عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-09-2011, 05:34 AM
 
الفصـل الاول
[ مــن ... مـن هذا ؟ ]

*

اشرقت شمس يوم جديد وارسلت اولى اشعتها لتغمر الارض بدفئها وضوءها لتيقظ الانفس النائمة وتنبهم بأن لديهم شيء يقومون به هذا اليوم
فالبعض يذهب للمدرسة والكلية وهم الطلاب سواء كان طفلاً ام مرهقاً ام شاباً وكله من اجل شيء واحد وهو طلب العلم
وهناك من يذهب لعمله ليحصل من خلاله على قوته فيغذي نفسه وربما ايضاً عائلته
وهناك في وسط شارع في مدينة نيويورك التي لا تنام ولن تنام تعالت اصوات خطوات الناس ، المستعجلة والهادئة
ومن بينهم انا ، اسمي هو روز ، فتاة عادية تشبه غيرها من الفتيات لكن كثير من يقول انني جميلة لكن هذا لا يهم ، فلا يهمني انا سوى اخلاق الشخص فكم من شخصٍ جميلٍ اخفى تحت قناع جماله شراً لا يطلق
وكم من شخصٍ قبيح كان مثلاً وقدوة عظمى
ابلغ من العمر الثانية والعشرون واعمل في محل بسيط لبيع العاب الاطفال فأنا احبهم لدرجة كبيرة لذلك اخترت هذا المحل لكي اراهم طوال الوقت
يبدأ عملي من الساعة 7:55 حيث يفتح المحل الساعة الثامنة وينتهي الساعة العاشرة ليلاً حيث اعود الى شقتي في عمارة بسيطة فأنا اعيش وحيدة
شعري لونه احمر و قد صبغت بعض خصلاته باللون الذهبي
مظهر غريب ها ؟ لكنني احبه
مجنونة قليلاً هذا صحيح لكن هذه هي شخصيتي
الازرق هو لون عيني
طولي مناسب فلستُ بقصيرة ولا بطويلة كما انني نحيفة بعض الشيء لكن صديقتي العزيزة ، أليسون تقول لي اني رشيقة ، اممم في الحقيقة لا اعلم ان كنت كذلك ام لا
نظرت حولي لأرى اناس اشكال والوان ، يختلف كل منهم عن الاخر
ومن بين الاشخاص الذين يمشون لمحت شاباً يسرع في ركضه بأتجاهي، ابتسمت فهو يبدو انه قد تأخر عن عمله او ربما جامعته ، من يعلم
لكنه فاجأني عندما مر من جانبي بسرعة ليصدم كتفي بقوة ويفر هارباً من دون ان ينطق بشيء ، فألتفت اليه وصحت بصوت غاضب :
- على الاقل اعتذر ايها الاحمق .
لكنه كان قد ابتعد وربما لم يسمعني وربما لا
نظرت الى ساعتي بسرعة لأرى ان هناك وقت طويل حتى يبدأ وقت عملي لذلك لا بأس في المشي الهادئ
مرت عشرة دقائق كما اعتقد حتى وصلت الى مكان عملي وقد حان وقت عملي ، حييت الجميع بصوت عالي:
- صباح الخير !
التفت الجميع إلي وصاحوا جميعاً بصوت حيوي:
- صباح الخير روز .
