عرض مشاركة واحدة
  #52  
قديم 08-14-2016, 09:21 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/27_06_16146699341918461.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]







تستحق الختم الذهبي لتميز أحداثها

6



-

شكرٓٓا للجميلة رورو أوتيشها على التحرير و أستلامها النص أنا ممتنه لها كثيرا .

-

الفـــصـــل الســـادس - المسرح و الدمى



همست له :
- هل تودُ أن تقتلني حقاً يا كيفن؟
‎أبتسم بهدوء

- الأشخاص اللذين هم أمثالك عليهم الموت الأن ، لقد أخذتَ كفايتكَ من الحياة.
ابتسمت بسخرية و هتفت:
- نعم لقد أخذت كفايتي من الألم لا تقلق.
هتف بـ هدوء:
- لقد مر زمن طويل، مرت أربعَ عشرة سنه، أتصدق؟
ابتسمت و ضحكتُ بخفه
- من كان يتوقع أن يصبح حالنا هكذا كيفن؟
ضغط على كتفي أكثر
- أعترف أنك تنجو من الموت في كل مرة.

ابتعد عني و وضع سلاحه في جيب معطفه ، أنزلت سلاحي أنا الأخر.

هتفت بحده:
- اهــــــرب.
ابتسم بمكر
- ليس قبل أن نلعب لعبة لوي.
ابتسمت حينها بحماسٍ و وجهتُ له نظرة تحدٍ
- بالتأكيد لن تذهب دون أن تلعب لعبتنا المفضلة.

أخرجت سلاحي و وجهته نحوه وهو فعل المثل ، لكن أتتنا رصاصة مرت بجانب عنقي مما أثار الفزغ و الخوف في قلبي ، ألتفتُّ و صوبت سلاحي نحو المكان الّذي أتت منه الرصاصة ،تقدم نحونا ممسكاً بسلاحه و نظرات المتعة تشع من عينيه
- لايمكنكما اللعب من دوني.
هتف كيفن وهو يوجه سلاحه نحوه
- أهلا بك
وقف أمامنا و أنزل سلاحه
- لقد تغيرت كيفن.
أبتسم كيفن بألم
- إن الاربعَ عشرة سنة الماضية ليست مدة قليلة.
أجابه وهو ينظر إلى السماء:
- ماذا سيعتقدُ الناس إن رأونا معاً ؟ شاب يعمل في الاستخبارات ، رئيس أحد أكبر عصابات فرنسا و مطاردٌ من الشرطة مع الوريث الوحيد لعائله كابيون
أجبت و أنا أنظر حيث ماكس ينظر
- ماذا تعتقد برأيك أيُّها الأحمق؟ سوف نكون تحت عداد الموتى.
ابتسم كيفين وهو يسند جسده على الحائط و يتأمل سلاحه
- بقائنا معاً هو الموت بحد ذاته.
أدخل ماكس سلاحه في جيب بنطاله و استند هو الآخر على الحائط ، أردف بـ تهكم:
- لا رغبة لي باللعب معك إذا كنت محبطاً إلى هذه الدرجة صدقني لا متعه في ذلك.
توجهت إليهما و وقفتُ أمامهما
- و أنا أيضاً ، مابك كيفين؟
زفر كيفن بتعب
- كدتُ أُكشف ليلة البارحة من قبل الشرطة وهم يلحقونني بسيارتهم
هتف ماكس بضيق:
- هذا لا يبشر بالخير.
أما أنا فاكتفيت بصمتٍ مستمعاً لحديثهما أتأمل السماء الّتي زينتها النجوم ببريقها ، أردفت بعد لحظات
- أعلم أنك سببت كل هذه الضجه لترانا كيفين عليك الذهاب الآن.

طأطأت رأسي و أنا أشعر بالحيرة هل ما أفعله صحيح؟ هل أدع مجرماً يهرب؟ لكنه صديقي ، رفعت بعض الخصلات عن عيني و أنا أتنهد بتعب ، هل أنا خائن للوطن أم لا؟
شعرت بكيفن و أليكس يقفان خلفي لم ألتفتت لكني كنت أشعر بنظراتهم لي.

