بالرغم من أنه لم يعد ذو فائدة مع مصاصة دماء مثلك .

فتحت عيني بذهول وأهتمام بعد أن كنت أطبقها ب
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_10_16147725611022853.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]ألم وهتفت بخلدي - مصاصة دماء ؟.. التفت له فلاحظ ملامح التفاجئ على وجهي وأبتسم يقول – ماذا؟ هل فائجتك؟ إذاً انت بالفعل لا تعلمين شيئاً ! ..
رمقته بأستنكار فضحك ساخراً – لا تنظري إلي ببراءة هكذا! الا يمكنك ان تلاحظي ذلك .. صوب سيفة على عنقي مباشرة فأزدردت ريقي بهلع وأنزلت عيني عليه ورأسي للأعلى لأصعق برؤية انعكاس صورتي عليه وأنا أرى عيني تشعان بذاك اللون الأحمر فشهقت لا تلقائياً , دس يده أسفل ذقني وقال وهو يوجه وجهي له بأبتسامه سعادة – من كان يتوقع أن ما فعلته في ذلك الوقت بدافع الشفقة قد ينفعني الآن .

رمقته بصمت دام طويلاً , أحاول أستوعاب حديثة بطريقة واخرى دون فائدة فصرح – لقد أنتظرت هذه اللحظة كثيراً.. رفع ذاك السيف ليعيده بقوة قاصداً أن يوجهه لعنقي مباشرة – أنت ميتة حتماً... أفلت شهقة خرجت من أعماقي وأنا أطبقت عيني بقوة شديدة فأبتسم بانتصار لوهله قبل أن يقاطع ضربته تلك سكين حادة ضربت سيفه بقوة لتسقطه ارضاً فالتف وصرح بغضب – من هناك؟
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_10_16147725611022853.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


فتحت عيناي التي أغروقت بالدموع بشيء من التفاجئ ووجهت نظري كما فعل هو الأخر ولم يلبث حتى أرتسم كاي ملامح الصدمة برؤية شاب ما يخرج من وسط الظلام وحيداً بملامح مخيفة لكن هادئة وأعتدل في وقفته مصدوماً وهتف بتلعثم – لـ .. ليام !
تقدم ذك الشابٌ الذي لم يبدو سوى في الثلاثينات من عمرة لهم بخطوات هادئة , كان يمتلك وجهها طويلاً وعينان حادتان واسعتان تسكنهما ظلمة شديدة وتغطيها بعض من خصلات شعر البني والذي يصل لمؤخرة رأسه , بدل كاي ملامحه سريعاً لينفجر ضاحكاً كالمجنون قائلاً - لقد مضى وقت طويل منذ آخر مرة رأيتك فيها حقاً , ومن بين تلك السنين التي مضت كلهما لم أرك يوماً منفعلاً هكذا .. ما بك ليام يبدو عليك القلق واضحاً؟
رد الفتى بصوت يميل للهدوء – أطلق سراحها فوراً كاي .
أبتسم ذاك الآخر بهدوء وهتف
- لا اعرف كيف علمت بشأن خطة أمساكي بها لكن هذا لم يعد يهمني بما أنها في قبضتي الآن وسأتمكن من الحصول على دم بوّر المزروع بداخل جسدها ..
واصل ضاحكاً بإزدراء " حينها سأخفي وجودك من هذا العالم للأبد "

رد بذات نبرته لكن بتهديد وتوعد - سأقول ذلك للمرة الأخيرة أطلق سراحها .
- وهل تضن انك ستنجح في اخافتني مثلاً؟ ..
واصل بعد صمت بنوع من الجدية – من زرع دمائك بداخل هذه الصغيرة .. وواصل ضاحك " لابد أن الأمر يزعجك ويشكل نقطة ضعف لك صحيح لهذا انت تخفي الامر تخشـ.. اراد ان يكمل لولا أنه صعق فجأة برجل ملثم يخرج من بين الأشجار بسرعه خاطفة ويوجه له ضربة ألقته بعيداً جداً وجعلته يترك سيفه رغماً عنه ..

