عرض مشاركة واحدة
  #478  
قديم 10-26-2014, 01:37 AM
 




رَاقِصينيْ بِوئامٍ.. وَردَتيْ
..تَحتَ ضَوءِ القَمَر
لا تَخافِيَْ دُجْنَة الليْلِ.. وَردَتيْ
..فَنورُكِ ضاهَىْ بَريقَ السَمر
انْسُجي مِنَ الليلكِ شالَكِ.. وَردَتيْ
..تَدلليْ وابْعِدي عنكِ الكَدَر
تَنَكريْ ما يَحلو لكِ.. وَردَتيْ
..فَحيائُكِ مَعْبرٌ إليكِ والقَدر
وتَراقَصيْ عَلى عَرشِ الجَمالِ.. فَأنتيْ
..مَن تَراقَصَتْ عَلى عَرشِ قَلبيْ مُنذُ الصِغَر





الـــبـــ الــثــامـــــــن ــــــارت -الجزء الثاني-
(لقد تنكرنا!)
.
.
.
توقفت السيارة السوداء التي تحمل بداخلها روحاً مضطربة تتذبب فيها المشاعر، فُتح الباب وترجل منها الشاب الذي كسته بذلة رمادية اللون بطابع رسمي، وقد طوق عنقه شريطة سوداء كان قد ارتداها عوضاً عن ربطة العنق، بينما تناثرت سلاسل شعره البنية بطريقة منظمة على كتفه، حط قدميه امام مبنى ضخم شاهق توسطت مدخله عبارة بارزة تداخلت حروفها لتشكل "مطعم بييرس" بطريقة فخمة جمعت بين اللغتين الايطالية واليابانية، كما صاحبنا الذي يقف امام المدخل، كان هذا المطعم احد الاماكن التي تقبع في اوساط اوساكا حيث يأتي اصحاب الجاه ليصبوا سيولاً من الاموال في بذخ، لارضاء ذوقهم من الطعام، اخذ صاحبنا يسير متتبعاً خطى احد الخدم الذي يقوده الى الطاولة التي حجزت بإسمه، كانت الطاولة تحتل بقعة مميزة من المطعم يظفر بها من يصب اضخم كم من الاموال، ما ان لمحته السيدة الجالسة على احدى كراسيها برزانة حتى استقامت على ساقيها ونطقت بانشراح:
- آيدن عزيزي! سعيدة انك لبيت دعوتي..!
وقع ناظريه عليها، حيث كانت ترتدي فستاناً عشبي يحاكي لون عينيها الخضراء، تدلت عليه خصلات شعرها الحمراء بزهو، بدت في ابهى صورها دون اية بهرجة، جلس امامها وعلى يساره كان داني يجلس على مقعد يرتفع قليلاً عن بقية المقاعد، وهو يصفق بمرح وعيناه معلقتان عليه، قال باقتضاب:
- لبيت الدعوة حتى اطلعكِ على قراري بشأن عودتك لليابان..
اعترى ايزابيلا شيء من القلق، وبدى جلياً في تعابيرها، فملامح آيدن الواجمة لا تبشر بالخير، لذا قالت في محاولة يائسة لمماطلة المواجهة الحتمية وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة ضئيلة:
- اه هكذا اذاً.. دعنا نتحدث في هذا الامر بعد الانتهاء من الطعام..!
لم يفهم آيدن قلقها، فقراره سيسعدها حتماً، لكن بما انه لبى دعوة للطعام وليس دعوة لاحتساء الشاي فكان من اللبق الانتهاء من الطعام قبل التحدث في امور مهمة كهذه، وافقها رأيها وهو يقول:
- حسناً..
مرت بضع لحضات كانت بها الافواه صامتة الا من صخب العيون، وصل الطعام محمل على ايادي عدد من الخدم واستقرت الاطباق على الطاولة، وبحكم ان مطعم بييرس ايطالي فقد كانت جميع الاطباق ايطالية، استقطب انظار آيدن طبق اللزانيا الفاخر الذي كان يترأس المائدة، لقد كان طبقه المفضل على مدى اعوام، قبل ان يمنع والده الاطباق الايطالية في القصر، وكأنه يبعد اي شيء قد يعكر ذاكرته حول امرأة ايطالية كانت تقطن في القصر كزوجة له، لقد نسي لسان آيدن مذاق الاطباق الايطالية منذها، وبما انه غدى شاباً الآن وقد تغير ذوقه في عدة اشياء جال في داخله تساؤل ما ان كان ذوقه بالاطباق الايطالية قد تغير ايضاً، احاد ببصره بعد ان طاردته الذكرى الى عيني والدته التي تراقبه بصمت مسرور بعد ان رأته يحدق بطبق اللزانيا، فهي لم تنس طبقه المفضل، نطقت شفتيها بذات السرور الذي يشع من عينيها:
- لقد طلبت اللزانيا طبقك المفضل.. لما لا تبدأ بالأكل؟
غرس آيدن شوكته في طبق اللزانيا وبدأ بالأكل، وياللعجب فقد استساغ لسانه طبق اللزانيا كما في السابق، وكأن كم الاطباق اليابانية الرائعة المذاق التي تناولها طوال الاعوام السابقة لم تؤثر في ذوقه، فأخذ يأكل طعامه بهوادة وشهية استحضرتها الذكرى ووجود والدته الذي افتقده في حياته على مر اعوام، بينما كان داني يتناول طعامه على يد مربيته الخاصة، رفع شوكته لآيدن وقد غرس بها قطعة من الدجاج وقال بلغته الايطالية الطفولية:
- كُل..!
حملق آيدن بالصغير وكأن الشوكة قد انغرست بداخله، فقد دفعته دواخله للانقضاض على شوكة داني والتهام قطعة الدجاج المعلقة بها ببهجة، بعدها اخذ داني يصفق بيديه لآيدن وهو يقول محاكياً لطريقة مربيته عند اطعامه:
- طفل رائع.. آيدن طفل رائع..!
اطلق الثلاثة الآخرون على الطاولة ضحكات على براءة هذا الطفل، وبعد ان فرغ الجميع من وجبة الغداء الفاخرة آن الوقت ان يفصح آيدن عن قراره، قال بعد ان ارتشف قليلاً من عصير البرتقال امامه:
- اعتقد انه بامكاني ان اتحدث الآن..
صمت لبرهة بعد ان شعر بتضارب قلبه وفكره، لا يعلم ان كان ما سيتفوه به بعد قليل سيكون ذا مردود ايجابي على حياته ام لا، الا ان لحضات تناول الطعام التي شاركته بها والدته وداني قبل قليل بثت في نفسه احساس العائلة الذي يفتقده، فقال اخيراً وبعد ترقب مستميت من والدته:
- لا بأس ان تبقوا في اليابان معي.. لا أعلم ان كان قصري في طوكيو سيفي بالغرض..
قاطعته والدته فما قاله مناقض لما خططت له تماماً:
- لا آيدن.. سنبقى في اوساكا معك.. تكفينا شقتك هُنا..
- شقتي صغيرة وغير مريحة.. اذا كنتي تريدين البقاء في اوساكا سآمر بشراء منزل خاص لكما..
شقت ابتسامة تكاد تكون ممتنة وجه ايزابيلا التي وصلت لمبتغاها اخيراً، وقالت:
- ان كان هذا ما تريده فلا بأس..
بعدها انتصب آيدن وقد القى نظرة خاطفة على ساعة معصمه:
- تأخر الوقت.. لدي حفل مهم يجب ان احضره.. سأراكم بعد انتهاء الحفل..
- اهتم بنفسك..
مر الوقت وانتهت احدى اللحضات السعيدة التي تقاسمها افراد العائلة، واوصدت الذاكرة ابوابها على الذكرى الجميلة..