شعرت بكيف يضع رأسه على كتفي و يهمس بألم:
- أنا آسف لوي ، آسف.
ما الّذي يجري لي؟ أشعر بالاختناق و أريد البكاء ، لكن، ما هذا السائل الّذي لامس عنقي ؟ كيفين ! التفت إليه و أبعدته عن كتفي ، تأملت وجهه كان يبكي ، أجل يبكي ، احتضنت رأسه و أنا أشعر أنني الآخر أريد البكاء ، يا إلهي ما الّذي يجري لي؟

ألكيس بـ ضيق:
- أرجوكما توقفا عن ذلك ، كيف عليك الذهاب الآن
همس كيفين بـ ضعف:
- أنه السبب في التفرقة بيننا ،نعم ه السبب.
قم أليكس بسحب كيفين نحوه ضربه
- أما زلت تحتفظ بهذه السخافات يا كيفين ، أنهم من انتشلونا من الشوارع و من حياة الفقر
ثم همس بوهن:
- صحيح لقد أفترقنا لكن ذاك الميتم له فضل كبير علينا لقد مرت أربعَ عشرة سنة يا كيفن.
دفعه كيفن بـ قوه و صرخ بانهيار:
- تقولان ذلك لأنكما لم تعيشا حياة التشرد، لقد تبنتكما أفضل العائلات النبيلة و فاحشة الثراء، أما أنا بقيت في الميتم و طردوني عندما بلغت الثامنة عشرَ من عمري لقد كان الميتم في حالة مادية سيئة فأخرجوني من دون أن يوفروا لي سكناً أو عملاً أو أن أكمل دراستي حتى
التَفتَ إلي
- أنت لديك عائلة و لأنك أحمق لا تريد العودة إليها و بغبائك أيضاً ستجعل ليديا تتعذب معك، أنت طوال السنوات الماضية لم تعترف لها بحبك ، أي أحمق أنت يا لوي؟
التَفتَ إلى أليكس:
- تتشاجر مع صديق طفولتك من أجل فتاة ، بتُّ أكره هذه الـ ليديا فهي من فرقت بينكما.

تمتم عدة كلمات عبر الجهاز الصغير الموضوع على أذنه اليمنى ثم نظر إلينا و ابتسم بانكسار أنا أعترف بأن كلامه ألجمني تماماً ، يبدو أن كيفين كان يراقبنا في الشهور الأخيرة ، التفت إلى أليكس فرأيته ينظر لكيفين بضياع.
أمر كيفين رجاله بآن بالانسحاب .. وجه نظراته إلينا و ابتسم بذبول
- وداعاً يا رفاق.
تقدم أليكس نحوه و احتضنه
- أرجوك كيفين انتبه على نفسك لا نريد ان نخسر اي واحد منّا.
حدقت بآليكس بدهشه، لا يريد أن يخسر واحد منا! نعم هذا ما قاله للتو، شعرت بأحدهم يحتضنني من الخلف التفت لأرى من هو، كانت ليديا.
همست لي:
- لوي على كيفين الذهاب الشرطة قادمة إلى الأعلى
كادت أن تكمل كلامها لولا عدة رصاصات توجهت نحونا، انبطح كل منّا على الأرض ، كنت أحتضن رأس ليديا لكي أحميها من الرصاصات الّتي تطلق بشكلٍ عشوائي ، أنا متأكد أنها ليست الشرطه فهذا ليس أسلوب رجالها في الهجوم ، حدقت بمكان فرأيت أليكس مختبئاً خلف أحد الجدران متخذاً وضعية الهجوم و الدفاع في نفس الوقت أما كيفين فوقف في المنتصف و بادر في الهجوم، ذاك المتهور سيقود نفسه الى الجحيم. أخرجت سلاحي لكي أساعدهما و التفت إلى ليديا
- اسمعيني جيداً إياكِ و التدخل مهما حصل، أسمعت؟ إنّ الأمر خطير.
قالت باعتراض:
- لا ، من المستحيل أن أبقى هكذا دون أن أفعل شيئا
صرخت بغضب و أنا أخلع سترتي السوداء و أضعها على أكتافها
- ليديا إياكِ.
وجهت سلاحي نحو مكان إطلاق تلك الرصاصات المجنونه و بدأت في الهجوم محاولاً تفادي تلك الرصاصات.


