الموضوع: دماء فاسدة
عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 11-07-2015, 12:28 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-image:url('http://dc20.arabsh.com/uploads/image/2015/10/28/0c3e43486df002.jpg');border:3px outset firebrick;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيفكم ؟ ان شاء الله بخير
اشكركم من اعماق روحي على طلتكم الرائعة
أود فعلاً من كل قلبي أن أشكر كل من رد وأنار قصتي البسيطه
وأنا متقبلة كل أراكم وانتقاداتكم ونصائحكم الثمينة
واني اشعر بالفخر بتواجدكم الجميل في ماحاولتي هذه
شكراً لكل من مر من هنا و شكرا لكل من نبهني للأخطائ
اعتذر عن الاخطاء فانا مازلت بالبداية ساحاول تجنبها قدر الامكان
فالاخطاء الاملائية و النحوية علتي منذ الصغر
لست موهوبة و لست مميزة لكني فقط اعشق الكتابة
لذلك لن اتوقف علي امل ان اقدم يوماً شيئاً مميز
اما لكون القصة فصلان ففي الحقيقة هي رواية طويلة
رافقتني فكرتها منذ ايام الثانوية و عملت علي كتبتها من حينها
لكن للأسف بسبب افكاري المشتته و وباء الكسل انتهاء بها الامر
لملف قصص لم تنتهي و كنت قد قررت ان تبقي هناك
لكن شخصيات القصة عزيزة علي لذلك لم ارضي ان تكون هذه نهايتهم
فقمت باختصار القصة قدر الامكان في فصلان
وهذا اقل ما استطيعه لاجلهم بدل ان يطويهم النسيان بين ملفاتِ
لا داعي لمزيد من الثرثرة اقدم لك النهاية



يامن رحلت عن الحياة قبلي
كنت تعلم اني لن اطيقها بدونك
فلما بحثت عن سبب للبقاء فيها من بعدك..؟
ألا تريدني ان اكون معك لكني لن اخيب ظنك
اعدك مثلما كنت اخاً جيداً لي سأتبع خطاك
و اكون اخاً جيداً


~ الفصل الثاني و الاخير ~


- احمق .
- اناني .
- متسلط .
- عديم المسؤولية .
كان ينظر الي الشخصان الوقفان امامه بشرود انه يعرف الواقفان امامه جيداً
فهو احدهما ، تسأل هل يمكن ان يكون هذا حالم او ذكرى..؟!
فلا يوجد طريقة ليكون بمكانين في وقت واحد ، انه يذكر شجارهما هذا
لكن لا يذكر سببه فهكذا كانا يتشاجران لأتفه الاسباب و سريعاً ما يتصالحان
طبعاً بعد ان يتنازل ويليم و يعترف بانه المخطئ حتي لو يكن كذلك ،
لم يحب ان يعامل كالطفل المدلل لكن بطريقة ما كان يعجبه ذلك خصوصا
من قبل ويليم .. شعر بالمرارة لطالما كان ويليم هو اقرب شخصاً اليه بل الوحيد
فبعد موت والدته لم يهتم والده سوى بعمله و العصابة ليكونا مهمشين بالنسبة له ،
لم يعترف بهما إلا حين بدأ العمل مع والداهما و كم كره تلك الفترة لأنها
تسببت بخالفه مع ويليم لأنه فقط كان يشعر بالغيرة فمهما كان عمله ممتازاً
يتفوق عليه ويليم بعمله المثالي و مما زاد غضبه الهمسات المتسائلة التي كانت
تصل الي مسامعه فالجميع كان يري ان ويليم الافضل لكن اريون هو الوريث ،
هو من سياخذ مكان والده ليكون زعيماً لعصابة الظلام ، همسات لم تدرك حقيقة
انهما ليسا شقيقين ـ و لم تدرك ان ويليم افضل من ان يحمل تلك الدماء الفاسدة ..
عاد لمراقبة الواقفين امامه و كما توقع ويليم هو من تنازل .
ابتسم ويليم بمرح وهو يحاول تلطيف الجو المشحون و انهاء الخلاف:- هيا انا أسف
سامحني و لننسي الامر .

