عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-25-2015, 01:48 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/18_09_15144260290264832.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




الثاني

2-السيارة الصغيرة



عندما عادت روث الى المنزل كان الجميع بمن فيهم جوليا قد انتهوا من طعام الغداء , وكانوا قلقين لتأخرها , ولما رأتها جوليا بادرتها قائلة:
" أين كنت يا روث , بدأنا نقلق عليك".
" أنا آسفة , ذهبت أبعد مما توقعت".

" كان عليك أن لا تذهبي بعيدا بمفردك , أعتقدت بأنك ستلغين ركوب الخيل عندما أعتذرت لك".
" لا , ولكنني أمضيت وقتا طيبا".
" حسنا".
شعرت روث بأن جوليا لم تعرف شيئا ما حدث بينها وبين باتريك .

تابعت جوليا كلامها:
" أصبح الطعام باردا , هل أطلب من الطاهية أن تعد لك بعض العجة لتأكلي؟".
" لا , أرجو ألا تزعجيها , سأكتفي بالسندويش , أين الآخرون؟".
" والدي ووالدتي وباتريك يجلسون في المكتبة يحتسون القهوة , وأنا كنت أنتظرك , لقد قال باتريك أنه أذا لم تحضري خلال ربع ساعة فسوف يذهب ليبحث عنك".
" هذا كرم منه".

" تعالي الى المطبخ لتأكلي , وسنتحدث هناك , لقد حضر مايكل هذا الصباح قبل مغادرته الى لندن , أعتقد أنه توقع أن يراك هنا , ولكنه لم يستطع الأنتظار , لأنه يجب أن يكون في الكلية هذا المساء".
" هذا صحيح , يجب عليه أن يذهب".
ذهبت الفتاتان الى المطبخ بمرح وقالت روث:

" أنا سعيدة لأنه ذهب أحيانا أضيق بوجوده".
أحضرت الطاهية السيدة موريس بعض سندويشات المرتديلا والسلطة , ثم أعدت لهما القهوة وتركتهما تتسامران وهما جالستان الى مائدة الطعام , أما السيدة موريس , فقد عادت الى كرسيها لتغزل الصوف , كان جو المطبخ لطيفا جدا , يوحي بالدفء والطمأنينة ,وشعرت روث بتحسن مما أنتابها من ألم في معدتها هذا الصباح , ولكنها لم تخبر جوليا بهذا بالأضافة الى أن معرفتها بباتريك سطحية , ولا تستطيع الحكم عليه بعد , أما جوليا فسألتها:

" ستبقين للغد , أليس كذلك؟ الساعة الآن تقترب من الثالثة بعد الظهر وسوف يحل الظلام خلال ساعة".
لم تود روث البقاء ولكنها ما دامت تأخرت الى هذا الحد فلم يكن أمامها بديلا من البقاء لليوم التالي على أن تتصل بوالدها وتعلمه بعزمها على البقاء .


أبتسمت جوليا مازحة مع روث التي كانت تتهمها بأنها تتصرف كما لو أنها لا زالت تعيش في العصر الفيكتوري بعاداتها وتقاليدها.

بدأ الجميع يستعدون للعشاء , وبينما كانت روث تختار ما سترتديه هذا المساء , أخذت تفكر بما حدث هذا الصباح , وتذكرت أنها أخبرت باتريك بأنها ستغادر بعد الظهر , أما الآن , فعندما يراها سيصدق ما قاله لها ...... لذلك كرت بالأعتذار عن العشاء , ولكنها نبذت الفكرة لأنها لا تريد أن تكون جبانة بل ستواجه الأمر بشجاعة وستريه أنها غير مهتمة به أبدا , لم

يكن مع روث الكثير من الملابس لتختار بينها , أذ أنها أحضرت ملابسها تكفي لليلة واحدة , ليلة الحفلة- فقط وعدا عن ذلك لم تجد شيئا مناسبا لهذا المساء , ثم فكرت بأنه لم يرها في الحفلة ولا بأس أذا أرتدت الفستان المخملي الطويل ذا الأكمام الطويلة والياقة المفتوحة عند العنق.

