عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-18-2016, 10:57 PM
 
كان يا مكان .. في قديم الزمان

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/18_02_16145583207440781.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




تستحقه وبجدارة دمت ودام تألقك











-

سحر التراث .. وقصص كانت لنا ميراث
حكتها جدتي وجدك .. نَقلتُها لإبني من بعدي .. ونَقلتََها لإبنتك


تحكي واقع أو خيال .. نستمتع بها في اليالي الطوال
قد تحكي معاني مختلفة تتشابك .. ولكن كلها لها أهداف تتشاببه

حكايات تعبر عن العمق الإنساني .. عن ظهر قلب نحفظها وفي الاذهاني


!$\


وهنالك عناصر لهذه الحكايات والقصص أهمها


الشخصيات : منها الرئيسية التي يكن لها حصه الأسد في الذكر والأحداث
وأخرى ثانوية تذكر بشكل أقل أو تذكر مرة واحدة ولا تتكرر


الأحداث : هي الأفكار والمغزى الأساسي من الحكاية يوصل به
الكاتب فكرته ويعبر عنها


العقدة : تسمى أيضا الحبكة وهنا تصل الحكاية الى ذروتها
لتشد القارئ أكثروتزيد تشويقه


الحل : هنا يتوصل الكاتب الى حل العقدة وتسلسل الأمور للنهايه
قد تكون حزينة أو سعيدة


المكان والزمان : قد تكون الحكاية في الماضي الحاضر أو المستقبل
ويتوضح هذا كله من نوع القصة



قصصنا الشعبية يحبها الصغار ويستفيد منها الكبار
فيها غالبا حكم وعبر كثيرة منها نستقي الفائدة والمتعه

هي غالبا في الهجة العامية تروى وتحكي
ولكن قد يحكيها البعض في الللغه العربية الفصحى


ويختلف هذا من مكان لاخر
قد تكون الفكرة نفسسها لكن تكتب حولها العديد من الأحداث والتفاصيل
زيادة من هنا وحذف من هناك وحتى تتناسب الزمان والمكان


من يحكي لنا الحكايات يسمى حكواتي

نبذة مختصرة احكيها ..


هنالك كثير من القصص الجميلة .. تحكي تراث والالم واحلام فسيحة
حكايات لها بداية .. تشدنا حتى نعرف النهاية

جيل بعد جيل يحمل هذا الميراث الفريد ...
وما زال لدينا المزيد



سنحكي لكم بعض منها ونترك لكم الباقي

لتعبروا عن تراثكم ومجدكم
كل منكم ليحكي قصة من قصص الأجداد


ذات معنى وهوية وأساس
نترككم مع القليل منا لنسمع الكثير منكم












الأميرة السجينة

قال البرّاح: يا ناس يا سامعين... يا صغار‏

يا كبار... هكذا الدنيا تلعب بأقدار الملاح... يوم في الأفراح وعشرة في الأتراح...‏

قد نتعود أشياء ونألفها،، نحببها إلى أنفسنا لأجل المتعة،،
هكذا يقتحمنا الزمن دون أن نتخذ له في النفس مكاناً،، فالأحداث المتتابعة،،
تختلف من رواية نعرفها لأخرى صاغتها لنا الجدة "زينب"
التي لا تتوانى عن مؤانستنا لتخفف عنا وطأة طول الليالي....
ها قد بدأت الحكاية، قصته من عهد الأجداد لنتابع جميعاً:‏

على سفح الجبل العتيد تتربع دولة شامخة في عزها، هادئة في
سير نظامها السياسي والاجتماعي،، تحيط بها البساتين باختلاف
زهورها ورقصات فراشاتها وزقزقة عصافيرها وتغاريد طيورها الراقصة
بين أفياء الأشجار المنتشرة على صدر البلدة...أو لِنَقُلْ البليدة لأنها صغيرة...‏

جلس الحاكم ذو اللحية البيضاء والشاربين الطويلين مزهواً ببرنوسه
الأحمر وحذائه الجلدي الموشوم برسومات مختلفة واضعاً في رقبته قلادة
وخاتماً يلمعان لمعان البرق الخاطف كما قبلتهما الشمس بأشعتها
فيزداد المكان ضياء...