***


كنتُ أنظر إليهم بترقبٍ و خوف. هم الثلاثة كانت حالتهم مزرية. زحفتُ ببطئٍ نحو السور الّذي يحيط بزوايا السطح كنت أريد الابتعاد عن المنتصف حيث تلك المعركه ذات المصير المجهول ، مكثت أراقبهم بضع دقائق ، آل الوضع إلى السوء ، كنت أنوي إخراج سلاحي لكنّي تذكرت تحذيرات لوي لي ، احكمت القبض على يدي بغل إنهم يقاتلون و أنا أقف ساكنة لا أستطيع أن أفعل لهم أي شيء ، حدقتُ بكيفن ، إنّه لا يعلم من أنا، لكني أعلم من هو و أعلم معلومات بسيطةٍ عنه ، أخبرني لوي ذات مرةٍ أنه صديقه الأول ، إنّ المعركة تزداد شراسة يا إلهي لقد تأخر رجال الشرطة عن الحضور ، سينتهي الحال لهم بقتل بعضهم البعض. انتفض جسدي حين تخيلت الأمر ، نظرت إليهم بخوفٍ، حاولت الاتصال عبر الجهاز اللاسلكي المثبت بأذني اليسرى لكن لا فائدة.

سمعت صرخه لويفان
- ليديا انتهبي.

شعرتُ بأحدٍ يحتضنني بقوةٍ و يقفز من فوق السور. اتسعت عيناي بصدمة عندما شعرت بجسدي يتهاوى لقد كان يحتضنني بقوة

همس لي:
- إياك أن تفعلي أي حركة قد تقودنا إلى الموت.

كاد أن يرتطم جسده بالأرض لكن أمسكه رجاله ، ابتعد عني و نظر إليّ ببرود ، ابتسم بهدوء:
- لنا موعد آخر آنسه ديفوري و صدقيني ستكون تلك نهايتك.

حدقت به بدهشه و استغراب ، وضع قبعة المعطف على رأسه و ارتدى نظارة شمسية تغطي نصف وجهه، ركب سيارته البيضاء و اختفى ، بقي نظري مصوباً نحو المكان الّذي كان يُقَلُّ إليه و الأفكار و التساؤلات تتضارب في عقلي.

تذكرتُ لوي و آليكس ، نظرتُ إلى الأعلى فلمحت رجال الشرطة ، تنهدتُ براحة إذاً يبدو أن الأمر قد حل.

- ليديا هل انت بخير ؟

التفت إلى مصدر الصوت فوجدته آليكس ، أخذت نفساً عميقاً ثم زفرته ببطئ
- أجل أعتقد ذلك.
اقترب مني و إمارات القلق بادية على ملامحه
- هل أنتِ متأكدة ألم يصبك مكروه ؟ ثم هتف بتوتر:
- ألم يؤذكِ ذلك المجرم؟
تأملت ملامح وجهه و لأول مره أرى آليكس متوتراً، إنه أمر غريب بشكل ما . آخذت نفساً ثم زفرت ببطئٍ شديد أحاول أن أسترخي ، لا أعلم لما أشعر بضيقٍ ، إن وقع كلمات كيفين ما زالت تتردد في عقلي كالصدى ، ربما لأنه لقائنا الآول و قد كان غريبا بشكل ما ؟ لقد نسيت أمر ذاك الشاب الّذي يقف أمامي تماماً رفعت عيناي إليه فوجدت علاماتِ الاستنكار بادية على ملامحه ، حسنا يبدو أنه كان يتكلم إليّ و أنا شاردة

قلت باعتذار:
- أنا آسفة سيد كابيون لقد كنت شاردة الذهن اعذرني

كان سيرد لولا قدوم ذاك الشاب صاحب البدلة السوداء وهو يردف بتهكم:
- ليس عليك الإعتذار لأحمقٍ مثله.
آجاب آليكس ببرود:
- و ليس عليّ الإجابه على شخص مثلك.