ألقت روث نظرة أخيرة في المرآة قبل أن تنزل الى الصالة في الطابق الأرضي , وشعرت برعدة وهي تمر خلال الصالة التي أعتاد والدا جوليا الجلوس فيها قبل تناول الطعام , كانت روث آخر شخص دخل غرفة الطعام وظهر ذلك وكأنه تعمد منها , بينما في الحقيقة حصل بالصدفة لفتت أنتباه الجميع بأناقتها , وتعمدت أن تركز نظرها على والدة جوليا متجاهلة

باتريك هاردي , لم تعرف السيدة ستيفنسن , والدة جوليا أنهما تقابلا من قبل ولذلك سحبت روث من يدها وأتجهت بها نحو باتريك وهي تبتسم معرفة:
" باتريك , ألم تقابل روث؟".

كان باتريك مرتديا بدلة غامقة مما أظهر لونه البرونزي أكثر وأضفى عليه هالة من الوسامة والرجولة , وأجاب بهدوء:
" لقد تقابلنا هذا الصباح , وتناولنا طعام الأفطار سوية , أليس كذلك يا آنسة فاريل؟".
أجابت روث بأرتعاش أذ أحست بأن جوليا تنظر اليها بدهشة:

" نعم , لقد تعارفنا هذا الصباح".
أجابت ماريون والدة جوليا:
" لا بد أنكما تنهضان مبكرين , حسنا , أنكما تعرفان بعضكما البعض".
جلست روث بجانب جوليا وتناولت كأسا من العصير قدمها لها السيد ستيفنسن ,كان الحديث حول المائدة يدور حول أشياء عامة مسلية , حدثهم باتريك عن الحياة في أميركا الجنوبية وقد شد أنتباه الجميع بحديثه بما فيهم روث التي كانت تستمع اليه بشغف بالرغم من

شعورها بالأستياء نحوه , كان باتريك ينظر اليها حتى شعرت بالخجل ولم ترفع عينيها عن الصحن حتى أنهت طعامها.
وأنتقل الجميع الى الصالة لأحتساء القهوة , وجلست روث بالقرب من جوليا , ووقف باتريك والسيد

ستيفنسن والد جوليا بجانب النافذة يتحدثان عن الزراعة والمحاصيل , أما السيدة ستيفنسن فقد جاءت لتشارك الفتاتين جلستهما قائلة:
" يروق لوالدك الحديث عن المزارع وتحسين منتجاتها في حين أن باتريك لا يهتم بمثل هذه الأحاديث , فهو يستمع اليها مرغما , أشكر الله على أنه لم يتحدث بهذا الموضوع على مائدة الطعام".

ضحكت الفتاتان لتعليق السيدة ستيفنسن , بينما كان الرجلان منهمكين بالموضوع نفسه قرب النافذة , وكانت روث تسترق النظر اليهما , أمسكت والدة جوليا أحدى المجلات وبدأت بتقليب صفحاتها بينما أخذت جوليا وروث تتحدثان بهمس.

" لم تخبريني يا روث بأنك تناولت طعام الأفطار مع باتريك هذا الصباح".
" نسيت ذلك".
" أعتقد أنك لم تجديه كما توقعت".
" ليس كذلك".
" مع أنك يوم أمس كنت معجبة به جدا".
" دعك من هذا , كان حب أستطلاع فقط وددت معرفة من هذا الغريب".
" أعرف أن هذا كل ما وددت أن تعرفيه".

" ما رأيك بالذهاب الى غرفة المكتبة للأستماع لبعض الأسطوانات".
" فكرة جميلة".
أسرعت روث تهم بالخروج من الصالة أذ أرادت أن تبتعد عن المكان حيث باتريك هاردي , ولكن والدة جوليا أستوقفتهما بسؤالها:

" الى أين أنتما ذاهبتان؟".
" لنستمع الى الموسيقى في في غرفة المكتبة , هل لديك مانع؟".
" لا أبدا , ولكن أرى أن باتريك مل حديث المزارع مع والدك , فلماذا لا تحضرين بعض الأسطوانات هنا يا جوليا ؟".

تنهدت روث وقد نفذ صبرها أذ شعرت أنه ليس من السهل ترك الغرفة والجلوس على أنفراد.
وأجابت جوليا أخيرا:
" حسنا , سوف أحضر بض الأسطوانات الى هنا".
سرّت والدة جوليا لقبول طلبها , وأبتسمت لروث قائلة:

" تعالي أجلسي هنا وحدثيني , أين ذهبت هذا الصباح؟".
" هذا الصباح".

" نعم , عندما ذهبت لركوب الخيل".
" آه , لقد نسيت".
جاءت جوليا ومعها الأسطوانات وأخذت روث تساعدها في أنتقاء أحداها وهمست لصديقتها:

" لا بأس , فلا بد أن ولديك سيشعران بالملل لسماع هذه الموسيقى".
وأجابتها جوليا:
"ليت هذا يكون صحيحا".