وفي قلب صالة الرقص التي سيقام فيها حفل الاقنعة التنكرية، اخذت انغام الموسيقى الهادئة تتعالى مع ازدياد وقع اقدام الطلاب الحاضرين، وعلى ارضية الصالة الفخمة يشعر الطلاب انهم بيادق على رقعة عملاقة من الشطرنج ذا اللونين الابيض والذهبي، وسقف القاعة يكاد يوهمهم بالتحليق في الفضاء، فاللون الازرق الداكن المنسوج من سماء الليل الملبدة بغيوم باهته، مرصع بمصابيح بيضاء كأنها النجوم التي تكلل السماء، وتتراقص محتفية ببزوغ القمر، بينما كانت الثريات العملاقة المعلقة بالسقف تضفي نوراً ينعكس متلألأً على ارضية الصالة، وكذلك لقت الصالة نصيبها من النوافذ الكبيرة التي تطل على منظر سماء الليل، بينما كانت احدى جدران القاعة مكشوفة على شرفة ضخمة مخصصة للاطعمة والمشروبات..
دخل اعضاء مجلس الطلاب بهيبتهم في مقدمتهم المتبجح آيدن، لم تكف اياديهم عن التلويح وكأنهم من كبار شخصيات الدولة، وفي حالتهم هم كبار شخصيات اوسترايا، كان آيدن كالالماس البراق بين قطع المجهورات اللامعة، فقد استقطب اكبر عدد من الابصار المنبهرة، كان كملاك ابيض تنقصه اجنحة، فالابيض غمره من رأسه حتى اخمص قدميه ببذلته البيضاء المحددة بزخارف ذهبية، وقد اندست وردة ذهبية في جيب بذلته الامامي، بينما تصاحبت بذلته مع حذاءه الابيض اللامع، وكأنه امير ثلجي اخفى هويته بقناع ذهبي مرصع بقطع الكريستال وقد ثبت على احد اطرافه ريشتين باللون الابيض، بينما اسدل شعره البني بخصلاته على وجهه لتنحاز مغطية احد طرفيه، ابتسامة صغيرة من شفتيه وتصخب القاعة بموجات من الهتاف والصراخ من افواه معجباته..
بعد دخول اعضاء مجلس الطلاب الذي هز الصالة صخباً، دخلت هيميكو مع صديقاتها الثلاث بعد تردد شديد كاد يرسل بها الى غرفتها في المسكن، الا انها قهرته بتشجيع من صديقاتها، لا تعلم ان كانت مخيلتها توهمها بان جميع الانظار انهالت عليها ام كان هذا الواقع امامها، فقد ناهزت الجمال بحلتها الاخاذة وملامحها الفاتنة، كانت ترتدي فستاناً قصيراً منفوش اقترض دجنة الليل بسواده، واحاطت خصرها بشريطة زهرية تماثل شعرها الربيعي، وارتدت حذاء اسود بشرائط طويلة التفت على ساقيها وعقدت بطريقة آسره في اعلى ساقها، بينما تراقصت قطع من الؤلؤ المتشابكة على جيدها، وقد رفعت شعرها الربيعي الذي زانته بمشبك شعر اسود لتنسدل منه خصلات زهرية بطريقة منمقة، وكان قناع برونزي قد استكان على وجهها مخفياً عينيها باستحياء..



