عرض مشاركة واحدة
  #59  
قديم 08-07-2016, 02:44 AM
 
[gdwl]اللؤلؤ المنثور :
تسارعت نبضات قلبي ، امتلأت عيناي بذعر وهمي ، ارتعب عقلي من سراب لا وجود له ، سقطت من السماء مرارا ، أنا أختنق ، صمت يصم الأذان كاد أن يفتك بي ، تلك المشاعر المتضاربة انقضت على قلبي الضعيف ، من أين أتت ؟ لا أعرف ، لم تعد عيناي تحتملان الظلام ، نيران ألهبت كياني من جهة و من جهة أخرى ، أسناني تصطك من شدة الصقيع الذي جعل شفتاي تتحولان إلى اللون اﻷزرق المائل إلى البنفسجي ، تحركت قدماي بشكل عشوائي ، رحت أتلمس الخيال من حولي ، اشتم أنفي رائحة الواقع التي انتشر عبيرها في الأرجاء ، أحسست بسائل يرتفع منسوبه ببطأ ، إنه الماء ! اكتشفت حقيقة غابت عن ذهني : أنا محبوسة في صندوق من زجاج ،ضربت بيدي في الامكان عله ينكسر و لكن هيهات ،غرقت في الماء ، شعرت برئتي تقترب من الإنفجار ، و فجأة اختفى كل شيء ماعدا الظلام ، ماذا بعد ؟ ياليتني لم أسأل ! امتدت أيدي من كل زاوية ثبتتني على مقعد لم يكن موجودا أو ربما كان ، أغلقوا فمي .... لا بل فتحوه ، و ضعوا قطعة حديد بين أسناني ليستحيل على غلق فمي مرة أخرى ، أحضروا أفعى تتلوى ، لا هذا محال ! و لكنه حدث ، دخلت الأفعى فمي ، مرت بحنجرتي متجهة ﻷسفل ..... سكين قطعت داخلي تدعى الألم ، ثم اختفى كل شيء ، آه يا عقلي لماذا تتفنن في تعذيبي ؟ هل انتهى الأمر ؟ مستلقية و مقيدة إلى سرير كان إجابة سؤالي ، لا لم و لن ينتهي الأمر ! هذه مجرد بداية لا نهاية لها ، كسروا زجاجا و قاموا بوضعه في فمي ليخترق لساني ، أحضروا جرذا و وضعوه فوق بطني ثم دلو من حديد بعدها قاموا باحراقهه لم أشعر بشيء سوى أسنان الجرذ تنهش أحشائي ، تبادر سؤال إلى عقلي ؟ من يتألم أكثر أنا أم هو ؟ تسللت يد إلى العقد الذي يلتف حول رقبتي و نزعته ، ما هذا الصوت ؟ آه نعم ! إنه صوت حبات اللؤلؤ الخاصة بعقدي و هي تتناثر على الأرض .
اللؤلؤ المنثور كان عنوان كابوسي !
العنوان القادم : تهشم !
بالتوفيق .[/gdwl]
رد مع اقتباس