‎كان لوي سيرد عليه لولا صوت السيد ماكس و معه البقية ، انحنى آليكس بلباقة وهو يردف باحترام
- أهلا سيد روبيرتون
‎أجابه بهدوء:
- أهلاً سيد كابيون
‎استقام آليكس و وجه نظرة ساخرة للوفيان .
‎توقفت سيارة سوداء أمامنا لينزل منها رجلٌ يبدو في العشرين من عمره هتف وهو ينحني باحترام أمام سيده - سيدي الصغير علينا العودة إلى القصر الآن السيد و السيدة كابيون في انتظارك
‎ودعنا آليكس ثم ركب السيارة ليغلق حارسه الشخصي الباب و يسرع للقيادة ، لا أعلم لمَ اجتاحتني مشاعر الشفقه ناحيته ربما لأنه محاصر بالكامل من قبل الحراس دوما لأنه الوريث الوحيد لعائلة كابيون ، أنا لا أحظى بكل هذه الحراسة و المراقبة لأنني لست الوحيدة فهناك الرجل المثالي كارلوس بنظر والدايّ ، فهما يريان أنني لا أصلح لإدارة الشركة و ثروة ديفوري و أن ذلك الأحمق هو الأمثل لذلك، ألقيت نظرة على المكان كان السيد ماكس و البقية يتناقشون حول ما حدث اليوم و كان لوي يكتفي بالصمت مثل كل مره ، أنا أعلم أن هذا ليس ظهور كيفين الأول ، كان يظهر كل بضعة أشهر حيث أن كيفين يرى لوي و الآخر تفشل محاولاته لرؤيته ، كم أشفق على حالتهما ، رفعت عيناي لأرى لوي يقف أمامي و قميصه حظي بنصيب من تلك المعركة لقد كان ممزقاً و متسخاً و وجهه لم يكن بحاله أفضل منهما فقد حظي الآخر ببعض الجروح في وجنته

‎- أعطني المعطف

‎كانت هذه جملته الّتي جعلتني أستفيق من شرودي ، خلعته و ناولته إياه


***


‎أخذت معطفي من ليديا و أرتديته بتثاقل ، زفرت بتعب أشعر و كأن جبلا سقط فوقي ، سلسلة الجرائم الأبجدية أنا متأكد تماماً أن الطرف الثالث الّذي ظهر اليوم هو هم، ولكن الأمر الغريب الّذي أثار الحيرة و الجدل هو الورقه الّتي كانت فوق الضحية الّتي حظيت بنصيبها من تلك الحروف المتسلسلة ، ألقيت نظرة على نفسي كان وجهي مليءً بالخدوش و شعري في حالة يرثى لها فكان مبعثراً ، أظن أن كل من مر ظن أني مختل هرب من مسشفى الأمراض العقلية ، فقد كان بنطالي و قميصي في حالة يرثى لها إثر المعركه
- يا إلهي كيف نسيت ؟
ألقيت نظرة على أبي فوجدته يتحدث مع أعضاء الفريق ، إنها فرصتي للهرب ، لكني لم أكد أخطو خطوة إلى الأمام

‎- لويفان روبيرتون أين تظن نفسك ذاهباً ؟

‎أغمضت عيناي بضيق و أنا أسمع ضحكات الجميع ، التفت لأرى ابتسامة تغزو شفتي أبي ، رفعت يدي باستسلام

......

‎كنتُ مستلقياً على سريري في جناحي الخاص بقصر روبيرتون ، لقد التقيت بأمي جوليا لقد اشتقت إليها كثيراً ، لقد كان القصر خالياً و هذا غريب فلم أرى لويس و آيار ، إنهما أخواي لويس يصغرني بسنة واحدة أما آيار بسنتين ، أعمارنا متقاربة ، إنهما الابنان الحقيقيان للسيد و السيدة روبيرتون ، انقلبت للجهة الأخرى من السرير بانزعاج ، كلما فكرت بهذا الموضوع تجتاحني مشاعر الوحدة و الضيق و أشعر أني في دوامة لا نهاية لها ، توجهت ناحية الشرفة ذات الباب الزجاجي، أبعدت الستائر الذهبية عن الباب ثم فتحته ، تقدمت بضع خطوات لأقف أمام السور ، تأملت القمر لبضع دقائق و أنا أفكر بالأحداث الّتي جرت معي في الآونه الأخيرة ، أخرجت هاتفي من جيب بنطالِ بجامتي القصير حيث كنت أرتدي بنطالاً كُحلي اللون يصل إلى حد الركبه مع (تي-شيرت) أبيض اللون عليه كتابات كُحلية ، كانت الساعة تشير إلى الثالثة فجراً كانت السماء ملبدة بالغيوم مع تلك النسمات الباردة لقد اقترب الشتاء سيكون الجو بارداً جداً ، تذكرت وعدي لليديا أن آخدها إلى برج إيفل سآخذها في عطلة نهاية الأسبوع ، شعرت ببعض الخجل فهذا يسمى موعداً ، حسناً إنها ليست المرة الأولى الّتي أخرج بها مع ليديا لكن الوضع مختلف الآن ، قررت العودة إلى النوم فلدي مدرسة و علي أن آخذ القسط الكافي من الراحة ، شعرت بِحركة في الشرفة المجاورة لشرفتي التفت و كانت المفاجأة ، لويس ، رأيته يحدق بي بـنظرات لم أفهمها أهي كره أم عتاب أم اشتياق أو شئٌ آخر ، تقدم نحو سور شرفته و مكث يتأمل السماء