سقط أرضاٌ ولم يلبث حتى رأى ليام يجري له فصاح لجويل بسرعه – أعطني سيفي!
رفعت جسدها العلوي بسرعه وهلع بدون أن تدرك ما الذي عليها فعله فصاح مجدداً – هيا ..
على كلمته تلك ألتف لها ذاك الرجل الأخير ورفعها مع قميصها بقوة ليلقيها بعيداً بقوة رهيبة فصاحت بانفعال وعلى صراخها ذاك توقف ليام فجأة .. سقطت أرضاً تتأوه ولم تلبث حتى رفعت عينها للخلف فرأته يقف ويرمقها , أستغل كاي توقُف ليام ونهض ليجري نحو سيفة لكن وقبل أن يخطوا خطواته الأولى مبتعد حتى أوقفه ليام بمخالبة الحادة عندما جرى بسرعه رهيبة وألقاه منكب على استعادة شتات قواه وأنفاسه رمقه بعينيه التي أشتعل لهيبها للحظة بحده وقال بصوت شامخ يحمل نبرة الانتصار
- لا تضن أني سأشفق عليك ولو قليلاً كاي .. تقدم ووطأ على صدرة بقوة وقال " تحدث! كيف تعرف هذه الفتاة ؟ "

أطلق ذلك الأخير صرخة مكتومه وهو يطبق عينيه بقوة ألم وبشكل مفاجئ هستيري من بين ألمه ضحك بصعوبة " إذاً كنت تعلم أن هناك من زرع دمك بها ورغم هذا تركها "
فزاد على وطئ صدرة وهو يقول بذات لكنته " لا شأن لك بهذا .. أجب على سؤالي "
فأطلق الأخير صرخه ألم أخرى وهذه المرة كانت أعلى من ذي قبل وهو يطبق عينيه , لم يلبث حتى فتحها وأردف بصوت مكتوم متألم " قبل ستة عشر سنة أكتشفت أنها شربت من دم بوّر الأصلي , ولن تصدق أنها كانت حينها لا تزال كانت مجرد رضيعة ! بمجرد خطأ صغير كان الدم قد يمزقها بالكامل , أشفقت عليها بشدة حينها وحاولت أن أوقف جريان ذلك الدم بداخلها رغم أني علمت أن ذلك امر مستحيل فختمت تلك الدماء بكامل قوتي بداخلها بشكل لا تؤثر على نموها , وبفضلي كما ترى صمدت كل تلك السنوات الستة عشر حتى أصبحت مصاصة دماء كاملة الآن "

وجه ليام نظره لتلك الأخيرة التي كانت ترمقهما بملامح ترتسم الريبة والقلق دون أن تستوعب شيء .. وواصل كاي " لكني الآن دعوتها مجدداً .. رمق تلك الزجاجة الصغيرة وأردف " وأستطعت جذبها بسبب ختمي السابق رغم أنه كان أحتمال أحتمال قدومها ضئيل جداً فالختم أصبح ضعيفاً وعلى وشك أن يتلاشى "
تركه ليام ووجه نظره لها , انتفضت مرتعبة وأنا أراه يخطو في هدوء نحوي وهممت بالنهوض للهرب سريعاً لولا أني صعقت بأني أعجز عن تحريك جسدي نهائياً فنطقت بخلدي بتلعثم "جـ .. جسدي !! لـ .. لماذا! ما الذي يحدث لي! حتى صوتي .. "
رفعت عدستها المشتعلة دون تحريك جفينها بلهيب أحمر له لما أصبح يتوقف أمامها ويرمقها بجمود قاتل وخشونة لا تظهر أي انفعال رأى عينها تنذر بأن دموعها على محطة الوصول لحظتها أختفى ذاك البريق الذي لم يتلاءم مع ملامحها المرتعبة تلك ببطء , فسرح لا شعورياً يتأمل ملامحها تلك بشكل غامض وهي ترمشه متمنية أن تنتشق الأرض وتبتلعها من أمامه , كان يبدو أنه شارد بالتفكيربشيء ما .. لحظات فقط حتى ألتف هو بسرعه عندما شعر بذاك السهم الذي يتجه لهما .. أراد أن يبتعد لولا منظرها وهي تجلس أستوقفه ودنى ليحملها لكن ذاك السهم سبقه وأنغرس بقوة في ذراعه فشهقت هي بصدمة .. ولم يلبث هو حتى تهاوى ارضاً أمامها تماماً بقوة متألم وهو يكتم تأوهاته بصوت منخفض أعتدل ذاك الأخير وجلس مبتسماً
- لقد أخفضت دفاعك ليام
صوب نظره له يرمقه بطرف أحد عينيه ورفع كفه وأنتزع ذاك السهم بقوة وألقاه بعيداً ليحاول النهوض بعدها لكن كاي هتف من بين ألمه هو الآخر
– لا فائدة .. لقد زرعت داخل ذاك السهم سم قوي , لن يقتلك لكنه سيعيق حركتك لوقت .. واصل وهو ينهض - وفي أثناء ذلك أنا سأقضي عليك تماماً
توقف خلفه فجأة ذاك الرجل الآخر وهمس له - هل نسيت أني موجود؟
أتسعت أعين كاي وقبل أن يضربه الرجل هرع ليقي من جيبه قنبلة دخانية بقوة فكز الأخير على أسنانه بقوة متفهم أنه يحاول الهرب وجرى محاول اللحاق به ..


