عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-25-2011, 01:05 AM
 
اسطورة : °0 سرُّ اللون الاحمر للتووت 0°

xX السلام عليكم و رحمة الله و بركاته Xx


سرُّ اللون الاحمر للتووت





+ القصة +


في قديم الزمان كان التوت او الكبوش الاحمر ابيض ناصع كالثلج اما سبب تبدل لونه هذا فغريب ومحزن حقا وله قصة جميلة سنستمع اليها الان فلقد حدث ذلك اثر وفاة حبيبين هما بيرام وتيسبا اجمل فتى واروع عذراء عرفها الشرق اللذين عاشا في بابل عاصمة الملكة الشهيرة سمير اميس صاحبة الجنائن المعلقة في منزلين متجاورين لان احد جدرانهما كان مشتركا وتاقا الى الزواج ولكن ذويهما عارضا بشدة غير ان الحب لا يعرف المنع فاذا حجبت شعلته ازدادت اتقادا فضلا عن ان الحب لابد ان يجد له سبيلا يسلكه فلم يكن ممكن ان يفرق اي احد او اي شيء بين هذين الحبيبين اللذين يشتعل فؤادهما غراما كان هناك شق بسيط في الجدار المشترك بين منزليهما لم يلحضه احد من قبل لكن العاشق لا تخفى عليه خافية فسرعان ما تنبه اليه المحبان واخذا يتبادلان من خلاله اعذب الهمسات وهكذا اصبح الجدار الممقوت الذي يفصل بين بيرام وتيسبا اتصالهماالوحيد الامين فكانا يرددان معا بفضلك نستطيع ان نتهامس ونتبادل الحديث الرقيق واعذب الكلمات بيرام يتكلم انك على الاقل تسمح لنا بالتخاطب انت تقود عبارات الحب الى الاذان المحبة هكذا كانا يرددان وعندما يسدل الليل ستاره ويتحتم عليهما الابتعاد احدهما عن الاخر كان كل منهما يطبع على الجدار كلمة الوداع المخلصة على امل اللقاء ثانية و في كل صباح عندما يطفى الفجر انوار النجوم وتجفف الشمس الندى عن الاعشاب كانا يتسللان الى جوار الشق فيقفان عنده تارة يتبادلان ايات الحب العميق و طورا يندبان سوء طالعهما و كان ذلك باعذب الهمس واقبل يوم لم يكن بوسعهما ان يطيقا صبرا على حالهما فقررا ان ان يحاولا الهرب في تلك الليلة الى خارج المدينة و يلتقيا في البراري حيث الحرية واتفقا على الالتقاء في مكان اسمه ضريح فينوس تحت شجرة هناك كانت شجرة توت باسقةمثقلة الاغصان بالتوت الابيض يتفجر بقربها ينبوع ماء بارد و راقت لهما الخطة و بدا ذلك اليوم في نظرهما كان لا اخر له و اخيرا غاصت الشمس في البحر وخيم الظلام على جوانب الدنيا و تحت جنح الظلام تسللت تيسبا من منزلها واتجهت سرا الى ضريح فينوس ولم يكن بيرام قد اقبل بعد فلبثت تنتظره يشجعها على ذلك الحب الذي يخفق بين جوانحها و فجاة لمحت لها تحت ضوء القمر لبوة افترست حيوانا و قد لطخت الدماء انيابها و هي اتية لارواء ظمئها في الينبوع .كانت ما تزال بعيدة عن تيسبا بحيث يتاح لها الهرب فبدات بالهرب و لكن عبائتها سقطت في الطريق و مرت اللبوة بالعبائة وهي في طريق الرجوع الى عرينها فاخذتها بانيابها ولاكتها و مزقتها قبل ان تختفي داخل الغابات ذلك ما وقعت عليه عينا بيرام عندما اقبل بعد بضع دقائق فامامه البقايا الممزقة من العبائة الملطخة بالدم وكذلك اثار اللبوة واضحة في الغبار فلم يشك في العاقبة بيرام يتكلم ان تيسبا اصبحت جثة بلا روح وهي حبيبتي كان لابد علي ان اتي قبلها الى هذا المكان المحفوف بالمخاطر لاحميها و اتهم نفسه بقتلها و انحى على الارض ورفع الى شفتيه ما تبقى من العبائة و اوسعها قبلا ثم حملها الى شجرة التوت قائلا : الان ستشربين دمائي ايضا وانتضى سيفه وطعن به نفسه فتفجرت منه الدماء وصبغت التوت بلون احمر قاتم اما تيسبا فعلى الرغم من شدة خوفها من اللبوة فانها كانت تخشى بان تخلف الموعد مع حبيبها فعادت مسرعة الى شجرة الملتقى شجرة التوت ذات الثمار البيضاء المشعة ولكنها لم تعثر عليها لان الدماء غطتها فكانت هناك شجرة لكن لم يكن هناك اي ثمار ناصعة البياض فيها و اذ اطالت التحديق بها طرقت اذنيها حركة تحتها فتراجعت مذعورة و ما هي الا لحظة حتى لاح لها خلال الظلام بيرام يسبح في دمائه و يعالج سكرات الموت فهرعت اليه و رجته ان ينظر اليها و يكلمها قائلة انا تيسبا حبيبتك ولدى سماعه اسمها فتح عينيه المثقلتين لينظر اليها النظرة الاخيرة ثم اغلقهما الموت .و ابصرت تيسبا سيفه ملقى بجانبه وقربه عبائتها الملطخة الممزقة ففهمت كل شيء و رددت لقد صرعتك يدك و حبك لي ايها الحبيب المسكين و انا استطيع ان اكون شجاعة مثلك انا كذلك استطيع ان احب حبا كبيرا مثلك الموت وحده كان قادرا على التفريق بيننا ولكن لن تكون له تلك القوة الان وغرست في صدرها السيف الذي كان يقطر دما من دم بيرام . وفي النهاية اخذت الرافة الالهة و ذوي الحبيبين اما ثمرة التوت الحمراء القاتمة هي الذكرى الخالدة لهذين الحبيبين لصادقين اللذين تضم رمادهما قارورة واحدة بعد ان عجز الموت عن التفريق بينهما .

ممـــا رآق ليـ ..



__________________
لآ حيآة مع آليآس ****** و لآ يآس مع آلحيآة



رد مع اقتباس