وقبل أن تضعا الأسطوانة سمعتا صوت سيارة تقف في الخارج.
أسرعت جوليا للقاء الشخص القادم بينما ألقت السيدة ستيفنسن الجريدة جانبا وقالت متسائلة:
" من القادم يا ترى؟".

أجابها زوجها وهو سائر نحوها من قرب النافذة.
" لا بد أنه هاينز جاء ليخبرني عن نتائج السباق , لقد وعدني بذلك".

ولكن جوليا عادت بصحبة شاب كانت قد قابلته روث في حفلة ليلة أمس , أنه بيتر فورستر , أبتسمت السيدة ستيفنسن محيية الضيف.
" أهلا وسهلا يا بيتر , أنها مفاجأة جميلة".

كان بيتر فورستر شابا أنيقا وجذابا في أواخر العشرينات من عمره , كان والده يملك مزرعة بالقرب من بيت والد جوليا ,وكان قد درس في كلية الزراعة ويعمل حاليا كمأمور لأصحاب المزارع في المنطقة , وهو معجب بجوليا جدا وربما يخطبها , ومع أن جوليا تحب التجول والتسوق في لندن , لكنها تحب الريف أكثر , وسيلائمها الزواج من بيتر حيث سيعيشان في الريف , كان بيتر يتأمل الجالسين وقال:

" أرجو المعذرة يا سيدة ستيفنسن , لم أ‘عرف أنه لديكم ضيوف هذا المساء , فكرت أن جوليا وحدها وربما نخرج سويا".

بتسمت جوليا بسعادة لأهتمام بيتر بها , أما والدتها فقالت:
" أهلا بك يا بيتر , وما دمت حضرت هنا فأرجو أن تشاركنا جلستنا , كانت جوليا على وشك أن تضع بعض الأسطوانات لنستمع الى الموسيقى , أليس كذلك يا عزيزتي؟".

ترددت جوليا قليلا ثم أومأت بالأيجاب , أما روث فشعرت بأنها سبب تعطيل جوليا عن الخروج فقالت لها:
" جوليا , أرجو أن تخرجي مع بيتر , أذا رغبت في ذلك".
فقاطعها والد جوليا:

" لا تكوني سخيفة يا روث , هذا غير معقول , جوليا لن تذهب وتتركك بمفردك".
تدخل السيد باتريك هاردي ليقول:
" أنا لدي أقتراح لماذا لا نذهب جميعا الى أحد المقاهي على الطريق لنتناول القهوة".
نظرت والدة جوليا الى زوجها متسائلة عما أذا لاقت الفكرة قبوله:
" هل تود الخروج يا جيمس؟".
أحتارت روث أذ لم يسألها أحد رأيها , أن آخر شيء توده الآن هو أن تجلس مع باتريك هاردي ولعدة ساعات , قال السيد جيمس:
" أنا في الحقيقة غير متحمس للخروج , وأفضل تمضية ليلتي بهدوء في المنول".

ردت عليه زوجته:
" حسنا , وأنا أيضا أرغب بالبقاء في المنزل , فبأستطاعتكم أنتم الأربعة الذهاب وحدكم".

شعرت روث بأنزعاج شديد لوجودها في هذا الموقف الحرج فقالت:
" وأنا أيضا أرغب في البقاء في المنزل".
ردت عليها السيدة ستيفنسن:

" نحن كبار السن ونفضل الهدوء أما أنت فصبية وستذهبين معهم".
وعندما لم تجد روث أي حجة للبقاء في المنزل وافقت على الخروج فبادر باتريك هاردي الحديث بقوله:
" حسنا هيا بنا , جوليا سوف تركب مع بيتر في السيارة , وأنا والآنسة فاريل سوف نذهب في سيارتي".

نظرت روث اليه بغضب متوقعة أياه أن يبادلها النظر ولكنه تجاهل الأمر وتابع سيره الى الصالة ليأخذ معطفه قبل الخروج بينما أحضرت روث شالها وخرجا.
أقترح بيتر الذهاب الى مقهى بيزونغ.

وسأل باتريك أذا كان يعرفه ولكنه أجاب بالنفي وتابع قائلا:
" بيتر , أنت تقود ونحن نتبعك".
" حسنا , الى اليمين".