اتجهت الى المكان المخصص الي ، فالجميع هنا لديه عمل وله مكان خاص ، فأنا مثلاً ابيع للفتيات الصغيرات دمى والدمى هنا رائعة تجعلني ارغب في اقتناء واحدة بأشكالهن الظريفة لكن لقد ولى زمن الطفولة وانتهى وانا الان شابة تحتاج الى كل قرش تجنيه و اخر ما تحتاجه تبذير المال على شراء دمية
وقفت خلف الطاولة الخاصة بي انظر الى واجهة المحل فبعد عدة دقائق سوف يفتتح ليجتاحه الاطفال بسرعة
فُتح المحل اخيراً واسرع الاطفال في الدخول وبدأ الكل عمله بنشاط وهمة ومن ضمنهم انا طبعاً
مرت ثلاث ساعات من بدأ عملي وشيئاً فشيئاً احسست بصداع في رأسي
تجاهلت الامر في البداية لكن الوضع تفاقم وازداد ألم رأسي سوءاً
وضعت يدي على جبهتي وضغطت عليها بقوة رغبة مني في اسكات الألم
لكن هذا لا ينفع بكل تأكيد ، فكرت قليلاً ربما هذا الالم جاء بسبب عدم افطاري هذا اليوم لكن ما الجديد فقد اعتدت على عدم الافطار كل يوم لكن هذه المرة الاولى التي اشعر بها بصداع
اغمضت عيني بقوة فالألم لا يقاوم وهذا سيء جداً فقد بقي لدي الكثير من الوقت حتى مغادرتي ، التفت الى سميث الذي يبيع بقربي العاب تركيب وناديته :
- سميث !
التفت الي سميث وابتسم بمرح وقال:
- نعم ، روز .
قلت له بهدوء:
- هل يمكنك اخذ مكاني لعدة دقائق ، اود الذهاب الى دورة المياة لبعض الوقت.
- بالتأكيد .
ابتسمت له وشكرته من قلبي ، اسرعت بالذهاب الى دورة المياه حيث هناك اتكأت على المغسلة وانا انظر الى شكلي في المرآة ، ابدو مرهقة
اغمضت عيني بقوة عندما شعرت بالم فضيع في رأسي فسقطت على الارض من شدة اعيائي ، شعرت بدوار شديد حتى ان الرؤية اصبحت مشوشة ولم اعد ارى شيئاً بوضوح
فُتح باب دورة المياة فجأة واتجه احد الاشخاص لي ، رفع رأسي وحضنني بقوة ، شعرت بالحرارة تسري في جسدي ، فمن هذا الذي قام بحضني ؟؟
سألني :
- روز ، هل انتِ بخير ؟
لكنني لم استطع الاجابة او النطق بشيء
فجأة وضع يده على جبهتي حتى شعرت بالصداع يذهب شيئاً فشيئاً لكن الدوار ما زال ، فتحت عيني لأرى الشخص الذي قام بحضني لكنني لم استطع لمح شيء منه ، فقد كنتُ متعبة والرؤية كانت مشوشة
حضنني بقوة اكبر وقرب جسدي منه وانا عاجزة لا استطيع فعل شيء ، همس في اذني بكلمات ارعبتني واثارت استغرابي في نفس الوقت :
- تذكري يا روز ، انتِ لي ، لي وحدي والويل لكل من يحاول أخذك مني .
تم التعديل بالرعب يدب في قلبي فصحت بخوف:
- كلاااااااا .
ثم لم اعد اشعر بالعالم من حولي فقد اغمي علي فجأة