‎أردف بـهدوء:
- آتيتُ أخيراً
‎أجبت بسخرية لاذعة:
- لمَ هل كنت تنتظرني أم اشتقت إلي؟
‎ضحك بسخرية
- شيءٌ من هذا القبيل يا أخي.

‎كنت أشعر بنيران تحرق جوفي كيف له أن يتكلم معي بكل راحة بعد ما فعله بي ؟ كم أود إفراغ رصاصات سلاحي في رأسه، لم يفكر بي ، لم يفكر بمشاعري، كان أنانياً و أنانيته سببت جرحاً عميقاً في قلبي ، أخذها مني و هي بدورها تخلت عني عندما علمت بحقيقتي ، كانت تريد المال فحسب ، وهو يعلم ذلك جيداً ، كانت تلتف حولنا كـأفعى

.

‎اقتربت منه و احتضنته بغنج و دلال و هي تهمس في أذنه ، أحاط خصرها بيده و جذبها إليه ، كانا بوضع مخجل ، لقد شعرت و كأن دلو ماء باردٍ انسكب فوقي ، كانا يتبادلان عباراتٍ و جملاً منحطة ، هذا كثيرٌ على عقلي ليستوعب الكم الهائل من الصدمات ، سقطتْ باقة الورد الحمراء من يدي مما جعلهما يتلفتان نحوي، كنت أنظر إليهما بأعينٍ تائه لا تريد تصديق ما تراه ، ابتعد لويس عنها بتوتر ، أما هي لم تخجل فبقيت متشبتةً بعنقه و تبتسم لي بمكر و خبث ، وجهتُ نظراتي إلى لويس أحاول أن أجد أي إجابة منه شيءٌ ينفي الّذي أراه، تقدمت نحوهما حتى وقفت أمام لويس

قلت ‎كلمة واحدة فقط:
- لماذا؟

‎صحت بها بانكسارٍ و خيبه ، و ما جعلني أُجن هي تلك النبرة الباردة مع ابتسامه ساخرة.

- لأنك لا تستحقها لويفان ديمتري.

‎لكمته بقوةٍ ،مما جعله يسقط على الأرض ثم التفت إلى إيف و قمت بصفعها ، انحنيت لأصبح بنفس مستواها

‎همست بفحيح:
- هل استمتعتي معه ؟ هل ارتميت بأحضانه ؟ هل أعجبك ذلك؟ لا بأس فأنا أعذرك ، ذلك لأنكِ سافلة ، تعشقين الرجال و الارتماء بأحضانهم.

.

‎شعرتُ به يغلق باب شرفته ، التفت فلم أجده ، أمسكت رأسي بقوة أشعر بصداعٍ حاد يجعلني لا أرى شيئا ، ما هذا اليوم المشؤوم ؟ سقطت على الأرض باستسلام ، أغمضت عيناي و لم أشعر بشيءٍ بعدها.

......

- لوي هيا استقيظ.
- ما به؟
- لا أعلم وجدته نائماً في الشرفة.
- ماذا؟

‎شعرت بخطوات مسرعة تتقدم نحوي و يد دافئة تلامس جبيني ، شعرت بالدفئ يسري في جسدي رغم برودة الجو ، فتحت عيناي ببطئ ثم أغلقتهما بانزعاج من ضوء الشمس.