اشاح اريون بوجهه ليتمتم بانزعاج:- اعطني سبباً واحداً لأسامحك .
ازدادت ابتسامة ويليم ليجيب بثقة:- بالطبع لأني اخاك المفضل .
نظر اريون إليه بطرف عين ليعلق:- انت اخي الوحيد .
اختفي ويليم و انتشر الظلام ليلتفت اريون بكل الاتجاهات بحثاً عن إي اثر
لكن بلا فائدة ليسمع صوتاً يناديه من بعيد:- لم اتمني ان اتركك وحيداً .
وحــــيــــد
وحــيــد
وحيد

انتفض اريون من ذكرياته علي صوتها المتعجب:- كنت اظن اننا سنذهب الي
نيويورك فـ لما سنتجه الان الي باريس .

لقد غفي لثواني او دقائق فقط بالكاد اغمض عينيه ، ضربات قلبه مضطربة
لازال صدي الاصوات يتردد في عقله جاهد لتهدئة نفسه ليقول بـبرود:- سنفعل
لكن قبلها يجب ان افعل شيئاً في باريس .

لم تعلق علي كلماته و لم تناقشه بل انشغلت بالنظر الي العاصمة باريس
من خلال النافذة ستهبط الطائرة بهم خلال دقائق ... عبس وهو يرى انبهارها بكل شيء
... في الماضي كان يتشاجر مع ويليم علي من سيجلس قرب النافذة لكن الان لم يعد
مهتماً بذلك همس صوتاً في راسه بان ويليم لم يعد جزء من حياته و لن يعود ابداً .
رمش عدة مرات فـ لم يكن يصدق ان يري الجالس امامه كيف لم ينتبه له
لابد ان مارك استغل الدقائق التي اغمض فيها عينيه ليأتي ليجلس هنا هذا يعني
انه كان علي الطائرة منذ البداية .. أبكل جرئه يأتي إليه وكأنه لا يدرك يأتي لموته .
همس مارك اولاً:- مرحبا .
احتدت عيناه وكان واضحاً من تعابير وجهه انه غاضب لكنه كان يجاهد لاستجماع
كل ذرة صبر لديه واضعاً اسباب منطقية كان يدرك في قرارة نفسه انها اعذار واهيه
كان يلوم مارك لكن كان كل اللوم عليه ، ويليم مات بسببه وحده لا ذنب لاحداً غيره .
تغيرت ملامح مارك لسخرية:- اري ان غضبك لم يزل تعجبت بما فعلته لم اتوقع منك
ان تخونك والدك و ترميه بالسجن .

هدأت ملامحه لتسكن بشكل مريب ليجيب:- وانا توقعت ان تكون بالجهة الثانية للعالم .
اجاب مارك مبرراً:- اقسمت ان اخلص لاثنين عصابة الظلام و انت وبما ان الاولي
لم تعد موجوده فلا هدف لأهرب من الثانية .

احتدت عيناه ليقول بحزم:- انت تعرف جيداً اني سأقتلك .
لم يبدو الاكتراث لهذا التهديد علي مارك الذي قال:- لما لا تكون صريحاً مع نفسك
ولو لمرة واحدة هل ستقتل اعز صديقاً لـ ويليم ..؟ وانت تعرف جيداً اني كنت سأضحي
بحياتي لأجله .

كان يدرك ان عليه مواجهة نفسه اما الان او لاحقاً فـ لم يعد ويليم موجوداً لأجل ان ينبه
الي اخطائه و يرشده الي الصواب .. اخفض راسه ليسأل بصوت مخنوق حائر:- لما ..
لما حصلت انا علي اخ رائع بينما حصل هو علي اخ مثلي سيء ، اناني ، لم استطع
فعل شيء لأجله و دائما ما كنت اعتمد عليه ..؟

اجاب مارك بهدوء:- عليك ان تفهم ان ويليم مستعد لتضحية بكل شيء حتي حياته
لأجلك مثلما كنت مستعداً لذلك لطالما قال انه محظوظ لكونك اخاه.

