عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-27-2008, 03:55 PM
 
يا ابن آدم.. أتتك فرصة العودة إلى صراط ربك

يا ابن آدم.. أتتك فرصة العودة إلى صراط ربكيا ابن آدم. إنك واحد من رجلين في فجاج هذه الحياة الدنيا التي تمر بمعبرها، فإما أنك مؤمن بعبوديتك لله سبحانه وتعالى، موقن بأنك مملوك لذاته خاضع لسلطانه، ولكنك تشكو من سلطان شهواتك وأهوائك المسلطة على كيانك، تشكو من ثقل الأوزار التي تحملتها والتي حجبتك عن مولاك الذي آمنت به وأيقنت بذل عبوديتك له. وإما أنك من أولئك الذين حجبوا عن معرفة هوياتهم، ومن ثم حجبوا عن معرفة مولاهم وخالقهم، فأنت تعيش تائهاً في جنبات هذه الأرض لا تعلم لنفسك مولىً، ولا تدرك أن لك خالقاً، ومن ثم فإنك لا تدين له بالولاء والعبودية، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن لا تكون من هذا الفريق من الناس.فإن كنت من الفريق الأول مؤمناً بالله، موقناً بعبوديتك لله سبحانه وتعالى، ولكنك تشكو من الأوزار التي أثقلت كاهلك، تشكو من الأهواء والشهوات التي هيمنت على كيانك وكان لها سلطان التسيير لذاتك، فما أيسر أن تجد لنفسك دواءً ينجيك من هذا الداء كله. بابُ مولاك الأعز الواحد الذي لا ثاني له مفتوحٌ لا يغلق دون أحد. دواؤك أن تلتجئ إليه، وأن تقبل على بابه شاكياً آلامك، واضعاً بين يديه دائك، تشكو غليه نفسك الأمارة بالسوء، تشكو إليه الثقل الذي تحمله على كاهلك من الأوزار التي تحملتها، تقف بباب مولاك الأعز الأجل لا سيما وأن فرصة ذهبية قد أقبلت إليك قد لا تتكرر في حياتك بعد اليوم، ألا وهي فرصة اليوم الأغر الذي سنستقبله غداً يوم عرفة، ذلك اليوم الذي قال عنه المصطفى صلى الله عليه وآله سلم، فيما رواه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: ((خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلته أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)).انتهز هذه الفرصة وخذ نفسك بكل شراشرك وبكل أثقالك بكل ما تعاني منه، قف أمام باب الله سبحانه وتعالى الذي لا يُغلَق دون أحد من عباد الله سبحانه، واشكُ إليه، واشكُ إليه ما تعاني. قل: اللهم إني مؤمن بك، خاضع لسلطانك، موقن بوحدانيتك، معتز بذل عبوديتي لك، واثق من رحمتك، أقود نفسي بدافع من حسن ظني بك. أسألك اللهم أن لا تقطعني عنك بهذه الذنوب التي أثقلتني، أسألك اللهم أن تمزق هذه الحجب التي باعدت بيني وبينك لا بكفر بعد إيمان ولكن بهذه الشهوات التي هيمنت على كياني، وأنا ضعيف كما لقنتني حجتي إذ قلت: {وخُلِقَ الإنسانُ ضعيفاً}.
رد مع اقتباس