الـــبـــ الــخامـــــــس ــــــارت -الجزء الثاني-
(النوادي)


انتهى اليوم الدراسي بسلام وانطلقت هيميكو الى القاعة التي سيعقد فيها الاجتماع، دهشت حين علمت ان لمجلس الطلبة جناح خاص به، يحتوي على قاعة اجتماعات، ومكتب رئيس المجلس وبجواره مكتب لباقي الاعضاء، وغرفة التحكم بالاذاعة المدرسية، تصميم الجناح كان مبهراً فريداً من نوعه، فالمدخل مكون اساساً من الزجاج الملون، والممرات في الجناح تمتاز بالوانها اللامعة جراء النور الساقط عليها من النوافذ الكبيرة التي تشكل جزءاً من الممرات، والتحف ذات الالوان الزاهية موزعة في الممرات لتضيف لمسة من الفخامة، توقفت هيميكو امام باب خمنت انه باب قاعة الاجتماعات نظراً لانه كان اكبر وافخم من بقية الابواب في المبنى، طرقت الباب بضع طرقات ودخلت القاعة التي تتكون في مجملها من طاولة رخامية ضخمة تسع عدداً كبيراً من الاشخاص،لم تخلو القاعة من النوافذ الكبيرة ايضاً، والتي تطل على منظر الساحة الرئيسية والنافورة العملاقة التي تزينها حدائق الازهار من كل الجهات، لقد كانت القاعة خالية الا من شخص واحد، كان يحضر القهوة في ماكينة القهوة الفورية الموضوعة بعناية على طاولة ليست اقل فخامة من الطاولة الرئيسية، وبالقرب منها اكياس من القهوة الفورية، وبعض الاكواب المصفوفة بعناية، كان ذلك الشخص يقرا بعض الاوراق التي بين يديه وهو يفرك عينيه بنعاس وتكاسل، وجه بناظريه الى الباب حين شعر بدخول احدهم، تملكته السعادة حين رأى هيميكو، فظهر ذلك على شكل ابتسامة من شفتيه وهو يرى هيميكو التي انحنت بعد ان لحظت وجوده وقالت بلكنة احترام:
- كونيتشيوا كايجو-ساما (مرحباً ايها الرئيس)
- شيراتوري-سان كونيتشيوا.. هل تم اختيارك كممثلة لفصلك؟
لانت تعابير وجه هيميكو لتتوجها بابتسامة لطيفة وهي تهز رأسها بالايجاب وتقول:
- هاي (نعم).. تاداشي (لكن) لفترة تجريبية فقط..
واضافت ومقلتاها تجوبان المكان باستغراب:
- لكنني لا ارى احداً غيرك هنا كايجو..
تأمل ايدن ساعة يده المميزه والتي كانت تشير الى الثانية والنصف، ونطق:
- هذا لان الوقت مازال مبكراً.. فالاجتماع يبدأ في الساعة الثالثة..
وعاد ليبتسم باعجاب وقال:
- يذهلني حرصك على الوقت شيراتوري-سان..
سارت هيميكو مقتربة من ايدن وتحدثت ممازحة:
- لم اتوقع هذا الكلام منك كايجو.. فانت حريص على الوقت اكثر مني والدليل انك هنا الآن..
اطلق ايدن ضحكاً وقال:
- هذا لان علي تحضير بعض الاشياء قبل بدء الاجتماع..
ابتسمت هيميكو وردت قائلاً:
- حسناً بما انه لا يزال متسع من الوقت قبل بدء الاجتماع لماذا لا تدعني اساعدك؟
قال ايدن بمداعبة موجهاً كفه الى ماكينة القهوة:
- بما انك عرضت علي مساعدتك.. فاول شيء عليك مساعدتي به هو شرب القهوة..
ضحكت هيميكو برقة وقالت:
- يوروكوندي ( يسعدني ذلك )..
وبعد انتهاء القهوة سكبها ايدن في الاكواب بمهارة، ووضعها على الطاولة الرئيسية، وقال وهو يجر المقعد لهيميكو:
- تفضلي بالجلوس اذاً..