تحت الشجرة التي اعتاد الجلوس في ظلالها يتزين المجلس بعدل الملك
الذي بث الاطمئنان في القلوب ونشر الأمان في سائر أنحاء المملكة،،
والورود الحمراء المتفتحة تستقبل قطرات الندى محتضنة إياها
في حنو عجيب وحتى زهور الأقحوان تبتسم هي الأخرى
سعيدة بمحاذاة السلطان....‏

وهو في جلسته الهادئة يفكر في العريس المفضل لابنته الوحيدة "كنزة"،،
الموضوع الذي شغل باله كثيراً،، بدأت تحوم حولـه فراشة بلباسها المرونق،،
تحط هنا وتطير هناك عالية بخفة عجيبة،، يترقبها الملك بنظرات شاردة،،
يتبعها ببصره كأنه يستشيرها في طريقه لاختيار موفق لشاب من بين
مواكب العرسان التي تتوافد عليه لطلب الأميرة "كنزة"،،
وكلّ واحد يتميز بصفات محبوبة،، كالقوة وطيبة القلب والحنكة والدهاء..

واصلت الفراشة ترنحها برقصاتها أمامه ثم اختفت بين الورود،
فتّش عنها ببصره فلم يعثر عليها،، وهنا راودته فكرة طريفة حول
موضوع زواج ابنته إذ قرر إجراء امتحان لخطاب ابنته...
والفائز منهم سيصبح صهراً له!!‏

إنّ مهرها سهل لكنه ممتنع..
وجاء اليوم المعلوم، يوم الامتحان الذي يكرم المرء فيه أو يهان،
فجلس على كرسي العرش وعلى رأسه تاج الملك واضعاً يده على خده،
كم كان ذلك الكرسي مغرياً يومض ببريق السلطة الذي يسيل لعاب الطامعين
،، بدا شكله رائعاً إذ كانت تزينه نقوش أصلية مستوحاة من عالم الطبيعة،
ومن الفن التقليدي الأصيل لأجداد الأجداد، حتى أرجله تشبه رؤوس الغزلان،
وعليه علّق جراب وبداخله شيء مجهول،، طلب الملك من الشاب معرفته
فياله من امتحان! وياله من مهر وياله من مطلب عسير..!!!‏

** *‏

تقدم إلى السلطان حشد من الفرسان يطلبون يد الأميرة يجربون حظوظهم
في يوم مشهود حاولوا معرفة ما بداخل الجراب..

لكنهم أخفقوا كلهم في الامتحان، فيهم من قال:‏

-يوجد تفاح وآخر قال: ذهب،، ومن قال: رأس قرد وآخر قال: كتب،،
وآخر قال: ثعبان...

وعاد كلّ واحد مكسور الخاطر والوجدان يقول معزيّاً نفسه: المهم المشاركة.‏

وفي نهاية المنافسة قدم إلى قصر السلطان،، شاب وسيم،،
يرتدي ملابس متواضعة،، تسبقه ابتسامته المشرقة التي تخفي ثقة وشجاعة،
كما يخفي برنوسه البنفسجي المتدلي وراءه المشدود إلى رقبته أناقته المتميزة،،،،
ورغب في المشاركة لمعرفة ما بداخل الجراب..

حينما رأته الأميرة أعجبت بجماله فراحت تومئ له بإيحاءات وإشارات
تدل على ما بداخل الجراب،، من خلف الستار كانت تبدي له في يدها
وردة حمراء.