- هيا يا جميلي أفتح عينيك ، لقد أشرقت الشمس ، هيا يا طفلي ألا تريد أن تفتح عينيك؟

‎تلك الكلمات لم تكن سوى كلمات السيدة جوليا ، تلك المرأه الّتي اعتنت بي طوال الثمانية عشرَ عاماً ، لن أستطيع أن أرد شيءً من فضلها عليّ ، فتحت عينيّ بكسلٍ و كانت أمي تساعدني على الوقوف و تعاتبني لأني نمت بالشرفة ، لم تتركني بل رافقتني إلى الداخل كأني طفل صغير تخشى أن يتوه وسط الزحام ، طلبت مني الجلوس على السرير بينما هي تعد لي الحمام و تخرج الزي المدرسيّ من خزانه الملابس.

‎أردفتُ بحب:
- أمي لقد أشتقتُ إليكِ كثيراً.
‎ بقيتْ ساكنة للحظات ثم التَفَتَتْ إلي و سارعت في احتضاني وهي تقول:
- عزيزي لا تعلم كم أنا سعيدة لرؤيتك هنا.
‎دفنت وجهي في حضنها و أنا أشعر بشعور دافئ يسري بجسدي
- أنا آسف أمي لأني لم آتي الشهور الماضية
‎مكثت تبعثر خصلات شعري وهي تقول بحنان:
- لا عليك يا طفلي المهم أنك هنا

‎ابتعدت عن حضنها و توجهت نحو دورة المياه لأخذِ حمامٍ دافئٍ يبعد الألم عن جسدي بعد نومي البارحة في الشرفة أو أستطيع أن أقول إغامائي، بدلتُ ملابسي بسرعة و توجهت إلى المدرسة

......

‎كنتُ أجلس على مقعدي في الصف أحاول التركيز مع الأستاذ ، لكن من أين يأتيني التركيز و الأفكار تتضارب في عقلي تذهب واحدة لتأتي عشرة بدلاً عنها زفرتُ بتعب فأنا لم أنم ليلة البارحة ، إني أشعر بنعاس شديد ، التفت فوجدت أني لست الوحيدة بهذه الحالة ، فيبدو أن لويفان كذلك كان جاك يتحدث إليه بصوتٍ هامس أما الآخر فليس منتبهاً له كان يحدق بالجدار بشرود.

- هذا يكفي لهذا اليوم أراكم لاحقاً

‎خرج المعلم بعد جملته تلك ، نهضت من الكرسي و توجهت خارج الفصل ، بقي لدينا ثلاث حصص لكن لا مزاج لدي لحضورها ، توجهت لحديقة المدرسة الخلفية و كعداتها كانت خالية ، أسندت جسدي على أحد الأشجار و أنا أفكر بماذا سأفعل لاحقاً.

- أنتِ هنا؟

‎شعرت بانزعاج من هذا الشخص الّذي يأتي و يقاطع شرودي ، رفعت عيناي فوجدته أليكس ، زفرت بضيق و أشحت وجهي عنه فأنا حقاً في مزاج سيء

‎تقدم نحوي و هو يقول بانزعاج:
- لما تتجاهليني؟ هل طلب منك ذلك السافل هذا؟
‎صرخت بغضب:
- أليكس كف عن ذلك.
‎اقترب مني و احتضنني بقوة ، كنت أحاول إبعاده لكن كيف لي هذا مع هذه البنيه القويه؟ دفعني إلى الخلف ليصطدم جسدي بالحائط.

‎اقترب مني و همس:
- ما الشئ الذي لديه و ليس لدي؟ أنا أفضل منه بكل شئ ، إنه مريض ألا تعرفين ذلك ؟ لويفان مصاب بمرض القلب منذ سنتين هل كنتِ تعلمين ذلك ؟ شخص مقلةٌ أيامه معدودة في هذه الحياة، مع إهماله لكثير من جلسات العلاج .

‎كانت الصدمات تتابع غير أبهةٍ لقلبي الّذي لم يعد يحتمل، كنت أشعر باختناق شديد و عقلي غير متقبل هذه الضغوطات المتراكمة لمدة يومين ، شحب وجهي و تجمعت الدموع في عيناي ، لمحت نظرات القلق في عيني أليكس ، أمسك بيدي فحاولت الإفلات لكن لم أستطع.


- ألـــــــــيكـــــس.

‎صرخة تدل على أن صاحبها وصل أقصى درجات الغضب، تقدم نحوه و وجه له لكمة ، بينما الآخر ابتسم بسخرية و باشر في الشجار معه، كانا يتبادلان الضربات و في كل دقيقه ينقلب الحال لصالح أحد منهما، كان شجارهما حامياً.