أنقشع ذاك الدخان ببطء فرأى الأثنان أنه لا وجود لكاي , ارتفعت صوت تأوهات ليام التي كان يحاول أن يكتمها بلا فائدة فجعل قلبها يرق قلقاً عليه رغم خوفها الشديد ورغبتها في الهرب بأسرع وقت ونهضت فجأة ببطء وتردد – أ,أنت بخير؟
اقتربت منه قليلاً ومدت يدها له لتفزع برؤيته يفتح عينيه التي أشعت باللون الأحمر القاتم فتراجعت بسرعه قليلاً لكنها عادت تتذكر أنه أنقذها ودنت له – آمم .. حاول النهوض بصعوبة حتى شعر بكفيها المرتعشة وهي تضعها على كتفيه وتقول – لا يمكنك أن تنهض وأنت بهذه الحالة .
أبعدت كفها للحظة ومزقت من طرف ثوبها ذاك لتقترب من جرحه ذاك تهم بأن تضمده حتى يتوقف ذاك النزيف لكن .. توقفت عندما شعرت بانقباض صدرها فجأة وجسدها الذي كان يشدها لتلك الدماء فابتعدت عنه بسرعه ! ذهل هو من تصرفها لكنه لاحظ ارتخاء قوتها فتفهم الأمر وجذبها له بهدوء ليسند رأسها على كتفيه وهو يرمقها بطرف عينه – وأخيراً ولدت إندريلا .
نهض وهو يحملها بكفه اليسرى وهي تسند رأسها على كتفه ولأنها كانت تشعر بتخدر شديد لم تبدي أي ردة فعل أو مقاومة لكن .. صعقت برؤية جرحه ذاك قد أختفى تماماً فوضعت يدها برفق على مكانه في الحين الذي رمقها هو بهدوء متفهم دهشتها ثم عبر يمشي ليغادر



فتحت عينيها ببطء فأسقر نظرها على السقف , وبدأت تتذكر ما حدث معها فوسعت عينيها ووجهت وجهها للمكان بسرعه وهي ترفع جسدها العلوي .. وجدت نفسها بوسط الظلام تستلقي على سرير أبيض في غرفة شبه فارغة , لا تحوي سوى سرير لفرد واحد وخزانة خشبية متوسطة الحجم أتاها صوته الهادئ وهو يقول " أستيقضتي " فرفعت نظرها سريعاً لمصدر الصوت رأته يقف عند الباب وسرعان ما صرحت بفزع وهو تتلفت حولها - أين أنا؟

تقدم نحوها وهذا أخافها جداً فقفزت من مكانها سريعاً , توقف بنصف طريقه لها وهو يرى ملامح الفزع بوجهها لكنها قالت بلكنة تظهر عكس ذلك تماماً بأندفاع " من انت؟ ولما جلبتني لهنا؟ "
رمقتها قليلاً وقال بلكنة هادئة– أهدئي
فصاحت بانفعال - كيف يمكنني أن أهدأ؟ لقد كدت أقتل قبل قليل على يد ذلك المجنون , من هو بالضبط؟ وما الذي كان يريده مني؟ أنا لا أفهم شيئاً "