جلست هيميكو وشعور جميل يدغدغ احاسيسها، فهذه المرة الاولى التي يجر فيها احد الكرسي لتجلس عليه، اجزمت بان ايدن يتمتع بقدر كبير من صفات النبلاء، بينما جلس ايدن في المقعد الرئيسي واخذ يرتشف القهوة وعيناه تتمتعان بتأمل ملامح هيميكو البريئة، لمح شيئاً لامعاً معلقاً برقبتها، حركه الفضول للحظة فهم بالسؤال عنها، الا انه تمالك نفسه في اللحظة الاخيرة، فعلاقته بهيميكو لم تصل الى حد سؤالها اسئلة يعتبرهاا البعض شخصية، انتبهت هيميكو لنظرات ايدن المهتمة بقلادتها فابتسمت بهدوء لتقول وهي تمسك بقلادتها:
- انها الشيء الذي يربطني بعائلتي..
افاق ايدن من شروده وابتسم بسذاجة وهو يقول:
- اواروي (اعتذر).. لم اقصد التحديق بها..
اعترضت هيميكو على اعتذاره وهي تشير بلا:
- يا يا (لا لا) دايجوبو ديس ( لا بأس )..
وبعد انقضاء بعض الوقت قام الاثنان بتوزيع بعض الاوراق على الطاولة، وقام ايدن بكتابة بعض الملاحظات على اللوح الكبير المعلق على الجدار، وفي تلك الاثناء بدأت القاعة تمتلىء تدريجياً بممثلي الفصول بالاضافة الى بعض اعضاء مجلس الطلاب بينهم نوريكو وهيكارو، اتخذ كل مقعده وكان مقعدا نوريكو وهيميكو الاقرب لايدن، نهض ايدن ورحب بالجميع وهو يعرف بنفسه وباعضاء مجلس الطلاب، من ثم قال:
- هذا اول اجتماع لنا مع ممثلي الفصول لهذه السنة، انتم تعلمون ان ممثلي الفصول هم جزء من مجلس الطلاب، لذا دعونا نعمل معاً لنجعل اوسترايا تفخر بنا نحن اعضاء مجلس الطلاب، وبما ان اغلب ممثلي الفصول من المرحلة الاولى تم اختيارهم لفترة تجريبية فانا اتمنى عملهم بجد حتى يتم تثبيتهم في المنصب..
ودنا من اللوح واخذ يشير الى بعض الملاحظات وهو يتحدث:
- والآن سوف نقوم بتوضيح ادواركم كممثلي فصول.. لا تقوموا بالكتابة، فكل المعلومات الضرورية موجودة امامكم على الورق..
واردف:
- دوركم كممثلي فصول يتمثل في عدة اشياء اولها ان تكونوا حلقة وصل بين المعلم خارج الفصل وبقية زملائكم في الفصل.. ثانياً ستكونون المشرفين على اغلب انشطة الفصل الجماعية.. مثال عليها المهرجان المدرسي الذي يتم للتعريف بالمدرسة والذي تشارك فيه جميع الفصول دون استثناء.. والشيء الاهم وهو انكم من سيقوم بالتحية كل يوم، وتسجيل الحضور وتسليمه لمجلس الطلاب وتحديداً للنائبة ميزوشيما نوريكو..
هنا ترفع نوريكو يدها وهي تبتسم:
- هاي (اجل).. كوتشي وا ميزوشيما نوريكو ديس (هنا ميزوشيما نوريكو)..
واخيراً يقول ايدن:
- لا تنسوا بانكم ممثلي الفصول، فكل يمثل فصله ويتحدث بالنياية عنه، يمكنكم التردد لمجلس الطلاب ان واجهتكم اي مشكلة.. كوري داكي ديس ( هذا كل شيء )..




نذهب لنادي المسرح والتمثيل والذي يتالف من ثلاث مسارح واحد رئيسي وهو الاكبر واثنان فرعيان يتم فيهما التدريب، ويتالف ايضاً من صالة كبيرة جدرانها مرايا مخصصة للتدريب، وقاعة كبيرة تحتوي على عدد كبير من الازياء والمعدات الخاصة بالمسرح وغرف فرعية بداخل القاعة لتبديل الملابس..
