عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 11-03-2015, 05:36 PM
 
أحداث قصتنا هذه تدور في زمن له طعم خاص و لون مختلف
انها العصور الوسطى ! حيث كانت الطبيعة في ابهى حلتها
الاشجار في اقصى اخضرارها و الزهور في ازهى الوانها و الضحكات الريفية باعلى صوتها
و بالتحديد في قرية صغيرة لم يمسها اذى الحروب و لم تغلغل اليها مشاعر الحقد و الكراهية
حيث كان سكانها ذوي قلوب طاهرة نقية يتساعدون و يتضامنون فيما بينهم
فلا تسمع مستغيثا الا و هب كل صغير و كبير لتقديم ما يقدر عليه من المساعدة
و قد كان السيد آلفرد هوارد اغنى من في تلك القرية، رجل كريم و متواضع و أمين
تاجر يمتلك بضع عربات تجرها الجياد، لم تكن الجياد من النوع الاصيل، و لم يكن الرجل غنيا لدرجة أنه يمتلك قصرا جدرانه من ذهب و مصابيحه من ألماس، انما كان منزله لا يختلف كثيرا عن منزل بقية سكان القرية، و هذا كل ما احتاجه لعائلته الصغيرة
زوجته السيدة آنابيل، امرأة جميلة كجمال الليل الأسود، فشعرها الداكن الطويل كأنه السماء ليلا، و عيناها العسليتان البراقتان كأنهما النجوم ! هادئة و لطيفة و حنون، و طباخة ماهرة أيضا
أما ابنه الوحيد، توماس، فقد أخذ من أمه عيناها الساحرتان و من والده لون شعره البني المميز و الجذاب، فتى محب للتجول و المغامرة في أحضان الطبيعة التي وُلد فيها، ولد شجاع و يفكر في غيره ر غم صغر سنه، هو حقا فخر أبيه
لربما قلت أن آلفرد لديه ابن وحيد لكن هذه ليست الحقيقة كاملة..عائلة هوارد لديهم ابن اخر لا تربطه بهم صلة الدم و إنما صلة أقوى منها، إنها مشاعر الحب العميقة التي يكنها كل فرد من العائلة تجاه ذلك الشاب، و بالأخص توماس
إدوارد الأشقر، أول ما يجذبك إليه هو اللون الأزرق الفاتن الذي تلونت به عيناه، و مشاعر الاهتمام و الاخلاص التي تملىء نظراته، ولد سرقت منه الحرب والديه و اختطفت كل ما كان عزيزا عليه في هذه الدنيا عندما كان في سن الثالثة عشر، تولى السيد آلفرد رعايته بعدما علم بما كان يمر به من مصاعب، و قد أصبح مساعده الأول و يده اليمنى في جميع أعماله خاصة التجارية منها، شاب ذكي و مُحترم، أمهر سياف في تلك المنطقة من البلاد، شخص يُعتمد عليه في أصعب المواقف فيُحسن في اتخاذ القرارات الصائبة، يعتبر نفسه مدينا لعائلة هوارد بدين لن يستطيع أن يسدده في حياته، لذلك تراه يبذل جهده لإسعادهم و معاونتهم بشتى الطرق
#يُتبع
#تأليفي
__________________
سبحان الله و بحمده، سبحان الله العظيم