لم يستطع اخفاء ملامحه المتفاجئة .. دهش تماماً هل قال ويليم انه محظوظ لأنه اخاه ،
لقد كان طفلاً جباناً ، ضعيف ، مدلل ، مزعج لم يكن احداً يتحمل نزوات غضبه و تذمره
المستمر و رغابته الانانية لكن ويليم فعل و لطالما ردد له مهما كانت اخطأك و مشاكلك
او تشاجرنا مهما صرخت و ابعدتني لن اتخلى عنك .
هكذا كان ويليم دائماً موجود ، دائماً معه لمساعدته ، لإرشاده ، صبور ، متفهم ، حنون ،
يبتسم ليشعرك انه مهما كانت الامور سيئة سيكون كل شيء بخير .
همس بصوت حزين مهزوز:- لما لم يرحل بعيداً ..؟ بعيداً عني عن كل من يحمل دماء
عائلة روين كان بإمكانه العيش سعيداً بسلام .. كان بمكانه العودة الي سيلينا و البدء
من جديد و التخطيط لحياته .. ماكنت لاسمح لابي بإيجاده ابداً .. ربما كان ليكون حياً الان .

اجاب مارك بجدية:- هل تظن انه فكر بذلك ولو لمرة ما كان ليعرف السعادة وهو بعيداً
عنك ، لقد رحل ويليم عن ايطاليا فقط لأجل انها رغبتك لقد وقف حائراً بين تلبية رغبتك و
البقاء كان ليعتبر نفسه انانياً لو لم يحقق لك ماتريده لكنه بالنهاية فضل ان تعتبره انانياً
لان مايهمه فقط ان يكون معك فانت اخيه و كل عائلته .

حين لاحظ مارك الشرود بعيني اريون و ان الصمت قد طال .. اضاف:- كن سعيداً
بحياتك ، لان ويليم سيحزن ان لم تكن كذلك اجعله يطمئن عليك .
انه يدرك ذلك جيداً كلاهما متعلق بالاخر بقدر ما كان يعتبر ويليم كل عائلته كان ويليم
مثله كذلك .. ارجع رأسه للخلف وهو يستمع انه الطائرة ستهبط بعد دقائق فتح عينيه
لترتسم ابتسم مريرة علي شفتيه:- ارحل .. بعيداً عني وعن كل من يحمل دماء روين
و عن كل شيء .

عاد اريون ليغمض عينيه بينما وصل اليه صوت مارك وهو يسير مبتعداً:- في هذا الملف
ستجد عناوين كل الامكان التي زارها ويليم في باريس و حتي التي كان يبحث عنها في
نيويورك بالإضافة لأرقام الهواتف التي اتصل بها .. سنلتقي مجدداً لذلك الي اللقاء .

اخذ ينظر الي الملف الذي امامه ثم التفت الي التي تجلس بجانبه لقد نسيها تماماً اثناء
حديثه مع مارك .. وقف ليسير الي بوابة الطائرة وهو يسألها:- هل تعرفين ماذا حدث مع
ريلاي و ليو ..؟

اجابته وهي تتبعه للخروج من الطائرة:- ليو لم يوجه اي مشاكل و قد عاد الي عائلته
واظنه سيترك عمل العصابات اما ريلاي فهو متورط بعض المشاكل مع الشرطة لذلك
فضل مغادرة ايطاليا .

همهم وهو يذكر انه سيتفقدهما لاحقاً فهما بالنهاية كانا يعملان لديه لسنوات .

×××

رن هاتفه ليرسم ابتسامة علي شفتيه وهو يجيب:- مرحباً ايفان .
اجابه الطرف الاخر بانزعاج:- منذ متي نحن اصدقاء حتي تحدثني هكذا ..
يبدو انك كنت جاداً حين قلت ان ستغادر ايطاليا.