وفي مدرجات احدى المسارح الفرعية كان رين وناتسومي يجلسان بهدوء وهما يشاهدان المعلم كودا ماساتو وهو المسؤول عن تدريب الطلاب يقف على خشبة المسرح موضحاً انشطة النادي للطلاب الجدد في نادي المسرح والتمثيل:
- نادي المسرح والتمثيل هو احد اهم نوادي اوسترايا.. فهو لا يهتم بالمسرحيات والعروض الداخلية فقط.. بل و مسؤول عن المشاركة في مسابقات تقام على مستوى الدولة.. لذا يعتبر فخراً لاوسترايا.. وهنا سيتم تدريبكم وصقل مهاراتكم على يد امهر المعلمين ومنهم انا المعلم كودا ماساتو واخرين ستتعرفون عليهم فيما بعد.. وكافتتاح للنادي سيقوم طلاب المرحلة الثالثة بتقديم عرض مسرحي بسيط.. سيتوجب عليكم محاكاته بعد قليل..
فينزل المعلم كودا من خشبة المسرح ويتم اسدال الستار ليعاد رفعه بعد مدة، ويبدأ طلاب السنة الثالثة بتمثيل المشهد الاول من المسرحية القصيرة ببراعة، تتالف هذه المسرحية من ثلاث مشاهد وهي:

المشهد الاول:
المكان: مخيم لتدريب الجنود
الاحداث: يظهر عدد من الجنود استياءهم من التمييز الطبقي الذي يحدث في صفوف الحرب، حيث يتم وضع طبقة الفقراء في الجبهة الامامية للحرب وهي اخطر مكان بالكاد يعود منه ناجون، ويتم وضع ابناء العائلات المرموقة في مواقع تبعد عن جيش العدو بمسافات بعيدة، فيقوم اولائك الجنود الفقراء بالاحتجاج ليسكتهم قائدهم الذي يعتبر واحد منهم ويخبرهم بانهم هنا لاداء واجبهم تجاه الوطن ويبث فيهم الشجاعة ويخبرهم بأهمية الجبهة الامامية بالنسبة لجيشهم..

المشهد الثاني:
المكان: الجبهة الامامية
الاحداث: يناضل الجنود من اجل الدفاع عن وطنهم وحياتهم، فيلقى اغلبهم مصرعه من بينهم القائد الشجاع الذي دمر اجزاء كبيرة من الجبهة الامامية للعدو..

المشهد الثالث:
المكان: القرية التي تعيش فيها عائلة القائد
الاحداث: يتم احضار جسد القائد لتستلمه عائلته حيث يبكي والديه فخراً بابنهم صانع الامجاد..

وبعد ان انتهى طلاب المرحلة الثالثة من المسرحية وتراجعوا تاركين المسرح لطلبة المرحلة الاولى، قام المعلم كودا بتوزيع الادوار بصورة عشوائية على طلبة المرحلة الاولى، وكان دور القائد من نصيب رين، بينما حصلت ناتسومي على دور جندي، اصطحبهم المعلم الى قاعة الازياء وتم توزيع الازياء عليهم بحسب الادوار، دلف رين خارجاً من غرفة التبديل وهو يشعر بالحماس يسيطر على كافة احاسيسه، ابتهج حين رأى ناتسومي بزي الجندي وهي تحمل سلاحاً بيدها، يبدو ان ملامحها الانثوية الرقيقة لم تمنع من ظهورها بملامح الجندي الشجاع، قهقت ناتسومي حين واجهت رين بزيه ونطقت:
- يناسبك تماماً ايها القائد..
وقامت بضرب ساقيها معاً ورفعت يدها لتقوم بتحية عسكرية بملامح جذابة جادة، فيضحك رين مستمتعاً باداءها المتقن وهو يقول:
- احفظي جهودك للمسرح.. وهيا لنذهب قبل ان نتأخر..