-وأجاب الشاب الوسيم قائلاً:‏

يوجد داخل الجراب ورد أحمر..
. فتهلل وجه السلطان بالبشر وهنأ الشاب على النجاح،، ثم زوّجه ابنته "كنزة"
وفاء بعهده،، فأقيمت الأعراس البهيجة الحافلة بأهازيج الطرب المليئة
بما لذّ وطاب من طعام ...لحوم وفواكه وحلويات...

** *‏

وذات يوم ليس كغيره من الأيام، في الصباح الباكر تحول الشاب إلى أصله،،،
إلى صورته الحقيقية،، وحش غابي،، حمل الأميرة عنوة إلى قمة الجبل بعدما
كمّم فمها بقطعة من القماش كي لا تستطيع الصراخ وفي قلعته أغلق حولها
كل الأبواب الموصدة بالحديد وأرهبها بالتهديد والوعيد....‏

احتار السلطان وحزن لغياب ابنته الوحيدة،، ومما زاد في حزنه
وعذابه جهله بمصيرها وأخبارها.... فكّر ملياً فخطرت بباله فكرة،،
تذكّر حمامة السلام البيضاء،،، الحمامة الزاجلة،، حاملة بريده
إلى الأمراء والسلاطين في كل البلدان...
فكتب مخطوطاً وعلّقه برجلها اليسرى... وأوصاها قائلاً:‏

-يا حمامة السّلام هذا الكتاب خذيه أمانة إلى ابنتي المهاجرة،،
ابحثي عنها في الأرض وفي السماء، في كل مكان بالمعمورة واحذري
أن تسلميه لغيرها.. ولا ترجعي إلى القصر حتى تبلغيها الرسالة
وتأتي بأخبارها، زينة البنات.‏

طارت الحمامة تقطع الجبال والوديان،،
تمر على القصور والجسور والمدن والقرى.. باحثة عن الأميرة الغائبة،،
تواجه العواصف وزمهرير الرياح ورذاذ المطر ووابله...‏

وصلت الحمامة البيضاء إلى قلعة حديدية حيث أخبرها هاجس غريزي
بواسطة حواسها أن صاحبتها الأميرة موجودة في هذه القلعة المهجورة،،
فبدأت تحوم في فضاء القلعة واستمرت في رقصاتها الإستطلاعية.
حتى لمحت الأميرة "كنزة" قادمة نحوها والابتسامة الحزينة تفترش محياها الذابل،
نظرت إلى الحمامة الطليقة مستبشرة كسجينة اقترب موعد تسريحها، وهتفت:‏

-آه، أيتها الحمامة البيضاء،، يا رائحة الأهل القادمة،، يا حمامة السلطان
العزيز هل تعرفت على التي كانت تقدم لك الحب؟! اقتربي،،
حطي على ركبتي هذه،، قبل عودة الوحش الشرس،
الذي أغراني بزيف جماله فلم أسأل عن علمه وأخلاقه.‏

وأحسّت الحمامة بشعور الأميرة فحطت على ركبتيها،، احتضنت الأميرة الحمامة
وقبلتها بحرارة ممزوجة بدموع الشوق والألم ثم اكتشفت الرسالة فأخذتها
من رجلها وقرأتها،، فهمت ما احتوته فبكت وكتبت في الحين إلى والدها
تحكي له مرارة العيش والمعاناة التي تمر بها عند الوحش (الشاب)
لقد ندمت كثيراً
على زواجها واختيارها المتسرع للجمال الغادر....‏

طارت الحمامة عائدة بالمرسال والأخبار إلى السلطان...
مسك السلطان الرسالة فرحاً،، وعند قراءة المراسلة شعر بنوبة الأسى
تحتويه من جديد،، طلب إحضار "الشيخ المدبر" كي يبدي له عمّا يحس به
ليشير عليه قصد إنقاذ ابنته من هذا الشاب المتوحش وليسأله:‏