اخذ يجول بعيناه في ارجاء المطار ليقول:- لا سبب يبقيني في ايطاليا .
عاد اليه صوت ايفان المتذمر:- ان والدك غاضباً جداً و لم يكف عن التوعد بقتلك .
انه يدرك ان والده جاد وسيقتله فعلاً لكنه ليس نادماً او خائفاً فان مات سيكون مع ويليم
و ان عاش سيكون مع من تبقي له .. ابتسم بمرح:- اعتمد عليك اذاً ابقه بالسجن
للأربعين او الخمسين السنة القادمة و الان الي اللقاء .

اتاه صوت ايفان الحازم:- و انا اعتمد عليك لكي لا اسمع باسم اريون روين
بين ملفات الشرطة ابداً و افضل ألا نلتقي وداعاً .

رغم ان كلمات ايفان مستفزه وانه اغلق الهاتف في وجهه لكن اريون رسم ابتسامة
سعيدة علي شفتيه لم يحظى بكثير من الاصدقاء في السابق و الان تعجبه صداقة
هذا الشرطي العصبي بالتأكيد سيزوره و يتصل به دائماً فإثارة غضبه امر ممتع بالنسبة له.

×××

تأمل المحل الصغير الذي توزعت بعض النباتات أمامه و الزهور المختلفة التي تفوح
منها ازكي العطور دخل الي المحل لم يكن هناك الكثير من الزبائن و اول من
وقعت عيناه عليها هي امرأة خلف طاولة البيع بعشرها الاشقر و عينيها الزرقاوان
ان ملامحها تشبه ويليم بالتأكيد ستشبهه انها والدته سيلينا .. قاطعت تأمله صوت
المرأة بابتسامة بشوشة:- مرحباً بك هل تبحث عن نوعاً معين من الزهور ..؟
اشار للأزهار التي خلفها:- اريد من تلك الزهور البيضاء .
غمزت بعينيها له بمرح:- الكاردينيا اختيار موفق لابد ان الزهور لصديقتك الجميلة .
كان ممتناً لانشغال سيلينا بتنسيق الزهور البيضاء فـ لم تلاحظ ارتباك ساوري التفت
هو ليوجه نظرات متسائلة الي الفتاة المذعورة التي خلفه فهذه الفتاة ترتعش قدماها بمجرب
ذكر اسم عائلة روين فما بال ان ترتبط بأحد ابنائها لابد انها ستصاب بنوبه قلبية .
قدمت سيلينا الزهور الي ساوري التي جاهدت لرسم ابتسامة مرتبكة وهي تتمتم بالشكر .
بينما قال اريون بابتسامة صافية:- شكراً لكِ سنزوركِ مرة اخري الي اللقاء .
خرج من المتجر و ابتسم بسعادة اشعرته اشعة الشمس و الجو الصافي بالنشاط و الحيوية
انه فعلا يشعر بشعور جيد سيزور هذا المكان كثيراً فـهنا يخف شعوره بالوحدة و مرارة
الفقدان و من يعلم قد يأتي اليوم الذي يخبر سيلينا بكل شيء .. التفت للخلف ليقول:-
احضري الزهور ان طائرتنا التاليه الي نيويورك بعد ساعه لذلك سأرسلها الي ايطالياً .
توقف ساوري عن السير لتتمتم بدهشة:- هل اتينا الي باريس فقط لأجل شراء الزهور ..؟!
رغم انها توقع رد فعلاً كهذا فالأمر بالنسبة اليها غير معقول لكنه كان بحاجة للقيام بذلك
.. هز كتفيه بلا اكتراث ليقول بهدوء:- فلتعتادي علي الامر سأرسل الزهور كل فترة من
هذا المتجر الي قبر اخي بـايطاليا .

صمتت فجأة و تحولت ملامحها للحزن وهي تنزل برأسها بندم فقد تمنت انها لم تتكلم
و حافظت علي صمتها .. همست بصوت خفيف:- انا اسفة .
اشاح بوجهه لجهة الاخري بغيض فـ لم يتحمل نظرات الاسي منها هو ليس بحاجة لشفقتها
او تعاطفها ، سيتجاوز حزنه و سيعتاد ليكمل حياته لن ينسي لكنه فقط سيعتاد .