فتقوم ناتسومي بضرب قدمها للارض وهي تقول بجدية اكبر:
- حاضر سيدي ..!
وينطلقان معاً للمسرح بضحكات رين المرحة ومزاح ناتسومي الجاد، وبعد ان قاموا باداء ادوارهم بمحاكاة المسرحية التي رأوها قبل قليل، جاءهم تصفيق حار من المعلم كودا الذي سار نحوهم متحدثاً بسرور:
- كنتما رائعين ايما روعة.. انتم الكنز الذي حصل اليه نادي المسرح لهذه السنة..
فتعلوا الابتسامات ملامح رين وناتسومي الذان شعرا بالفخر من اول انجاز لهما في هذا المكان، فيتسائل المعلم الذي لاحظ الشبه الكبير بين رين والممثلة ميساتو مي:
- بالمناسبة ميساتو-كن(ميساتو اسم عائلة رين) هل انت احد اقارب الممثلة ميساتو مي؟
تندفع ناتسومي لتجيب عن سؤال المعلم بعفوية فيحس رين بذلك ويقوم بصدها بهدوء ويقول:
- لا بل انه مجرد تشابه اسماء..
جالت التساؤلات عقل ناتسومي التي استغربت رد رين، وقالت مناشدة له باد مغادرة المعلم كودا:
- نيي رين-سان لماذا لم تخبر المعلم بالحقيقة؟
فاجابه عليها بكل بساطة وهو يبتسم:
- حتى تتم معاملتي كميساتو رين لا كابن ميساتو مي الممثلة الشهيرة..




حان الوقت لنزيل الستار عن ما يحدث بنادي الموسيقى والذي ينقسم بدوره الى عدة نواد منها نادي البيانو ونادي الكمان ونادي الغناء ونادي التأليف وغيرهم، نتوجه تحديداً لنادي الغناء، فهذا النادي منفرد عن البقية اذ يجب ان يخوض الطلبة في تجارب اداء حتى يتمكنوا من الالتحاق به، ومن بين العدد الهائل من الطلبة الذين كان بعضهم ينتظر دوره وآخر جاء للاستمتاع بالاستماع الى المواهب كان شوتارو يقف والحماس يشتعل من عينيه نيراناً، يريد ان يعتلي خشبة المسرح المخصصة بالغناء باسرع وقت ممكن، ويحرك الجمهور كعادته..
في نفس المكان من جهة اخرى، كانت اليس تنتظر دورها وهي تراسل ميكوتو المتواجدة في نادي السباحة حالياً عبر الهاتف:
-" اليس-تشان لقد اتت المدربة.. يجب علي الذهاب ابذلي جهدك حظاً موفقاً ..!!"
بعدها اعادت اليس الهاتف الى حقيبتها وهي تراقب تجارب الاداء، هناك اشخاص موهوبين حقاً، وهي كذلك تثق بموهبتها وصوتها، خمت بانها ستستمتع بوقتها كثيراً في هذا المكان، لكن اولاً يجب عليها ان تبحث عن صديق هنا حتى لا تشعر بالملل وحدها، تردد صوت احد المشرفين وهو يتحدث عبر مكبر الصوت في القاعة قائلاً:
- يوو شوتارو الى خشبة المسرح ..!
تمتم شوتارو بحماس وهو يصحح وضع القبعة على رأسه:
- شو تايم (حان وقت العرض) ..!
عند اليس، تملكها الضجر عند سماعها لاسم شوتارو، مالذي يفعله هذا الغبي هنا، هذا المكان ليس لمغني الراب امثاله، بينما اعتلى شوتارو الخشبة وامسك بالمايكروفون بطريقة احترافية وقال ممازحاً:
- مايكو تيستو.. مايكو تيستو (اختبار المايكرفون)..
ويغمض عينيه بسكينة، ليبدأ بالغناء بعدها، كانت اليس تلعب باظافرها الا انها حين سمعت شوتارو يغني توقفت عن ذلك ووجهت نظراتها للمسرح بذهول ونطقت:
- انه يغني الكلاسيك ..!!