-هل يفلح الجيش في استعمال القوة لاستعادة الأميرة كنزة المختطفة؟!‏

أقام الشيخ المدبر في جناح خاص، وعندما عرض عليه الملك الأمر لم يوافق
على إرسال الجيش إلى القلعة الحديدية، لأن الشاب المتوحش قد ينتقم
من الأميرة عند رؤية الجند قادمين نحوه، وأشار عليه بالذهاب إلى القلعة
والتسلل داخلها بحكمة وشجاعة، ودلّه على فرسان يثق فيهم، شباب
أبناء عجوز يمتازون بهاتين الصفتين،،،،،،،،‏

** *‏

ذهب السلطان حيث العجوز وروى لها مرارة معاناته بعد اختطاف ابنته،
ووعدها بالعيش النعيم هي وأولادها إن أعادوا له فلذة كبده الأميرة "كنزة"...‏

فكرت العجوز كثيراً ملياً، وبعد تمحص وتدقيق في الموضوع طلبت من حراس
الملك إحضار صوف الحرير، فأحضره الحراس على جناح السرعة...‏

شرعت العجوز الأرملة في حياكة الصوف حيث جلست على الأرض واضعة
بين ركبتيها المغزل وبدأت تغزل صوف الحرير، ثم قامت بنسجه، حتى أخذ
شكل ثوب مرقوم بأشكال وألوان زاهية، وحين أحسّت بقدوم أبنائها السبعة
طلبت من الملك الاختفاء خلف الباب الخشبي...‏

دخل الشبان على أمهم المنهمكة في الحياكة فسعدوا لنشاطها ثم بدؤوا
يسألون ويستفسرون عم تصنعه أمهم، ولمن هذا القميص الجميل،
دون أن يشعروا بوجود غريب خلف الباب.. ردّت الأم وهي تبتسم:‏

"لمن يستحقه منكم يا أبنائي، للشجاع الحكيم...
الذي يحقق لي أمنية لكنها محفوفة. بالمخاطر..‏

(تتنهد الجدة "زينب" الكبدة حنينة
قلبي على وليدي انفطر وقلب وليدي على حجر وتواصل وقد أدمعت عيناها،
فلقد تذكرت ابنها المهاجر وراحت تردف كلامها):‏

-إيه يا أبنائي....‏

لقد بدأ الإخوة في استعراض قوتهم وشجاعتهم والسلطان خلف الباب يستمع،
يقطب حاجبيه تارة ويبتسم تارة أخرى، ثم خرج من وراء الباب وخاطبهم
وهم مشدوهين أمام المفاجأة الغريبة، فقال:‏

-إذن الحمد لله لقد عثرت على أشجع الفرسان، ما عليكم أيها الفرسان
سوى إرجاع ابنتي من قبضة الوحش وأعدكم بالثراء، والجاه الذي تريدون
إن وفقتم في مهمتكم بمشيئة الخالق...‏

** *‏

قاد الأخ الأكبر إخوته الستة، كان يمتاز بدقة النظر وسداد الرأي وحنكة
عالية ودهاء كبير، وهم يمشون خلف الحمامة الطائرة، يقطعون أشواطاً
للعثور على الأميرة، وما هي إلاّ أيام حتى رأوا على قمة الجبل قصراً منيفاً
يلفه الضباب كالثوب الشفاف تحوم حوله الخفافيش، تحرسه من كل غريب
يقترب ولو من أسوار القلعة الحديدية المحيطة به....‏

لقد كان منظر القصر مرعباً يدخل الفزع في قلوب المشاهدين، لكن
الإخوة السبعة لم يتأثروا لذلك ولم يثن من عزمهم الشكل الخارجي الرهيب...‏

وقف الإخوة يتشاورون ويخططون للدخول
وكذا يرصدون حركة الوحش حين دخوله. ولما عاد في المساء وفتح
الأبواب الحديدية السبعة ثم غلقها وراءه بمفاتيح مختلفة.. قال كبيرهم:‏