×××

تأمل المنزل الذي امامه ثم عاد لقراءة الملف الذي بيده وهو يتمتم:- سامانثا مورتن
ستون عاماً كانت مربية مايا واهتمت بها منذ طفولتها و الي بلغت مايا العشرين
وقد ظلتا دائماً علي تواصل و زارتها مايا في اخر مرة كانت بها في نيويورك .

لقد اتصل بها قبل ساعتين و كم سعدت حين علمت انه ابن مايا و انه سيزورها ،
لم يحصل منها علي أية معلومات عن ماضي امه حين اتيت باخر زيارة لها
لكن احساسه يقول انها من سيجد ما يبحث عنه عندها ، كم يشعر بالتوتر
و كم تمني ان يكون ويليم معه لأنه حتماً سيقوم بالتصرف السليم .
لكنه شد علي قبضته باصرار سيحاول ان يكون كـ ويليم و يكون اخاً جيداً ،
ابعد الافكار السلبية عنه .. سار بمحاذاة الحديقة لتلفت نظره العجوز الجالسة
وسط الحديقة بملامحها الوديعة الحنونة لقد كانت تركز نظراتها اليه ابتلع ريقه بتوتر
.. لقد نسي تماماً كلماته التي رتبها أيأتي بعد هذه السنوات ليسأل عن اخ له و كيف
ستكون ردة فعل ذلك الاخ الذي تظهر له عائلة بعد ان عاش وحيداً ..؟
ايقظه من افكاره صوت العجوز :- تعالي يابني .
تقدم منها ليلقي التحية:- مرحباً سيدتي ادعي اريون الكسندر روين .
قادته العجوز الي مجموعة من الكرسي لتستقر علي احدها وهي تقول :- سعدت بمعرفتك
و كم اسعدني اتصالك لقد مر زمن طويل منذ رحيل مايا قاله انها ستعود مع بقية ابنائها
لكنها ذهبت و لم تعد ، انا انتظر ان يأتي احداً منكم لاجل الامانة التي تركتها مايا لدي .
أومأ برأسه ليؤكد بانه المعني لتعود العجوز لتكمل ببعض الحزن:- مؤسف لقد وصلني نبأ
موتها بعدها بأيام حاولت الاتصال باحد من اقربائها لكني لم افلح لذلك قررت ان اتم واجبِي اتجاهها.
اشرفت ابتسامة العجوز لتنادي و يسمع صوتاً أنثوي اتياً من داخل المنزل
لتطل شابة شقراء بعينين رماديتين ساحرتان و وجهه ملائكي .. اتسعت عيناه
لتشق ابتسامة طريقها علي شفتيه .. انها تشبهها رغم انه بالكاد يذكر والدته لكنه الان
يرى نسخة مطابقة لها ليس لديه اخ بل اخت هذا ما لم يتوقعه لكنه سعيد من اعماق قلبه
.. رفع رأسه للسماء شاكراً .

×××

عقد ايفان حاجبيه بانزعاج وهو يشعر بالصداع من سماع اخبار اريون خلال الفتره
الماضي ولم يستطع فهم لماذا يحكي له قصة حياته..؟ و لماذا عاد الي ايطاليا..؟
بعد ان قال انه حجز لنفسه تذكرة ذهاب بلا عودة ..! لماذا يعكر مزاجه منذ الصباح ..؟
شعور سيء بداخله يردد له ان عليه ان يغير رقم هاتفه و عنوانه و كل الاماكن التي
اعتاد زيارتها ليتخلص من هذا الازعاج المسمي اريون ، كم يشعر بالأسف لقد اعتاد تناول
فطوره بهذا المطعم كل صباح لكن ان يظهر اريون امامه كل يوم هذا يشبه افضع
كوابيسه ، ابتهجت اساريره حين عم السكون كاد يهتف بسعاده لكن نظرات اريون
التي تنتظر تعليقاً .. جعلته يتمتم بعبوس:- ان عائلتك غريبة لكن لا تتوقع من ان
اندهش انا شرطي اسمع يوماً قصص لا يمكنك حتي تخيلها .