هذا صحيح فقد كان شوتارو يغني الكلاسيك، والذي يختلف اختلاف كبيراً عن الراب حيث تظهر فيه الموهبة، وهذا اثبت لاليس بان شوتارو يستطيع ان يغني جميع الالوان، وما لبث ان اندمجت اليس مع غناء شوتارو الاخاذ، كان صوته يداعب المشاعر، انه يتمتع بموهبة عظيمة فمالذي دفعه لاخفاءها بغناء الراب؟
انتهى شوتارو من الغناء ليرفع قبعته عن رأسه وينحني، لتغمر القاعة اصوات التصفيق، عاد صوت مكبر الصوت من جديد:
- اماني اليس الى خشبة المسرح ..!
الا ان اليس كانت شاردة الذهن تحدق بشوتارو الذي شحن دواخلها بالعواطف الجياشة وهو يتنحى عن خشبة المسرح، فعاد صوت المكبر من جديد:
- اماني اليس.. اماني اليس الى خشبة المسرح..
فتقفز اليس وتستفيق من شرودها واضعة كفها على صدرها تهدأ من ضربات قلبها العنيفة، توجهت لخشبة المسرح بعزيمة ساحقة، واعتلت الخشبة بثقة وهي تمتم باصرار:
- هه ذلك المغرور ايحسب انه وحده من يغني بتلك البراعة.. انتظر حتى ادمرك بادائي ..!
واحكمت قبضتها على المايكروفون بيما ارتفعت يدها الاخرى في الهواء وهي تشير بواحد اثنين ثلاثة ثم تبدأ بالغناء بحماس وجسدها يتمايل برقصات ساحرة، كان شوتارو متوجهاً للمخرج بعد ان انهى دوره فلا حاجة له بالبقاء في هذا المكان، لكن ما ان تغلغل اسماعه صوت غناء اليس حتى سكن مكانه، من من تكون؟ صوب انظاره للمسرح بسرعة خارقة:
- الشعر الاسود ذاته.. العينان ذاتها.. وحركات الرقص ذاتها.. والاهم من ذلك الغناء ذاته..!! داري (من تكون)..
امتاز شوتارو بتحريك مشاعر الجمهور، الا ان اليس هزت المكان، فقد بدأ الجميع بالرقص على انغام البوب التي تغنيها اليس، وعند انتهاء اليس من الغناء قفزت بخفة لتقف وهي تمسك المايكروفون بطريقة مائلة وكأنها تعزف القيتار، بعدها انحنت لياخذ الجمهور بالصراخ والتصفيق، ونزلت عتبات الدرج وهي تلوح للجمهور بانتصار لتتصادم نظراتها مع نظرات شوتارو المنذهلة، زينت شفتيها باتسامة برور وكانها تقول لقد انتصرت عليك..!! لتفاجأ بشوتارو يمسك بيدها ويجرها بعيداً عن الطلاب، ليهتف بعدها بدهشة:
- اوماي (انتِ).. اوماي وا داري، (من تكونين؟)..
تحدثت بغرور مصطنع وهي تبعد يد شوتارو عنها:
- الم تسمع.. ادعى اماني اليس..!
بهت لون شوتارو بعد الذي سمعه، اقالت اماني؟ يا الهي من تكون هذه الفتاة حتى انها تمتلك نفس اسم العائلة..!! قال وهو يعيد كلامها كالابله:
- ام..اماني اليس؟
استغربت اليس حاله، وابتسمت بسخرية يبدو انه اغرم بغنائي..!!:
- هذا صحيح.. والآن دعني اذهب..
ولم تبتعد لاكثر من خطوتين حتى فاجأها شوتارو بسؤال لم تتوقعه:
- انتي انتي قريبة اماني كوزوكي صحيح..؟!