-إنه سجن يحيط بالأميرة الجميلة...‏

في منتصف الليل تسلّل الإخوة داخل القلعة الحديدية بواسطة جبل طويل،
تعلقوا به ثم نزلوا ساحة القصر في هدوء تام... سمع الإخوة السبعة بعدما
اقتربوا من باب القصر الحديدي شخير الوحش ينبعث من جناح النوم مدوياً
في سكون الليل كشلال الماء المتدفق من الأعالي، صعد الإخوة مدرجات القصر
الواحد تلو الآخر، وفي مهارة عجيبة، استطاع الأخ الأكبر فتح الأبواب المغلقة
والوصول إلى مخدع الوحش حيث وجد الأميرة وضفائر شعرها
مشدودة بيده الغليظة،،، تنام الأسيرة وخصلات شعرها الذهبي متدفقة
كالشلال الحزين على ظهرها،، مستسلمة،، بائسة،،
شاحبة الوجه،، نحيفة الجسم،، كأنها في سبات عميق،،
مدّ الشاب يده نحو شعرها محاولاً فك ضفائرها من قبضة الوحش،،،،

فاستيقظت الأميرة "كنزة" مذعورة لكن الشاب وضع راحة كفه على فمها
يمنعها الصراخ ثم طمأنها بإشارة من ملامح وجهه مصحوبة بابتسامة.
فاستبشرت بخلاصها وسارعت إلى الهروب مع الشاب وإخوته الستة
الذين استعملوا المسلك الذي دخلوا منه كي يهرّبوا، حملوا الأميرة
المنهكة القوى بالتناوب وهي مغمى عليها من الخوف
الممزوج بالفرحة المفاجئة، واختفوا في الغابة ليأخذوا قسطاً من الراحة
فأخذتهم غفوة نعاس من شدة السهر وناموا،،،،‏

** *‏

تحسس الفراش فلم يجد الأميرة بجانبه،، كانت يده خالية من ضفائرها،،
وجد قيدها مفككاً ففزع وفاض غيظه،، صرخ صرخة توقظ الموتى من قبورهم
فاستيقظت حيوانات الغابة وطارت العصافير من أعشاشها مرعوبة،،
كان الزبد يسيل من فمه وهو يبحث عنها في القصر وساحته..
ثم خرج إلى الغابة يقطع.. يكسر أغصان الأشجار بأسنانه ويدوسها بأقدامه
الكبيرتين والخفافيش فوقه تشاركه العاصفة إنه الوحش الغاضب.....‏

اهتزت الأرض تحت أقدام الإخوة السبعة فاستيقظوا من نومهم حائرين،،
الوحش يتقدم نحوهم والشرر يتطاير من عينيه......‏

كان لأحد الإخوة ساقان طويلان فقرر استعمالها،، قال لإخوته:‏

-لي فكرة،،، نفُّر من الوحش بعد أن نشعل النار في الغابة فيحترق
هو وننجو نحن مع الأميرة...‏

عارضه أصغرهم قائلاً: هل تريد أن نحرق أنفسنا ونحن أحياء؟
وهل نسيت أن الشجرة مقدسة في أعرافنا ولا يجوز حرقها؟! أين شجاعتكم؟‏

طمأنهم أخوهم الأوسط: اتركوا الأمر لي فسوف أخرج سيفي في وجهه وأقاتله،،
كما وعدنا أمنا والسلطان هذه هي الشجاعة،، هل نسيتم؟
وإذا استلزم الأمر سأستدعيكم فوراً..‏

لكن إخوته قالوا: يجب أن نواجه الوحش جميعاً كرجل واحد وليكن ما يكن،،‏

وقبل أن يصل الوحش إلى المكان هاجمه الشبان بقوة الأسود وشجاعة
الأبطال وخفة الطيور ومهارة الفرسان،، فانهالوا عليه بوابل من ضربات السيوف
حتى مزقوه وطار رأسه متدحرجاً على الأرض.... وعادوا والعود أحمد صحبة
الأميرة ففرح السلطان فرحاً عظيماً،، وأقام حفلاً متواصلاً تم خلاله
مكافأة الإخوة السبعة لعملهم،، لكن الصراع بدأ بينهم...‏