هز باتريك رأسه ثم ذهب ليحضر سيارته الصغيرة بينما بقيت روث تنتظر قرب الباب , ركبت روث بجانب باتريك الذي بادرها قائلا:
" أرجو أن لا يضايقك ركوب مثل هذه السيارة الصغيرة يا آنسة فاريل , في الحقيقة أنها وسيلة للمواصلات فقط".
لم يكن بد من الأجابة فهي لا تستطيع تجاهله:
" أنا معتادة على هذا النوع من السيارات , فسيارتي صغيرة أيضا ".
أبطأ باتريك عندما رأى بيتر يقود سيارته الى أحد افنادق القريبة فلحقه , ترجل الجميع وساروا في الممر الطويل المؤدي الى الباب الأمامي للفندق , قادت الفتاتان الطريق يتبعهما الشابان.

همست جوليا في أذن روث:
"أرجو ألا يكون لديك مانع على حضورنا الى هنا؟".
" لا , لا أبدا , هل نترك معاطفنا في غرفة الأنتظار؟".

" نعم".
دخل الجميع الى صالة الطعام الملحقة بقاعة الرقص ,وبعد تناول عصير البرتقال المثلج , دخل بيتر وجوليا ليرقصا , وبقيت روث مع باتريك بمفردها , فقالت روث:
" أرجو المعذرة , فأنا سأذهب لعدة دقائق".
أمسك باتريك بذراعها مانعا أياها من النهوض قائلا:

" لماذا؟".
فأجابته :
" ولماذا تعتقد؟".

" ألا تستطيعين الأنتظار؟".
وفوجئت روث بهجومه قائلة:
" أذا كان يجب أن تعرف ..لا....".

وتمتم قائلا:
" لا أصدقك , لا أظن أنك بحاجة للذهاب , أنك تحاولين أن تتجنبي وجودك معي وحدك".
" أرجو أن تدعني أخرج".
" لا , ليس الآن ".
انت مجبرة على مرافقته وأخذا يرقصان على أصوات الموسيقى الجميلة ,وما أن هدأت روث قال لها باتريك:
" ما رأيك الآن؟ هل تشعرين بتحسن".
" نعم , شكرا على سؤالك".

" آسف على ما بدر مني هذا الصباح , كنت سخيفا في الواقع ليس من طبعي , ولكن لدي أسبابي الخاصة".
" هذا لا يهم الآن".
ولكن باتريك تابع حديثه:
" أود أن أشرح لك الأسباب , قبل خمس سنوات عندما حضرت الى أنكلترا في أجازة , أرادت ماريون أن تعرفني الى أبنة عمها بهدف الزواج , أعتقد أن أسمها كان سيليا , كانت فتاة رائعة لكنها لا تناسبني كزوجة".

وأسرعت روث قائلة:
" وظننت أنني مثلها مرشحة للزواج منك".
" نعم هذا صحيح , ولكن بعد الظهر أخبرتني ماريون من أنت , وشعرت بأنني أحمق لأنني فكرت هكذا".
" ومن أنا , ماذا قالت لك؟".


لمعت عيناه بالسرور وأحس أنها غفرت له فقال لها:
" ألا تعرفين من أنت؟".
" أخبرني أنت".

" أنك أبنة جوزيف فاريل بالطبع ووريثته الوحيدة , وبالتأكيد لن تتشبتي بأول شاب يصادفك , بالأضافة الى أن والدك سيتأكد عندما يوافق على من سيتقدم لطلب يدك بأنه سيقدم لك أكثر مما هو قادر على تقديمه كيميائي بسيط".
" آه فهمت".

" أذن دعينا ننسى ما حدث هذا الصباح ونبدأ صفحة جديدة وأعدك أنني سأتعلم درسا بأن لا أغتر بنفس مرة أخرى".
شعرت روث بجفاف في حلقها فقالت له:
" هل لديك مانع أن نرتاح قليلا ونشرب بعض العصير؟".

" ليس لدي مانع , دعينا نذهب الى القاعة الأخرى وسنلاق بيتر وجوليا عندما ننتهي ".
وبعد أن شعر باتريك بعدم وجود مؤامرة لتزويجه أرتاحت أساريره وأنطلق في الحديث على سجيته , مما أشعر روث بأنه محدث لبق ورفيق ممتاز ,كانت روث تستمع اليه وهي تراقبه وضحكته , حركات يديه , وأحست بأنه يختلف عن جميع الشبان الذين تقابلهم وأحست بمشاعر غريبة تنتابها نحوه....