‎صـــرخت بخوفٍ:
- توقـــــفا.

‎لكن لا أحد منهما استجاب لطلبي أو حتى سمع ، جلس أليكس فوق لويفان و وضع كلتا يديه على عنقه، حاولت إبعاده لكن لم أستطع، ركضت إلى الداخل أبحث عن أي شخص لمساعدتي , رأيت هاري يسير في الأتجاه المعاكس لي يرتدي قميص أزرق مع بنطال أسود يحمل كتبه و معطفه.

‎وقفت أمامه و أنا ألهث
- هاري أرجوك أليكس و لويفان سيقتلان بعضهما.
‎هتف بغضب:
- ألن يكفا عن ذلك؟ أين هما؟

‎ركضنا إلى الحديقة لكن بعد فوات الأوان، شهقت بصدمه، ركضت ناحية لوي فوجدته ممدداً على الأرض مغمضاً عيناه ساكناً بدون أيّ حركة، إتصل هاري بالأسعاف بينما استدعى أحد المدرسين لمساعدته ، كان أليكس ينظر إلى لوي غير مصدقٍ ما فعله، كان نظره مصوباً فقط على لوي ، أمسك به أحد المعلمين و أتجها إلى مكتب المدير ، أتت سيارة الأسعاف و نقلت لويفان إلى المشفى ، منعوني من الذهاب معه ، لقد ترجيتهم لكنهم منعوني بحجه المحافظه على سلامه ابنة ديفوري ، لقد انتشرت الشائعات الكثيرة في أنحاء المدرسة و قد علم الجميع أنني كنت موجودة في قلب الحدث ، كنت أسير قاصدة المغادرة فقد انتهى الدوام و حان وقت الإنصراف.

- إنها هي ليديا ديفوري.
- يقولون أنها سبب الشجار فقد جعلتهما يتشاجران بسببها لقد أوقعت الإثنان يالِ مكرها.
- إنها مغترة بنفسها كثيراً.
- لكنها جميلة.

‎ألتفتُ لمجموعة الفتيات الوقفات بجانبي

‎ابتسمت بسخرية
- هل تقصدينني؟
‎أجابت بسخرية أكبر منها:
- أنا لم أقصدكِ ، كنتُ أقصدُ فتاةً أخرى ، هل أنتِ مغترة كثيراً بنفسكِ آنسة ديفوري لتظني أنكِ جميلة؟
‎ضحكتُ بصخبٍ على ردها و أكملت طريقي متجاهلةً إياها

......

‎إنها الثامنة مساءً ، كنتُ أجلس على ذلك السرير الأبيض أشاهد التلفاز في غرفة المشفى ، لكني كنت شارد الذهن بسبب ما قاله الطبيب و تحذيراته لي

‎- لقد اطلعت على ملفاتك الخاصة يا سيد روبيرتون ، اعذرني على ذلك ، إن مرضك في حالة متقدمة و ليس هناك مجال لترك العلاج أكثر من ذلك ، لويفان اسمعني إن ما سأقوله لك لمصلحتك ، لقد أهملت سنتين من العلاج و هذا كافٍ لجعل قلبك أضعف ، إن عملك لا يناسب حالتك الصحية ، حتى لو بدأت في العلاج و انتظمت عليه ، إن استمرارك سيسبب مضاعفات و قد يصل الأمر إلى أن تصاب بتجلطات في الدم ستؤثر سلباً على جسدك و قد تسبب لك الوفاة ، فكر بكلامي جيداً إنه لصالحك .

‎أغمضت عيناي بضيق شديد، أنا لا أستطيع ذلك لكن أن استمررت سأقود نفسي للموت ، سمعت صوت طرقات على الباب ، رتبت شعري المبعثر و أغلقت الأزرار العلوية لقميص المشفى

- تفضل

‎هذا ما نطقت به بصوتي المبحوح ، دخلت و أغلقت خلفها الباب ، أصابتني الدهشة لرؤيتها ، إن وقت الزيارة انتهى كما انها كانت موجودة معي طوال اليوم.