** *‏

تقول الجدة "زينب": هل تعلمون لماذا يا أبنائي، لأن كلّ واحد أراد أن
يتزوج الأميرة الحسناء وعندما أستشيرت الأميرة كنزة في الأمر اختارت الشاب
الذي فك قيدها وضفائرها من يد الوحش،،، قائلة:‏

-جمال الرجل في عقله وليس في جسمه أو جيبه..‏

قال البرّاح: وهكذا تنتصر الحقيقة على الزيف وينكشف
كل غادر طال الزمان أم قصر....








بائع الكلام


خرج شاب من بيته ليبحث عن عمل له ، وفي الطريق مر على متجر كبير
وفي جيبه ستة قروش فقط ، نظر الشاب إلى المتجر فرآه فارغا من البضاعة ،
ووجد صاحب المتجر( التاجر ) جالسا خلف مكتبه ، ومن أمامه على المكتب ميزان .
سأل الشاب التاجر : ماذا تبيع ؟ .
قال التاجر : أبيع كلاماً .
دهش الشاب من التاجر ، وقال في نفسه ساخراً : من الذي بيع الكلام !!؟
يبدو أن هذا التاجر غبياً ،

ودفعه حب المعرفة أن يسأل التاجر : أعطني كلمة واحدة .
قال التاجر : لا أعطيك كلمة إلا بثمنها .
قال الشاب : وما ثمنها ! ؟ .
قال التاجر ، قرشين .
دفع الشاب القرشين إلى التاجر ثمناً للكلمة ؛ فقال التاجر له :
{ مَن أمّنك لا تخُنه ولو كنت خائناً }.

تفحّص الشاب الكلمة فوجدها حكمة جميلة ، واستفاد منها الكثير ؛
ثم دفع له أيضاً قرشين آخرين ليحصل على كلمة جديدة .
قال له التاجر : { اتق الله أينما كنت فمن يتقِ الله يجعل له من كل ضيق مخرجاً } .

فهم الشاب معنى هذه الكلمة جيدا ، وحرص على العمل بها ،
ودفع له آخر قرشين يمتلكهما من أجل كلمة ثالثة .
قال التاجر : { ليلة الحظ لا تفوتها } .

سمع الشاب الكلمة الثالثة ولكنها لم تعجبه كثيرا ، إلا أنه لم ينسها ،
وقال في نفسه : ربما تشرح لي الأيام معانيها الخفيّة.

استمر الشاب في طريقه باحثاً عن عمل له ؛ فمر على مصنع للصابون
كان يملكه أحد الباشاوات الأغنياء ، طلب من الباشا صاحب المصنع العمل عنده ،
وبدأ الشاب بالعمل ، وأحب الباشا صاحب المصنع الشاب ،
ومنحه الثقة والاحترام ، واعتبره ابناً له فهو
لم ينجب من الأولاد أحداً من قبل .

اقترب موسم الحج ، وطلب الباشا من الشاب أن يكون بيته أمانة عند الشاب
في فترة غيابه للحج ، وأن يهتم كثيرا بزوجته ( أي زوجة صاحب المصنع ) ،
وبعد أن سافر إلى بلاد الحجاز ، وفي ليلة كانت زوجة التاجر لوحدها ،
دعت الزوجة الشاب للحضور إليها ، وطلبت منه أن يفعل بها الفاحشة ،
وإلا صرخت بأعلا صوتها أنه جاء ليهتك عرضها ؛ فيكون الحكم عليه بالموت ؛
لأنه اعتدى على زوجة باشا في غياب زوجها ، ولكن الشاب
تذكر النصيحة التي اشتراها بقرشين { مَن أمّنك لا تخنه ولو كنت خائناً }

كما تذكر النصيحة الأخرى
{ اتق الله أينما كنت فمن يتقِ الله يجعل له من كل ضيق مخرجاً } ،
فطلب من زوجة الباشا أن يدخل الحمام ، وعندما دخل الشاب الحمام ؛
دعا ربه أن يحفظه من عمل الفاحشة .... ففتح الله له ثغرة في الحائط وفرّ منها هارباً .