بدأ اريون منزعج من التعليق الذي تلقاه فـ لم ما كان يرجوا سماعه لكن ملامحه انقلبت
ما ان لامح الاسم الذي ظهر علي شاشة هاتفه ليجيب بابتسامة و سعادة حيرت ايفان
الذي تجاهل وجوده تماماً .
اغلق اريون الهاتف بعد دقائق ليقول:- عذراً لقد كانت اختي و مساعدتي انهما بطريقهما
الي هنا .

عقد حاجبيه ليسأل بعد فهم:- و لما يحتاج شخص مثلك الي مساعدة ..؟!
اجابه اريون بلا مبالاة:- لاجل العمل فالممنوعات و المخدرات و الاسلاحة لا تهرب
نفسها كما تعلم ثم لمن كنت تظن اني ساترك اعمال العائلة .

التمعت الحماسة بعينيه بينما انتصب عرق في جبين اريون وأغمض عينيه محاولًا كتم
غيضه ليتمتم بانزعاج:- توقف عن شكك هذا بي لقد تركت تلك الاعمال .
اختفت حماسته .. ليعقد يديه أمام صدره و يقول وهو يرفع احد حاجبيه:- اريد فعلا
ان اصدق ذلك .. هل سبق لك ان قتلت احداً ..؟

كان يدرك اجابة سؤاله لكنه اراد ان يمسع الاجابة باذنه ليتأكد ، هدئت ملامح اريون ليجيبه
بجدية:- ان عملنا صعب و حياتنا مهددة بالموت دائماً وهذا امر يدركه كل من يدخل
عالمنا لذلك اجابتي الوحيدة لك اني لم اقتل شخصاً لم يكن مستعداً للموت .

تنهد باستسلام ليقول بخيبة:- حتي ان اعتبرته اعترافاً منك لا يمكنني القبض عليك
الان ؛ فقد تم تنظيف سجلك حسب الاتفاق قبل ان تسلمي الادلة و الاوراق التي تدين
والداك .

رسم اريون ابتسامة ماكرة فهو ليس احمق بالنهاية لن يسلم حريته للشرطة علي طبق من
ذهب ألا يكفي انه سلم والده .. لكن سرعنما تحولت ابتسامته الي اخري لطيفة ما لامح
فتاتان مقبلتان باتجاه وقف تلقائاً لياتيه صوت ايفان الساخر:- شقيقتك جميلة انها لا
تشبهك و لا حتي شقيقك انت الوحيد الذي تشبه والدك من بينهما .

رغم انزعاج اريون من هذه الحقيقة لكنه لا ينكرها فهو كابيه فعلا في الملامح ، الشعر
الاسود ، العينان الرماديتان ، التصرفات و تلك الدماء الفاسدة لكن فقط لن تكون له
نفس النهاية .

-_ تـــــــــــــــــــمـــــــــــــت _-



يموت امل و يوجد اخر
طالما انت بهذه الحياة عش
تجاوز ماضيك لا تنسه فقط لا تتوقف عنده
فلا حق لك باليأس و انهاء حياتك



المقطع الاخير وضعته دون استشارت ميمو لذلك مازلت متردده بشأنه
والمخرج الفته الان فقط لعتذر ان وجداي خطأ لكني حاولت تقليلها قدر الامكان
اظن اني خيبت امال البعض فاكل كان يتوقع اكشن وحرب عصابات واحداث دموية
لكن هدفي من القصة هو المشاعر الاخويةبيت ويليم واريون الحزين لفقدانه اخاه
اتمني تكون القصة قد نألت علي جزء من اعجابكم
و ان تكون محاولتي جيدة كبداية و من يعلم فربما اكتب
رواية طويلة يوماً ما لا تنسوني من دعواتكم و تقيماتكم
شكراً لكم جميعاً تحياتي


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________






التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 11-07-2015 الساعة 05:52 PM
رد مع اقتباس