‎أردفت باستنكار:
- بحق السماء ماذا تفعلين هنا؟
‎ابتسمت ابتسامة بلهاء
- لأبقى معك و أعتني بك
‎أجبتها بذات النبرة:
- و هل أنا طفل؟
‎تقدمت و جلست على طرف السرير
- لا ، لكنك متهور قد تقود نفسك إلى الموت بتصرفاتك الجنونيه.
‎ضحكت بصخب على تعليقها و أنا أبعثر خصلات شعرها
- هذا صحيح .
‎ابتسمت لي و قد أخرجت علبة طعامٍ من الحقيبه الجلدية - لم تستطع السيدة جوليا القدوم فقد انشغلت قليلاً مع السيد ماكس لكنها حضرت لك وجبه العشاء و طلبت مني إعطائك إياها.
‎أومأت بالإيجاب و هتفت:
- فهمت.

‎رأيتها ترتب الطعام على الطاولة المتحركة المتصلة بالسرير ، كل منّا التزم الصمت أريد أن أسألها عمّا حدث اليومين الماضيين لها فقد كانت مرهقة و شاحبة، تأملتها لبضع لحظات كانت ترتدي بنطالاً أبيض اللون و قميصاً رفعت أكمامه إلى مرفقيها بذات اللون و حذاءً رياضياً وردياً بحبال بيضاء وُضِعَ عليهِ شعاُر أحد الماركات العالمية ، و جعلت شعرها الكستنائي منسدلاً على ظهرها ، أبعدت خصلة شعرها عن عينيها ، التفتت إليّ و اكتستوجهها حمرةٌ محببة.

- مـ .. ماذا؟
‎أشحت وجهي
- لا شيء.
‎قالت بتوتر و هي تنهض
- أنا سأنزل للمقهى لأُحضر لي قهوة و أعود.
‎هتفت باستغراب:
- ألن تغادري؟
‎أجابتني و هي تتوجه نحو الباب قاصدة الخروج:
- لا ، فأنا سأكون مرافقتك
‎صرخت:
- مـــاذا؟
‎هتفتْ بانزعاج:
- لماذا تصرخ أيّها الأحمق لستَ في منزلك هناك مرضىً يريدون الراحة هنا.
‎قلت بسخرية:
- و كيف ستكونين مرافقتي يا إلهي سأموت بسببك.
‎ضحكت و هي تغلق الباب:
- تأكد من هذا.

‎خرجت ليديا و أغلقت الباب خلفها ، توجهت نحو الشرفة لأستنشق بعض الهواء النقي ، إنها كبيرة فأبي وضعني في الغرف الخاصة لكبار الشخصيات ، أبعدت الستائر و فتحت الباب الزجاجي ، رفعت عيناي و كانت الصدمة ، شخص يقف أمامي موجهاً سلاحه نحوي ، لم تعد قدماي تحملانني فأنا في وضعٍ صحيٍ حرج جداً ولا يمكنني أن أمسك سلاحي حتى ، كانت عيناه تلمعان ببريق المتعة.

‎همس بمكر:
- حان وقت ذهابك إلى العالم الأخر لويفان ديموتري.

-


أنــتـــــٓهـــى


كشف الستار عن شخصيه جديده " كيفين"؟
لوي و مصيره المجهول ؟
ليديا و حياتها المتقلبه ؟


-


‎جذبتها نحوي ، صرختُ بألم يعتصرُ قلبي:
- لأنني أحــــبــٓك أنتِ فقط .


‎قد أموت بسببه لذا أرجوكِ ابقي بجانبي.


‎وضعت رأسي على كتفه ، همست بصوت ذليل:
- أرجوك اتركها ليس لها ذنب بهذا أنا أتوسل إليك.


‎كيفين إن لوي يحتاجك لا تتخلى عنه بهذه البساطة بسبب تلك السافلة.


‎وضع كلتا يديه على وجهه و أجهش بالبكاء كأنه طفل صغير فقد أمه و هذا المثل ينطبق تماما على حالته البائسة ، احتضنت رأسه:
- اهدأ كل شيءٍ سيكون على ما يرام .


‎ضرب يداه على الطاوله بغضب:
- مابكم ؟ أنتم لم تكونوا هكذا أكلُّ هذا لأن واحد منكم في المشفى فقط ، هذا لا يعقل أنتم أقوى من هذا و سوف تذهبون لأداء المهمة


‎كانت السيارة تتجه نحوها مسرعة ، صرختُ و أنا أحاول الأفلات منه:
- ليـــٓديـــا


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________