لاح طيف توشيرو مع ايانو امام مقلتي آيدن الذي لا يكاد يسكن مكانه، حيث كان يروح جيئةً وذهاباً يصافح زملائه ومعجبينه، جرته ساقه ليرحب بتوشيرو الذي لا يتخلى عن حداده الحالك السواد حتى بعد عودة ايانو، فها هو قد سربل نفسه ببذلة سوداء متصاحبة بحذاء اسود وكأن غياهيب شعره لم تشبعه سواداً، وقد غطى عيناه بالفضة المتشكلة على هيئة قناع، بينما كانت جميلته قد كست نفسها بفستان طويل اقتسم لون البنفسج، تنسدل عليه بعض من خيوط شعرها الذهبي المرفوع بأناقة وقد زينته زهرتي بنفسج على طرفه، وقد وضعت على عينيها قناع برونزي، قال آيدن موجهاً حديثه لتوشيرو بعد ان دنا منهما:
- كومباوا توشيرو..(مساء الخير توشيرو).. اذاً هذه هي ساتومي ايانو..!
- كومباوا سينباي (مساء الخير سينباي).. سونوتوري (انت على حق)..
توجت بعدها ابتسامة مشرقة ثغر آيدن واردف مخاطباً لأيانو:
- ادعى كاتسوراقي آيدن.. هاجيمي ماشتي (تشرفت بمعرفتكِ)..
ومد يده قاصداً مصافحتها، شدت هي على مسندي كرسيها المتحرك لتقف على ذهول من آيدن وابتسامة فخر من توشيرو، احنت برأسها ونطقت شفتاها باحترام:
- كوتشيرا كوسو يوروشكو اونيقاي شيماس (وانا تشرفت بمعرفتك ايضاً)..
غرس آيدن كفه بين خصلات شعره بعد ان انتابه شيء من الخجل من تصرف ايانو الرسمي البحت، وتمتم:
- ايي ديس ساتومي-سان.. (لا بأس ساتومي).. لم يكن عليك الوقوف..
رفعت بناظريها الى عينيه المقنعتان بالذهبي وارتسمت ابتسامة رقيقة على شفتيها:
- لم يكن بالامر الصعب.. ثم ألست انت رئيس مجلس الطلاب؟ كيف تريد مني الجلوس في حضرتك..
تسلسل كف آيدن الى رأس ايانو بينما كانت مقلتي توشيرو تبعث بنظرات مهددة لآيدن ولو كانت النظرات تنتطق لنطقت نظراته بأياك ان تفعلها! حط آيدن كفه على رأس ايانو بخفة قاصداً استفزاز توشيرو، واحاد بناظريه الى اليه، ليقول:
- كاوايي يو.. انتا نو كانوجو (فتاتك لطيفة)..!
اسدل توشيرو جفنيه على عينيه بحنق، وقال بلغة رسمية وبلكنة فظة غاضبة:
- شِتيماس..(اعلم هذا)..!
وعاد ليفتح عينيه على امل ان يكون آيدن قد ازال كفه، فكان له ما تمنى، فقد اكتض عدد من المعجبات حول الامير الثلجي مرحبين به، ليقول مودعاً لتوشيرو وايانو:
- جا ني باكبل (اراكم لاحقاً باكبل(وهي اختصار لكلمتي باكا كبل اي الثنائي الاحمق))..!
فضحكت ايانو بعد ان دغدغت عبارة آيدن مشاعرها، وقد تشبثت بذراع توشيرو الطويلة فقد اهتزت ساقيها معلنة عدم قدرتها على الوقف اكثر..