التفتت اليه ليكمل حديثه:
- انتي تشبهينها كثيراً.. الملامح ذاتها.. اسلوب الغناء ذاته.. اجيبي هل انت احد اقرباء اماني كوزوكي ..؟
شعرت اليس بالاحباط يتسلل مشاعرها، وتمتمت داخلها يبدو انه لم ينذهل لادائي بل لانني كنت اغني باسلوب مشابه لامي، وان يكن فحقيقة ان الجمهور صرخ لي ولم يصرخ له تكفي..!! اجابته ببرود:
- سو.. موسومي ديس (صحيح انا ابنتها)..
وذهبت لتترك شوتارو في دوامة من الذهول، فهو يرى اليس كنسخة مصغرة من مغنيته المفضلة اماني كوزوكي، لم يعلم بان لديها ابنة في سنه، والصدف لعبت دورها بينهما فهي معه في نفس النادي، ويتذكر انه سمع اسمها في فصله، ضحك بجنون واخذ يمشي على غير هدى وجهته المدخل الرئيسي لمبنى النوادي..




وفي تلك الساحات الخضراء الشاسعة، الجو الربيعي الخرافي غمر المكان بعبق الزهور الفواحة، وضع المدرب نيكايدو كفه على كتف توشيرو وقال يمد توشيرو بالقوة:
- تانومزي يوشينو (انا اعتمد عليك يوشينو(اسم عائلة توشيرو) )..
ابتسم توشيرو للمدرب الذي وكله بالخطوة الافتتاحية لنادي الفروسية والتي لا يقوم بها الا القائد، تتمثل في تجاوز القائد لخمسة حواجز صعبة، تحتاج لخبرة ودقة، وقال بثقة:
- سابذل جهدي سينسي (معلمي) ..!
واحكم اغلاق الخوذة على رأسه وعيناه تراقبان عدد الفرسان الكبير الذين يترقبون حركة الافتتاح ابتسم لهم ابتسامة واثقة، كان ايدن بالجوار يستند على السياج الابيض، لم يستطع تفويت رؤية توشيرو وهو يقوم بالقفزات الخطرة، رفع ايدن كفه في الهواء لتوشيرو، الذي بادله بالحركة نفسها، ثم امتطى آكو، وهو يرى الحواجز الخمس امامه، لن تكون صعبة على محترف مثله، وتقدم نحوها بعزيمة..
في المكان ذاته اقتربت فتاتان لمساحات الفروسية، احداهما تجلس على كرسي مدولب، والاخرى تدفع بالكرسي، توقفتا عند السياج وابصارهما تحاصر توشيرو، تمسكت الفتاة المقعدة بالسياج بقوة وحاولت الوقوف بصعوبة، لترفع رأسها لتوشيرو الذي كان بصدد اجتياز الحاجز الاول..
هاهو يقف على مسافة بسيطة تمكنه من الجري والقفز فوق الحاجز، اندفع بآكو بدقة لا متناهية ليجتاز الحاجز الاول بنجاح، وبينما هو يقترب بسرعة لا متزعزعة من الحاجز الثاني وقعت ابصاره عليها، تلك الفتاة المتمسكة بالسياج وعيناها الزرقاوان النقيتان تراقبانه باصرار وشعرها الاشقر يتطاير من هبات الريح ، تخدر جسده وشعر بحرارة الدم الذي يسري في عروقه، فتمتم بصدمة:
- أيانو ..!
ليفقد سيطرته على آكو، فيصطدم آكو بالحاجز الثاني بعنف، ويرتمي توشيرو بقوة على الارض التي بدت له كاسمنت متصلب، ويطلق صرخة الم، ليصرخ ايدن والمدرب نيكايدو فالوقت ذاته وقد رأو ما حدث بالتفصيل وهما يندفعان راكضين نحو توشيرو:
- توشيرو ..!!! - يوشينو ..!!!





الاسئلة:
- رأيكم بدور ايدن كالرئيس؟
- رأيكم بنادي المسرح والتمثيل؟
- رأيكم بنادي الغناء؟
- ما هو افضل مقطع في هذا البارت؟ وما هي افضل شخصية؟
- ما هو رأيكم في البارت بشكل عام؟

موعدنا مع البارت السادس بإذن الله