لم أرمش الا لثانية وقد أصبح فجأة يقف أمامي بأمتار فرفعت رأسي لطوله الذي يتجاوز طولي بكثير فزعه وأنا أشهق من أعماقي , رأيته يرمق عيني دون أي شيء " ستذهبين معي الآن بكل هدوء وطاعة وسنتناقش لاحقاً! "
فقدت كلماتي وأنا أحاول أستوعاب ما رأيته للتو – مـ .. ما الذي ؟ .. هززت رأسي أعلن عن عدم مقدرتي على استوعاب ما يحدث ثم دفعته بقوة عني وأنا أنتفض بشدة كما لو كان حيوان متوحش يقف أمامي وتركت مكاني مسرعة وخرجت من الغرفة ولم يطل الوقت كثيراً حتى سمع صوت الباب الخارجي يرتطم بالحائط فرمق مكانها الخالي لثواني بصمت


جرت بأقصى سرعتها حافية القدمين وهي تلتقط أنفاسها بصوت مسموع ! ومن شدة سرعتها تلك لم يطل الوقت حتى تعثرت بالأرض بقوة .. لكنها قاومت ألمها وعادت تجري بسرعه , توقفت بعد جري شديد تلتقط أنفاسها وهي تستشعر ألم في جانبها أثر جريها ذاك أي أنها لم تعد تستطيع الجري فاتجهت لأحد الأزقة وأختبئت داخلها وأنحنت واضعه يديها على ركبتيها تلتقط أنفاسها وسرعان ما عادت تستقيم بوقفتها ووضعت يديها على رأسها بملامح أنفعال وشحوب وقالت باكية بحروف ترتجف – مـ .. ما الذي يحدث معي !

تهاوت على الأرض وانفجرت باكيه بأنفعال وصوت عالي .
حتى انتفضت أفكارها فجأة على صوت دانييل وهو يهتف " ستكونين بخير " فتحت عينيها لثوان تتذكر ما حدث معها بالترتيب وتحاول أن تفهم ما يحدث معها " أنت مصاصة دماء " حتى تذكرت كلمات ذاك العجوز فوضعت يدها على رأسها وأبتسمت بهستريه - لابد أن هناك شيء ما أصاب عقلي , أجل! أنني مريضة وأتوهم كل هذا فحسب ! أجل أنه حلم فحسب!

حملت نفسها بصعوبة لتغادر الزقاق وهي تتلفت حولها باستمرار لتتأكد أنه لا أجد يتبعها وبينما هي تسير بتلك الحالة شعرت فجأة بألم يجتاح رأسها وصداع شديد فوضعت كلتا كفي عليه وأنا أطبق عيني بقوة وأتأوه بصوت مكتوم شعرت بالأرض تلف بي قبل أن يغشى علي



داعبت رائحه المكان أنفها قبل أن تفترق جفنيها الرقيقين فعرفت إين هي , استقرت عينيها على ذاك الحائط الأبيض الناصع مجدداً - استيقظت ! .. لقد استيقظت يا جماعة ! سمعت ذلك ووجهت نظرها لصاحب الصوت فرأت ذاك الفتى مجدداً دانييل يرمقها بابتسامه هادئة , رأت بعدها إيميلي التي توقفت بقربها باكية تقول – جويل ! جويل حبيبتي , هل أنت بخير؟
توقف بجانبها السيد جيمس وزوجته يرمقونني بابتسامة ! ثوانٍ فقط وقد بدأت أسترجع ذاكرتي لما حدث فوسعت عيني ورحت أجول بنظري على المكان فرأيت أني قد عدت للمشفى , منذ متى عدت لهنا؟ هتفت زوجه جيمس – جويل اين اختفيت؟ نحن نبحث عنك منذ وقت طويل؟
هتفت إيميلي " الحمد لله أنك بخير "

وصل لأسماعهم صرير الباب وهو يفتح فوجه الكل نظرهم له ومن بينهم أنا فرأيت رجلاً أشقر الشعر لم يبدو من ثيابه السوداء انه من أصحاب المشفى , فما إن تقابلت عيني بعينه حتى تقدم يقول بأهتمام " هل أفاقت " ووجه نظره للخارج وقال يخاطب أحد ما لم يدخل بنطاق رؤية جويل " لقد أفاقت سيدي "

