عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 07-12-2011, 01:26 AM
 
أخذت انظر إلى الأرض بعينان متسعتان من الصدمة والاندهاش الشديدين كما أحسست بحرقة في وجنتي ، صفعته كانت قوية وبشدة
بقيت هكذا لثواني، أحاول استيعاب الذي حدث قبل قليلا
وضعت يدي أخيرا على وجنتي لأضغط عليها بقوة من جراء الألم الذي شعرتُ به وقد تجمعت الدموع في عيني
سمعت صوت خطواته تتجه نحوي ليجلس القرفصاء أمامي ثم يمد يديه إلي ليحضنني بقوة وهو يقول:
- ااااه روز لماذا تودين دوماً أن تغضبيني ؟ لماذا تفعلين ذلك ؟
أبعدته عني بقوة و أنا أقول بغضب مكبوت جراء الدموع التي نزلت على وجنتيَ :
- لماذا تسخر مني طوال الوقت ؟
لم يجبني ولم يقل لي شيئاً و أنا لم اكرر كلامي ، اتجهت للسرير لأجلس عليه واخفي وجهي بيدي الاثنتين لأبكي بصمت
سمعت صوت واتسون وهو يقول بخفوت كما لو أن صوته جاء من بعيد :
- في عالمنا ، الرجل يجب عليه ترويض الإنسانة التي يحبها أن أعلنت عصيانها وتمردها ، لأنها امرأته وقد أعلن بأنها سوف تكون له لذلك يجب على امرأته أن تحترمه ..... و إلا فأن الرجل سوف يستعمل أساليب أخرى معها إذا لم ينجح أسلوب الحب والود بما فيها......... الضرب.
عندما سمعته يقول في عالمنا، اعتقدت انه يقصد انه ينتمي لجماعة لها تقاليد وعادات خاصة بها لذلك قلتُ بصوت خافت:
- متوحشين، هذا ما عليه أنت وجماعتك..
أبعدت يدي عن وجهي لأنظر إلى واتسون بحقد :
- تجبرون المرأة على أن تكون لكم حتى لو رفضت، هذا تصرف وحشي ولا أخلاقي فالمرأة لها حرية الاختيار هي الأخرى.
رد عليَ واتسون بهدوء :
- خطأ ، على المرأة أن تتزوج الإنسان الذي يحبها وتقدم قلبها له ولا أن تجري خلف من تحب لأنها سوف تتعذب كثيراً .
نهضت من على السرير و أنا أقول بغضب :
- حقاً ؟ وهل من يحب يقوم بضرب حبيبه كما تفعلون انتم ؟
أشاح واتسون وجهه عني ليقول ببرود جعلني اغضب كثيراً :
- للضرورة أحكام .
- حقاً ؟ الضرورة ؟ الضرورة تجعلكم تضربون من تحبون حتى تجعلونه يحبكم ، هذا ليس بحب هذه أنانية ، انتم الرجال أنانيون لدرجة كبيرة فعندما يتجاهلكم احد تحاولون بشتى الطرق أن تستولون على انتباهه وان تجبروه على أن يهتم فيكم .
وضع واتسون راحة يده على جبهته ليقول لي:
- يكفينا حديثاً يا روز ، أفضل أن أتكلم مع الجدار على أن أتكلم معكِ ، انكِ قاسية وبليدة المشاعر .
قاسية ؟ بليدة المشاعر ؟ هل أنا هكذا بالفعل ؟
أثارت كلمات واتسون مشاعري فشعرت ببعض الحزن ، فهل حقاً أنا هكذا ؟ قاسية ! بليدة المشاعر!
تقدم واتسون باتجاه النافذة ليقوم بفتحهاو الخروج من خلاها دون أن يقول أي شيء ، أما أنا فرميتُ نفسي على السرير بيأس ليتناثر شعري في أرجائه لكن سرعان ما نهضت منه عندما سمعت صوت جرس شقتي وهو يرن ، فكرتُ قليلاً ، ألم يكن الجرس لا يعمل ؟ فكيف يرن ألان ؟ هذا عجيب، عجيبٌ لدرجة كبيرة، نهضتُ من مكاني بكسل لأقوم بفتح الباب ، فتحت باب غرفتي أولاً تم اتجهت لباب الشقة وفتحته لأفاجئ برجل البريد يسلمني صندوقاً كبيراً وهو يقول لي :
- هذا قد جاءك قبل قليل ، رجاءاً وقعي هنا .
وضعت الصندوق أرضاً ووقعتُ في المكان المطلوب لأشكر الرجل، وبعد أن غادر أغلقتُ الباب وهممتُ بفتح الصندوق و أنا أفكر في من عساه أرسله لي ، مارك ؟ أيرين ؟ جوليان ؟
فتحتُ الصندوق لأرى مجموعة صور وكتب ، أمسكتُ إحدى الصور لأرى أنها لي
توسعتُ عيناي صدمة وأخذت أقلب الصور الواحدة تلوى الأخرى ، كلها كانت لي وبمواضع مختلفة
صور لي و أنا أعمل وأبيع للأطفال ، صور لي و أنا أكل وأشرب وصور لي و أنا أتسوق وصور لي و أنا احدث العاملين الشبان معي في المحل
هذا غريب ! فأنا أيضاً احدث العاملات هناك فإذاً لماذا ليس هناك صور لي و أنا أتحدث معهن .. ثم من عساه يراقبني ويأخذ لي صوراً و أنا لا أعلم؟
قلبت إحدى صوري التي اظهر فيها و أنا أكلم ستيف إلى وجهها البيض لأفاجئ بعبارة كتبت باللون الأحمر
" فـلتمت .. ستيف "
نظرت إلى العبارة بصدمة فهذه العبارة من الواضح أنها تحمل حقداً وغضباً وعلى من ، على ستيف ؟
__________________
رد مع اقتباس