وحتى في حفل الاقنعة التنكري تواجدت احزاب الحرب الباردة! فها قد انقسم بعض الطلاب ممن لا زوج له الى حزبين، واحد للفتيان، وآخر لعداوتهم الفتيات، وقد رفعوا سقف التحدي الى النظرات القاتلة وحسب، انتشل ريوتا نفسه من حزب الفتيان فدواخله تضطرم توقاً وتلهفاً لرؤية كارين التي دست نفسها بين حزب الفتيات كزهرة اخفت نفسيها بين وريقات الشجر في استحياء، كان يرتدي بذلة لونت بالبني القاتم بينما تراصت خصلات شعره الاحمر المتوهجة بطابع رسمي، وقد اخفى ملامحه بقناع ذهبي لامع، ما ان ابصرت الفتيات قدومه حتى تزاحمن كاشفين عن كارين المولية بظهرها العاري لريوتا، سترت نفسها بفستان يحاكي لون المشمش المتألق، قصير من الامام وعلى النقيض من الخلف، بينما تدلت خصلات شعرها القصيرة ذات اللون البني الفاتح على كتفيها بصورة خلابة، وزين وجهها قناع ذهبي بكريستالات متلألأة، كانت حلتها كمرآة لبساطتها الانثوية، ادارت بجسدها نحو ريوتا بعد ان رأت تزعزع الفتيات، وفور ان وقعت ابصار ريوتا عليها حتى حبس انفاسه من مظهرها الذي سحره بتعويذة العشق، اضطربت احاسيسه وكاد يخسر رباطة جأشه حين قال بتلعثم هامس:
- اوتسكوشي ديس.. (تبدين جميلة)..
سكنت كارين مكانها بعد ان التقطت اذناها كلماته وقد غرقت في بحر الهيام بريوتا، لن يتفهوه بهذه الكلمات من باب الاعجاب بي صحيح؟ فقد ابدى غيره من الفتيان اعجابهم بجمالي اليوم وهو فتى في الاخير، ولت بظهرها له فآخر ما تريده هو ان تشي بها عيناها وقالت بتماسك:
- ان لم يكن لديك امر مهم تقوله فانا ذاهبة..
باغتها باقترابه منها تاركاً بينهما مسافة شعرة وهو يتلفظ في اذنها بهمس آخاذ:
- هل تسمحين لي برقصة ايتها الجميلة؟
اتسعت حدقتيها وكأن اقترابه منها لا يكفيه حتى يهمس بلغة العشاق التي لا تفهمها، هل جنن؟ كيف يطلب مني ان اراقصه بهذه البساطة؟ ادارت بجسدها نحوه وعيناها تقدحان بالعتاب، كادت تتفوه بكلماتها حتى احست بسبابته تلامس شفتيها مانعة اياها من الحديث، تجمد الدم في عروقها بعد ان استشعرت قرب وجهه من وجهها، ورأت شفتيه تتحركان بكلمات حاولت فهمها بصعوبة وهو يشير الى حزبي الفتيات والفتيان:
- الا ترينهم؟ امتنعوا عن الرقص بسبب الحرب الغبية.. دعينا نعلن هدنة قصيرة اليوم فقط.. حتى نفتح لهم المجال بالاستمتاع..
واردف بعد ان ازال سبابته عن فمها وهو يبتسم فقد احس بها تكتم نَفَسها:
- يجب عليكِ ان تراقصيني حتى نعلن الهدنة..
- ماتاكُ (صدقاً- بطريقة ساخرة).. سأتعنى بهذا فقط من اجل فتياتي..
قذف بابتسامة استهزاء وقد رفع كفه اليها، فأرخت هي بكفها على كفه ومشت معه الى ساحة الرقص معلنان عن هدنتهما القصيرة..