تقدم ذلك الرجل الذي كان يخاطبه وفتح الباب بالكامل , وهنا كانت الصدمة بأني رأيت عدد من رجال الشرطة ! أسترسل المفتش بملامح يبدو عليها الشدة والثقة " أنصرفوا جميعاً من فضلكم "
رمق الجميع بعضهم البعض وقد أكتست ملامحهم بالأستياء ثم بدأوا ينسحبون من المكان , دبّ الفزع داخل جويل وهي تخاطب نفسها لـ .. لماذا الشرطة هنا؟ هل علموا بشأن ذاك الطفل؟ كيف؟ .. أغلق الرجل الباب فور خروج الجميع وتسابقت خطاه نحوها , فتوقف أمام السرير وأردف " عذراً آنسة جويل , لدينا بعض الأسئلة أرجوا أن تجيبي عليها "
رمقت طوله الفارع أمامي برعشه شديد وفغرت فمي لأجيبه " أ.. " وهنا كانت صدمتي الأخرى حاولت أستخراج حروفي مرة ومرة لكني فشلت , فحاولت ثانية بشيء من الأرتياب وهنا تأكدت بأني أعجز عن الحديث فرفعت كفي برعشه لأضعها على عنقي .. لم يكن لدى ذلك الأخير فكرة عن تلك الفوضى بداخلي وواصل بهدوء ~ بالأمس عند الساعة الثامنة أين كنت؟
رفعت نظري له وحاولت النطق , حاولت وحاولت لكن ذلك كان بلا فائدة , لاحظ متأخراً غرابة الأمر فرمق من خلفه ليجدهم يرمقونه بتعجب أيضاً وكأنهم لاحظوا نفس الأمر وأهتف أحدهم بجدية وسرعة – سأدعو الطبيب .

غادر مسرعاً , وبقي البقية يرمقوني بصمت حتى عاد بدقائق ومعه الطبيب المسؤول عني ودخلا على عجلة فهتف الدكتور متسائلاً وهو يتقدم نحوي - ما الأمر؟
رد الشرطي بصوت جهوري – أنها لا تستطيع التحدث , هل هذا من أعراض المرض؟
أقترب الطبيب مني وأنا أراقب ذلك بعيني التي بدى الأرتعاب فيها واضحاً وهتف
– إن مرضها مجهول حتى الآن يا حضرة الشرطي لهذا أنا أيضاً لا أعرف .. واصل بعد صمت ~ لكن أنا أرى أن تأخذ لها قسطاً من الراحة وننتظر النتيجة إن كانت ستستقر حالتها أم لا !

تملكني الخوف الشديد ورفعت جسدي العلوي بسرعه وعدم تصديق .. ألن استطيع التحدث بعد الآن! يا إلاهي .. ما الذي يحدث معي بالضبط ! هذا مستحيل .. فتحت فمي وحاولت الصراخ فوجه الدكتور نظره لي سريعاً وأقترب مني يقول بتوتر وصوت هادئ محاولاً إيقافي تجنباً لأي شيء قد يحدث " آنسه جويل , لا ترهقي نفسك بهذه الطريقة .. ستكونين بخير..
عاندته وأنا أحاول اخراج صوتي بقوة دون جدوى فصرح بقلق " آنسه جويل كفى , ستؤذين نفسك بهذه الطريقة "

أردف رجل من الموجودين بغضب " توقفي , أتودين ألحاق الضرر بنفسك "
أنفعل من بجانبه أيضاً وكلٌ ألقى بكلمات حادة من عنده بغضب فتوترت الأجواء
" توقفي "
" ربما تموتين بسبب حماقتك "

سماعي لكلامهم زادني قلق بشأن المرض فأطبقت فمي بيدي وشرعت بالبكاء بانفعال , وجه الدكتور نظره لهم بعتاب وانفعال وصاح " أخرجوا من فضلكم " رمقه الجميع بتوتر فصاح ثانية " هيا بسرعه "
غادر الكل فألقى الطبيب نظرة أخيرة لي يرمق انهياري ذاك بقلق , وبعد مشاورة لم تدم طويلا بينه وبين نفسه أخرج أبره مهدئه وحقنني بها بتردد فهو لا يعلم أن كان ذلك سيضر بي أكثر أم لا , فلم ألبث ثوانٍ حتى هدئت بالكامل وغطيت بنوم عميق

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_10_16147725611022853.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

بعد ساعة ونصف , أفقت مجدداً ففتحت عيني ببطء ورمقت المكان بشحوب وعقلي يعصف بأسئلة كثير , لقد كان اليوم طويلاً جداً , ولقد صعقت صعقات متتالية لا أحصيها ! .. لا أعلم ما الذي حدث لي ! وما الذي سيحدث أيضاً؟ ..