انتهى موسم الحج وعاد الباشا من بلاد الحجاز سالماً ، وأقبل إليه الجميع مهنئين
الباشا بالحج وبالعودة سالما إلى بيته .... لكن الشاب لم يذهب إلى الباشا
ليهنئه بأداء فريضة الحج وبسلامة عودته .... افتقد الباشا الشاب ،
وغضب منه غضبا شديدا ....

أخبرت زوجة الباشا زوجها بأن الشاب حاول أن يغتصبها ...
.فازداد غضبا على غضب وأصر على أن ينتقم منه شرّ انتقام ؛ فطلب من العمال
أن يضعوا هذه الليلة في الفرن ( النار ) آخر شخص يدخل عليهم ....
وأخبر الباشا زوجته أن الشاب سيموت الليلة شر موتة ، وتهيأت الزوجة
للتشفي من الشاب .... تنتظر سماع الخبر السعيد بالنسبة إليها ....

كان من العادة أن يدخل الشاب إلى المصنع في كل ليلة متأخراً ....
ولكنه وقبل أن يدخل المصنع في تلك الليلة مرت من أمامه زفة عريس ،
فتذكر الشاب نصيحة التاجر الأخيرة التي لم تعجبه في ذلك الوقت
{ ليلة الحظ لا تفوتها } ،

رافق الشاب موكب الزفة ، واستمر مع الموكب حتى ساعة متأخرة من الليل ،
فبات ليلته هناك .... .
وفي تلك الليلة حضرت زوجة الباشا إلى المصنع ليلا ،
لكي تعرف ماذا حصل للشاب ، فقد كانت تنتظر موته شر
موتة وترغب بالانتقام منه....

كانت هي آخر من يدخل المصنع ، أراد العمال أن ينفذوا وصية معلمهم
الباشا صاحب المصنع ؛ فحملوها وألقوها في النار ( الفرن ) ،
وفي الصباح الباكر جاء الباشا ، وعلم أن زوجته هي التي كانت آخر
من دخل المصنع ، أمر الباشا بأن يحضر الشاب بين يديه ،وعندما حضر الشاب
ووقف أمام الباشا ، طلب الباشا منه أن يحكي له ما حصل بينه وبين زوجته ،
عرف الباشا بالحكاية كاملة وقال للشاب :

أنت بريء والله سبحانه هو الذي أنجاك ، وهذا المصنع هو لك من اليوم .
وقالوا في الأمثال العربية : البري الله يبريه . ويسلم لي القارئ يا رب ،
وعاش تراثنا الشعبي
الفلسطيني











ارتبط اسم جدتي واللمة والسهرة والسمر والقعدة والعقدة
بتلك الأجواء الحميمة والحكايات الشعبية
أساطير عشناها وعشنا مع أبطالها وتعاطفنا معهم
كرهنا الأشرار وأحببنا الأخيار وناصرناهم

لقد ذكرتني بإيام

كان يا مكان في قديم الزمان حكايات تحكي وقصص تروى

في سهرة الجدات يتجمع الكبار والصغار يتسامرون حول موقد النار

من زمن إلى زمن ومن جيل إلى جيل أحببنا تلك القصص وحكايات



ّّّ,,,
كما قلنا فسسحتكم هنا ضعوا لنا قصصكم
نستمتع ونتذكر ونعرف قصص أجدادنا





[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)



للرائعة والمتألقة والمتميزة والمبدعة دائما أختي روزيتا شكرا لك




التعديل الأخير تم بواسطة عظم الله أجركم فلور ; 02-19-2016 الساعة 12:53 AM