وفي الصباح التالي أجتمعوا حول مائدة الفطور , أذ بدأ أسبوع العمل , فالسيد ستيفنسن لديه بعض الأعمال العقارية ليتمها بينما السيدة ستيفنسن ستساعد اللجنة القائمة على خدمة المقعدين , ولم يحضر باريك لتناول الفطور , وشعرت روث بالأرتياح فهكذا يمكنها أن تغادر بدون رؤيته ثانية ورفضت دعوة جوليا لتبقى حتى الظهر , وأستأذنت بالعودة داعية جوليا لزيارتها في لندن ثم ودعتهم وأنصرفت.

يقع منزل والد روث في شارع خلفي هادىء , ذلك البيت الذي حولوه الى منزل جميل بمساعدة أحد مهندسي الديكور من أصدقاء والدها ,كان الطابق الأرضي قد أعد ليكون كاراجا للسيارة وجزء منه شقة للخدم , ثم الردهة التي يصعد منها السلم الى الطابق الأول حيث غرفة الجلوس وكانت هذه الغرفة مؤثثة بعناية وأناقة تامتين تشعر الزائر بالراحة , لم تجد
روث والدها في البيت لدى وصولها في حين جاءت السيدة لوسون المشرفة على المنزل مرحبة بها وسألتها أذا كانت تود شيئا خاصا للغداء.

" أنا غير جائعة كثيرا , فقليل من السلطة أو الحساء يكفيني".
" هل أمضيت وقتا طيبا يا آنسة؟".
" نعم , أستمتعت كثيرا , أخبريني هل سيحضر والدي للعشاء هذا المساء؟".
" نعم , على ما أعتقد , ولكن من الأفضل أن تتصلي به وتسأليه أعتقد أنه مشتاق لك جدا , لقد أفتقدك يا آنسة".
" هل هذا صحيح".

" نعم , أنك تعلمين أنه لا يخرج كثيرا في عطلة نهاية الأسبوع , بل يمضي معظم وقته في البيت , وكان البيت هادئا بدونك".
" سأتصل به حالا".
يشغل مكتب السيد جوزيف فاريل حيزا في أحدى البنايات في بيزووتر , وردت السكرتيرة على الهاتف قائلة:

" أعتقد أن السيد فاريل خرج للتو من المكتب , ولكن دعيني أتأكد فربما لا يزال في الردهة يا آنسة".
" نعم من فضلك".
كانت روث تنتظر على الهاتف حتى تجيبها السكرتيرة عندما سمعت صوت والدها.

" هذه أنت يا روث؟".
" كيف حالك يا والدي , هل أخرتك عن الخروج؟".
" آه كنت خارجا مع أندي لنتناول شيئا خفيفا للغداء , بأمكانه أن ينتظر فنحن لسنا على عجلة من أمرنا".
" طعام الغداء؟ كنت سأسألك أن تدعوني للغداء اليوم".

" طبعا ,بكل سرور ,ولكن يجب ألا نتأخر عن الساعة الثانية بعد الظهر فلدي موعد مهم ويجب أن أعود الى المكتب".
" لا أعتقد أن هذا يناسبني , لأن وقتك ضيق".
" هل تودين أن آخذك الى العشاء؟".

" لا , لا تفكر كثيرا بالموضوع , ولكن في أي ساعة ستعود هذا المساء؟".
" في الساعة السادسة".
" سأراك في البيت".
" حسنا , هل أمضيت وقتا طيبا في عطلة نهاية الأسبوع , وهل أوصلت تحياتي لجيم؟".
" بابا أسمه جيمس وليس جيم , فوالد جوليا لا يحب أن يناديه أحد بأسم جيم".
" ها! كنت أنادي جدك بجيم ولم يتضايق , فلماذا ينزعج جيمس من هذا الأسم ألا يليق به؟".

" أرجو أن لا تغضب يا والدي , مع السلامة سأراك في المساء".
" حسنا , مع السلامة ".

وضعت روث السماعة في مكانها , وشعرت بفخر وأعتزاز بوالدها , الرجل الجاد الذي كوّن ثروته بتعبه وجهده , وليس لديه وقت لأضاعته ,ومع ذلك فهو ودود مع جميع العاملين في شركته يقابلهم جميعا ويستمع الى شكاويهم , ويحل مشاكلهم.
صعدت روث الى غرفتها الأنيقة ذات اللون التركوازي الرائع ووضعت ملابسها على السرير أستعدادا للأستحمام.





[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]