صاح شوتارو لرين بنبرة حماس:
- راقب وتعلم..!
احاطته بعدها نظرات رين المتهكمة بشيء من الحيرة، الا يكفيه ما حصل له في الفصل؟ لماذا يصر على احراج نفسه! واخذ يراقبه وهو يسير الى اليس، بدى مستمتعاً بدور المشاهد الصامت الذي اعطي له، بينما كان شوتارو يحكم قبضته على ساق وردة دموية حمراء، لا يتجرأ على حملها الا من قد نال منهم العشق، وقد حدد هدفه وكل ما عليه الآن هو التصويب، لا يعلم ان كان سيصيب الهدف، لا يزال مبتدءً فهذه تكاد تكون اول مرة يسقط فيها في شباك الحب، كان يسير نحوها ولا يبصر سواها في هذه الصالة التي اغدقت بأعداد كبيرة من الطلاب، استقرت قدماه امامها وهو يتطلع اليها بنظراته المعجبة، كان فستان منفوش باللون الازرق القاتم يعانق جسدها الى كعب ساقيها، تداخلت معه رتوش سوداء، بينما طوقت عنقها قلادة بذات سواد الرتوش، وشعرها الليلي الطويل ينسدل بأريحية خلف ظهرها وقد لفته بشريطة مماثلة للون فستانها، بينما كسى عينيها قناع برونزي بتفاصيل براقة، كانت تحدق فيه بنظرات متفحصة، تحاول ان تتبين هوية هذا الشخص الذي يقبع امامها، كان شكله مغايراً تماماً لما اعتادته، فقد تخلى عن قبعته اخيراً وكشف عن شعره الاشقر في اوج حيويته، بينما ارتدى بذلة دامسة السواد، بزخارف بيضاء على الاكمام، وكان قد غطى مقلتيه بقناع برونزي محددة اطرافه بريش بذات لون القناع، قال شوتارو يكسر ثواني الصمت التي مرت، وابتسامة مأسورة تراقصت على شفتيه:
- يوو.. (اهلاً)..
رمشت اليس مرات متتابعة تحاول تصديق عينيها، اليس هذا صوت المعتوه شوتارو؟ قاطع استرسال تأملاتها حين قال:
- ماذا اهذه اول مرة تريني فيها؟ ام انك لم تتعرفي علي بالقناع؟
قالت بكلمات مبعثرة كبعثرة احاسيسها في ذلك الوقت، محاولة قطع شكها باليقين:
- اناتا (انتَ).. الستَ.. الست يوو شوتارو؟
- هذا صحيح.. يوو شوتارو بشحمه ولحمه!
اخرستها الصدمة، كيف لهذا الوسيم ان يكون هو نفسه ذلك المعتوه شوتارو! بينما طرأ على ذاكرة شوتارو امر الوردة التي دسها خلف ظهره، فأشهر بها لاليس وهو يقول:
- اناتا نو تامي ني (هذه لكِ).. مع الأسف لم تبلغ جمالك..!
استلمت اليس الوردة بيدها المغلفة بقفاز اسود، وهي تشيح بابصارها بغرور:
- ما الذي تقصده ب"مع الاسف".. اتاريماي (بالطبع) لن تكون مجرد وردة اجمل مني..!
فرد عليها شوتارو مطاوعاً لغرورها، فقد استقى من نهر غرورها حتى ارتوى:
- سوري وا بوكو نو واروي (هذا خطأي)..
واردف بعد ان شهد اناملها تحيط بالوردة بحرص رقيق، وقد امال بجسده ورفع كفه نحوها:
- سآتي (والآن).. هل تسمحين لي بشرف هذه الرقصة ايتها الاميرة؟
شدتها كلمة اميرة، فلو لم يمزجها مع كلماته لكانت رفضته بسهولة، هذه الكلمة لم تداعب سمعها منذ ان غادرت قصر اباها، فكان لها سحرها الخاص الذي اجبرها ان ترضخ لمطلب شوتارو، اثنت بساقيها وقد امسكت بفستانها لتنحني بعدها، وترفع كفها ليهوي على كف شوتارو وكأنه اتحد مع ملاذه اخيراً ونطقت شفتاها بغرورها الذي يكاد لا ينفصل عن شخصيتها:
- لك الشرف انك ستراقص اميرة مثلي!
فمد شوتارو كف يده الآخر مشيراً الى ساحة الرقص، وقد شقت ابتسامة مشرقة ثغره، وتقدم الاثنان حيث التم عدد من الازواج المتراقصة، واخذ شوتارو يراقص آليس بخفة ومهارة ضاهتها مهارة اليس في الرقص، فكانت حركاتهم محاكة ببراعة لتتناغم مع ايقاع الموسيقى..



عادت ميكوتو الى المكان الذي تركت به اليس وبيديها كوبان من العصير، انتابتها الحيرة حين رأت مكان اليس فارغ، اين تكون قد ذهبت وانا من اخبرتها ان تبقى هنا؟ ارخت كفها لتضع العصير على الطاولة واخذت مقلتاها تطوفان المكان بحثاً عن صاحبة الشعر الليلي، فاذا بها تلمحها تراقص شاباً، همهمت وابتسامة لطيفة تقبع على شفتيها:
- يبدو انها تركت غرورها لتراقص احدهم اخيراً..!
وما ان تبين لها ان هذا الشاب هو نفسه يوو شوتارو حتى اجفلتها الصدمة، وتسلل الى اعماقها شعور مريع لا تعلم ان كان له باعث او مبرر..