قاطع تفكيري ذلك .. عطش! جفاف شديد غطى حلقي بالكامل فنهضت سريعاً من ذاك السرير وحاولت طلب النجدة لولا أن صمتي لم يسعفني , أطبقت عينيها التي
أشتعل قرصها الدائري بلون الدم وتراجعت خطوات لا شعورياً للخلف وأنا أطبق بيدي على عنقي بخفه , أرتعش قلبي لحظة شعرت بأن قدمي تصتدم بالحائط بينما يهوي جسدي العلوي للخلف , أستدرت بسرعه لأصعق بأني أقف عند نافذة المشفى وأنا على وشك أن أهوي منها رفعت يدي بسرعه علي أستطيع أن أتشبث بطرفها لكني هويت قبل ذلك فأطلقت العنان لصوتي بصرخه عالية تقلصت معدتي وشعرت بأن قلبي يكاد أن يخرج مكانه !

لكن للحظة فقط , وسعت عيني لمصارعها وأنا أتذكر أني هربت من المشفى المرة السابقة بنفس هذه الطريقة لكني لم أتعرض لأي أذى ! وقعت وأستقر جسدي على الأرض لكني .. لم أشعر بذاك الألم , ما الذي يحصل؟ هنا مرت على بالي صورته , الفتى ذو الشعر البني ! بسببه .. كل شيء حدث بسببه ! عدت أتذكر أختفاء جرحه البليغ بالأمس , وعندما أختفى بلمحه البصر فجأة ! هذا ليس مزاحاً
" أنت مصاصة دماء !! "
" شربت من دماء العائلة الأصلية "

ترددت تلك الكلمات براسي وشعرت لحظتها بأني فعلاً أخرج من عالمي , .. والواقع ! أنا متقبلة لهذا الشيء ! " ليام " هذا كان أسمه ! نهضت ولا تزال ملامح الصدمة عالقة بوجهي ورحت أسير بلا وجهه , فقط لأبتعد عن المكان !
بمنتصف الشارع , انعطفت لأعود للمنزل وبينما انا افعل مررت بجانب أحد السيارات وأنعكست صورتي على السيارة فرمقت وجهي الشاحب وثيابي وقد تلوثت بالتراب , ورحت أتذكر منظر الدماء بالأمس ! ثم واصلت بوجه مكتئب , وأخيراً عندما وصلت للمنزل .. دخلت وصعدت الدرج بهدوء , أدرت معصم الباب لأفاجئ بأن المكان هادئ والمصابيح مغلقة !

دخلت بخطوات هادئة ورحت أسير وبينما أنا في طريقي فوجئت بأني أطأ على سائل بارد على الأرض أنحنيت لأراه لكن الظلام كان حالك فرحت أشعل المصباح ! وأدرت وجهي .. لأصعق برؤية الجميع على الأرض بدمائهم , رمقت ذلك بعينان مفتوحتان على مصارعها !! إيميلي .. السيد جيمس وزوجته .

تراجعت بسرعه حتى ألتصق ظهري بالحائط وأنا أرمق ذلك برعشه تسري بكامل جسدي , الـ..الجميع!
- وأخيراً أتيت !!
رفعت نظري ناحية ذلك الصوت الذي عرفته سريعاً لأجد كاي يقف وعلى شفتيه أبتسامه واسعة


STOP , أرجو لكم قراءة ممتعة
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_10_16147725611022853.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
خَلفَ أكْبادِ آلّسنِين وَآلشُهُور لِقَآء مَحّتُوم .. وَقَدَرٌ صعْب .
حُبٌ تَرَآقصت نَغَماتُهُ تحْت بُقع آلدَمّ , وحِقدٌ غَلَفتُهُ مَشَآعرُ رَقِيقَة .
رَأيُكُم يٌهِمٌنِي

التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 03-18-2017 الساعة 02:31 PM
رد مع اقتباس