فتحت عيني ببطء واخذت الرؤية المشوشة تذهب شيئا فشيئا حتى استطعت لمح المكان الذي كنت نائمة فيه ، شقتي؟ ما الذي احضرني الى هنا؟
قلت ذلك في نفسي وانا احدق بغرفتي وفي سريري الذي كنت نائمة عليه ، نهضت من عليه وخرجت من غرفتي احدق بالشقة بنظرات مرتابة فأخر ما اذكره هو ذاك الشخص الذي قبلني ، فمن الذي احضرني الى هنا ؟ وعملي ماذا حدث به ؟
الشخص ! فكرت فيه قليلاً ، صوته كان قوياً ودافئاً وانا متأكدة من انني لم اسمع صوتاً كهذا من قبل فأذن من اين يعرفني ؟ ولماذا قال ذلك الكلام ؟
سرت القشعريرة في جسدي وانا اتذكر اخر كلماته
حدقت بالباب واتجهت له فوجدته مقفل ، عجباً ؟ من اقفله ؟
تذكرت حقيبة يدي وان مفتاح الشقة فيها فأخذت ابحث عنها لكنني لم اجدها في الشقة فيبدو على الاغلب انها بقيت في المحل ، اذاً كيف دخلت الى هنا والباب مقفل ؟
توسعت عيناي صدمة عندما وجدت احدى النوافذ في صالة شقتي مفتوحة على وسعها ، اسرعت الخطى بأتجاهها ومددتُ رأسي من خلالها لأرى الشارع
قفزت فكرة غبية وحمقاء الى ذهني ، هل من المعقول ان احدهم ادخلني الى الشقة من خلال النافذة ؟ هل يمكن ؟ ولما لا ؟ فالنافذة كبيرة وتتسع لجسدي؟
هززت رأسي لأنفي هذه الفكرة الخرقاء من بالي ، وابتسمت بسخرية
النافذة؟ رجاءاً كوني معقولة روز ؟
عبس وجهي قليلاً وانا افكر ، ولم لا ؟ فلا تفسير اخر لوجود هذه النافذة مفتوحة والباب مقفل فمن أين دخلت الا من خلال هذه النافذة ؟
انتبهت اخيراً الى مجموعة رسائل تحت الباب فأتجهت للباب وانحنيت للرسائل لأتناولها بيدي وهممت بفتح احداهن الا ان يداً امتدت بسرعة لتأخذ الرسائل من يدي وترعبني بنفس الوقت فصرخت بخفة من الفزع والتفت بسرعة لأحدق بالشيء الذي اخذ رسائلي
واتسعت عيناي اعجاباً ودهشة عندما رأيت شاباً يقف امامي ، لم يكن ينظر إلي بل كان محط انتباهه هي رسائلي حيث اخذ بفتح احداهن
شاب وسيم جداً فلو كنت احدى الفتيات التي تطارد الشباب لقمت بمطاردة هذا الانسان بالذات ، اااه ياله من تفكير احمق تفكرين به يا روز؟
ابيض البشرة ، شعره اسود اللون لكن بعض خصله كانت ملونة باللون الاحمر ، عجيب هذا الانسان ، هل هو مثلي يعشق اكتشاف الاشياء الجديدة
عيناه لونها اسود محمر ، غريب ؟ عيناه مناسبتان مع لون شعره ، هل هذه صدفة؟ ثم لون عينيه هذه المرة الاولى التي ارى فيها عينان كهذه
طويل قليلاً ، جسده مناسب واستطعت لحظ عضلاته من خلال قميضه
يرتدي قميصاً ابيض اللون ولون ياقته اسود ، وبنطال جينز اسود اللون وحذاء اسود اللون ، ويلف وشاح ابيض حول عنقه
غريب ؟ فالموسم الان ليس شتاءاً بل انه الخريف
اممم هل انا من يتخيل ام انني اطلت التحديق به وفحص كل جزء من جسمه ونسيت انه انسان غريب لا اعلم كيف دخل الى غرفتي ؟
صرخت بفزع بعد ان انتبهت الى انه قرأ كل رسائلي وهو لا يحق له فعل هذا ، نطق اخيراً بسخرية وهو يقرأ جميع اسماء المرسل منه الموجودة على رسائلي :
- مارك ، جوليان ، ايرين ، هه هل جميع اصدقاءك شبان ام ماذا؟
شعرت بالاهانة فأنا اعرف انه يلمح لشيء سيء ، هل يصفني هذا الشخص ببعض الفتيات اللاتي يلهون ، تباً
صحت بغضب :
- ومن انتَ حتى تقول لي هذا ؟
حدق لي بحدة بنظرة جعلتني ارتعب في مكاني ، وقال بصوت واثق:
- حذاري يا روز ، لا تودين ان تكسبي علامة حمراء من ضمن علاماتك عندي .
هاااه ؟ ماذا قال ؟ علامة حمراء ؟ علاماتك عندي ؟ ما الذي يتفوه به هذا الوسيم خاطف رسائلي والمتدخل في شؤوني ، الغريب الذي لا اعرف كيف دخل الى شقتي وما الذي يريده مني ؟
صحت بحدة وانا احاول اخفاء نبرة الرعب في صوتي:
- من انتَ ؟ وكيف دخلت الى هنا ؟
طار عقلي فجأة عندما رأيته يمزق رسائلي امام عيني متجاهلاً اسئلتي ، فصحت بقوة وهجمت عليه لأخذ رسائلي او ما تبقى من رسائلي لكنني تفاجأت به عندما لوى ذراعي اليسرى ودفع بجسدي بأتجاه الحائط ليضرب وجهي به بقوة وهو لا زال يلوي يدي بقوة ، صحت وانا اكاد اشعر بيدي تتكسر من جراء مسكته القوية:
- ااااه ، اتركني ، هذا مؤلم .
همس في اذني بنبرة مخيفة:
- هذا سيء جداً يا روز ، لقد كسبتي علامة حمراء عندي ، وهذا سيء جداً.
صحت بحدة:
- اتركني .

*

التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 03-31-2014 الساعة 11:04 PM
رد مع اقتباس