وعلى ارضية شرفة الصالة اللامعة، والتي تنتشر عليها شتى اصناف المقبلات، كان صاحب الابتسامة الباهتة والجسد الهزيل يتلذذ بمذاق عصير العنب الفاخر ومقلتاه العسلتيان تتطلعان الى سماء الليل بأضواءها الخافتة، وقد ارتدى بذلة رمادية باهتة كابتسامته، مزركشة بالابيض من الاطراف، مترافقة مع حذاء ناصع البياض بلمعته الابدية، وقد اتخذت نسمات الليل من شعره مرتع لها، بينما سربل مقلتيه بقناع برونزي، بالرغم من حاله المتوعك من افعال المرض، الا انه لا يزال على قدر كبير من الوسامة مما جعله محط الانظار، وهالة الوحدة المنيعة التي غلف نفسه بها تظهره بصورة نجم براق تفرد بإضاءة الغيهب حوله..
طرق وقع ضحكتها اسماعه كسنفونية مرحة، هي من تفاداها منذ دخوله للصالة، يخشى على قلبه منها ومن الحلة التي ستزدان بها، اشاح بابصاره نحوها بعد ان شدته دواخله ان يراها، استقر كفه على صدره بعد ان شعر بألم طفيف يتسلل الى قلبه، وزم شفتيه بينما طاردتها عيناه المذهولة، كانت كزهرة كاميليا نقية البياض في موسم التفتح، بفستانها الابيض القصير المنفوش الذي لف جسدها بطريقة فاتنة، وحذاءها الذي ماثل لون الفتسان بكعبه العالي، بينما ترابطت خصل شعرها الذهبي على شكل ظفيرة كبيرة تخللتها ازهار الكاميليا البيضاء، وقد اخفت نصف ملامح وجهها بقناع برونزي، لم تلحظ وجود رين وهي تدنو من احد طاولات المقبلات ليتم خدمتها من قبل احد الخدم، بينما اقترب منها رين متحدياً لذاته، ونطق من بين ابتسامته ذات الوميض الجذاب:
- كومباوا ناتسومي-سان.. (مساء الخير ناتسومي)..
ادارت ناتسومي بجسدها لمن كان يخاطبها من وراءها، لتبرق عيناها بذهول من مظهر رين، وتشع ابتسامة جميلة على شفتيها:
- آرا(من ارى هُنا).. رين-كن تبدو وسيماً..!
اضطربت يده التي تمسك بكأس عصير العنب بعد ان تنشق عبيرها، الذي اقتاده نسيم الليل ليداعب انفه، فانسكب شيء من العصير على بذلته مخلفاً بقعة داكنة، هرعت ناتسومي لتحضر منديلاً من الطاولة وهي تتمتم:
- يا الهي كيف حدث هذا.. لقد اتسخت بذلتك ..
واخذت تمسح البقعة بتركيز، فما كان من قلبه الا ان يزيد من ضرباته حتى خال ان بمقدور ناتسومي سماعها، لمح بعدها شيزو الذي انتشل نفسه من المعجبات واقترب من الشرفة وعيناه على ناتسومي، سكن مكانه لثوان وبدى انه يخطط لامر ما، ليقول بعدها بلهجة سريعة كمن يدافع عن مشاعره في حرب طاحنة، وهو يزيل بكفي ناتسومي عن بذلته بهوادة:
- دعيك من هذا الآن.. لقد جئتك اسألك ان تراقصيني..
واردف وكفه يحتضن كفها:
- هل تسمحين لي برقصة؟
حملقت به بحيرة وهي تقول:
- كيف سترقص وقد اتسخت بذلتك؟
القى بنظرة على بذلته وقال:
- لقد اختفت البقعة بفضلكِ..!
ابتسمت له باشراق لتقول:
- حسناً اذاً.. يشرفني ان اراقصك..!
وانطلقا معاً لساحة الرقص بداخل الصالة متجاوزين شيزو دون مرأى من ناتسومي، والذي كان يقذف بنظراته الحاقدة على رين الذي انتهز منه الفرصة، واخذا يتراقصان على وقع الموسيقى الهادئة باندهاش رين من حركات ناتسومي المحترفة، فهو من تعلم الرقص قبل فترة وجيزة بسبب عجز ساقيه في السابق..



تقف منتصبة على مقربة من النافذة الكبيرة امامها، حولها عدد من اعضاء مجلس الطلاب، كانت تراقب انعكاس صورتها على النافذة تارة، وتارة اخرى تسرح بالسماء السوداء التي اكتنفت النجوم بين طياتها، ترتدي فستاناً احمر ياقوتي طويل، بينما تدلى شعرها الملموم على احد كتفيها، يزينه مشبك ياقوتي لامع، وعلى عينيها قناع ذهبي يستر نظراتها الحالمة، تنهدت تطرد الضجر الذي حل بها وهي تقول:
- ليت تاتسو هُنا!
فاذا بها تشعر بثقل جسد احسدهم يرتمي عليها معانقاً اياها من الخلف، وقبل ان ترى انعكاس صورته مع صورتها على النافذة، تغلغلت راحة عطره المميزة عميقاً بداخلها فصرخت متناسية كل ما حولها ما عداه:
- تاتسو.. بيكوريشتا (لقد فاجئتني)..!
واردفت وهي تطبق بكفيها على ذراعيه المعانقة لها:
- كوكو دي ناني او شيتيرُنو.. (ما الذي تفعله هنا)..
ادار بجسدها نحوه ليضع سبابته على شفتيها وهو يهمس:
- ششش.. لا احد يعلم انني هنا.. لقد تسللت للداخل..
دفعته بخفة ممازحة وقالت:
- اوسو يو (انت تكذب).. وهل تظن ان أمن اوسترايا سهل الاختراق؟ اعترف ان احداً من مجلس الطلاب توسط لك!
- لن اعترف بهذا.. ولكنني سأعترف ب..
وارخى كفه على وجنتها وهو يبث بنظراته الآسرة الى مقلتيها:
- انني سأفعل المستحيل حتى اكون معكِ..!
اجاد انتقاء كلماته فقد داعبتها برقة لتظهر ابتسامة خجلة على محياها، تلتها ضحكة وهي تلاحظ القناع البرونزي الذي يغطي عينيه:
- لما ترتدي البرونزي؟ هل عدت للسنة الاولى..!
- لم يتبقى من الاقنعة سوى البرونزي.. ولم يسمح لي الدخول دون قناع لذا ارتديه مغمض العينين..!
- انه يناسبك!
قالتها وانفجرت ضاحكة بعدها ليداعب هو انفها ويقول:
- لن اعتبرها اهانة لانها منكِ..
وانحنى بجسده مشهراً بكفه لها:
- هل لي برقصة فاتنتي؟
انحنت وهي ترخي كفها على كفه بينما انشغل كفها الآخر برفع طرف فستانها:
- بالطبع يا فاتني..!
واتخذا بعدها وضعية الرقص لترخي نوريكو برأسها على صدره، ويتراقصان معاً يحيطهما دفء المشاعر وتحركهما نغمات الموسيقى بما شاءت..



دنا منها وشبك كفها بكفه ليجرها معه وهو يقول:
- ايموتو يو (اختي الصغرى).. فلنرقص!
انتشلت كفها من كفه وهي تقول بإعتراض:
- اونييساما (اخي الاكبر)..تعلم سؤالي ان اراقصك كالنبلاء اولاً..!
عاد ليشبك كفه بكفها وهو يقول:
- وهل يحتاج الاخ لسؤال اخته كالنبلاء حتى تراقصه؟
قالت ملازمة لاعتراضها بنبرة خافتة:
- تاداشي (لكن)..
لم يستجب لها واكمل مسيره حتى توسطا ساحة الرقص، ليتميزا بشعرهما الاقحواني المتماثل ورقصهما المتناغم، وسبب ذلك هو مراقصة هيكارو لايومي مرات لا تحصى!



ببياضه الثلجي، ظل يتنقل من يد معجبة لاخرى مراقصاً لهن، كطائر ابيض يتنقل من عش الى عش، وابتسامته الساحرة تكاد لا تفارق محياه حد انهاك عضلات فكه، اعطى نفسه وقتاً مستقطع للراحة اخيراً، ومشى لشرفة الاطعمة لينتقي له شراباً ينعش به جفاف حلقه بعد الرقص مطولاً، اخذ كأسه وارتوى منه ليعود للقاعة بعدها وقد اعاد شحن نفسه، لمح طيفها الاسود في احدى زوايا الصالة، تقف ببهاء كملكة الليل التي تتغنى على عرش السواد، بشعرها الربيعي المبتهج الذي الغى شحوب السواد الذي غلفت نفسها به، فأقبل عليها بخطواته الواثقة بهيبة، وقال بنبرة آسرة قد نسي تغيرها بعد مخاطبته لمعجباته:
- شيراتوري-سان(اسم عائلة هيميكو)..!
وقعت نظراتها عليه ليثلجها بياضه، يشهر بوسامته التي امتزجت مع الابيض بحلة ساحرة، ما كادت تتبين شخصه الناصع البياض لو لم تسمع صوته، جال ذاكرتها منظره الحزين في حديقة المسكن، فسعدت لتغير حاله، بعدها اغرقتها نظراته التي تشع بالاعجاب في بركة من الخجل، بينما لم يكتفي هو بنظراته فقد قال:
- كيرَي ديس.. (تبدين جميلة)..
اعتلت حمرة طفيفة وجنتيها، لتزيدها من البهاء اضعافاً، نطقت بهمس حروفها الرقيقة:
- اريقاتو.. (شكراً)..
جالت ابصاره حولها ليقول بتساؤل:
- لماذا انتِ وحدكِ؟
- ذهب الجميع للرقص..
وقال محدثاً نفسه بصوت مسموع:
- فرصة رائعة!
انحنى لها وهو يشهر بيده المسربلة بقفاز ابيض:
- هل تسمحين لي برقصة؟
تداخلت مشاعرها ببعض بصدمة غير مصدقة لواقعها، ورجعت للخلف بخطوات مهتزة، يا الهي الرئيس نفسه يريد مراقصتي! وقالت بنبرة محبطة وبكلمات متعثرة:
- لكنني.. لا اجيد.. الرقص.. و..قد احرجك..
- دايجوبو (لا بأس) سأعلمكُ..!
قالت بتردد لفكرة انها لا تعلم كم من الاحاسيس تخفي لها تلك الرقصة:
- دد..ديمو (لكن)..
فنطقت شفتاه بكلمات مشجعة:
- كل ما عليكِ فعله هو وضع كفك على كفي..!
اسدلت جفنيها على مقلتيها وزفرت ما اعتراها من توتر، لتنحني بعدها بنفس انحناءة آيدن محاكيةً لما كانت تشاهده في الافلام الاجنبية، وارخت بكفها ذا القفاز الاسود المزركش على كف آيدن، فاجتمع اللونان المتناقضان في صورة ولا ابهى، رفع بعدها آيدن بكفه للاعلى رافعاً بكفها معه، وسار معها الى ساحة الرقص، حتى استقرت اقدامهما على اوساط الساحة حولهم دائرة مغلقة من الثنائيات الراقصة، رفع آيدن كفها الايسر ليضعه على كتفه وهو يقول:
- ضعي كفكِ هُنا..
بينما كانت هي شاردة الذهن، فقلبها يتراقص في غابات عينيه الخضراء المغلفة بقناعه الذهبي، استفاقت من شرودها حين احست بكفه يجثم على خصرها بخفة، وشهقت بصوت خافت، لترتسم ابتسامة ساحرة على شفتي آيدن، الذي شبك كفه الآخر بكفها وبات يحركها بحركات راقصة بسيطة مترافقة مع انغام الموسيقى، استصعبت هيميكو الحركات في بادىء الامر، فوجود رئيس مجلس الطلاب الذي لا تفصله سوى مسافة بسيطة عنها اربكها موقفاً عقلها عن العمل بتركيز، الا انه ما لبث ان اعتادت الحركات وهي تغطس في بحر الموسيقى مع آيدن الذي كان يعوم باحتراف محركاً اياها معه، وقد تشابكت نظراتهما محلقة بهما الى عالم حالم يخلو من الانس سواهما..



بعدها تردد في الصالة صدى صاخب من المايكروفون يعلن بأن وقت الرقصة الخاصة قد حان، تنافرت الثنائيات عن ساحة الرقص ليتقدم مجموعة مختارة من طلاب السنة الثانية والثالثة بأقنعتهم الفضية والذهبية، ويقوموا بتشكيل صف مقابل للجمهور، بعدها عاد الصدى ليتردد في القاعة من جديد قائلاً:
- فليتقدم كل من يرغب بالرقص من السنة الاولى.. وليختر له شريكاً من السنتين الثانية والثالثة..
تقدم اعداد من طلاب السنة الاولى مشجعين لبعضهم كحبات الخرز في قلادة ما، واقترن كل منهم بشريك اما من السنة الثانية او الثالثة، عندها قال آيدن وعيناه انصبت على هيميكو ببريق حماس:
- نيي شيراتوري-سان.. كوني شريكتي في الرقصة الخاصة..!
حملقت به هيميكو بحيرة، فهو لا يقف مع جموع المختارين على ساحة الرقص، قالت بعد ان رمشت بعينيها:
- لكنك لست مع مجموعة المختارين كايجو.. (ايها الرئيس)!
- بل انا على رأسهم.. هيا تعالي..
وقبل ان يجرها معه راكضاً الى ساحة الرقص استوقفته قائلةً بشيء من التوتر:
- لكنني لا اعرف الرقصة الخاصة!
لم يتمالك نفسه واطلق ضحكته المتعجرفة، فقد اكتفى من عفويتها، وقال بلكنة مرحة:
- وهذه مهمتي حتى اعلمك اياها.. فلا أحد من طلاب السنة الاولى يجيدها..
واردف وهو يشد الى كفها الذي يقبع بكفه:
- اوري وو شينجيتي (ثقي بي)..!
واطلق العنان لساقيه حاثاً اياها على الجري معه في محاولة لاستدراك الرقصة قبل بدايتها، ووقف على رأس الصف بينما وقفت هيميكو مقابلة له، تعالت انغام موسيقى فريدة مغايرة للموسيقى التي تم عزفها سابقاً، وبدأت الثنائيات في الانتشار في ساحة الرقص متناغمة مع ايقاع الموسيقى، كان طلاب السنة الثانية والثالثة المختارين يتراصقون باسلوب مدهش منمق، محركين به شركائهم من السنة الاولى، كان آيدن يدير بهيميكو بين يديه ليرخيها للارض في ثانية، ويرفعها لصدره في ثانية أخرى، من ثم يراقصها بحركات دائرية ليرفعها للسماء في لحظة ويدور بها لتطير كفراشة مبتهجة، واستمرت الرقصة لدقائق ليهدىء بعدها صوت الموسيقى وتسكن الثنائيات عن الحركة بأياد مرفوعة للسماء وابتسامة مشرقة ارتسمت على الشفاه، دنا آيدن الذي كان يلهث من اذن هيميكو وهمس بصوته الآسر:
- اخلعي القناع حين اخبرك بذلك!
والتقط انفاسه في لحظة ليصرخ بجل ما اوتي من طاقة في لحظة اخرى:
- فلتسقط الاقنعة..!
وخلع قناعه رافعاً اياه للسماء، ليقوم جميع من بالصالة بالمثل من بينهم هيميكو، التي تبادلت الاقنعة مع آيدن لاحقاً على طلب منه، فكان لها قناعه الذهبي، وكان له قناعها البرونزي، بينما كانت حركة سقوط الاقنعة رمز للتعارف في بداية العام الدراسي، فبسقوط الاقنعة تنكشف الهويات، وتتشكل الصداقات الاخوية..
وهكذا خمدت انوار الصالة التي تحمل بين ثناياها ذكريات مشتعلة..



كان هذا البارت من اكثر البارتات التي اتعبتني كتابتها والمدخل من احدى محاولاتي الشعرية
ومجدداً اطلب السماح منكم متابعيٓ الاعزاء على تأخري بوضع البارت

الاسئلة:

- من هما افضل ثنائي؟
- رأيكم بالرقصة الخاصة؟
- رأيكم بحفل الاقنعة التنكري؟
- ما هو افضل مقطع في هذا البارت؟ وما هي افضل شخصية؟
- ما هو رأيكم في البارت بشكل عام؟

اتمنى ان لا ارى اجابات مختصرة على الاسئلة !
لقاءنا في البارت التاسع بإذن الله



زِدنيْ ضِياءاً... زِدنيْ نوراً
..بِغَيرِ حُبِكَ ما لِيَ مِنْ نور..!




__________________
" لآ آلـه الآ الله.. سُـبْـحَـآنَـكَ رَبـيْ آني كُـنتُ مِـنَ آلـظـآلِمينْ "






التعديل الأخير تم بواسطة ĐαrК Đεṁση ; 10-26-2014 الساعة 03:00 PM
رد مع اقتباس